Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter Six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-Nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Chapter Fifty-four
Chapter Fifty-five
Chapter Fifry-six
Chapter Fifty-seven
Chapter Fifty-eight
Chapter Fifty-nine
Chapter Sixty
Chapter Sixty-one
Chapter Sixty-two
Chapter Sixty-three
Chapter Sixty-four
Chapter Sixty-five
Chapter Sixty-six
Chapter Sixty-seven
Chapter Sixty-eight
Chapter Sixty-nine
Chapter Seventy
Chapter Seventy-one
Chapter Seventy-two
Chapter Seventy-three
Chapter Seventy-four
Chapter Seventy-five
Chapter Seventy-six
Chapter Seventy-seven
Chapter Seventy-eight
Chapter Seventy-nine
Chapter Eighty
Chapter Eighty-one
Chapter Eighty-two
Chapter Eighty-three
Chapter Eighty-four
Chapter Eighty-five
Chapter Eighty-six
Chapter Eighty-seven
Chapter Eighty-eight
Chapter Eighty-nine
Chapter Ninty
Chapter Ninty-one
Chapter Ninty-two
Chapter Ninty-three
Chapter Ninty-four
Chapter Ninty-five
Chapter Ninty-six
Chapter Ninty-seven
Chapter Ninty-eight
Chapter Ninty-nine
Chapter A Hundred The End
Chapter Eighty-eight
" فتور "






أقتطف منكِ زهرة و أغرس شوكها في صدري مخدراً .... أنا الذي عشق !










عجلات السيارة تترك أثراً على أرض الشارع خلفها ، دخان السيارة يثير الضباب الدخاني الخانق في الهواء خلفها ، صوت زعيق العجلات قد أضفى ضوضاء على سكون الليل ، السيارة تسابق الريح في السرعة ، سائق متهور مجنون يقودها في منتصف الظلام و اللامكان .

كاي لا يبدو طبيعيا ألبتة، لم يبدو بهذا الشر في حياته كلها ، بشرته السمراء الفاتنة قد أقتنت الحمرة ، رقبته المخملية قد أزدادت عرضاً و برزت عروقها ، وجهه إحتقن بالحمراء الغاضبة ، صبت حدقتيه البنيتين في وسط أحمر تكسب نظرته القاسية الشر ، و على سبيل الجنون شفتيه قد رسمت إبتسامة جانبية شريرة تضاهي الشر شراً .

الآن سينتقم و يعلم كل شيء قد حدث ، ينتقم لنفسه الغيورة التي لا تقبل الخضوع و قلبه العاشق الذي لا يقبل الهزيمة و تملكه الرصين الذي لا يقبل المشاركة ، سينتقم لأجلها أيضاً ، لحرمة جسدها التي حُللت عليه وحده من بين البشر و التي انُتهكت ، لخوفها الذي كاد أن يقتلها به ، و لدموع عينيها التي نفذت من مقائيها ، إنتقاماً مجنون قاهر قاتل لا رحمة فيه و لا شفقة .

أقتحم بسيارته المخزن القديم الذي تتواجد داخله فريسته التي أمسك بها أخيراً ، فهو المفترس هنا و من يجرؤ على العصيان ، ترجل من السيارة بعنجهية منتصر و مشى نحو ذلك المربوط بسلاسل حديدية تضيق على أوردته حد الإختناق بروية ، مد كفه لرجُله الذي يقف بمحاذاته ليناوله عصا حديدية غليظة ، اتسعت إبتسامة كاي عندما رأى تراقص حدقتي الآخر في محجريهما خوفاً .

أبدى له الهدوء و التروي لا ليطمئنه بل ليزيده خوفاً على خوفه ؛ فهو قد رأى تهجمه و إنفعاله و ما ارتدع و لكن هذه المرة لن يجرؤ على الإقتراب ، فالهدوء الذي يمثله بالقوة جعله يبدو مخيفاً أكثر مما هو عليه ، و إن أستطاع الآخر فليقدم حججه أو يقل لدنيا السلامة .

إقترب منه كثيراً بذات الهدوء و التروي فإرتجل الآخر بالكلمات سريعاً قبل أن يقتل على يد ذلك المتوحش دون تفكير أو إدراك و جد نفسه يقر بالحقيقة و أنفاسه المضطربة خوفاً على نفسه شاهدة عليه.
رافي : لم ألمسها ، أقسم أنني لم ألمسها أبداً ، لم أطئ جسدها بأي طريقة قد يتخيلها عقلك لم أفعل .

أشار له كاي بالصمت متململاً من الأعذار و الأكاذيب ففعل ثم همس بقوة مهدداً و محذراً قبل تقديم أي حديث .
كاي : أخبرني بكل ما حدث و أن أقترفت الأكاذيب فمقابل كل أكذوبة أحد عظامك .

أومئ رافي بخوف عدة مرات ثم باشر بالتحدث و صوته به إرتجافة تخوف .
رافي : قد وضعت لها في العصير منوماً خفيف حتى لا تشعر بطعمه ، لو فعلت بها شيء كانت ستشعر ، كنت قد أوكلت إمرأة بأن تخلع عنها ثيابها ثم تقوم بإلتقاط صورة لرأسها فقط و من ثم تتركها و تخرج .

رفع كاي حاجبه بعدم تصديق و ابتسامته إتسعت ، فكيف سيفوت فرصة رؤية جسدها و لمسه و هو لطالما عشقها و تمنى نظرة حب واحدة منها ؟ و لماذا سيستأجر إمرأة لفعل ذلك بينما هو موجود بالفعل ؟ و إن كان صادقاً فكيف وصلته صوراً لها عارية بالكامل بينما يختلق أنه صور رأسها فقط ؟

طرق كاي بالعصا على الأرض عدة مرات بتقطع بطيء و هو ينظر له مبتسماً بغرابة حتى يخيف الآخر و يعلمه بأنه يكذب أحاديث الأطفال هذه ، ارتجف بخوف شديد و نطق عالياً و جسده يتراقص خوفاً .

رافي : أقسم أنني لم أكذب ، أعرف أن في رأسك الكثير من الأسئلة و سأجيبك عليها ، الجسد في الصور ليس جسد كاثرين أنه رأسها فقط ، على رقبة ذلك الجسد هناك شامة ملحوظة رغم صغرها و لكن رقبة كاثرين ليس عليها شيء و أنت تعلم هذا جيداً ، خشيت أن تكشف زيف الصور من تلك الشامة و لكن الغضب أعماك و لم تدرك أن هذا ليس جسدها في الواقع و كنت مطمئن لهذا ، هذه إمرأة كنت أبقى لديها و قد قَبِلت أن أصور جسدها مقابل المال .

صمت قليلاً يلتقط أنفاسه المتقطعة ، لكنه صرخ بقوة خوفاً عندما رأى العصا ترتفع عالياً و كأنها تود الترحيب به بإحتكاك مع عظامه في معتقله هذا .
رافي : لم أرى جسدها ، أقسم أنني لم أفعل !
وضع كاي العصا على كتفه بمهل ثم أشار للآخر بالحديث فأكمل و أنفاسه إزدادت إضطراباً .

رافي : أنا لم أمسها لم أراها حتى ، أعلم أنك تستنكر الآن تضيعي لمثل هذه الفرصة الذهبية ، لكنني فعلت بالفعل و ضيعتها برغبتي و لم أندم ، أنا ما زلت أحبها كثيراً ، نعم أعترف أحبها جداً ، و لهذا لن أنكث بعهدي الأخير معها ، أنت هدفي و ليس هي ، أنا إنتقمت لنفسي منك و ليس منها ، أنت من سلبني حبيبتي فأردت طعنك بحبك لها و ليس طعنها هي ، كنت دوماً خصماً لي في حبها فلماذا سأوجه الضربة لغيرك ؟ أردتُ ان أفصلكما و إن اكتشفت الحقيقة أن تكرهك لتشكيك بعفتها .

أنزل العصا عن كتفه ممسكاً أياها بقبضته و ضرب طرفها الآخر داخل كفه بخفة و على شفتيه إبتسامة جانبية بدت مخيفة مليئة بالخبث و التكذيب ، فليس هو بمجنون أو معتوه حتى يصدق ما يقوله ذلك المربوط حتى ينجو من ألم محتم فهذه طباع البشر على آية حال ، نواري الحقيقة بالأكاذيب حتى ننجو من أفعالنا و لكن كما يقال حبل الكذب قصير ، أنه حبل نجاة قصير تنجو بداية بأختلاق الأكاذيب و المزيد منها ثم تقع في النهاية في وحل نفسك .... ياللقذارة !

نظر له كاي رافعاً حاجبيه بتمهل ثم همس بصوت خفيض معلوم جيداً أن مخزوناته الباطنة ممتلئة بما هو عكسها تماماً .
كاي : تقول هذا لتنجو مني ، ما هو دليلك على ما تقول ؟ كيف تؤكد لي أنك لم ترى جسدها و لم يره غيرك ؟
أخذت أنفاس رافي بتثاقل زيادة و كأن جبلاً نقل إلى صدره فما عاد للنفس متسع .

رافي : من مصلحتي أن أكذب ، أعلم ؛ و لكنني ما كذبت هذه المرة ، تستطيع التأكد بنفسك ، سأعطيك اسم النادل الذي وضع المخدر في شرابها و المرأة التي كانت معها .
أنزل كاي رأسه إلى الآخر حتى تقابل الوجهين ثم همس بحدة آمراً .
كاي : هات ما لديك !

أخذ منه المعلومات اللازمة ثم أمر رجاله خلفه بأوامر صارمة سريعة التنفيذ .
كاي : احضروهما لي فوراً و خذوا نسخاً لكاميرات المراقبة في المطعم و الفندق ، أريدهم أمامي في الصباح .

أنهى حديثه لينطلق عدداً من الرجال ثم مشى بخطوات عنجهية مغرورة نحو أسيره و أنخفض إليه مرة أخرى ، همس بهدوء أمام وجهه المذعور .
كاي : أنت حتى لو كنت صادق فلن تنجو بفعلتك أبداً .

نظر له رافي شاهقاً بخوف و عيناه جاحظة من محلها ليضحك كاي بخفة ثم ينصرف ، هل ظن حقاً أنه سينجو بهذه السرعة ؟ حتى لو أقر بالحقيقة فهو أخطأ خطأ فادح سيكلفه الكثير على آية حال ، أما رافي فبقي يتخبط في مكانه ذعراً ، ظنه سيحرره أن أفضى له ما لديه من كلام ، لكن صُفِع بقوة في ظنونه ففعلته لا تكفر عنها تفاصيل .

..............................................

وقفت تودع زوجها على الباب مبتسمة بإتساع و وداعة قبل أن يغادر منزله ، وضع قبلة مطوّلة على جبينها ، أخريات مخطوفات من وجنتيها ، و أخيرات عابثة من شفتيها لتضحك بنعومة و التورد قد لون خديها ، هو لن يكتفي من حبها مهما طال الوقت بهما ، قبل أن ينصرف أستدركت متذكرة أمراً حتى تعلمه به قبل رحيله .
ليليانا : لاي ، تذكرت ! أود أخبارك أنني سأذهب اليوم مع كريستين إلى موعد لدى الطبيب إن أذنت لي بالطبع .

كوب وجهها سريعاً بكفيه و ملامحه المنبسطة قد انقبضت بقلق ثم تسآل بصوت يغشوه القلق .
لاي : طبيب ؟ لماذا ستذهبين إلى الطبيب ؟ هل بك شيء ؟ ما الذي يؤلمك ؟

تبسمت بوجهه بلطف حتى تنشر الأطمئنان في نفسه القلقة عليها ، كم تحب إهتمامه و خوفه عليها اللذان لا يضمحلان ، تعشق رؤية الحب و الشوق في عينيه لها ، و أكثر ما تحب من طباع عشقه إندفاعه للإطمئنان عليها دوماً حتى قبل أن يستمع للتفاصيل كاملة ، ذلك حب لا ينطمر بإشباع جسدي هذا حب روحي .

همست مبتسمة منتشية السعادة بعد أن حطت راحتيها على كفيه اللذان يكوبان وجهها .
ليليانا : لا شيء يدعو للقلق ، الأمر بسيط لا تقلق ، سأوافيك بالتفاصيل عند عودتي و الأمر يتعلق بدي أو ليس بي كثيراً ، نحن سنأخذ نتائج فحوصات لدماغه فذاكرته لم تعد بعد و هذا يؤثر على عمله كما تعلم ، أما بالنسبة لي فلا تقلق ليس بأمر مخيف سأخبرك مساء اليوم .

أومئ لها متنهداً فحال صديقه في المجال الترفيهي بات صعب ما زال فاقداً ذاكرته و لا يذكر شيء سوى زوجته و بسبب ذلك أنقطع عن الفريق إلى حين شفائه الغير معروف موعده ، تلى عليها نصائح الأم على ابنتها الطفلة.

لاي : حسناً ، اذهبي ، لكن لا تتأخري و ارتدي ثياب سميكة فالجو بارد ، لا تسرعي أثناء القيادة و أيضاً عودي قبل غروب الشمس .

أومأت و إبتسامتها تتسع كلما نص على أمراً أو نهى عن آخر و حالما أنتهى همست تمازحه .
ليليانا : حاضر أمي !
ضحك بخفة ثم ودعها بقبلة أخيرة حطت بخطف على شفتيها و احتضنها بلطف بينما يؤرجح جسدها بين ذراعيه ثم انصرف.

....................................

أجلسها في حِجره بالقوة بعدما حاولت التملص منه عدة مرات دون رضاها خجلاً منه ، هتفت بإنزعاج من أفعاله الأخيرة التي باتت تحرجها كثيراً و تمنعها عن الحركة .
ماريا : أليس لديك عملاً اليوم ؟ اذهب إلى عملك !

أشار إلى نفسه بسبابته متعجباً و حاجب عينه قد إرتفع عن مكانه ، فها هو يطرد من بيته بفعل زوجته المصون التي يريد قضاء كل وقته معها رغماً عنها ، همس بإستنكار ممتعضاً .
سوهو : أتطرديني من منزلي يا زوجتي المصون ؟! لن أذهب ، ليس لدي شيء لأفعله .

و كعقاب محبب إلى نفسه رطم ظهرها بصدره عندما أحاط كتفيها بذراعيه و دفعها إليه بقوة يشعر بتأثيره القوي عليها الذي أفُتضِح من أنفاسها التي إضطربت ، ثم همس بخبث بأذنها حتى يرتفع بعبثه إلى مستوى أعلى .
سوهو : متفرغ للعب معك لوقت طويل جداً حتى تملي مني .

زفرت انفاسها المضطربة بتقطع و فضلت الصمت على خوض جدال معه ينتهي لصالحه ، الأمر ليس قديماً ، منذ أن قابل جيمين ذاك اليوم في المستشفى و علق معه و حسه الرومنسي قد أرتفع إلى حده الأقصى ، أصبح يخصص لها وقت طويل رغم إنشغاله في أعماله التي لا تنتهي .

رفض كثير من العروض المغرية التي تزيده ثراء و شهرة و التي تكون حلما لأي فنان آخر ليبقى معها و يقضي ما يستطيع من وقت في مجالستها ، حتى أنه رفض أي إلتزام خارج أنشطة الفرقة .

تعلم هي مراده خلف كل ما يفعله و ما يشعر به من خوف و قلق ، هو خائف من خسارتها يوماً ما ، أو أن يبقى الألم الذي أذاقه إياها سابقاً و الخوف الذي أشعرها به في تفاصيل عقلها و تحديداً في ذاكرتها الدائمة ، يخاف أن تجد نفسها حائرة بين البقاء على قرارها في مسامحته أم التراجع عن الغفران .

ألا يدرك أن قرارت القلب لا تراجع عنها ؟ القلب يفعل ما يشعر به دون أخذ احتياطات مسبقة أو تدابير مستقبلية ، أنه القلب عندما يسامح سيفعل و لن يتراجع ، قرارات القلب أحكاماً غير قابلة للنقض أو الطعن ، و لو كنا حقاً نستطيع التحكم بقطعة اللحم تلك لتحلحلت كل مشاكلنا .

إلتفتت إليه بخفة بعد صمت طويل و تبسمت له بجانبية جذابة ثم وضعت راحتيها على وجنتيه بلطف هامسة بحب ينبع من قلبها بكلمات صارحته فيها عن حقيقة شعورها الذي يبدو لها أنه لا يدركها و عيناها تغوص في عيناه عميقاً تحاكيه حباً أجج العشق في فؤادها فاستنطق لسانها .

ماريا : قلبي عندما أحبك لم يخيرني بين قراراته ، و عندما سامحك لم يمنحني الفرصة لأجمع الحقد فيه ، لقد وجدتني هائمة بك روحاً و نفساً و جسداً ، لا أعلم كيف و متى و لماذا فقط هكذا ، لا تراجع في قرارات القلب التي تُأخَذ دوماً من المشاعر ، مشاعري نحوك في إحماء دائم و لن تغدو يوماً باردة .

اتسعت إبتسامتها بينما تبصر الحب و الحنين في عينيه ، أكملت بعدما إجتذبته إليها ليركن رأسه على كتفها .
ماريا : القدرة على الغفران ليس ضعف نخجل منه بل قوة و شجاعة نفخر بها ، إن غفرت يوماً لجيمين الذي كان صديقي يوماً فحبي لك لن يتغير عن حاله مهما تقلبت الظروف ، أنا واقعة لك في كامل جوارحي و لا تراجع ، هذا وعد حبي لك للأبد ، فبماذا تعدني أنت ؟

لامست كلماتها الرقيقة التي بثت صدقاً ينبع من نفسها الخلوقة و حباً ينبع من قلبها النابض عشقاً له شغاف قلبه فشُغِف بها حباً مراراً و تكراراً دون مراوغة ، أخذ كفها و وضعه على قلبه ثم وضع كفه الآخر على قلبها يتبادلان الشعور بنبضات بعضهما ، همس بحب أسفر عنه حباً يزداد عمقاً .
سوهو : حبيبتي أنتِ ، قلبي سينبض حباً لكِ ما دام يستطيع ضخ الدم في جسدي ، قلبي مربوط بقلبك بحبل غليظ لا يُقطع ، كلما شددتيه أرخيته و كلما أرخيتيه شددته حتى نهرم معاً ، هذا ليس وعد أتحمله بل حلماً أود تحقيقه .

تبسمت بصفاء و صدق لدفء كلماته التي أصمتت لسانها عن الرد و أنطقت بدلاً منه قلباً ينبض بقوة في صدرها تحت كفه الذي يدفئه ، ففي الحب الوعود وجدت لتوفى ، القلوب وجدت لتحب ، و الحب وجد للحب .

لفت ذراعيها حول رقبته ببطء ثم أسندت جبينها على جبينه مغمضة العينين حتى تشعر به في قلبها أكثر و همست .
ماريا : أحبك حتى تفنى الأنفاس .
ابتسم بإتساع و رد عليها بقبلات إتسعت كل إنشاً من وجهها .

ود نسيان الدنيا بسكانها و مشاغلها و طمرهم خلفه ليعيش معها الدهر و أبده دون عمل و إنشغال ، دون شوق و أبتعاد ، دون فاصل و إنقطاع ، فقط هو و هي في جنة قفصهم الذهبي الذي بدى بها الحبس أجمل من الإنطلاق ، يتبغددون بالدلال ، الحب ، و الكثير الكثير من العشق المههوس .

دائماً دنيا الأحلام تبقى حلم جميل نقصه على أنفسنا بلحظات ما قبل النوم التي تسبب لنا الأرق ، لكننا نبقى سعيدون رغم ذلك ، الهروب من الواقع العصيب يعين النفس على معايشته .

هكذا خرج ذلك الرجل العاشق الولهان من طور قبلاته التي تعدت حدودها متبرطماً بكلمات منزعجة ، لا يرغب للذهاب إلى العمل و لا رؤية أحد ، لا يود طرح مكانه أبداً ، لكنه هتف بعد أن أغلق هاتفه بإمتعاض .
سوهو : لدي عمل ، علي أن أغادر .

أجابته بإيمائة و هي تخفي إبتسامتها عنه ، لا تنكر أنها تود بقائه معها في كل ثانية تمر في حياتها ، لكن رؤيته مغتاظاً للإبتعاد عنها يثير في نفسها مشاعر محببة لا تود فقدانها يوماً ، شيعته للباب بعد قبلات مواساة تسترضيه بها و قبل أن تعاود الجلوس على الأريكة طرق الباب من جديد فظنت أنه نسي شيء يريده .

عادت لتفتح الباب مبتسمة و هي تهتف .
ماريا : ماذا نسيت ؟
لكن إبتسامتها إضمحلت بتدريج بطيء عندما وجدت إمرأة ببطن منتفخة تقف أمام الباب مبتسمة .
سالي : أود سلبك بضع دقائق في حديث إن سمحتِ .

...............................................

رمقته يجلس على الأريكة يتحدث مع أحدهم على الهاتف ، إستناداً من رسميته في الحديث تبين معها أنه مدير أعماله ، بعد الكثير من الكلام المقتضب وضع هاتفه متنهداً بأرتياح ، زلفت منه بخطوات رشيقة تزيد قوامها الممشوق جمالاً ثم حضنته من دُبر تحيط كتفيه العريضين بذراعيها بدلال و هو جالس على الأريكة .

وضع كفيه على ذراعيها يستشعر نعومتها و إلتف برأسه إليها عندما أسندت ذقنها على كتفه حتى يتسن لعينيه رؤية وجهها الخلاب من هذا القرب ، همس بتحبب متطلعاً إلى جمالها .
تشانيول : حبيبتي تدلل علي و هي تعلم جيداً أن قلبي ضعيف أمام دلالها .

أومئ٥ت عدة مرات مُقِرَّة بدلالها فعلاً بينما تبرز شفتها السفلية بلطف و نطقت بتغنج ترهف له القلوب و تتبعثر لأجله الرجولة .
ميرسي أريانا : يا لها من حبيبة سيئة يا عمري !

وضع كفه على قلبه يتحسس نبضه الذي يضج بألم لذيذ ثم نطق ببحة رجولية مطلقة .
تشانيول : سيئة جداً يا حبي !

وقف مستنداً على ربكتيه فوق الأريكة بسرعة ثم حملها من خصرها بقوة و رماها في حجره بغتة لتقهقه هي بينما أصابعها تتشبث بقميصه خوفاً أن تقع و أنفاسها قد تسارعت للمفاجأة ، همست بتدلع يليق بأنوثتها المغرية .
ميرسي أريانا : حبيبي قوي جداً .

غمز لها بعبث و على شفتيه إبتسامة خبيثة ثم تطرق و عيناه تجول فوق جسدها بوقاحة و جراءة .
تشانيول : قوي جداً يا حبيبتي و أنتِ أكثر العالمين .

ضربت كتفه بخفة و ملامحها انكمشت بغضب حالما فهمت مقصده المنحرف ، دحجته بنظرة منزعجة ثم اشتكت بقوة منه إليه جرائته .
ميرسي أريانا : عقلك لا يسوغ لك سوى الأفكار المنحرفة ، كل ما أقوله تجد عليه تعليقاً منحرفاً ، ألا تستطيع التفكير ببراءة مرة واحدة فقط ؟ ثم ما بال هذه النظرة التي في عينيك لي ؟ و كأنك سوف تلتهمني أم ماذا ؟

إتسعت إبتسامته الجريئة أكثر حتى تواقحت و بمفاجأة كبل يديها بقبضتيه خلف ظهرها و جر جسدها إليه حتى إلتصقت به ثم همس بنبرة موغلة خطيرة و قد راق في عينيه إرتباكها الخجول .
تشانيول : أنا مدمن على حلاوتك و لا تعافي من هذا الإدمان ، أنا أموت إن لم تكوني أمامي في كل يوم و حين ، بت أخاف علي مني ، أنا مُسَلماً لكِ قلباً و روحاً و جسداً فلا تتركيني يوماً ما ، لا دنيا تعيشني أن فقدتكِ .

هي تتفهمه و مدركة لمقصده خلف كل كلمة ينطقها ، منذ أن أستفاقت تبصر النور في عينيها حتى اليوم و إلى الأبد تعلقه بها أصبح بأزدياد ، هاجساً يلاحقه يجعله يخاف من وقع النملة إن أزعجها ، ذلك الحرص و الإهتمام لم يكن يوماً على حاله كان دوماً بازدياد ، حتى تعابيره و  إنفعلاته كلها في أزدياد مستمر .

إن غضب يصبح مخيفاً أكثر مما كان عليه في السابق ، إن أحبها فلا يدرك أنه يؤلمها ، في غيرته ، غضبه ، و حبه كلها أصبحت مشابة بعنفه ، كثير من القيود قد نصها عليها خوفاً عليها من الآخرين دون أن يدرك أنه أحياناً يؤذيها بكل هذا .

أرادت أن ترد عليه برد يبرد حمم قلبه و يخفف من وطأة هواجسه على نفسه ، لكنه وجد لنفسه طريقة أخرى قبل أن تفعل هي ، شد خصلات شعرها الفحمية للخلف ببعض القوة آلمتها ، لكنها أخفت تأوهاً كادت شفتيها أن تفرج عنه ، ثم أغلقت عيناها بقوة حالما شعرت بشفتيه تجول على جلد رقبتها بعنف دون شعور منه و كأنها يلتهمها إلتهاماً .

بعد وقت طويل جداً غفت على صدره ، و هي لا تستطيع تحريك ضلعاً بينما يحتويها بشدة ، كل ضلع و عظمة تصب وجعا في كيانها ، ناهيك عن تمزق بشرتها الأليم النازف ، تخاف أن تخبره بأنه يؤلمها و حبه بات يبثه بعنف دون دراية فيظن أنها تستثقله و لا ترغب به شريك جسدي في حياتهما الزوجية ، لكنها لا تستطيع الصمت طويلاً و إتخاذ الصبر حليفاً ، ترجو إن أخبرته يوماً في المستقبل القريب أن يتفهمها بهدوء .

............................................


بخطوات رشيقة تقدمت لتفتح الباب لزوجها العزيز الذي طال إنتظاره خلفه بينما يقرع أجراس المنزل دون رد يذكر من الداخل عليه ، و حالما فتحته و رأى جسدها الصغير يقف خلف الباب حتى اشتكى متذمراً بعصبية ؛ لطول إنتظاره في الخارج .
تشين : آماندا أنني أنتظر منذ عشر دقائق أن تفتحي لي الباب ، أين كنت ؟!

أبرزت شفتيها بعبوس لطيف لإرتفاع صوته عليها توبيخاً ثم أوغلت همساتها المتذمرة إلى أذنيه فالتفت إليها يطالعها بإنزعاج .
آماندا : ما شأني أنا أن نسيت مفاتيحك في المنزل ؟ ثم أنني كنتُ بغرفتنا أوضبها و تستحق الإنتظار على آية حال .

تشردق بإبتسامة ساخرة فحبيبته و زوجته الصغيرة باتت شقية ، إقترب إليها بخطوات بطيئة هادئة و عيناه تنظر إليها بخباثة إلى أن وقف أمامها ، همس بهدوء بعد أن أمسك ببعض خصلاتها و وضعها خلف أذنها بينما يتأمل تدرج ألوانه بين البني الغامق و الأقل غُمقاً خِلقة .
تشين : زوجتي الجميلة قد طال لسانها على زوجها و نحتاج ان نقصه ، صحيح حبيبتي ؟

ضحكت بنعومة بخفة لدُعابته العابثة التي تحب ، وضعت كفيها على كتفيه ثم قربت شفتيها إلى أذنه بإثارة ، همست بنعومة بالغة .
آماندا : أفعلها بي إن استطعت .
ثم شعر بها تقضم شحمة أذنه بخفة فأطلق آه متلذذة بعد أن أعتم عينيه دون شعور فقلبه الذي يشعر الآن .

توغلت ضحكاتها الناعمة في أذنه و تغلغلت إلى قلبه ، تظن أنها انتصرت عليه و أضعفته بحلاوتها ، لكن باكراً جداً حتى تحكم من المنتصر ، ففي معركة الحب لن يقبل الهزيمة أبداً ، و هذا طبع العشاق ، أمسك مؤخرة رأسها و قربها إليه بحدة هامساً بخطورة مثيرة .
تشين : ما زال باكراً جداً أن تنتصري علي فلم تري شيئا من جنوني بعد .

همست بنعومة و أناملها تلهو في أزرار قميصه بعبث بعد أن أطلقت إبتسامة جانبية خلّابة .
آماندا : لقد شهدت على الكثير من جنونك بالفعل و في حبك أنا دوماً مناصرة حتى لو خسرت أمامك .

تبسم بغرور فهي أثرت على حبه الآن ، ردت عليه بإبتسامة حالمة قبل أن يضغط بشفتيه على شفتيها يقبلها بهدوء و حب شديد .

ما إن قطع قبلته حتى حملها بين ذراعيه و صعد بها إلى غرفتهما ، و قبل أن يفعل المزيد همست بنعومة .
آماندا : لن تأخذ مني شيء إن لم تلبي لي طلبي .

تشردق بضحكة ساخرة عالية ، ثم رمى بجسدها على السرير بقوة و أعتلاها بسرعة ، بدى غاضباً ثم همس قبل أن يتجرع حلاوتها .
تشين : لن تستطيعي منعي ، سأخذ ما أريد .
استسلمت له و لجنونه الذي لا ينضب بصبه على جسدها الرشيق الذي يتلوى بألم لذيذ دون هوادة  فانغمست معه بجنونه الذي تعشق  و جعلته يغوص بأعماقها كما يحب و يريد .

بعد وقت طويل جداُ وضعت رأسها على صدره حتى تستمع إلى نبضات قلبه التي تقرع بصخب داخل صدره اللاهث ، و هي بحال ليس أفضل منه أبداً ، همست و هي ترسم على عضلات صدره دوائر وهمية بأناملها النحيفة .
آماندا : لن ترفض طلبي أليس كذلك ؟
أوغل أصابعه داخل خصل شعرها البندقية ثم همس بجمود .
تشين : لن أذهب .

تنهدت بقلة حيلة فرده ذاته لا يتغير ، لم تترك وسيلة تقنعه بها أبداً إلا و استخدمتها ، لكنه مُصِر على الرفض دون تفاوض و كسر رغبتها في مشاركته ، همست هي بحزن بان على نبرة صوتها و حاجباها تقوصا بحزن .
آماندا : لماذا ترفض ؟ أيعقل أن لا نذهب معاً ؟ ليس من التذهيب أن نرفض الدعوة التي تلقيناها بحفاوة !

تأفأف بحنق من فتح هذا الموضوع مراراً و تكراراً و محاولتها المتكررة بإقناعه فأردف بنبرة حادة حتى لا تضيف المزيد .
تشين : لم أمنعكِ من الذهاب ، اذهبي وحدكِ دوني  و لا تجعلينا نخوض في هذا الجدال مجدداً حتى لا نعلق في شجار بالنهاية .

رغم حديث ميرسي أريانا معه الذي تكرر عدة مرات و شجاراتها معه حول هذا الموضوع و مقابلاته مع صديقها الذي ينتهي غالباً بنظرات مسمومة تملئها الحدة إلا أن الأمر بأزدياد ، ما زال يصعب عليه تقبل رجل آخر بأن يكن ذو مقربة من زوجته غيره ، عقله لا يستوعب الأمر و غيرته لا تتقبل قربها من غيره .

و في خضم ذلك كله يبقى صديقها تايهيونغ طرف عاقل يحاول أن يوثق علاقته مع زوج صديقته ، علّ تلك الغيرة التي تشتعل في عينيه كلما رآه بالقرب منها أن تقل حدة ، فأقدم على خطوة و دعاه إلى حفل يقام على شرف ترفيعه ، لكن ها هو من جديد يصد دعوته ، ألا توجد وسيلة لتلين عقله المتحجر أبداً ؟!

.................................


كما نعلم ... بمرور الوقت الجروح تلتئم و الزمن الكفيل الأقوى للنسيان ، لكن حتى لو إلتئمت الجروح فسيبقى ندباً خلفها يحكي أثرها ، مهما الوقت طال و النسيان إقتضب أحداث الذاكرة فبعضها يبقى و لا يُنسى .

شعور الخوف ... عوائلنا دوماً يحذرونا من الخوف ، الخوف أن تَمَلَّك شخص ما فأنه سيسيطر عليه لا محالة فيبقى بين الإتزان و الإرتجاف دون الإحالة لأحدهما دون الآخر .

شعور تعجز عن وصفه وقع المصائب الذي يتذلل حتى يصبح خير يصب في مصلحتك ، تذكر ذلك اليوم جيداً و كأنه أحداث اللحظة عندما وصلها خبر إصابته كم بكت ، ناحت ، و اعتكفت ترجو له السلامة ، لقد تأكدت يومها أنه رغم قسوته التي لم تستطع يوماً الأعتياد عليها إلا أنها لم تكرهه يوماً في حياتها إنما كرهت أفعاله بها .

إكتشفت ذلك عندما تضرع قلبها حباً له ، عندما أعلن بقائها في ذاكرته وحدها دون غيرها رغم سوء ظنونها به ، ظنت أنه يكرهها بل أكثر الناس كُرهاً لها في عينيها ، و إن تجرأت على الوقوف في صف أولوياته فهي تكون آخرها لا محالة ، لم تظن يوماً أنها ستكون كل أولوياته بل حياته كلها .

الحياة بعد أن فقد الماضي الأليم من ذاكرته أصبحت جميلة و أكثر سلاسة و فرحاً ، لا تنكر أنها شعرت بالسعادة لإنه لا يذكر الماضي الذي جمعهما بل و استغلت ذلك لمصلحتها فتعلق بها كثيراً كما فعلت هي .

لكن من جانب حياته العملية فقد تدهور الأمر كثيراً ، فقدانه لذاكرته أفقده الكثير الكثير ، و ما زال يفقد ، لا يذكر أعضاء فريقه و لا إنجازاتهم ، حتى أن سيطه بين الناس بدء ينخفض بشكل تدريجي بطيء و هذا يؤثر على مستقبله العملي كثيراً ، فألزمته بالعلاج مقابل أمور يستطيبها منها بدلال .

المؤشرات بإرتفاع مستمر ، و قد تعود ذاكرته في أي وقت ، أحياناً يلتجم بصورة وضعها عقله الباطني صوب عينيه فيشعر بالصداع .

صور مشوشة تأتيه بين الفينة و الأخرى ، صور لنفسه على المسرح ، أخرى و هو يؤدي لجماهيره   أخرى مع أصدقائه و أكثرها تشويشاً تلك التي تجمعه مع زوجته التي رغم تشوشها إلا أنها تبدو أليمة .

كل ما بادر بالسؤال عن تلك الصور المشوشة - فهو دوما يحب ما يشبع فضوله بإجابتها المسهبة - هي ترد عليه بإقتضاب أقصر من أن تكون إجابة ، هذا الأمر زاده حيرة مع مرور الأيام و تراكمت التساؤلات التي لا يجد إجابات وافية لها في عقله ، لكنه لا يصر عليها بالإجابة فهو يشعر بإنزعاجها كل ما سألها عن الأمر .

أفكاره تراكمت في عقله مرة بعد مرة دون تحليل أو تبسيط و ها هو يجلس على مقعده على طاولة الإفطار شارد الذهن ، لكن كفها الناعم الذي حط على كفه قد شده إلى الواقع فنظر إلى وجهها الباسم فابتسم رداً لتردف هي بهدوء .
كريستين : بماذا تفكر ؟ يبدو لي أنك مهموم .

تبسم لها نافياً برأسه بخفة و هو يحتضن كفها الرقيق بين أصابعه ثم أباح بما يجول في خاطره بصدق ، لطالما كانت له سنداً كما هو لها يشاركها همومه و يخفف ثقل عاهلها بتصريحاته لها .
دي او : كل ما يحدث معي يزعجني ، نسياني لهويتي أصبح أمر يؤرقني و أكثر ما يضايقني أنني نسيت حياتي السابقة معكِ .

حالما سمعت تلك النبرة الأليمة تنبثق من بين شفتيه تركت الطعام من يديها ثم تقدمت منه حتى وقفت خلفه و احتضنته إليها من الخلف ، أحاطت بذراعيها كتفيه ثم أسندت ذقنه على كتفها ، همست بهدوء و كأنها تنظر إلى داخلها ، فحقيقة أنها لا تريده أن يتذكر ماضيهما معاً بل يبقى فاقداً هذا الجزء من ذاكرته دون غيره للأبد .

كريستين : لا تهتم بالماضي فلقد أصبح خلفنا المهم حاضرنا و مستقبلنا ، الآن عليك أن تمارس عملك و تتقدم من جديد ، و لا تقلق حيال أمر ذاكرتك فليس هناك فقدان ذاكرة أبدي .

شعر بصوتها الذي يتداخل مع شعور غريب بدى له حزيناً ، لا يفهم لماذا يشعر بهذا الحزن في صوتها كلما تكلمت عن ماضيهما معاً ، ربما لم يحظيا بعلاقة جيدة قبل كل هذا و لكنه ما زال يود تذكر كل شيء ، رغم ذلك هو لن يضغط عليها أكثر و لهذا اراد تلطيف الجو المشحون بسلبية لا يفهمها ، غمز لها عابثاً و همس بخبث أبدع به .
دي او : أريد تذكر تفاصيل أول ليلة لنا معاً .

ضحكت بخفة لعبثه الذي بات يتزايد بمرور الوقت ، لكن عيناها فعلاً قد أدمعت ، فأول ليلة لها معه كانت و ما زالت أسوء ليلة قد عاشتها في حياتها كلها فضحكت باكية ، أردفت بإبتسامة و دموعها تشكل خيوطاً رفيعة على خديها .
كريستين : منحرف ، عابث ، و بغيض !

إلتفت برأسه إليها و استنكر بتعجب .
دي او : كل هذه الشتائم بحقي ؟!
أومئت له عدة مرات و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يرى الدموع في عينيها ، ضحك ظناً منه أنها تخفي وجهها حتى تستلطفه إليها .

لف أصابعه حول معصميها ثم أبعد كفيها عن وجهها فرأى تلك الدموع التي تلطخه ، ما وجد نفسه إلا أنه نهض من مكانه ليكوب وجهها بين كفيه و يسترسل بالكلمات القلقة .
دي او : لماذا تبكين ؟ هل احزنتكِ بشيء قلته ؟

مسحت دموعها عن وجهها المكوب بكفيه ، لا يجب عليها أن تبدو في عينيه ضعيفة ، الأمر يجعل الشك يساور نفسه عن ماضيهما أكثر ، أرادت أن تشعره بالراحة بكلمات بلسمية رقيقة .
كريستين : أقسم لك أنني أحبك حباً لم أكن يوماً أصدق أنني قد أحمله لك في قلبي يوماً ، حبك أصبح حياتي و غايتي ، أريد منك أن تعدني بأن تصدقني و تحبني دوماً و أبداً ، هل ستفعل من أجلي ؟

أدارها إليه حتى وقفت أمامه ثم أجلسها على قدميه و انتهى حاضناً رأسها إلى صدره بعطف يمسح على خصلها بلطف ثم همس بصوته الهادئ و الذي رغم هدوئه إلا أنه عميق .
دي او : لا تقلقي يا عمري ، أنا أحبك أكثر مما تحبيني و لا تحتاجي مني وعداً ، فالوعود تقطع على ما يصعب الإلتزام به أما أنتِ فكل دنيتي ، فكيف أقطع على حبك وعداً ؟ أخبريني ؟

تبسمت بإطمئنان ثم أحاطت ذراعيه رقبته تدس نفسها في حضنه علها تدخل إلى داخل صدره و تتخذ مطرحها في قلبه و كأنها لا تدرك أنها تفعل ، بثت كلمات إمتنان و حب ثم استطردت .
كريستين : اليوم سأذهب برفقة ليليانا إلى المستشفى ، ستقوم هي بإجراء بعض الفحوصات و أنا سأستلم فحوصاتك الأخيرة .

أومئ لها موافقاً دون إستخدام اللغة الحلقية و اكتفى بالبصرية حيث وقعا في إتصال بصري بإبتسامة جميلة توسعت كلما طال .

..........................................


و في مشهد أخير ، وقفت عروس الموسم برفقة صديقتها التي طلبت منها أن ترافقها إلى وجهتها حتى تأخذ برأيها بما ستحضره من أجل زفافها ، يُعرف عن جازميت أنها صاحبة ذوق رفيع و راقي في إنتقاء الأشياء المناسبة و لطالما كانت أغراضها و هداياها مميزة .

انتظرتا أمام باب المنزل عريس الموسم حتى يقلهما لإنتقاء ثوب الزفاف و بدلته ، تململت جازميت بملل فلقد تأخر عن الموعد بعشرة دقائق .
جازميت : لقد تأخر شيومين ، و أنا تعبت من الوقوف ، لما لا ننتظره داخل المنزل ؟ سنعلم حال وصوله .

تجاهلتها روزلي و كأنها لم تستمع لها بل و كأن لا أحد يقف بجانبها و عيناها تراقبان الطريق بتطلع إلى وصوله ، طال الصمت لبضع دقائق أخريات الذي انقضى بصمت روزلي و مراقبتها للطريق و تأفأف الأخرى و تذمراتها ، حتى أنارت أضواء سيارة قادمة من الطريق المراقب فابتسمت روزلي بخجل حالما أدركت من يقود السيارة بينما جازميت نطقت بالتذمر لشيومين الذي سرح بجمال محبوبته التي تحاذيها
جازميت : شيومين . 

همهم دون انتباه فهو مشغول حقاً بإشباع عينيه من رؤيتها ، علت تذمراتها و هي تزجره بإنزعاج و صوت أعلى فهي تشعر بنفسها شفافة بالنسبة لهما .
جازميت : يا رجل ركز معي ، ستملها بعد زواجكما صدقني !

تحمحم كلاهما بخجل و نظراتهما قد ابتعدت لتصب في اتجاهات متضادة حرجاً ، أكملت مبتسمة و يداها تخط عشوائية في الهواء .
جازميت : و أخيراً سأجلس لقد مللت الوقوف و أنا أنتظر وصولك حضرة العريس .

هتفت و هي تصعد في السيارة في المقعد الخلفي بمرح .
جازميت : و أخيراً ... سننتقي الفستان و البدلة ثم أعود أدراجي للمنزل فأنا متعبة و أحتاج لنوم عميق .

أرادت أن تثرثر أكثر و لكن جسد الرجل الذي يجلس في جانبها بصمت ألجمها ، أومئت بالترحيب له في حرج ثم اعتدلت في مقعدها على استحياء بصمت ، تلعن نفسها في سرها على غبائها ، ضحكت روزلي بخفة لموقف صديقتها المحرج و زجرتها جازميت عبر المرآة بإنزعاج .

أحكم الجالس بجانبها إبتسامته بصعوبة بالغة حتى اخفضها تدريجياً و أخفاها في داخله و عيناه المبتسمة تنظر عبر النافذة ، و أخيراً تحمحم بعد ان سيطر على نفسه من ضحكاته المكتومة و إلتفت إليها ثم أردف بهدوء بعد أن تلاقت أبصارهما و تنافرت في حرج .
كريس : مر وقت طويل آنسة جازميت

تحمحمت في حرج فنبرته بثت شيء من السخرية ، همست بإجابة مقتضبة قطعت سير الحديث قبل أن يبدأ ، بدت باردة عندما تذكرت لقائها الأخير معهم في المسكن .
جازميت : لا أريد أن يتفرق الأخوة بسببي .

تنهد تحت أنفاسه مستشعر ملامتها لنفسها في خضم هذا الأمر ، لكن الملامون حقيقة لا هي و لا هم بل قلوبهم التي عشقت نفس الفتاة ، منذ ذلك اليوم و علاقته تزداد بروداً مع لوهان و تعقيداً مع تاو .

هو يبقى خازن للهم في قلبه و لا يفشي به لإحد متستراً بقناع من البرود و اللامبالاة ، تاو مشاكسته و مرحه مع الأصدقاء اصبح يلهيه عن التفكير بها في معظم أوقاته عدى وقت النوم ، و أما لوهان فبطبعه الحاد و تسلطه المرير لم يترك أمرها أبداً ، على الدوام يقدم التحذيرات و التنبيهات عن الإقتراب منها و إلا هو بالمرصاد .

...................................

سلااااااام

بارت طوييييييييييل اطول بارت في الرواية حد الآن ففي الوقت الذي أنتظر فيه تحقيق الشرط الذي تحقق منذ يومين كنت أكتب لكم .

تأخرت عليكم يومين اعتذر و لكن هذا البارت طويل جدا أتعلمون انه من 5000 كلمة حيث يعتبر هذا البارت عن خمس بارتات كما في العادة لذلك هذا تعويض .

استمتعو بجلسة على ألحان سكر مالح

البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت

1. رأيكم بكاي و تصرفه مع رافي ؟ بجبن رافي و خوفه ؟في الحقيقة التي أقر بها رافي ؟ ماذا سيكون موقف كاثرين حيال الآمر ؟ و كيف ستطور علاقة كاي و كاثرين خلال هذا كله ؟

2.رأيكم بتودد لاي لليليانا ؟ ماذا تظنون أن تكون الفحوصات التي ستجريها ليليانا ؟

3. رأيكم بتأثر سوهو في الأحداث الأخيرة ؟ و رد ماريا على ذلك ؟ ماذا تريد سالي من ماريا و بماذا ستحدثها ؟

4. رأيكم بشيومين و روزلي ؟ ماذا سيحدث في مربع الحب هذا ؟

5. رأيكم بتشانيول و ميرسي أريانا ؟ هل ستتحمل ميرسي أريانا كثيرا ؟ و إن اخبرته هل سيتفهمها أم يسيء الفهم ؟

6. رأيكم بدي او و كريستين ؟ هل ستعود ذاكرة دي أو ؟ و إن عادت أسيعود دي او سابق عهده أم يبقى كما هو يحبها ؟

7.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟

دمتم سالمين ❤
Love you ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «سكر مالح».
Коментарі