Chapter Fourteen
" جريحة الفؤاد "
كل ما يوغلكِ و يتوغل بكِ لي
أنفاسكِ لي
عِطركِ لي
مبسمكِ لي
أنوثتكِ لي
جمالكِ لي
و
كلكِ تخصيني
أنتِ كلكِ لي .
حانت ساعات ظهر اليوم التالي ، بينما تشانيول و ميرسي أريانا على نفس وضعيتهم نائمين ،هو ينام على صدرها و هي تحضتنه برفق ، فتح عينيه و قد شعر بها تحضنه بذراعيها الرقيقيم فابتسم .
تذكر أحداث البارحة و كل ما فعله بها ، صوت صراخها و نحيبها ما زال عالقاً في مسامعه ، صورة وجهها المُحمر ألماً ، نظراتها الخائفة ، و دفعاتها له حتى تحمي نفسها منه كلها أمام نظره ، نظر لها بأسف يتغلغل به و يقطع قلبه .
تنهد و حاول أن يبدأ معها من جديد منذ اليوم فهو يحترق من الداخل كلما تذكر كيف أخافها
، كيف دفعها ، و كيف شدها من شعرها الذي لطالما عشق رائحته و ملمسه ، الذي لطالما توسده .
أغمض عينيه قليلاً يخاول دفع ندمه جانباً قليلاً إلى أحد حواف قلبه ، نظر لها مبتسماً ثم إعتلاها بخفة دون أن تشعر بحركته ، أخذ يقبل ملامح وجهها الرهيفة برقة شديدة .
تحركت هي بإنزعاج على إثر قبلاته التي تزعج نومها ، تمتمت بنعاس دون أن تفتح عيناها علّه يتركها تنام بهدوء .
ميرسي أريانا : تشانيول دعني قليلاً أنام .
هو كان أعند من يستمع لها فقد نطق مبتسماً بصوت مُحبب بينما يمرر شفاهه على وجنتيها .
تشانيول : أنها الواحدة ظهراً ، لقد نمتِ كثيراً بالفعل .
فتحت عيناها بسرعة و بتفاجئ عندما خرج عقلها من سباته و حلل و فهم ما قاله .
ميرسي أريانا : ماذا تقول ؟! حقاً ؟!
ضحك هو بخفة ثم أومئ لها مبتسماً .
تشانيول : نعم ، و الآن هيا لنستحم معاً قبل أن تعارضي ثم سنخرج لنتناول الفطور في أحد المطاعم و بعدها سنتجول حول المدينة .
تذكرت أحداث الأمس هي لتسير رعشة خوف بجسدها لتردف بتوتر .
ميرسي أريانا : لا ، لا أريد تشانيول ، دعنا نبقى هنا .
أستدرك تشانيول أفكارها و فهم مقصدها من خلف كلماتها المتوترة هذه ليتنهد بضيق ، أردف بعدما قد أختفت الإبتسامة من على شفتيه
تشانيول : لماذا ؟ ألم تسامحيني بعد ؟ ظننتكِ سامحتني !
أسرعت هي بضمه إلى صدرها بعدما نفت سريعاً ، مررت أناملها بين خصلات شعره تسرحه بينما تكلمه بهدوء .
ميرسي أريانا : بل أنا سامحتك ، أنا فقط خائفة إن تعرضنا لموقف كموقف البارحة ، أخاف أن يحدث شيئ سيئ مجدداً .
نطق و قد شعر بحنانها و حبها اللامتناهين و اللامحدودين نحوه ليقول .
تشانيول : لا لن يحدث أعدك حسناً ؟
تنهدت بثقل ثم أومأت له تراضيه ، لكنها حقاً من الداخل لا تريد الذهاب .
ميرسي أريانا : حسناً كما تريد .
رفع رأسه عن صدرها لينظر إلى وجهها قائلاً بإبتسامة .
تشانيول : هيا أريني إبتسامتكِ .
إبتسمت بخجل ليقبل فمها سريعاً ، خرجت هي من طور الصدمة في لحظات قليلة لتبادله و تحيط عنقه بذراعيها ، هي نوعاً ما إعتادت على جموح شخصه .
خرج كلاهما بعدما أنتهيا من تحضير نفسيهما ،
نطقت بمرح بينما يقطعاتن الطرقات و أيديهما متشابكة .
ميرسي أريانا : أين سنذهب ؟!
إبتسم ليبعثر شعرها بخفة قائلاً .
تشانيول : سنذهب لنتناول الفطور ثم سنفكر أين سنذهب .
قفزت أمامه بتشوق تقترح عليه بحماس و إبتسامتها تملئ شدقيها .
ميرسي أريانا : أنا أريد أن نقرر أين سنذهب .
قهقه بخفة ثم أحتضنها إلى جانبه يحدثها بلطف .
تشانيول : حسناً كما تريدين .
دخلا إلى أحد المطاعم التي تطل على البحر و يا لمساوئ الصدف ! رأت ميرسي أريانا نفس مجموعة شباب منذ البارحة ، توترت هي بينما تتمسك بذراع تشانيول بيدها الحرة ، شعرها تضغط على ذراعه لينظر إليها ثم إلى ما تنظر إليه .
ميرسي أريانا : تشانيول إنهم هنا .
أردف بإنزعاج بينما يقطب حاجبيه ، بدى يوبخها على خوفها منهم و هي معه ، هو لا يريدها أن تخاف من أحد و هي تعلم أنها تحت جناحيه يحميها و لا يسمح لنسمة الهواء أن تؤذيها .
تشانيول : و لماذا أنتِ خائفة ؟! تعالي لنفطر ثم سنخرج بسلام و إن سمعتهم يقولون شيئاً عنكِ سأقتلهم .
أردفت هي تتوسله علّه يستجيب لها .
ميرسي أريانا : حبيبي دعنا نحظى بيوم لطيف ، دعنا نخرج من هنا أرجوك .
رفض بقوة و قد إحتدت عينيه
تشانيول : لا !
أصرّت عليه ترجوه .
ميرسي أريانا : أرجوك أرجوك !
أردف بصرامة بينما ينظر لها بحدة أخافتها و جعلتها تصمت .
تشانيول : قلت لا يعني لا .
تنهدت و قد إستيلمت ثم أنكست رأسها للأسفل ، هي خائفة ، خائفة أن يلقوا عليها كلاماً مجدداً كالبارحة فيحدث شجار جديد ، أو يحاولون الإنتقام من تشانيول على ضربه لهم البارحة فوجوههم حقا مهشمة بشكل يثير الشفقة !
دعت الله بداخلها أن يكونوا جبناء كفاية و أن لا يتجرأون على أفتعال المشاكل مع زوجها ، لاحظ تشانيول هالتها الحزينة تلك و كيف تبدو متوترة و خائفة منه ، وضع أصابعه أسفل ذقنها و رفع وجهها إليه ثم قبل جبينها و نظر في عينيها بجدية ، أخذها من يدها ثم جلسا على طاولة بعيدة عنهم كي لا يتغزلوا بها مرة أخرى .
أردف بإبتسامة محاولة منه لينسيها الأمر .
تشانيول : ماذا أطلب لكِ ؟
لكنها رفضت بحزن دون أن تنظر إلى عينيه التي ستخيفها بالتأكيد .
ميرسي أريانا : لا أريد .
تنهد هو بضجر ثم أردف بحدة يهددها .
تشانيول : ميرسي أريانا .
رفعت وجهها إليه سريعاً و نظرت إليه بعينين ذابلتين ثم بررت له بخوف جعل مشاعره نحوها تهتز .
ميرسي أريانا : أريد طبقاً ليس موجود هنا .
رفع حاجبه ثم تسآل بتعجب .
تشانيول : ما هو ؟!
حكت مؤخرة رقبتها بإرتباك بينما تبتسم بحرج لتقول .
ميرسي أريانا : لا أظنك تعرفه لكني أعرف مكان يقدم هذا الطبق ، دعنا نذهب لتناوله .
آمال برأسه قليلاً إلى الجانب رافعاً حاجبه يناظرها بشك .
تشانيول : هل تفعلين هذا لكي نذهب من هنا ؟
نفت برأسها سريعاً بينما تبرر بلطف
ميرسي أريانا : لا أنا حقاً أشتهيه ، دعنا نذهب إلى هناك ، لو سمحت .
أومئ لها موافقاً .
تشانيول : حسناً هيا بنا .
وقفت سريعاً هاتفة بسعادة بينما تجره من يده للخارج و هو يقهقه عالياً
تشانيول : حسناً ، ألهذه الدرجة تريدين تناول هذا الطبق !
أومئت له بلطف بينما إبتسامة سعيدة ترفع شفتيها .
ميرسي أريانا : نعم ، لأنني أخر مرة تناولته في منزل عائلتي ، عندما نعود إلى كوريا سأتصل بأمي لكي تعلمني أياها .
نظر لها بطرف عينه بشك ليقول .
تشانيول : أنكِ تتصلين بخالتي يومياً ، لماذا لم تطلبي منها أن تعلمكِ أياها مُسبقاً ؟
أردفت بخجل هي بينما تحك مؤخرة رأسها .
ميرسي أريانا : إنني أنسى الطريقة .
قهقه بخفة و قد حضنها مجدداً بينما يمشيان .
تشانيول : حسناً حسناً .
و صلا إلى المكان المقصود بعد أن دلته هي على الطرق ، طلبت من النادل بإبتسامة ذلك الطبق الذي تتلهف عليه .
ميرسي أريانا : أريد طبقين من لفائف الدجاج لو سمحت و كأسين من الكولا .
تحمحم النادل خجلاً ثم أومئ و ذهب مرتبكاً فوجهها حسن كفاية ليضيع في تفاصيله و زوجها وحش كفاية ليقتله أن لاحظ نظراته لها.
" حسنا سيدتي "
إنتظرا لدقائق قُضَت في الحديث حتى أتى الطبقان ، وضعهما النادل و أنصرف لتشير ميرسي أريانا له بعينيها أن يتذوقها أولاً ، فعل بينما هي تنظر له بفضول تراقب ردة فعله .
ميرسي أريانا : ما رأيك ؟!
إبتسم بخفة ليتحدث بهدوء .
تشانيول : لذيذة عليكِ أن تسألي خالتي عن الطريقة لأنني سأطلبها منكِ في المستقبل .
إبتسمت له ثم عدلت جلستها لتتناول طعامها .
ميرسي أريانا : بالهناء و شفاء حبيبي ، بالمناسبة ؛ أريد أن نذهب بعدها للملاهي ثم إلى حديقة الحيوانات ثم نذهب لحديقة في مكان هادئ جميل يطل على البحر .
نظر لها بعيناديه المتوسعتين مستنكراً .
تشانيول : كل هذا ؟!
أومئت له بلطف بطريقة لا تجعله يقاوم حلاوتها .
ميرسي أريانا : نعم .
زفر أنفاسه لفرط المشاعر ثم أومئ لها متنهداً .
تشانيول : حسناً كما تريدين ، هيا نذهب .
نفت برأسها بقوة تقول بإندفاع .
ميرسي أريانا : لا ، دعني أكمل طبقي .
قهقه على طفوليتها المفاجئة ثم همس بتحبب .
تشانيول : حسناً ، كُلي عزيزتي .
أنهت طبقها بعد دقائق بينما هو يراقبها بوجه بشوش ثم ذهبت إلى دورة المياه لتغسل يداها و تعدل مكياجها و ثيابها ، رن هاتفها قبل أن تخرج من قبل رقم مجهول ، إستعجبت هي الأمر و لكنها ردت بتوجس على الإتصال الدولي من كوريا .
ميرسي أريانا : نعم ؟!
أتاها صوت شاب بدى مألوفاً جداً بالنسبة لها لكنها لم تستطع تحديد هوية صاحبه .
جونغ كوك : مرحباً جميلتي .
أردفت برسمية و نوت الإغلاق في وجهه .
ميرسي أريانا : أسفة مخطئ .
ردعها صوته عن الإغلاق بوجهها قائلاً بإستنكار .
جونغ كوك : ألستِ ميرسي أريانا ؟
ردت على سؤاله بسؤال متجاهلة سؤاله هو
ميرسي أريانا : من أنت ؟!
أردف بوقاحة و جراءة مقصودة جعلتها تفور غضباً .
جونغ كوك : لا يهم من أنا ، المهم ما أردت أن أقوله لكِ ، أنتِ ستكونين لي أنا و ليس هو ، أنتِ لي ، أنا أحق منه بكِ .
أثارت حنقها كلاماته الوقحة لتردف هي بغضب .
ميرسي أريانا : اسمع يا هذا ، تفاهاتك هذه أذهب و قلها لغيري ، أنا متزوجة الآن و أنا ملك لزوجي فقط ، أحبه و يحبني و لن تستطيع أن تهدم ما بيننا بكلماتك التافهة هذه ، لا تحاول أكثر بعد محاولتك الفاشلة يوم زفافي .
أردف بإعجاب عندما أدرك أنها عرفته .
جونغكوك : ذكية لذلك أحبك .
تنهدت بغضب ثم أغلقت الهاتف بوجهه ، أسندت ذراعيها على الحوض ثم نظرت نحو نفسها بالمرآة .
" يا ترى من هذا الذي يتلاعب بي ؟ أخاف أن أقول لتشانيول لأنني متأكدة وقتها أنه سيسحب الهاتف مني بأفضل الظروف "
تنهدت ثم غسلت يداها ، عدلت مكياجها ، ثم خرجت و كأن شيئاً لم يحدث ، خرجا من المطعم متوجهين لمدينة الملاهي المقصودة ، ما إن دخلا حتى لفت إنتباهها بائع غزل البنات يقف في أحد الزوايا فأردفت بطفولية .
ميرسي أريانا : أريد أن ألعب بجميع الألعاب ، أريد غزل البنات أيضاً .
قهقه بخفة ليقول مستنكراً
تشانيول : و هل أنا تزوجت طفلة ؟!
أومئت برأسها سريعاً قائلة و قد أبرزت شفتيها بدلع .
ميرسي أريانا : نعم أنا طفلة ، أريد غزل البنات.
قبل جبينها مبتسماً ، فكر لو أنهما ليس في مكان عام لألتهم بروز شفتيها إلتهاماً لشدة جمالها ، من حظها أنهما بين حشد عظيم من الناس .
تشانيول : حسناً سأشتري لكِ من كل ما تراه عيناكِ ، سعيدة ؟
أومئت له سريعاً ، ذهب و إشترى لها و له بعد إصرارها غزل البنات ، مضى الوقت و هما يستمتعان بالجوار .
..............................................
في مكان آخر ، إيزابيلا لاحظت أفعال كاثرين الغريبة و عودتها للإنعزال من جديدفذهبت لتكلم كريستين التي تنوب عن ميرسي أريانا بغيابها ، أردفت بتوتر بعدما دخلت إليها في غرفتها و جلست بجوارها على السرير .
إيزابيلا : كريستين ، أن كاثرين غريبة هذه الفترة .
تنهدت كريستين ثم أردفت بهدوء بعدما أومئت .
كريستين : أنني ألاحظ هذا الأمر ، دعينا نذهب إليها أنا و أنتِ و ماريا كونها الأقرب لها بعد ميرسي أريانا و لنرى ما حالها الآن فهي ترفض أن تدخل أحد إلى غرفتها .
أومأت لها إيزابيلا بينما تقف .
إيزابيلا : حسناً هيا بنا إذاً .
ذهبن إلى غرفتها ثلاثتهن ثم طرقن بابها ، هي لم ترد هذه حركة مألوفة عليهن ، قامت كريستين بفتح الباب و دخول إليها دون إذن .
لكن ، ما هذا ؟! علقت صور رافي في كل مكان ، صوت مشغل الصوت يعلو بألحان أغاني بائسة تسمعها كل ما إفتقدت حبيبها ، ليس هذا فقط إنما هي لا ترتدي شيء على جسدها سوى ملابسها الداخلية فقط !
هذا يعني شيء واحد إنها عادت كما كانت بائسة ، الفتيات الثلاث ينظرن لهالتها البائسة في خضم أجواء هذه الغرفة المظلمة بأسى .
تعب ميرسي أريانا عليها إندثر ، كلام الأطباء النفسيين لها إنحدر ، رغبتها بالعودة كما كانت سابقاً إنطمرت ! فها هي تعود كما كانت بائسة حزينة .
جلست كريستين بجانبها على السرير بينما تمعن النظر بما يظهر عليها من حالتها البائسة ، حدثتها كريستين بنبرة لائمة رغم هدوئها .
كريستين : ما هذا ؟! لماذا لا ترتدين شيئاً ؟!
أدارتها إليها من كتفيها لتهزها بخفة بينما الأخرى تنظر للفراغ لا تنظر إلى وجه صديقتها ، شعور باللوعة ملئ كريستين دفعها أن تقول .
كريستين : لا تفعلي هذا مجدداً ، ألا تعرفين كم نعاني جميعاً بسبب حزنكِ ذلك ، أرجوكِ عزيزتي يكفي هذا ، هل ستضيعين عمرك و تسرفين شبابك هكذا ؟!
نطقت أخيراً بإنغماس و نبرة هادئة رغم بؤسها بينما نظراتها مثبته على اللا شيء .
كاثرين : الجميع يظنني رخيصة ، سهلة المنال و كأنني ساقطة ، أنا عبء عليكن و على ميرسي أريانا أنا أعرف ذلك ، لذا أنا لا أريد سوى أموت لأرتاح و أريحكم مني .
جلست بجانبها إيزابيلا ثم زحرتها بنبرة غاضبة إيزابيلا توبخها على كلماتها الأخيرة تلك .
إيزابيلا : غبية أنتِ ؟ كيف تفكرين هكذا ؟ أجيبي ! لا أنتِ حقاً مغفلة و عديمة النفع كما تقولين ، أتظنين أنكِ الوحيدة التي مرت بصعوبات الحياة و ظروفها القاسية ، أنكِ الوحيدة التي بكت ، خافت ، و يأست ، أنظري إلي ، إلى فكتوريا ، و إلى ماريا ، جمعينا قد مررنا بظروف صعبة فهرتنا و لكن كنا أقوى منا
و ها نحن نسند أنفسنا .
نظرت لها كاثرين بنظرة قد أستعجبتها الأخيرة بينما دموعها قد سالت على وجهها بالفعل .
كاثرين : أنتِ لكِ بيكهيون أنا ليس لي أحد .
تنهدت ماريا التي كان الصمت يلتهمها في الزاوية ثم تقدمت لتجلس بجانبها ، وضعت هي كفيها كتفي كاثرين بعطف ثم همست بنبرة حنون .
ماريا : ماذا عنا ؟ ألا تهتمي لأمرنا ؟ أرحمينا أن كنتِ لا تريدين أن ترحمي نفسِك ، نحن بحاجتك كاثرين .
نظرت إليها كاثرين ثم همست و الدمع يحرق وجهها .
كاثرين : سأقتل نفسي و أريحكم من عبئي و أرتاح أنا مني ، أنا بالفعل قد حاولت أن أصمد لأجلكن لكنّي لم أستطع ، لم أنجح ، لكنّي سأكرّ الكرّة و سأعيدها حتى أنجح و أخلص نفسي من قوقعة ظلامي و أخلصكم مني .
إختنقت ماريا بدمعة ثم صرخت بها بين دموعها و شهقاتها المريرة ، تلك الكلمات وقعت على مسامعها و كأنها سكاكين ، هي لا تستطيع أن ترى صديقتها بل أختها بهذه الحالة دون أن تفعل شيء ، لطالما كنّ عشر فتيات كجزء واحد لا يتجزأ و هذا الجزء لا يستطيع خسارة أحداهن و إلا أنحل و تلاشى
ماريا : أهذه وعودكِ لنا ؟ أهذه نتيجة تعبنا عليكِ ؟ أهكذا تجازين ميرسي أريانا التي قضيتِ شهوراً تنامين على صدرها بينما هي لا تناله و لو لدقيقة لأجل راحتك ؟ هي كانت تموت قلقاً عليكِ كانت تُبكي حالكِ بكاءً مريراً ، أهذا جزاء المعروف ؟ قتل نفسِك ؟ أشعري بها هي على الأقل ! يا لكِ من ظالمة ! ظلمتِ نفسِك ، ظلمتِنا ، و ظلمتِ ميرسي أريانا ، نحن لن نسامحك إن تسببتِ لنفسكِ بالأذى ، لن نسامحك ، أنا أعرف أن هناك شيئاً ما بينك و بين كاي .
صرخت بها كاثرين بغضب و بنبرة قوية عالية.
كاثرين : لا تذكرينه أمامي يا ماريا .
ما عادت تستطيع كريستين البقاء على حالتها من الصمت بحكم أنها المسؤولة عن الفتيات بغياب ميرسي أريانا، حدثتها بنبرة قوية .
كريستين : أتعلمين ؟ سأذهب له و سأعرف ماذا حصل بينكما .
نفت كاثرين برأسها و همست بجنون .
كاثرين : لا يحق لكِ ! لا يحق لكنّ ! فقط ميرسي أريانا يحق لها أن تفعل ! لا أحد يحق له أن يتدخل بسلوكي سِواها !
تنهدت بغضب ساخر ثم همست .
كريستين : لا أضمن أن تبقي عاقلة حتى تعود ميرسي أريانا و تفعل هذا بنفسها ، لقد سلمتني أمركِ بالفعل عندما سافرت مع زوجها و أخبرتني أن أفعل ما أراه مناسباً و ما سأفعله مناسب جداً ، ما رأيكِ أن أتصل بها و هي عروس و أفسد سعادتها مع زوجها بسببكِ ؟
إلتفت لتخرج من غرفتها و تبعها الفتاتين دون أن تنبس الأخيرة بحرف ، خرجن من عندها
بينما يسمعن صوت بكائها في الداخل ، تنهدت
كريستين ثم همست بجدية .
كريستين : سأذهب لمسكن الشباب ، أريد أن أعلم ما الذي حدث .
أومأت لها إيزابيلا تجهز نفسها لذهاب مع كريستين .
إيزابيلا : حسناً ، هيا بنا ، سأذهب معكِ .
توترت ماريا أثناء إنشغال الفتاتين لتنطق بصوت خفيض متوتر .
ماريا : هل أستطيع أن أبقى أنا هنا ؟
نظرت لها كريستين ثم تنهدت لتومئ لها و تبتسم ، مسحت على شعرها بلطف ، هي تتفهم حالتها .
كرستين : أبقي هنا و أنتبهي على نفسكِ أنتِ و الفتيات .
أومأت لها بإبتسامة صفراء مزيفة قبل أن تغادر برفقة إيزابيلا .
ذهبتا بسيارة كريستين إلى وجهتهن حيث مسكن الفريق و عندما وصلتا فتح لهنّ بيكهيون صدفة الباب بعد أن قرعن جرسع ليردف بتعجب.
بيكهيون : ماذا تفعلنّ هنا بهذا الوقت ؟
بدت إيزابيلا غاضبة عندما أجابته بإقتضاب .
إيزابيلا : ستعلم الآن .
أومئ لها و أبتعد عن الباب ليدلفن إلى المنزل حيث الأعضاء يجلسون .
أردفت كريستين بجدية عندما طلت عليهم و وجدت ضالتها بينهم .
كريستين : كاي نريد أن نتحدث معك .
أردف بتعجب بينما يشير على نفسه
كاي : أنا ؟ نعم بالتأكيد .
أردفت إيزابيلا بهدوء مبطن بالكثر من الكلام .
إيزابيلا : آسفة يا شباب لكن تستطيعون تركنا وحدنا و أنت بيكهيون أيضاً .
حالما أرادو الإستقامة و الذهاب أردف كاي بهدوء يمنعهم .
كاي : تستطيعين أن تتحدثي بما شأتِ أمام أصدقائي فأنا لا أخفي شيئاً عنهم .
أومأت له كريستين بلامبالاة لتقول .
كريستين : ما دمت لا تمانع لا بأس بالنسبة لنا ، الأمر أننا أردنا أن تبقى صورتك نقية في أعين أصدقائك .
إستطردت إيزابيلا على كلام كريستين جاعلة من الأعضاء ينظرون لها بتعجب حتى بيكهيون
فلطالما كانت لطيفة بالتعامل ، لكنهم إستنتجوا أن هناك أمراً خطير قد حدث يجعلهن باردتين هكذا .
إيزابيلا : ما الذي بينك و بين كاثرين ؟
تنهد كاي ثم أستند على الكنبة بملل ليردف بلامبالاة .
كاي : هل يجب علي أن أجيب الآن ؟
هدرت إيزابيلا بعصبية قلة صبر .
إيزابيلا: أتسبب المشاكل و تثير الفوضى ثم تخرج و كأنك لم تفعل شيء ؟!
أردف بيكهيون بتعجب و هو ينظر لها بعينيه المدهوشتين ، فهو لأول مرة يرى حبيبته غاضبة و صلبة بهذا الشكل الغريب .
بيكهيون : إهدئي إيزابيلا و أنت كاي تكلم ماذا فعلت ؟
أردف كاي بحدة متجاهلاً سؤال بيكهيون .
كاي : لماذا لا تسألونها هي عما حدث بيننا ؟
تنهدت كريستين بغضب لتردف بحدة بينما تحاول السيطرة على إنفعلاتها فكاي جداً مستفز ، أنه يرتكب ذنبه ثم ينكره و بعين قوية.
كريستين : أجب على السؤال لا ترد بسؤال أخر.
وقف كاي بغضب ، صرّ أسنانه قبل أن يرفع سبابته عليهن و يهمس بحدة .
كاي : لن أقول لكنّ شيء .
وقفت إيزابيلا مثلما فعل هو ثم صاحت به بينما دموعها فعلياً قد خرجت من عينيها .
إيزابيلا : أتعلم أنها بسببك حاولت الأنتحار اليوم ؟ لقد كدنا أن نخسرها بسبب ألاعيب الأطفال التي إفتعلتها .
تنفست بقوة لتتابع بنبرة لائمة حاولت من خلالها أن تشعره بالذنب و لو مقدار نُتفة .
إيزابيلا : أتعلم كم تعبنا من أجلها و كم بذلت ميرسي أريانا جهداً عظيماً لتغييرها ؟ أنت بالتأكيد لا تعلم فكل ما يهمك هو رغباتك اللعينة ، أنت أناني بما فيه الكفاية لتحجب بصيرتك عن حالتها النفسية المكشوفة للعيان .
أشارت إليه بسبابته تحدثه بنبرة قوية كما فعل قبل قليل .
إيزابيلا : بسببك عادت هي إلى تلك الحالة التي بقينا سنين و نحن نحاول إخراجها منها ؟ تكلم يا كاي و إلا لن نسمح لك برؤيتها ما دمنا أحياء
و سنحاسبك قضائياً بتهمة الإعتداء و أنت تعلم أن كل نجوميتك ستندثر إن نحن فعلنا ذلك .
تفاجئ جميع الحاضرون و أخذ ينظرون لكاي بتهويل ، وقف بيكهيون بمحاذاة خطيبته ثم ربت على كتفها قائلاً .
بيكهيون : أهدئي إيزابيلا ! ما بكِ ؟!
ثم التفت لكاي يحدثه بنبرة غليظة بنفاذ صبر .
بيكهيون : و أنت تحدث و إلا قتلتك الآن .
تنهد كاي فهو في موقف لا يحسد عليه أبداً ، فلا حل أمامه سوى البوح عما في جعبته .
كاي : لقد أعترفت بحبي لها و هي رفضتني .
إبتلعت كريستين جوفها بتوتر لتحثه على المتابعة .
كريستين : ماذا ؟! و ماذا أيضاً ؟
توتر قليلاً ليجيبها .
كاي : فقط هذا .
أردفت كريستين بحدة و قد تفجع غضبها و قريباً سيعج صراخها المكان إن ما تحدث ذلك الجماد
كريستين : لا تكذب !
رفع بصره إليها ببرود ثم همس .
كاي : و لمَِ سأكذب ؟
تشردقت بسخرية لترد عليه بإبتسامة مستهزئة.
كريستين : ليس و كأنك أول من يعترف لها بحبك ، لقد توسلوها سابقاً ، أنا متأكدة أنك فعلت شيئاً لها .
تنهد هو و شعر أنه بحاجة لإخبارهن بالأمر ليس لأجله بل لأجلها ، إن كان وضعها خطير و هو لا يدرك مدى ذلك لذا يفضل أن يحلّن الأمر بأنفسهن رغم أنه المتسبب .
كاي : لقد تهجمت عليها و أخبرتها أنني سأتزوجها من دون إرادتها .
تنهدت إيزابيلا بغضب ثم همست بثوران .
إيزابيلا : تهجمت عليها ؟! ماذا قالت لك ؟!
أردف و قد شاب صوته شيء من الحزن ، كلما تذكر كلماتها شعر بأن نصل حارقاً قد طعن قلبه .
كاي : قالت أنها تحب شاب أخر و أرتني وشماً على يدها يحمل أسمه .
أردفت كريستين بهدوء بعدما تنهدت .
كريستين : رافي مات منذ زمن .
رفع كا بصره إليها سريعاً .
كاي : ماذا ؟!
تدخل بيكهيون بفضول .
بيكهيون : ماذا تعنين ؟!
همست إيزابيلا بهدوء و هي تستذكر ما تعرفه.
إيزابيلا : رافي حب كاثرين منذ الطفولة ، كانا معاً في نفس الحضانة ، الروضة ، و المدرسة الأبتدائية ، الإعدادية ، و الثانوية ، حتى مدة حبهم تجاوزت الخمسة عشر عاماً بالفعل ، يعرفان بعضهما منذ الحضانة ، قررا بعد أن ينهيا الثانوية معاً أن يتزوجا و فعلاً حضرا تحضيرات الزفاف معاً ، و في يوم الزفاف أثناء قدومه إلى قاعة الإحتفالات وقع حادث و غرقت سيارته بالنهر و لم يتم العثور على جثته ثم أكدوا أن الأسماك أكلته ، كانت هي بأنتظاره ليزفها والدها له لكن زف خبر و فاته و أنقلب الفرح حزن ، دخلت هي بعد ذلك في حالة نفسية متأزمة ، أصبحت تعلق صوره في كل مكان ، ترتدي ثياب شبه عاريه ، لقد أصبحت غريبة جداً ، تعرف أنه مات لكنها لا تقتنع بذلك ، جاهدت ميرسي أريانا لإخراجها من هذه الحالة و نجحت بعد عناء طويل ، بكلام فارغ منك أعدتها كما كانت .
تذكر هالتها الحزينة عندما أخبرته عن الرجل الذي يحبها ليهمس بندم .
كاي : أنا أسف ، أعطوني فرصة لأكلمها .
نظرت نحوه بتعجب لتردف متسآلة .
كريستين : أنت تريد أن تتزوجها رغم معرفتك بذلك ؟
أومئ لها كاي برأسه قائلاً .
كاي : نعم .
أومئت له كريستين ثم أردفت بإحتدام .
كريستين : إذن أسمح لك بالحديث معها دون أن تخيفها و إن وافقت عليك أكلم ميرسي أريانا لأجلك .
هتف سيهون بإبتسامة مطمئنة .
سيهون : هذا جيد !
تبسمت كريستين بخفة لتحدث كاي .
كريستين : تعال غداً و حدثها و إن أردت خذها لمكان لطيف .
وافق كاي سريعاً بينما بالفعل أفكاره شيطانية تلك التي تدور برأسه و ليست وردية لطيفة كما يظنون ، الرجل ميت لذا لا سبب يمنعه عنها ، هو يريدها و انتهى .
...................................
سلااام يا رفاق
تفاعلكم يعكس إهتمامكم أو عدمه
1. ما سبب طفولية ميرسي أريانا المفاجئة ؟ أهو جانب من شخصيتها قد طفا ؟ أم لإنها تفعل ذلك لتتناسى فعلة تشانيول معها ؟
2. رأيكن بقصة كاثرين ؟ و هل الأمر يستدعي الأمر تدهور حالتها النفسية ؟
3. رأيكم بصلابة إيزابيلا الغير معهودة ؟
4. هل كريستين حقا على قدر المسؤولية التي حملتها أيها ميرسي أريانا ؟
5. لماذا خافت ماريا من الذهاب إلى مسكن إكسو ؟
6. ما هي يا ترى نوايا كاي الشريرة ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
كل ما يوغلكِ و يتوغل بكِ لي
أنفاسكِ لي
عِطركِ لي
مبسمكِ لي
أنوثتكِ لي
جمالكِ لي
و
كلكِ تخصيني
أنتِ كلكِ لي .
حانت ساعات ظهر اليوم التالي ، بينما تشانيول و ميرسي أريانا على نفس وضعيتهم نائمين ،هو ينام على صدرها و هي تحضتنه برفق ، فتح عينيه و قد شعر بها تحضنه بذراعيها الرقيقيم فابتسم .
تذكر أحداث البارحة و كل ما فعله بها ، صوت صراخها و نحيبها ما زال عالقاً في مسامعه ، صورة وجهها المُحمر ألماً ، نظراتها الخائفة ، و دفعاتها له حتى تحمي نفسها منه كلها أمام نظره ، نظر لها بأسف يتغلغل به و يقطع قلبه .
تنهد و حاول أن يبدأ معها من جديد منذ اليوم فهو يحترق من الداخل كلما تذكر كيف أخافها
، كيف دفعها ، و كيف شدها من شعرها الذي لطالما عشق رائحته و ملمسه ، الذي لطالما توسده .
أغمض عينيه قليلاً يخاول دفع ندمه جانباً قليلاً إلى أحد حواف قلبه ، نظر لها مبتسماً ثم إعتلاها بخفة دون أن تشعر بحركته ، أخذ يقبل ملامح وجهها الرهيفة برقة شديدة .
تحركت هي بإنزعاج على إثر قبلاته التي تزعج نومها ، تمتمت بنعاس دون أن تفتح عيناها علّه يتركها تنام بهدوء .
ميرسي أريانا : تشانيول دعني قليلاً أنام .
هو كان أعند من يستمع لها فقد نطق مبتسماً بصوت مُحبب بينما يمرر شفاهه على وجنتيها .
تشانيول : أنها الواحدة ظهراً ، لقد نمتِ كثيراً بالفعل .
فتحت عيناها بسرعة و بتفاجئ عندما خرج عقلها من سباته و حلل و فهم ما قاله .
ميرسي أريانا : ماذا تقول ؟! حقاً ؟!
ضحك هو بخفة ثم أومئ لها مبتسماً .
تشانيول : نعم ، و الآن هيا لنستحم معاً قبل أن تعارضي ثم سنخرج لنتناول الفطور في أحد المطاعم و بعدها سنتجول حول المدينة .
تذكرت أحداث الأمس هي لتسير رعشة خوف بجسدها لتردف بتوتر .
ميرسي أريانا : لا ، لا أريد تشانيول ، دعنا نبقى هنا .
أستدرك تشانيول أفكارها و فهم مقصدها من خلف كلماتها المتوترة هذه ليتنهد بضيق ، أردف بعدما قد أختفت الإبتسامة من على شفتيه
تشانيول : لماذا ؟ ألم تسامحيني بعد ؟ ظننتكِ سامحتني !
أسرعت هي بضمه إلى صدرها بعدما نفت سريعاً ، مررت أناملها بين خصلات شعره تسرحه بينما تكلمه بهدوء .
ميرسي أريانا : بل أنا سامحتك ، أنا فقط خائفة إن تعرضنا لموقف كموقف البارحة ، أخاف أن يحدث شيئ سيئ مجدداً .
نطق و قد شعر بحنانها و حبها اللامتناهين و اللامحدودين نحوه ليقول .
تشانيول : لا لن يحدث أعدك حسناً ؟
تنهدت بثقل ثم أومأت له تراضيه ، لكنها حقاً من الداخل لا تريد الذهاب .
ميرسي أريانا : حسناً كما تريد .
رفع رأسه عن صدرها لينظر إلى وجهها قائلاً بإبتسامة .
تشانيول : هيا أريني إبتسامتكِ .
إبتسمت بخجل ليقبل فمها سريعاً ، خرجت هي من طور الصدمة في لحظات قليلة لتبادله و تحيط عنقه بذراعيها ، هي نوعاً ما إعتادت على جموح شخصه .
خرج كلاهما بعدما أنتهيا من تحضير نفسيهما ،
نطقت بمرح بينما يقطعاتن الطرقات و أيديهما متشابكة .
ميرسي أريانا : أين سنذهب ؟!
إبتسم ليبعثر شعرها بخفة قائلاً .
تشانيول : سنذهب لنتناول الفطور ثم سنفكر أين سنذهب .
قفزت أمامه بتشوق تقترح عليه بحماس و إبتسامتها تملئ شدقيها .
ميرسي أريانا : أنا أريد أن نقرر أين سنذهب .
قهقه بخفة ثم أحتضنها إلى جانبه يحدثها بلطف .
تشانيول : حسناً كما تريدين .
دخلا إلى أحد المطاعم التي تطل على البحر و يا لمساوئ الصدف ! رأت ميرسي أريانا نفس مجموعة شباب منذ البارحة ، توترت هي بينما تتمسك بذراع تشانيول بيدها الحرة ، شعرها تضغط على ذراعه لينظر إليها ثم إلى ما تنظر إليه .
ميرسي أريانا : تشانيول إنهم هنا .
أردف بإنزعاج بينما يقطب حاجبيه ، بدى يوبخها على خوفها منهم و هي معه ، هو لا يريدها أن تخاف من أحد و هي تعلم أنها تحت جناحيه يحميها و لا يسمح لنسمة الهواء أن تؤذيها .
تشانيول : و لماذا أنتِ خائفة ؟! تعالي لنفطر ثم سنخرج بسلام و إن سمعتهم يقولون شيئاً عنكِ سأقتلهم .
أردفت هي تتوسله علّه يستجيب لها .
ميرسي أريانا : حبيبي دعنا نحظى بيوم لطيف ، دعنا نخرج من هنا أرجوك .
رفض بقوة و قد إحتدت عينيه
تشانيول : لا !
أصرّت عليه ترجوه .
ميرسي أريانا : أرجوك أرجوك !
أردف بصرامة بينما ينظر لها بحدة أخافتها و جعلتها تصمت .
تشانيول : قلت لا يعني لا .
تنهدت و قد إستيلمت ثم أنكست رأسها للأسفل ، هي خائفة ، خائفة أن يلقوا عليها كلاماً مجدداً كالبارحة فيحدث شجار جديد ، أو يحاولون الإنتقام من تشانيول على ضربه لهم البارحة فوجوههم حقا مهشمة بشكل يثير الشفقة !
دعت الله بداخلها أن يكونوا جبناء كفاية و أن لا يتجرأون على أفتعال المشاكل مع زوجها ، لاحظ تشانيول هالتها الحزينة تلك و كيف تبدو متوترة و خائفة منه ، وضع أصابعه أسفل ذقنها و رفع وجهها إليه ثم قبل جبينها و نظر في عينيها بجدية ، أخذها من يدها ثم جلسا على طاولة بعيدة عنهم كي لا يتغزلوا بها مرة أخرى .
أردف بإبتسامة محاولة منه لينسيها الأمر .
تشانيول : ماذا أطلب لكِ ؟
لكنها رفضت بحزن دون أن تنظر إلى عينيه التي ستخيفها بالتأكيد .
ميرسي أريانا : لا أريد .
تنهد هو بضجر ثم أردف بحدة يهددها .
تشانيول : ميرسي أريانا .
رفعت وجهها إليه سريعاً و نظرت إليه بعينين ذابلتين ثم بررت له بخوف جعل مشاعره نحوها تهتز .
ميرسي أريانا : أريد طبقاً ليس موجود هنا .
رفع حاجبه ثم تسآل بتعجب .
تشانيول : ما هو ؟!
حكت مؤخرة رقبتها بإرتباك بينما تبتسم بحرج لتقول .
ميرسي أريانا : لا أظنك تعرفه لكني أعرف مكان يقدم هذا الطبق ، دعنا نذهب لتناوله .
آمال برأسه قليلاً إلى الجانب رافعاً حاجبه يناظرها بشك .
تشانيول : هل تفعلين هذا لكي نذهب من هنا ؟
نفت برأسها سريعاً بينما تبرر بلطف
ميرسي أريانا : لا أنا حقاً أشتهيه ، دعنا نذهب إلى هناك ، لو سمحت .
أومئ لها موافقاً .
تشانيول : حسناً هيا بنا .
وقفت سريعاً هاتفة بسعادة بينما تجره من يده للخارج و هو يقهقه عالياً
تشانيول : حسناً ، ألهذه الدرجة تريدين تناول هذا الطبق !
أومئت له بلطف بينما إبتسامة سعيدة ترفع شفتيها .
ميرسي أريانا : نعم ، لأنني أخر مرة تناولته في منزل عائلتي ، عندما نعود إلى كوريا سأتصل بأمي لكي تعلمني أياها .
نظر لها بطرف عينه بشك ليقول .
تشانيول : أنكِ تتصلين بخالتي يومياً ، لماذا لم تطلبي منها أن تعلمكِ أياها مُسبقاً ؟
أردفت بخجل هي بينما تحك مؤخرة رأسها .
ميرسي أريانا : إنني أنسى الطريقة .
قهقه بخفة و قد حضنها مجدداً بينما يمشيان .
تشانيول : حسناً حسناً .
و صلا إلى المكان المقصود بعد أن دلته هي على الطرق ، طلبت من النادل بإبتسامة ذلك الطبق الذي تتلهف عليه .
ميرسي أريانا : أريد طبقين من لفائف الدجاج لو سمحت و كأسين من الكولا .
تحمحم النادل خجلاً ثم أومئ و ذهب مرتبكاً فوجهها حسن كفاية ليضيع في تفاصيله و زوجها وحش كفاية ليقتله أن لاحظ نظراته لها.
" حسنا سيدتي "
إنتظرا لدقائق قُضَت في الحديث حتى أتى الطبقان ، وضعهما النادل و أنصرف لتشير ميرسي أريانا له بعينيها أن يتذوقها أولاً ، فعل بينما هي تنظر له بفضول تراقب ردة فعله .
ميرسي أريانا : ما رأيك ؟!
إبتسم بخفة ليتحدث بهدوء .
تشانيول : لذيذة عليكِ أن تسألي خالتي عن الطريقة لأنني سأطلبها منكِ في المستقبل .
إبتسمت له ثم عدلت جلستها لتتناول طعامها .
ميرسي أريانا : بالهناء و شفاء حبيبي ، بالمناسبة ؛ أريد أن نذهب بعدها للملاهي ثم إلى حديقة الحيوانات ثم نذهب لحديقة في مكان هادئ جميل يطل على البحر .
نظر لها بعيناديه المتوسعتين مستنكراً .
تشانيول : كل هذا ؟!
أومئت له بلطف بطريقة لا تجعله يقاوم حلاوتها .
ميرسي أريانا : نعم .
زفر أنفاسه لفرط المشاعر ثم أومئ لها متنهداً .
تشانيول : حسناً كما تريدين ، هيا نذهب .
نفت برأسها بقوة تقول بإندفاع .
ميرسي أريانا : لا ، دعني أكمل طبقي .
قهقه على طفوليتها المفاجئة ثم همس بتحبب .
تشانيول : حسناً ، كُلي عزيزتي .
أنهت طبقها بعد دقائق بينما هو يراقبها بوجه بشوش ثم ذهبت إلى دورة المياه لتغسل يداها و تعدل مكياجها و ثيابها ، رن هاتفها قبل أن تخرج من قبل رقم مجهول ، إستعجبت هي الأمر و لكنها ردت بتوجس على الإتصال الدولي من كوريا .
ميرسي أريانا : نعم ؟!
أتاها صوت شاب بدى مألوفاً جداً بالنسبة لها لكنها لم تستطع تحديد هوية صاحبه .
جونغ كوك : مرحباً جميلتي .
أردفت برسمية و نوت الإغلاق في وجهه .
ميرسي أريانا : أسفة مخطئ .
ردعها صوته عن الإغلاق بوجهها قائلاً بإستنكار .
جونغ كوك : ألستِ ميرسي أريانا ؟
ردت على سؤاله بسؤال متجاهلة سؤاله هو
ميرسي أريانا : من أنت ؟!
أردف بوقاحة و جراءة مقصودة جعلتها تفور غضباً .
جونغ كوك : لا يهم من أنا ، المهم ما أردت أن أقوله لكِ ، أنتِ ستكونين لي أنا و ليس هو ، أنتِ لي ، أنا أحق منه بكِ .
أثارت حنقها كلاماته الوقحة لتردف هي بغضب .
ميرسي أريانا : اسمع يا هذا ، تفاهاتك هذه أذهب و قلها لغيري ، أنا متزوجة الآن و أنا ملك لزوجي فقط ، أحبه و يحبني و لن تستطيع أن تهدم ما بيننا بكلماتك التافهة هذه ، لا تحاول أكثر بعد محاولتك الفاشلة يوم زفافي .
أردف بإعجاب عندما أدرك أنها عرفته .
جونغكوك : ذكية لذلك أحبك .
تنهدت بغضب ثم أغلقت الهاتف بوجهه ، أسندت ذراعيها على الحوض ثم نظرت نحو نفسها بالمرآة .
" يا ترى من هذا الذي يتلاعب بي ؟ أخاف أن أقول لتشانيول لأنني متأكدة وقتها أنه سيسحب الهاتف مني بأفضل الظروف "
تنهدت ثم غسلت يداها ، عدلت مكياجها ، ثم خرجت و كأن شيئاً لم يحدث ، خرجا من المطعم متوجهين لمدينة الملاهي المقصودة ، ما إن دخلا حتى لفت إنتباهها بائع غزل البنات يقف في أحد الزوايا فأردفت بطفولية .
ميرسي أريانا : أريد أن ألعب بجميع الألعاب ، أريد غزل البنات أيضاً .
قهقه بخفة ليقول مستنكراً
تشانيول : و هل أنا تزوجت طفلة ؟!
أومئت برأسها سريعاً قائلة و قد أبرزت شفتيها بدلع .
ميرسي أريانا : نعم أنا طفلة ، أريد غزل البنات.
قبل جبينها مبتسماً ، فكر لو أنهما ليس في مكان عام لألتهم بروز شفتيها إلتهاماً لشدة جمالها ، من حظها أنهما بين حشد عظيم من الناس .
تشانيول : حسناً سأشتري لكِ من كل ما تراه عيناكِ ، سعيدة ؟
أومئت له سريعاً ، ذهب و إشترى لها و له بعد إصرارها غزل البنات ، مضى الوقت و هما يستمتعان بالجوار .
..............................................
في مكان آخر ، إيزابيلا لاحظت أفعال كاثرين الغريبة و عودتها للإنعزال من جديدفذهبت لتكلم كريستين التي تنوب عن ميرسي أريانا بغيابها ، أردفت بتوتر بعدما دخلت إليها في غرفتها و جلست بجوارها على السرير .
إيزابيلا : كريستين ، أن كاثرين غريبة هذه الفترة .
تنهدت كريستين ثم أردفت بهدوء بعدما أومئت .
كريستين : أنني ألاحظ هذا الأمر ، دعينا نذهب إليها أنا و أنتِ و ماريا كونها الأقرب لها بعد ميرسي أريانا و لنرى ما حالها الآن فهي ترفض أن تدخل أحد إلى غرفتها .
أومأت لها إيزابيلا بينما تقف .
إيزابيلا : حسناً هيا بنا إذاً .
ذهبن إلى غرفتها ثلاثتهن ثم طرقن بابها ، هي لم ترد هذه حركة مألوفة عليهن ، قامت كريستين بفتح الباب و دخول إليها دون إذن .
لكن ، ما هذا ؟! علقت صور رافي في كل مكان ، صوت مشغل الصوت يعلو بألحان أغاني بائسة تسمعها كل ما إفتقدت حبيبها ، ليس هذا فقط إنما هي لا ترتدي شيء على جسدها سوى ملابسها الداخلية فقط !
هذا يعني شيء واحد إنها عادت كما كانت بائسة ، الفتيات الثلاث ينظرن لهالتها البائسة في خضم أجواء هذه الغرفة المظلمة بأسى .
تعب ميرسي أريانا عليها إندثر ، كلام الأطباء النفسيين لها إنحدر ، رغبتها بالعودة كما كانت سابقاً إنطمرت ! فها هي تعود كما كانت بائسة حزينة .
جلست كريستين بجانبها على السرير بينما تمعن النظر بما يظهر عليها من حالتها البائسة ، حدثتها كريستين بنبرة لائمة رغم هدوئها .
كريستين : ما هذا ؟! لماذا لا ترتدين شيئاً ؟!
أدارتها إليها من كتفيها لتهزها بخفة بينما الأخرى تنظر للفراغ لا تنظر إلى وجه صديقتها ، شعور باللوعة ملئ كريستين دفعها أن تقول .
كريستين : لا تفعلي هذا مجدداً ، ألا تعرفين كم نعاني جميعاً بسبب حزنكِ ذلك ، أرجوكِ عزيزتي يكفي هذا ، هل ستضيعين عمرك و تسرفين شبابك هكذا ؟!
نطقت أخيراً بإنغماس و نبرة هادئة رغم بؤسها بينما نظراتها مثبته على اللا شيء .
كاثرين : الجميع يظنني رخيصة ، سهلة المنال و كأنني ساقطة ، أنا عبء عليكن و على ميرسي أريانا أنا أعرف ذلك ، لذا أنا لا أريد سوى أموت لأرتاح و أريحكم مني .
جلست بجانبها إيزابيلا ثم زحرتها بنبرة غاضبة إيزابيلا توبخها على كلماتها الأخيرة تلك .
إيزابيلا : غبية أنتِ ؟ كيف تفكرين هكذا ؟ أجيبي ! لا أنتِ حقاً مغفلة و عديمة النفع كما تقولين ، أتظنين أنكِ الوحيدة التي مرت بصعوبات الحياة و ظروفها القاسية ، أنكِ الوحيدة التي بكت ، خافت ، و يأست ، أنظري إلي ، إلى فكتوريا ، و إلى ماريا ، جمعينا قد مررنا بظروف صعبة فهرتنا و لكن كنا أقوى منا
و ها نحن نسند أنفسنا .
نظرت لها كاثرين بنظرة قد أستعجبتها الأخيرة بينما دموعها قد سالت على وجهها بالفعل .
كاثرين : أنتِ لكِ بيكهيون أنا ليس لي أحد .
تنهدت ماريا التي كان الصمت يلتهمها في الزاوية ثم تقدمت لتجلس بجانبها ، وضعت هي كفيها كتفي كاثرين بعطف ثم همست بنبرة حنون .
ماريا : ماذا عنا ؟ ألا تهتمي لأمرنا ؟ أرحمينا أن كنتِ لا تريدين أن ترحمي نفسِك ، نحن بحاجتك كاثرين .
نظرت إليها كاثرين ثم همست و الدمع يحرق وجهها .
كاثرين : سأقتل نفسي و أريحكم من عبئي و أرتاح أنا مني ، أنا بالفعل قد حاولت أن أصمد لأجلكن لكنّي لم أستطع ، لم أنجح ، لكنّي سأكرّ الكرّة و سأعيدها حتى أنجح و أخلص نفسي من قوقعة ظلامي و أخلصكم مني .
إختنقت ماريا بدمعة ثم صرخت بها بين دموعها و شهقاتها المريرة ، تلك الكلمات وقعت على مسامعها و كأنها سكاكين ، هي لا تستطيع أن ترى صديقتها بل أختها بهذه الحالة دون أن تفعل شيء ، لطالما كنّ عشر فتيات كجزء واحد لا يتجزأ و هذا الجزء لا يستطيع خسارة أحداهن و إلا أنحل و تلاشى
ماريا : أهذه وعودكِ لنا ؟ أهذه نتيجة تعبنا عليكِ ؟ أهكذا تجازين ميرسي أريانا التي قضيتِ شهوراً تنامين على صدرها بينما هي لا تناله و لو لدقيقة لأجل راحتك ؟ هي كانت تموت قلقاً عليكِ كانت تُبكي حالكِ بكاءً مريراً ، أهذا جزاء المعروف ؟ قتل نفسِك ؟ أشعري بها هي على الأقل ! يا لكِ من ظالمة ! ظلمتِ نفسِك ، ظلمتِنا ، و ظلمتِ ميرسي أريانا ، نحن لن نسامحك إن تسببتِ لنفسكِ بالأذى ، لن نسامحك ، أنا أعرف أن هناك شيئاً ما بينك و بين كاي .
صرخت بها كاثرين بغضب و بنبرة قوية عالية.
كاثرين : لا تذكرينه أمامي يا ماريا .
ما عادت تستطيع كريستين البقاء على حالتها من الصمت بحكم أنها المسؤولة عن الفتيات بغياب ميرسي أريانا، حدثتها بنبرة قوية .
كريستين : أتعلمين ؟ سأذهب له و سأعرف ماذا حصل بينكما .
نفت كاثرين برأسها و همست بجنون .
كاثرين : لا يحق لكِ ! لا يحق لكنّ ! فقط ميرسي أريانا يحق لها أن تفعل ! لا أحد يحق له أن يتدخل بسلوكي سِواها !
تنهدت بغضب ساخر ثم همست .
كريستين : لا أضمن أن تبقي عاقلة حتى تعود ميرسي أريانا و تفعل هذا بنفسها ، لقد سلمتني أمركِ بالفعل عندما سافرت مع زوجها و أخبرتني أن أفعل ما أراه مناسباً و ما سأفعله مناسب جداً ، ما رأيكِ أن أتصل بها و هي عروس و أفسد سعادتها مع زوجها بسببكِ ؟
إلتفت لتخرج من غرفتها و تبعها الفتاتين دون أن تنبس الأخيرة بحرف ، خرجن من عندها
بينما يسمعن صوت بكائها في الداخل ، تنهدت
كريستين ثم همست بجدية .
كريستين : سأذهب لمسكن الشباب ، أريد أن أعلم ما الذي حدث .
أومأت لها إيزابيلا تجهز نفسها لذهاب مع كريستين .
إيزابيلا : حسناً ، هيا بنا ، سأذهب معكِ .
توترت ماريا أثناء إنشغال الفتاتين لتنطق بصوت خفيض متوتر .
ماريا : هل أستطيع أن أبقى أنا هنا ؟
نظرت لها كريستين ثم تنهدت لتومئ لها و تبتسم ، مسحت على شعرها بلطف ، هي تتفهم حالتها .
كرستين : أبقي هنا و أنتبهي على نفسكِ أنتِ و الفتيات .
أومأت لها بإبتسامة صفراء مزيفة قبل أن تغادر برفقة إيزابيلا .
ذهبتا بسيارة كريستين إلى وجهتهن حيث مسكن الفريق و عندما وصلتا فتح لهنّ بيكهيون صدفة الباب بعد أن قرعن جرسع ليردف بتعجب.
بيكهيون : ماذا تفعلنّ هنا بهذا الوقت ؟
بدت إيزابيلا غاضبة عندما أجابته بإقتضاب .
إيزابيلا : ستعلم الآن .
أومئ لها و أبتعد عن الباب ليدلفن إلى المنزل حيث الأعضاء يجلسون .
أردفت كريستين بجدية عندما طلت عليهم و وجدت ضالتها بينهم .
كريستين : كاي نريد أن نتحدث معك .
أردف بتعجب بينما يشير على نفسه
كاي : أنا ؟ نعم بالتأكيد .
أردفت إيزابيلا بهدوء مبطن بالكثر من الكلام .
إيزابيلا : آسفة يا شباب لكن تستطيعون تركنا وحدنا و أنت بيكهيون أيضاً .
حالما أرادو الإستقامة و الذهاب أردف كاي بهدوء يمنعهم .
كاي : تستطيعين أن تتحدثي بما شأتِ أمام أصدقائي فأنا لا أخفي شيئاً عنهم .
أومأت له كريستين بلامبالاة لتقول .
كريستين : ما دمت لا تمانع لا بأس بالنسبة لنا ، الأمر أننا أردنا أن تبقى صورتك نقية في أعين أصدقائك .
إستطردت إيزابيلا على كلام كريستين جاعلة من الأعضاء ينظرون لها بتعجب حتى بيكهيون
فلطالما كانت لطيفة بالتعامل ، لكنهم إستنتجوا أن هناك أمراً خطير قد حدث يجعلهن باردتين هكذا .
إيزابيلا : ما الذي بينك و بين كاثرين ؟
تنهد كاي ثم أستند على الكنبة بملل ليردف بلامبالاة .
كاي : هل يجب علي أن أجيب الآن ؟
هدرت إيزابيلا بعصبية قلة صبر .
إيزابيلا: أتسبب المشاكل و تثير الفوضى ثم تخرج و كأنك لم تفعل شيء ؟!
أردف بيكهيون بتعجب و هو ينظر لها بعينيه المدهوشتين ، فهو لأول مرة يرى حبيبته غاضبة و صلبة بهذا الشكل الغريب .
بيكهيون : إهدئي إيزابيلا و أنت كاي تكلم ماذا فعلت ؟
أردف كاي بحدة متجاهلاً سؤال بيكهيون .
كاي : لماذا لا تسألونها هي عما حدث بيننا ؟
تنهدت كريستين بغضب لتردف بحدة بينما تحاول السيطرة على إنفعلاتها فكاي جداً مستفز ، أنه يرتكب ذنبه ثم ينكره و بعين قوية.
كريستين : أجب على السؤال لا ترد بسؤال أخر.
وقف كاي بغضب ، صرّ أسنانه قبل أن يرفع سبابته عليهن و يهمس بحدة .
كاي : لن أقول لكنّ شيء .
وقفت إيزابيلا مثلما فعل هو ثم صاحت به بينما دموعها فعلياً قد خرجت من عينيها .
إيزابيلا : أتعلم أنها بسببك حاولت الأنتحار اليوم ؟ لقد كدنا أن نخسرها بسبب ألاعيب الأطفال التي إفتعلتها .
تنفست بقوة لتتابع بنبرة لائمة حاولت من خلالها أن تشعره بالذنب و لو مقدار نُتفة .
إيزابيلا : أتعلم كم تعبنا من أجلها و كم بذلت ميرسي أريانا جهداً عظيماً لتغييرها ؟ أنت بالتأكيد لا تعلم فكل ما يهمك هو رغباتك اللعينة ، أنت أناني بما فيه الكفاية لتحجب بصيرتك عن حالتها النفسية المكشوفة للعيان .
أشارت إليه بسبابته تحدثه بنبرة قوية كما فعل قبل قليل .
إيزابيلا : بسببك عادت هي إلى تلك الحالة التي بقينا سنين و نحن نحاول إخراجها منها ؟ تكلم يا كاي و إلا لن نسمح لك برؤيتها ما دمنا أحياء
و سنحاسبك قضائياً بتهمة الإعتداء و أنت تعلم أن كل نجوميتك ستندثر إن نحن فعلنا ذلك .
تفاجئ جميع الحاضرون و أخذ ينظرون لكاي بتهويل ، وقف بيكهيون بمحاذاة خطيبته ثم ربت على كتفها قائلاً .
بيكهيون : أهدئي إيزابيلا ! ما بكِ ؟!
ثم التفت لكاي يحدثه بنبرة غليظة بنفاذ صبر .
بيكهيون : و أنت تحدث و إلا قتلتك الآن .
تنهد كاي فهو في موقف لا يحسد عليه أبداً ، فلا حل أمامه سوى البوح عما في جعبته .
كاي : لقد أعترفت بحبي لها و هي رفضتني .
إبتلعت كريستين جوفها بتوتر لتحثه على المتابعة .
كريستين : ماذا ؟! و ماذا أيضاً ؟
توتر قليلاً ليجيبها .
كاي : فقط هذا .
أردفت كريستين بحدة و قد تفجع غضبها و قريباً سيعج صراخها المكان إن ما تحدث ذلك الجماد
كريستين : لا تكذب !
رفع بصره إليها ببرود ثم همس .
كاي : و لمَِ سأكذب ؟
تشردقت بسخرية لترد عليه بإبتسامة مستهزئة.
كريستين : ليس و كأنك أول من يعترف لها بحبك ، لقد توسلوها سابقاً ، أنا متأكدة أنك فعلت شيئاً لها .
تنهد هو و شعر أنه بحاجة لإخبارهن بالأمر ليس لأجله بل لأجلها ، إن كان وضعها خطير و هو لا يدرك مدى ذلك لذا يفضل أن يحلّن الأمر بأنفسهن رغم أنه المتسبب .
كاي : لقد تهجمت عليها و أخبرتها أنني سأتزوجها من دون إرادتها .
تنهدت إيزابيلا بغضب ثم همست بثوران .
إيزابيلا : تهجمت عليها ؟! ماذا قالت لك ؟!
أردف و قد شاب صوته شيء من الحزن ، كلما تذكر كلماتها شعر بأن نصل حارقاً قد طعن قلبه .
كاي : قالت أنها تحب شاب أخر و أرتني وشماً على يدها يحمل أسمه .
أردفت كريستين بهدوء بعدما تنهدت .
كريستين : رافي مات منذ زمن .
رفع كا بصره إليها سريعاً .
كاي : ماذا ؟!
تدخل بيكهيون بفضول .
بيكهيون : ماذا تعنين ؟!
همست إيزابيلا بهدوء و هي تستذكر ما تعرفه.
إيزابيلا : رافي حب كاثرين منذ الطفولة ، كانا معاً في نفس الحضانة ، الروضة ، و المدرسة الأبتدائية ، الإعدادية ، و الثانوية ، حتى مدة حبهم تجاوزت الخمسة عشر عاماً بالفعل ، يعرفان بعضهما منذ الحضانة ، قررا بعد أن ينهيا الثانوية معاً أن يتزوجا و فعلاً حضرا تحضيرات الزفاف معاً ، و في يوم الزفاف أثناء قدومه إلى قاعة الإحتفالات وقع حادث و غرقت سيارته بالنهر و لم يتم العثور على جثته ثم أكدوا أن الأسماك أكلته ، كانت هي بأنتظاره ليزفها والدها له لكن زف خبر و فاته و أنقلب الفرح حزن ، دخلت هي بعد ذلك في حالة نفسية متأزمة ، أصبحت تعلق صوره في كل مكان ، ترتدي ثياب شبه عاريه ، لقد أصبحت غريبة جداً ، تعرف أنه مات لكنها لا تقتنع بذلك ، جاهدت ميرسي أريانا لإخراجها من هذه الحالة و نجحت بعد عناء طويل ، بكلام فارغ منك أعدتها كما كانت .
تذكر هالتها الحزينة عندما أخبرته عن الرجل الذي يحبها ليهمس بندم .
كاي : أنا أسف ، أعطوني فرصة لأكلمها .
نظرت نحوه بتعجب لتردف متسآلة .
كريستين : أنت تريد أن تتزوجها رغم معرفتك بذلك ؟
أومئ لها كاي برأسه قائلاً .
كاي : نعم .
أومئت له كريستين ثم أردفت بإحتدام .
كريستين : إذن أسمح لك بالحديث معها دون أن تخيفها و إن وافقت عليك أكلم ميرسي أريانا لأجلك .
هتف سيهون بإبتسامة مطمئنة .
سيهون : هذا جيد !
تبسمت كريستين بخفة لتحدث كاي .
كريستين : تعال غداً و حدثها و إن أردت خذها لمكان لطيف .
وافق كاي سريعاً بينما بالفعل أفكاره شيطانية تلك التي تدور برأسه و ليست وردية لطيفة كما يظنون ، الرجل ميت لذا لا سبب يمنعه عنها ، هو يريدها و انتهى .
...................................
سلااام يا رفاق
تفاعلكم يعكس إهتمامكم أو عدمه
1. ما سبب طفولية ميرسي أريانا المفاجئة ؟ أهو جانب من شخصيتها قد طفا ؟ أم لإنها تفعل ذلك لتتناسى فعلة تشانيول معها ؟
2. رأيكن بقصة كاثرين ؟ و هل الأمر يستدعي الأمر تدهور حالتها النفسية ؟
3. رأيكم بصلابة إيزابيلا الغير معهودة ؟
4. هل كريستين حقا على قدر المسؤولية التي حملتها أيها ميرسي أريانا ؟
5. لماذا خافت ماريا من الذهاب إلى مسكن إكسو ؟
6. ما هي يا ترى نوايا كاي الشريرة ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі