Chapter Ninty-two
" مُفرقعات "
الكثير فييّ مجنون بكِ و أنا لا أطلب منكِ سوى أن تفهمي أنني نصف شيطان
رفعت رأسها عن حِجرها بهدوء لتظهر عيناها المحمرة من أثر البكاء ، عادت الدموع تتجمع بعينيها كلما تذكرت أنه سيعود و يهاجمها من جديد ، أجهشت بالبكاء من جديد و هي تحاول تذكر ما حدث معها و لكنها لا تُفلح ، أسندت رأسها على الجدار خلفها و عقلها يعج بالأفكار الكثيرة ، شهقت ببكاء منجرفة مع مشاعرها ، ندمها , خوفها , و حزنها .
تمتمت لنفسها موبخة ، و كأن في صدرها مكان يتحمل ذلك اللوم الذي تلقيه على عاتِقِها ، هي تعلم انها مُخطئة و لكن ما عاد ينفع الندم فلقد حدث ما حدث و انتهی الامر .
آماندا : ماذا فعلت أنا ؟ ماذا فعلت ؟ تشين سيقتلني ... سيقتلني .
علا صوت بُكائِها من جديد و انتشر في جدران الغرفة , قلبها لوّام و ندمان , كيف ستصلح الأمر ؟ بالتأكيد لن تتلقی الرحمة من زوجها علی ما فعلته , لكنها تتمنی أن يغفر لها خطأها المغفل هذا رغم أنها تشك في ذلك .
صرفت نظرها إلی النافذة , لقد أشرقت الشمس في السماء و منحتها لونها الأزرق بصفاء و هو لم يعد بعد , وقفت ببطء و تمهل ثم تقدمت ناحية الباب , ودت فتحه لكنه مغلق عليها فثُبت عليها الحبس في مخدعه .
دون أن تحاول كثيراًً تراجعت للخلف ثم إلتفتت إلی دورة المياه , إستقامت تحت رذاذ الماء بصمت حتی شعرت بِدفئها في كل جسدها , نظفت شعرها بقوة حتی وجدت نفسها تبكي من جديد , شعرها الذي جرّها منه بالأمس بكل قوته بات ضعيفاً متعباً , انخفضت تنظف جسدها عن آثار الخمر و الماء القذر الذي لوثها بنظر زوجها , جسدها الذي هُُشِم بين كفيه .
أحاطت جسدها بمنشفة قصيرة ثم وقفت أمام المرآة تنظر لِوجهها الجميل كيف أصبح ذابلاً , تنفست بعمق ثم همست لِنفسها بإحتدام و عيناها تلمع بالإصرار .
آماندا : سأقوم بإصلاح ما فعلته .
صفقت وجهها بالماء عدة مرات , ثم خرجت و أنتقت ثوب جميل يصل لِأسفل ركبتيها , إرتدته فأنساب علی جسدها بجمال بإطرافه الواسعة قليلاً , أخذت مجفف شعرها و أستخدمته بترتيب شعرها كما يحبه مموجاً ثم جلست علی السرير تنتظر أن يأتي إليها و تكلمه ; علها إستعطفته إليها و غفر لها ذنبها الأحمق .
بقت عيناها تراقب الساعة في كل دقيقة تمر , ملت الإنتظار كثيراً فدبّات عقارب الساعة أبطئ من دبّات السُلحُفاة , وجدت عيناها تغلق رغماً عنها و إتصالها في الواقع بدأ ينخفض تدريجياً حتی سلبها الوسن وعيها و غرقت في نومٍ عميقٍ كلا عقلها و جسدها يحتاجه بِشدة .
مالت الشمس في الأفُق برفق و انتصف النهار , انعكست أشعة شمسُ العصر عليها لكنها لا تشعر بشيء فما زالت لم تأخذ كفايتها من النوم , فُتح باب الغرفة ثم دلف جسده المتهالك إلی الداخل , رمقها بهدوء و هي تتمد فوق السرير و تحديداً في مكان نومه , تنهد بقوة قبل أن يسلك طريقه لدورة المياه و يأخذ حماماً دافئاً , عقله هو الآخر ليس بخير , قلبه و عقله في صراع قوي , قلبه الذي يدافع عنها و عقله الذي يلقي كل اللوم عليها , و ما بين هذا و ذاك تهشم .
إرتدی بنطالاً منزلياً ثم تمدد جانبها بهدوء , وضع ذراعه فوق عينيه و استنشق نفساً قوياً فرغ به ثقلاً عن صدره ؛ قُرّبها منه يجعله يشعر بثقل اكبر فتارة يود لفها اليه و تقبيل شفتيها حتی يتخدر و اخری يود التهجم عليها و توبيخها بكل قوته حتی يفرغ ما بقلبه من غضب عليها , أغمض عينيه كما فعلت فجسده مُنهك بشدة و لا يستطيع المقاومة , غفی بجانبها بهدوء .
إلتفتت بجسدها إلی الجهة الأخری ثم وضعت رأسها علی صدره و أحاطت خصره بذراعها دون وعي منها فهي ما زالت نائمة , لكنه أستيقظ عندما شعر بثقلها علی صدره و كفها الذي تموضع حول خصره , فتح عيناه بتثاقل ثم إستكشف هذا الثقل الذي هو زوجته , عاد ليغلق عينيه زافراً أنفاسه ثم همس بجفاء .
تشين : لن يرق قلبي .
سُلِب النوم من عينيه و ما عاد يستطيع العودة إلی عالم اللاوعي , تنهد بضيق ثم أخذ ينظر للأعلی بشرود و أثناء شروده ذاك غرز أصابعه في شعرها البندقي المموج التي تنبثق منه رائحة طيبة قوية , سحب خصلة و أخذ يشتمها بشرود و كأن حواسه و أطرافه تنصاع لرغبات قلبه و تتمرد علی عقله الذي يتحكم بجسده .
وعی علی نفسه عندما تحرك جسدها بخفة ليسحب يده سريعاً , أما هي فتحت عيناها علی ظلام الغرفة ثم تثائبت بلطف , عندما وعت علی ماذا تنام , رفعت رأسها و نظرت إلى وجهه , كان يمثل النوم , تنهدت هي ظناً منها أنه فعلاً نائم و أعادت رأسها علی صدره .
همست و هي ترسم دوائر وهمية علی صدره أشعلت المشاعر المحببة في داخله .
آماندا : أحبك بقدر ما أخاف غضبك , ليتك تسامحني , ماذا أفعل لإنال العفو منك ؟
همس بإجحاف جعلها تشهق منتفضة من مكانها فزعاً فلقد كانت تظنه نائماً .
تشين : لا شيء , فقط اصمتِ .
إمتدت يدها ببطء ثم تموضعت علی كتفه بإرتجاف ، نطقت بصوت مهزوز يكبت غصّات الحزن في قلبها و عيناها مائلة للإسفل بحزن .
آماندا : أنا لا أستطيع التعايش مع غضبك علي , دلني علی طريق إلى قلبك يجعلك تَحِن علي من جديد , أنا ضائعة من دونك , فلا تحرمني أنت .
أدار وجهه للجهة الأخری حتی لا يعطف عليها و قلبه بالفعل لان , لكنها أخطأت خطأً كبير لا يغفر بهذه السهولة ، عليها أن تثابر بطلب الصفح حتی تستحقه و إلا ظنته ذا عقلية مرنة , لكنها و بكل لطف وضعت رأسها علی كتفه و همست بحزن
آماندا : أنا فعلاً آسِفة !
ودت لو أن كبريائه يضمحل بوجودها و قلبها يحن عليها و رجولته تجن بأنوثتها لكن كلٌ من هذا لم يتحقق أمام كبرياء رفضه , رنين هاتفه قد قطع عليها توددها إليه , رفع هاتفه مجيباً ليعلو التوبيخ من الجهة الأخری , جلس تشين علی سريره متكلماً بغضب .
تشين : إلتزم حدودك عندما تتكلم معي ، أنت مدير أعمالي لذا أنا أستطيع أن أقوم بطردك إن تطاولت علي مجدداً .
آماندا كانت تراقب كلماته المرصوصة بغضب لمدير أعماله و هي تنظر لوجهه الغاضب الملتجم , حالما إلتفت بوجهه إليها أصفر وجهها سريعاً و ابتلعت ريقها بصعوبة , تلك النظرة في عينيه لا تبشر , ينظر لها و كأنها أرتكبت جريمة بحق البشرية و هو قطّاع الرؤوس .
أغلق الخط علی مضض و وصلته رسالة فيديو و صور مرفقة , تصفحهم بأعين منفرجة و ملامح باهتة ، رفع رأسه عن هاتفه و أعاد النظر إليها بذات الطريقة المخيفة , أرادت أن تأخذ إحتيطات السلامة بتراجعها للخلف لكن الآوان قد فات , قبضته تولت شعرها لتشهق هي من شدة الألم و الخوف , همس هو بفحيح و عيناه تصب شراراً قادحاً من لهب.
تشين : ماذا إرتكبتِ من مصائب في حفل الأمس بحق الله ؟
أجابت هي بأنفاس متقطعة و عيون مغلغلة بالدموع .
آماندا : لا أعرف , لا أذكر !
هدر بعنف و هو يشد شعرها بقوة شديدة إليه جعلتها تصرخ لِشدة الألم .
تشين : ماذا تعنين بلا أعرف ؟ كاميرات الصحافة إلتقطت صوراً لكِ و فيديوهات تُبث في صفحات الانترنت و أنتِ ترقصين , تتجرعين الخمر , و تتغنجين , أنا سأقتلكِ اليوم و أريح نفسي منكِ يا لعينة .
رمی بها علی السرير بقوة ثم وقف متلفتاً حول نفسه عله وجد حلاً لهذه المصيبة و عندما عجز عقله أفرغ غضبه عليها بصفعات نالت من جسدها و هو يشتمها بصوت عال لشدة جنونه في هذه اللحظة .
ترنح رأسها حتى حط على فراش السرير لشعروها بالدوران الذي أنهك قدرتها على التوازن ، شهقت مرات مريرة حتى أطاحت بأنفاسها ، دموعها صبت الكثير من مخزونها حتى تورمت و أحالت لونها إلى الأحمر ، شفتيها تخرج بين الفينة و الأخرى ألف آهٍ .
أما هو جلس على حافة السرير واضعاً رأسه بين كفيه ، فِكره قد شُغل بألف قول ، ماذا ستقول الصحافة و ماذا سيقولون الناس و كيف عليه أن يصلح كل هذا ؟ رفع رأسه من بين راحتيه ثم إلتفت إليها و عيناه كالجمر ليس غضباً فقط بل و لإحتباس الدموع فيهن .
همس بضياع و عيناه تدور على ملامحها الذائبة
تشين : ماذا سأفعل الآن ؟ كيف سأخرجك و اخرجني من هذه الورطة ؟ أأقتلنا ؟!
لم ترد عليه بأي كلمات فحالتها المزرية لا تسمح لها بالحديث ، كل ما تصدره شهقات بكاء و آهات ألم ، تفشى الإنزعاج به لحالتها التي تبصرها عينيه بمرارة و أكثر ما يزعجه أنها السبب و تستحق .
إستقام من على السرير ثم إتجه بخطوات بطيئة إلى النافذة ، وقف و أخذ ينظر إلى الخارج بهدوء و عقله يدور في دوامة حتى شرد و غفى عن الواقع عقلياً ، كيف سيحل هذه المعضلة ؟
.................................................
كان قد عاد إلى المنزل بنفس الليلة و لكنه لم يُلقي كلمة واحدة ، هي تبقى طوال اليوم بِمخدعهما و هو يبقى في غرفة أخرى خُصّصت لأطفالهما في المستقبل حتى أنهما لم يتقابلا و لو لمرة و لا حتى مجرد مرور عبر بسلام أو تجاهل .
هي منذ تلك الليلة أقسمت أنها لن تحدثه طالما لم يعد نادماً إليها ، تبقى طوال اليوم تدور في المنزل ، تحضر له الطعام و تضعه على الطاولة لأجله كل يوم ثم تعد أدراجها إلى مخدعها قبل أن يعود ، إعتادت منذ الأيام الأخيرة أن تقف أمام النافذة تنتظره أن يصل في وقت عودته كي تتمكن من الحصول على نوم هادئ و عميق .
هو كل يوم يفتح أبواب منزله و قلبه يرجو إستقبالها بقبلة ناعمة و عناق دافئ كما يحدث يومياً ، لكنه يعود خائباً عندما لا يصله عَبَقِها و لا رنة خِلخالِها ، فقط يرى طاولة الطعام مُزينة بكل ما يشتهيه يومياً ، لكن الطعام فقد لذته بحكم حواسه التي لن تستمتع بأي شيء دونها ، يهضم بعض اللُقم القليلة فقط التي لا تسمن من جوع كي لا تشعر بأن مجهودها في طهي الطعام يضيع سُداً .
كلاهما يرغب بمرور طفيف يلهب مشاعرهما و نظرات مشتاقة تُخبّر عما في داخلهما ، كلاهما يود الإفصاح عن مشاعرهما بالكلمات و الأفعال ، كلاهما يحتاج أحدهما الآخر في كل لحظة تمر لكن ما من أحد يتنازل عن كبريائه ، هي تعيش محاولات إقناع مكثفة من عقلها على قلبها ، هو المخطئ و هو عليه من يعد نادماً آسفاً و ليست هي ، و هو أدرك تسرعه بجعل الغضب يحكمه كالمغيب لكنها ما تكلمت بطريقة سوى أنها أظهرتها مذنبة بنظره ، حسناً ! كلٌ منهما يدين للآخر بإعتذار ، لكن ما من أحد تخلى عن كبريائه أو سيتخلى لأجل نفسه قبل الطرف الآخر .
هكذا قضيا اليومين الأخيرين ، و اليوم كعادته عاد إلى منزله بذات الوقت المعهود و بقلبه ذات الرجاء للقائها فلقد إشتاق لها حقاً ، لكن شعور اليأس أصبح يتداخل مع مشاعره الأخرى .
ربما اليوم يحمل قدراً مُختلِفاً عن غيره من أيام مضت في تجاهل و اشتياق أنهك قلبيهما حنيناً ، أدار المفتاح في الباب ثم دفع دفته بخفة و دخل مخفضاً رأسه لإنهاكه من العمل ، وصل مسامعه صوت شهقاتها الباكية في الداخل فانتفض واعياً و نشيطاً و انطلق مهرولاً ناحية صوتها .
دلف إلى المطبخ ليراها تجلس على الأرض متربعة و تبكي بشدة ، نادى عليها باسمها بصوت قلق فإلتفتت برأسها إليه ، و هنا وقفت غصة قهقهة في حلقه نجح في كتمها بالقوة ، همس بهدوء .
لاي : لِمَ تبكين ؟
نطقت بإنزعاج واضح جداً من نبرتها التي بدت قاسية بعض الشيء .
ليليانا : لا شأن لك .
إرتفع حاجبه فوراً بسخرية و احتدت ملامحه قليلاً ، لكن مظهرها لا يسعه على الغضب عليها فوجهها المليح مُلطخ بالشوكولاتة ، إبتسم بخفة عندما ملئت ملعقة بالشوكولاتة ـ الآن فقط أدرك أنها تحمل بيديها علبة شوكولاتة ـ ثم وضعتها على ملئها الكبير في فمها مرة واحدة ، ضحك بخفة غير قادراً على كتمها أكثر لتنوح ببكاء هي .
أقترب منها ثم جلس على قدميه أمامها ثم همس بلطف و عيناه تأكل ملامح وجهها الملطخة بنهم كما تفعل هي بالشوكولاتة .
لاي : لأول مرة أرى أحد يأكل الشوكولاتة بهذا النهم و يبكي بحرارة .
أجابته بغلاظة بعدما دحجته بنظرة غاضبة ما وسعها إلا أن تكون لطيفة .
ليليانا : ها قد رأيت ، ماذا تريد ؟
رن هاتفه في جيبه قاطعاً عليه تسديد رد مُناسب لها ، رفعه إلى أذنه مجيباً ، بقي يستمع إلى ما يقوله الطرف الآخر بصمت حتى أنهى المكالمة متنهداً و أعاد هاتفه إلى جيبه ، أعاد نظره إلى زوجته التي تنظر إلى علبة الشوكولاتة الفارغة بحزن ، وضع يده على رأسها لكنها إنتفضت كالمقروصة ، تنهد هو مرة أخرى فالخوف بادي على ملامحها ، لكنه وجه سؤاله بحزم متفادياً مشاعره المضطربة .
لاي : أخبريني لماذا تبكين؟
أعادت نظرها إلى علبة الشوكولاتة قائلة بحزن و شفاهها قد تقوست للأسفل بحزن .
ليليانا : لقد فرغت علبة الشوكولاتة ، أنا أكره الشوكولاتة .
وضع كفه على كتفها و قبل أن تبتعد و ثبتها بقبضتيه على كتفيها و قربها إليه حتى تقابل وجهيهما عن بعد يسير ، فرجت عيناها بمزيج من الخجل و التفاجئ لكنه إكتفى بإبتسامة جانبية .
أقترب منها بشدة حتى لامست شفتيه جانب فمها و همس بصوت خفيض .
لاي : لكنني أحبها .
أغمضت عيناها بقوة و ارتجف ذقنها بخفة عندما جالت شفتيه و لسانه على وجهها متناولاً ما على وجهها من شوكولاتة بنهم و حب شديدين , جعلها تندم انها لم تلطخ كاملها بالشوكولاتة لكانت حصلت علی قبلات أكثر .
إبتعدت عنه قصراً حفاظاً على كرامتها التي داس عليها مسبقاً ، نظرت إلى جانبها متجنبة النظر إلى عينيه التائقة إليها بجنون ، أخذ هو خصلها الكستنائية الناعمة و وضعها خلف أذنها ثم همس لها بإشتياق مثير .
لاي : جهزي نفسكِ .
إلتفتت إليه برأسها بقوة ثم همست بحزم قاطع و عيناها لمعت بغضب .
ليليانا : لن أعطيك شيء .
إبتسم بخفة لجوابها القاطع ثم همس و هو ينظر بعينيها بعمق .
لاي : لنذهب معاً كي أشتري لكِ علبة شوكولاتة أخرى .
نهض واقفاً أمامها لتطلق " ها ؟! " محتارة و خجلة بذات الوقت فتفكيرها ذهب بعيداً عما يقصده فعلاً ، أردف بصوت هادئ و هو يخطو إلى خارج المطبخ .
لاي : منحرفة .
تأفأفت بحنق ، ثم ضربت رأسها بخفة موبخة نفسها .
ليليانا : مغفلة ، ما كان علي قول ذلك ، لماذا فكرت هكذا ؟
نظرت إليه و هو يصعد درجات السلم للأعلى بهدوء و يديه في جيوب بنطاله فهمست بحقد .
ليليانا : هو من تلاعب بالألفاظ ، أي كان سيفهمها كما فعلت .
أحمرت وجنتيها بخجل عندما تذكرت لحظاتهما الحميمة قبل دقائق ، لكنها نفت برأسها سريعاً و قالت لنفسها الكاذبة .
ليليانا : لا ، لن أسامحه بهذه السهولة ، لن أفعل .
صف سيارته أمام باب المنزل ينتظرها أن تخرج إليه و في قلبه شوق و حماس مفرط للحديث معها ثانية ، خرجت بعد دقائق إليه و كانت تحمل في يدها حبة ليمون تأكلها ليضحك بخفة ، كم طابت له زوجته الوحمى هذه ! فتحت باب السيارة ثم جلست بجانبه دون أن تنبس بحرف و بقوة صفقت الباب حتى تغيظه لكنه تحامل على نفسه غصباً ، أطلق تنهيدة يتجرع بها الصبر على إيذائيها لباب سيارته الجميل اللطيف !
إنطلق بطريقه نحو المجمع التجاري القريب ، نظر لها عندما إصطف أمام المركز و أردف معلماً .
لاي : فمكِ ملطخ بالليمون .
رفعت كتفيها بعدم إهتمام ثم قالت بهدوء .
ليليانا : يعجبني هكذا .
نفى برأسه هامساً بينما عينيه عالقة على شفتيها .
لاي : لكنه لا يعجبني .
أقترب نحوها سريعاً جعلها تحبس أنفاسها ، أبعدت رأسها عنه عندما علمت ماذا يريد فهو ينظر لشفتيها بنهم ، لكنه وضع كفه على ذقنها و أعاد رأسها إليه ببعض القوة ثم قبل شفتيها بنهم كسابقتها في المنزل و لكنه أطال أكثر ، همس على شفتيها مبتسماً حالما فرغ من قبلته .
لاي : أنتِ حامضة .
ردت عليه بغيظ دون تفكير ندمت عليه و بشدة عندما ضحك عالياً .
ليليانا : بل أنا حُلوة .
ضربت جبينها بكفها بالخفاء و الدموع تشكلت في عينيها لشدة الاحراج فهو لا يتوقف عن الضحك و هذا محرج ، إلتفت إليها ثم همس بتحبب و عيناه كعينيها دامعة و لكن لكثرة الضحك .
لاي : نعم , أنتِ فعلاً حُلوة جداً .
ترجل من السيارة لتلعن بصوت منخفض قبل أن تتبعه ، مشت بجانبه مع إبقاء مسافة كبرياء محطم بالفعل ، دخلت برفقته إلى المركز التجاري ثم هرولت بفرح سابقة أياه بخطوات نحو قسم الغِذاء ، ضحك هو بمرح ثم لحقها بخطوات متأنقة و هو يضع يديه في جيوبه و وجهه مزين بملمحٍ مغرور .
أكثر ما فاجئه اليوم عندما وجدها تحوم حول موضع الموالح المسلية ، فستق ، بندق ، لوز و مقرمشات أخرى مالحة ، نظر لها مدهوشاً ، هي على ماذا تتوحم بالضبط ؟!
عادت إليه مُسرِعة ثم نطقت بلهفة و الإبتسامة تشق وجهها الجميل .
ليليانا : أشتري لي الغريفوت .
فتح عيناه على وسعهما ثم نطق بإنفجاع .
لاي : أنتِ ماذا تريدين بالضبط ؟!
كشرت ملامحها بحزن ثم همست بنبرة تثير الضحك لإعوجاجها بين اللطف و الحزن .
ليليانا : قل لي أنك لا تريد أن تشتريه لي و كأنني حملت الطفل وحدي .
أغمض عيناه و رفع رأسه عالياً و يداه تتموضع على خصره ، همس و هو على وشك الإنفجار .
لاي : يا إلهي كُن بعوني !
عقدت ذراعيها إلى صدرها و إستندت على قدم واحدة ، ثم قالت بفظاظة .
ليليانا : ماذا ؟ هل مللت مني ؟
نظر لها مفجوعاً بعينيه المنفرجة بقوة ثم لطم جوانب رأسه بعصبية مفرطة لتتراجع خطوة إلى الخلف بخوف ، قبض على كفها ثم سحبها خلفه ببعض القوة لتهمس بتوجس .
ليليانا : على مهلك ! إنني أحمل طفلك الذي لا تريده بإحشائي .
خفف من قوة قبضته على كفها و سحبها بلطف إليه دون أن يرد عليها ثم وقف أمام الموظف المسؤول و طلب بتهذيب .
لاي : أريد أن أشتري الغريفوت .
همست ليليانا بصوت خفيض مُرتاب .
ليليانا : ما عدت أريده .
إلتفت لها بعصبية شديدة ثم أردف بغضب قوي و عيناه إمتلئت بحمرة الغضب .
لاي : أنتِ ستسببين لي بالجنون ! ماذا تريدن إذن ؟
همست بصوت خائف منخفض لعلو صوته الغاضب بشدة عليها و هي تنظر له بنصف عين .
ليليانا : أريد البرتقال .
تنهد بقوة ثم إلتفت إلى الموظف الذي يقف بصمت ثم هدر بعنف .
لاي : إسمعني جيداً ، أريد أن أشتري ثلاث علب من شوكولاتة النوتيلا ، خمس كيلوغرامات من الغريفوت و البرتقال و الليمون ، أريد أيضاً المقرمشات والمسليات المالحة .
تبسمت خلفه بسعادة و لكنه أخفتها فوراً و اخفضت رأسها حالما إلتفت إليها بغضب .
.....................................................
اليوم هو ذلك الذي إنتظره ذاك الوسيم بفارغ صبره ، عامين من الحب الصامت و الإنتظار الطويل بين كلاهما ، حب دام على شكل نظرات مغازلة و أخرى مشتاقة يتوَج اليوم برباط مقدس يجمعهما تحت سقف واحد ، حب إنتظر حتى نضج و اليوم يقدم على شكل خاتمين من حب لِعقد رباطه الأبدي في رباط الزوجية .
في غرفة إنتظار العريس ، يجتمع حوله الرجال بفرح و مرح ، أما هو يبتسم بتفاخر و فرح معايناً مظهره الجذاب الرجولي على المرآة ، نطق بيكهيون ممازحاً .
بيكهيون : هذا و كنت قد أخبرتنا بأنك أول من سيتزوج بيننا ، أترى ؟ زوجتي ستلد و أنت ما زلت عازباً .
إلتفت إليه شيومين مبتسما بهدوء ثم ربت على كتف بيكهيون قائلاً بإبتسامة .
شيومين : ليس بعد الآن ، لقد خطفت أميرتي بالفعل .
إلتفت و نظر لإصدقائه العزاب ثم أكمل .
شيومين : و الصف خلفي مازال طويل .
أعاد بصره لبيكهيون ثم نطق ساخراً .
شيومين : أما أنت فاهتم بزوجتك البالونة ، قد تلد في زفافي.
شهق بيكهيون بدرامية ثم استرسل بتنكيل .
بيكهيون : يا إلهي ! بالونتي قد تلد في زفافك ، جيد ستنزع لك زفافك .
قهقه الشباب من حوله بينما وجه شيومين تخصب بالغضب و هو يهدر بعنف .
شيومين : أياك ، سأقتلك وقتها !
في غرفة إنتظار العروس ، يجتمعن حولها الفتيات بينما يعدلن على مظهرها بلمسات خفيفة ، أثناء ذلك إسترسلت كاثرين بشقاوة .
كاثرين : الليلة ليلة شيومين ، يا لحظه كم أنتِ جميلة !
تخصبت وجنتي روزلي بحمرة الخجل و أخفضت رأسها بإحراج لتتقدم إيزابيلا إلى كاثرين قائلة .
إيزابيلا : لا تحرجيها هكذا كاثرين ، عليكِ أن تكونِ أكثر وضوحاً ، لا أشك أنها بعد الغد ستكون حاملاً .
ضحكن الفتيات بشدة و إلتفتت العروس إلى ميرسي أريانا تستنجد بها فأردفت ميرسي أريانا بحزم موبخة .
ميرسي أريانا : توقفن يا منحرفات عن مضايقتها .
وقف العريس في منتصف صالة الزفاف ينتظر عروسه دون صبر ، أُطفِئت أضواء القاعة و أنار ضوءً ساطع من مدخل القاعة إنعكس على فستان العروس الأبيض ليبتسم هو بسعادة من بعيد ، دارت موسيقى لطيفة على السمع لإستقبالها و إنعكس الضوء على وجهها فابتسمت بخجل ، و هنا تخلى شيومين عن الغرور و التفاخر و انطلق راكضا نحوها بسرعة مسبباً للجميع الضحك و هم يصفقون بحرارة ، حملها بين ذراعيه لتشهق بقوة خوفاً و تفاجئ بذات الوقت ، علقت ذراعيها بإحكام حول رقبته و هو يدور بها بسرعة صارخاً بسعادة .
شيومين : أحبكِ ، أخيراً أنتِ لي .
حضنها بقوة شديدة إليه معبراً عن سعادته الغامرة و صوت التصفيق ما فتئ يعلو أكثر ، أنزلها على الأرض واقفة ثم عاد يحتضنها بقوة و كأنه يريدها أن تخترق قفصه الصدري و تجلس بقلبه إلى أبد الآبدين ، أردف بصوت يصل الجميع يتلو وعوده .
شيومين : أعدكِ وعداً قاطعاً لا نقض فيه بأنني سأحبكِ و أحميكِ للأبد و أنني سأسعدكِ و لن أتسبب لكِ بأي أذى أو حزن أبداً و لا حتى بدمعة .
كوب وجهها بكفيه ثم قبل جبينها مطولاً ، همست هي بصوت بدى متأثراً جداً بكلامه شديد الحب .
روزلي : و أنا أعدك بأنني سأعيش على حبك و سأخلص لك حتى بعد موتي و سأكون لك الزوجة و الحبيبة و السند دائماً و أبداً و أنه لن يفرقنا سوى الموت .
دي او و كريستين كانا حاضرين أيضاً ، كان دي أو قد أصر بإلحاح شديد على حضور الزفاف كما فعلت كريستين ، فكلاهما إلتزاما بالحضور بواجب أخوي ملزم و لكنه محبب ، هو أبقى نظره عليها من بعيد ، يحدق بها بشراسة و جنون دون أن يبعد نظره من عليها و لو للحظة ، يود إلتهامها لو سمحت له الفرصة .
أما هي فقط تتجاهله بكل قوتها و لم تلقي عليه حتى نظرة واحدة ، فمشاعرها أصبحت باردة إتجاهه و نوت على أن لا تبقي في قلبها ذرة حب تجاهه ، ذراعها المعقودة على رقبتها سبباً كافي لتكرهه ، إلتزمت بالجلوس بين الفتيات و إلتزمن بالبقاء حولهن حتى لا يجد دي أو طريقاً للوصول إليها .
توتر العلاقة بين سوهو و ماريا أيضاً جلي واضح فهو ينظر إليها ببرود بين الفينة و الأخرى أما هي فتتجاهل ذلك بالقوة ، لا يحدثها فقط يلقي الأوامر بأن تفعل أو لا تفعل ما يريد بجفاء و برود و هي توافق على كل شيء ، لا تريده أن يغضب منها في هذه المناسبة .
من ناحية أخرى ؛ ليليانا لم تتحدث مع لاي مطلقاً حتى أنها تتجنبه كلما حاول محادثتها ، كبريائها الممزق و عزيمتها تجعلها ترفض الحديث إليه و مصالحته دون أن تنال منه إعتذاراً مطولاً تستعيد به كرامتها التي أزهقها بتسرعه .
آماندا التي تقف بجانب تشين غصباً و أعين الحاضرين تتمركز عليها ، جعلها تقترب من تشين أكثر ، هو بالفعل يقبض على كفها بقوة شديدة تسبب لها ألم فظيع تكتمه بالغصب ، همست و هي على مشارف البكاء لشدة الألم الذي يفتك بكفها راجية رحمته .
آماندا : أرجوك يدي ستحطمها ، تؤلمني بشدة .
همس و هو ينظر أمامه قائلاً بحدة .
تشين : تستحقين القتل .
أنزلت خصلات شعرها على وجهها لتغطي ملامحها الباكية المتألمة ثم همست بصوت متقطع .
آماندا : أترك يدي و إلا صرخت .
إلتفت إليها سريعاً يدحجها بنظرة غاضبة لكنه ترك يدها ، أرادت أن تنسحب من جانبه لذلك همس بتحذير حاد .
تشين : إن تحركتِ من مكانكِ سأكسر قدميكِ أمام العامة .
إقترب بيكهيون إلى لاي ليحدثه فعدم الرضا بائن على وجهه ، وقف بجانبه ثم همس و هو ينظر إلى الحضور و يقدم إبتسامات مزخرفة .
بيكهيون : ماذا هناك ؟ تبدو غريباً اليوم ، هل من مشكلة ؟
تنهد لاي دون أن ينظر إليه بل ينظر إلى الحضور كما يفعل بيكهيون تماماً ثم همس بصوت مبطن بالهم .
لاي : ليليانا حامل .
إلتفت إليه بيكهيون سريعاً ثم بارك له بكلمات معانقاً أياه ، لكن السعادة ليست بائنة على وجه لاي ليتسآل بيكهيون قاطباً حاجبيه بإستفهام .
بيكهيون : ألست سعيد بذلك ؟!
نفى لاي برأسه بهدوء ثم همس بعد تنهيدة .
لاي : الأمر ليس بأنني لستُ سعيداً بذلك لكن الطبيب أخبرني بأنني لا أنجب .
طالعه بيكهيون بنظرة متعجبة ليكمل لاي فهو يحتاج لمن يحدثه و بشدة و أخيراً جاء من يسمعه .
لاي : أخبرتني بأنها حامل و أنا أظن بأنني عقيم فهاجمتها و تشاجرنا .
إستوقفه بيكهيون متسآلاً بحدة .
بيكهيون : أتشك بإخلاصها و عفتها ؟!
نفى لاي برأسه سريعاً مدافعاً عن نفسه ثم أكمل مبرراً موقفه .
لاي : لا أنا لم أفعل ، لقد إستهجنت الأمر و قلت كلاماً مغفلاً لكنني لم أقصده صدقاً، كنت متفاجئ كثيراًً لكنني لم أشكك بها ، لقد تسرعت في الغضب عليها فهي ظنّتني أفكر كما ظننت أنت ، تواقحت بالكلمات معي لذلك عنفتها متناسياً طفلي الذي يسكن أحشائها ، الآن هي لا تحدثني تنتظر إنتصاراً لكرامتها بإعتذار مني و أنا لا أقوى على الإعتذار أيضاً.
أطلق بيكهيون تنهيدة حارة ثم أردف بهدوء تتخلله الجدية في حديثه .
بيكهيون : أظن أنه يجب عليك مصالحتها بإستغلال حملها ، أتمنى أن تكن فترة حملها تصب في مصلحتك ، ثم أن ما أخبرك به الطبيب أنا متأكد أنه مخطئ .
تنهد لاي بضجر حالما تذكر وحامها المرير ثم إلتفت إلى بيكهيون شاكياً بقوة .
لاي : لا أظن أن فترة حملها ستصب في مصلحتي ، أما بالنسبة إلى الطبيب فلقد أعلمني بنتيجة ليست لي و أعتذر عن خطأه .
إلتفت بيكهيون إليه ثم همس بحنق .
بيكهيون : هذا الطبيب غير مسؤولاً ألبتة ، ثم أنت صدقته بأنك عقيم فقط أنظر لنفسك ستعلم أنك ستحظى بحياة مليئة بالأطفال .
ضحك لاي بعلو على مقصد بيكهيون المنحرف ليكمل الآخر ممازحاً .
بيكهيون : أتمنى لها فترة وحاماً تنهكك كما أنهكتني زوجتي .
ضحك لاي للمرة الثانية على التوالي ثم أجابه مبتسماً .
لاي : أظن أن حملها سينهكني فعلاً ، أنني لا أستطيع تحديد ماذا تريد ، تارة تريد الشوكولاتة و أخرى تريد الموالح ثم ترفض و تطلب الحوامض ، أنا لا أفهم ماذا تريد أبداً.
شاركه بيكهيون بتجربته رادفاً بين إبتسامات واسعة .
بيكهيون : علی الاقل لا تتوحم عليك .
ضحك بيكهيون هذه المرة ثم إلتفت مبتسماً ينظر حيث ترك زوجته لكنه لا يراها بين الجموع ، عقد حاجبيه ثم تقدم باحثاً عنها بين الفتيات لكنها ليست موجودة .
تلفت حول نفسه يبحث عنها بنظره لكن ما من أثر يتحدث عنها ، تقدم منه لاي ثم إستفهم .
لاي : ماذا بك ؟ عن ماذا تبحث ؟
قلبه نبض بعنف و عيناه إنبسطت بقلق شديد ، همس بصوت خفيض قلق جداً .
بيكهيون : أين إيزابيلا ؟
إلتفت لاي حوله يبحث بنظره عنها لكنه لم يجدها ، همس محاولة منه لبعث الإطمئنان بقلب أخيه .
لاي : لا تقلق ، ربما تكن في دورة المياه .
نفى بيكهيون برأسه هامساً بقلقٍ حقيقي و خوف .
بيكهيون : لا ، إنها لا تذهب لدورات المياه العمومية ، أيضاً هي لن تخرج دون أن تخبرني .
تقدم من الفتيات مهرولاً و القلق الذي يعتلي ملامحه شد الإنتباه إليه ، تسآل و التوتر بائن عليه .
بيكهيون : أرأيتن إيزابيلا ؟
همست فكتوريا بشرود و هي تنظر حولها .
فكتوريا : لقد كانت هنا قبل دقائق .
هرول بيكهيون إلى دورة المياه لربما هي هناك لكنه لم يجدها ، خرج و بحث عنها بالخارج لكنه لم يجدها أيضاً ، عاد إلى قاعة الزفاف و أنفاسه متقطعة لكثرة ركضه ثم طلب من العمال بأن ينادوا عليها باسمها من مكبرات الصوت ، إنتظر كثيراً لكنها لم تظهر .
جلس على أحد الكراسي بإهمال ثم حاوط رأسه بكفيه يفكر أين ذهبت ؟! و لِمَ لم تخبره ؟! ربما أصابها مكروه ، تجمع حوله الأصدقاء يحاولون تهدئته و مواساته ، أردفت ميرسي أريانا بصوت يدعي الهدوء .
ميرسي أريانا : لا تقلق بيكهيون ، هي ربما خرجت و ابتعدت قليلاً دون أن تخبرك ، ربما تعود الآن .
نفى بيكهيون برأسه ثم وقف ليهمس قلقاً خائفاً متوتراً .
بيكهيون : لا ، هي لن تفعل شيء كهذا دون إخباري .
إبتعد عنهم ثم هرول إلى أمن الفندق لحق به شيومين للإطمئنان عليه و زوجته ، طلب بيكهيون رؤية ما صوَّرته كاميرات المراقبة .
و هنا كانت المفاجأة التي قصمت ظهر بيكهيون، لقد خرجت وحدها من القاعة ثم مشت و هي تنظر خلفها في الدقيقة ألف مرة إلى أن وصلت إلى سيارة سوداء فارهة و صعدت بها من الباب الخلفي ثم انطلقت السيارة بعيداً .
أعين بيكهيون ما زالت معلقة على شاشة المراقبة حتى بعد أن غادرت و كأنه فقد إتصاله مع العالم الخارجي و علق بالمشهد ، وضع شيومين كفه على كتفه يواسيه فهمس بيكهيون بنبرة مدهوشة مستنكرة رافضة لما رأته عيناه .
بيكهيون : أين ذهبت ؟ و لماذا تركتني ؟ و من الذي ذهبت معه ؟ أليست تحبني ؟ لماذا ذهبت إذن ؟
........................................
في مكانٍ آخر في ذاتِ الوقت ، كان قد عاد دي او مع لوهان إلى المستشفى بسيارة منفردة و جازميت بكريستين بسيارة أخرى ، لقد خرجوا في منتصف الحفل حفاظاً على سلامتهم ، أخذت جازميت كريستين إلى غرفتها و بقيت معها حتى نامت ، كذلك فعل لوهان .
خرجت جازميت من الغرفة بعدما غيرت ثيابها إلى أخرى مريحة ، و جلست على كرسي الإستراحة أمام غرفة كريستين ، شعرت بأحد ما يجلس بجانبها فالتفتت برأسها إليه ، لقد كان لوهان الذي ينظر لها بطريقة سيئة تكرهها جداً ، أرادت النهوض من جانبة و العودة إلى الغرفة حيث لا لوهان و لا نظراته ، لكنها لم تستطع عندما قبض على ذراعها و ردها جالسة بجانبه مرة أخرى .
إلتفتت إليه بسخط عاقدة حاجبيها بغضب ثم همست بقوة في وجهه .
جازميت : أترك يدي ، ماذا تريد الآن ؟
رفع حاجبه ساخراً لردودها التي ما كانت تجرؤ على إخراجها قوية هكذا ، شدها من ذراعها إليه أكثر حتى إرتطم جسدها بجسده ، ثم همس بحدة في أذنها .
لوهان : لا تجرؤين على إستخدام هذه النبرة الوقحة معي ثانيةً ، أنا أريد أن أتزوجكِ و سأكلم ميرسي أريانا بالأمر .
ضحكت بخفة لشدة سخريتها مما يقوله ثم نظرت إليه و كانت الحِمم تشتعل بعينيه غضباً لضحكتها الساخرة لكنها لم تأبه له ، بل استرسلت بقوة و الغضب قد لمع بعينيها .
جازميت : أنت من تظن نفسك ؟ تريد أن تتزوجني هكذا ؟ أتظن أنني سأوافق ؟ دعني أخبرك و أؤكد لك ، أنا لا أحبك .
نظر لها بغضب شديد الذي لو انفجر عليها ستتوسله الرحمة ، الشر يتصاعد من قدميه حتى وصل دماغه و أشعله ، حاولت أن تسحب يدها و تنهض لكنها لم تستطع ، فهو يتمسك بها بإزدياد ثم ما شعرت بنفسها إلا و هي تجر خلفه بقوة شديدة لم تستطع ردعها ، فتح غرفة مليئة بمعدات تخص المشفى و تأكد من أنها فارغة من البشر ثم ألقى بها داخلها بقوة .
كاد رأسها أن يرتطم بأحد تلك المعدات فصرخت بخوف ، لكنه سحبها سريعاً قبل أن تصاب و دفعها إلى الحائط ، إرتطم ظهرها بالحائط بقوة فتأوهت بألم عالياً ، أما هو فأقترب منها ثم حاصرها بذراعيه إلى الحائط ، همس بتهديد متحدياً أياها بأن تعيد ما تلفظت به بالخارج .
لوهان : أعيدي ما قلتيه !
رغم أن عيناه كالجمر و عروق ذراعيه حولها بارزة لشدة الغضب إلا أنها لم تهابه و أردفت .
جازميت : كما سمعت ، أنا لا أحبك و لا أريد أن أتزوجك .
قبض على شعرها و شده إلى الخلف بقوة شديدة جعلتها تصرخ عالياً لشدة الألم ، فح كلماته بشراسة و حِدة .
لوهان : أنتِ لي ، أنا لا تهمني مشاعركِ نحوي ، سأتزوجكِ حتى لو لجأت إلى القوة ضدكِ .
همست بضعف لشدة الألم الذي يفتك بها و الدموع تقف خلف جفنيها .
جازميت : أنت لا تحبني ، أنت تريد إمتلاكي ، أنت قاسي و مجنون ، و أنا لن أخاطر بقضاء حياتي معك ، لذا أتركني و شأني .
نظر لها بالصمت قليلاً و نظراته متهجمة كما هي ثم هاجم شفتيها دون سابق إنذار مقبلاً أياها بعنفٍ شديد ، هاجم شفتيها بأسنانه بوحشية حتى نزفت و تحررت دموع جازميت و هي تحاول دفعه عنها لكنها لم تستطع .
ما ترك شفتيها إلا عندما أصبحت تبكي بعلو و هي تصفع كتفه تحاول إبعاده عنها ، همس بغلاظة على شفتيها التي تورمت بالفعل .
لوهان : أنتِ تحبيني لا تنكري لكنكِ قلقة بشأن كريس و تاو .
إلتفت بوجهها جانباً لا تود النظر إليه الآن ، حتى لو كانت تحبه لا يحق له معاملتها بهذه الطريقة المتوحشة و كأنها رجل يصارعه ليست فتاة رقيقة البُنية ، و نعم مشاعر تاو و كريس تهمها حتى لو قلبها أحب لوهان فلا تستطيع تجاهل مشاعر كريس و تاو و هذا ما يقلقها ، شعرت بأصابعه تدير وجهها إليه من جديد و لكن برفق ، عجيب !
نظرت إليه بعينيها الضائعة إلا أن نظراته العميقة التي إستهدفت عيناها قومت نظرها إليه ، همس بحب و عمق غير معهود منه ، قبل دقيقة كان يشتعل غضباً !
لوهان : أنا أحبك و أنتِ تحبينني ، إذن لِمَ علينا البقاء متباعدين ؟ كريس و تاو لن يعارضا سعادتكِ ، هما منذ البداية يعلمان أنني المنتصر بقلبكِ ، أنتِ خائفة أن نفترق بسببكِ ، لكن هذا لن يحدث أبداً ، نحنُ أقسمنا منذ البداية أنه لن يفرقنا حبكِ .
زفرت أنفاسها بقوة ثم نظرت إليه بهدوء ، همست بصدق و نبرة عميقة .
جازميت : نعم أنا أحبك أنت ، لكنني لا أريد الإرتباط بك .
تهجمت ملامحه و تنفس بحدة ، ماذا تعني بأنها تحبه و لكن لا تريده ، ما هو مفهوم الحب لديها إذن ؟! رص قبضته بشدة ثم لكم ما خلفها بقوة لتشهق خوفاً بينما تستمع إليه يهدر بعنف .
لوهان : ما هذه التفاهات التي تتفوهين بها ؟ ما دمتِ تحبيني لماذا لا تريديني ؟
أشارت إليه بسبابتها و هدرت بحدة كما يفعل و ملامحها بالفعل تشكلت بغضب .
جازميت : لهذا السبب ، انظر لنفسك كيف تعاملني ، لقد صفعتني و هاجمتني حتى أنك تستخدم العنف لتقبلني ، أتظن أنني سأوافق على أن أمنحك نفسي و أنا لا أضمن سلامتي منك ؟ أنت مخطئ تماماً إن ظننت أن مشاعري نحوك تجعلني خاضعة لك ، أنت مخطئ تماماً.
صمتت قليلاً لتستل نفساً قوياً بينما هو قد لانت ملامحه حتى هدأت ، عندما أدركت هدوئه و إنصاته قررت أن تكمل و تخرج كل ما في قلبها إليه بنبرة ساكنة و هادئة .
جازميت : أنا أعلم أنك تحبني كما أفعل و تريدني لك ، لكنني لا أستطيع تسليم نفسي إليك بهذه السهولة ، أنت سريع الغضب ، متحكم و متسلط لإبعد الحدود ، أيضاً غيور جداً ، و أنا لا أستطيع التعايش مع هذه المعايير ، أنا أحتاج منك أن تحبني ، تهتم بي ، تخاف علي ، و تشعرني بمشاعرك نحوي ، إن استطعت فعل ذلك ، إن كنت قادراً على منحي المشاعر التي أحتاجها منك أطرق بابي و أنا سأحتضنك بقلبي ، أنا لا أريد أن أكون خائفة منك ، أريدك أن تكون ملجئي لا رِهابي .
صمت و لم يرد على حرف مما قالته ، بدى لها أنه يفكر بعمق شديد ، رفع ذراعيه اللذان يحاوطانها من كلا الجانبين و تركها تخرج بهدوء ، خرجت و عادت إلى غرفة كريستين ، فتحت الباب ثم دلفت و هي تنظر إلى الأسفل بتعب ، رفعت بصرها لكي ترى كريستين ، لكنها ليست على سريرها ، إقتربت من دورة المياه و طرقت الباب و هي تنادي عليها لكن ما من مُجيب .
فتحت باب الحمام و نظرت في الداخل لكنها ليست هناك ، هرولت إلى الشرفة علها تكن هناك ، ما من أحد ، دارت حول نفسها بضياع و هي تتمسك برأسها و تتمتم .
جازميت : يا إلهي! يا إلهي! أين هي ؟ أين ذهبت ؟
رفعت رأسها و بصرها شَخَصَ لتتمتم بفزع .
جازميت : دي او ! إنه دي او ، يا إلهي ! لوهان ، علي الذهاب إليه !
......................................
سلاااااااااام يا رفاق
بارت جديد 😧😧 .
و الله تعبت و أنا أكتب و المشكلة أنو عندي كيبورد في الهمزات و الآخر في الحركات ، يعني يا أما بكتب بالحركات أو الهمزات ، إذا بتعرفوا تطبيق جيد أحكولي أسمو .
البارت القادم ما بعرف متى رح أنزلو يمكن أقدر أنزلو بوقتو يمكن لا لإنو الأسبوع القادم عندي إمتحانات كل يوم من السبت للأربعا .
أدعولي بالتوفيق , إنني أحتاجه 😢
اااااااااه نعم أرجوكم إنتبااااااااااااه كدت أن أنسى 😥
اليوم سأقوم بنشر البارت الأول من حاقد عاشق أرجوكم إدعموا الرواية إن كانت تستحق ذلك أيضا سأقوم بنشر تقرير لروايتي الرابعة " مجرم في الإخلاص " بطولة اوه سيهون أرجوكم إدعموها أيضاً. .................................
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت
1. رأيكم بحالة آماندا؟ و هل سيسامحها تشين ؟
2. رأيكم بحالة تشين؟ و هل سيستطيع حل المشكلة؟
3. رأيكم بوحام ليليانا 😂😂😂😂😂 ؟ و هل ستسامح لاي ؟
4. رأيكم بإنفعالات لاي على وحام ليليانا ؟ و هل سيعتذر أم أن كبريائه سيمنعه ؟
5. رأيكم بالعروسين المساكين؟
6. أين ذهبت إيزابيلا ؟ و هل سيجدها بيكهيون؟
7. رأيكم بجازميت و لوهان ؟
8. أين كريستين يا ترى ؟ و هل تعتقدون بأن دي او فعل بها شيء ؟
9. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤
الكثير فييّ مجنون بكِ و أنا لا أطلب منكِ سوى أن تفهمي أنني نصف شيطان
رفعت رأسها عن حِجرها بهدوء لتظهر عيناها المحمرة من أثر البكاء ، عادت الدموع تتجمع بعينيها كلما تذكرت أنه سيعود و يهاجمها من جديد ، أجهشت بالبكاء من جديد و هي تحاول تذكر ما حدث معها و لكنها لا تُفلح ، أسندت رأسها على الجدار خلفها و عقلها يعج بالأفكار الكثيرة ، شهقت ببكاء منجرفة مع مشاعرها ، ندمها , خوفها , و حزنها .
تمتمت لنفسها موبخة ، و كأن في صدرها مكان يتحمل ذلك اللوم الذي تلقيه على عاتِقِها ، هي تعلم انها مُخطئة و لكن ما عاد ينفع الندم فلقد حدث ما حدث و انتهی الامر .
آماندا : ماذا فعلت أنا ؟ ماذا فعلت ؟ تشين سيقتلني ... سيقتلني .
علا صوت بُكائِها من جديد و انتشر في جدران الغرفة , قلبها لوّام و ندمان , كيف ستصلح الأمر ؟ بالتأكيد لن تتلقی الرحمة من زوجها علی ما فعلته , لكنها تتمنی أن يغفر لها خطأها المغفل هذا رغم أنها تشك في ذلك .
صرفت نظرها إلی النافذة , لقد أشرقت الشمس في السماء و منحتها لونها الأزرق بصفاء و هو لم يعد بعد , وقفت ببطء و تمهل ثم تقدمت ناحية الباب , ودت فتحه لكنه مغلق عليها فثُبت عليها الحبس في مخدعه .
دون أن تحاول كثيراًً تراجعت للخلف ثم إلتفتت إلی دورة المياه , إستقامت تحت رذاذ الماء بصمت حتی شعرت بِدفئها في كل جسدها , نظفت شعرها بقوة حتی وجدت نفسها تبكي من جديد , شعرها الذي جرّها منه بالأمس بكل قوته بات ضعيفاً متعباً , انخفضت تنظف جسدها عن آثار الخمر و الماء القذر الذي لوثها بنظر زوجها , جسدها الذي هُُشِم بين كفيه .
أحاطت جسدها بمنشفة قصيرة ثم وقفت أمام المرآة تنظر لِوجهها الجميل كيف أصبح ذابلاً , تنفست بعمق ثم همست لِنفسها بإحتدام و عيناها تلمع بالإصرار .
آماندا : سأقوم بإصلاح ما فعلته .
صفقت وجهها بالماء عدة مرات , ثم خرجت و أنتقت ثوب جميل يصل لِأسفل ركبتيها , إرتدته فأنساب علی جسدها بجمال بإطرافه الواسعة قليلاً , أخذت مجفف شعرها و أستخدمته بترتيب شعرها كما يحبه مموجاً ثم جلست علی السرير تنتظر أن يأتي إليها و تكلمه ; علها إستعطفته إليها و غفر لها ذنبها الأحمق .
بقت عيناها تراقب الساعة في كل دقيقة تمر , ملت الإنتظار كثيراً فدبّات عقارب الساعة أبطئ من دبّات السُلحُفاة , وجدت عيناها تغلق رغماً عنها و إتصالها في الواقع بدأ ينخفض تدريجياً حتی سلبها الوسن وعيها و غرقت في نومٍ عميقٍ كلا عقلها و جسدها يحتاجه بِشدة .
مالت الشمس في الأفُق برفق و انتصف النهار , انعكست أشعة شمسُ العصر عليها لكنها لا تشعر بشيء فما زالت لم تأخذ كفايتها من النوم , فُتح باب الغرفة ثم دلف جسده المتهالك إلی الداخل , رمقها بهدوء و هي تتمد فوق السرير و تحديداً في مكان نومه , تنهد بقوة قبل أن يسلك طريقه لدورة المياه و يأخذ حماماً دافئاً , عقله هو الآخر ليس بخير , قلبه و عقله في صراع قوي , قلبه الذي يدافع عنها و عقله الذي يلقي كل اللوم عليها , و ما بين هذا و ذاك تهشم .
إرتدی بنطالاً منزلياً ثم تمدد جانبها بهدوء , وضع ذراعه فوق عينيه و استنشق نفساً قوياً فرغ به ثقلاً عن صدره ؛ قُرّبها منه يجعله يشعر بثقل اكبر فتارة يود لفها اليه و تقبيل شفتيها حتی يتخدر و اخری يود التهجم عليها و توبيخها بكل قوته حتی يفرغ ما بقلبه من غضب عليها , أغمض عينيه كما فعلت فجسده مُنهك بشدة و لا يستطيع المقاومة , غفی بجانبها بهدوء .
إلتفتت بجسدها إلی الجهة الأخری ثم وضعت رأسها علی صدره و أحاطت خصره بذراعها دون وعي منها فهي ما زالت نائمة , لكنه أستيقظ عندما شعر بثقلها علی صدره و كفها الذي تموضع حول خصره , فتح عيناه بتثاقل ثم إستكشف هذا الثقل الذي هو زوجته , عاد ليغلق عينيه زافراً أنفاسه ثم همس بجفاء .
تشين : لن يرق قلبي .
سُلِب النوم من عينيه و ما عاد يستطيع العودة إلی عالم اللاوعي , تنهد بضيق ثم أخذ ينظر للأعلی بشرود و أثناء شروده ذاك غرز أصابعه في شعرها البندقي المموج التي تنبثق منه رائحة طيبة قوية , سحب خصلة و أخذ يشتمها بشرود و كأن حواسه و أطرافه تنصاع لرغبات قلبه و تتمرد علی عقله الذي يتحكم بجسده .
وعی علی نفسه عندما تحرك جسدها بخفة ليسحب يده سريعاً , أما هي فتحت عيناها علی ظلام الغرفة ثم تثائبت بلطف , عندما وعت علی ماذا تنام , رفعت رأسها و نظرت إلى وجهه , كان يمثل النوم , تنهدت هي ظناً منها أنه فعلاً نائم و أعادت رأسها علی صدره .
همست و هي ترسم دوائر وهمية علی صدره أشعلت المشاعر المحببة في داخله .
آماندا : أحبك بقدر ما أخاف غضبك , ليتك تسامحني , ماذا أفعل لإنال العفو منك ؟
همس بإجحاف جعلها تشهق منتفضة من مكانها فزعاً فلقد كانت تظنه نائماً .
تشين : لا شيء , فقط اصمتِ .
إمتدت يدها ببطء ثم تموضعت علی كتفه بإرتجاف ، نطقت بصوت مهزوز يكبت غصّات الحزن في قلبها و عيناها مائلة للإسفل بحزن .
آماندا : أنا لا أستطيع التعايش مع غضبك علي , دلني علی طريق إلى قلبك يجعلك تَحِن علي من جديد , أنا ضائعة من دونك , فلا تحرمني أنت .
أدار وجهه للجهة الأخری حتی لا يعطف عليها و قلبه بالفعل لان , لكنها أخطأت خطأً كبير لا يغفر بهذه السهولة ، عليها أن تثابر بطلب الصفح حتی تستحقه و إلا ظنته ذا عقلية مرنة , لكنها و بكل لطف وضعت رأسها علی كتفه و همست بحزن
آماندا : أنا فعلاً آسِفة !
ودت لو أن كبريائه يضمحل بوجودها و قلبها يحن عليها و رجولته تجن بأنوثتها لكن كلٌ من هذا لم يتحقق أمام كبرياء رفضه , رنين هاتفه قد قطع عليها توددها إليه , رفع هاتفه مجيباً ليعلو التوبيخ من الجهة الأخری , جلس تشين علی سريره متكلماً بغضب .
تشين : إلتزم حدودك عندما تتكلم معي ، أنت مدير أعمالي لذا أنا أستطيع أن أقوم بطردك إن تطاولت علي مجدداً .
آماندا كانت تراقب كلماته المرصوصة بغضب لمدير أعماله و هي تنظر لوجهه الغاضب الملتجم , حالما إلتفت بوجهه إليها أصفر وجهها سريعاً و ابتلعت ريقها بصعوبة , تلك النظرة في عينيه لا تبشر , ينظر لها و كأنها أرتكبت جريمة بحق البشرية و هو قطّاع الرؤوس .
أغلق الخط علی مضض و وصلته رسالة فيديو و صور مرفقة , تصفحهم بأعين منفرجة و ملامح باهتة ، رفع رأسه عن هاتفه و أعاد النظر إليها بذات الطريقة المخيفة , أرادت أن تأخذ إحتيطات السلامة بتراجعها للخلف لكن الآوان قد فات , قبضته تولت شعرها لتشهق هي من شدة الألم و الخوف , همس هو بفحيح و عيناه تصب شراراً قادحاً من لهب.
تشين : ماذا إرتكبتِ من مصائب في حفل الأمس بحق الله ؟
أجابت هي بأنفاس متقطعة و عيون مغلغلة بالدموع .
آماندا : لا أعرف , لا أذكر !
هدر بعنف و هو يشد شعرها بقوة شديدة إليه جعلتها تصرخ لِشدة الألم .
تشين : ماذا تعنين بلا أعرف ؟ كاميرات الصحافة إلتقطت صوراً لكِ و فيديوهات تُبث في صفحات الانترنت و أنتِ ترقصين , تتجرعين الخمر , و تتغنجين , أنا سأقتلكِ اليوم و أريح نفسي منكِ يا لعينة .
رمی بها علی السرير بقوة ثم وقف متلفتاً حول نفسه عله وجد حلاً لهذه المصيبة و عندما عجز عقله أفرغ غضبه عليها بصفعات نالت من جسدها و هو يشتمها بصوت عال لشدة جنونه في هذه اللحظة .
ترنح رأسها حتى حط على فراش السرير لشعروها بالدوران الذي أنهك قدرتها على التوازن ، شهقت مرات مريرة حتى أطاحت بأنفاسها ، دموعها صبت الكثير من مخزونها حتى تورمت و أحالت لونها إلى الأحمر ، شفتيها تخرج بين الفينة و الأخرى ألف آهٍ .
أما هو جلس على حافة السرير واضعاً رأسه بين كفيه ، فِكره قد شُغل بألف قول ، ماذا ستقول الصحافة و ماذا سيقولون الناس و كيف عليه أن يصلح كل هذا ؟ رفع رأسه من بين راحتيه ثم إلتفت إليها و عيناه كالجمر ليس غضباً فقط بل و لإحتباس الدموع فيهن .
همس بضياع و عيناه تدور على ملامحها الذائبة
تشين : ماذا سأفعل الآن ؟ كيف سأخرجك و اخرجني من هذه الورطة ؟ أأقتلنا ؟!
لم ترد عليه بأي كلمات فحالتها المزرية لا تسمح لها بالحديث ، كل ما تصدره شهقات بكاء و آهات ألم ، تفشى الإنزعاج به لحالتها التي تبصرها عينيه بمرارة و أكثر ما يزعجه أنها السبب و تستحق .
إستقام من على السرير ثم إتجه بخطوات بطيئة إلى النافذة ، وقف و أخذ ينظر إلى الخارج بهدوء و عقله يدور في دوامة حتى شرد و غفى عن الواقع عقلياً ، كيف سيحل هذه المعضلة ؟
.................................................
كان قد عاد إلى المنزل بنفس الليلة و لكنه لم يُلقي كلمة واحدة ، هي تبقى طوال اليوم بِمخدعهما و هو يبقى في غرفة أخرى خُصّصت لأطفالهما في المستقبل حتى أنهما لم يتقابلا و لو لمرة و لا حتى مجرد مرور عبر بسلام أو تجاهل .
هي منذ تلك الليلة أقسمت أنها لن تحدثه طالما لم يعد نادماً إليها ، تبقى طوال اليوم تدور في المنزل ، تحضر له الطعام و تضعه على الطاولة لأجله كل يوم ثم تعد أدراجها إلى مخدعها قبل أن يعود ، إعتادت منذ الأيام الأخيرة أن تقف أمام النافذة تنتظره أن يصل في وقت عودته كي تتمكن من الحصول على نوم هادئ و عميق .
هو كل يوم يفتح أبواب منزله و قلبه يرجو إستقبالها بقبلة ناعمة و عناق دافئ كما يحدث يومياً ، لكنه يعود خائباً عندما لا يصله عَبَقِها و لا رنة خِلخالِها ، فقط يرى طاولة الطعام مُزينة بكل ما يشتهيه يومياً ، لكن الطعام فقد لذته بحكم حواسه التي لن تستمتع بأي شيء دونها ، يهضم بعض اللُقم القليلة فقط التي لا تسمن من جوع كي لا تشعر بأن مجهودها في طهي الطعام يضيع سُداً .
كلاهما يرغب بمرور طفيف يلهب مشاعرهما و نظرات مشتاقة تُخبّر عما في داخلهما ، كلاهما يود الإفصاح عن مشاعرهما بالكلمات و الأفعال ، كلاهما يحتاج أحدهما الآخر في كل لحظة تمر لكن ما من أحد يتنازل عن كبريائه ، هي تعيش محاولات إقناع مكثفة من عقلها على قلبها ، هو المخطئ و هو عليه من يعد نادماً آسفاً و ليست هي ، و هو أدرك تسرعه بجعل الغضب يحكمه كالمغيب لكنها ما تكلمت بطريقة سوى أنها أظهرتها مذنبة بنظره ، حسناً ! كلٌ منهما يدين للآخر بإعتذار ، لكن ما من أحد تخلى عن كبريائه أو سيتخلى لأجل نفسه قبل الطرف الآخر .
هكذا قضيا اليومين الأخيرين ، و اليوم كعادته عاد إلى منزله بذات الوقت المعهود و بقلبه ذات الرجاء للقائها فلقد إشتاق لها حقاً ، لكن شعور اليأس أصبح يتداخل مع مشاعره الأخرى .
ربما اليوم يحمل قدراً مُختلِفاً عن غيره من أيام مضت في تجاهل و اشتياق أنهك قلبيهما حنيناً ، أدار المفتاح في الباب ثم دفع دفته بخفة و دخل مخفضاً رأسه لإنهاكه من العمل ، وصل مسامعه صوت شهقاتها الباكية في الداخل فانتفض واعياً و نشيطاً و انطلق مهرولاً ناحية صوتها .
دلف إلى المطبخ ليراها تجلس على الأرض متربعة و تبكي بشدة ، نادى عليها باسمها بصوت قلق فإلتفتت برأسها إليه ، و هنا وقفت غصة قهقهة في حلقه نجح في كتمها بالقوة ، همس بهدوء .
لاي : لِمَ تبكين ؟
نطقت بإنزعاج واضح جداً من نبرتها التي بدت قاسية بعض الشيء .
ليليانا : لا شأن لك .
إرتفع حاجبه فوراً بسخرية و احتدت ملامحه قليلاً ، لكن مظهرها لا يسعه على الغضب عليها فوجهها المليح مُلطخ بالشوكولاتة ، إبتسم بخفة عندما ملئت ملعقة بالشوكولاتة ـ الآن فقط أدرك أنها تحمل بيديها علبة شوكولاتة ـ ثم وضعتها على ملئها الكبير في فمها مرة واحدة ، ضحك بخفة غير قادراً على كتمها أكثر لتنوح ببكاء هي .
أقترب منها ثم جلس على قدميه أمامها ثم همس بلطف و عيناه تأكل ملامح وجهها الملطخة بنهم كما تفعل هي بالشوكولاتة .
لاي : لأول مرة أرى أحد يأكل الشوكولاتة بهذا النهم و يبكي بحرارة .
أجابته بغلاظة بعدما دحجته بنظرة غاضبة ما وسعها إلا أن تكون لطيفة .
ليليانا : ها قد رأيت ، ماذا تريد ؟
رن هاتفه في جيبه قاطعاً عليه تسديد رد مُناسب لها ، رفعه إلى أذنه مجيباً ، بقي يستمع إلى ما يقوله الطرف الآخر بصمت حتى أنهى المكالمة متنهداً و أعاد هاتفه إلى جيبه ، أعاد نظره إلى زوجته التي تنظر إلى علبة الشوكولاتة الفارغة بحزن ، وضع يده على رأسها لكنها إنتفضت كالمقروصة ، تنهد هو مرة أخرى فالخوف بادي على ملامحها ، لكنه وجه سؤاله بحزم متفادياً مشاعره المضطربة .
لاي : أخبريني لماذا تبكين؟
أعادت نظرها إلى علبة الشوكولاتة قائلة بحزن و شفاهها قد تقوست للأسفل بحزن .
ليليانا : لقد فرغت علبة الشوكولاتة ، أنا أكره الشوكولاتة .
وضع كفه على كتفها و قبل أن تبتعد و ثبتها بقبضتيه على كتفيها و قربها إليه حتى تقابل وجهيهما عن بعد يسير ، فرجت عيناها بمزيج من الخجل و التفاجئ لكنه إكتفى بإبتسامة جانبية .
أقترب منها بشدة حتى لامست شفتيه جانب فمها و همس بصوت خفيض .
لاي : لكنني أحبها .
أغمضت عيناها بقوة و ارتجف ذقنها بخفة عندما جالت شفتيه و لسانه على وجهها متناولاً ما على وجهها من شوكولاتة بنهم و حب شديدين , جعلها تندم انها لم تلطخ كاملها بالشوكولاتة لكانت حصلت علی قبلات أكثر .
إبتعدت عنه قصراً حفاظاً على كرامتها التي داس عليها مسبقاً ، نظرت إلى جانبها متجنبة النظر إلى عينيه التائقة إليها بجنون ، أخذ هو خصلها الكستنائية الناعمة و وضعها خلف أذنها ثم همس لها بإشتياق مثير .
لاي : جهزي نفسكِ .
إلتفتت إليه برأسها بقوة ثم همست بحزم قاطع و عيناها لمعت بغضب .
ليليانا : لن أعطيك شيء .
إبتسم بخفة لجوابها القاطع ثم همس و هو ينظر بعينيها بعمق .
لاي : لنذهب معاً كي أشتري لكِ علبة شوكولاتة أخرى .
نهض واقفاً أمامها لتطلق " ها ؟! " محتارة و خجلة بذات الوقت فتفكيرها ذهب بعيداً عما يقصده فعلاً ، أردف بصوت هادئ و هو يخطو إلى خارج المطبخ .
لاي : منحرفة .
تأفأفت بحنق ، ثم ضربت رأسها بخفة موبخة نفسها .
ليليانا : مغفلة ، ما كان علي قول ذلك ، لماذا فكرت هكذا ؟
نظرت إليه و هو يصعد درجات السلم للأعلى بهدوء و يديه في جيوب بنطاله فهمست بحقد .
ليليانا : هو من تلاعب بالألفاظ ، أي كان سيفهمها كما فعلت .
أحمرت وجنتيها بخجل عندما تذكرت لحظاتهما الحميمة قبل دقائق ، لكنها نفت برأسها سريعاً و قالت لنفسها الكاذبة .
ليليانا : لا ، لن أسامحه بهذه السهولة ، لن أفعل .
صف سيارته أمام باب المنزل ينتظرها أن تخرج إليه و في قلبه شوق و حماس مفرط للحديث معها ثانية ، خرجت بعد دقائق إليه و كانت تحمل في يدها حبة ليمون تأكلها ليضحك بخفة ، كم طابت له زوجته الوحمى هذه ! فتحت باب السيارة ثم جلست بجانبه دون أن تنبس بحرف و بقوة صفقت الباب حتى تغيظه لكنه تحامل على نفسه غصباً ، أطلق تنهيدة يتجرع بها الصبر على إيذائيها لباب سيارته الجميل اللطيف !
إنطلق بطريقه نحو المجمع التجاري القريب ، نظر لها عندما إصطف أمام المركز و أردف معلماً .
لاي : فمكِ ملطخ بالليمون .
رفعت كتفيها بعدم إهتمام ثم قالت بهدوء .
ليليانا : يعجبني هكذا .
نفى برأسه هامساً بينما عينيه عالقة على شفتيها .
لاي : لكنه لا يعجبني .
أقترب نحوها سريعاً جعلها تحبس أنفاسها ، أبعدت رأسها عنه عندما علمت ماذا يريد فهو ينظر لشفتيها بنهم ، لكنه وضع كفه على ذقنها و أعاد رأسها إليه ببعض القوة ثم قبل شفتيها بنهم كسابقتها في المنزل و لكنه أطال أكثر ، همس على شفتيها مبتسماً حالما فرغ من قبلته .
لاي : أنتِ حامضة .
ردت عليه بغيظ دون تفكير ندمت عليه و بشدة عندما ضحك عالياً .
ليليانا : بل أنا حُلوة .
ضربت جبينها بكفها بالخفاء و الدموع تشكلت في عينيها لشدة الاحراج فهو لا يتوقف عن الضحك و هذا محرج ، إلتفت إليها ثم همس بتحبب و عيناه كعينيها دامعة و لكن لكثرة الضحك .
لاي : نعم , أنتِ فعلاً حُلوة جداً .
ترجل من السيارة لتلعن بصوت منخفض قبل أن تتبعه ، مشت بجانبه مع إبقاء مسافة كبرياء محطم بالفعل ، دخلت برفقته إلى المركز التجاري ثم هرولت بفرح سابقة أياه بخطوات نحو قسم الغِذاء ، ضحك هو بمرح ثم لحقها بخطوات متأنقة و هو يضع يديه في جيوبه و وجهه مزين بملمحٍ مغرور .
أكثر ما فاجئه اليوم عندما وجدها تحوم حول موضع الموالح المسلية ، فستق ، بندق ، لوز و مقرمشات أخرى مالحة ، نظر لها مدهوشاً ، هي على ماذا تتوحم بالضبط ؟!
عادت إليه مُسرِعة ثم نطقت بلهفة و الإبتسامة تشق وجهها الجميل .
ليليانا : أشتري لي الغريفوت .
فتح عيناه على وسعهما ثم نطق بإنفجاع .
لاي : أنتِ ماذا تريدين بالضبط ؟!
كشرت ملامحها بحزن ثم همست بنبرة تثير الضحك لإعوجاجها بين اللطف و الحزن .
ليليانا : قل لي أنك لا تريد أن تشتريه لي و كأنني حملت الطفل وحدي .
أغمض عيناه و رفع رأسه عالياً و يداه تتموضع على خصره ، همس و هو على وشك الإنفجار .
لاي : يا إلهي كُن بعوني !
عقدت ذراعيها إلى صدرها و إستندت على قدم واحدة ، ثم قالت بفظاظة .
ليليانا : ماذا ؟ هل مللت مني ؟
نظر لها مفجوعاً بعينيه المنفرجة بقوة ثم لطم جوانب رأسه بعصبية مفرطة لتتراجع خطوة إلى الخلف بخوف ، قبض على كفها ثم سحبها خلفه ببعض القوة لتهمس بتوجس .
ليليانا : على مهلك ! إنني أحمل طفلك الذي لا تريده بإحشائي .
خفف من قوة قبضته على كفها و سحبها بلطف إليه دون أن يرد عليها ثم وقف أمام الموظف المسؤول و طلب بتهذيب .
لاي : أريد أن أشتري الغريفوت .
همست ليليانا بصوت خفيض مُرتاب .
ليليانا : ما عدت أريده .
إلتفت لها بعصبية شديدة ثم أردف بغضب قوي و عيناه إمتلئت بحمرة الغضب .
لاي : أنتِ ستسببين لي بالجنون ! ماذا تريدن إذن ؟
همست بصوت خائف منخفض لعلو صوته الغاضب بشدة عليها و هي تنظر له بنصف عين .
ليليانا : أريد البرتقال .
تنهد بقوة ثم إلتفت إلى الموظف الذي يقف بصمت ثم هدر بعنف .
لاي : إسمعني جيداً ، أريد أن أشتري ثلاث علب من شوكولاتة النوتيلا ، خمس كيلوغرامات من الغريفوت و البرتقال و الليمون ، أريد أيضاً المقرمشات والمسليات المالحة .
تبسمت خلفه بسعادة و لكنه أخفتها فوراً و اخفضت رأسها حالما إلتفت إليها بغضب .
.....................................................
اليوم هو ذلك الذي إنتظره ذاك الوسيم بفارغ صبره ، عامين من الحب الصامت و الإنتظار الطويل بين كلاهما ، حب دام على شكل نظرات مغازلة و أخرى مشتاقة يتوَج اليوم برباط مقدس يجمعهما تحت سقف واحد ، حب إنتظر حتى نضج و اليوم يقدم على شكل خاتمين من حب لِعقد رباطه الأبدي في رباط الزوجية .
في غرفة إنتظار العريس ، يجتمع حوله الرجال بفرح و مرح ، أما هو يبتسم بتفاخر و فرح معايناً مظهره الجذاب الرجولي على المرآة ، نطق بيكهيون ممازحاً .
بيكهيون : هذا و كنت قد أخبرتنا بأنك أول من سيتزوج بيننا ، أترى ؟ زوجتي ستلد و أنت ما زلت عازباً .
إلتفت إليه شيومين مبتسما بهدوء ثم ربت على كتف بيكهيون قائلاً بإبتسامة .
شيومين : ليس بعد الآن ، لقد خطفت أميرتي بالفعل .
إلتفت و نظر لإصدقائه العزاب ثم أكمل .
شيومين : و الصف خلفي مازال طويل .
أعاد بصره لبيكهيون ثم نطق ساخراً .
شيومين : أما أنت فاهتم بزوجتك البالونة ، قد تلد في زفافي.
شهق بيكهيون بدرامية ثم استرسل بتنكيل .
بيكهيون : يا إلهي ! بالونتي قد تلد في زفافك ، جيد ستنزع لك زفافك .
قهقه الشباب من حوله بينما وجه شيومين تخصب بالغضب و هو يهدر بعنف .
شيومين : أياك ، سأقتلك وقتها !
في غرفة إنتظار العروس ، يجتمعن حولها الفتيات بينما يعدلن على مظهرها بلمسات خفيفة ، أثناء ذلك إسترسلت كاثرين بشقاوة .
كاثرين : الليلة ليلة شيومين ، يا لحظه كم أنتِ جميلة !
تخصبت وجنتي روزلي بحمرة الخجل و أخفضت رأسها بإحراج لتتقدم إيزابيلا إلى كاثرين قائلة .
إيزابيلا : لا تحرجيها هكذا كاثرين ، عليكِ أن تكونِ أكثر وضوحاً ، لا أشك أنها بعد الغد ستكون حاملاً .
ضحكن الفتيات بشدة و إلتفتت العروس إلى ميرسي أريانا تستنجد بها فأردفت ميرسي أريانا بحزم موبخة .
ميرسي أريانا : توقفن يا منحرفات عن مضايقتها .
وقف العريس في منتصف صالة الزفاف ينتظر عروسه دون صبر ، أُطفِئت أضواء القاعة و أنار ضوءً ساطع من مدخل القاعة إنعكس على فستان العروس الأبيض ليبتسم هو بسعادة من بعيد ، دارت موسيقى لطيفة على السمع لإستقبالها و إنعكس الضوء على وجهها فابتسمت بخجل ، و هنا تخلى شيومين عن الغرور و التفاخر و انطلق راكضا نحوها بسرعة مسبباً للجميع الضحك و هم يصفقون بحرارة ، حملها بين ذراعيه لتشهق بقوة خوفاً و تفاجئ بذات الوقت ، علقت ذراعيها بإحكام حول رقبته و هو يدور بها بسرعة صارخاً بسعادة .
شيومين : أحبكِ ، أخيراً أنتِ لي .
حضنها بقوة شديدة إليه معبراً عن سعادته الغامرة و صوت التصفيق ما فتئ يعلو أكثر ، أنزلها على الأرض واقفة ثم عاد يحتضنها بقوة و كأنه يريدها أن تخترق قفصه الصدري و تجلس بقلبه إلى أبد الآبدين ، أردف بصوت يصل الجميع يتلو وعوده .
شيومين : أعدكِ وعداً قاطعاً لا نقض فيه بأنني سأحبكِ و أحميكِ للأبد و أنني سأسعدكِ و لن أتسبب لكِ بأي أذى أو حزن أبداً و لا حتى بدمعة .
كوب وجهها بكفيه ثم قبل جبينها مطولاً ، همست هي بصوت بدى متأثراً جداً بكلامه شديد الحب .
روزلي : و أنا أعدك بأنني سأعيش على حبك و سأخلص لك حتى بعد موتي و سأكون لك الزوجة و الحبيبة و السند دائماً و أبداً و أنه لن يفرقنا سوى الموت .
دي او و كريستين كانا حاضرين أيضاً ، كان دي أو قد أصر بإلحاح شديد على حضور الزفاف كما فعلت كريستين ، فكلاهما إلتزاما بالحضور بواجب أخوي ملزم و لكنه محبب ، هو أبقى نظره عليها من بعيد ، يحدق بها بشراسة و جنون دون أن يبعد نظره من عليها و لو للحظة ، يود إلتهامها لو سمحت له الفرصة .
أما هي فقط تتجاهله بكل قوتها و لم تلقي عليه حتى نظرة واحدة ، فمشاعرها أصبحت باردة إتجاهه و نوت على أن لا تبقي في قلبها ذرة حب تجاهه ، ذراعها المعقودة على رقبتها سبباً كافي لتكرهه ، إلتزمت بالجلوس بين الفتيات و إلتزمن بالبقاء حولهن حتى لا يجد دي أو طريقاً للوصول إليها .
توتر العلاقة بين سوهو و ماريا أيضاً جلي واضح فهو ينظر إليها ببرود بين الفينة و الأخرى أما هي فتتجاهل ذلك بالقوة ، لا يحدثها فقط يلقي الأوامر بأن تفعل أو لا تفعل ما يريد بجفاء و برود و هي توافق على كل شيء ، لا تريده أن يغضب منها في هذه المناسبة .
من ناحية أخرى ؛ ليليانا لم تتحدث مع لاي مطلقاً حتى أنها تتجنبه كلما حاول محادثتها ، كبريائها الممزق و عزيمتها تجعلها ترفض الحديث إليه و مصالحته دون أن تنال منه إعتذاراً مطولاً تستعيد به كرامتها التي أزهقها بتسرعه .
آماندا التي تقف بجانب تشين غصباً و أعين الحاضرين تتمركز عليها ، جعلها تقترب من تشين أكثر ، هو بالفعل يقبض على كفها بقوة شديدة تسبب لها ألم فظيع تكتمه بالغصب ، همست و هي على مشارف البكاء لشدة الألم الذي يفتك بكفها راجية رحمته .
آماندا : أرجوك يدي ستحطمها ، تؤلمني بشدة .
همس و هو ينظر أمامه قائلاً بحدة .
تشين : تستحقين القتل .
أنزلت خصلات شعرها على وجهها لتغطي ملامحها الباكية المتألمة ثم همست بصوت متقطع .
آماندا : أترك يدي و إلا صرخت .
إلتفت إليها سريعاً يدحجها بنظرة غاضبة لكنه ترك يدها ، أرادت أن تنسحب من جانبه لذلك همس بتحذير حاد .
تشين : إن تحركتِ من مكانكِ سأكسر قدميكِ أمام العامة .
إقترب بيكهيون إلى لاي ليحدثه فعدم الرضا بائن على وجهه ، وقف بجانبه ثم همس و هو ينظر إلى الحضور و يقدم إبتسامات مزخرفة .
بيكهيون : ماذا هناك ؟ تبدو غريباً اليوم ، هل من مشكلة ؟
تنهد لاي دون أن ينظر إليه بل ينظر إلى الحضور كما يفعل بيكهيون تماماً ثم همس بصوت مبطن بالهم .
لاي : ليليانا حامل .
إلتفت إليه بيكهيون سريعاً ثم بارك له بكلمات معانقاً أياه ، لكن السعادة ليست بائنة على وجه لاي ليتسآل بيكهيون قاطباً حاجبيه بإستفهام .
بيكهيون : ألست سعيد بذلك ؟!
نفى لاي برأسه بهدوء ثم همس بعد تنهيدة .
لاي : الأمر ليس بأنني لستُ سعيداً بذلك لكن الطبيب أخبرني بأنني لا أنجب .
طالعه بيكهيون بنظرة متعجبة ليكمل لاي فهو يحتاج لمن يحدثه و بشدة و أخيراً جاء من يسمعه .
لاي : أخبرتني بأنها حامل و أنا أظن بأنني عقيم فهاجمتها و تشاجرنا .
إستوقفه بيكهيون متسآلاً بحدة .
بيكهيون : أتشك بإخلاصها و عفتها ؟!
نفى لاي برأسه سريعاً مدافعاً عن نفسه ثم أكمل مبرراً موقفه .
لاي : لا أنا لم أفعل ، لقد إستهجنت الأمر و قلت كلاماً مغفلاً لكنني لم أقصده صدقاً، كنت متفاجئ كثيراًً لكنني لم أشكك بها ، لقد تسرعت في الغضب عليها فهي ظنّتني أفكر كما ظننت أنت ، تواقحت بالكلمات معي لذلك عنفتها متناسياً طفلي الذي يسكن أحشائها ، الآن هي لا تحدثني تنتظر إنتصاراً لكرامتها بإعتذار مني و أنا لا أقوى على الإعتذار أيضاً.
أطلق بيكهيون تنهيدة حارة ثم أردف بهدوء تتخلله الجدية في حديثه .
بيكهيون : أظن أنه يجب عليك مصالحتها بإستغلال حملها ، أتمنى أن تكن فترة حملها تصب في مصلحتك ، ثم أن ما أخبرك به الطبيب أنا متأكد أنه مخطئ .
تنهد لاي بضجر حالما تذكر وحامها المرير ثم إلتفت إلى بيكهيون شاكياً بقوة .
لاي : لا أظن أن فترة حملها ستصب في مصلحتي ، أما بالنسبة إلى الطبيب فلقد أعلمني بنتيجة ليست لي و أعتذر عن خطأه .
إلتفت بيكهيون إليه ثم همس بحنق .
بيكهيون : هذا الطبيب غير مسؤولاً ألبتة ، ثم أنت صدقته بأنك عقيم فقط أنظر لنفسك ستعلم أنك ستحظى بحياة مليئة بالأطفال .
ضحك لاي بعلو على مقصد بيكهيون المنحرف ليكمل الآخر ممازحاً .
بيكهيون : أتمنى لها فترة وحاماً تنهكك كما أنهكتني زوجتي .
ضحك لاي للمرة الثانية على التوالي ثم أجابه مبتسماً .
لاي : أظن أن حملها سينهكني فعلاً ، أنني لا أستطيع تحديد ماذا تريد ، تارة تريد الشوكولاتة و أخرى تريد الموالح ثم ترفض و تطلب الحوامض ، أنا لا أفهم ماذا تريد أبداً.
شاركه بيكهيون بتجربته رادفاً بين إبتسامات واسعة .
بيكهيون : علی الاقل لا تتوحم عليك .
ضحك بيكهيون هذه المرة ثم إلتفت مبتسماً ينظر حيث ترك زوجته لكنه لا يراها بين الجموع ، عقد حاجبيه ثم تقدم باحثاً عنها بين الفتيات لكنها ليست موجودة .
تلفت حول نفسه يبحث عنها بنظره لكن ما من أثر يتحدث عنها ، تقدم منه لاي ثم إستفهم .
لاي : ماذا بك ؟ عن ماذا تبحث ؟
قلبه نبض بعنف و عيناه إنبسطت بقلق شديد ، همس بصوت خفيض قلق جداً .
بيكهيون : أين إيزابيلا ؟
إلتفت لاي حوله يبحث بنظره عنها لكنه لم يجدها ، همس محاولة منه لبعث الإطمئنان بقلب أخيه .
لاي : لا تقلق ، ربما تكن في دورة المياه .
نفى بيكهيون برأسه هامساً بقلقٍ حقيقي و خوف .
بيكهيون : لا ، إنها لا تذهب لدورات المياه العمومية ، أيضاً هي لن تخرج دون أن تخبرني .
تقدم من الفتيات مهرولاً و القلق الذي يعتلي ملامحه شد الإنتباه إليه ، تسآل و التوتر بائن عليه .
بيكهيون : أرأيتن إيزابيلا ؟
همست فكتوريا بشرود و هي تنظر حولها .
فكتوريا : لقد كانت هنا قبل دقائق .
هرول بيكهيون إلى دورة المياه لربما هي هناك لكنه لم يجدها ، خرج و بحث عنها بالخارج لكنه لم يجدها أيضاً ، عاد إلى قاعة الزفاف و أنفاسه متقطعة لكثرة ركضه ثم طلب من العمال بأن ينادوا عليها باسمها من مكبرات الصوت ، إنتظر كثيراً لكنها لم تظهر .
جلس على أحد الكراسي بإهمال ثم حاوط رأسه بكفيه يفكر أين ذهبت ؟! و لِمَ لم تخبره ؟! ربما أصابها مكروه ، تجمع حوله الأصدقاء يحاولون تهدئته و مواساته ، أردفت ميرسي أريانا بصوت يدعي الهدوء .
ميرسي أريانا : لا تقلق بيكهيون ، هي ربما خرجت و ابتعدت قليلاً دون أن تخبرك ، ربما تعود الآن .
نفى بيكهيون برأسه ثم وقف ليهمس قلقاً خائفاً متوتراً .
بيكهيون : لا ، هي لن تفعل شيء كهذا دون إخباري .
إبتعد عنهم ثم هرول إلى أمن الفندق لحق به شيومين للإطمئنان عليه و زوجته ، طلب بيكهيون رؤية ما صوَّرته كاميرات المراقبة .
و هنا كانت المفاجأة التي قصمت ظهر بيكهيون، لقد خرجت وحدها من القاعة ثم مشت و هي تنظر خلفها في الدقيقة ألف مرة إلى أن وصلت إلى سيارة سوداء فارهة و صعدت بها من الباب الخلفي ثم انطلقت السيارة بعيداً .
أعين بيكهيون ما زالت معلقة على شاشة المراقبة حتى بعد أن غادرت و كأنه فقد إتصاله مع العالم الخارجي و علق بالمشهد ، وضع شيومين كفه على كتفه يواسيه فهمس بيكهيون بنبرة مدهوشة مستنكرة رافضة لما رأته عيناه .
بيكهيون : أين ذهبت ؟ و لماذا تركتني ؟ و من الذي ذهبت معه ؟ أليست تحبني ؟ لماذا ذهبت إذن ؟
........................................
في مكانٍ آخر في ذاتِ الوقت ، كان قد عاد دي او مع لوهان إلى المستشفى بسيارة منفردة و جازميت بكريستين بسيارة أخرى ، لقد خرجوا في منتصف الحفل حفاظاً على سلامتهم ، أخذت جازميت كريستين إلى غرفتها و بقيت معها حتى نامت ، كذلك فعل لوهان .
خرجت جازميت من الغرفة بعدما غيرت ثيابها إلى أخرى مريحة ، و جلست على كرسي الإستراحة أمام غرفة كريستين ، شعرت بأحد ما يجلس بجانبها فالتفتت برأسها إليه ، لقد كان لوهان الذي ينظر لها بطريقة سيئة تكرهها جداً ، أرادت النهوض من جانبة و العودة إلى الغرفة حيث لا لوهان و لا نظراته ، لكنها لم تستطع عندما قبض على ذراعها و ردها جالسة بجانبه مرة أخرى .
إلتفتت إليه بسخط عاقدة حاجبيها بغضب ثم همست بقوة في وجهه .
جازميت : أترك يدي ، ماذا تريد الآن ؟
رفع حاجبه ساخراً لردودها التي ما كانت تجرؤ على إخراجها قوية هكذا ، شدها من ذراعها إليه أكثر حتى إرتطم جسدها بجسده ، ثم همس بحدة في أذنها .
لوهان : لا تجرؤين على إستخدام هذه النبرة الوقحة معي ثانيةً ، أنا أريد أن أتزوجكِ و سأكلم ميرسي أريانا بالأمر .
ضحكت بخفة لشدة سخريتها مما يقوله ثم نظرت إليه و كانت الحِمم تشتعل بعينيه غضباً لضحكتها الساخرة لكنها لم تأبه له ، بل استرسلت بقوة و الغضب قد لمع بعينيها .
جازميت : أنت من تظن نفسك ؟ تريد أن تتزوجني هكذا ؟ أتظن أنني سأوافق ؟ دعني أخبرك و أؤكد لك ، أنا لا أحبك .
نظر لها بغضب شديد الذي لو انفجر عليها ستتوسله الرحمة ، الشر يتصاعد من قدميه حتى وصل دماغه و أشعله ، حاولت أن تسحب يدها و تنهض لكنها لم تستطع ، فهو يتمسك بها بإزدياد ثم ما شعرت بنفسها إلا و هي تجر خلفه بقوة شديدة لم تستطع ردعها ، فتح غرفة مليئة بمعدات تخص المشفى و تأكد من أنها فارغة من البشر ثم ألقى بها داخلها بقوة .
كاد رأسها أن يرتطم بأحد تلك المعدات فصرخت بخوف ، لكنه سحبها سريعاً قبل أن تصاب و دفعها إلى الحائط ، إرتطم ظهرها بالحائط بقوة فتأوهت بألم عالياً ، أما هو فأقترب منها ثم حاصرها بذراعيه إلى الحائط ، همس بتهديد متحدياً أياها بأن تعيد ما تلفظت به بالخارج .
لوهان : أعيدي ما قلتيه !
رغم أن عيناه كالجمر و عروق ذراعيه حولها بارزة لشدة الغضب إلا أنها لم تهابه و أردفت .
جازميت : كما سمعت ، أنا لا أحبك و لا أريد أن أتزوجك .
قبض على شعرها و شده إلى الخلف بقوة شديدة جعلتها تصرخ عالياً لشدة الألم ، فح كلماته بشراسة و حِدة .
لوهان : أنتِ لي ، أنا لا تهمني مشاعركِ نحوي ، سأتزوجكِ حتى لو لجأت إلى القوة ضدكِ .
همست بضعف لشدة الألم الذي يفتك بها و الدموع تقف خلف جفنيها .
جازميت : أنت لا تحبني ، أنت تريد إمتلاكي ، أنت قاسي و مجنون ، و أنا لن أخاطر بقضاء حياتي معك ، لذا أتركني و شأني .
نظر لها بالصمت قليلاً و نظراته متهجمة كما هي ثم هاجم شفتيها دون سابق إنذار مقبلاً أياها بعنفٍ شديد ، هاجم شفتيها بأسنانه بوحشية حتى نزفت و تحررت دموع جازميت و هي تحاول دفعه عنها لكنها لم تستطع .
ما ترك شفتيها إلا عندما أصبحت تبكي بعلو و هي تصفع كتفه تحاول إبعاده عنها ، همس بغلاظة على شفتيها التي تورمت بالفعل .
لوهان : أنتِ تحبيني لا تنكري لكنكِ قلقة بشأن كريس و تاو .
إلتفت بوجهها جانباً لا تود النظر إليه الآن ، حتى لو كانت تحبه لا يحق له معاملتها بهذه الطريقة المتوحشة و كأنها رجل يصارعه ليست فتاة رقيقة البُنية ، و نعم مشاعر تاو و كريس تهمها حتى لو قلبها أحب لوهان فلا تستطيع تجاهل مشاعر كريس و تاو و هذا ما يقلقها ، شعرت بأصابعه تدير وجهها إليه من جديد و لكن برفق ، عجيب !
نظرت إليه بعينيها الضائعة إلا أن نظراته العميقة التي إستهدفت عيناها قومت نظرها إليه ، همس بحب و عمق غير معهود منه ، قبل دقيقة كان يشتعل غضباً !
لوهان : أنا أحبك و أنتِ تحبينني ، إذن لِمَ علينا البقاء متباعدين ؟ كريس و تاو لن يعارضا سعادتكِ ، هما منذ البداية يعلمان أنني المنتصر بقلبكِ ، أنتِ خائفة أن نفترق بسببكِ ، لكن هذا لن يحدث أبداً ، نحنُ أقسمنا منذ البداية أنه لن يفرقنا حبكِ .
زفرت أنفاسها بقوة ثم نظرت إليه بهدوء ، همست بصدق و نبرة عميقة .
جازميت : نعم أنا أحبك أنت ، لكنني لا أريد الإرتباط بك .
تهجمت ملامحه و تنفس بحدة ، ماذا تعني بأنها تحبه و لكن لا تريده ، ما هو مفهوم الحب لديها إذن ؟! رص قبضته بشدة ثم لكم ما خلفها بقوة لتشهق خوفاً بينما تستمع إليه يهدر بعنف .
لوهان : ما هذه التفاهات التي تتفوهين بها ؟ ما دمتِ تحبيني لماذا لا تريديني ؟
أشارت إليه بسبابتها و هدرت بحدة كما يفعل و ملامحها بالفعل تشكلت بغضب .
جازميت : لهذا السبب ، انظر لنفسك كيف تعاملني ، لقد صفعتني و هاجمتني حتى أنك تستخدم العنف لتقبلني ، أتظن أنني سأوافق على أن أمنحك نفسي و أنا لا أضمن سلامتي منك ؟ أنت مخطئ تماماً إن ظننت أن مشاعري نحوك تجعلني خاضعة لك ، أنت مخطئ تماماً.
صمتت قليلاً لتستل نفساً قوياً بينما هو قد لانت ملامحه حتى هدأت ، عندما أدركت هدوئه و إنصاته قررت أن تكمل و تخرج كل ما في قلبها إليه بنبرة ساكنة و هادئة .
جازميت : أنا أعلم أنك تحبني كما أفعل و تريدني لك ، لكنني لا أستطيع تسليم نفسي إليك بهذه السهولة ، أنت سريع الغضب ، متحكم و متسلط لإبعد الحدود ، أيضاً غيور جداً ، و أنا لا أستطيع التعايش مع هذه المعايير ، أنا أحتاج منك أن تحبني ، تهتم بي ، تخاف علي ، و تشعرني بمشاعرك نحوي ، إن استطعت فعل ذلك ، إن كنت قادراً على منحي المشاعر التي أحتاجها منك أطرق بابي و أنا سأحتضنك بقلبي ، أنا لا أريد أن أكون خائفة منك ، أريدك أن تكون ملجئي لا رِهابي .
صمت و لم يرد على حرف مما قالته ، بدى لها أنه يفكر بعمق شديد ، رفع ذراعيه اللذان يحاوطانها من كلا الجانبين و تركها تخرج بهدوء ، خرجت و عادت إلى غرفة كريستين ، فتحت الباب ثم دلفت و هي تنظر إلى الأسفل بتعب ، رفعت بصرها لكي ترى كريستين ، لكنها ليست على سريرها ، إقتربت من دورة المياه و طرقت الباب و هي تنادي عليها لكن ما من مُجيب .
فتحت باب الحمام و نظرت في الداخل لكنها ليست هناك ، هرولت إلى الشرفة علها تكن هناك ، ما من أحد ، دارت حول نفسها بضياع و هي تتمسك برأسها و تتمتم .
جازميت : يا إلهي! يا إلهي! أين هي ؟ أين ذهبت ؟
رفعت رأسها و بصرها شَخَصَ لتتمتم بفزع .
جازميت : دي او ! إنه دي او ، يا إلهي ! لوهان ، علي الذهاب إليه !
......................................
سلاااااااااام يا رفاق
بارت جديد 😧😧 .
و الله تعبت و أنا أكتب و المشكلة أنو عندي كيبورد في الهمزات و الآخر في الحركات ، يعني يا أما بكتب بالحركات أو الهمزات ، إذا بتعرفوا تطبيق جيد أحكولي أسمو .
البارت القادم ما بعرف متى رح أنزلو يمكن أقدر أنزلو بوقتو يمكن لا لإنو الأسبوع القادم عندي إمتحانات كل يوم من السبت للأربعا .
أدعولي بالتوفيق , إنني أحتاجه 😢
اااااااااه نعم أرجوكم إنتبااااااااااااه كدت أن أنسى 😥
اليوم سأقوم بنشر البارت الأول من حاقد عاشق أرجوكم إدعموا الرواية إن كانت تستحق ذلك أيضا سأقوم بنشر تقرير لروايتي الرابعة " مجرم في الإخلاص " بطولة اوه سيهون أرجوكم إدعموها أيضاً. .................................
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت
1. رأيكم بحالة آماندا؟ و هل سيسامحها تشين ؟
2. رأيكم بحالة تشين؟ و هل سيستطيع حل المشكلة؟
3. رأيكم بوحام ليليانا 😂😂😂😂😂 ؟ و هل ستسامح لاي ؟
4. رأيكم بإنفعالات لاي على وحام ليليانا ؟ و هل سيعتذر أم أن كبريائه سيمنعه ؟
5. رأيكم بالعروسين المساكين؟
6. أين ذهبت إيزابيلا ؟ و هل سيجدها بيكهيون؟
7. رأيكم بجازميت و لوهان ؟
8. أين كريستين يا ترى ؟ و هل تعتقدون بأن دي او فعل بها شيء ؟
9. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤
Коментарі