Chapter Eighty-eight
" فتور "
أقتطف منكِ زهرة و أغرس شوكها في صدري مخدراً .... أنا الذي عشق !
عجلات السيارة تترك أثراً على أرض الشارع خلفها ، دخان السيارة يثير الضباب الدخاني الخانق في الهواء خلفها ، صوت زعيق العجلات قد أضفى ضوضاء على سكون الليل ، السيارة تسابق الريح في السرعة ، سائق متهور مجنون يقودها في منتصف الظلام و اللامكان .
كاي لا يبدو طبيعيا ألبتة، لم يبدو بهذا الشر في حياته كلها ، بشرته السمراء الفاتنة قد أقتنت الحمرة ، رقبته المخملية قد أزدادت عرضاً و برزت عروقها ، وجهه إحتقن بالحمراء الغاضبة ، صبت حدقتيه البنيتين في وسط أحمر تكسب نظرته القاسية الشر ، و على سبيل الجنون شفتيه قد رسمت إبتسامة جانبية شريرة تضاهي الشر شراً .
الآن سينتقم و يعلم كل شيء قد حدث ، ينتقم لنفسه الغيورة التي لا تقبل الخضوع و قلبه العاشق الذي لا يقبل الهزيمة و تملكه الرصين الذي لا يقبل المشاركة ، سينتقم لأجلها أيضاً ، لحرمة جسدها التي حُللت عليه وحده من بين البشر و التي انُتهكت ، لخوفها الذي كاد أن يقتلها به ، و لدموع عينيها التي نفذت من مقائيها ، إنتقاماً مجنون قاهر قاتل لا رحمة فيه و لا شفقة .
أقتحم بسيارته المخزن القديم الذي تتواجد داخله فريسته التي أمسك بها أخيراً ، فهو المفترس هنا و من يجرؤ على العصيان ، ترجل من السيارة بعنجهية منتصر و مشى نحو ذلك المربوط بسلاسل حديدية تضيق على أوردته حد الإختناق بروية ، مد كفه لرجُله الذي يقف بمحاذاته ليناوله عصا حديدية غليظة ، اتسعت إبتسامة كاي عندما رأى تراقص حدقتي الآخر في محجريهما خوفاً .
أبدى له الهدوء و التروي لا ليطمئنه بل ليزيده خوفاً على خوفه ؛ فهو قد رأى تهجمه و إنفعاله و ما ارتدع و لكن هذه المرة لن يجرؤ على الإقتراب ، فالهدوء الذي يمثله بالقوة جعله يبدو مخيفاً أكثر مما هو عليه ، و إن أستطاع الآخر فليقدم حججه أو يقل لدنيا السلامة .
إقترب منه كثيراً بذات الهدوء و التروي فإرتجل الآخر بالكلمات سريعاً قبل أن يقتل على يد ذلك المتوحش دون تفكير أو إدراك و جد نفسه يقر بالحقيقة و أنفاسه المضطربة خوفاً على نفسه شاهدة عليه.
رافي : لم ألمسها ، أقسم أنني لم ألمسها أبداً ، لم أطئ جسدها بأي طريقة قد يتخيلها عقلك لم أفعل .
أشار له كاي بالصمت متململاً من الأعذار و الأكاذيب ففعل ثم همس بقوة مهدداً و محذراً قبل تقديم أي حديث .
كاي : أخبرني بكل ما حدث و أن أقترفت الأكاذيب فمقابل كل أكذوبة أحد عظامك .
أومئ رافي بخوف عدة مرات ثم باشر بالتحدث و صوته به إرتجافة تخوف .
رافي : قد وضعت لها في العصير منوماً خفيف حتى لا تشعر بطعمه ، لو فعلت بها شيء كانت ستشعر ، كنت قد أوكلت إمرأة بأن تخلع عنها ثيابها ثم تقوم بإلتقاط صورة لرأسها فقط و من ثم تتركها و تخرج .
رفع كاي حاجبه بعدم تصديق و ابتسامته إتسعت ، فكيف سيفوت فرصة رؤية جسدها و لمسه و هو لطالما عشقها و تمنى نظرة حب واحدة منها ؟ و لماذا سيستأجر إمرأة لفعل ذلك بينما هو موجود بالفعل ؟ و إن كان صادقاً فكيف وصلته صوراً لها عارية بالكامل بينما يختلق أنه صور رأسها فقط ؟
طرق كاي بالعصا على الأرض عدة مرات بتقطع بطيء و هو ينظر له مبتسماً بغرابة حتى يخيف الآخر و يعلمه بأنه يكذب أحاديث الأطفال هذه ، ارتجف بخوف شديد و نطق عالياً و جسده يتراقص خوفاً .
رافي : أقسم أنني لم أكذب ، أعرف أن في رأسك الكثير من الأسئلة و سأجيبك عليها ، الجسد في الصور ليس جسد كاثرين أنه رأسها فقط ، على رقبة ذلك الجسد هناك شامة ملحوظة رغم صغرها و لكن رقبة كاثرين ليس عليها شيء و أنت تعلم هذا جيداً ، خشيت أن تكشف زيف الصور من تلك الشامة و لكن الغضب أعماك و لم تدرك أن هذا ليس جسدها في الواقع و كنت مطمئن لهذا ، هذه إمرأة كنت أبقى لديها و قد قَبِلت أن أصور جسدها مقابل المال .
صمت قليلاً يلتقط أنفاسه المتقطعة ، لكنه صرخ بقوة خوفاً عندما رأى العصا ترتفع عالياً و كأنها تود الترحيب به بإحتكاك مع عظامه في معتقله هذا .
رافي : لم أرى جسدها ، أقسم أنني لم أفعل !
وضع كاي العصا على كتفه بمهل ثم أشار للآخر بالحديث فأكمل و أنفاسه إزدادت إضطراباً .
رافي : أنا لم أمسها لم أراها حتى ، أعلم أنك تستنكر الآن تضيعي لمثل هذه الفرصة الذهبية ، لكنني فعلت بالفعل و ضيعتها برغبتي و لم أندم ، أنا ما زلت أحبها كثيراً ، نعم أعترف أحبها جداً ، و لهذا لن أنكث بعهدي الأخير معها ، أنت هدفي و ليس هي ، أنا إنتقمت لنفسي منك و ليس منها ، أنت من سلبني حبيبتي فأردت طعنك بحبك لها و ليس طعنها هي ، كنت دوماً خصماً لي في حبها فلماذا سأوجه الضربة لغيرك ؟ أردتُ ان أفصلكما و إن اكتشفت الحقيقة أن تكرهك لتشكيك بعفتها .
أنزل العصا عن كتفه ممسكاً أياها بقبضته و ضرب طرفها الآخر داخل كفه بخفة و على شفتيه إبتسامة جانبية بدت مخيفة مليئة بالخبث و التكذيب ، فليس هو بمجنون أو معتوه حتى يصدق ما يقوله ذلك المربوط حتى ينجو من ألم محتم فهذه طباع البشر على آية حال ، نواري الحقيقة بالأكاذيب حتى ننجو من أفعالنا و لكن كما يقال حبل الكذب قصير ، أنه حبل نجاة قصير تنجو بداية بأختلاق الأكاذيب و المزيد منها ثم تقع في النهاية في وحل نفسك .... ياللقذارة !
نظر له كاي رافعاً حاجبيه بتمهل ثم همس بصوت خفيض معلوم جيداً أن مخزوناته الباطنة ممتلئة بما هو عكسها تماماً .
كاي : تقول هذا لتنجو مني ، ما هو دليلك على ما تقول ؟ كيف تؤكد لي أنك لم ترى جسدها و لم يره غيرك ؟
أخذت أنفاس رافي بتثاقل زيادة و كأن جبلاً نقل إلى صدره فما عاد للنفس متسع .
رافي : من مصلحتي أن أكذب ، أعلم ؛ و لكنني ما كذبت هذه المرة ، تستطيع التأكد بنفسك ، سأعطيك اسم النادل الذي وضع المخدر في شرابها و المرأة التي كانت معها .
أنزل كاي رأسه إلى الآخر حتى تقابل الوجهين ثم همس بحدة آمراً .
كاي : هات ما لديك !
أخذ منه المعلومات اللازمة ثم أمر رجاله خلفه بأوامر صارمة سريعة التنفيذ .
كاي : احضروهما لي فوراً و خذوا نسخاً لكاميرات المراقبة في المطعم و الفندق ، أريدهم أمامي في الصباح .
أنهى حديثه لينطلق عدداً من الرجال ثم مشى بخطوات عنجهية مغرورة نحو أسيره و أنخفض إليه مرة أخرى ، همس بهدوء أمام وجهه المذعور .
كاي : أنت حتى لو كنت صادق فلن تنجو بفعلتك أبداً .
نظر له رافي شاهقاً بخوف و عيناه جاحظة من محلها ليضحك كاي بخفة ثم ينصرف ، هل ظن حقاً أنه سينجو بهذه السرعة ؟ حتى لو أقر بالحقيقة فهو أخطأ خطأ فادح سيكلفه الكثير على آية حال ، أما رافي فبقي يتخبط في مكانه ذعراً ، ظنه سيحرره أن أفضى له ما لديه من كلام ، لكن صُفِع بقوة في ظنونه ففعلته لا تكفر عنها تفاصيل .
..............................................
وقفت تودع زوجها على الباب مبتسمة بإتساع و وداعة قبل أن يغادر منزله ، وضع قبلة مطوّلة على جبينها ، أخريات مخطوفات من وجنتيها ، و أخيرات عابثة من شفتيها لتضحك بنعومة و التورد قد لون خديها ، هو لن يكتفي من حبها مهما طال الوقت بهما ، قبل أن ينصرف أستدركت متذكرة أمراً حتى تعلمه به قبل رحيله .
ليليانا : لاي ، تذكرت ! أود أخبارك أنني سأذهب اليوم مع كريستين إلى موعد لدى الطبيب إن أذنت لي بالطبع .
كوب وجهها سريعاً بكفيه و ملامحه المنبسطة قد انقبضت بقلق ثم تسآل بصوت يغشوه القلق .
لاي : طبيب ؟ لماذا ستذهبين إلى الطبيب ؟ هل بك شيء ؟ ما الذي يؤلمك ؟
تبسمت بوجهه بلطف حتى تنشر الأطمئنان في نفسه القلقة عليها ، كم تحب إهتمامه و خوفه عليها اللذان لا يضمحلان ، تعشق رؤية الحب و الشوق في عينيه لها ، و أكثر ما تحب من طباع عشقه إندفاعه للإطمئنان عليها دوماً حتى قبل أن يستمع للتفاصيل كاملة ، ذلك حب لا ينطمر بإشباع جسدي هذا حب روحي .
همست مبتسمة منتشية السعادة بعد أن حطت راحتيها على كفيه اللذان يكوبان وجهها .
ليليانا : لا شيء يدعو للقلق ، الأمر بسيط لا تقلق ، سأوافيك بالتفاصيل عند عودتي و الأمر يتعلق بدي أو ليس بي كثيراً ، نحن سنأخذ نتائج فحوصات لدماغه فذاكرته لم تعد بعد و هذا يؤثر على عمله كما تعلم ، أما بالنسبة لي فلا تقلق ليس بأمر مخيف سأخبرك مساء اليوم .
أومئ لها متنهداً فحال صديقه في المجال الترفيهي بات صعب ما زال فاقداً ذاكرته و لا يذكر شيء سوى زوجته و بسبب ذلك أنقطع عن الفريق إلى حين شفائه الغير معروف موعده ، تلى عليها نصائح الأم على ابنتها الطفلة.
لاي : حسناً ، اذهبي ، لكن لا تتأخري و ارتدي ثياب سميكة فالجو بارد ، لا تسرعي أثناء القيادة و أيضاً عودي قبل غروب الشمس .
أومأت و إبتسامتها تتسع كلما نص على أمراً أو نهى عن آخر و حالما أنتهى همست تمازحه .
ليليانا : حاضر أمي !
ضحك بخفة ثم ودعها بقبلة أخيرة حطت بخطف على شفتيها و احتضنها بلطف بينما يؤرجح جسدها بين ذراعيه ثم انصرف.
....................................
أجلسها في حِجره بالقوة بعدما حاولت التملص منه عدة مرات دون رضاها خجلاً منه ، هتفت بإنزعاج من أفعاله الأخيرة التي باتت تحرجها كثيراً و تمنعها عن الحركة .
ماريا : أليس لديك عملاً اليوم ؟ اذهب إلى عملك !
أشار إلى نفسه بسبابته متعجباً و حاجب عينه قد إرتفع عن مكانه ، فها هو يطرد من بيته بفعل زوجته المصون التي يريد قضاء كل وقته معها رغماً عنها ، همس بإستنكار ممتعضاً .
سوهو : أتطرديني من منزلي يا زوجتي المصون ؟! لن أذهب ، ليس لدي شيء لأفعله .
و كعقاب محبب إلى نفسه رطم ظهرها بصدره عندما أحاط كتفيها بذراعيه و دفعها إليه بقوة يشعر بتأثيره القوي عليها الذي أفُتضِح من أنفاسها التي إضطربت ، ثم همس بخبث بأذنها حتى يرتفع بعبثه إلى مستوى أعلى .
سوهو : متفرغ للعب معك لوقت طويل جداً حتى تملي مني .
زفرت انفاسها المضطربة بتقطع و فضلت الصمت على خوض جدال معه ينتهي لصالحه ، الأمر ليس قديماً ، منذ أن قابل جيمين ذاك اليوم في المستشفى و علق معه و حسه الرومنسي قد أرتفع إلى حده الأقصى ، أصبح يخصص لها وقت طويل رغم إنشغاله في أعماله التي لا تنتهي .
رفض كثير من العروض المغرية التي تزيده ثراء و شهرة و التي تكون حلما لأي فنان آخر ليبقى معها و يقضي ما يستطيع من وقت في مجالستها ، حتى أنه رفض أي إلتزام خارج أنشطة الفرقة .
تعلم هي مراده خلف كل ما يفعله و ما يشعر به من خوف و قلق ، هو خائف من خسارتها يوماً ما ، أو أن يبقى الألم الذي أذاقه إياها سابقاً و الخوف الذي أشعرها به في تفاصيل عقلها و تحديداً في ذاكرتها الدائمة ، يخاف أن تجد نفسها حائرة بين البقاء على قرارها في مسامحته أم التراجع عن الغفران .
ألا يدرك أن قرارت القلب لا تراجع عنها ؟ القلب يفعل ما يشعر به دون أخذ احتياطات مسبقة أو تدابير مستقبلية ، أنه القلب عندما يسامح سيفعل و لن يتراجع ، قرارات القلب أحكاماً غير قابلة للنقض أو الطعن ، و لو كنا حقاً نستطيع التحكم بقطعة اللحم تلك لتحلحلت كل مشاكلنا .
إلتفتت إليه بخفة بعد صمت طويل و تبسمت له بجانبية جذابة ثم وضعت راحتيها على وجنتيه بلطف هامسة بحب ينبع من قلبها بكلمات صارحته فيها عن حقيقة شعورها الذي يبدو لها أنه لا يدركها و عيناها تغوص في عيناه عميقاً تحاكيه حباً أجج العشق في فؤادها فاستنطق لسانها .
ماريا : قلبي عندما أحبك لم يخيرني بين قراراته ، و عندما سامحك لم يمنحني الفرصة لأجمع الحقد فيه ، لقد وجدتني هائمة بك روحاً و نفساً و جسداً ، لا أعلم كيف و متى و لماذا فقط هكذا ، لا تراجع في قرارات القلب التي تُأخَذ دوماً من المشاعر ، مشاعري نحوك في إحماء دائم و لن تغدو يوماً باردة .
اتسعت إبتسامتها بينما تبصر الحب و الحنين في عينيه ، أكملت بعدما إجتذبته إليها ليركن رأسه على كتفها .
ماريا : القدرة على الغفران ليس ضعف نخجل منه بل قوة و شجاعة نفخر بها ، إن غفرت يوماً لجيمين الذي كان صديقي يوماً فحبي لك لن يتغير عن حاله مهما تقلبت الظروف ، أنا واقعة لك في كامل جوارحي و لا تراجع ، هذا وعد حبي لك للأبد ، فبماذا تعدني أنت ؟
لامست كلماتها الرقيقة التي بثت صدقاً ينبع من نفسها الخلوقة و حباً ينبع من قلبها النابض عشقاً له شغاف قلبه فشُغِف بها حباً مراراً و تكراراً دون مراوغة ، أخذ كفها و وضعه على قلبه ثم وضع كفه الآخر على قلبها يتبادلان الشعور بنبضات بعضهما ، همس بحب أسفر عنه حباً يزداد عمقاً .
سوهو : حبيبتي أنتِ ، قلبي سينبض حباً لكِ ما دام يستطيع ضخ الدم في جسدي ، قلبي مربوط بقلبك بحبل غليظ لا يُقطع ، كلما شددتيه أرخيته و كلما أرخيتيه شددته حتى نهرم معاً ، هذا ليس وعد أتحمله بل حلماً أود تحقيقه .
تبسمت بصفاء و صدق لدفء كلماته التي أصمتت لسانها عن الرد و أنطقت بدلاً منه قلباً ينبض بقوة في صدرها تحت كفه الذي يدفئه ، ففي الحب الوعود وجدت لتوفى ، القلوب وجدت لتحب ، و الحب وجد للحب .
لفت ذراعيها حول رقبته ببطء ثم أسندت جبينها على جبينه مغمضة العينين حتى تشعر به في قلبها أكثر و همست .
ماريا : أحبك حتى تفنى الأنفاس .
ابتسم بإتساع و رد عليها بقبلات إتسعت كل إنشاً من وجهها .
ود نسيان الدنيا بسكانها و مشاغلها و طمرهم خلفه ليعيش معها الدهر و أبده دون عمل و إنشغال ، دون شوق و أبتعاد ، دون فاصل و إنقطاع ، فقط هو و هي في جنة قفصهم الذهبي الذي بدى بها الحبس أجمل من الإنطلاق ، يتبغددون بالدلال ، الحب ، و الكثير الكثير من العشق المههوس .
دائماً دنيا الأحلام تبقى حلم جميل نقصه على أنفسنا بلحظات ما قبل النوم التي تسبب لنا الأرق ، لكننا نبقى سعيدون رغم ذلك ، الهروب من الواقع العصيب يعين النفس على معايشته .
هكذا خرج ذلك الرجل العاشق الولهان من طور قبلاته التي تعدت حدودها متبرطماً بكلمات منزعجة ، لا يرغب للذهاب إلى العمل و لا رؤية أحد ، لا يود طرح مكانه أبداً ، لكنه هتف بعد أن أغلق هاتفه بإمتعاض .
سوهو : لدي عمل ، علي أن أغادر .
أجابته بإيمائة و هي تخفي إبتسامتها عنه ، لا تنكر أنها تود بقائه معها في كل ثانية تمر في حياتها ، لكن رؤيته مغتاظاً للإبتعاد عنها يثير في نفسها مشاعر محببة لا تود فقدانها يوماً ، شيعته للباب بعد قبلات مواساة تسترضيه بها و قبل أن تعاود الجلوس على الأريكة طرق الباب من جديد فظنت أنه نسي شيء يريده .
عادت لتفتح الباب مبتسمة و هي تهتف .
ماريا : ماذا نسيت ؟
لكن إبتسامتها إضمحلت بتدريج بطيء عندما وجدت إمرأة ببطن منتفخة تقف أمام الباب مبتسمة .
سالي : أود سلبك بضع دقائق في حديث إن سمحتِ .
...............................................
رمقته يجلس على الأريكة يتحدث مع أحدهم على الهاتف ، إستناداً من رسميته في الحديث تبين معها أنه مدير أعماله ، بعد الكثير من الكلام المقتضب وضع هاتفه متنهداً بأرتياح ، زلفت منه بخطوات رشيقة تزيد قوامها الممشوق جمالاً ثم حضنته من دُبر تحيط كتفيه العريضين بذراعيها بدلال و هو جالس على الأريكة .
وضع كفيه على ذراعيها يستشعر نعومتها و إلتف برأسه إليها عندما أسندت ذقنها على كتفه حتى يتسن لعينيه رؤية وجهها الخلاب من هذا القرب ، همس بتحبب متطلعاً إلى جمالها .
تشانيول : حبيبتي تدلل علي و هي تعلم جيداً أن قلبي ضعيف أمام دلالها .
أومئ٥ت عدة مرات مُقِرَّة بدلالها فعلاً بينما تبرز شفتها السفلية بلطف و نطقت بتغنج ترهف له القلوب و تتبعثر لأجله الرجولة .
ميرسي أريانا : يا لها من حبيبة سيئة يا عمري !
وضع كفه على قلبه يتحسس نبضه الذي يضج بألم لذيذ ثم نطق ببحة رجولية مطلقة .
تشانيول : سيئة جداً يا حبي !
وقف مستنداً على ربكتيه فوق الأريكة بسرعة ثم حملها من خصرها بقوة و رماها في حجره بغتة لتقهقه هي بينما أصابعها تتشبث بقميصه خوفاً أن تقع و أنفاسها قد تسارعت للمفاجأة ، همست بتدلع يليق بأنوثتها المغرية .
ميرسي أريانا : حبيبي قوي جداً .
غمز لها بعبث و على شفتيه إبتسامة خبيثة ثم تطرق و عيناه تجول فوق جسدها بوقاحة و جراءة .
تشانيول : قوي جداً يا حبيبتي و أنتِ أكثر العالمين .
ضربت كتفه بخفة و ملامحها انكمشت بغضب حالما فهمت مقصده المنحرف ، دحجته بنظرة منزعجة ثم اشتكت بقوة منه إليه جرائته .
ميرسي أريانا : عقلك لا يسوغ لك سوى الأفكار المنحرفة ، كل ما أقوله تجد عليه تعليقاً منحرفاً ، ألا تستطيع التفكير ببراءة مرة واحدة فقط ؟ ثم ما بال هذه النظرة التي في عينيك لي ؟ و كأنك سوف تلتهمني أم ماذا ؟
إتسعت إبتسامته الجريئة أكثر حتى تواقحت و بمفاجأة كبل يديها بقبضتيه خلف ظهرها و جر جسدها إليه حتى إلتصقت به ثم همس بنبرة موغلة خطيرة و قد راق في عينيه إرتباكها الخجول .
تشانيول : أنا مدمن على حلاوتك و لا تعافي من هذا الإدمان ، أنا أموت إن لم تكوني أمامي في كل يوم و حين ، بت أخاف علي مني ، أنا مُسَلماً لكِ قلباً و روحاً و جسداً فلا تتركيني يوماً ما ، لا دنيا تعيشني أن فقدتكِ .
هي تتفهمه و مدركة لمقصده خلف كل كلمة ينطقها ، منذ أن أستفاقت تبصر النور في عينيها حتى اليوم و إلى الأبد تعلقه بها أصبح بأزدياد ، هاجساً يلاحقه يجعله يخاف من وقع النملة إن أزعجها ، ذلك الحرص و الإهتمام لم يكن يوماً على حاله كان دوماً بازدياد ، حتى تعابيره و إنفعلاته كلها في أزدياد مستمر .
إن غضب يصبح مخيفاً أكثر مما كان عليه في السابق ، إن أحبها فلا يدرك أنه يؤلمها ، في غيرته ، غضبه ، و حبه كلها أصبحت مشابة بعنفه ، كثير من القيود قد نصها عليها خوفاً عليها من الآخرين دون أن يدرك أنه أحياناً يؤذيها بكل هذا .
أرادت أن ترد عليه برد يبرد حمم قلبه و يخفف من وطأة هواجسه على نفسه ، لكنه وجد لنفسه طريقة أخرى قبل أن تفعل هي ، شد خصلات شعرها الفحمية للخلف ببعض القوة آلمتها ، لكنها أخفت تأوهاً كادت شفتيها أن تفرج عنه ، ثم أغلقت عيناها بقوة حالما شعرت بشفتيه تجول على جلد رقبتها بعنف دون شعور منه و كأنها يلتهمها إلتهاماً .
بعد وقت طويل جداً غفت على صدره ، و هي لا تستطيع تحريك ضلعاً بينما يحتويها بشدة ، كل ضلع و عظمة تصب وجعا في كيانها ، ناهيك عن تمزق بشرتها الأليم النازف ، تخاف أن تخبره بأنه يؤلمها و حبه بات يبثه بعنف دون دراية فيظن أنها تستثقله و لا ترغب به شريك جسدي في حياتهما الزوجية ، لكنها لا تستطيع الصمت طويلاً و إتخاذ الصبر حليفاً ، ترجو إن أخبرته يوماً في المستقبل القريب أن يتفهمها بهدوء .
............................................
بخطوات رشيقة تقدمت لتفتح الباب لزوجها العزيز الذي طال إنتظاره خلفه بينما يقرع أجراس المنزل دون رد يذكر من الداخل عليه ، و حالما فتحته و رأى جسدها الصغير يقف خلف الباب حتى اشتكى متذمراً بعصبية ؛ لطول إنتظاره في الخارج .
تشين : آماندا أنني أنتظر منذ عشر دقائق أن تفتحي لي الباب ، أين كنت ؟!
أبرزت شفتيها بعبوس لطيف لإرتفاع صوته عليها توبيخاً ثم أوغلت همساتها المتذمرة إلى أذنيه فالتفت إليها يطالعها بإنزعاج .
آماندا : ما شأني أنا أن نسيت مفاتيحك في المنزل ؟ ثم أنني كنتُ بغرفتنا أوضبها و تستحق الإنتظار على آية حال .
تشردق بإبتسامة ساخرة فحبيبته و زوجته الصغيرة باتت شقية ، إقترب إليها بخطوات بطيئة هادئة و عيناه تنظر إليها بخباثة إلى أن وقف أمامها ، همس بهدوء بعد أن أمسك ببعض خصلاتها و وضعها خلف أذنها بينما يتأمل تدرج ألوانه بين البني الغامق و الأقل غُمقاً خِلقة .
تشين : زوجتي الجميلة قد طال لسانها على زوجها و نحتاج ان نقصه ، صحيح حبيبتي ؟
ضحكت بنعومة بخفة لدُعابته العابثة التي تحب ، وضعت كفيها على كتفيه ثم قربت شفتيها إلى أذنه بإثارة ، همست بنعومة بالغة .
آماندا : أفعلها بي إن استطعت .
ثم شعر بها تقضم شحمة أذنه بخفة فأطلق آه متلذذة بعد أن أعتم عينيه دون شعور فقلبه الذي يشعر الآن .
توغلت ضحكاتها الناعمة في أذنه و تغلغلت إلى قلبه ، تظن أنها انتصرت عليه و أضعفته بحلاوتها ، لكن باكراً جداً حتى تحكم من المنتصر ، ففي معركة الحب لن يقبل الهزيمة أبداً ، و هذا طبع العشاق ، أمسك مؤخرة رأسها و قربها إليه بحدة هامساً بخطورة مثيرة .
تشين : ما زال باكراً جداً أن تنتصري علي فلم تري شيئا من جنوني بعد .
همست بنعومة و أناملها تلهو في أزرار قميصه بعبث بعد أن أطلقت إبتسامة جانبية خلّابة .
آماندا : لقد شهدت على الكثير من جنونك بالفعل و في حبك أنا دوماً مناصرة حتى لو خسرت أمامك .
تبسم بغرور فهي أثرت على حبه الآن ، ردت عليه بإبتسامة حالمة قبل أن يضغط بشفتيه على شفتيها يقبلها بهدوء و حب شديد .
ما إن قطع قبلته حتى حملها بين ذراعيه و صعد بها إلى غرفتهما ، و قبل أن يفعل المزيد همست بنعومة .
آماندا : لن تأخذ مني شيء إن لم تلبي لي طلبي .
تشردق بضحكة ساخرة عالية ، ثم رمى بجسدها على السرير بقوة و أعتلاها بسرعة ، بدى غاضباً ثم همس قبل أن يتجرع حلاوتها .
تشين : لن تستطيعي منعي ، سأخذ ما أريد .
استسلمت له و لجنونه الذي لا ينضب بصبه على جسدها الرشيق الذي يتلوى بألم لذيذ دون هوادة فانغمست معه بجنونه الذي تعشق و جعلته يغوص بأعماقها كما يحب و يريد .
بعد وقت طويل جداُ وضعت رأسها على صدره حتى تستمع إلى نبضات قلبه التي تقرع بصخب داخل صدره اللاهث ، و هي بحال ليس أفضل منه أبداً ، همست و هي ترسم على عضلات صدره دوائر وهمية بأناملها النحيفة .
آماندا : لن ترفض طلبي أليس كذلك ؟
أوغل أصابعه داخل خصل شعرها البندقية ثم همس بجمود .
تشين : لن أذهب .
تنهدت بقلة حيلة فرده ذاته لا يتغير ، لم تترك وسيلة تقنعه بها أبداً إلا و استخدمتها ، لكنه مُصِر على الرفض دون تفاوض و كسر رغبتها في مشاركته ، همست هي بحزن بان على نبرة صوتها و حاجباها تقوصا بحزن .
آماندا : لماذا ترفض ؟ أيعقل أن لا نذهب معاً ؟ ليس من التذهيب أن نرفض الدعوة التي تلقيناها بحفاوة !
تأفأف بحنق من فتح هذا الموضوع مراراً و تكراراً و محاولتها المتكررة بإقناعه فأردف بنبرة حادة حتى لا تضيف المزيد .
تشين : لم أمنعكِ من الذهاب ، اذهبي وحدكِ دوني و لا تجعلينا نخوض في هذا الجدال مجدداً حتى لا نعلق في شجار بالنهاية .
رغم حديث ميرسي أريانا معه الذي تكرر عدة مرات و شجاراتها معه حول هذا الموضوع و مقابلاته مع صديقها الذي ينتهي غالباً بنظرات مسمومة تملئها الحدة إلا أن الأمر بأزدياد ، ما زال يصعب عليه تقبل رجل آخر بأن يكن ذو مقربة من زوجته غيره ، عقله لا يستوعب الأمر و غيرته لا تتقبل قربها من غيره .
و في خضم ذلك كله يبقى صديقها تايهيونغ طرف عاقل يحاول أن يوثق علاقته مع زوج صديقته ، علّ تلك الغيرة التي تشتعل في عينيه كلما رآه بالقرب منها أن تقل حدة ، فأقدم على خطوة و دعاه إلى حفل يقام على شرف ترفيعه ، لكن ها هو من جديد يصد دعوته ، ألا توجد وسيلة لتلين عقله المتحجر أبداً ؟!
.................................
كما نعلم ... بمرور الوقت الجروح تلتئم و الزمن الكفيل الأقوى للنسيان ، لكن حتى لو إلتئمت الجروح فسيبقى ندباً خلفها يحكي أثرها ، مهما الوقت طال و النسيان إقتضب أحداث الذاكرة فبعضها يبقى و لا يُنسى .
شعور الخوف ... عوائلنا دوماً يحذرونا من الخوف ، الخوف أن تَمَلَّك شخص ما فأنه سيسيطر عليه لا محالة فيبقى بين الإتزان و الإرتجاف دون الإحالة لأحدهما دون الآخر .
شعور تعجز عن وصفه وقع المصائب الذي يتذلل حتى يصبح خير يصب في مصلحتك ، تذكر ذلك اليوم جيداً و كأنه أحداث اللحظة عندما وصلها خبر إصابته كم بكت ، ناحت ، و اعتكفت ترجو له السلامة ، لقد تأكدت يومها أنه رغم قسوته التي لم تستطع يوماً الأعتياد عليها إلا أنها لم تكرهه يوماً في حياتها إنما كرهت أفعاله بها .
إكتشفت ذلك عندما تضرع قلبها حباً له ، عندما أعلن بقائها في ذاكرته وحدها دون غيرها رغم سوء ظنونها به ، ظنت أنه يكرهها بل أكثر الناس كُرهاً لها في عينيها ، و إن تجرأت على الوقوف في صف أولوياته فهي تكون آخرها لا محالة ، لم تظن يوماً أنها ستكون كل أولوياته بل حياته كلها .
الحياة بعد أن فقد الماضي الأليم من ذاكرته أصبحت جميلة و أكثر سلاسة و فرحاً ، لا تنكر أنها شعرت بالسعادة لإنه لا يذكر الماضي الذي جمعهما بل و استغلت ذلك لمصلحتها فتعلق بها كثيراً كما فعلت هي .
لكن من جانب حياته العملية فقد تدهور الأمر كثيراً ، فقدانه لذاكرته أفقده الكثير الكثير ، و ما زال يفقد ، لا يذكر أعضاء فريقه و لا إنجازاتهم ، حتى أن سيطه بين الناس بدء ينخفض بشكل تدريجي بطيء و هذا يؤثر على مستقبله العملي كثيراً ، فألزمته بالعلاج مقابل أمور يستطيبها منها بدلال .
المؤشرات بإرتفاع مستمر ، و قد تعود ذاكرته في أي وقت ، أحياناً يلتجم بصورة وضعها عقله الباطني صوب عينيه فيشعر بالصداع .
صور مشوشة تأتيه بين الفينة و الأخرى ، صور لنفسه على المسرح ، أخرى و هو يؤدي لجماهيره أخرى مع أصدقائه و أكثرها تشويشاً تلك التي تجمعه مع زوجته التي رغم تشوشها إلا أنها تبدو أليمة .
كل ما بادر بالسؤال عن تلك الصور المشوشة - فهو دوما يحب ما يشبع فضوله بإجابتها المسهبة - هي ترد عليه بإقتضاب أقصر من أن تكون إجابة ، هذا الأمر زاده حيرة مع مرور الأيام و تراكمت التساؤلات التي لا يجد إجابات وافية لها في عقله ، لكنه لا يصر عليها بالإجابة فهو يشعر بإنزعاجها كل ما سألها عن الأمر .
أفكاره تراكمت في عقله مرة بعد مرة دون تحليل أو تبسيط و ها هو يجلس على مقعده على طاولة الإفطار شارد الذهن ، لكن كفها الناعم الذي حط على كفه قد شده إلى الواقع فنظر إلى وجهها الباسم فابتسم رداً لتردف هي بهدوء .
كريستين : بماذا تفكر ؟ يبدو لي أنك مهموم .
تبسم لها نافياً برأسه بخفة و هو يحتضن كفها الرقيق بين أصابعه ثم أباح بما يجول في خاطره بصدق ، لطالما كانت له سنداً كما هو لها يشاركها همومه و يخفف ثقل عاهلها بتصريحاته لها .
دي او : كل ما يحدث معي يزعجني ، نسياني لهويتي أصبح أمر يؤرقني و أكثر ما يضايقني أنني نسيت حياتي السابقة معكِ .
حالما سمعت تلك النبرة الأليمة تنبثق من بين شفتيه تركت الطعام من يديها ثم تقدمت منه حتى وقفت خلفه و احتضنته إليها من الخلف ، أحاطت بذراعيها كتفيه ثم أسندت ذقنه على كتفها ، همست بهدوء و كأنها تنظر إلى داخلها ، فحقيقة أنها لا تريده أن يتذكر ماضيهما معاً بل يبقى فاقداً هذا الجزء من ذاكرته دون غيره للأبد .
كريستين : لا تهتم بالماضي فلقد أصبح خلفنا المهم حاضرنا و مستقبلنا ، الآن عليك أن تمارس عملك و تتقدم من جديد ، و لا تقلق حيال أمر ذاكرتك فليس هناك فقدان ذاكرة أبدي .
شعر بصوتها الذي يتداخل مع شعور غريب بدى له حزيناً ، لا يفهم لماذا يشعر بهذا الحزن في صوتها كلما تكلمت عن ماضيهما معاً ، ربما لم يحظيا بعلاقة جيدة قبل كل هذا و لكنه ما زال يود تذكر كل شيء ، رغم ذلك هو لن يضغط عليها أكثر و لهذا اراد تلطيف الجو المشحون بسلبية لا يفهمها ، غمز لها عابثاً و همس بخبث أبدع به .
دي او : أريد تذكر تفاصيل أول ليلة لنا معاً .
ضحكت بخفة لعبثه الذي بات يتزايد بمرور الوقت ، لكن عيناها فعلاً قد أدمعت ، فأول ليلة لها معه كانت و ما زالت أسوء ليلة قد عاشتها في حياتها كلها فضحكت باكية ، أردفت بإبتسامة و دموعها تشكل خيوطاً رفيعة على خديها .
كريستين : منحرف ، عابث ، و بغيض !
إلتفت برأسه إليها و استنكر بتعجب .
دي او : كل هذه الشتائم بحقي ؟!
أومئت له عدة مرات و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يرى الدموع في عينيها ، ضحك ظناً منه أنها تخفي وجهها حتى تستلطفه إليها .
لف أصابعه حول معصميها ثم أبعد كفيها عن وجهها فرأى تلك الدموع التي تلطخه ، ما وجد نفسه إلا أنه نهض من مكانه ليكوب وجهها بين كفيه و يسترسل بالكلمات القلقة .
دي او : لماذا تبكين ؟ هل احزنتكِ بشيء قلته ؟
مسحت دموعها عن وجهها المكوب بكفيه ، لا يجب عليها أن تبدو في عينيه ضعيفة ، الأمر يجعل الشك يساور نفسه عن ماضيهما أكثر ، أرادت أن تشعره بالراحة بكلمات بلسمية رقيقة .
كريستين : أقسم لك أنني أحبك حباً لم أكن يوماً أصدق أنني قد أحمله لك في قلبي يوماً ، حبك أصبح حياتي و غايتي ، أريد منك أن تعدني بأن تصدقني و تحبني دوماً و أبداً ، هل ستفعل من أجلي ؟
أدارها إليه حتى وقفت أمامه ثم أجلسها على قدميه و انتهى حاضناً رأسها إلى صدره بعطف يمسح على خصلها بلطف ثم همس بصوته الهادئ و الذي رغم هدوئه إلا أنه عميق .
دي او : لا تقلقي يا عمري ، أنا أحبك أكثر مما تحبيني و لا تحتاجي مني وعداً ، فالوعود تقطع على ما يصعب الإلتزام به أما أنتِ فكل دنيتي ، فكيف أقطع على حبك وعداً ؟ أخبريني ؟
تبسمت بإطمئنان ثم أحاطت ذراعيه رقبته تدس نفسها في حضنه علها تدخل إلى داخل صدره و تتخذ مطرحها في قلبه و كأنها لا تدرك أنها تفعل ، بثت كلمات إمتنان و حب ثم استطردت .
كريستين : اليوم سأذهب برفقة ليليانا إلى المستشفى ، ستقوم هي بإجراء بعض الفحوصات و أنا سأستلم فحوصاتك الأخيرة .
أومئ لها موافقاً دون إستخدام اللغة الحلقية و اكتفى بالبصرية حيث وقعا في إتصال بصري بإبتسامة جميلة توسعت كلما طال .
..........................................
و في مشهد أخير ، وقفت عروس الموسم برفقة صديقتها التي طلبت منها أن ترافقها إلى وجهتها حتى تأخذ برأيها بما ستحضره من أجل زفافها ، يُعرف عن جازميت أنها صاحبة ذوق رفيع و راقي في إنتقاء الأشياء المناسبة و لطالما كانت أغراضها و هداياها مميزة .
انتظرتا أمام باب المنزل عريس الموسم حتى يقلهما لإنتقاء ثوب الزفاف و بدلته ، تململت جازميت بملل فلقد تأخر عن الموعد بعشرة دقائق .
جازميت : لقد تأخر شيومين ، و أنا تعبت من الوقوف ، لما لا ننتظره داخل المنزل ؟ سنعلم حال وصوله .
تجاهلتها روزلي و كأنها لم تستمع لها بل و كأن لا أحد يقف بجانبها و عيناها تراقبان الطريق بتطلع إلى وصوله ، طال الصمت لبضع دقائق أخريات الذي انقضى بصمت روزلي و مراقبتها للطريق و تأفأف الأخرى و تذمراتها ، حتى أنارت أضواء سيارة قادمة من الطريق المراقب فابتسمت روزلي بخجل حالما أدركت من يقود السيارة بينما جازميت نطقت بالتذمر لشيومين الذي سرح بجمال محبوبته التي تحاذيها
جازميت : شيومين .
همهم دون انتباه فهو مشغول حقاً بإشباع عينيه من رؤيتها ، علت تذمراتها و هي تزجره بإنزعاج و صوت أعلى فهي تشعر بنفسها شفافة بالنسبة لهما .
جازميت : يا رجل ركز معي ، ستملها بعد زواجكما صدقني !
تحمحم كلاهما بخجل و نظراتهما قد ابتعدت لتصب في اتجاهات متضادة حرجاً ، أكملت مبتسمة و يداها تخط عشوائية في الهواء .
جازميت : و أخيراً سأجلس لقد مللت الوقوف و أنا أنتظر وصولك حضرة العريس .
هتفت و هي تصعد في السيارة في المقعد الخلفي بمرح .
جازميت : و أخيراً ... سننتقي الفستان و البدلة ثم أعود أدراجي للمنزل فأنا متعبة و أحتاج لنوم عميق .
أرادت أن تثرثر أكثر و لكن جسد الرجل الذي يجلس في جانبها بصمت ألجمها ، أومئت بالترحيب له في حرج ثم اعتدلت في مقعدها على استحياء بصمت ، تلعن نفسها في سرها على غبائها ، ضحكت روزلي بخفة لموقف صديقتها المحرج و زجرتها جازميت عبر المرآة بإنزعاج .
أحكم الجالس بجانبها إبتسامته بصعوبة بالغة حتى اخفضها تدريجياً و أخفاها في داخله و عيناه المبتسمة تنظر عبر النافذة ، و أخيراً تحمحم بعد ان سيطر على نفسه من ضحكاته المكتومة و إلتفت إليها ثم أردف بهدوء بعد أن تلاقت أبصارهما و تنافرت في حرج .
كريس : مر وقت طويل آنسة جازميت
تحمحمت في حرج فنبرته بثت شيء من السخرية ، همست بإجابة مقتضبة قطعت سير الحديث قبل أن يبدأ ، بدت باردة عندما تذكرت لقائها الأخير معهم في المسكن .
جازميت : لا أريد أن يتفرق الأخوة بسببي .
تنهد تحت أنفاسه مستشعر ملامتها لنفسها في خضم هذا الأمر ، لكن الملامون حقيقة لا هي و لا هم بل قلوبهم التي عشقت نفس الفتاة ، منذ ذلك اليوم و علاقته تزداد بروداً مع لوهان و تعقيداً مع تاو .
هو يبقى خازن للهم في قلبه و لا يفشي به لإحد متستراً بقناع من البرود و اللامبالاة ، تاو مشاكسته و مرحه مع الأصدقاء اصبح يلهيه عن التفكير بها في معظم أوقاته عدى وقت النوم ، و أما لوهان فبطبعه الحاد و تسلطه المرير لم يترك أمرها أبداً ، على الدوام يقدم التحذيرات و التنبيهات عن الإقتراب منها و إلا هو بالمرصاد .
...................................
سلااااااام
بارت طوييييييييييل اطول بارت في الرواية حد الآن ففي الوقت الذي أنتظر فيه تحقيق الشرط الذي تحقق منذ يومين كنت أكتب لكم .
تأخرت عليكم يومين اعتذر و لكن هذا البارت طويل جدا أتعلمون انه من 5000 كلمة حيث يعتبر هذا البارت عن خمس بارتات كما في العادة لذلك هذا تعويض .
استمتعو بجلسة على ألحان سكر مالح
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت
1. رأيكم بكاي و تصرفه مع رافي ؟ بجبن رافي و خوفه ؟في الحقيقة التي أقر بها رافي ؟ ماذا سيكون موقف كاثرين حيال الآمر ؟ و كيف ستطور علاقة كاي و كاثرين خلال هذا كله ؟
2.رأيكم بتودد لاي لليليانا ؟ ماذا تظنون أن تكون الفحوصات التي ستجريها ليليانا ؟
3. رأيكم بتأثر سوهو في الأحداث الأخيرة ؟ و رد ماريا على ذلك ؟ ماذا تريد سالي من ماريا و بماذا ستحدثها ؟
4. رأيكم بشيومين و روزلي ؟ ماذا سيحدث في مربع الحب هذا ؟
5. رأيكم بتشانيول و ميرسي أريانا ؟ هل ستتحمل ميرسي أريانا كثيرا ؟ و إن اخبرته هل سيتفهمها أم يسيء الفهم ؟
6. رأيكم بدي او و كريستين ؟ هل ستعود ذاكرة دي أو ؟ و إن عادت أسيعود دي او سابق عهده أم يبقى كما هو يحبها ؟
7.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love you ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
أقتطف منكِ زهرة و أغرس شوكها في صدري مخدراً .... أنا الذي عشق !
عجلات السيارة تترك أثراً على أرض الشارع خلفها ، دخان السيارة يثير الضباب الدخاني الخانق في الهواء خلفها ، صوت زعيق العجلات قد أضفى ضوضاء على سكون الليل ، السيارة تسابق الريح في السرعة ، سائق متهور مجنون يقودها في منتصف الظلام و اللامكان .
كاي لا يبدو طبيعيا ألبتة، لم يبدو بهذا الشر في حياته كلها ، بشرته السمراء الفاتنة قد أقتنت الحمرة ، رقبته المخملية قد أزدادت عرضاً و برزت عروقها ، وجهه إحتقن بالحمراء الغاضبة ، صبت حدقتيه البنيتين في وسط أحمر تكسب نظرته القاسية الشر ، و على سبيل الجنون شفتيه قد رسمت إبتسامة جانبية شريرة تضاهي الشر شراً .
الآن سينتقم و يعلم كل شيء قد حدث ، ينتقم لنفسه الغيورة التي لا تقبل الخضوع و قلبه العاشق الذي لا يقبل الهزيمة و تملكه الرصين الذي لا يقبل المشاركة ، سينتقم لأجلها أيضاً ، لحرمة جسدها التي حُللت عليه وحده من بين البشر و التي انُتهكت ، لخوفها الذي كاد أن يقتلها به ، و لدموع عينيها التي نفذت من مقائيها ، إنتقاماً مجنون قاهر قاتل لا رحمة فيه و لا شفقة .
أقتحم بسيارته المخزن القديم الذي تتواجد داخله فريسته التي أمسك بها أخيراً ، فهو المفترس هنا و من يجرؤ على العصيان ، ترجل من السيارة بعنجهية منتصر و مشى نحو ذلك المربوط بسلاسل حديدية تضيق على أوردته حد الإختناق بروية ، مد كفه لرجُله الذي يقف بمحاذاته ليناوله عصا حديدية غليظة ، اتسعت إبتسامة كاي عندما رأى تراقص حدقتي الآخر في محجريهما خوفاً .
أبدى له الهدوء و التروي لا ليطمئنه بل ليزيده خوفاً على خوفه ؛ فهو قد رأى تهجمه و إنفعاله و ما ارتدع و لكن هذه المرة لن يجرؤ على الإقتراب ، فالهدوء الذي يمثله بالقوة جعله يبدو مخيفاً أكثر مما هو عليه ، و إن أستطاع الآخر فليقدم حججه أو يقل لدنيا السلامة .
إقترب منه كثيراً بذات الهدوء و التروي فإرتجل الآخر بالكلمات سريعاً قبل أن يقتل على يد ذلك المتوحش دون تفكير أو إدراك و جد نفسه يقر بالحقيقة و أنفاسه المضطربة خوفاً على نفسه شاهدة عليه.
رافي : لم ألمسها ، أقسم أنني لم ألمسها أبداً ، لم أطئ جسدها بأي طريقة قد يتخيلها عقلك لم أفعل .
أشار له كاي بالصمت متململاً من الأعذار و الأكاذيب ففعل ثم همس بقوة مهدداً و محذراً قبل تقديم أي حديث .
كاي : أخبرني بكل ما حدث و أن أقترفت الأكاذيب فمقابل كل أكذوبة أحد عظامك .
أومئ رافي بخوف عدة مرات ثم باشر بالتحدث و صوته به إرتجافة تخوف .
رافي : قد وضعت لها في العصير منوماً خفيف حتى لا تشعر بطعمه ، لو فعلت بها شيء كانت ستشعر ، كنت قد أوكلت إمرأة بأن تخلع عنها ثيابها ثم تقوم بإلتقاط صورة لرأسها فقط و من ثم تتركها و تخرج .
رفع كاي حاجبه بعدم تصديق و ابتسامته إتسعت ، فكيف سيفوت فرصة رؤية جسدها و لمسه و هو لطالما عشقها و تمنى نظرة حب واحدة منها ؟ و لماذا سيستأجر إمرأة لفعل ذلك بينما هو موجود بالفعل ؟ و إن كان صادقاً فكيف وصلته صوراً لها عارية بالكامل بينما يختلق أنه صور رأسها فقط ؟
طرق كاي بالعصا على الأرض عدة مرات بتقطع بطيء و هو ينظر له مبتسماً بغرابة حتى يخيف الآخر و يعلمه بأنه يكذب أحاديث الأطفال هذه ، ارتجف بخوف شديد و نطق عالياً و جسده يتراقص خوفاً .
رافي : أقسم أنني لم أكذب ، أعرف أن في رأسك الكثير من الأسئلة و سأجيبك عليها ، الجسد في الصور ليس جسد كاثرين أنه رأسها فقط ، على رقبة ذلك الجسد هناك شامة ملحوظة رغم صغرها و لكن رقبة كاثرين ليس عليها شيء و أنت تعلم هذا جيداً ، خشيت أن تكشف زيف الصور من تلك الشامة و لكن الغضب أعماك و لم تدرك أن هذا ليس جسدها في الواقع و كنت مطمئن لهذا ، هذه إمرأة كنت أبقى لديها و قد قَبِلت أن أصور جسدها مقابل المال .
صمت قليلاً يلتقط أنفاسه المتقطعة ، لكنه صرخ بقوة خوفاً عندما رأى العصا ترتفع عالياً و كأنها تود الترحيب به بإحتكاك مع عظامه في معتقله هذا .
رافي : لم أرى جسدها ، أقسم أنني لم أفعل !
وضع كاي العصا على كتفه بمهل ثم أشار للآخر بالحديث فأكمل و أنفاسه إزدادت إضطراباً .
رافي : أنا لم أمسها لم أراها حتى ، أعلم أنك تستنكر الآن تضيعي لمثل هذه الفرصة الذهبية ، لكنني فعلت بالفعل و ضيعتها برغبتي و لم أندم ، أنا ما زلت أحبها كثيراً ، نعم أعترف أحبها جداً ، و لهذا لن أنكث بعهدي الأخير معها ، أنت هدفي و ليس هي ، أنا إنتقمت لنفسي منك و ليس منها ، أنت من سلبني حبيبتي فأردت طعنك بحبك لها و ليس طعنها هي ، كنت دوماً خصماً لي في حبها فلماذا سأوجه الضربة لغيرك ؟ أردتُ ان أفصلكما و إن اكتشفت الحقيقة أن تكرهك لتشكيك بعفتها .
أنزل العصا عن كتفه ممسكاً أياها بقبضته و ضرب طرفها الآخر داخل كفه بخفة و على شفتيه إبتسامة جانبية بدت مخيفة مليئة بالخبث و التكذيب ، فليس هو بمجنون أو معتوه حتى يصدق ما يقوله ذلك المربوط حتى ينجو من ألم محتم فهذه طباع البشر على آية حال ، نواري الحقيقة بالأكاذيب حتى ننجو من أفعالنا و لكن كما يقال حبل الكذب قصير ، أنه حبل نجاة قصير تنجو بداية بأختلاق الأكاذيب و المزيد منها ثم تقع في النهاية في وحل نفسك .... ياللقذارة !
نظر له كاي رافعاً حاجبيه بتمهل ثم همس بصوت خفيض معلوم جيداً أن مخزوناته الباطنة ممتلئة بما هو عكسها تماماً .
كاي : تقول هذا لتنجو مني ، ما هو دليلك على ما تقول ؟ كيف تؤكد لي أنك لم ترى جسدها و لم يره غيرك ؟
أخذت أنفاس رافي بتثاقل زيادة و كأن جبلاً نقل إلى صدره فما عاد للنفس متسع .
رافي : من مصلحتي أن أكذب ، أعلم ؛ و لكنني ما كذبت هذه المرة ، تستطيع التأكد بنفسك ، سأعطيك اسم النادل الذي وضع المخدر في شرابها و المرأة التي كانت معها .
أنزل كاي رأسه إلى الآخر حتى تقابل الوجهين ثم همس بحدة آمراً .
كاي : هات ما لديك !
أخذ منه المعلومات اللازمة ثم أمر رجاله خلفه بأوامر صارمة سريعة التنفيذ .
كاي : احضروهما لي فوراً و خذوا نسخاً لكاميرات المراقبة في المطعم و الفندق ، أريدهم أمامي في الصباح .
أنهى حديثه لينطلق عدداً من الرجال ثم مشى بخطوات عنجهية مغرورة نحو أسيره و أنخفض إليه مرة أخرى ، همس بهدوء أمام وجهه المذعور .
كاي : أنت حتى لو كنت صادق فلن تنجو بفعلتك أبداً .
نظر له رافي شاهقاً بخوف و عيناه جاحظة من محلها ليضحك كاي بخفة ثم ينصرف ، هل ظن حقاً أنه سينجو بهذه السرعة ؟ حتى لو أقر بالحقيقة فهو أخطأ خطأ فادح سيكلفه الكثير على آية حال ، أما رافي فبقي يتخبط في مكانه ذعراً ، ظنه سيحرره أن أفضى له ما لديه من كلام ، لكن صُفِع بقوة في ظنونه ففعلته لا تكفر عنها تفاصيل .
..............................................
وقفت تودع زوجها على الباب مبتسمة بإتساع و وداعة قبل أن يغادر منزله ، وضع قبلة مطوّلة على جبينها ، أخريات مخطوفات من وجنتيها ، و أخيرات عابثة من شفتيها لتضحك بنعومة و التورد قد لون خديها ، هو لن يكتفي من حبها مهما طال الوقت بهما ، قبل أن ينصرف أستدركت متذكرة أمراً حتى تعلمه به قبل رحيله .
ليليانا : لاي ، تذكرت ! أود أخبارك أنني سأذهب اليوم مع كريستين إلى موعد لدى الطبيب إن أذنت لي بالطبع .
كوب وجهها سريعاً بكفيه و ملامحه المنبسطة قد انقبضت بقلق ثم تسآل بصوت يغشوه القلق .
لاي : طبيب ؟ لماذا ستذهبين إلى الطبيب ؟ هل بك شيء ؟ ما الذي يؤلمك ؟
تبسمت بوجهه بلطف حتى تنشر الأطمئنان في نفسه القلقة عليها ، كم تحب إهتمامه و خوفه عليها اللذان لا يضمحلان ، تعشق رؤية الحب و الشوق في عينيه لها ، و أكثر ما تحب من طباع عشقه إندفاعه للإطمئنان عليها دوماً حتى قبل أن يستمع للتفاصيل كاملة ، ذلك حب لا ينطمر بإشباع جسدي هذا حب روحي .
همست مبتسمة منتشية السعادة بعد أن حطت راحتيها على كفيه اللذان يكوبان وجهها .
ليليانا : لا شيء يدعو للقلق ، الأمر بسيط لا تقلق ، سأوافيك بالتفاصيل عند عودتي و الأمر يتعلق بدي أو ليس بي كثيراً ، نحن سنأخذ نتائج فحوصات لدماغه فذاكرته لم تعد بعد و هذا يؤثر على عمله كما تعلم ، أما بالنسبة لي فلا تقلق ليس بأمر مخيف سأخبرك مساء اليوم .
أومئ لها متنهداً فحال صديقه في المجال الترفيهي بات صعب ما زال فاقداً ذاكرته و لا يذكر شيء سوى زوجته و بسبب ذلك أنقطع عن الفريق إلى حين شفائه الغير معروف موعده ، تلى عليها نصائح الأم على ابنتها الطفلة.
لاي : حسناً ، اذهبي ، لكن لا تتأخري و ارتدي ثياب سميكة فالجو بارد ، لا تسرعي أثناء القيادة و أيضاً عودي قبل غروب الشمس .
أومأت و إبتسامتها تتسع كلما نص على أمراً أو نهى عن آخر و حالما أنتهى همست تمازحه .
ليليانا : حاضر أمي !
ضحك بخفة ثم ودعها بقبلة أخيرة حطت بخطف على شفتيها و احتضنها بلطف بينما يؤرجح جسدها بين ذراعيه ثم انصرف.
....................................
أجلسها في حِجره بالقوة بعدما حاولت التملص منه عدة مرات دون رضاها خجلاً منه ، هتفت بإنزعاج من أفعاله الأخيرة التي باتت تحرجها كثيراً و تمنعها عن الحركة .
ماريا : أليس لديك عملاً اليوم ؟ اذهب إلى عملك !
أشار إلى نفسه بسبابته متعجباً و حاجب عينه قد إرتفع عن مكانه ، فها هو يطرد من بيته بفعل زوجته المصون التي يريد قضاء كل وقته معها رغماً عنها ، همس بإستنكار ممتعضاً .
سوهو : أتطرديني من منزلي يا زوجتي المصون ؟! لن أذهب ، ليس لدي شيء لأفعله .
و كعقاب محبب إلى نفسه رطم ظهرها بصدره عندما أحاط كتفيها بذراعيه و دفعها إليه بقوة يشعر بتأثيره القوي عليها الذي أفُتضِح من أنفاسها التي إضطربت ، ثم همس بخبث بأذنها حتى يرتفع بعبثه إلى مستوى أعلى .
سوهو : متفرغ للعب معك لوقت طويل جداً حتى تملي مني .
زفرت انفاسها المضطربة بتقطع و فضلت الصمت على خوض جدال معه ينتهي لصالحه ، الأمر ليس قديماً ، منذ أن قابل جيمين ذاك اليوم في المستشفى و علق معه و حسه الرومنسي قد أرتفع إلى حده الأقصى ، أصبح يخصص لها وقت طويل رغم إنشغاله في أعماله التي لا تنتهي .
رفض كثير من العروض المغرية التي تزيده ثراء و شهرة و التي تكون حلما لأي فنان آخر ليبقى معها و يقضي ما يستطيع من وقت في مجالستها ، حتى أنه رفض أي إلتزام خارج أنشطة الفرقة .
تعلم هي مراده خلف كل ما يفعله و ما يشعر به من خوف و قلق ، هو خائف من خسارتها يوماً ما ، أو أن يبقى الألم الذي أذاقه إياها سابقاً و الخوف الذي أشعرها به في تفاصيل عقلها و تحديداً في ذاكرتها الدائمة ، يخاف أن تجد نفسها حائرة بين البقاء على قرارها في مسامحته أم التراجع عن الغفران .
ألا يدرك أن قرارت القلب لا تراجع عنها ؟ القلب يفعل ما يشعر به دون أخذ احتياطات مسبقة أو تدابير مستقبلية ، أنه القلب عندما يسامح سيفعل و لن يتراجع ، قرارات القلب أحكاماً غير قابلة للنقض أو الطعن ، و لو كنا حقاً نستطيع التحكم بقطعة اللحم تلك لتحلحلت كل مشاكلنا .
إلتفتت إليه بخفة بعد صمت طويل و تبسمت له بجانبية جذابة ثم وضعت راحتيها على وجنتيه بلطف هامسة بحب ينبع من قلبها بكلمات صارحته فيها عن حقيقة شعورها الذي يبدو لها أنه لا يدركها و عيناها تغوص في عيناه عميقاً تحاكيه حباً أجج العشق في فؤادها فاستنطق لسانها .
ماريا : قلبي عندما أحبك لم يخيرني بين قراراته ، و عندما سامحك لم يمنحني الفرصة لأجمع الحقد فيه ، لقد وجدتني هائمة بك روحاً و نفساً و جسداً ، لا أعلم كيف و متى و لماذا فقط هكذا ، لا تراجع في قرارات القلب التي تُأخَذ دوماً من المشاعر ، مشاعري نحوك في إحماء دائم و لن تغدو يوماً باردة .
اتسعت إبتسامتها بينما تبصر الحب و الحنين في عينيه ، أكملت بعدما إجتذبته إليها ليركن رأسه على كتفها .
ماريا : القدرة على الغفران ليس ضعف نخجل منه بل قوة و شجاعة نفخر بها ، إن غفرت يوماً لجيمين الذي كان صديقي يوماً فحبي لك لن يتغير عن حاله مهما تقلبت الظروف ، أنا واقعة لك في كامل جوارحي و لا تراجع ، هذا وعد حبي لك للأبد ، فبماذا تعدني أنت ؟
لامست كلماتها الرقيقة التي بثت صدقاً ينبع من نفسها الخلوقة و حباً ينبع من قلبها النابض عشقاً له شغاف قلبه فشُغِف بها حباً مراراً و تكراراً دون مراوغة ، أخذ كفها و وضعه على قلبه ثم وضع كفه الآخر على قلبها يتبادلان الشعور بنبضات بعضهما ، همس بحب أسفر عنه حباً يزداد عمقاً .
سوهو : حبيبتي أنتِ ، قلبي سينبض حباً لكِ ما دام يستطيع ضخ الدم في جسدي ، قلبي مربوط بقلبك بحبل غليظ لا يُقطع ، كلما شددتيه أرخيته و كلما أرخيتيه شددته حتى نهرم معاً ، هذا ليس وعد أتحمله بل حلماً أود تحقيقه .
تبسمت بصفاء و صدق لدفء كلماته التي أصمتت لسانها عن الرد و أنطقت بدلاً منه قلباً ينبض بقوة في صدرها تحت كفه الذي يدفئه ، ففي الحب الوعود وجدت لتوفى ، القلوب وجدت لتحب ، و الحب وجد للحب .
لفت ذراعيها حول رقبته ببطء ثم أسندت جبينها على جبينه مغمضة العينين حتى تشعر به في قلبها أكثر و همست .
ماريا : أحبك حتى تفنى الأنفاس .
ابتسم بإتساع و رد عليها بقبلات إتسعت كل إنشاً من وجهها .
ود نسيان الدنيا بسكانها و مشاغلها و طمرهم خلفه ليعيش معها الدهر و أبده دون عمل و إنشغال ، دون شوق و أبتعاد ، دون فاصل و إنقطاع ، فقط هو و هي في جنة قفصهم الذهبي الذي بدى بها الحبس أجمل من الإنطلاق ، يتبغددون بالدلال ، الحب ، و الكثير الكثير من العشق المههوس .
دائماً دنيا الأحلام تبقى حلم جميل نقصه على أنفسنا بلحظات ما قبل النوم التي تسبب لنا الأرق ، لكننا نبقى سعيدون رغم ذلك ، الهروب من الواقع العصيب يعين النفس على معايشته .
هكذا خرج ذلك الرجل العاشق الولهان من طور قبلاته التي تعدت حدودها متبرطماً بكلمات منزعجة ، لا يرغب للذهاب إلى العمل و لا رؤية أحد ، لا يود طرح مكانه أبداً ، لكنه هتف بعد أن أغلق هاتفه بإمتعاض .
سوهو : لدي عمل ، علي أن أغادر .
أجابته بإيمائة و هي تخفي إبتسامتها عنه ، لا تنكر أنها تود بقائه معها في كل ثانية تمر في حياتها ، لكن رؤيته مغتاظاً للإبتعاد عنها يثير في نفسها مشاعر محببة لا تود فقدانها يوماً ، شيعته للباب بعد قبلات مواساة تسترضيه بها و قبل أن تعاود الجلوس على الأريكة طرق الباب من جديد فظنت أنه نسي شيء يريده .
عادت لتفتح الباب مبتسمة و هي تهتف .
ماريا : ماذا نسيت ؟
لكن إبتسامتها إضمحلت بتدريج بطيء عندما وجدت إمرأة ببطن منتفخة تقف أمام الباب مبتسمة .
سالي : أود سلبك بضع دقائق في حديث إن سمحتِ .
...............................................
رمقته يجلس على الأريكة يتحدث مع أحدهم على الهاتف ، إستناداً من رسميته في الحديث تبين معها أنه مدير أعماله ، بعد الكثير من الكلام المقتضب وضع هاتفه متنهداً بأرتياح ، زلفت منه بخطوات رشيقة تزيد قوامها الممشوق جمالاً ثم حضنته من دُبر تحيط كتفيه العريضين بذراعيها بدلال و هو جالس على الأريكة .
وضع كفيه على ذراعيها يستشعر نعومتها و إلتف برأسه إليها عندما أسندت ذقنها على كتفه حتى يتسن لعينيه رؤية وجهها الخلاب من هذا القرب ، همس بتحبب متطلعاً إلى جمالها .
تشانيول : حبيبتي تدلل علي و هي تعلم جيداً أن قلبي ضعيف أمام دلالها .
أومئ٥ت عدة مرات مُقِرَّة بدلالها فعلاً بينما تبرز شفتها السفلية بلطف و نطقت بتغنج ترهف له القلوب و تتبعثر لأجله الرجولة .
ميرسي أريانا : يا لها من حبيبة سيئة يا عمري !
وضع كفه على قلبه يتحسس نبضه الذي يضج بألم لذيذ ثم نطق ببحة رجولية مطلقة .
تشانيول : سيئة جداً يا حبي !
وقف مستنداً على ربكتيه فوق الأريكة بسرعة ثم حملها من خصرها بقوة و رماها في حجره بغتة لتقهقه هي بينما أصابعها تتشبث بقميصه خوفاً أن تقع و أنفاسها قد تسارعت للمفاجأة ، همست بتدلع يليق بأنوثتها المغرية .
ميرسي أريانا : حبيبي قوي جداً .
غمز لها بعبث و على شفتيه إبتسامة خبيثة ثم تطرق و عيناه تجول فوق جسدها بوقاحة و جراءة .
تشانيول : قوي جداً يا حبيبتي و أنتِ أكثر العالمين .
ضربت كتفه بخفة و ملامحها انكمشت بغضب حالما فهمت مقصده المنحرف ، دحجته بنظرة منزعجة ثم اشتكت بقوة منه إليه جرائته .
ميرسي أريانا : عقلك لا يسوغ لك سوى الأفكار المنحرفة ، كل ما أقوله تجد عليه تعليقاً منحرفاً ، ألا تستطيع التفكير ببراءة مرة واحدة فقط ؟ ثم ما بال هذه النظرة التي في عينيك لي ؟ و كأنك سوف تلتهمني أم ماذا ؟
إتسعت إبتسامته الجريئة أكثر حتى تواقحت و بمفاجأة كبل يديها بقبضتيه خلف ظهرها و جر جسدها إليه حتى إلتصقت به ثم همس بنبرة موغلة خطيرة و قد راق في عينيه إرتباكها الخجول .
تشانيول : أنا مدمن على حلاوتك و لا تعافي من هذا الإدمان ، أنا أموت إن لم تكوني أمامي في كل يوم و حين ، بت أخاف علي مني ، أنا مُسَلماً لكِ قلباً و روحاً و جسداً فلا تتركيني يوماً ما ، لا دنيا تعيشني أن فقدتكِ .
هي تتفهمه و مدركة لمقصده خلف كل كلمة ينطقها ، منذ أن أستفاقت تبصر النور في عينيها حتى اليوم و إلى الأبد تعلقه بها أصبح بأزدياد ، هاجساً يلاحقه يجعله يخاف من وقع النملة إن أزعجها ، ذلك الحرص و الإهتمام لم يكن يوماً على حاله كان دوماً بازدياد ، حتى تعابيره و إنفعلاته كلها في أزدياد مستمر .
إن غضب يصبح مخيفاً أكثر مما كان عليه في السابق ، إن أحبها فلا يدرك أنه يؤلمها ، في غيرته ، غضبه ، و حبه كلها أصبحت مشابة بعنفه ، كثير من القيود قد نصها عليها خوفاً عليها من الآخرين دون أن يدرك أنه أحياناً يؤذيها بكل هذا .
أرادت أن ترد عليه برد يبرد حمم قلبه و يخفف من وطأة هواجسه على نفسه ، لكنه وجد لنفسه طريقة أخرى قبل أن تفعل هي ، شد خصلات شعرها الفحمية للخلف ببعض القوة آلمتها ، لكنها أخفت تأوهاً كادت شفتيها أن تفرج عنه ، ثم أغلقت عيناها بقوة حالما شعرت بشفتيه تجول على جلد رقبتها بعنف دون شعور منه و كأنها يلتهمها إلتهاماً .
بعد وقت طويل جداً غفت على صدره ، و هي لا تستطيع تحريك ضلعاً بينما يحتويها بشدة ، كل ضلع و عظمة تصب وجعا في كيانها ، ناهيك عن تمزق بشرتها الأليم النازف ، تخاف أن تخبره بأنه يؤلمها و حبه بات يبثه بعنف دون دراية فيظن أنها تستثقله و لا ترغب به شريك جسدي في حياتهما الزوجية ، لكنها لا تستطيع الصمت طويلاً و إتخاذ الصبر حليفاً ، ترجو إن أخبرته يوماً في المستقبل القريب أن يتفهمها بهدوء .
............................................
بخطوات رشيقة تقدمت لتفتح الباب لزوجها العزيز الذي طال إنتظاره خلفه بينما يقرع أجراس المنزل دون رد يذكر من الداخل عليه ، و حالما فتحته و رأى جسدها الصغير يقف خلف الباب حتى اشتكى متذمراً بعصبية ؛ لطول إنتظاره في الخارج .
تشين : آماندا أنني أنتظر منذ عشر دقائق أن تفتحي لي الباب ، أين كنت ؟!
أبرزت شفتيها بعبوس لطيف لإرتفاع صوته عليها توبيخاً ثم أوغلت همساتها المتذمرة إلى أذنيه فالتفت إليها يطالعها بإنزعاج .
آماندا : ما شأني أنا أن نسيت مفاتيحك في المنزل ؟ ثم أنني كنتُ بغرفتنا أوضبها و تستحق الإنتظار على آية حال .
تشردق بإبتسامة ساخرة فحبيبته و زوجته الصغيرة باتت شقية ، إقترب إليها بخطوات بطيئة هادئة و عيناه تنظر إليها بخباثة إلى أن وقف أمامها ، همس بهدوء بعد أن أمسك ببعض خصلاتها و وضعها خلف أذنها بينما يتأمل تدرج ألوانه بين البني الغامق و الأقل غُمقاً خِلقة .
تشين : زوجتي الجميلة قد طال لسانها على زوجها و نحتاج ان نقصه ، صحيح حبيبتي ؟
ضحكت بنعومة بخفة لدُعابته العابثة التي تحب ، وضعت كفيها على كتفيه ثم قربت شفتيها إلى أذنه بإثارة ، همست بنعومة بالغة .
آماندا : أفعلها بي إن استطعت .
ثم شعر بها تقضم شحمة أذنه بخفة فأطلق آه متلذذة بعد أن أعتم عينيه دون شعور فقلبه الذي يشعر الآن .
توغلت ضحكاتها الناعمة في أذنه و تغلغلت إلى قلبه ، تظن أنها انتصرت عليه و أضعفته بحلاوتها ، لكن باكراً جداً حتى تحكم من المنتصر ، ففي معركة الحب لن يقبل الهزيمة أبداً ، و هذا طبع العشاق ، أمسك مؤخرة رأسها و قربها إليه بحدة هامساً بخطورة مثيرة .
تشين : ما زال باكراً جداً أن تنتصري علي فلم تري شيئا من جنوني بعد .
همست بنعومة و أناملها تلهو في أزرار قميصه بعبث بعد أن أطلقت إبتسامة جانبية خلّابة .
آماندا : لقد شهدت على الكثير من جنونك بالفعل و في حبك أنا دوماً مناصرة حتى لو خسرت أمامك .
تبسم بغرور فهي أثرت على حبه الآن ، ردت عليه بإبتسامة حالمة قبل أن يضغط بشفتيه على شفتيها يقبلها بهدوء و حب شديد .
ما إن قطع قبلته حتى حملها بين ذراعيه و صعد بها إلى غرفتهما ، و قبل أن يفعل المزيد همست بنعومة .
آماندا : لن تأخذ مني شيء إن لم تلبي لي طلبي .
تشردق بضحكة ساخرة عالية ، ثم رمى بجسدها على السرير بقوة و أعتلاها بسرعة ، بدى غاضباً ثم همس قبل أن يتجرع حلاوتها .
تشين : لن تستطيعي منعي ، سأخذ ما أريد .
استسلمت له و لجنونه الذي لا ينضب بصبه على جسدها الرشيق الذي يتلوى بألم لذيذ دون هوادة فانغمست معه بجنونه الذي تعشق و جعلته يغوص بأعماقها كما يحب و يريد .
بعد وقت طويل جداُ وضعت رأسها على صدره حتى تستمع إلى نبضات قلبه التي تقرع بصخب داخل صدره اللاهث ، و هي بحال ليس أفضل منه أبداً ، همست و هي ترسم على عضلات صدره دوائر وهمية بأناملها النحيفة .
آماندا : لن ترفض طلبي أليس كذلك ؟
أوغل أصابعه داخل خصل شعرها البندقية ثم همس بجمود .
تشين : لن أذهب .
تنهدت بقلة حيلة فرده ذاته لا يتغير ، لم تترك وسيلة تقنعه بها أبداً إلا و استخدمتها ، لكنه مُصِر على الرفض دون تفاوض و كسر رغبتها في مشاركته ، همست هي بحزن بان على نبرة صوتها و حاجباها تقوصا بحزن .
آماندا : لماذا ترفض ؟ أيعقل أن لا نذهب معاً ؟ ليس من التذهيب أن نرفض الدعوة التي تلقيناها بحفاوة !
تأفأف بحنق من فتح هذا الموضوع مراراً و تكراراً و محاولتها المتكررة بإقناعه فأردف بنبرة حادة حتى لا تضيف المزيد .
تشين : لم أمنعكِ من الذهاب ، اذهبي وحدكِ دوني و لا تجعلينا نخوض في هذا الجدال مجدداً حتى لا نعلق في شجار بالنهاية .
رغم حديث ميرسي أريانا معه الذي تكرر عدة مرات و شجاراتها معه حول هذا الموضوع و مقابلاته مع صديقها الذي ينتهي غالباً بنظرات مسمومة تملئها الحدة إلا أن الأمر بأزدياد ، ما زال يصعب عليه تقبل رجل آخر بأن يكن ذو مقربة من زوجته غيره ، عقله لا يستوعب الأمر و غيرته لا تتقبل قربها من غيره .
و في خضم ذلك كله يبقى صديقها تايهيونغ طرف عاقل يحاول أن يوثق علاقته مع زوج صديقته ، علّ تلك الغيرة التي تشتعل في عينيه كلما رآه بالقرب منها أن تقل حدة ، فأقدم على خطوة و دعاه إلى حفل يقام على شرف ترفيعه ، لكن ها هو من جديد يصد دعوته ، ألا توجد وسيلة لتلين عقله المتحجر أبداً ؟!
.................................
كما نعلم ... بمرور الوقت الجروح تلتئم و الزمن الكفيل الأقوى للنسيان ، لكن حتى لو إلتئمت الجروح فسيبقى ندباً خلفها يحكي أثرها ، مهما الوقت طال و النسيان إقتضب أحداث الذاكرة فبعضها يبقى و لا يُنسى .
شعور الخوف ... عوائلنا دوماً يحذرونا من الخوف ، الخوف أن تَمَلَّك شخص ما فأنه سيسيطر عليه لا محالة فيبقى بين الإتزان و الإرتجاف دون الإحالة لأحدهما دون الآخر .
شعور تعجز عن وصفه وقع المصائب الذي يتذلل حتى يصبح خير يصب في مصلحتك ، تذكر ذلك اليوم جيداً و كأنه أحداث اللحظة عندما وصلها خبر إصابته كم بكت ، ناحت ، و اعتكفت ترجو له السلامة ، لقد تأكدت يومها أنه رغم قسوته التي لم تستطع يوماً الأعتياد عليها إلا أنها لم تكرهه يوماً في حياتها إنما كرهت أفعاله بها .
إكتشفت ذلك عندما تضرع قلبها حباً له ، عندما أعلن بقائها في ذاكرته وحدها دون غيرها رغم سوء ظنونها به ، ظنت أنه يكرهها بل أكثر الناس كُرهاً لها في عينيها ، و إن تجرأت على الوقوف في صف أولوياته فهي تكون آخرها لا محالة ، لم تظن يوماً أنها ستكون كل أولوياته بل حياته كلها .
الحياة بعد أن فقد الماضي الأليم من ذاكرته أصبحت جميلة و أكثر سلاسة و فرحاً ، لا تنكر أنها شعرت بالسعادة لإنه لا يذكر الماضي الذي جمعهما بل و استغلت ذلك لمصلحتها فتعلق بها كثيراً كما فعلت هي .
لكن من جانب حياته العملية فقد تدهور الأمر كثيراً ، فقدانه لذاكرته أفقده الكثير الكثير ، و ما زال يفقد ، لا يذكر أعضاء فريقه و لا إنجازاتهم ، حتى أن سيطه بين الناس بدء ينخفض بشكل تدريجي بطيء و هذا يؤثر على مستقبله العملي كثيراً ، فألزمته بالعلاج مقابل أمور يستطيبها منها بدلال .
المؤشرات بإرتفاع مستمر ، و قد تعود ذاكرته في أي وقت ، أحياناً يلتجم بصورة وضعها عقله الباطني صوب عينيه فيشعر بالصداع .
صور مشوشة تأتيه بين الفينة و الأخرى ، صور لنفسه على المسرح ، أخرى و هو يؤدي لجماهيره أخرى مع أصدقائه و أكثرها تشويشاً تلك التي تجمعه مع زوجته التي رغم تشوشها إلا أنها تبدو أليمة .
كل ما بادر بالسؤال عن تلك الصور المشوشة - فهو دوما يحب ما يشبع فضوله بإجابتها المسهبة - هي ترد عليه بإقتضاب أقصر من أن تكون إجابة ، هذا الأمر زاده حيرة مع مرور الأيام و تراكمت التساؤلات التي لا يجد إجابات وافية لها في عقله ، لكنه لا يصر عليها بالإجابة فهو يشعر بإنزعاجها كل ما سألها عن الأمر .
أفكاره تراكمت في عقله مرة بعد مرة دون تحليل أو تبسيط و ها هو يجلس على مقعده على طاولة الإفطار شارد الذهن ، لكن كفها الناعم الذي حط على كفه قد شده إلى الواقع فنظر إلى وجهها الباسم فابتسم رداً لتردف هي بهدوء .
كريستين : بماذا تفكر ؟ يبدو لي أنك مهموم .
تبسم لها نافياً برأسه بخفة و هو يحتضن كفها الرقيق بين أصابعه ثم أباح بما يجول في خاطره بصدق ، لطالما كانت له سنداً كما هو لها يشاركها همومه و يخفف ثقل عاهلها بتصريحاته لها .
دي او : كل ما يحدث معي يزعجني ، نسياني لهويتي أصبح أمر يؤرقني و أكثر ما يضايقني أنني نسيت حياتي السابقة معكِ .
حالما سمعت تلك النبرة الأليمة تنبثق من بين شفتيه تركت الطعام من يديها ثم تقدمت منه حتى وقفت خلفه و احتضنته إليها من الخلف ، أحاطت بذراعيها كتفيه ثم أسندت ذقنه على كتفها ، همست بهدوء و كأنها تنظر إلى داخلها ، فحقيقة أنها لا تريده أن يتذكر ماضيهما معاً بل يبقى فاقداً هذا الجزء من ذاكرته دون غيره للأبد .
كريستين : لا تهتم بالماضي فلقد أصبح خلفنا المهم حاضرنا و مستقبلنا ، الآن عليك أن تمارس عملك و تتقدم من جديد ، و لا تقلق حيال أمر ذاكرتك فليس هناك فقدان ذاكرة أبدي .
شعر بصوتها الذي يتداخل مع شعور غريب بدى له حزيناً ، لا يفهم لماذا يشعر بهذا الحزن في صوتها كلما تكلمت عن ماضيهما معاً ، ربما لم يحظيا بعلاقة جيدة قبل كل هذا و لكنه ما زال يود تذكر كل شيء ، رغم ذلك هو لن يضغط عليها أكثر و لهذا اراد تلطيف الجو المشحون بسلبية لا يفهمها ، غمز لها عابثاً و همس بخبث أبدع به .
دي او : أريد تذكر تفاصيل أول ليلة لنا معاً .
ضحكت بخفة لعبثه الذي بات يتزايد بمرور الوقت ، لكن عيناها فعلاً قد أدمعت ، فأول ليلة لها معه كانت و ما زالت أسوء ليلة قد عاشتها في حياتها كلها فضحكت باكية ، أردفت بإبتسامة و دموعها تشكل خيوطاً رفيعة على خديها .
كريستين : منحرف ، عابث ، و بغيض !
إلتفت برأسه إليها و استنكر بتعجب .
دي او : كل هذه الشتائم بحقي ؟!
أومئت له عدة مرات و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يرى الدموع في عينيها ، ضحك ظناً منه أنها تخفي وجهها حتى تستلطفه إليها .
لف أصابعه حول معصميها ثم أبعد كفيها عن وجهها فرأى تلك الدموع التي تلطخه ، ما وجد نفسه إلا أنه نهض من مكانه ليكوب وجهها بين كفيه و يسترسل بالكلمات القلقة .
دي او : لماذا تبكين ؟ هل احزنتكِ بشيء قلته ؟
مسحت دموعها عن وجهها المكوب بكفيه ، لا يجب عليها أن تبدو في عينيه ضعيفة ، الأمر يجعل الشك يساور نفسه عن ماضيهما أكثر ، أرادت أن تشعره بالراحة بكلمات بلسمية رقيقة .
كريستين : أقسم لك أنني أحبك حباً لم أكن يوماً أصدق أنني قد أحمله لك في قلبي يوماً ، حبك أصبح حياتي و غايتي ، أريد منك أن تعدني بأن تصدقني و تحبني دوماً و أبداً ، هل ستفعل من أجلي ؟
أدارها إليه حتى وقفت أمامه ثم أجلسها على قدميه و انتهى حاضناً رأسها إلى صدره بعطف يمسح على خصلها بلطف ثم همس بصوته الهادئ و الذي رغم هدوئه إلا أنه عميق .
دي او : لا تقلقي يا عمري ، أنا أحبك أكثر مما تحبيني و لا تحتاجي مني وعداً ، فالوعود تقطع على ما يصعب الإلتزام به أما أنتِ فكل دنيتي ، فكيف أقطع على حبك وعداً ؟ أخبريني ؟
تبسمت بإطمئنان ثم أحاطت ذراعيه رقبته تدس نفسها في حضنه علها تدخل إلى داخل صدره و تتخذ مطرحها في قلبه و كأنها لا تدرك أنها تفعل ، بثت كلمات إمتنان و حب ثم استطردت .
كريستين : اليوم سأذهب برفقة ليليانا إلى المستشفى ، ستقوم هي بإجراء بعض الفحوصات و أنا سأستلم فحوصاتك الأخيرة .
أومئ لها موافقاً دون إستخدام اللغة الحلقية و اكتفى بالبصرية حيث وقعا في إتصال بصري بإبتسامة جميلة توسعت كلما طال .
..........................................
و في مشهد أخير ، وقفت عروس الموسم برفقة صديقتها التي طلبت منها أن ترافقها إلى وجهتها حتى تأخذ برأيها بما ستحضره من أجل زفافها ، يُعرف عن جازميت أنها صاحبة ذوق رفيع و راقي في إنتقاء الأشياء المناسبة و لطالما كانت أغراضها و هداياها مميزة .
انتظرتا أمام باب المنزل عريس الموسم حتى يقلهما لإنتقاء ثوب الزفاف و بدلته ، تململت جازميت بملل فلقد تأخر عن الموعد بعشرة دقائق .
جازميت : لقد تأخر شيومين ، و أنا تعبت من الوقوف ، لما لا ننتظره داخل المنزل ؟ سنعلم حال وصوله .
تجاهلتها روزلي و كأنها لم تستمع لها بل و كأن لا أحد يقف بجانبها و عيناها تراقبان الطريق بتطلع إلى وصوله ، طال الصمت لبضع دقائق أخريات الذي انقضى بصمت روزلي و مراقبتها للطريق و تأفأف الأخرى و تذمراتها ، حتى أنارت أضواء سيارة قادمة من الطريق المراقب فابتسمت روزلي بخجل حالما أدركت من يقود السيارة بينما جازميت نطقت بالتذمر لشيومين الذي سرح بجمال محبوبته التي تحاذيها
جازميت : شيومين .
همهم دون انتباه فهو مشغول حقاً بإشباع عينيه من رؤيتها ، علت تذمراتها و هي تزجره بإنزعاج و صوت أعلى فهي تشعر بنفسها شفافة بالنسبة لهما .
جازميت : يا رجل ركز معي ، ستملها بعد زواجكما صدقني !
تحمحم كلاهما بخجل و نظراتهما قد ابتعدت لتصب في اتجاهات متضادة حرجاً ، أكملت مبتسمة و يداها تخط عشوائية في الهواء .
جازميت : و أخيراً سأجلس لقد مللت الوقوف و أنا أنتظر وصولك حضرة العريس .
هتفت و هي تصعد في السيارة في المقعد الخلفي بمرح .
جازميت : و أخيراً ... سننتقي الفستان و البدلة ثم أعود أدراجي للمنزل فأنا متعبة و أحتاج لنوم عميق .
أرادت أن تثرثر أكثر و لكن جسد الرجل الذي يجلس في جانبها بصمت ألجمها ، أومئت بالترحيب له في حرج ثم اعتدلت في مقعدها على استحياء بصمت ، تلعن نفسها في سرها على غبائها ، ضحكت روزلي بخفة لموقف صديقتها المحرج و زجرتها جازميت عبر المرآة بإنزعاج .
أحكم الجالس بجانبها إبتسامته بصعوبة بالغة حتى اخفضها تدريجياً و أخفاها في داخله و عيناه المبتسمة تنظر عبر النافذة ، و أخيراً تحمحم بعد ان سيطر على نفسه من ضحكاته المكتومة و إلتفت إليها ثم أردف بهدوء بعد أن تلاقت أبصارهما و تنافرت في حرج .
كريس : مر وقت طويل آنسة جازميت
تحمحمت في حرج فنبرته بثت شيء من السخرية ، همست بإجابة مقتضبة قطعت سير الحديث قبل أن يبدأ ، بدت باردة عندما تذكرت لقائها الأخير معهم في المسكن .
جازميت : لا أريد أن يتفرق الأخوة بسببي .
تنهد تحت أنفاسه مستشعر ملامتها لنفسها في خضم هذا الأمر ، لكن الملامون حقيقة لا هي و لا هم بل قلوبهم التي عشقت نفس الفتاة ، منذ ذلك اليوم و علاقته تزداد بروداً مع لوهان و تعقيداً مع تاو .
هو يبقى خازن للهم في قلبه و لا يفشي به لإحد متستراً بقناع من البرود و اللامبالاة ، تاو مشاكسته و مرحه مع الأصدقاء اصبح يلهيه عن التفكير بها في معظم أوقاته عدى وقت النوم ، و أما لوهان فبطبعه الحاد و تسلطه المرير لم يترك أمرها أبداً ، على الدوام يقدم التحذيرات و التنبيهات عن الإقتراب منها و إلا هو بالمرصاد .
...................................
سلااااااام
بارت طوييييييييييل اطول بارت في الرواية حد الآن ففي الوقت الذي أنتظر فيه تحقيق الشرط الذي تحقق منذ يومين كنت أكتب لكم .
تأخرت عليكم يومين اعتذر و لكن هذا البارت طويل جدا أتعلمون انه من 5000 كلمة حيث يعتبر هذا البارت عن خمس بارتات كما في العادة لذلك هذا تعويض .
استمتعو بجلسة على ألحان سكر مالح
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت
1. رأيكم بكاي و تصرفه مع رافي ؟ بجبن رافي و خوفه ؟في الحقيقة التي أقر بها رافي ؟ ماذا سيكون موقف كاثرين حيال الآمر ؟ و كيف ستطور علاقة كاي و كاثرين خلال هذا كله ؟
2.رأيكم بتودد لاي لليليانا ؟ ماذا تظنون أن تكون الفحوصات التي ستجريها ليليانا ؟
3. رأيكم بتأثر سوهو في الأحداث الأخيرة ؟ و رد ماريا على ذلك ؟ ماذا تريد سالي من ماريا و بماذا ستحدثها ؟
4. رأيكم بشيومين و روزلي ؟ ماذا سيحدث في مربع الحب هذا ؟
5. رأيكم بتشانيول و ميرسي أريانا ؟ هل ستتحمل ميرسي أريانا كثيرا ؟ و إن اخبرته هل سيتفهمها أم يسيء الفهم ؟
6. رأيكم بدي او و كريستين ؟ هل ستعود ذاكرة دي أو ؟ و إن عادت أسيعود دي او سابق عهده أم يبقى كما هو يحبها ؟
7.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love you ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі