Chapter Ninty-eight
" أيكفيك أنا "
كل الحب في عينيك لا يقول سوى أنك تحبني و أن لا أكذب البريق فيك !
وضعت الهاتف متنهدة بإستياء بعدما حادثتها جازميت و أخبرتها بحدث البارحة في منزلها ، لاحظ ذلك تشانيول الذي يقلب ملف ما بيده الخبيرة التي لا يغفى عنها لا أنفعال و لا شعور يداها أو لسانها إستتره ، أخفض الملف إلى الطاولة ثم أردف محدثاً أياها بجدية .
تشانيول : ما بِك ؟
تنهدت على مسامعه ثم جلست بجاوره قائلة .
ميرسي أريانا : يبدو أن تشين و آماندا تشاجرا و طال بينهما الخِصام حتى هجرت منزله و هو كالمجنون يبحث عنها ، لن أستغرب إن هاجم منزلنا كما فعل البارحة بجازميت .
عقد تشانيول حاجبيه غير راضياً عما قالته أبداً ليردف بجدية و على وجهه علامات إستياء .
تشانيول: و لِمَ لم تأتي إلينا؟ أين ذهبت تلك الفتاة ؟
فغرت ميرسي أريانا فاهها ثم ضحكت بخفة قبل أن تردف .
ميرسي أريانا: تبدو كأبٍ عجوز غاضباً من ابنته التي فرّت مع حبيبها !
تبسم جانبياً دون فكاهة بل قصد كل الجدية بها قبل أن يردف بحدة .
تشانيول: أنا أقتل ابنتي إن فرت مع حبيبها ، هذا ما ينقصني !
أفرجت عيناها قبل أن تهمس غير مصدقة .
ميرسي أريانا: حقاً ستفعل ؟!
أومئ لها و ملامحه لا تحوي إلا بالصرامة فصمتت .
إستند بمرفقيه على ركبتيه ثم نظر لها متحدثاً .
تشانيول : المهم الآن ، أين قد تكون آماندا ذهبت ؟
نطقت هي بشرود بينما تنظر إليه بعين الإعجاب ، كل ما به خلّاب ، حركاته ، كلماته ، إنفعلاته ، حتى غضبه و سخطه .
ميرسي أريانا : لدى تايهيونغ .
إمتعضت ملامحه بغضب ثم هدر بحدة معنفاً مخارج حروفه لتنطق .
تشانيول: كيف تذهب إلى رجل غريب و تبيت لديه هكذا ؟
ودت إغاظته أكثر ، لا تعلم لماذا بالضبط فلا سبب مقنع لها لكي تفعل ، لكنها أحبته غاضباً ساخطاً .
ميرسي أريانا : و أنت ما شأنك بها ؟
فرج عينيه ينظر لها و كأن ماء بارد سُكِب فوق رأسه ، همس مشيراً إلى نفسه دون تصديق .
تشانيول : ماذا قلتِ ؟!!
أسندت مرفقها إلى الكنبة و كفها يسند رأسها ثم وضعت قدم فوق قدم هامسة بتعالي أتبعتها بغمزة عابثة .
ميرسي أريانا: الذي سمعته .
تنفس بحدة مغتاضاً من كلماتها التي تغضبه و حركاتها التي تغويه ثم هدر حاداً كلماته جعلها تنتفض بخفة .
تشانيول : إجلسي بإعتدال و لا تحدثيني هكذا !
فعلت بكل وداعة دون أن تنطق بحرف ليهمس هو مستاءً .
تشانيول : النساء لا يأتين إلا بالعين الحمراء و يعجبهن إلا هكذا معاملة ، تحتاجين تهذيب!
تبسمت هي منتشية غضبه يجعلها مُغري بعينيها إلى حدٍ خطير ، زحفت إليه ثم همست بأذنه بإغراء إنثوي لذيذ يخضع أصلب الرجال تحت قدميها متوسلين الحب .
ميرسي أريانا : إذن هذبني على يديك .
إلتفت برأسه إليها فألتقى وجهه المتضرم عشقاً لا غيظاً بوجهها الذي يقطر إغراء خطير ، همس و أنفاسه ثقيلة فمشاعره بدأت تشتعل و إن حدث فلن يرحمها .
تشانيول : ماذا قلتِ ؟
تبسمت قبل أن تتلمس فكه بشفتيها قائلة بهمس مثير .
ميرسي أريانا : قلتُ هذبني .
طبعت قبلة رقيقة جعلت مشاعره تثور كبركان نشط دون سِبق توقع فأغمض عينيه مستشعراً نعومة شفتيها تجول على فكه تارة و عنقه تارة أخرى .
تشانيول : أصبحتِ خطيرة يا حبي !
تبسمت قبل أن تقبل شفتيه بشوق ، جائعة إليه و كأنها تضورت سابقاً ، سرعان ما قادها معنفاً شفتيها بأسنانه جعلها تأن ألماً ، فرق شفتيه عن شفتيها المنفرجة بإغراء شديد ثم همس .
تشانيول: سأهذبكِ على طريقتي ، تذكري أنتِ من طلبتِ .
همست تنظر إلى وجهه الذي إشتعل رغبة بها و يداه التي إمتدت لتجردها من فستانها .
ميرسي أريانا: تذكر طفلك داخلي .
تبسم جانبياً بسخرية قبل أن يطرحها على الكنبة و يأخد مكانه أعلاها .
تشانيول : ماذا ؟ هل خفتِ الآن ؟ تحملي نتائج إغوائكِ لي ، أما طفلي فهو صلب كوالده و لن أضره بل سأنفعه بطريقتي .
سرعان ما فهمت مقصده عندما غمزها بعبث فضربت كتفه بخجل بكفها الرقيق ليردف ضاحكاً .
تشانيول : لم تخجلي قبل ثوانٍ و أنتِ تراوديني عن نفسي .
إتضجر وجهها بحمرة الخجل فهاجمها بالقبل من كل جنب و طرف حتى أنهكها إستقبال شفتيه و يداه التي تجول على معالمها الأنثوية بكل أريحية .
طُرِقَ باب المنزل مقاطعاً خلوتهما معاً ، لكنه ما كان سيقاطع جموحهما لو ما أصر الطارق خلف الباب ، إرتفع عنها غاضباً للمقاطعة متأفأفاً بحنق ، أما هي فضحكت بخفة فكم بدى لطيفاً بعينيها ، همس آمراً أياها و الإنزعاج يقسم ملامحه .
تشانيول : إرتدي ثيابكِ سريعاً لأعلم من هذا الوقح الذي يقطع علينا الحب .
أومئت له و هي تعتدل ثم إلتقطت ثوبها الذي أصبح طريح الأرض ليستر جسدها من جديد ، إرتدى قميصه هو الأخر ثم ألقى عليها نظرة متفحصة سِترِها ، إلتفت راضياً ثم فتح الباب بجلافة ليرى لوهان ، الذي يقف خلفه مبتسماً .
لوهان : ماذا ؟ ألن تستقبلني أيها الصبي ؟
صبي ! لو كنت تعلم ماذا كنتُ أفعل قبل ثوانٍ لما قلت عني صبي ، ود أن يلقيها على مسامعه و لكن غيرةً على زوجته لم يفعل بل أدخله و صفق الباب ببعض القوة جعلت لوهان يلتفت إليه ناظراً بإستفهام و لكنه تابع الدخول بلامبالاة ، آه لو لم تكن تكبرني بأعوام أيها القصير ، هذا ما دار برأسه و هو يسدد له لكمة وهمية على مؤخرة رأسه غيظاً .
كل هذا و ميرسي أريانا تراقب إنفعلات زوجها المنزعجة بإبتسامة عابثة ، خرجت من جو تأمله إلى جو الإستماع إلى لوهان ، الذي يبدو أنه أتى يقصدها هي و ليس زوجها ، أردف لوهان بجدية بعدما جلس على الكنبة التي تحاذيها .
لوهان : جئتُ اليوم لأعلمكِ بأمر مهم .
عقدت ميرسي أريانا حاجبيها و هي على شبه معرفة بما سيقوله لها ، فأومئت تحثه على المتابعة .
لوهان: جئتُ أخبركِ أنني أريد جازميت زوجة لي .
لم تبدي تعجباً و لا إستنكاراً فهي عالمة تمام العلم بأن لوهان آتٍ لا محالة لإلتقاط آخر عصفور من عشهن السابق فيغدو العش فارغاً و كلٌ منهن أصبحت زوجة في عُشٍ جديد ، لكن ما زال هناك قلقاً يحوم في قلبها و عقلها معاً فجهرت به .
ميرسي : ماذا عن تاو و كريس ؟ أسيتقبلا هذا الزواج إن حدث ؟ أشك في ذلك !
نفى لوهان بهدوء قبل أن يردف و تغييراً لم يطرأ على نبرة صوته .
لوهان : أتفهم موقفكِ ، لكن لا تقلقي ، لقد ساوينا الأمر بيننا و جازميت إختارتني دونهما لأكون نصفها الضائع ، أما تاو و كريس فهما من شجعاني لطلب يدها لزواج ، أكره أن أقول ذلك ، لكن أظنهما يحبانها أكثر مما أفعل حتى أنهما تخليا عن سعادتهما في سبيل فرحها .
صمتت ميرسي أريانا تدرس كلماته في مضامين عقلها جيداً و عيون الرجلين تراقبها بتطلع لما ستقوله ، زوج عينان متلهف لما ستلقيه على مسامعه من قبول أو رفض ، و أخرى تطالعانها بحب و فخر شديد ، أهذه العاقلة الواعية هي الجامحة ذاتها قبل دقائق ؟!
همست بشرود بعد صمت دام لدقائق طويلة .
ميرسي أريانا: حسناً ، لا أمانع .
كان لوهان قيّد تشكيل إبتسامة راضية قبل أن تزجره ميرسي أريانا بقوة مهددة .
ميرسي أريانا : لكن إن أتيتموني تشكيان المشاكل سأقطع ألسنتكما الثرثارة حتى لا تقوى بعد الآن على رمي الحديث ، أتفهم ؟!
ضحك لوهان و شاركه تشانيول الضحك فانضمت إليهما أخيراً تبتسم بنعومة ، لقد هددت أن لا رعونة بعد اليوم يكفيهم جميعاً ما حدث من مصائب لكثرتها يكاد ينسوا معضمها ، غمزها تشانيول بعبث فتوردت مجدداً بخجل .
طرح تشانيول سؤاله على لوهان الذي يجلس بمحاذاته .
تشانيول : هل نَفِذ ما في جُعبَتِك من كلام ؟
أشار له لوهان برأسه بأي نعم فاستعجله تشانيول قائلاً بينما يشير إلى الباب .
تشانيول : إذن هيا قُم إرحل ، لدي عمل أريد إتمامه .
فرج لوهان عينيه بتعجب ثم أشار إلى نفسه و تشانيول خلفه يحثه على الخروج .
لوهان : أتطردني يا طفل ؟! أنا سأحاسبك في الشركة فيما بعد !
أومئ له تشانيول مستهتراً .
تشانيول : حسناً حسناً و الآن أنقشع من هنا .
أخرجه و أغلق الباب ليلتفت لميرسي أريانا التي يكاد يغمى عليها من الضحك فسحب نفساً ثم أردف متخصراً .
تشانيول : أين كنا ؟
..........................................
دخلت غرفتها بعد أن أطعمت الطفلتين الصغيرتين و عادتا للشيء الوحيد الذي يفعلانه ، النوم ، كان زوجها مُمدد على سريرهما من ناحيته على ظهره عاري الصدر ، أما ذراعه المفتول فيستند إلى جبينه و عيناه مغمضة بسكون .
كان قد عاد منذ ساعتين إلى المنزل بعد قضاء وقته في جدول طويل من الأعمال خارجاً ، عاد منهكاً متعباً لكنه ما طلب شيء منها بل وجده مجهزاً ، أكل بعض اللقيمات التي تسنده ثم صعد إلى غرفته ليأخذ حماماً دافئاً و فور ما انتهى ذهب لطفلتيه يداعبهن ثم انتهى به الحال ممداً على السرير هكذا ، كل هذا و لم تنطق شفتيه بكلمة موجهة لها كما لم تفعل هي .
دخلت إلى دورة المياه و أخذت حماماً دافئاً ، إرتدت ثوب نوم أبيض و أطلقت العنان لشعرها أن يفترش حولها ثم لبثت بجانبه ، أغمضت عيناها طالبة النوم فهي تحتاجه بشدة ، الطفلتين يستيقظن عدة مرات في الليل فيحول على النوم أن يحضن جفنيها .
كانت تولي زوجها ظهرها ، هو أيضاً له إحتيجات يريد تلبيتها فعيناه تحكيها الكثير بدلاً من لسانه الصامت ، لكنها لا تريد ببساطة فهو لا يستحق أي حق له واجب عليها .
مثلت النوم فوراً و بجسدها إنتفاضة خفيفة كشفتها بعينيه ، هو حتى لا يحتاجها يكفيه أن يعلم أنها مستيقظة من قلبها الصاخب و أنفاسها المضطربة ، عندما زحف بجسده إليها حتى لامس صدره العاري أكتافها المكشوفة ليقشعر جلدها .
نظر لها بشوق كبير ، يتذكر كل لحظة ألم تمنى فيها الموت الجسدي فيها كل ثانية بينما روحه تُزهق في الثانية ألف مرة ، كم إشتاقها لنعومتها ، لرائحتها ، لخجلها ، و لجسدها الذي يفضحها أمامه كلما إقترب .
غرز رأسه بعنقها نافثاً أنفاسه الحارة هناك جعلها ترتجف بين يديه كورقة صفراء ذابلة تصارع الخريف متمسكة بخيط رفيع في الحياة ، شوقاً و لكن بغلظة كانت ذراعه تلف خصرها و تجرها إليه ، ود الشعور بها تلتحم داخله ، و ما ولد شعوره سوى إرتجافها كالطير خوفاً .
همس بأذنها بأنفاسه الحارة .
بيكهيون : لا داعٍ لتمثيل ، أعلم أنكِ مستيقظة .
بقت صامتة تكمل تمثليتها الفاشلة حتى أجبرها أن تجهر فشلها بآه حارة أفرجت عنها شفتيها و أضرمت الشوق في قلبه من جديد ، عندما قبل شحمة أذنها و انتهى به الأمر يقضمها بأسنانه .
أدارها له بسهولة حيث أنها لم تقاومه ألبتة فهي تعلم بأن مقاومتها الجسدية له لن تنتج إلا الآلام المتفاقمة في كل إنش بجسدها ، رأته يعتليها و هو يقبل وجهها الرقيق الجميل بحب و شوق ، لكنها ردعته بكلماتها فتوقف يستمع لها عندما همست و هي على مشارف البكاء .
إيزابيلا : أنا لا أريد ، توقف لو سمحت .
إرتفع ينظر إلى عينيها و نظرة حادة بدأت تتكون في عينيه فها هي ترفضه ثانية و على التوالي ، همس بحدة قائلاً .
بيكهيون : تعلمين جيداً إنكِ لا تستطيعين منعي إن عزمت .
أومئت له برأسها ثم همست بصوت مثقل .
إيزابيلا : أعلم ذلك ، لكنني متعبة بحق ، العناية بالطفلتين تسلبني كل قوتي ، لو سمحت .
إبتعد عنها لاعناً بغضب عالياً جعلها تغلق عيناها بخوف ، عاد ليتمدد بجانبها و أنفاسه الغاضبة تصلها كالطنين في أذنيها ، يريدها كما يحتاج المريض المعلول إكسير الحياة لينجو بجلده ، يحتاجها كحاجة طفلتيه إليها ، ليس إحتياجاً جسدياً بل روحياً ، هو حتى يحتاجها أكثر من أي شخص على هذه المعمورة .
أنصتت إلى صوت أنفاسه الثائرة بإحتجاج كما هي حتى خمدت فعلمت بأنه نائم ، أغمضت هي عيناها بفتور و تعب هدّ كل ركن صغير من جسدها ، هي لم تكذب عندما تحججت بالطفلتين ، العناية بهن تنهكها بالفعل .
بعد ساعة أو تزيد ، سمعت بكاء الطفلتين الذي ملئ جدران غرفتهن الوردية حتى وصل إلى مسامعها ففتحت عيناها بتعب شديد ثم نهضت بتململ متأفأفة ، برطمت بتذمر و تكاد تقع أرضاً لشدة نعاسها بينما زوج أعين تراقبها بإبتسامة حانية من خلفها .
إيزابيلا : بقائكن برحمي كان أسهل !
كان قد أستيقظ أيضاً على صوت بكاء الطفلتين ، إنتظر بالفراش لنصف ساعة حتى عادت و ارتمت بجانبه كالمقتولة من جديد ، تكتم على ضحكته لكنه ما إستطاع كبح إبتسامته ، سيطر على ملامح وجهه و شكلها بحدة مصطنعة ، هو لا يرضى أن تنام و له ظهرها ، أردف بصوت قوي .
بيكهيون : إيزابيلا ، إلتفتي إلي ، لا تعطيني ظهركِ مجدداً !
إلتفت إليه بصمت و جفنيها منغلقين ، يفصل بين نومها و وعيها شعرة و انقطعت ، تمدد على جنبه و قرب وجهه إلى وجهها يتأمل خلقتها البديعة و جمالها الرباني بعينين غائمة بسحر جمالها ، رفع أنامله و مررها على ملامح وجهها الناعمة ، عينيها أنفها و شفتيها ، إقترب و طبع قبلة خفيفة على بروزها الوردي ، وضع ذراعه تحت رأسها ثم وضعها على صدره مبتسماً .
غرز أنامله في خصلها الشقراء المموجة و أخذ يشتم عبيرها و يتحسس نعومتها ، كم يحب أن يشعر بها تنام على صدره و كفيها يحيطان خصره ، يشعر بها صغيرته التي يحب بجسد إمرأة ناضجة .
إرتفع بكاء الطفلتين من جديد فتململت على صدر زوجها و هي على حافة البكاء لشدة تعبها ، وضعها بيكهيون على السرير بهدوء ثم خرج من غرفته إلى الغرفة الوردية ، إقترب من السريرين الذين يضجا بالفوضى و البكاء ، حمل بيول على ذراع و ميرسي أريانا على ذراع ، ثم أخذ يهزهما حتى صمتن ، حمد الله أن حليبهن جاهز في قواريرهن ، وضع بفم الصغيرتين كل واحدة قارورتها ، تبسم بحب ناظراً إليهن يتجرعن الحليب بجوع .
بيكهيون : مشاغبتين كأمكن ، أين يذهب كل هذا الحليب بحق الله ؟!
ضحك بخفة بينما يبصر عيونهن الخضراء ، بقي ينظر إليهن بصمت حتى أغلقتا جفونهن من جديد ، عاد إلى غرفته من جديد و تمدد بجانب زوجته .
في الصباح الباكر أستيقظ فوجد نفسه وحيداً على السرير ، تحسس مكانها الفارغ بكفيه فوجده بارداً أي أنها نهضت منذ زمن ، تنهد ثم نهض من على سريره و جر قدميه إلى دورة المياه ليغتسل ، نزل السلم متأنقاً بالثياب التي كانت قد حضرتها له و وضعتها على السرير .
نظر في صالة الجلوس حيث الطفلتين في عربتهما ، ولّى نظره المطبخ حيث كانت تحضر الفطور ، ترتدي مأزرة المطبخ و شعرها مرفوع بكعكة فوضوية بينما تقف إلى بار المطبخ تقطع بعض الخضروات .
إقترب منها منتشياً ، حتى في هيئتها هذه جميلة جداً ، إحتضنها من الخلف فشهقت بخوف ، رصّ ذراعيه حول خصرها فتوترت أنفاسها ، طبع قبلة على رقبتها الصافية فآثار عنفه الأخيرة أختفت ، سحب جلدها بأسنانه حتى يخلف علامة فتكتمل صورتها بعينيه لتطلق آه خافتة ، همست بصوت مضطرب و بيدها إرتجافة .
إيزابيلا : بيكهيون ، توقف إنني مشغولة !
همس بِ" أحبك " في أذنها بحرارة ، إشتاقت لسماع كلمات الحب و الغزل من شفتيه لها ، إشتاقت كثيراً و لكنها لم تنسى فعلته الأخيرة بها و لن تنساها بسهولة ، هو يُضمّن إعتذاراً بكلماته ، قبلاته ، و حركاته ، لكن هذا لن يكن كافياً أبداً أمام ما فعله بها .
بقت صامتة و لم ترد عليه بشيء بينما هو يستعر ليسمع من شفتيها الحلوتين " أحبك " أو " أنا أيضاً " ، لكنه تنهد بسوء ما إن ما طرق مسامعه الحب ، حل عقدة ذراعيه حولها ثم إنسحب إلى خارج المطبخ فسحبت أنفاسها بهدوء .
سُرعان ما عاد هائجاً متهجماً بخطوات واسعة أربكتها و شلت أصابعها عن الحركة ، قبض على ذراعها بقوة و أدارها له بقوة جعل تتأوه ألم يفرج بين شفتيها ، صرخ بوجهها بقوة قائلاً بأعلى صوته .
بيكهيون : أحبك !
إنتفضت من مكانها و يدها على قلبها تتحسس نبضها الصاخب ثم تنهدت بصمت ، قبض على ذراعيها بكل قوته حتى شعرت بأن عظامها ستُفصَم ، هدر بقوة و وجهه يشتعل بحرارة غضب أسود .
بيكهيون : لقد أخبرتكِ إنني أحبكِ ، ألن تردي علي ؟
هي لا تريد أن تفقد أعصابها و تثور عليه كما هو ثائر عليها الآن ، لإنها عالمة جيداً بأنها ستكون المتضررة الوحيدة إن إستخدمها لتفريغ غضبه ، لذا أبقت على ملامحها هادئة دون أدنى إستجابة لثورانه الهمجي عليها ، هي تعلم ماذا يريد أن تقول ، أنها تحبه لكنها لن تشفي غليله بتلك الكلمة بل تتركه يحترق من الداخل كما فعل بها .
هزها من ذراعيها بقوة صارخاً بعد أن طال صمتها .
بيكهيون : لماذا لا تجيبيني ؟
تنفست بحدة تهدأ نفسها و غضبها الداخلي ثم أطرقت بهدوء يجعل حمم الغيظ تضطرم داخله أكثر.
إيزابيلا : شكراً لك ، أن الطفلتين تبكيّن بسبب صوتك العالي ، هلّا تركتني أهدء من روعهما ؟
نفض ذراعيها مزمجراً جاعلاً أياها تتراجع للخلف بخطوات مرتبكة ثم خرج من المنزل يصرخ عليها بغضب .
بيكهيون : اللعنة على قلبي الذي يكويني عشقاً لكِ إيزابيلا !
إنتفضت عندما صفق الباب بقوة و خرج ، هرولت إلى الطفلتين المذعورتين تهدأ من روعهما ثم هتفت بحنق .
إيزابيلا: ثور !!
فُتِحَ الباب ليطل من خلفه بغضب مستنكراً بصوت متهجم .
بيكهيون : ماذا قلتِ ؟!
إبتلعت ريقها ثم همست بنبرة مرتجفة .
إيزابيلا : لم أقل شيء !
أغلق الباب أقوى من السابق فانتفضت مجدداً ، مسحت على قلبها نافثة أنفاسها بإرتياح ، حمداً لله ما سمعني و إلا أصبحت كيس ملاكمة له ، هكذا فكرت و هي تنتشل إحدى الصغيرتين حتى تهدئها .
..........................................
دخل تايهيونغ على آماندا التي تنزوي بالغرفة التي رتبها لها في منزله بعد أن أذِنت له بالدخول ، طلّ بوجهه الباسم من خلف الباب فانطلقت لها عدوى الإبتسام ، تقدم حتى جلس على طرف السرير الذي تجلس عليه هي ، همس مبتسماً بينما ينظر إلى الحاسوب الذي على قدميها .
تايهيونغ : ماذا تفعلين ؟
صمتت بينما تُعلق عيناها على شاشة الحاسوب ، آدار شاشة الحاسوب له ليرى إحدى آداءات زوجها في أحد المسارح ، رفع بصره من على الشاشة إليها ثم همس .
تايهيونغ: إشتقتِ له ؟
تبسمت بخفة قبل أن تهمس زافرة نفساً حاراً أفرغت به كل هواء رئتيها .
آماندا : زوجي ؟ لا لم أشتاق له ، لكنني أشتاق لهذا الحبيب فقط .
تنهد هو بأستياء لحال صديقته الوحيدة ثم همس مُعلِماً حالما تذكر سبب مجيئه .
تايهيونغ: لقد هاتفتني ميرسي أريانا و طلبت مني أن أقُلّكِ إليها كي تجد للأمر حلاً .
نفت آماندا برأسها ثم همست بإختناق و الدموع باشرت أن تتكون تحت جفنيها ، أيُ حلٍ ينشدونه لمعضلة حياتها معه ، إنه ليس ليوم و لا لشهر بل لأبد الدهر ، و لماذا الآن تذكروها ؟ ألم يشعروا بغيابها عنهم مُسبقاً ؟ تعيش الويل و الظلم بين جدران سجنه الذي لا يرحم ، آن عليهم أن يتذكروها الآن !
آماندا : لا أظن أن هناك حلاً قد يجمع رأسينا معاً من جديد ، أنا أريد الطلاق و هذا قراري النهائي .
قبض ملامحه بتعجب ، هل حقاً هذه الفتاة نفسها التي كانت تحدثه عن حبها طوال الليل و النهار ؟ ألهذه الدرجة كسرها و نهرها ؟ حتى وصل الحد بها أن تطلب فراقه الأبدي ، إلى أي حد قام بأذيتها ؟!
تايهيونغ: آماندا لا كرامة في الحب ، أنتِ..
قاطعته بقوة قبل أن يلقي عليها المواعظ التي ملّت سماعها مراراً و تكراراً .
آماندا : هو لم يهن كرامتي بقدر ما آهان إنسانيتي ، لقد عاملني كالبهائم و جردني من أنسانيتي ، أنا لا أريد البقاء معه أكثر ، لقد إكتفيت .
همهم متنهداً و أختار الصمت كلاماً ، ما تقوله هذه المرأة يقطر كالحميم المسموم من قلبها ، شيء داخلها كُسِر بعدما أجبرت تصدعه كثيراً ، لكن كسرها لا يُجبَّر ، إنتهت منه و أنتهى منها و أنتهت حياتهما معاً باكراً جداً و لأسباب تافهة .
همس بخفوت بعد أن أطبق الصمت على أنفاسه .
تايهيونغ : ماذا أُخبِر أريانا ؟
مسحت دمعة تمردت ففضحتها عندما شقت طريقها إلى وجنتها ثم همست بنبرة تكاد تنتشل روحها من جسدها و تزهق قلبها .
آماندا: أخبرها أني أريد الطلاق و لن أتراجع عن قراري أبداً و أيضاً أخبرها أن تنقل إليه ما أريد ، أنا ما عدت أريده و انتهينا .
فضل التخفيف عنها بعناق لربما تحتاجه منه ، إكتشف أنها بحاجته فعلاً فحالما وضع رأسها على كتفه أذرفت دموعها بحرقة ناحبة ألم صدرها الذي لا يهدأ و لا يكلّ ، أخذ يمسح على ظهرها بكل رقته مواسياً أياها هامساً بكلمات تخفف عنها .
آماندا : إبكي حتى ترتاحي ، لا تكتمي الألم في صدركِ ، أنا هنا بجانبكِ ، أخيكِ .
................................................
باريس ، أرض العُشاق و الرومانسية ، حيث العاشقان العروسان يقضيان شهر عسلهما ، عيونهما تلفظ الحب دون حاجة لتعرجات اللسان ، حيث أرض الحب ، يعقدان كفيهما يتجولان هنا و هناك طوال النهار ، و طوال الليل يعبثان معاً .
أخذا بكفيهما معاً بينما يسيران بالمقربة من البرج الشاهق ، أيفيل ، ترتدي فستان وردي كشفتيها و خديها ، شعرها الذهبي منسدل حتى أسفل ظهرها ، و الرياح تداعبه فتفرقه متطايراً بالهواء في جمال خلّاب يأسر عينيه و يقيده إليها .
أصابعها ذات الأظافر المطلية بالوردي ، الذي تمشط شعرها كل هُنيهة ، أحدهما مزين بخاتمه ذو الألماسة الناعمة ، مالت برأسها إلى الجانب و شفتيها لا تكل عن رسم الإبتسامات الخلابة ، تَلمَّس وجنتها بكفه فأنامتها عليه ، همس بهدوء و ابتسامة حانية ترفع ثغره .
شيومين : سعيدة ؟
ضحكت بخفوت قبل أن تتقافز حوله بنعومة و هي تفتح ذراعيها إلى السماء .
روزلي : جداً جداً جداً !!!
قهقه بخفة مومئاً .
شيومين : حسناً فهمت مدى سعادتكِ .
نفت برأسها سريعاً بينما تحيط ذراعيها عنقه .
روزلي: لا أنت لا تفهم ، أنا لا أفهم حتى ، أشعر أنني ربما سأمو...
قاطعها بقبلة على شفتيها أجفلتها في المقام الأول ثم إقتربت منه أكثر تلتصق بصدره و تبادله بنعومة أسفل البرج .
تركها تستنشق الهواء على مسام وجهه ، الذي تلفحه أنفاسها الحارة ، نظر إلى وجهها الساكن و عينيها المغلقتين ثم همس بحب ما فتئ يزداد حجمه في صدره و يقيد قلبه في أقفال حبها .
شيومين : لا تذكري الموت مجدداً ، أمامنا عمر بأكمله نعيشه نتجرع الحب حتى يغشى البياض رؤوسنا و تسقط أسنانا ثم سنودع الدنيا معاً و ابتسامة راضية ترفع شفاهنا المجعدة ، سنرحل عجوزان جميلان .
أومئت له مراراً و في حافة عينيها دمعة سعادة عالقة ، ذرفتها عندما أحاطت كتفيه تحتضنه و أحد كفيها يمسد على شعر رأسه بحب .
روزلي : أحبك كما لم أحبب نفسي أبداً ، في حبك أنا لن أموت أبداً و لا أنت ، سنحب حيث لا يوجد موت يفرقنا ، سأحبك لما بعد موتي حتى ، أحبك شيومين .
إزدهر ثغره بإبتسامة حب ، أحاط رأسها بكفيه ثم قبل جبينها بحرارة عشق ثم أحاطها بذراعيه فاستندت برأسها على صدره و أغمضت عيناها بسكون ، همس هو بجدية أثناء ذلك بصوته الهادئ .
شيومين : أريد طفلاً ، لا بل أطفال ، أريد فريق من الأطفال ، يحملوا اسمي و تكوني أمهم .
ضحكت هي بخفة على صدره ثم رفعت وجهها الجميل إليه قائلة بتفكه.
روزلي : ماذا ؟ سأعيش حياتي كقطة ؟ .
مسد على شعرها برفق ثم أردف بخبث و انتهى غامزاً بعبث .
شيومين : و لِمَ لا و كل عامكِ شباط ؟
قطبت حاجبيها دون أن تفهم قصده ، سرعان ما فهمت عندما ضحك بعلو ، تمتمت بحنق و هي تضرب صدره بكفيها بخفة و وجهها يشتعل بحرارة الخجل.
روزلي : يا منحرف ، لنرى إن كان عامي شباط ، لن تحصل على شيء منذ اليوم .
رفع حاجبه ساخراً و تبسم بجانبية ثم همس بتحدٍ .
شيومين : حقاً ؟
أومئت له بثبات مغتاظة فهمهم قبل أن يخطف شفتيها مجدداً .
شيومين : لنرى كلمة من ستمشي .
هنفت بغيظ
روزلي : كلمتي !
قبل ذقنها قبل أن يردف بتعالٍ .
شيومين : أنا الرجل يا صغيرة و ما أقوله سينفذ .
همست تحت أنفاسها و هو يتقدمها بخطوات قليلة .
روزلي : متحكم ، متسلط ، متعالٍ ، مغرور ، منحرف !
...............................................
إصطفت بسيارتها بعيداً ثم ترجلت لتمشي حتى تصل إليه عبر الطريق الطويل إلى حيث أخبرها أن تأتي ، النهر هادئ و لا يضج بالمارّة ، رأته يقف متأنقاً ببدلة رسمية و شعره مصفف للأعلى بهيبة ، تعجبت قليلاً ، فمن حقاً يأتي نهر الهان متأنقاً ببدلة سوداء !
تقدمت إليه من الخلف ثم نادته بصوتها الرقيق ليلتفت إليها مزيناً ثغره بإبتسامة هادئة ، تقدمت نحوه حتى وقفت أمامه ، مدّ كلتا ذراعيه إليها حتى تأخذ بكفيه ففعلت و إبتسامة تداهم شفتيها .
و دون مقدمات ؛ ركع على ركبته أرضاً فجعلها تشهق بتفاجأ و تتراجع للخلف خطوة مضطربة ، شدد على تمسكه بكفيها ثم همس و هو ينظر لوجهها .
لوهان : أريدكِ زوجة لي ، تتزوجيني ؟
أخفضت رأسها بتأثر و الدموع تتصارع للخروج من عينيها بينما شفتيها تفرجان عن ضحكات خفيفة بها غصة فرح ، تبسم هو بحب و عيناه تراقب ردة فعلها ، مسح بإبهاميه على كفيها فرفعت رأسها تنظر إليه و همست بينما دموعها تنساب على وجنتيها بهدوء .
جازميت : لكن لدي شروط حتى أوافق .
عكر ما بين حاجبيه ثم تذمر .
لوهان : لماذا الشروط الآن ؟ أنتِ سعيدة و تريديني كما أريدكِ !
أومئت له موافقة ثم أكملت .
جازميت: ما زلتُ سأشترط عليك .
تنهد بإنزعاج ثم أردف .
لوهان: هاتي ما لديكِ !
تنحنحت ثم إعتدلت بوقفتها إستعدادً لتلاوة شروطها .
جازميت : أولاً عليك أن تحبني و تهتم بي كما لم تفعل من قبل ، ثانياً إن حدث بيننا خلاف و غضبت ممنوع عليك أن تفرغ غضبك بي بل ستخرج من المنزل و تعود عندما تهدأ ، ثالثاً ممنوع عليك أن تنظر إلى غيري حتى لو كانت نظرة بريئة ، رابعاً ممنوع عليك أن تتحكم بي أو تأمرني أو تنهاني ، ماذا أيضاً ؟ دعني أفكر ، علي أن أخذ كامل إحتياطاتي منك .
أفرج عينيه بعدم رضا لأي حرفٍ مما قالته ثم تذمر عالياً .
لوهان : هذا كثير ! و لا أوافق على ما قلتيه أبداً بل سأفعل ما يحلو لي و أنتِ ستفعلين ما يحلو لي أيضاً.
عقدت ذراعيها إلى صدرها ثم همست بتحدٍ لتغيظه .
جازميت : أبحث لنفسك عروساً في مكانٍ آخر إذن ، طلبك ليس عندي .
رفع حاجبه مستنكراً بما تفوه به ثغرها ثم فاجئها بذراعيه اللذان أحاطا خصرها بتملك عندما وقف ، همس بحب بينما يراقب تعابير وجهها الخَجِلة و يداها تحط على ذراعيه بإرتباك.
لوهان : ألا يكفيكِ وعداً قطعته على نفسي بأن أحبكِ بقدر ما ينبض قلبي و أحميكِ بكل ما تملك أوتادي من قوة ، بأنني سأتنفسكِ حباً صباحاً مساءً ، بإن شوقي لكِ لن ينطمر و حبي لكِ لن ينضمر ، بأنني سأحبكِ كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه ، و ذراعي لن تطولا إلا لإحتوائكِ ، ألا يكفيكِ أن تكوني دنيتي و حياتي ، ألا يكفيكِ أن تكوني أنا ؟!
أومئت له متأثرة بكلاماته الحبيبة التي أفرجها ثغره لأول مرة ، حباً بالله من أين أتى بكل هذا الحب ؟! لطالما ظنته أرعن سيء الخُلق و الأدب و لكنها علمت بأن ما كنته له سابقاً ما كان سوى إنطباع أول خاطئ فخلف قناع الرعونة الذي يرتديه إلا أن الطيب جوهره ، رغم ذلك لم تتوانى عن الوقوع في حبه و الآن تقع في حبه عميقاً جداً .
رفعت ذراعيها لتحيط بهما عنقه ثم أسندت رأسها على منكبه تخبره ببحة بكاء سعيدة .
جازميت : يكفيني ، يكفيني جداً .
تبسم و يده تمسح على وجنتها الزاهية بلطف ثم همس بهدوء .
لوهان : خبريني عن مشاعركِ نحوي !
رفعت رأسها من على كتفه ثم همست برقة مبتسمة بخفة .
جازميت : أيكفيك إن أخبرتك إنني لا أحبك بل أعشقك بل أن قلبي ملتاعاً بحبك ؟ أتعلم ؟ كل نظرة منك لي تجعلني أشتعل في داخلي حباً ، كل لمسة حنون منك تجعلني أشعر و كأني عدت صغيرة تحتاج إلى حنان أبيها ، أتعلم أن إبتسامتك تهد أكثر الحصون مناعةً في كياني ، كل همسة حب تجعل قلبي ينبض بصخب و الفراشات تتطاير في معدتي تدغدغني بلذة حبك ، أتعلم أنك الماضي ، الحاضر ، و المستقبل ؟ أتعلم أنك أبي و أمي ، أخي و أختي و كل عائلتي ، أنت كل شيء لي ، أيكفيك أن تكن كل هذا ؟
أومئ و ملامحه غائمة متضرعة في حضرة فيض الحب ، كوب وجهها ثم همس ملتاعاً مُحِباً .
لوهان : يكفيني ، يكفيني جداً .
آمال رأسه قاصداً شفتيها ثم إختطفهما بحب و ولع ثار داخله ليشكله على قبلة ناعمة مفعمة بالمشاعر .
حرر شفتيها حينما خاف عليها إنقطاع أنفاسها ثم إحتضنها إلى صدره و أغلق عينيه يشعر بها بين ذراعيه ساكنة ، يستشعرها بقلبه الهائم حباً بها ، من اليوم كل يوم يومه و يومها ، لها و له ، حان وقت إجتماعهما معاً تحت سقف واحد يوحدهما و يجمعهما ، حيث سيعشان الحب و يختبرانه كل لحظة بلحظة و كل نفس بنفس .
............................................
حضرت كامل تحضيراتها التي قد أعدتها اليوم لإعلانها الذي سيفاجئ زوجها الحبيب ، وقفت أمام المرآة تتأكد من جمال شكلها ، شعرها الأسود الحريري قصته إلى أن إنسدل بنعومة أعلى كتفيها فقط ، نوعٌ من التغيير كما إحتجت ، تتذكر قبل عدة أيام أنه مدح شعر إحدى المغنيات ، فاستشاظت غضباً ، لكنه تلا على مسامعها كلمات حباً و إعتذاراً و غزلاً حتى أرضى غرورها الأنثوي فابتسمت برضا و سامحته .
إرتدت العِقد الناعم الذي أهداه أياها قبل عدة أيام ، يوم مولدها ، حيث فاجئها بقالب من الحلوى خط عليه إعتراف حبه مجدداً و أهداها الكثير من الحب أيضاً حتى جعلها تبكي سعادة فبدأ بتهدئتها من جديد ضاحكاً بسعادة ملئت قلبه قبل أن تملئ شدقيه.
فستان ناعم قصير كما لون عينيها و السماء فينعكس لونه على لون عينيها ليتميزا ببهاء ، تبدو لطيفة و بريئة جداً به كما يحب تماماً ، ضيق حتى خصرها ثم يصبح واسعاً إلى ركبتيها ، إرتدت حذاء بكعب متوسط أبيض اللون ثم نزلت السلم بنعومة إلى الطابق السفلي حيث ألقت نظرة على تحضيراتها .
الطاولة يتوسطها الصندوق الكبير ذاك و تحيطه بتلات زهور منعشة ، رائحة الورد و الشموع المحترقة تفوح في المنزل ، أطفئت الضوء الوحيد في صالة الجلوس ثم إبتعدت نحو الزاوية البعيدة عندما أدار مفتاحه ثقب الباب .
دخل و ليتها تستطيع رؤية ملامحه المنقضبة بمزيج من التفاجأ و الخوف على زوجته من عتمة المنزل ، نادى عليها بصوت عالي علها تسمعه و يطمئن قلبه عليها .
دي او : كريستين ، أين أنتِ ؟!
تبسمت بصفاء ثم أجابته من بعيد بصوت هادئ .
كريستين : لا تقلق علي أنا هنا بخير .
أردف متعجباً و هو يخطو نحو مكابس الأضواء يشغلها .
دي او : حبيبتي ، لِمَ تجلسين بالعتمة ؟ قلقتُ عليكِ !
بحث بنظره عليها بعدما أنار المنزل ليقف ملجوماً بحب داهم سواكنه الهادئة فأخذت ترقص بصخب داخله حينما رآها تقف في الزاوية البعيدة متزينة و الحياء يغمرها ، تقدم إليها مسحوراً بجمالها الخلّاب ، وقف أمامها و هي أخفضت رأسها بخجل عندما مرر حدقتيه بإعجاب على فستانها الناعم الذي يستر جسدها .
قبض حاجبيه عندما لاحظ شعرها الذي إعتاد أن يصل نصف ظهرها يصل كتفيها ، إمتعضت ملامحه قبل أن يردف بقوة .
دي او : لماذا قصصتِ شعرك ؟!
تبسمت بتوتر ثم أردفت .
كريستين : لتغيير !
رفع حاجبه ساخراً قبل أن يهمس .
دي او : ليس لتغيير بل غيرة عندما مدحت تلك الفتاة .
هتفت بحنق أفرج عينيه لأجله متفاجئاً .
كريستين : تلك الشمطاء لا تأتي بذكرها حتى يا زوجي الحبيب !
تبدلت ملامحها سريعاً من الحنق إلى الوداعة الخالصة كالقطط الناعمة .
كريستين : ألا يبدو جميلاً ؟
أومئ ضاحكاً بخفة بينما يبعثر أطرافه القصيرة بأصابعه .
دي او : بلى جميل ، لكن لا تقصيه مجدداً .
أومئت له بسعادة ثم سمعته يهمس لها بحب ما منع غصة ألم تظهر في صوته .
دي او : أول مرة تتزينين بها لأجلي .
تبسمت هي بحب ثم همست تنظر في عينيه عميقاً .
كريستين : سأفعل دوماً لأجلك .
تبسم بخفوت قبل أن تتشكل ملامحه بحزن كحال صوته .
دي او: أنا أسف على كل ما فاتنا .
نفت هي برأسها عاقدة حاجبيها بحزن و كوبت وجهه بكفيها هامسة .
كريستين : لا تقل هكذا ، ألم نقرر أننا نسينا الماضي و بدأنا من جديد ؟ ثم إننا لم نفوت شيء بعد ، ما زلنا في أوج شبابنا و بعون الله العمر أمامنا طويل لنعوض كل شيء .
أومئ لها مبتسماً ثم إحتضنها برفق شديد ، أسندت هي رأسها على صدره بسكون و الراحة تجتاح بدنها ثم غمغمت .
كريستين : ألن تسألني عن سبب هذا التزيين ؟
إرتفعت عن صدره ثم نظرت إلى وجهه باسمة ، قطب حاجبيه ثم نظر خلفه ليرى الطاولة التي يعلوها صندوق كبير الحجم و الأرض مفروشة بالورود الحمراء ، إلتفت إليها ثم تسآل .
دي او : متى حضّرتِ كل هذا ؟
أردفت بدلال بعدما رمشت بعينيها بنعومة .
كريستين : قبل ساعة ، ألم تلاحظه عند دخولك ؟
نفى برأسه و يده تنغرس بخصلات شعرها .
دي او : لم ألاحظ ، جمالكِ سيطر علي ، ما المناسبة إذن ؟
تبسمت بإتساع ثم أخذت بيده تسحبه إلى جانبها نحو الطاولة بينما تردف .
كريستين : لقد حضرت لك مفاجأة بهذا الصندوق ، و عندما تفتحه ستعلم ما هي المناسبة .
توقفت أمام الصندوق إلى جانبه و تركت لعنانه تخيل ماذا قد يحوي هذا الصندوق .
وضع كفيه على الصندوق ثم فتحه لتنفرج عيناه بمزيج من الصدمة و الفرح عندما خرجت منه بالونات الهيليوم زرقاء اللون ، ثم ضحك بسعادة غامرة عندما وجد في قاع الصندوق حذاء أزرق صغير لحديثي الولادة أسفله ملاحظة كتبت عليها " أنتظرني يا أبي ، سآتيك رجلاً من صُلبِك قريباً ، إعتني بأمي إلى ذلك الحين يا حبيب قلبي و قلبها " .
إلتفت إليها و عيناه تملئهما الدموع ، أومئ برأسه متسألاً و عيناه المتوسعة قد أفرجت عن دموعه لتسيل على وجنتيه ثم تهجى كلمة واحدة بصعوبة و كأن غصة الفرح وقفت بحلقه تمنعه عن الحديث أو أن الصدمة أثرت على قدرات نطقه .
دي او: ح.ح.حقاً ؟!!!
قهقهت هي بخفة ثم أومئت له و عيناها بالفعل أدمعت تأثراً به و عدوة منه ثم ما شعرت بنفسها إلا و هي بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحب بينما يهمس غير مصدقاً من شدة فرحه .
دي او : أنا لا أصدق ، لا أصدق ! أحقاً ستكونين أم طفلي ؟ يا آلهي كم أنا سعيد ، لقد إنتظرت هذا الخبر طوال العامين المنصرمين ، شكراً لكِ ، حقاً شكراً لكِ على هذه الهدية .
إنخفض يتحسس معدتها ثم لثمها بقبلة و هي يد مغروزة بشعره تداعبه و أخرى تمسح بها دموعها ، إرتفع مجدداً إليها ثم حملها سريعاً على ذراعيه و دار بها ببطئ و عيناهما قد وقعت بتواصل بصري عميق يحكي كم الحب الذي جمعهما ، و كم السعادة التي يحضيانها معاً .
أجلسها على الطاولة ثم همس بينما ذراعيه يلفان خصرها و ذراعيها يلفان عنقه .
دي او : كم مضى على حملكِ ؟
أجابته باسمة الثغر .
كريستين: منذ أربعة أشهر .
هتف بتفاجئ ثم سلط عيناه على بطنها .
دي او: حقاً ؟! كيف هذا و بطنك ما زال مسطحاً ؟!
ضحكت هي بخفة ثم نظرت إليه قائلة .
كريستين : لقد ذهبت إلى الطبيبة و قالت لي بأنه صغير الحجم قصير الطول مثلك تماماً .
أفرج عينيه بإنزعاج ثم هتف بحنق .
دي او : أنا قصير ! إن طولي مائة و ثلاثة و سبعون .
ضحكت هي بمرح ثم أردفت مغيظة أياه
كريستين : ألم أقل لكَ إنك قصير ؟!
تبرم وجهه بحقد تجاهها لكنها أكملت .
كريستين: طفلي المسكين سيرث قصرك للأسف ، كم أشفق عليه !
همس ساخطاً مستنكراً .
دي او: تشفقين عليه إذن ؟ تحبينه أكثر مني ؟
أومأت له سريعاً بإيجاب فقط لتغيظه فهي عالمة بما يجول بنفسه من مشاعر و عقله من أفكار ، هي ستستغل غيرته هذه من جنينها الذي ما زال طور التكون في رحمها إلى صالحها ، لكنه فاجئها عندما رمى كل ما يعلو الطاولة سواها أرضاً لتشهق بخوف ، لربما هو غضب حقاً .
دفعها على الطاولة ممدة بخفة دون أن يؤذيها ثم إعتلاها ببطء هامساً بتهديد .
دي او: تحبينه أكثر مني إذن ، دعيني أرى لمتى ستحبينه أكثر مني .
ما فهمت مقصده إلا عندما إنخفض يقبل وجهها الناعم بحب و هو يهمس بكلمات تحوي تهديد حب .
إرتفع عنها بعد أن إرتشف من كل ركن في وجهها العسل ، فتحت عيناها لتبصره بحب ثم همست .
كريستين : أريد أن يرث طفلنا وسامتك و جمال صوتك ، دفئك و حبك ، قلبك و عقلك و كل ما فيك إلا جنونك عند الغضب و قصر قامتك .
نطقت آخر كلماتها ضاحكة من جديد ليتجهم وجهه أيضاً من جديد ثم باغتها عندما حملها على ذراعيه و أخذ السلم طريقاً إلى غرفتهما ، أردف مهدداً .
دي او : لنرى بقصر قامتي ماذا سأفعل بجسدكِ ، سأتأكد أن طفلي ينمو بداخلكِ بشكل جيد و سأتفحص تغيرات جسدكِ ، أيضاً سأعاقبكِ لإنكِ لم تخبريني مسبقاً و سأكافئني .
تذمرت هي بينما يضعها على السرير برفق .
كريستين: لكنني أردت أن أفاجئك بجنس الطفل و وجوده معاً ، و هكذا تكافئني ؟
غمز لها بعبث ثم همس لها .
دي او: سأكافئكِ الآن .
تبسمت بخجل و أخفضت رأسها ليقبل شفتيها و ينخرطا معاً في الحب عميقاً .
......................................................
تنهد بسوء و هو يبصر زوجته التي إعتادها رقيقة جداً توبخ الصغيرة ، التي لطخت وجهها و ثوبها بالشوكولاتة ، التي سبق و أحضرها زوجها لها ، تذمرت موبخة الصغيرة .
فكتوريا : ما كل هذا ؟ هل خُلِقتُ للتنظيف من خلفكِ أنتِ و والدكِ اللئيم الذي تسبب بما أنا فيه ، لا يعتني بي و لا يرحمني ، ماذا أفعل معكم ؟ سأمتطي قدماي و إني لهاجرتكم !
إلتفتت آشلي إلى أبيها ، الذي يصم آذانه عن كلام زوجته ببرود ، و سألته ببراءة بلكنة طفولية مضحكة .
آشلي : بماذا تبرطم هذه المرأة ؟
إلتفت سيهون إليها ثم هامس الصغيرة ، التي أخذت الكثير من طباعه و أهمها بروده ، سخريته ، و لامبالاته .
سيهون : دعيها تبرطم قدر ما تشاء ، لقد أتتها الحالة .
تقدمت إليهما فكتوريا الحامل بشهرها السابع ثم زجرتهما معاً بنبرة قوية .
فكتوريا : أنتما لا تتجاهلاني ، إني أحدثكما ، أنت سيد او سيهون ؛ هل يمكنك أن تفسر لي سبب نثرك لثيابك أرضاً في كل أنحاء الغرفة ؟ و أنتِ آنسة آشلي كم مرة يجب علي تغسيلك باليوم حتى تتوقفي عن لمّ الأوساخ ؟ هل أنا خادمتكم ؟ إنهضا كلاكما و نظفا ما إفتعلتما من فوضى .
تأفأفت آشلي بملل ثم همست لوالدها قريب أذنه بينما تعقد ذراعيها الصغيران إلى صدرها .
آشلي : أبي قبلها حتى تصمت ، دقيقة و سينفجر رأسي بسبب صوتها .
تبسم سيهون خلف كفه ثم ضحك بخفة قبل أن يقف و اصطنع ملامح جادة ثم هتف بحنق .
سيهون : أنتِ ألن تصمتي ؟ ألستِ من رفض أن أحضر لكِ خادمة تعاونكِ بالمنزل طوال اليوم ؟ ثم أن المنزل نظيف و لقد رحلت الخادمة منذ ساعة فقط فعن أيُ فوضى تتحدثين ؟ أنقشعي من أمامي و إلا أصمتكِ بطريقتي .
وضعت يداها على خصرها المختفي مؤخراً ساخرة ثم نبست بتحدي .
فكتوريا : حقاً ؟ أصمتني إن أستطعت .
رفع حاجبه و ابتسم جانبياً بسخرية ثم همس قابلاً تحديها .
سيهون : آشلي إصعدي إلى غرفتكِ !
برطمت الصغيرة بسخرية بينما تسلك طريقها إلى غرفتها .
آشلي : و كأنني لا أعلم ماذا ستفعلان ، عل كلٍ ؛ هذا مقرف .
شُدِهت فكتوريا من تلك الصغيرة صاحبة اللسان السليط ثم وبخت زوجها الذي يقف أمامها .
فكتوريا : إنظر إلى نتائج تربيتك الصالحة ، الفتاة ذات لسان سليط وقح يحتاج للبتر كلسانك تماماً و هي في عامها الثالث فقط !
جحر عينيه باستياء ثم هتف متحججاً .
سيهون : أفضل أن تكون مثلكِ ، دائمة الأستياء تتذمرين للاشيء و توّلوِلين على أمور تافهة .
كتفت ذراعيها إلى صدرها ثم جهرت به عالياً غاضبة .
فكتوريا : أنت تتكلم عني بالسوء ، لا تحدثني و كأنك لم تتسبب بما أنا فيه .
هتف بغضب عالياً و قد نفذ صبره .
سيهون : توقفي عن التفوه بالمزيد ، لقد تصدع رأسي بغوغائكِ .
أدمعت عيناها بحزن بعدما صاح بها هكذا فودت الإنسحاب من أمامه لتبكي كما تشاء بعيداً عنه .
فكتوريا : أنت لا تشعر بي أبداً ، أنا متعبة و أنت ترهقني ، لا تحدثني أبداً .
نفث أنفاسه بندم بينما يتخصر بتعب ، ما كان عليه أن يصرخ بها هكذا ، هي حامل و مزاجها متقلب بشكل حاد ، و الأمر ليس بيدها فلا شأن لها في المقام الأول ، الأمر شأنه أيضاً و عليه بالصبر ، رفع ذراعيه ليحطان كتفها ، و رغم عن مقاومتها الضعيفة لذراعيه إلا أنه نجح في إحتضانها إلى صدره و مواساتها بذراعيه الذي تمسد على شعرها بعطف و كلماته التي تهدأ النفس .
سيهون : حسناً ، أنا آسف ، لا تحزني مني ، تعلمين كم أحبكِ و دموعكِ لا تهون علي ، لذا كفكِفيها و سامحيني هذه المرة ، لن أسبب الفوضى مجدداً و لن أسمح لآشلي أن تفعل و سأحدثها أن تعتذر لكِ ، أراضية علي الآن ؟
أومئت له على صدره بالإيجاب ، رفع رأسها بكفيه عن صدرها و أخذ يقبل دموعها ، أنفها ، و وجنتيها حتى هدأت و كفكفت دموعها ، تأمل وجهها النضر المرفوع إليه بحب ، وجنتيها ذو اللون الوردي و أنفها المحمر بخفة ثم شفتيها اللتان يحاكيان الكرز في لونهما ، ممتلئتان بنعومة جذبته فود تقبيلها و تقبيلها حتى يفنى و إلى ما بعد الفناء .
تبسمت بخجل بينما تبصره يتخذ زاوية برأسه حذو شفتيها ، تبسم ببنما يقبلها بحب لوجهها المتضجر بالحُمرة ، قبلها بلطف حتى إستطعم نعومتها الفائضة بشفتيه ، فصل شفتيه عن شفتيها بعد طول حب ثم أخذ يتأمل جمال عيناها الواسعة .
هتفت هي عالياً بينما عيناه ما زالت مسلطة عليها .
فكتوريا : أنا لن أسامحك يا أب ابنتي إن ما نفذت لي رغبتي .
تبسم بحنان إليها ثم همس بلطف و كفه يمسح على شعرها برفق .
سيهون : و ماذا تريدين يا أم ابنتي ؟
تداعت بدلال ثم هتفت .
فكتوريا : أريد تُراب .
ظن نفسه أخطأ السمع فهمس مستنكراً .
سيهون : تريدين ماذا ؟
تأفأفت بحنق قبل أن تعيد ما قالته مجدداً .
فكتوريا : قلت أريد تُراب .
همس قاطباً حاجبيه دون فهم .
سيهون : و ماذا ستفعلين به ؟
أجابته بثقة و يداها على بطنها .
فكتوريا : سأكله بالطبع .
صاح بها متفاجئً غير مصدقاً لأي حرف مما قالته .
سيهون : تأكلين التراب ؟!!
أومأت له برأسها متعجبة دهشته مما قالته ، لا ترى بأي من كلماتها ستسبب له الإذبهلال هكذا ، همس مستنكراً .
سيهون : أحقاً تريدين أكل التراب ؟ التُراب ذو الحبيبات الصغيرة و الأنواع و الألوان المتعددة ، الذي يكون القشرة الهشة العلوية للأرض ، الذي ينجرف في أيام الشتاء ؟!!
تأفأفت مرة أخرى ثم أردفت بجدية .
فكتوريا : هل قلبت الأمر إلى حصة جغرافيا ؟ و نعم أريد أكل التراب ذو الحبيبات الصغيرة و الألوان و الأنواع المتعددة ، الذي يكون القشرة الهشة العلوية للأرض ، و الذي ينجرف في الشتاء ، نعم هذا هو الذي أقصده ، الذي قصدته تماماً الذي فهمته و هو ما أريد و إن ما أحضرته لي ربما سيتضرر الطفل ، و ربما ستأتي على شكل وحمات صغيرة تملئ جسد طفلتي المسكينة و وقتها لن أسامحك أبداً .
أذبهل أكثر و هو ينظر لها .
سيهون : أحقاً ستضرر الطفلة إن ما أكلتِ منه ؟!
أومأت له بحزن ثم أخبرته .
فكتوريا: نعم ، أمي كانت تخبرني إن ما حصلت المرأة الحامل على ما تتوحم به فربما سيخرج على جسد الطفل .
أردف على إستعجال و عيناه متوسعة بقلق .
سيهون : لكن ألن يضرك التراب إن أنا أتيتُ لكِ بحفنة من الخارج ؟
ضربت كتفه بغيظ بكفها ثم زمجرت بعلو .
فكتوريا: يا ذكي ، إذهب إلى الصيدلية القريبة و أنت بالتأكيد ستجده لديهم .
أومئ لها موافقاً ثم أخذ مفاتيح سيارته يهم بالخروج فهتفت عالياً قبل أن يفعل .
فكتوريا : اسمعني ، أحضره أحمر جافاً كالذي يستخدم في الزراعة ، أسرع قد تخرج على بشرة الطفل .
أومئ متأفأفاً بحنق يتمتم .
سيهون: حتى لونه و شكله أيضاً ، جيد ! اليوم سأعود إلى المنزل في ساعات الفجر، تراب !! كيف سأجد تراب يُأكل .
دخل إلى الصيدلية بخطى حرِجة و هو يبصر تجمعاً من معجبيه خلفه إلا أن الصيدلاني أردف برسمية .
" سيد اوه ؛ أهلاً بك ، كيف أستطيع خدمتك ؟ "
إتكئ سيهون على الطاولة التي تفصله عن الصيدلاني أمامه ثم همس بصوت خفيض حتى لا يسمعه أحد .
سيهون : أن تعرفني جيداً يا رجل ، إنني أقصدك كل ما احتجت شيء .
أومئ الصيدلاني بإيجاب ثم رد عليه بلباقة .
" أعلم سيدي ،أخبرني بماذا تحتاجني اليوم ؟ "
أجابه سيهون بهمس خفيض بالكاد سمعه الرجل أمامه .
سيهون : اسمعني ، زوجتي حامل ، و تتوحم على تراب لتأكله ، من أين آتي لها بتراب يصلح للأكل ؟! أيضاً تريده أحمر جاف
ضحك الصيدلاني عالياً ثم إنصرف من أمامه مقهقهاً ، إنحرج سيهون و لا يعلم لماذا ، فقط أصبح وجهه أحمر كالطماطم ، عاد الرجل و بيده علبة بيضاء ثم ناولها لسيهون قائلاً .
" ها هو ، هذا تراب لا يضرها تستطيع زوجتك أكله ، لكن دعني أعلمك أنا زوجتك ليست الوحيدة التي تتوحم على التراب ، خذ هذه ستفي بالغرض . "
شكره سيهون ثم خرج بعد أن دفع سعر العلبة تلك ، قاد إلى منزله أخرج العلبة من جيبه ثم هتف مفجوعاً للمرة التي لا يذكرها .
سيهون : تريد أكل التراب ؟!!! أنا لا أصدق !
ترجل من سيارته ثم دخل للمنزل حيث وجد زوجته تنتظره بلهفة ، خطفت العلبة من يده قبل أن يهمس بأي شيء ثم هرولت سريعاً إلى المطبخ ، همس لنفسه و هو ينظر لكم السعادة الذي يملئ وجهها .
سيهون: ستأكل التراب بالمطبخ ؟ بالتأكيد أنا لا أريد أن أراها تفعل ، ستتشوه صورتها في عقلي إن دخلت و رأيتها تلتهم التراب بجوع بلا شك .
صعد إلى غرفة نومه ثم بدل ثيابه و تمدد على سريره ، يتخيلها تأكل التراب بشراهة فتتقزز ملامحه ثم ينفي برأسه ، تنهد و أغمض عينيه لا يريد أن يفكر بما تفعله أبداً .
أتت هي بعد دقائق ثم دخلت إلى دورة المياه ، تغسلت ثم خرجت بفستان نوم أسود قصير ، جففت شعرها ثم أخذت مكانها بجانبه ، همس هو فانتفضت بخوف ظناً منها أنه نائم .
سيهون : هل نظفتِ فمِك ؟
فتح عينيه لينظر إلى وجهها القريب من وجهه فأومئت له بنعم ، ليأمرها بصوت هادئ .
سيهون: أريني !
قطبت حاجبيها دون فهم هامسة .
فكتوريا : ماذا ؟!
أشار لها بعينيه إلى فمها ثم إرتكز بمرفقه على الفراش ليعلوها .
سيهون : إفتحي فمِك .
فغرت فاهها كما أمر بخفة فوضع أصابعه على ذقنها و أدار رأسها إليه يتفحص فمها جيداً و عندما تأكد من أنه نظيف و لا يشوبه التراب ترك ذقنها و تسآل .
سيهون: أحقاً أكلتِ التراب ؟!
أومئت له برأسه و وجهها ينقط البراءة و اللطف لتهمس .
فكتوريا: نعم كان لذيذ جداً ، لقد ملئ معدتي .
إمتعضت ملامحه بتقزز و لكن وجهها الباسم الجميل لا يسعه إلا أن يجعله يقع بحبها أكثر .
شابك أصابعها بأصابعه ثم همس بخبث .
سيهون: ما دام التراب قد ملئ معدتكِ ما رأيكِ أن أملئ أمكانكِ الأخرى بي ؟
أفرجت عيناها بخجل شديد و شهقت ، سرعان ما أفاقت من صدمتها و صفعت كتفه بغضب قائلة.
فكتوريا: منحرف ذو عقل خبيث .
تبسم هو بخفة ، فلكم يحب أن يثير غيظها و خجلها في آن واحد ، رفع حاجبه بسخرية ثم إنخفض إليها ليقبل أنفها ثم خدها و شفتيها حتى حل عُقدة خجلها منه .
...................................................
نادى زوجته التي تحضر بعض الأطعمة في المطبخ بصوت عالي يصل مسامعها .
سوهو : ماريا ، هيا سيبدأ الفيلم .
رفعت صوتها مجيبة من الداخل .
ماريا : حسناً قادمة .
تبرم سوهو بسوء و همس بإنزعاج .
سوهو : كل ما قلت لها أنه سيبدأ تخبرني أنها قادمة و لا تأتي .
جهر عالياً بعد دقائق حالما بدأ تتار الفيلم .
سوهو : هيا لقد بدأ يا ماريا !
أتته تحمل صحن فشار أجوف كبير و قارورة عصير مانجو الذي يشتركان في حبه ، وضعت الصحون أرضاً بجانب الوسادت التي قد وزعها زوجها حتى يجلسان عليها ، نظر لها بإنزعاج لتردف ببراءة .
ماريا: ماذا ؟ لقد كان علي الإنتهاء من الفشار ثم إنني تركت الشوكولاتة في المطبخ أيضاً ، علي إحضارها .
جلس هو أرضاً بين الوسادات و عكف ركبتيه ينتظرها أن تأخذ مكانها في حضنه بعدما هرولت لتحضر الشوكولاتة .
أتته مهرولة سريعاً ثم جلست على قدميه ليعقد ذراعيه حول خصرها و يسند ظهره إلى الأريكة خلفه ، وضعت صحن الفشار في حِجرِها و أبلغته بمرح .
ماريا : ها قد بدأ الفيلم .
في الحقيقة ، هذا الفيلم ليس كأي فيلم بل إنه تجربته الأولى في التمثيل على صعيد الشاشة السينمائية ، هو رفض بأدب شديد أن يحضر الفيلم مع طاقم العمل بل فضل أن يفعل في منزله و مع زوجته الحبيبة .
أنارت الشاشة بوجهه لتُصفر هي عالياً ثم تصفق قائلة بمرح .
ماريا : هذا الممثل وسيم جداً .
تبسم هو بحب و شدد ذراعيه حول خصرها .
و في مشهد آخر عندما ظهرت البطلة تبرم وجهها بإنزعاج و برطمت على مسامعه .
ماريا : تلك الشمطاء أخذت دور البطولة ، حقاً ! ألم يجدو من هي أبشع أكثر من هذه ؟ إنها تشبه الفقمة بشفاهها تلك .
وضع كفه على شفتيها حتى يصمتها لتنظر إليه فهمس رافعاً حاجبيه و موسِّعاً عينيه .
سوهو : يا إلهي ! ماريا ، منذ متى تملكين هذا اللسان الشاتم هذا لا يليق بنعومتكِ و لا بلطفكِ أبداً !
قلبت عيناها بضجر ثم آزالت كفه من على فمه لتهدده بهمس خطير .
ماريا : إن حدث يا حبيبي و تجاوزت الأدب بلمسة أو قبلة فودع قدراتك على فعل ذلك .
إبتلع ريقه و لأول مرة يخافها أنها مخيفة حقاً الآن ، لأنه يبدو أنه سيخسر ما ترمي إليه فتحذيرها موجود بالفعل .
ضحك بسُخفٍ ثم نبس متوتراً .
سوهو : لكن حبيبتي ، تعلمين ، هذا فيلم رومنسي ، أقصد لا بد من تمثيل الحب به .
أومئت له بنظرة قوية ثم إلتفتت إلى الشاشة هامسة ببرود .
ماريا : و أنا سأرى إلى أي مدى مثلت الحب حبيبي و بعدها ستُحاسب حِساباً عسيراً إن بالغت في تمثيله .
ضحك مجدداً بتوتر ثم استرسل .
سوهو : أنا لم أفعل .
همست ب" سنرى" خفيضة ثم صمتت تتابع الفيلم بترقب لأي ما هو حميمي لتزجره عليه أشد الزجر .
شهقت عالياً و عيناها توسعت لما تراه على الشاشة ، إلتفتت إليه ليبتلع ريقه ثم نهض سريعاً قبل أن تصل أظافرها وجهه ، تراجع للخلف و هي تتقدم نحوه متخصرة ، عيناها تحاكي القطط الشرسة التي لا تروض و لا تخضع .
همست هي مبطنة تهديد و وعيد له في لسانها و عينيها معاً .
ماريا : قبّلتها يا مُهجة قلبي ؟ و تعمقت أيضاً و استمتعت ! لم ينقصك سوى أن تأخذها لأحد الفنادق.
نفى برأسه سريعاً ثم أجابها متلكأً .
سوهو : لا تقولي هكذا يا حبيبتي ، أنتِ اسمعيني أولاً ، دعيني أبرر لكِ !
إستطردت هي قائلة بصوت مخيف .
ماريا : أنا ماذا قلت لكَ من قبل أن تبدأ التمثيل ؟ ألم أقل لكَ أنه ممنوع عليك تمثيل الحميمية بأي شكلٍ من أشكالها ؟
جمع شجاعته ثم أردف بصوت قوي إعتادت أن تخافه سابقاً لكن ليس الآن .
سوهو : اسمعِ يا امرأة ، أنا الرجل هنا و أفعل ما يحلو لي و أنتِ لا يحق لكِ معارضتي ، أنتِ تفعلين ما أريد دون إعتراض و فقط .
جحرت عيناها ثم أشارت لنفسها قائلة بنبرة غير مصدقة ، جعلته يرتعد منها و يعلم أن أساليبه القديمة لن تجيد نفعاً و هو في هكذا موقف .
ماريا: ماذا قُلت ؟ يا امرأة ؟! أنا سأعلمك كيف تناديني بالشكل الصحيح .
إقتربت منه كثيراً و ما عاد بوسعه سوى الهرب منها راكضاً إلى غرفتهما بالأعلى و هي تلحقه و تصيح به .
ماريا : تُقبلها يا منحرف ، شفتيك هاتان سأقتلعهما لك حتى لا تستطيع تقبيل أحد ، تعال إلى هنا أقسم أنني سأخرج الجحيم بك .
أحكم إغلاق الباب خلفه لتتهاوى طرقاتها على الباب قوية ، تمدد على السرير و وضع ذراعه تحت رأسه بينما يفكر بفعلته و كيف عليه إخماد ثوران زوجته ، حدث نفسه بهمس .
سوهو : إنقلبت الأحول ، أصبحت بدل أن تهرب مني أنا أهرب منها ، إلى أي مرحلة وصلت يا سوهو ؟!
شهق بخفة و عيناه قد توسعت عندما رآها تقف أمام الباب متخصرة ، جلس على السرير بينما هي تتقدم إليه ببطء .
سوهو : ماريا ! كيف دخلتِ ؟!
رفعت إلى وجهه مفتاح الباب ثم همست بالتهديد .
ماريا : يبدو أنك نسيت أنني أملك مفاتيح أحتياط لجميع غرف المنزل .
وقف على قديمه باسماً بتوتر بينما ينظر ناحية الباب لتهمس هي .
ماريا : لا تتعب نفسك يا حبيبي الباب مغلق و لن تستطيع الحصول على المفتاح أبداً .
تحمحم ثم ضحك بتوتر و هي تقترب نحوه و هو يتراجع للخلف حتى إرتطم بالسرير و وجلس عليه ، تقدمت هي نحو السرير و أخذ يزحف للخلف حتى إعتلته ، رفعت قبضتيها لتنال من تلابيب قميصه و لكنه أردف على وجه السرعة خوفاً .
سوهو : أقسم أنه لم يكن أنا الذي قبلها بل ممثل بديل !
ناظرته بشك ثم همست و هي تمرر أظافرها الطويلة على رقبته و كأنها تهدده بالخدش .
ماريا : أحقاً ؟! و كيف تثبت لي أنك لست الفاعل ؟
فغر فاهه محتجاً بقوة .
سوهو : أقسم لكِ أنني لم أقبلها ، لقد أقسمت ! لماذا لا تصدقيني ؟!
أومأت له بإيجاب فقد صدقته و ما أن قرر أن يستل نفساً حتى هاجمت شفتيه بأصابعها تلويها له بقوة حتى أمتعض وجهه و صاح بألم ، تركتها بعد علمت كم نال من الألم المُستحق ثم رفعت سبابتها بوجهه مهددة بنبرة غليظة .
ماريا: إن رأيتك يا سيد سوهو المحترم تقبل النساء حتى لو ناب عنك ممثل بديل ، فما عُرِض كان وجهك سأقطع لك شفتيك هاتان ، و أن ناديتني ثانية بيا امرأة أو يا فتاة سأقتلك ، تناديني بأسمي .
أومئ لها عدة مرات بينما أصابعه تتحسس شفتيه المحمرة ، نهضت من عليه و هي تنفض يداها عن غبار وهمي و عيناها ترمقه ببرود ، فتحت الباب ثم خرجت ، بعد دقائق وصله صوتها الذي يناديه بغلاظة يحوي أمراً .
ماريا: سوهو تعال إلى هنا !
رفع حاجبه بعدما وعى على نفسه و أحداث الساعة الأخيرة ثم همس لنفسه .
سوهو : هذه المرأة لتوها هددتني و برمت شفتيّ و أنا خفت منها ، لن أكون رجلاً إن ما علمتها الأدب .
نهض بقوة ثم ترجل السُلم سريعاً ليقف خلفها فهمست هي بلطف دون النظر إليه .
ماريا : هيا تعال تناول الشوكولاتة التي تحبها .
تعجب في داخله ، أهذا إنقلاب في مزاجها أم ماذا ؟! غرز يده بشعرها لتتأوه بألم ثم أمرها بينما يشدها منه لتقف دون إيلامها فقط يريد أن يخيفها قليلاً حتى تتذكر من هو و لا تتجرأ أن تكرر فعلتها ، مشدداً على يا امرأة حتى يغيظها .
سوهو : يا امرأة ، إنهضي حالاً ، أنتِ تهدديني بل و بَرَمتي شفتاي ، أنا سأعلمكِ الأدب من جديد .
تأوهت بغيظ عالياً و ضربت يده التي تنال من شعرها ، دحجها بنظرة إصطنعها غاضبة ثم تابع سحبها خلفه إلى الأعلى مجدداً بينما يهدر مهدداً .
سوهو : لقد تعاطفت و تسامحت معكِ كثيراً حتى تجاوزتي حدود الأدب و لسانكِ أصبح بحاجة إلى إعادة تهذيب .
رمى بها على السرير فصرخت بغيظ سرعان ما التجمت عندما إلتفتت برأسها و وجدته يعتليها ، تعاركت الأصوات في حلقها فما كونت أي كلمات إلا بتأتأة و هي تظنه قد غضب منها فلقد أبدع بتمثيل الغضب .
ماريا: ماذا ستفعل ؟ أنت تستحق ما فعلته بك .
رفع حاجبه بسخرية ثم مال برأسه نحو شفتيها ليهمس فوقهما بإثارة .
سوهو : و أنا سأريكِ ما الذي تستحقينه يا حبي .
نظر في عينيها ثم وجهها الذي أخذ بنور الخجل ثم إبتسم بحب لها حتى تعلم أنه ليس غاضب فتمتمت بتوتر .
ماريا: لقد أخفتني .
تبسم بوجهها مرة أخيرة قبل أن ينخفض ليقبل مبسمها و ذراعاه تحضناها إليه أما ذراعيها فأخذا مكانهما حول عنقه بنعومة.
.........................................
سلاااااااام يا قوم . ❤
أرجوكم لا تقرأو البارت إن كنتم مشغولين في إمتحاناتكم ، أدرسو بجد ثم كافئو أنفسكم به🤓 .
سأخبركم أمراً مهم لكن لا تهلعو ، هذا البارت مكون من ثمانية آلاف و نصف كلمة يحتاج وقت طويل بالقراءة 🙃.
من لن يصوت أرجوك لا تقرأ😕 .
البارت السابق ما حققتم الشرط و اخذلتموني 😢
هل أكرر كلامي ثانية أنني مريضة و لدي أمتحانات مُكدسة رغم ذلك كتبت لكم البارت الأطول في رواية كلها و قد إستغرق سبع ساعات كتابة و أنتم متململون عن تحقيق الشرط البسيط بالنسبة لعدد المشاهدات 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
يا رفاق النجمة لا تكلف و لا تكهرب 😁
التحديث القادم لن يكن الأحد سيكون أبكر من ذلك بكثير في الأغلب عندما تحققون الشرط
ربما تتسائلون لما نزلت البارت و الشرط لم يتحقق لسببين :
١. إحتفالاً بمولد بيكهيييييييون
#happy_beakhyun_day
٢. لأجل تلك الفتاة الجميلة Sabrinexol أتمنى يشتغل الهاشتاق و طبعاً و لأجل أمثالها القليلون .
لكنني لن أتهاون في الشرط ثانية أبداً 😊
بقي بارتين فقط🙁 .
البارت القادم بعد 100 فوت و 100كومنت وعليكم أيضاً تحقيق الشرط للبارت السابق حتى أحمل البارت الما قبل الأخير .
١. رأيكم بتشانيول و ميرسي ؟ هل أفعال ميرسي بسبب حملها ؟
٢. رأيكم ببيكهيون و إيزابيلا ؟ ردود إيزابيلا الهادئة ؟ غضب بيكهيون ؟ بيكهيون الأب 😍 ؟ و مجدداً .
# happy_beakhyun_day
٣. رأيكم بسيهون و فكتوريا و آشلي ؟ وحام فكتوريا ؟ برود آشلي ؟ و ردود سيهون 😂؟
لا تتعجبو والدتي توحمت على التراب و هي حامل بأحد إخوتي و لكن والدي النبيل أحضر لها حفنة من الخارج و أنتهت المشكلة 😂😂😂
٤. رأيكم بمفاجأة كريستين لدي او ؟ رومنسية الكوبل ؟
٥. رأيكم بماريا و سوهو ؟ سوهو يستحق المنحرف 😐؟
٦.ماذا ستؤول الأمور بين تشين و آماندا ؟ هل ستنتهي قصتهما ببؤس ؟
٧. رأيكم بالعروسين الجميلين ، روزلي و شيومين ؟ و رمانيستهما ؟
٨. رأيكم بعرض لوهان و كلماته ؟ رأيكم بردة فعل جازميت ؟ ماذا سيكون مصير كريس و تاو ؟
٩. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم القادمة ؟
أصدقاء ودعوا الكوبلات التالية :
١. دي او و كريستين وداعاً .
٢. فكتوريا و سيهون وداعاً .
٣. سوهو و ماريا وداعاً .
ودااااااعاااً .
ربما أذكرهم بشكل عام فقط و لكن مشاهدهم أنتهت بالفعل .
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
كل الحب في عينيك لا يقول سوى أنك تحبني و أن لا أكذب البريق فيك !
وضعت الهاتف متنهدة بإستياء بعدما حادثتها جازميت و أخبرتها بحدث البارحة في منزلها ، لاحظ ذلك تشانيول الذي يقلب ملف ما بيده الخبيرة التي لا يغفى عنها لا أنفعال و لا شعور يداها أو لسانها إستتره ، أخفض الملف إلى الطاولة ثم أردف محدثاً أياها بجدية .
تشانيول : ما بِك ؟
تنهدت على مسامعه ثم جلست بجاوره قائلة .
ميرسي أريانا : يبدو أن تشين و آماندا تشاجرا و طال بينهما الخِصام حتى هجرت منزله و هو كالمجنون يبحث عنها ، لن أستغرب إن هاجم منزلنا كما فعل البارحة بجازميت .
عقد تشانيول حاجبيه غير راضياً عما قالته أبداً ليردف بجدية و على وجهه علامات إستياء .
تشانيول: و لِمَ لم تأتي إلينا؟ أين ذهبت تلك الفتاة ؟
فغرت ميرسي أريانا فاهها ثم ضحكت بخفة قبل أن تردف .
ميرسي أريانا: تبدو كأبٍ عجوز غاضباً من ابنته التي فرّت مع حبيبها !
تبسم جانبياً دون فكاهة بل قصد كل الجدية بها قبل أن يردف بحدة .
تشانيول: أنا أقتل ابنتي إن فرت مع حبيبها ، هذا ما ينقصني !
أفرجت عيناها قبل أن تهمس غير مصدقة .
ميرسي أريانا: حقاً ستفعل ؟!
أومئ لها و ملامحه لا تحوي إلا بالصرامة فصمتت .
إستند بمرفقيه على ركبتيه ثم نظر لها متحدثاً .
تشانيول : المهم الآن ، أين قد تكون آماندا ذهبت ؟
نطقت هي بشرود بينما تنظر إليه بعين الإعجاب ، كل ما به خلّاب ، حركاته ، كلماته ، إنفعلاته ، حتى غضبه و سخطه .
ميرسي أريانا : لدى تايهيونغ .
إمتعضت ملامحه بغضب ثم هدر بحدة معنفاً مخارج حروفه لتنطق .
تشانيول: كيف تذهب إلى رجل غريب و تبيت لديه هكذا ؟
ودت إغاظته أكثر ، لا تعلم لماذا بالضبط فلا سبب مقنع لها لكي تفعل ، لكنها أحبته غاضباً ساخطاً .
ميرسي أريانا : و أنت ما شأنك بها ؟
فرج عينيه ينظر لها و كأن ماء بارد سُكِب فوق رأسه ، همس مشيراً إلى نفسه دون تصديق .
تشانيول : ماذا قلتِ ؟!!
أسندت مرفقها إلى الكنبة و كفها يسند رأسها ثم وضعت قدم فوق قدم هامسة بتعالي أتبعتها بغمزة عابثة .
ميرسي أريانا: الذي سمعته .
تنفس بحدة مغتاضاً من كلماتها التي تغضبه و حركاتها التي تغويه ثم هدر حاداً كلماته جعلها تنتفض بخفة .
تشانيول : إجلسي بإعتدال و لا تحدثيني هكذا !
فعلت بكل وداعة دون أن تنطق بحرف ليهمس هو مستاءً .
تشانيول : النساء لا يأتين إلا بالعين الحمراء و يعجبهن إلا هكذا معاملة ، تحتاجين تهذيب!
تبسمت هي منتشية غضبه يجعلها مُغري بعينيها إلى حدٍ خطير ، زحفت إليه ثم همست بأذنه بإغراء إنثوي لذيذ يخضع أصلب الرجال تحت قدميها متوسلين الحب .
ميرسي أريانا : إذن هذبني على يديك .
إلتفت برأسه إليها فألتقى وجهه المتضرم عشقاً لا غيظاً بوجهها الذي يقطر إغراء خطير ، همس و أنفاسه ثقيلة فمشاعره بدأت تشتعل و إن حدث فلن يرحمها .
تشانيول : ماذا قلتِ ؟
تبسمت قبل أن تتلمس فكه بشفتيها قائلة بهمس مثير .
ميرسي أريانا : قلتُ هذبني .
طبعت قبلة رقيقة جعلت مشاعره تثور كبركان نشط دون سِبق توقع فأغمض عينيه مستشعراً نعومة شفتيها تجول على فكه تارة و عنقه تارة أخرى .
تشانيول : أصبحتِ خطيرة يا حبي !
تبسمت قبل أن تقبل شفتيه بشوق ، جائعة إليه و كأنها تضورت سابقاً ، سرعان ما قادها معنفاً شفتيها بأسنانه جعلها تأن ألماً ، فرق شفتيه عن شفتيها المنفرجة بإغراء شديد ثم همس .
تشانيول: سأهذبكِ على طريقتي ، تذكري أنتِ من طلبتِ .
همست تنظر إلى وجهه الذي إشتعل رغبة بها و يداه التي إمتدت لتجردها من فستانها .
ميرسي أريانا: تذكر طفلك داخلي .
تبسم جانبياً بسخرية قبل أن يطرحها على الكنبة و يأخد مكانه أعلاها .
تشانيول : ماذا ؟ هل خفتِ الآن ؟ تحملي نتائج إغوائكِ لي ، أما طفلي فهو صلب كوالده و لن أضره بل سأنفعه بطريقتي .
سرعان ما فهمت مقصده عندما غمزها بعبث فضربت كتفه بخجل بكفها الرقيق ليردف ضاحكاً .
تشانيول : لم تخجلي قبل ثوانٍ و أنتِ تراوديني عن نفسي .
إتضجر وجهها بحمرة الخجل فهاجمها بالقبل من كل جنب و طرف حتى أنهكها إستقبال شفتيه و يداه التي تجول على معالمها الأنثوية بكل أريحية .
طُرِقَ باب المنزل مقاطعاً خلوتهما معاً ، لكنه ما كان سيقاطع جموحهما لو ما أصر الطارق خلف الباب ، إرتفع عنها غاضباً للمقاطعة متأفأفاً بحنق ، أما هي فضحكت بخفة فكم بدى لطيفاً بعينيها ، همس آمراً أياها و الإنزعاج يقسم ملامحه .
تشانيول : إرتدي ثيابكِ سريعاً لأعلم من هذا الوقح الذي يقطع علينا الحب .
أومئت له و هي تعتدل ثم إلتقطت ثوبها الذي أصبح طريح الأرض ليستر جسدها من جديد ، إرتدى قميصه هو الأخر ثم ألقى عليها نظرة متفحصة سِترِها ، إلتفت راضياً ثم فتح الباب بجلافة ليرى لوهان ، الذي يقف خلفه مبتسماً .
لوهان : ماذا ؟ ألن تستقبلني أيها الصبي ؟
صبي ! لو كنت تعلم ماذا كنتُ أفعل قبل ثوانٍ لما قلت عني صبي ، ود أن يلقيها على مسامعه و لكن غيرةً على زوجته لم يفعل بل أدخله و صفق الباب ببعض القوة جعلت لوهان يلتفت إليه ناظراً بإستفهام و لكنه تابع الدخول بلامبالاة ، آه لو لم تكن تكبرني بأعوام أيها القصير ، هذا ما دار برأسه و هو يسدد له لكمة وهمية على مؤخرة رأسه غيظاً .
كل هذا و ميرسي أريانا تراقب إنفعلات زوجها المنزعجة بإبتسامة عابثة ، خرجت من جو تأمله إلى جو الإستماع إلى لوهان ، الذي يبدو أنه أتى يقصدها هي و ليس زوجها ، أردف لوهان بجدية بعدما جلس على الكنبة التي تحاذيها .
لوهان : جئتُ اليوم لأعلمكِ بأمر مهم .
عقدت ميرسي أريانا حاجبيها و هي على شبه معرفة بما سيقوله لها ، فأومئت تحثه على المتابعة .
لوهان: جئتُ أخبركِ أنني أريد جازميت زوجة لي .
لم تبدي تعجباً و لا إستنكاراً فهي عالمة تمام العلم بأن لوهان آتٍ لا محالة لإلتقاط آخر عصفور من عشهن السابق فيغدو العش فارغاً و كلٌ منهن أصبحت زوجة في عُشٍ جديد ، لكن ما زال هناك قلقاً يحوم في قلبها و عقلها معاً فجهرت به .
ميرسي : ماذا عن تاو و كريس ؟ أسيتقبلا هذا الزواج إن حدث ؟ أشك في ذلك !
نفى لوهان بهدوء قبل أن يردف و تغييراً لم يطرأ على نبرة صوته .
لوهان : أتفهم موقفكِ ، لكن لا تقلقي ، لقد ساوينا الأمر بيننا و جازميت إختارتني دونهما لأكون نصفها الضائع ، أما تاو و كريس فهما من شجعاني لطلب يدها لزواج ، أكره أن أقول ذلك ، لكن أظنهما يحبانها أكثر مما أفعل حتى أنهما تخليا عن سعادتهما في سبيل فرحها .
صمتت ميرسي أريانا تدرس كلماته في مضامين عقلها جيداً و عيون الرجلين تراقبها بتطلع لما ستقوله ، زوج عينان متلهف لما ستلقيه على مسامعه من قبول أو رفض ، و أخرى تطالعانها بحب و فخر شديد ، أهذه العاقلة الواعية هي الجامحة ذاتها قبل دقائق ؟!
همست بشرود بعد صمت دام لدقائق طويلة .
ميرسي أريانا: حسناً ، لا أمانع .
كان لوهان قيّد تشكيل إبتسامة راضية قبل أن تزجره ميرسي أريانا بقوة مهددة .
ميرسي أريانا : لكن إن أتيتموني تشكيان المشاكل سأقطع ألسنتكما الثرثارة حتى لا تقوى بعد الآن على رمي الحديث ، أتفهم ؟!
ضحك لوهان و شاركه تشانيول الضحك فانضمت إليهما أخيراً تبتسم بنعومة ، لقد هددت أن لا رعونة بعد اليوم يكفيهم جميعاً ما حدث من مصائب لكثرتها يكاد ينسوا معضمها ، غمزها تشانيول بعبث فتوردت مجدداً بخجل .
طرح تشانيول سؤاله على لوهان الذي يجلس بمحاذاته .
تشانيول : هل نَفِذ ما في جُعبَتِك من كلام ؟
أشار له لوهان برأسه بأي نعم فاستعجله تشانيول قائلاً بينما يشير إلى الباب .
تشانيول : إذن هيا قُم إرحل ، لدي عمل أريد إتمامه .
فرج لوهان عينيه بتعجب ثم أشار إلى نفسه و تشانيول خلفه يحثه على الخروج .
لوهان : أتطردني يا طفل ؟! أنا سأحاسبك في الشركة فيما بعد !
أومئ له تشانيول مستهتراً .
تشانيول : حسناً حسناً و الآن أنقشع من هنا .
أخرجه و أغلق الباب ليلتفت لميرسي أريانا التي يكاد يغمى عليها من الضحك فسحب نفساً ثم أردف متخصراً .
تشانيول : أين كنا ؟
..........................................
دخلت غرفتها بعد أن أطعمت الطفلتين الصغيرتين و عادتا للشيء الوحيد الذي يفعلانه ، النوم ، كان زوجها مُمدد على سريرهما من ناحيته على ظهره عاري الصدر ، أما ذراعه المفتول فيستند إلى جبينه و عيناه مغمضة بسكون .
كان قد عاد منذ ساعتين إلى المنزل بعد قضاء وقته في جدول طويل من الأعمال خارجاً ، عاد منهكاً متعباً لكنه ما طلب شيء منها بل وجده مجهزاً ، أكل بعض اللقيمات التي تسنده ثم صعد إلى غرفته ليأخذ حماماً دافئاً و فور ما انتهى ذهب لطفلتيه يداعبهن ثم انتهى به الحال ممداً على السرير هكذا ، كل هذا و لم تنطق شفتيه بكلمة موجهة لها كما لم تفعل هي .
دخلت إلى دورة المياه و أخذت حماماً دافئاً ، إرتدت ثوب نوم أبيض و أطلقت العنان لشعرها أن يفترش حولها ثم لبثت بجانبه ، أغمضت عيناها طالبة النوم فهي تحتاجه بشدة ، الطفلتين يستيقظن عدة مرات في الليل فيحول على النوم أن يحضن جفنيها .
كانت تولي زوجها ظهرها ، هو أيضاً له إحتيجات يريد تلبيتها فعيناه تحكيها الكثير بدلاً من لسانه الصامت ، لكنها لا تريد ببساطة فهو لا يستحق أي حق له واجب عليها .
مثلت النوم فوراً و بجسدها إنتفاضة خفيفة كشفتها بعينيه ، هو حتى لا يحتاجها يكفيه أن يعلم أنها مستيقظة من قلبها الصاخب و أنفاسها المضطربة ، عندما زحف بجسده إليها حتى لامس صدره العاري أكتافها المكشوفة ليقشعر جلدها .
نظر لها بشوق كبير ، يتذكر كل لحظة ألم تمنى فيها الموت الجسدي فيها كل ثانية بينما روحه تُزهق في الثانية ألف مرة ، كم إشتاقها لنعومتها ، لرائحتها ، لخجلها ، و لجسدها الذي يفضحها أمامه كلما إقترب .
غرز رأسه بعنقها نافثاً أنفاسه الحارة هناك جعلها ترتجف بين يديه كورقة صفراء ذابلة تصارع الخريف متمسكة بخيط رفيع في الحياة ، شوقاً و لكن بغلظة كانت ذراعه تلف خصرها و تجرها إليه ، ود الشعور بها تلتحم داخله ، و ما ولد شعوره سوى إرتجافها كالطير خوفاً .
همس بأذنها بأنفاسه الحارة .
بيكهيون : لا داعٍ لتمثيل ، أعلم أنكِ مستيقظة .
بقت صامتة تكمل تمثليتها الفاشلة حتى أجبرها أن تجهر فشلها بآه حارة أفرجت عنها شفتيها و أضرمت الشوق في قلبه من جديد ، عندما قبل شحمة أذنها و انتهى به الأمر يقضمها بأسنانه .
أدارها له بسهولة حيث أنها لم تقاومه ألبتة فهي تعلم بأن مقاومتها الجسدية له لن تنتج إلا الآلام المتفاقمة في كل إنش بجسدها ، رأته يعتليها و هو يقبل وجهها الرقيق الجميل بحب و شوق ، لكنها ردعته بكلماتها فتوقف يستمع لها عندما همست و هي على مشارف البكاء .
إيزابيلا : أنا لا أريد ، توقف لو سمحت .
إرتفع ينظر إلى عينيها و نظرة حادة بدأت تتكون في عينيه فها هي ترفضه ثانية و على التوالي ، همس بحدة قائلاً .
بيكهيون : تعلمين جيداً إنكِ لا تستطيعين منعي إن عزمت .
أومئت له برأسها ثم همست بصوت مثقل .
إيزابيلا : أعلم ذلك ، لكنني متعبة بحق ، العناية بالطفلتين تسلبني كل قوتي ، لو سمحت .
إبتعد عنها لاعناً بغضب عالياً جعلها تغلق عيناها بخوف ، عاد ليتمدد بجانبها و أنفاسه الغاضبة تصلها كالطنين في أذنيها ، يريدها كما يحتاج المريض المعلول إكسير الحياة لينجو بجلده ، يحتاجها كحاجة طفلتيه إليها ، ليس إحتياجاً جسدياً بل روحياً ، هو حتى يحتاجها أكثر من أي شخص على هذه المعمورة .
أنصتت إلى صوت أنفاسه الثائرة بإحتجاج كما هي حتى خمدت فعلمت بأنه نائم ، أغمضت هي عيناها بفتور و تعب هدّ كل ركن صغير من جسدها ، هي لم تكذب عندما تحججت بالطفلتين ، العناية بهن تنهكها بالفعل .
بعد ساعة أو تزيد ، سمعت بكاء الطفلتين الذي ملئ جدران غرفتهن الوردية حتى وصل إلى مسامعها ففتحت عيناها بتعب شديد ثم نهضت بتململ متأفأفة ، برطمت بتذمر و تكاد تقع أرضاً لشدة نعاسها بينما زوج أعين تراقبها بإبتسامة حانية من خلفها .
إيزابيلا : بقائكن برحمي كان أسهل !
كان قد أستيقظ أيضاً على صوت بكاء الطفلتين ، إنتظر بالفراش لنصف ساعة حتى عادت و ارتمت بجانبه كالمقتولة من جديد ، تكتم على ضحكته لكنه ما إستطاع كبح إبتسامته ، سيطر على ملامح وجهه و شكلها بحدة مصطنعة ، هو لا يرضى أن تنام و له ظهرها ، أردف بصوت قوي .
بيكهيون : إيزابيلا ، إلتفتي إلي ، لا تعطيني ظهركِ مجدداً !
إلتفت إليه بصمت و جفنيها منغلقين ، يفصل بين نومها و وعيها شعرة و انقطعت ، تمدد على جنبه و قرب وجهه إلى وجهها يتأمل خلقتها البديعة و جمالها الرباني بعينين غائمة بسحر جمالها ، رفع أنامله و مررها على ملامح وجهها الناعمة ، عينيها أنفها و شفتيها ، إقترب و طبع قبلة خفيفة على بروزها الوردي ، وضع ذراعه تحت رأسها ثم وضعها على صدره مبتسماً .
غرز أنامله في خصلها الشقراء المموجة و أخذ يشتم عبيرها و يتحسس نعومتها ، كم يحب أن يشعر بها تنام على صدره و كفيها يحيطان خصره ، يشعر بها صغيرته التي يحب بجسد إمرأة ناضجة .
إرتفع بكاء الطفلتين من جديد فتململت على صدر زوجها و هي على حافة البكاء لشدة تعبها ، وضعها بيكهيون على السرير بهدوء ثم خرج من غرفته إلى الغرفة الوردية ، إقترب من السريرين الذين يضجا بالفوضى و البكاء ، حمل بيول على ذراع و ميرسي أريانا على ذراع ، ثم أخذ يهزهما حتى صمتن ، حمد الله أن حليبهن جاهز في قواريرهن ، وضع بفم الصغيرتين كل واحدة قارورتها ، تبسم بحب ناظراً إليهن يتجرعن الحليب بجوع .
بيكهيون : مشاغبتين كأمكن ، أين يذهب كل هذا الحليب بحق الله ؟!
ضحك بخفة بينما يبصر عيونهن الخضراء ، بقي ينظر إليهن بصمت حتى أغلقتا جفونهن من جديد ، عاد إلى غرفته من جديد و تمدد بجانب زوجته .
في الصباح الباكر أستيقظ فوجد نفسه وحيداً على السرير ، تحسس مكانها الفارغ بكفيه فوجده بارداً أي أنها نهضت منذ زمن ، تنهد ثم نهض من على سريره و جر قدميه إلى دورة المياه ليغتسل ، نزل السلم متأنقاً بالثياب التي كانت قد حضرتها له و وضعتها على السرير .
نظر في صالة الجلوس حيث الطفلتين في عربتهما ، ولّى نظره المطبخ حيث كانت تحضر الفطور ، ترتدي مأزرة المطبخ و شعرها مرفوع بكعكة فوضوية بينما تقف إلى بار المطبخ تقطع بعض الخضروات .
إقترب منها منتشياً ، حتى في هيئتها هذه جميلة جداً ، إحتضنها من الخلف فشهقت بخوف ، رصّ ذراعيه حول خصرها فتوترت أنفاسها ، طبع قبلة على رقبتها الصافية فآثار عنفه الأخيرة أختفت ، سحب جلدها بأسنانه حتى يخلف علامة فتكتمل صورتها بعينيه لتطلق آه خافتة ، همست بصوت مضطرب و بيدها إرتجافة .
إيزابيلا : بيكهيون ، توقف إنني مشغولة !
همس بِ" أحبك " في أذنها بحرارة ، إشتاقت لسماع كلمات الحب و الغزل من شفتيه لها ، إشتاقت كثيراً و لكنها لم تنسى فعلته الأخيرة بها و لن تنساها بسهولة ، هو يُضمّن إعتذاراً بكلماته ، قبلاته ، و حركاته ، لكن هذا لن يكن كافياً أبداً أمام ما فعله بها .
بقت صامتة و لم ترد عليه بشيء بينما هو يستعر ليسمع من شفتيها الحلوتين " أحبك " أو " أنا أيضاً " ، لكنه تنهد بسوء ما إن ما طرق مسامعه الحب ، حل عقدة ذراعيه حولها ثم إنسحب إلى خارج المطبخ فسحبت أنفاسها بهدوء .
سُرعان ما عاد هائجاً متهجماً بخطوات واسعة أربكتها و شلت أصابعها عن الحركة ، قبض على ذراعها بقوة و أدارها له بقوة جعل تتأوه ألم يفرج بين شفتيها ، صرخ بوجهها بقوة قائلاً بأعلى صوته .
بيكهيون : أحبك !
إنتفضت من مكانها و يدها على قلبها تتحسس نبضها الصاخب ثم تنهدت بصمت ، قبض على ذراعيها بكل قوته حتى شعرت بأن عظامها ستُفصَم ، هدر بقوة و وجهه يشتعل بحرارة غضب أسود .
بيكهيون : لقد أخبرتكِ إنني أحبكِ ، ألن تردي علي ؟
هي لا تريد أن تفقد أعصابها و تثور عليه كما هو ثائر عليها الآن ، لإنها عالمة جيداً بأنها ستكون المتضررة الوحيدة إن إستخدمها لتفريغ غضبه ، لذا أبقت على ملامحها هادئة دون أدنى إستجابة لثورانه الهمجي عليها ، هي تعلم ماذا يريد أن تقول ، أنها تحبه لكنها لن تشفي غليله بتلك الكلمة بل تتركه يحترق من الداخل كما فعل بها .
هزها من ذراعيها بقوة صارخاً بعد أن طال صمتها .
بيكهيون : لماذا لا تجيبيني ؟
تنفست بحدة تهدأ نفسها و غضبها الداخلي ثم أطرقت بهدوء يجعل حمم الغيظ تضطرم داخله أكثر.
إيزابيلا : شكراً لك ، أن الطفلتين تبكيّن بسبب صوتك العالي ، هلّا تركتني أهدء من روعهما ؟
نفض ذراعيها مزمجراً جاعلاً أياها تتراجع للخلف بخطوات مرتبكة ثم خرج من المنزل يصرخ عليها بغضب .
بيكهيون : اللعنة على قلبي الذي يكويني عشقاً لكِ إيزابيلا !
إنتفضت عندما صفق الباب بقوة و خرج ، هرولت إلى الطفلتين المذعورتين تهدأ من روعهما ثم هتفت بحنق .
إيزابيلا: ثور !!
فُتِحَ الباب ليطل من خلفه بغضب مستنكراً بصوت متهجم .
بيكهيون : ماذا قلتِ ؟!
إبتلعت ريقها ثم همست بنبرة مرتجفة .
إيزابيلا : لم أقل شيء !
أغلق الباب أقوى من السابق فانتفضت مجدداً ، مسحت على قلبها نافثة أنفاسها بإرتياح ، حمداً لله ما سمعني و إلا أصبحت كيس ملاكمة له ، هكذا فكرت و هي تنتشل إحدى الصغيرتين حتى تهدئها .
..........................................
دخل تايهيونغ على آماندا التي تنزوي بالغرفة التي رتبها لها في منزله بعد أن أذِنت له بالدخول ، طلّ بوجهه الباسم من خلف الباب فانطلقت لها عدوى الإبتسام ، تقدم حتى جلس على طرف السرير الذي تجلس عليه هي ، همس مبتسماً بينما ينظر إلى الحاسوب الذي على قدميها .
تايهيونغ : ماذا تفعلين ؟
صمتت بينما تُعلق عيناها على شاشة الحاسوب ، آدار شاشة الحاسوب له ليرى إحدى آداءات زوجها في أحد المسارح ، رفع بصره من على الشاشة إليها ثم همس .
تايهيونغ: إشتقتِ له ؟
تبسمت بخفة قبل أن تهمس زافرة نفساً حاراً أفرغت به كل هواء رئتيها .
آماندا : زوجي ؟ لا لم أشتاق له ، لكنني أشتاق لهذا الحبيب فقط .
تنهد هو بأستياء لحال صديقته الوحيدة ثم همس مُعلِماً حالما تذكر سبب مجيئه .
تايهيونغ: لقد هاتفتني ميرسي أريانا و طلبت مني أن أقُلّكِ إليها كي تجد للأمر حلاً .
نفت آماندا برأسها ثم همست بإختناق و الدموع باشرت أن تتكون تحت جفنيها ، أيُ حلٍ ينشدونه لمعضلة حياتها معه ، إنه ليس ليوم و لا لشهر بل لأبد الدهر ، و لماذا الآن تذكروها ؟ ألم يشعروا بغيابها عنهم مُسبقاً ؟ تعيش الويل و الظلم بين جدران سجنه الذي لا يرحم ، آن عليهم أن يتذكروها الآن !
آماندا : لا أظن أن هناك حلاً قد يجمع رأسينا معاً من جديد ، أنا أريد الطلاق و هذا قراري النهائي .
قبض ملامحه بتعجب ، هل حقاً هذه الفتاة نفسها التي كانت تحدثه عن حبها طوال الليل و النهار ؟ ألهذه الدرجة كسرها و نهرها ؟ حتى وصل الحد بها أن تطلب فراقه الأبدي ، إلى أي حد قام بأذيتها ؟!
تايهيونغ: آماندا لا كرامة في الحب ، أنتِ..
قاطعته بقوة قبل أن يلقي عليها المواعظ التي ملّت سماعها مراراً و تكراراً .
آماندا : هو لم يهن كرامتي بقدر ما آهان إنسانيتي ، لقد عاملني كالبهائم و جردني من أنسانيتي ، أنا لا أريد البقاء معه أكثر ، لقد إكتفيت .
همهم متنهداً و أختار الصمت كلاماً ، ما تقوله هذه المرأة يقطر كالحميم المسموم من قلبها ، شيء داخلها كُسِر بعدما أجبرت تصدعه كثيراً ، لكن كسرها لا يُجبَّر ، إنتهت منه و أنتهى منها و أنتهت حياتهما معاً باكراً جداً و لأسباب تافهة .
همس بخفوت بعد أن أطبق الصمت على أنفاسه .
تايهيونغ : ماذا أُخبِر أريانا ؟
مسحت دمعة تمردت ففضحتها عندما شقت طريقها إلى وجنتها ثم همست بنبرة تكاد تنتشل روحها من جسدها و تزهق قلبها .
آماندا: أخبرها أني أريد الطلاق و لن أتراجع عن قراري أبداً و أيضاً أخبرها أن تنقل إليه ما أريد ، أنا ما عدت أريده و انتهينا .
فضل التخفيف عنها بعناق لربما تحتاجه منه ، إكتشف أنها بحاجته فعلاً فحالما وضع رأسها على كتفه أذرفت دموعها بحرقة ناحبة ألم صدرها الذي لا يهدأ و لا يكلّ ، أخذ يمسح على ظهرها بكل رقته مواسياً أياها هامساً بكلمات تخفف عنها .
آماندا : إبكي حتى ترتاحي ، لا تكتمي الألم في صدركِ ، أنا هنا بجانبكِ ، أخيكِ .
................................................
باريس ، أرض العُشاق و الرومانسية ، حيث العاشقان العروسان يقضيان شهر عسلهما ، عيونهما تلفظ الحب دون حاجة لتعرجات اللسان ، حيث أرض الحب ، يعقدان كفيهما يتجولان هنا و هناك طوال النهار ، و طوال الليل يعبثان معاً .
أخذا بكفيهما معاً بينما يسيران بالمقربة من البرج الشاهق ، أيفيل ، ترتدي فستان وردي كشفتيها و خديها ، شعرها الذهبي منسدل حتى أسفل ظهرها ، و الرياح تداعبه فتفرقه متطايراً بالهواء في جمال خلّاب يأسر عينيه و يقيده إليها .
أصابعها ذات الأظافر المطلية بالوردي ، الذي تمشط شعرها كل هُنيهة ، أحدهما مزين بخاتمه ذو الألماسة الناعمة ، مالت برأسها إلى الجانب و شفتيها لا تكل عن رسم الإبتسامات الخلابة ، تَلمَّس وجنتها بكفه فأنامتها عليه ، همس بهدوء و ابتسامة حانية ترفع ثغره .
شيومين : سعيدة ؟
ضحكت بخفوت قبل أن تتقافز حوله بنعومة و هي تفتح ذراعيها إلى السماء .
روزلي : جداً جداً جداً !!!
قهقه بخفة مومئاً .
شيومين : حسناً فهمت مدى سعادتكِ .
نفت برأسها سريعاً بينما تحيط ذراعيها عنقه .
روزلي: لا أنت لا تفهم ، أنا لا أفهم حتى ، أشعر أنني ربما سأمو...
قاطعها بقبلة على شفتيها أجفلتها في المقام الأول ثم إقتربت منه أكثر تلتصق بصدره و تبادله بنعومة أسفل البرج .
تركها تستنشق الهواء على مسام وجهه ، الذي تلفحه أنفاسها الحارة ، نظر إلى وجهها الساكن و عينيها المغلقتين ثم همس بحب ما فتئ يزداد حجمه في صدره و يقيد قلبه في أقفال حبها .
شيومين : لا تذكري الموت مجدداً ، أمامنا عمر بأكمله نعيشه نتجرع الحب حتى يغشى البياض رؤوسنا و تسقط أسنانا ثم سنودع الدنيا معاً و ابتسامة راضية ترفع شفاهنا المجعدة ، سنرحل عجوزان جميلان .
أومئت له مراراً و في حافة عينيها دمعة سعادة عالقة ، ذرفتها عندما أحاطت كتفيه تحتضنه و أحد كفيها يمسد على شعر رأسه بحب .
روزلي : أحبك كما لم أحبب نفسي أبداً ، في حبك أنا لن أموت أبداً و لا أنت ، سنحب حيث لا يوجد موت يفرقنا ، سأحبك لما بعد موتي حتى ، أحبك شيومين .
إزدهر ثغره بإبتسامة حب ، أحاط رأسها بكفيه ثم قبل جبينها بحرارة عشق ثم أحاطها بذراعيه فاستندت برأسها على صدره و أغمضت عيناها بسكون ، همس هو بجدية أثناء ذلك بصوته الهادئ .
شيومين : أريد طفلاً ، لا بل أطفال ، أريد فريق من الأطفال ، يحملوا اسمي و تكوني أمهم .
ضحكت هي بخفة على صدره ثم رفعت وجهها الجميل إليه قائلة بتفكه.
روزلي : ماذا ؟ سأعيش حياتي كقطة ؟ .
مسد على شعرها برفق ثم أردف بخبث و انتهى غامزاً بعبث .
شيومين : و لِمَ لا و كل عامكِ شباط ؟
قطبت حاجبيها دون أن تفهم قصده ، سرعان ما فهمت عندما ضحك بعلو ، تمتمت بحنق و هي تضرب صدره بكفيها بخفة و وجهها يشتعل بحرارة الخجل.
روزلي : يا منحرف ، لنرى إن كان عامي شباط ، لن تحصل على شيء منذ اليوم .
رفع حاجبه ساخراً و تبسم بجانبية ثم همس بتحدٍ .
شيومين : حقاً ؟
أومئت له بثبات مغتاظة فهمهم قبل أن يخطف شفتيها مجدداً .
شيومين : لنرى كلمة من ستمشي .
هنفت بغيظ
روزلي : كلمتي !
قبل ذقنها قبل أن يردف بتعالٍ .
شيومين : أنا الرجل يا صغيرة و ما أقوله سينفذ .
همست تحت أنفاسها و هو يتقدمها بخطوات قليلة .
روزلي : متحكم ، متسلط ، متعالٍ ، مغرور ، منحرف !
...............................................
إصطفت بسيارتها بعيداً ثم ترجلت لتمشي حتى تصل إليه عبر الطريق الطويل إلى حيث أخبرها أن تأتي ، النهر هادئ و لا يضج بالمارّة ، رأته يقف متأنقاً ببدلة رسمية و شعره مصفف للأعلى بهيبة ، تعجبت قليلاً ، فمن حقاً يأتي نهر الهان متأنقاً ببدلة سوداء !
تقدمت إليه من الخلف ثم نادته بصوتها الرقيق ليلتفت إليها مزيناً ثغره بإبتسامة هادئة ، تقدمت نحوه حتى وقفت أمامه ، مدّ كلتا ذراعيه إليها حتى تأخذ بكفيه ففعلت و إبتسامة تداهم شفتيها .
و دون مقدمات ؛ ركع على ركبته أرضاً فجعلها تشهق بتفاجأ و تتراجع للخلف خطوة مضطربة ، شدد على تمسكه بكفيها ثم همس و هو ينظر لوجهها .
لوهان : أريدكِ زوجة لي ، تتزوجيني ؟
أخفضت رأسها بتأثر و الدموع تتصارع للخروج من عينيها بينما شفتيها تفرجان عن ضحكات خفيفة بها غصة فرح ، تبسم هو بحب و عيناه تراقب ردة فعلها ، مسح بإبهاميه على كفيها فرفعت رأسها تنظر إليه و همست بينما دموعها تنساب على وجنتيها بهدوء .
جازميت : لكن لدي شروط حتى أوافق .
عكر ما بين حاجبيه ثم تذمر .
لوهان : لماذا الشروط الآن ؟ أنتِ سعيدة و تريديني كما أريدكِ !
أومئت له موافقة ثم أكملت .
جازميت: ما زلتُ سأشترط عليك .
تنهد بإنزعاج ثم أردف .
لوهان: هاتي ما لديكِ !
تنحنحت ثم إعتدلت بوقفتها إستعدادً لتلاوة شروطها .
جازميت : أولاً عليك أن تحبني و تهتم بي كما لم تفعل من قبل ، ثانياً إن حدث بيننا خلاف و غضبت ممنوع عليك أن تفرغ غضبك بي بل ستخرج من المنزل و تعود عندما تهدأ ، ثالثاً ممنوع عليك أن تنظر إلى غيري حتى لو كانت نظرة بريئة ، رابعاً ممنوع عليك أن تتحكم بي أو تأمرني أو تنهاني ، ماذا أيضاً ؟ دعني أفكر ، علي أن أخذ كامل إحتياطاتي منك .
أفرج عينيه بعدم رضا لأي حرفٍ مما قالته ثم تذمر عالياً .
لوهان : هذا كثير ! و لا أوافق على ما قلتيه أبداً بل سأفعل ما يحلو لي و أنتِ ستفعلين ما يحلو لي أيضاً.
عقدت ذراعيها إلى صدرها ثم همست بتحدٍ لتغيظه .
جازميت : أبحث لنفسك عروساً في مكانٍ آخر إذن ، طلبك ليس عندي .
رفع حاجبه مستنكراً بما تفوه به ثغرها ثم فاجئها بذراعيه اللذان أحاطا خصرها بتملك عندما وقف ، همس بحب بينما يراقب تعابير وجهها الخَجِلة و يداها تحط على ذراعيه بإرتباك.
لوهان : ألا يكفيكِ وعداً قطعته على نفسي بأن أحبكِ بقدر ما ينبض قلبي و أحميكِ بكل ما تملك أوتادي من قوة ، بأنني سأتنفسكِ حباً صباحاً مساءً ، بإن شوقي لكِ لن ينطمر و حبي لكِ لن ينضمر ، بأنني سأحبكِ كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه ، و ذراعي لن تطولا إلا لإحتوائكِ ، ألا يكفيكِ أن تكوني دنيتي و حياتي ، ألا يكفيكِ أن تكوني أنا ؟!
أومئت له متأثرة بكلاماته الحبيبة التي أفرجها ثغره لأول مرة ، حباً بالله من أين أتى بكل هذا الحب ؟! لطالما ظنته أرعن سيء الخُلق و الأدب و لكنها علمت بأن ما كنته له سابقاً ما كان سوى إنطباع أول خاطئ فخلف قناع الرعونة الذي يرتديه إلا أن الطيب جوهره ، رغم ذلك لم تتوانى عن الوقوع في حبه و الآن تقع في حبه عميقاً جداً .
رفعت ذراعيها لتحيط بهما عنقه ثم أسندت رأسها على منكبه تخبره ببحة بكاء سعيدة .
جازميت : يكفيني ، يكفيني جداً .
تبسم و يده تمسح على وجنتها الزاهية بلطف ثم همس بهدوء .
لوهان : خبريني عن مشاعركِ نحوي !
رفعت رأسها من على كتفه ثم همست برقة مبتسمة بخفة .
جازميت : أيكفيك إن أخبرتك إنني لا أحبك بل أعشقك بل أن قلبي ملتاعاً بحبك ؟ أتعلم ؟ كل نظرة منك لي تجعلني أشتعل في داخلي حباً ، كل لمسة حنون منك تجعلني أشعر و كأني عدت صغيرة تحتاج إلى حنان أبيها ، أتعلم أن إبتسامتك تهد أكثر الحصون مناعةً في كياني ، كل همسة حب تجعل قلبي ينبض بصخب و الفراشات تتطاير في معدتي تدغدغني بلذة حبك ، أتعلم أنك الماضي ، الحاضر ، و المستقبل ؟ أتعلم أنك أبي و أمي ، أخي و أختي و كل عائلتي ، أنت كل شيء لي ، أيكفيك أن تكن كل هذا ؟
أومئ و ملامحه غائمة متضرعة في حضرة فيض الحب ، كوب وجهها ثم همس ملتاعاً مُحِباً .
لوهان : يكفيني ، يكفيني جداً .
آمال رأسه قاصداً شفتيها ثم إختطفهما بحب و ولع ثار داخله ليشكله على قبلة ناعمة مفعمة بالمشاعر .
حرر شفتيها حينما خاف عليها إنقطاع أنفاسها ثم إحتضنها إلى صدره و أغلق عينيه يشعر بها بين ذراعيه ساكنة ، يستشعرها بقلبه الهائم حباً بها ، من اليوم كل يوم يومه و يومها ، لها و له ، حان وقت إجتماعهما معاً تحت سقف واحد يوحدهما و يجمعهما ، حيث سيعشان الحب و يختبرانه كل لحظة بلحظة و كل نفس بنفس .
............................................
حضرت كامل تحضيراتها التي قد أعدتها اليوم لإعلانها الذي سيفاجئ زوجها الحبيب ، وقفت أمام المرآة تتأكد من جمال شكلها ، شعرها الأسود الحريري قصته إلى أن إنسدل بنعومة أعلى كتفيها فقط ، نوعٌ من التغيير كما إحتجت ، تتذكر قبل عدة أيام أنه مدح شعر إحدى المغنيات ، فاستشاظت غضباً ، لكنه تلا على مسامعها كلمات حباً و إعتذاراً و غزلاً حتى أرضى غرورها الأنثوي فابتسمت برضا و سامحته .
إرتدت العِقد الناعم الذي أهداه أياها قبل عدة أيام ، يوم مولدها ، حيث فاجئها بقالب من الحلوى خط عليه إعتراف حبه مجدداً و أهداها الكثير من الحب أيضاً حتى جعلها تبكي سعادة فبدأ بتهدئتها من جديد ضاحكاً بسعادة ملئت قلبه قبل أن تملئ شدقيه.
فستان ناعم قصير كما لون عينيها و السماء فينعكس لونه على لون عينيها ليتميزا ببهاء ، تبدو لطيفة و بريئة جداً به كما يحب تماماً ، ضيق حتى خصرها ثم يصبح واسعاً إلى ركبتيها ، إرتدت حذاء بكعب متوسط أبيض اللون ثم نزلت السلم بنعومة إلى الطابق السفلي حيث ألقت نظرة على تحضيراتها .
الطاولة يتوسطها الصندوق الكبير ذاك و تحيطه بتلات زهور منعشة ، رائحة الورد و الشموع المحترقة تفوح في المنزل ، أطفئت الضوء الوحيد في صالة الجلوس ثم إبتعدت نحو الزاوية البعيدة عندما أدار مفتاحه ثقب الباب .
دخل و ليتها تستطيع رؤية ملامحه المنقضبة بمزيج من التفاجأ و الخوف على زوجته من عتمة المنزل ، نادى عليها بصوت عالي علها تسمعه و يطمئن قلبه عليها .
دي او : كريستين ، أين أنتِ ؟!
تبسمت بصفاء ثم أجابته من بعيد بصوت هادئ .
كريستين : لا تقلق علي أنا هنا بخير .
أردف متعجباً و هو يخطو نحو مكابس الأضواء يشغلها .
دي او : حبيبتي ، لِمَ تجلسين بالعتمة ؟ قلقتُ عليكِ !
بحث بنظره عليها بعدما أنار المنزل ليقف ملجوماً بحب داهم سواكنه الهادئة فأخذت ترقص بصخب داخله حينما رآها تقف في الزاوية البعيدة متزينة و الحياء يغمرها ، تقدم إليها مسحوراً بجمالها الخلّاب ، وقف أمامها و هي أخفضت رأسها بخجل عندما مرر حدقتيه بإعجاب على فستانها الناعم الذي يستر جسدها .
قبض حاجبيه عندما لاحظ شعرها الذي إعتاد أن يصل نصف ظهرها يصل كتفيها ، إمتعضت ملامحه قبل أن يردف بقوة .
دي او : لماذا قصصتِ شعرك ؟!
تبسمت بتوتر ثم أردفت .
كريستين : لتغيير !
رفع حاجبه ساخراً قبل أن يهمس .
دي او : ليس لتغيير بل غيرة عندما مدحت تلك الفتاة .
هتفت بحنق أفرج عينيه لأجله متفاجئاً .
كريستين : تلك الشمطاء لا تأتي بذكرها حتى يا زوجي الحبيب !
تبدلت ملامحها سريعاً من الحنق إلى الوداعة الخالصة كالقطط الناعمة .
كريستين : ألا يبدو جميلاً ؟
أومئ ضاحكاً بخفة بينما يبعثر أطرافه القصيرة بأصابعه .
دي او : بلى جميل ، لكن لا تقصيه مجدداً .
أومئت له بسعادة ثم سمعته يهمس لها بحب ما منع غصة ألم تظهر في صوته .
دي او : أول مرة تتزينين بها لأجلي .
تبسمت هي بحب ثم همست تنظر في عينيه عميقاً .
كريستين : سأفعل دوماً لأجلك .
تبسم بخفوت قبل أن تتشكل ملامحه بحزن كحال صوته .
دي او: أنا أسف على كل ما فاتنا .
نفت هي برأسها عاقدة حاجبيها بحزن و كوبت وجهه بكفيها هامسة .
كريستين : لا تقل هكذا ، ألم نقرر أننا نسينا الماضي و بدأنا من جديد ؟ ثم إننا لم نفوت شيء بعد ، ما زلنا في أوج شبابنا و بعون الله العمر أمامنا طويل لنعوض كل شيء .
أومئ لها مبتسماً ثم إحتضنها برفق شديد ، أسندت هي رأسها على صدره بسكون و الراحة تجتاح بدنها ثم غمغمت .
كريستين : ألن تسألني عن سبب هذا التزيين ؟
إرتفعت عن صدره ثم نظرت إلى وجهه باسمة ، قطب حاجبيه ثم نظر خلفه ليرى الطاولة التي يعلوها صندوق كبير الحجم و الأرض مفروشة بالورود الحمراء ، إلتفت إليها ثم تسآل .
دي او : متى حضّرتِ كل هذا ؟
أردفت بدلال بعدما رمشت بعينيها بنعومة .
كريستين : قبل ساعة ، ألم تلاحظه عند دخولك ؟
نفى برأسه و يده تنغرس بخصلات شعرها .
دي او : لم ألاحظ ، جمالكِ سيطر علي ، ما المناسبة إذن ؟
تبسمت بإتساع ثم أخذت بيده تسحبه إلى جانبها نحو الطاولة بينما تردف .
كريستين : لقد حضرت لك مفاجأة بهذا الصندوق ، و عندما تفتحه ستعلم ما هي المناسبة .
توقفت أمام الصندوق إلى جانبه و تركت لعنانه تخيل ماذا قد يحوي هذا الصندوق .
وضع كفيه على الصندوق ثم فتحه لتنفرج عيناه بمزيج من الصدمة و الفرح عندما خرجت منه بالونات الهيليوم زرقاء اللون ، ثم ضحك بسعادة غامرة عندما وجد في قاع الصندوق حذاء أزرق صغير لحديثي الولادة أسفله ملاحظة كتبت عليها " أنتظرني يا أبي ، سآتيك رجلاً من صُلبِك قريباً ، إعتني بأمي إلى ذلك الحين يا حبيب قلبي و قلبها " .
إلتفت إليها و عيناه تملئهما الدموع ، أومئ برأسه متسألاً و عيناه المتوسعة قد أفرجت عن دموعه لتسيل على وجنتيه ثم تهجى كلمة واحدة بصعوبة و كأن غصة الفرح وقفت بحلقه تمنعه عن الحديث أو أن الصدمة أثرت على قدرات نطقه .
دي او: ح.ح.حقاً ؟!!!
قهقهت هي بخفة ثم أومئت له و عيناها بالفعل أدمعت تأثراً به و عدوة منه ثم ما شعرت بنفسها إلا و هي بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحب بينما يهمس غير مصدقاً من شدة فرحه .
دي او : أنا لا أصدق ، لا أصدق ! أحقاً ستكونين أم طفلي ؟ يا آلهي كم أنا سعيد ، لقد إنتظرت هذا الخبر طوال العامين المنصرمين ، شكراً لكِ ، حقاً شكراً لكِ على هذه الهدية .
إنخفض يتحسس معدتها ثم لثمها بقبلة و هي يد مغروزة بشعره تداعبه و أخرى تمسح بها دموعها ، إرتفع مجدداً إليها ثم حملها سريعاً على ذراعيه و دار بها ببطئ و عيناهما قد وقعت بتواصل بصري عميق يحكي كم الحب الذي جمعهما ، و كم السعادة التي يحضيانها معاً .
أجلسها على الطاولة ثم همس بينما ذراعيه يلفان خصرها و ذراعيها يلفان عنقه .
دي او : كم مضى على حملكِ ؟
أجابته باسمة الثغر .
كريستين: منذ أربعة أشهر .
هتف بتفاجئ ثم سلط عيناه على بطنها .
دي او: حقاً ؟! كيف هذا و بطنك ما زال مسطحاً ؟!
ضحكت هي بخفة ثم نظرت إليه قائلة .
كريستين : لقد ذهبت إلى الطبيبة و قالت لي بأنه صغير الحجم قصير الطول مثلك تماماً .
أفرج عينيه بإنزعاج ثم هتف بحنق .
دي او : أنا قصير ! إن طولي مائة و ثلاثة و سبعون .
ضحكت هي بمرح ثم أردفت مغيظة أياه
كريستين : ألم أقل لكَ إنك قصير ؟!
تبرم وجهه بحقد تجاهها لكنها أكملت .
كريستين: طفلي المسكين سيرث قصرك للأسف ، كم أشفق عليه !
همس ساخطاً مستنكراً .
دي او: تشفقين عليه إذن ؟ تحبينه أكثر مني ؟
أومأت له سريعاً بإيجاب فقط لتغيظه فهي عالمة بما يجول بنفسه من مشاعر و عقله من أفكار ، هي ستستغل غيرته هذه من جنينها الذي ما زال طور التكون في رحمها إلى صالحها ، لكنه فاجئها عندما رمى كل ما يعلو الطاولة سواها أرضاً لتشهق بخوف ، لربما هو غضب حقاً .
دفعها على الطاولة ممدة بخفة دون أن يؤذيها ثم إعتلاها ببطء هامساً بتهديد .
دي او: تحبينه أكثر مني إذن ، دعيني أرى لمتى ستحبينه أكثر مني .
ما فهمت مقصده إلا عندما إنخفض يقبل وجهها الناعم بحب و هو يهمس بكلمات تحوي تهديد حب .
إرتفع عنها بعد أن إرتشف من كل ركن في وجهها العسل ، فتحت عيناها لتبصره بحب ثم همست .
كريستين : أريد أن يرث طفلنا وسامتك و جمال صوتك ، دفئك و حبك ، قلبك و عقلك و كل ما فيك إلا جنونك عند الغضب و قصر قامتك .
نطقت آخر كلماتها ضاحكة من جديد ليتجهم وجهه أيضاً من جديد ثم باغتها عندما حملها على ذراعيه و أخذ السلم طريقاً إلى غرفتهما ، أردف مهدداً .
دي او : لنرى بقصر قامتي ماذا سأفعل بجسدكِ ، سأتأكد أن طفلي ينمو بداخلكِ بشكل جيد و سأتفحص تغيرات جسدكِ ، أيضاً سأعاقبكِ لإنكِ لم تخبريني مسبقاً و سأكافئني .
تذمرت هي بينما يضعها على السرير برفق .
كريستين: لكنني أردت أن أفاجئك بجنس الطفل و وجوده معاً ، و هكذا تكافئني ؟
غمز لها بعبث ثم همس لها .
دي او: سأكافئكِ الآن .
تبسمت بخجل و أخفضت رأسها ليقبل شفتيها و ينخرطا معاً في الحب عميقاً .
......................................................
تنهد بسوء و هو يبصر زوجته التي إعتادها رقيقة جداً توبخ الصغيرة ، التي لطخت وجهها و ثوبها بالشوكولاتة ، التي سبق و أحضرها زوجها لها ، تذمرت موبخة الصغيرة .
فكتوريا : ما كل هذا ؟ هل خُلِقتُ للتنظيف من خلفكِ أنتِ و والدكِ اللئيم الذي تسبب بما أنا فيه ، لا يعتني بي و لا يرحمني ، ماذا أفعل معكم ؟ سأمتطي قدماي و إني لهاجرتكم !
إلتفتت آشلي إلى أبيها ، الذي يصم آذانه عن كلام زوجته ببرود ، و سألته ببراءة بلكنة طفولية مضحكة .
آشلي : بماذا تبرطم هذه المرأة ؟
إلتفت سيهون إليها ثم هامس الصغيرة ، التي أخذت الكثير من طباعه و أهمها بروده ، سخريته ، و لامبالاته .
سيهون : دعيها تبرطم قدر ما تشاء ، لقد أتتها الحالة .
تقدمت إليهما فكتوريا الحامل بشهرها السابع ثم زجرتهما معاً بنبرة قوية .
فكتوريا : أنتما لا تتجاهلاني ، إني أحدثكما ، أنت سيد او سيهون ؛ هل يمكنك أن تفسر لي سبب نثرك لثيابك أرضاً في كل أنحاء الغرفة ؟ و أنتِ آنسة آشلي كم مرة يجب علي تغسيلك باليوم حتى تتوقفي عن لمّ الأوساخ ؟ هل أنا خادمتكم ؟ إنهضا كلاكما و نظفا ما إفتعلتما من فوضى .
تأفأفت آشلي بملل ثم همست لوالدها قريب أذنه بينما تعقد ذراعيها الصغيران إلى صدرها .
آشلي : أبي قبلها حتى تصمت ، دقيقة و سينفجر رأسي بسبب صوتها .
تبسم سيهون خلف كفه ثم ضحك بخفة قبل أن يقف و اصطنع ملامح جادة ثم هتف بحنق .
سيهون : أنتِ ألن تصمتي ؟ ألستِ من رفض أن أحضر لكِ خادمة تعاونكِ بالمنزل طوال اليوم ؟ ثم أن المنزل نظيف و لقد رحلت الخادمة منذ ساعة فقط فعن أيُ فوضى تتحدثين ؟ أنقشعي من أمامي و إلا أصمتكِ بطريقتي .
وضعت يداها على خصرها المختفي مؤخراً ساخرة ثم نبست بتحدي .
فكتوريا : حقاً ؟ أصمتني إن أستطعت .
رفع حاجبه و ابتسم جانبياً بسخرية ثم همس قابلاً تحديها .
سيهون : آشلي إصعدي إلى غرفتكِ !
برطمت الصغيرة بسخرية بينما تسلك طريقها إلى غرفتها .
آشلي : و كأنني لا أعلم ماذا ستفعلان ، عل كلٍ ؛ هذا مقرف .
شُدِهت فكتوريا من تلك الصغيرة صاحبة اللسان السليط ثم وبخت زوجها الذي يقف أمامها .
فكتوريا : إنظر إلى نتائج تربيتك الصالحة ، الفتاة ذات لسان سليط وقح يحتاج للبتر كلسانك تماماً و هي في عامها الثالث فقط !
جحر عينيه باستياء ثم هتف متحججاً .
سيهون : أفضل أن تكون مثلكِ ، دائمة الأستياء تتذمرين للاشيء و توّلوِلين على أمور تافهة .
كتفت ذراعيها إلى صدرها ثم جهرت به عالياً غاضبة .
فكتوريا : أنت تتكلم عني بالسوء ، لا تحدثني و كأنك لم تتسبب بما أنا فيه .
هتف بغضب عالياً و قد نفذ صبره .
سيهون : توقفي عن التفوه بالمزيد ، لقد تصدع رأسي بغوغائكِ .
أدمعت عيناها بحزن بعدما صاح بها هكذا فودت الإنسحاب من أمامه لتبكي كما تشاء بعيداً عنه .
فكتوريا : أنت لا تشعر بي أبداً ، أنا متعبة و أنت ترهقني ، لا تحدثني أبداً .
نفث أنفاسه بندم بينما يتخصر بتعب ، ما كان عليه أن يصرخ بها هكذا ، هي حامل و مزاجها متقلب بشكل حاد ، و الأمر ليس بيدها فلا شأن لها في المقام الأول ، الأمر شأنه أيضاً و عليه بالصبر ، رفع ذراعيه ليحطان كتفها ، و رغم عن مقاومتها الضعيفة لذراعيه إلا أنه نجح في إحتضانها إلى صدره و مواساتها بذراعيه الذي تمسد على شعرها بعطف و كلماته التي تهدأ النفس .
سيهون : حسناً ، أنا آسف ، لا تحزني مني ، تعلمين كم أحبكِ و دموعكِ لا تهون علي ، لذا كفكِفيها و سامحيني هذه المرة ، لن أسبب الفوضى مجدداً و لن أسمح لآشلي أن تفعل و سأحدثها أن تعتذر لكِ ، أراضية علي الآن ؟
أومئت له على صدره بالإيجاب ، رفع رأسها بكفيه عن صدرها و أخذ يقبل دموعها ، أنفها ، و وجنتيها حتى هدأت و كفكفت دموعها ، تأمل وجهها النضر المرفوع إليه بحب ، وجنتيها ذو اللون الوردي و أنفها المحمر بخفة ثم شفتيها اللتان يحاكيان الكرز في لونهما ، ممتلئتان بنعومة جذبته فود تقبيلها و تقبيلها حتى يفنى و إلى ما بعد الفناء .
تبسمت بخجل بينما تبصره يتخذ زاوية برأسه حذو شفتيها ، تبسم ببنما يقبلها بحب لوجهها المتضجر بالحُمرة ، قبلها بلطف حتى إستطعم نعومتها الفائضة بشفتيه ، فصل شفتيه عن شفتيها بعد طول حب ثم أخذ يتأمل جمال عيناها الواسعة .
هتفت هي عالياً بينما عيناه ما زالت مسلطة عليها .
فكتوريا : أنا لن أسامحك يا أب ابنتي إن ما نفذت لي رغبتي .
تبسم بحنان إليها ثم همس بلطف و كفه يمسح على شعرها برفق .
سيهون : و ماذا تريدين يا أم ابنتي ؟
تداعت بدلال ثم هتفت .
فكتوريا : أريد تُراب .
ظن نفسه أخطأ السمع فهمس مستنكراً .
سيهون : تريدين ماذا ؟
تأفأفت بحنق قبل أن تعيد ما قالته مجدداً .
فكتوريا : قلت أريد تُراب .
همس قاطباً حاجبيه دون فهم .
سيهون : و ماذا ستفعلين به ؟
أجابته بثقة و يداها على بطنها .
فكتوريا : سأكله بالطبع .
صاح بها متفاجئً غير مصدقاً لأي حرف مما قالته .
سيهون : تأكلين التراب ؟!!
أومأت له برأسها متعجبة دهشته مما قالته ، لا ترى بأي من كلماتها ستسبب له الإذبهلال هكذا ، همس مستنكراً .
سيهون : أحقاً تريدين أكل التراب ؟ التُراب ذو الحبيبات الصغيرة و الأنواع و الألوان المتعددة ، الذي يكون القشرة الهشة العلوية للأرض ، الذي ينجرف في أيام الشتاء ؟!!
تأفأفت مرة أخرى ثم أردفت بجدية .
فكتوريا : هل قلبت الأمر إلى حصة جغرافيا ؟ و نعم أريد أكل التراب ذو الحبيبات الصغيرة و الألوان و الأنواع المتعددة ، الذي يكون القشرة الهشة العلوية للأرض ، و الذي ينجرف في الشتاء ، نعم هذا هو الذي أقصده ، الذي قصدته تماماً الذي فهمته و هو ما أريد و إن ما أحضرته لي ربما سيتضرر الطفل ، و ربما ستأتي على شكل وحمات صغيرة تملئ جسد طفلتي المسكينة و وقتها لن أسامحك أبداً .
أذبهل أكثر و هو ينظر لها .
سيهون : أحقاً ستضرر الطفلة إن ما أكلتِ منه ؟!
أومأت له بحزن ثم أخبرته .
فكتوريا: نعم ، أمي كانت تخبرني إن ما حصلت المرأة الحامل على ما تتوحم به فربما سيخرج على جسد الطفل .
أردف على إستعجال و عيناه متوسعة بقلق .
سيهون : لكن ألن يضرك التراب إن أنا أتيتُ لكِ بحفنة من الخارج ؟
ضربت كتفه بغيظ بكفها ثم زمجرت بعلو .
فكتوريا: يا ذكي ، إذهب إلى الصيدلية القريبة و أنت بالتأكيد ستجده لديهم .
أومئ لها موافقاً ثم أخذ مفاتيح سيارته يهم بالخروج فهتفت عالياً قبل أن يفعل .
فكتوريا : اسمعني ، أحضره أحمر جافاً كالذي يستخدم في الزراعة ، أسرع قد تخرج على بشرة الطفل .
أومئ متأفأفاً بحنق يتمتم .
سيهون: حتى لونه و شكله أيضاً ، جيد ! اليوم سأعود إلى المنزل في ساعات الفجر، تراب !! كيف سأجد تراب يُأكل .
دخل إلى الصيدلية بخطى حرِجة و هو يبصر تجمعاً من معجبيه خلفه إلا أن الصيدلاني أردف برسمية .
" سيد اوه ؛ أهلاً بك ، كيف أستطيع خدمتك ؟ "
إتكئ سيهون على الطاولة التي تفصله عن الصيدلاني أمامه ثم همس بصوت خفيض حتى لا يسمعه أحد .
سيهون : أن تعرفني جيداً يا رجل ، إنني أقصدك كل ما احتجت شيء .
أومئ الصيدلاني بإيجاب ثم رد عليه بلباقة .
" أعلم سيدي ،أخبرني بماذا تحتاجني اليوم ؟ "
أجابه سيهون بهمس خفيض بالكاد سمعه الرجل أمامه .
سيهون : اسمعني ، زوجتي حامل ، و تتوحم على تراب لتأكله ، من أين آتي لها بتراب يصلح للأكل ؟! أيضاً تريده أحمر جاف
ضحك الصيدلاني عالياً ثم إنصرف من أمامه مقهقهاً ، إنحرج سيهون و لا يعلم لماذا ، فقط أصبح وجهه أحمر كالطماطم ، عاد الرجل و بيده علبة بيضاء ثم ناولها لسيهون قائلاً .
" ها هو ، هذا تراب لا يضرها تستطيع زوجتك أكله ، لكن دعني أعلمك أنا زوجتك ليست الوحيدة التي تتوحم على التراب ، خذ هذه ستفي بالغرض . "
شكره سيهون ثم خرج بعد أن دفع سعر العلبة تلك ، قاد إلى منزله أخرج العلبة من جيبه ثم هتف مفجوعاً للمرة التي لا يذكرها .
سيهون : تريد أكل التراب ؟!!! أنا لا أصدق !
ترجل من سيارته ثم دخل للمنزل حيث وجد زوجته تنتظره بلهفة ، خطفت العلبة من يده قبل أن يهمس بأي شيء ثم هرولت سريعاً إلى المطبخ ، همس لنفسه و هو ينظر لكم السعادة الذي يملئ وجهها .
سيهون: ستأكل التراب بالمطبخ ؟ بالتأكيد أنا لا أريد أن أراها تفعل ، ستتشوه صورتها في عقلي إن دخلت و رأيتها تلتهم التراب بجوع بلا شك .
صعد إلى غرفة نومه ثم بدل ثيابه و تمدد على سريره ، يتخيلها تأكل التراب بشراهة فتتقزز ملامحه ثم ينفي برأسه ، تنهد و أغمض عينيه لا يريد أن يفكر بما تفعله أبداً .
أتت هي بعد دقائق ثم دخلت إلى دورة المياه ، تغسلت ثم خرجت بفستان نوم أسود قصير ، جففت شعرها ثم أخذت مكانها بجانبه ، همس هو فانتفضت بخوف ظناً منها أنه نائم .
سيهون : هل نظفتِ فمِك ؟
فتح عينيه لينظر إلى وجهها القريب من وجهه فأومئت له بنعم ، ليأمرها بصوت هادئ .
سيهون: أريني !
قطبت حاجبيها دون فهم هامسة .
فكتوريا : ماذا ؟!
أشار لها بعينيه إلى فمها ثم إرتكز بمرفقه على الفراش ليعلوها .
سيهون : إفتحي فمِك .
فغرت فاهها كما أمر بخفة فوضع أصابعه على ذقنها و أدار رأسها إليه يتفحص فمها جيداً و عندما تأكد من أنه نظيف و لا يشوبه التراب ترك ذقنها و تسآل .
سيهون: أحقاً أكلتِ التراب ؟!
أومئت له برأسه و وجهها ينقط البراءة و اللطف لتهمس .
فكتوريا: نعم كان لذيذ جداً ، لقد ملئ معدتي .
إمتعضت ملامحه بتقزز و لكن وجهها الباسم الجميل لا يسعه إلا أن يجعله يقع بحبها أكثر .
شابك أصابعها بأصابعه ثم همس بخبث .
سيهون: ما دام التراب قد ملئ معدتكِ ما رأيكِ أن أملئ أمكانكِ الأخرى بي ؟
أفرجت عيناها بخجل شديد و شهقت ، سرعان ما أفاقت من صدمتها و صفعت كتفه بغضب قائلة.
فكتوريا: منحرف ذو عقل خبيث .
تبسم هو بخفة ، فلكم يحب أن يثير غيظها و خجلها في آن واحد ، رفع حاجبه بسخرية ثم إنخفض إليها ليقبل أنفها ثم خدها و شفتيها حتى حل عُقدة خجلها منه .
...................................................
نادى زوجته التي تحضر بعض الأطعمة في المطبخ بصوت عالي يصل مسامعها .
سوهو : ماريا ، هيا سيبدأ الفيلم .
رفعت صوتها مجيبة من الداخل .
ماريا : حسناً قادمة .
تبرم سوهو بسوء و همس بإنزعاج .
سوهو : كل ما قلت لها أنه سيبدأ تخبرني أنها قادمة و لا تأتي .
جهر عالياً بعد دقائق حالما بدأ تتار الفيلم .
سوهو : هيا لقد بدأ يا ماريا !
أتته تحمل صحن فشار أجوف كبير و قارورة عصير مانجو الذي يشتركان في حبه ، وضعت الصحون أرضاً بجانب الوسادت التي قد وزعها زوجها حتى يجلسان عليها ، نظر لها بإنزعاج لتردف ببراءة .
ماريا: ماذا ؟ لقد كان علي الإنتهاء من الفشار ثم إنني تركت الشوكولاتة في المطبخ أيضاً ، علي إحضارها .
جلس هو أرضاً بين الوسادات و عكف ركبتيه ينتظرها أن تأخذ مكانها في حضنه بعدما هرولت لتحضر الشوكولاتة .
أتته مهرولة سريعاً ثم جلست على قدميه ليعقد ذراعيه حول خصرها و يسند ظهره إلى الأريكة خلفه ، وضعت صحن الفشار في حِجرِها و أبلغته بمرح .
ماريا : ها قد بدأ الفيلم .
في الحقيقة ، هذا الفيلم ليس كأي فيلم بل إنه تجربته الأولى في التمثيل على صعيد الشاشة السينمائية ، هو رفض بأدب شديد أن يحضر الفيلم مع طاقم العمل بل فضل أن يفعل في منزله و مع زوجته الحبيبة .
أنارت الشاشة بوجهه لتُصفر هي عالياً ثم تصفق قائلة بمرح .
ماريا : هذا الممثل وسيم جداً .
تبسم هو بحب و شدد ذراعيه حول خصرها .
و في مشهد آخر عندما ظهرت البطلة تبرم وجهها بإنزعاج و برطمت على مسامعه .
ماريا : تلك الشمطاء أخذت دور البطولة ، حقاً ! ألم يجدو من هي أبشع أكثر من هذه ؟ إنها تشبه الفقمة بشفاهها تلك .
وضع كفه على شفتيها حتى يصمتها لتنظر إليه فهمس رافعاً حاجبيه و موسِّعاً عينيه .
سوهو : يا إلهي ! ماريا ، منذ متى تملكين هذا اللسان الشاتم هذا لا يليق بنعومتكِ و لا بلطفكِ أبداً !
قلبت عيناها بضجر ثم آزالت كفه من على فمه لتهدده بهمس خطير .
ماريا : إن حدث يا حبيبي و تجاوزت الأدب بلمسة أو قبلة فودع قدراتك على فعل ذلك .
إبتلع ريقه و لأول مرة يخافها أنها مخيفة حقاً الآن ، لأنه يبدو أنه سيخسر ما ترمي إليه فتحذيرها موجود بالفعل .
ضحك بسُخفٍ ثم نبس متوتراً .
سوهو : لكن حبيبتي ، تعلمين ، هذا فيلم رومنسي ، أقصد لا بد من تمثيل الحب به .
أومئت له بنظرة قوية ثم إلتفتت إلى الشاشة هامسة ببرود .
ماريا : و أنا سأرى إلى أي مدى مثلت الحب حبيبي و بعدها ستُحاسب حِساباً عسيراً إن بالغت في تمثيله .
ضحك مجدداً بتوتر ثم استرسل .
سوهو : أنا لم أفعل .
همست ب" سنرى" خفيضة ثم صمتت تتابع الفيلم بترقب لأي ما هو حميمي لتزجره عليه أشد الزجر .
شهقت عالياً و عيناها توسعت لما تراه على الشاشة ، إلتفتت إليه ليبتلع ريقه ثم نهض سريعاً قبل أن تصل أظافرها وجهه ، تراجع للخلف و هي تتقدم نحوه متخصرة ، عيناها تحاكي القطط الشرسة التي لا تروض و لا تخضع .
همست هي مبطنة تهديد و وعيد له في لسانها و عينيها معاً .
ماريا : قبّلتها يا مُهجة قلبي ؟ و تعمقت أيضاً و استمتعت ! لم ينقصك سوى أن تأخذها لأحد الفنادق.
نفى برأسه سريعاً ثم أجابها متلكأً .
سوهو : لا تقولي هكذا يا حبيبتي ، أنتِ اسمعيني أولاً ، دعيني أبرر لكِ !
إستطردت هي قائلة بصوت مخيف .
ماريا : أنا ماذا قلت لكَ من قبل أن تبدأ التمثيل ؟ ألم أقل لكَ أنه ممنوع عليك تمثيل الحميمية بأي شكلٍ من أشكالها ؟
جمع شجاعته ثم أردف بصوت قوي إعتادت أن تخافه سابقاً لكن ليس الآن .
سوهو : اسمعِ يا امرأة ، أنا الرجل هنا و أفعل ما يحلو لي و أنتِ لا يحق لكِ معارضتي ، أنتِ تفعلين ما أريد دون إعتراض و فقط .
جحرت عيناها ثم أشارت لنفسها قائلة بنبرة غير مصدقة ، جعلته يرتعد منها و يعلم أن أساليبه القديمة لن تجيد نفعاً و هو في هكذا موقف .
ماريا: ماذا قُلت ؟ يا امرأة ؟! أنا سأعلمك كيف تناديني بالشكل الصحيح .
إقتربت منه كثيراً و ما عاد بوسعه سوى الهرب منها راكضاً إلى غرفتهما بالأعلى و هي تلحقه و تصيح به .
ماريا : تُقبلها يا منحرف ، شفتيك هاتان سأقتلعهما لك حتى لا تستطيع تقبيل أحد ، تعال إلى هنا أقسم أنني سأخرج الجحيم بك .
أحكم إغلاق الباب خلفه لتتهاوى طرقاتها على الباب قوية ، تمدد على السرير و وضع ذراعه تحت رأسه بينما يفكر بفعلته و كيف عليه إخماد ثوران زوجته ، حدث نفسه بهمس .
سوهو : إنقلبت الأحول ، أصبحت بدل أن تهرب مني أنا أهرب منها ، إلى أي مرحلة وصلت يا سوهو ؟!
شهق بخفة و عيناه قد توسعت عندما رآها تقف أمام الباب متخصرة ، جلس على السرير بينما هي تتقدم إليه ببطء .
سوهو : ماريا ! كيف دخلتِ ؟!
رفعت إلى وجهه مفتاح الباب ثم همست بالتهديد .
ماريا : يبدو أنك نسيت أنني أملك مفاتيح أحتياط لجميع غرف المنزل .
وقف على قديمه باسماً بتوتر بينما ينظر ناحية الباب لتهمس هي .
ماريا : لا تتعب نفسك يا حبيبي الباب مغلق و لن تستطيع الحصول على المفتاح أبداً .
تحمحم ثم ضحك بتوتر و هي تقترب نحوه و هو يتراجع للخلف حتى إرتطم بالسرير و وجلس عليه ، تقدمت هي نحو السرير و أخذ يزحف للخلف حتى إعتلته ، رفعت قبضتيها لتنال من تلابيب قميصه و لكنه أردف على وجه السرعة خوفاً .
سوهو : أقسم أنه لم يكن أنا الذي قبلها بل ممثل بديل !
ناظرته بشك ثم همست و هي تمرر أظافرها الطويلة على رقبته و كأنها تهدده بالخدش .
ماريا : أحقاً ؟! و كيف تثبت لي أنك لست الفاعل ؟
فغر فاهه محتجاً بقوة .
سوهو : أقسم لكِ أنني لم أقبلها ، لقد أقسمت ! لماذا لا تصدقيني ؟!
أومأت له بإيجاب فقد صدقته و ما أن قرر أن يستل نفساً حتى هاجمت شفتيه بأصابعها تلويها له بقوة حتى أمتعض وجهه و صاح بألم ، تركتها بعد علمت كم نال من الألم المُستحق ثم رفعت سبابتها بوجهه مهددة بنبرة غليظة .
ماريا: إن رأيتك يا سيد سوهو المحترم تقبل النساء حتى لو ناب عنك ممثل بديل ، فما عُرِض كان وجهك سأقطع لك شفتيك هاتان ، و أن ناديتني ثانية بيا امرأة أو يا فتاة سأقتلك ، تناديني بأسمي .
أومئ لها عدة مرات بينما أصابعه تتحسس شفتيه المحمرة ، نهضت من عليه و هي تنفض يداها عن غبار وهمي و عيناها ترمقه ببرود ، فتحت الباب ثم خرجت ، بعد دقائق وصله صوتها الذي يناديه بغلاظة يحوي أمراً .
ماريا: سوهو تعال إلى هنا !
رفع حاجبه بعدما وعى على نفسه و أحداث الساعة الأخيرة ثم همس لنفسه .
سوهو : هذه المرأة لتوها هددتني و برمت شفتيّ و أنا خفت منها ، لن أكون رجلاً إن ما علمتها الأدب .
نهض بقوة ثم ترجل السُلم سريعاً ليقف خلفها فهمست هي بلطف دون النظر إليه .
ماريا : هيا تعال تناول الشوكولاتة التي تحبها .
تعجب في داخله ، أهذا إنقلاب في مزاجها أم ماذا ؟! غرز يده بشعرها لتتأوه بألم ثم أمرها بينما يشدها منه لتقف دون إيلامها فقط يريد أن يخيفها قليلاً حتى تتذكر من هو و لا تتجرأ أن تكرر فعلتها ، مشدداً على يا امرأة حتى يغيظها .
سوهو : يا امرأة ، إنهضي حالاً ، أنتِ تهدديني بل و بَرَمتي شفتاي ، أنا سأعلمكِ الأدب من جديد .
تأوهت بغيظ عالياً و ضربت يده التي تنال من شعرها ، دحجها بنظرة إصطنعها غاضبة ثم تابع سحبها خلفه إلى الأعلى مجدداً بينما يهدر مهدداً .
سوهو : لقد تعاطفت و تسامحت معكِ كثيراً حتى تجاوزتي حدود الأدب و لسانكِ أصبح بحاجة إلى إعادة تهذيب .
رمى بها على السرير فصرخت بغيظ سرعان ما التجمت عندما إلتفتت برأسها و وجدته يعتليها ، تعاركت الأصوات في حلقها فما كونت أي كلمات إلا بتأتأة و هي تظنه قد غضب منها فلقد أبدع بتمثيل الغضب .
ماريا: ماذا ستفعل ؟ أنت تستحق ما فعلته بك .
رفع حاجبه بسخرية ثم مال برأسه نحو شفتيها ليهمس فوقهما بإثارة .
سوهو : و أنا سأريكِ ما الذي تستحقينه يا حبي .
نظر في عينيها ثم وجهها الذي أخذ بنور الخجل ثم إبتسم بحب لها حتى تعلم أنه ليس غاضب فتمتمت بتوتر .
ماريا: لقد أخفتني .
تبسم بوجهها مرة أخيرة قبل أن ينخفض ليقبل مبسمها و ذراعاه تحضناها إليه أما ذراعيها فأخذا مكانهما حول عنقه بنعومة.
.........................................
سلاااااااام يا قوم . ❤
أرجوكم لا تقرأو البارت إن كنتم مشغولين في إمتحاناتكم ، أدرسو بجد ثم كافئو أنفسكم به🤓 .
سأخبركم أمراً مهم لكن لا تهلعو ، هذا البارت مكون من ثمانية آلاف و نصف كلمة يحتاج وقت طويل بالقراءة 🙃.
من لن يصوت أرجوك لا تقرأ😕 .
البارت السابق ما حققتم الشرط و اخذلتموني 😢
هل أكرر كلامي ثانية أنني مريضة و لدي أمتحانات مُكدسة رغم ذلك كتبت لكم البارت الأطول في رواية كلها و قد إستغرق سبع ساعات كتابة و أنتم متململون عن تحقيق الشرط البسيط بالنسبة لعدد المشاهدات 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
يا رفاق النجمة لا تكلف و لا تكهرب 😁
التحديث القادم لن يكن الأحد سيكون أبكر من ذلك بكثير في الأغلب عندما تحققون الشرط
ربما تتسائلون لما نزلت البارت و الشرط لم يتحقق لسببين :
١. إحتفالاً بمولد بيكهيييييييون
#happy_beakhyun_day
٢. لأجل تلك الفتاة الجميلة Sabrinexol أتمنى يشتغل الهاشتاق و طبعاً و لأجل أمثالها القليلون .
لكنني لن أتهاون في الشرط ثانية أبداً 😊
بقي بارتين فقط🙁 .
البارت القادم بعد 100 فوت و 100كومنت وعليكم أيضاً تحقيق الشرط للبارت السابق حتى أحمل البارت الما قبل الأخير .
١. رأيكم بتشانيول و ميرسي ؟ هل أفعال ميرسي بسبب حملها ؟
٢. رأيكم ببيكهيون و إيزابيلا ؟ ردود إيزابيلا الهادئة ؟ غضب بيكهيون ؟ بيكهيون الأب 😍 ؟ و مجدداً .
# happy_beakhyun_day
٣. رأيكم بسيهون و فكتوريا و آشلي ؟ وحام فكتوريا ؟ برود آشلي ؟ و ردود سيهون 😂؟
لا تتعجبو والدتي توحمت على التراب و هي حامل بأحد إخوتي و لكن والدي النبيل أحضر لها حفنة من الخارج و أنتهت المشكلة 😂😂😂
٤. رأيكم بمفاجأة كريستين لدي او ؟ رومنسية الكوبل ؟
٥. رأيكم بماريا و سوهو ؟ سوهو يستحق المنحرف 😐؟
٦.ماذا ستؤول الأمور بين تشين و آماندا ؟ هل ستنتهي قصتهما ببؤس ؟
٧. رأيكم بالعروسين الجميلين ، روزلي و شيومين ؟ و رمانيستهما ؟
٨. رأيكم بعرض لوهان و كلماته ؟ رأيكم بردة فعل جازميت ؟ ماذا سيكون مصير كريس و تاو ؟
٩. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم القادمة ؟
أصدقاء ودعوا الكوبلات التالية :
١. دي او و كريستين وداعاً .
٢. فكتوريا و سيهون وداعاً .
٣. سوهو و ماريا وداعاً .
ودااااااعاااً .
ربما أذكرهم بشكل عام فقط و لكن مشاهدهم أنتهت بالفعل .
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі