Chapter Twenty-five
" خياري الرفض "
الحب ليس بحراً بل قطرة تُفيَّض بحر
نظرت إلى أنامله التي ما زالت تتشابك مع كفها عنوة حتى إنتهائهم من تناول الطعام ، همست على مسامعه بينما تلعب في الطعام بطبقها ، رغم أنها لم تأكل منذ أيام و تشعر بأن معدتها تتلوى و تأكل بعضها إلا أنها لا ترغب بتناول شيء .
ماريا :أريد أن أحادثك في أمر ما وحدنا لو سمحت .
نظر لها بتعجب ثم أومأ لها ، وقف ليسحبها خلفه بشبح إبتسامة إلى حديقة القصر ، ما زال في قلبه أمل أن تتقبل علاقتهما و لو بهذه السرعة ، وقف في بقعة أسفل ضوء ثم سألها بهدوء .
سوهو : ما الأمر ؟
تحمحمت هي بإرتباك فهي خائفة أن يرفض طلبها دون أن يفكر حتى ، قالت بتوتر و هي تنظر في عينيه .
ماريا : غداً كما تعلم ، حفل زفاف كاي و كاثرين ، و هي صديقتي بل أكثر من ذلك لذا أريد أن أحضر الحفل .
زفر أنفاسه هو بأستياء فأغلقت هي عيناها و صرفت وجهها عنه ، ماذا كانت تتوقع ؟ فتحت عيناها لتنظر إليه بتوتر فوجدته يرمقها بنظرة مغتاظة و حادة أخافتها لتخفض بصرها أرضاً ، سمعته يهمس على مسامعها بنبرة ساخرة .
سوهو : لا ، الأصح أن تقولي لي " أن غداً حفل زفاف كاثرين و كاي و هذه فرصة جيدة لأتخلص منك ، فميرسي أريانا ستكون هناك و لن تجعلك تجبرني على العودة معك ، ستنقذني منك " ، أليس كذلك ؟
رفعت وجهها إليه و نفت برأسها قائلة بصدق .
ماريا : لا ، الأمر ليس هكذا ، أعدك أنني سأعود معك و سأقول بأنني ذهبت معك بإرادتي الحرة .
نفى برأسه بقوة قائلاً بحدة .
سوهو : أنا لا أثق بك لآخذك لهناك ، لا أملك دليلاً أو موقف يثبت لي أنكِ ستفعلين ما تقولينه لذا سأتجنب الأمر و لن تذهبي .
تأفأفت على مسامعه و هي على وشك البكاء ليرفع حاجبه مستهجناً ، نظرت إليه و همست بصدق بينما الدموع تزداد كثافة في عينيها .
ماريا : لا صدقني ، أقسم لك أنني سأعود معك ، ثق بي هذه المرة فقط ، أرجوك !
تنهد بإستياء عندما لمح تلك الدموع المتكدسة في عينيها ، أومئ لها لتغلق عيناها بإرتياح و تنساب الدموع على وجنتيها لتمسحهم بهدوء ، رمقها بنظرة حنون ، فبحق الله لِمَ على هاتين العينين البكاء دوماً ؟ أعاد نظرته حادة قبل أن تفتح عيناها ، رفع سبابته إلى وجهها مهدداً فور ما نظرت إليه .
سوهو : حسناً موافق ، سأثق بكِ هذه المرة و أنتِ ستحددين أنني سأثق بكِ مجدداً أم لا ، لكن يا ماريا إن خذلتني فها أنا أحذرك ، أنا أستطيع إختطافكِ مرة ثانية و ثالثة و مائة ، وقتها لن أكتفي بإغتصابك كما تدعين سأفعل كل ما هو أسوء ، حسناً ؟
أومأت له سريعاً ثم همست .
ماريا : نعم ، حسناً ، شكراً لك ، أعدك أنني لن أخذلك هذه المرة .
و كأن في كلامها شيء ك" سأخذلك في المرات القادمة و لكن ليست هذه المرة " رغم أن معنى ما قالته سيء أو أن فهمه بتلك الطريقة السيئة التي ربما لم تكن تقصدها ، تأكد من أن ثقته بها هذه المرة لن تخيب و ستعود معه ، نظر إليها و هي تقف أمامه بصمت دون أن تنظر إليه ، يكره أن تكون معه و لا تكون كالآن تماماً ، شد إنتباهها له عندما جذبها من عضدها إلى صدره ليضمها بقوة ، أبقت هي على ذراعيها متوازيين مع فخذيها لذا هو تنهد بحزن ثم رفعها عن صدره ، تبسم بوجهها فهو رغم رفضها له يحبها و ما باليد حيلة ، قبل جبينها ثم شابك أيديهما معاً و عاد برفقتها إلى داخل القصر بسلام .
....................................................
دقت مزامير الفرح إحتفالاً بالعروسين الجديدين ، اللذان ربما يجمع الحب قلبيهما يوماً ما ، فهو مُولع بحبها ، يعشقها كالمجنون ، و هي أنفاسه التي يستنشقها و تبقيه على قيد الحياة ، قلبه الذي يضخ دماً بقوة عند رؤيتها مستحيل أن يكذب و يقول أن هذا شيء أخر غير العشق ، الحب بنى عرش له في عقله التائه بها وحدها ، روحه الهائمة بعالم من حبها .
أما هي ، فهو فقط شاب يحبها بنسبة لها ، يستحق منها أن تحاول البقاء معه كزوجة له ، ربما تبادله حبه يوماً ، لكن هذا يبقى إحتمال و حتى ذلك الوقت ستحاول إسعاده على قدر إستطاعتها ، قد يكون له من حبها نصيباً يوماً ما
و هذه القشة التي يتعلق بها فقط .
في وقت إنتظار دخول العروسين ، كان الوضع بالفعل متوتراً متأزماً لغياب ماريا و ميرسي أريانا المقلق ، على حين غرة ، دلفت ميرسي أريانا إلى قاعة الحفل برفقة تشانيول الذي تتأبط ذراعه بينما تتأزر فستان أبيض جميل يستر جسدها كله و شعرها مرفوع بحركة بسيطة على مرخرة عنقها .
توافدن الفتيات إليها ملهوفات للقائها ، الكثير من الأسئلة عن سبب اختفائها الغريب قد طُرحِت من أفواه جميع الفتيات تقريباً ، إبتعد تشانيول و توجه إلى الرجال بعيد عنهن كي يتفرغن للحديث معاً ببعض الخصوصية لهن ، إزدرئت ميرسي أريانا جوفها و نظرت إليه ، لا تعلم بماذا عليها أن تتحجج ، سرعان ما إستدركت قائلة .
ميرسي أريانا : لا شيء مُقلق يا فتيات ، لقد كُسِر هاتفي و لم أستطيع المجيء أليكن ، هذا الأمر برمته ، أنا أسفة بالفعل .
تنهدن بعضهن براحة و أخريات صمتن دون إقتناع كامل بما قالته ، همست كريستين بشك و هي ترمقها بنظرة متفحصة .
كريستين : ظننا أن مكروهاً قد أصابكِ .
نفت ميرسي أريانا بإبتسامة مزيفة و قد لاحظت أن كريستين لاحظت توترها ، فالأخيرة سريعة البديهة و قوية الملاحظة .
ميرسي أريانا : لا أنا بخير بالفعل ، لا تقلقن ، كيف حالكن أنتن ؟
نظرت إلى وجههن التي إنقلبت بالتوالي ثم إستدركت أن هناك وجه غائب عنها بين هذه الوجوه فنطقت بتسأول مريب و بجدية .
ميرسي أريانا: أين ماريا ؟
توترن الفتيان أكثر و أصبحت كل واحدة منهن تلقي عبء إعلام ميرسي أريانا على الأخرى بشحذها نظرة رفض ، تنهدت كريستين ثم أردفت بتوتر .
كريستين : في الحقيقة ، نحن لا نعلم ، ماريا مختفية منذ يوم خطبة فكتوريا و سيهون ، لم نراها منذ تلك الليلة .
صُدِمت ميرسي أريانا لتشهق بقلق ثم تسآلت مجدداً بصوت بدا أعلى .
ميرسي أريانا : أين هي بحق الله ؟!
نفت كريستين برأسها قائلة .
كريستين : نحن لا نعلم صدقيني ، لكنني أشك بسوهو أنه إختطفها .
أتاهن صوت من خلفهن يقول بثبات " لم يفعل " إلتفتن الفتيات إلى الصوت سريعاً ، إنها بالفعل ماريا ، يدها تشابك يد سوهو أيضاً ! إقتربت إليها ميرسي أريانا بينما ترمق كفيهما المتشابكين بإستهجان ثم همست .
ميرسي أريانا : أين كنتِ ؟
زفرت ماريا أنفاسها بتوتر فشعرت بسوهو يضغط على يدها و كأنه يذكرها بوعدها ، رفعت بصرها إليه ، كان ينظر لها بثبات لا يهاب شيء ، صرفت نظرها إلى ميرسي أريانا و همست بهدوء .
ماريا : كنتُ مع سوهو ، لقد ذهبت معه بمحض إرادتي الحرة .
تشردقت ميرسي أريانا بضحكة ساخرة ثم هدرت بغضب .
ميرسي أريانا : أتظنيني غبية أمامكِ ؟ أم أنني لا افكر عقلاً أفكر به ؟أم أنني لا أعرفكِ كفاية ؟ أم ماذا ؟! تلقين على مسامعي هذه التُرهات و تظنينني سأصدقكِ ، أنتِ مخطئة إذن لأنني أنا أعرفك أكثر من نفسك يا ماريا لذا لا تكذبي علي بل لا تفكري بذلك حتى ، على آية حال ، عندما ينتهي الزفاف ستذهبان معي كلاكما إلى منزل الفتيات و سنتناقش بهذه المصيبة الجديدة ، لن أدع سعادة العروسين تُفسَد لأجل أي أحد .
أومأت لها ماريا بخضوع ثم نظرت إلى سوهو مجدداً الذي يتنهد بثقل بينما يشدد قبضته على يدها أكثر ، هو لا يريد أن يخسرها بعد أن عشقها كل هذا العشق حتى أنه خالف كل قواعده ليحتفظ بها ! لن تفرق بينهما ميرسي أريانا، لن تفرق ! ماريا وعدته أنها ستعود معه اليوم إلى المنزل و هو منحها الثقة هذه المرة و قرر ألا يندم ، لكنه لم يفكر بأن ميرسي أريانا تعرفها أكثر مما يفعل ، لم يحسب لهذا الأمر حساب و هذا خطأ .... خطأ فادح !
..................................................
دخلت العروس بفساتنها الجوري بعد طول إنتظار من قِبَل الحضور و زوجها خصيصاً ، دخلت تمشي على مهل أنثوي ناعم تسمح للعيون بمراقبة حركاتها ، الإعجاب بنعومتها ، و حفظ ملامحها الخلابة الحادة لتعلق في أذهانهم كما لو أن ملامحها نوتات لحن حب ،
تخطو إليه خطوات راكزة رغم إرتباكها و خجلها الذي يزيد من طغيان أنوثتها .
أما هو فغارق بالحب في خجل ملمحها ، عيناها الباسمة ، و مشيتها الناعمة كدبّ الفراشان بل أشد رقة ، سارت إليه برزان يليق بها و يحسد هو عليه .
ما إن وصلت إليه حتى شغلت أصابعها الناعمة محلاً بين أصابعه القوية و إبتسامة سعيدة ترفع شفتيه ، جذبها إليه بخفة من خصرها ليحط جبينه ضد جبينها فتبسمت هي بخفة ، منذ متى و هو رومنسي هكذا ؟ أهذا هو نفسه الرجل الذي تزوجها بضغط من بطش يده ؟
رفعها من خصرها و دار بها عدة مرات حول نفسه ليطير فستانها حولها و يشكل حلقة ، أنزلها ليراقصها بين يديه ثم قبل جبينها ، هو سعيد لإرتباطها به ، لحملها إسمه ، لإنها زوجته أخيراً بعد كل هذا التعب .
أما هي فسعيدة لإنها اليوم تُزَف عروس لهذا العريس الذي رغم أنها لا تحمل له المشاعر الذي يتمناها ، لكنها بالفعل سعيدة لإن تكون عروسه اليوم ، لإنها بحاجة أن تبدأ من جديد و تتمنى أن لا تخيب .
...............................................
بعد إنتهاء الزفاف ، توجه كلٌ إلى منازله عدا ماريا و سوهو ، تشانيول و ميرسي أريانا ، توجهوا إلى منزل الفتيات كما اتُفق ليتنقاشوا بالمصيبة كما وصفتها ميرسي أريانا .
تحدثت ميرسي أريانا بوقار بعد جلوسهم في الصالة .
ميرسي أريانا : ماريا تعيش معي منذ أربعة سنوات بالفعل ، خلال كل هذا الوقت الطويل حفظت أدق تفاصيلها ، حركاتها ، أفكارها و إنفعلاتها ، أنا أعرف الفتاة التي تحت وصياتي قانونياً ، فكيف تكون ماريا التي أعرفها تخاف الرجال بل تكرههم بشدة و لا تقبل التواجد معهم بنفس المكان تذهب مع أحدهم دون علمي و بسرية تامة ؟! فسري لي هذا !
نظرت إلى ماريا في آخر جملة قالتها لتنكس ماريا برأسها فتنهدت ميرسي أريانا و قالت .
ميرسي أريانا: لا بأس .... أنا سأفسر هذا !
وقفت على قدميها و أهذت تلتف حولهما لتوترهما كما يفعل المحققون عندما يدينون المجرمين على أفعالهم ، قالت بتفكير .
ميرسي أريانا : قبل خطبة فكتوريا و سيهون ، طلب سوهو مني بالحرف الإذن ليتكلم مع ماريا كي يعترف لها عن حقيقة مشاعره نحوها و وافقت رغم تحذيراتي المتعددة و الكثيرة له أن لا يؤذيها بأي شكل من الأشكال ، في اليوم التالي ، إتصلت بي كريستين تستنجدني خوفاً على ماريا ، التي تدهورت حالتها النفسية بسبب إعتراف سوهو و قد رفضته ، في اليوم الذي يليه هربت مع سوهو بإرادتها كما تتدعي الآن خوفاً من تهديداته ، القصة تبدو واقعية جداً ، أليس كذلك ؟
نظرت إلى سوهو بحدة ثم قالت بلهجة قوية ، هؤ لا تقبل أن يدوس لها أحد طرف ، و سرد قصة كهذه على مسامعها تشعرها بأنها تداس منهما ظناً بأنها غبية و ستصدق تلك التُرهات .
ميرسي أريانا: الحقيقة يا سيد سوهو أنك إختطفتها يوم حفل الخِطبة و تزوجتها بالقوة كما هو واضح على خنصريكما الأيسريين ثم تأتي لتقول لي "أخذتها بإرادتها" ، لستُ بهذا الغباء لأصدق ، كان عليك أن تلفق كذبة معقولة أصدقها ، أما الآن ....
توجهت ميرسي أريانا نحو ماريا باسطة كفيها على كتفي ماريا ثم قالت لها بنبرة هادئة ، علّها طمأنتها و خففت العبء عنها .
ميرسي أريانا: لا تخافي منه و أخبريني يا ماريا بالحقيقة ، إن أردتِ أن تبقي هنا ستبقي أم أنكِ ستذهبين معه كما وعدتيه خوفاً منه وقتها ستذهبين و سأمثل دور الغبية التي صدقت كذبتكما ، أنا أمنحكِ الخيار بالفعل فاختاري ما شئتِ دون خوف ، و أعدك إن عدتِ إلى هنا لن يستطيع الإقتراب منكِ أبداً ، سأضع لكِ حراس يحمونكِ ، لكن إن ذهبتِ لن أمنعكِ هذا خيارك ، لكنني لن أفرض عليكِ حمايتي .
تفكرت ماريا بالأمر قليلاً و بجدية ، إن وافقت الآن فهي ستتحرر من أسره و ستصبح حرة مرة أخرى و للأبد ، لكنها ستخذله و تخلف بوعدها و هو لن يوفر فرصة للإنتقام منها ، و إن رفضت الآن فهي بالفعل خسرت كل شيء ، ستكون خسارتها عظيمة بحق ، لكنها تريثت تفكر به و بها ، بعلاقتهما معاً ، هو إن لم يكن يملك أثر له بروحها يتحدث عنه فله بجسدها بالفعل ، إن رفضت لن تخلف بوعدها له أو تخذله على الأقل لذلك هي أبانت رفضها قائلة .
ماريا : لا ، أريد أن أذهب مع زوجي .
تنهدت ميرسي أريانا و سألتها .
ميرسي أريانا : متأكدة من خيارك هذا ؟ لا رجعة فيه يا ماريا !
رمشت ماريا و بداخلها صوت يدفعها لتعود أدراجها ، لكنها أومئت لها ثم قالت بثبات رغم أنها بالداخل ترتجف ، تنهدت ميرسي أريانا مجدداً ثم همست .
ميرسي أريانا : حسناً كما تريدين ، لكن تذكري جيداً أن هذا قراركِ غير مُجبَرة عليه ، و أنا تعهدت حمايتكِ و أنتِ الآن رفضتِ فما عاد بوسعي فعل شيء مبدئياً ، لكن الأمر لم ينتهي هنا ، لي نقاش طويل جداً معك سوهو و سأدعوك إليه قريباً .
أومئ لها سوهو بموافقة ثم نهض و نهضت ماريا معه ، خرجا من المنزل متشابكي الأيدي تمثيلاً لسعادة و وِفاق غير موجود ، عاد بماريا إلى منزله و قد شعر بكم هي صادقة و كم الوفاء الذي تملكه عندما ترتبط بوعدها ، نطق بينما هم بالسيارة .
سوهو : شكراً لكِ لأنكِ صدقتِ معي .
أومئت له دون أن تنظر إليه ، تسند رأسها على نافذة السيارة و تفكر بتبعات خيارها الحر ذاك في المستقبل ، أستندم ؟ نظرت إلى سوهو ، بالتأكيد ستفعل .
.......................................................
أما إيزابيلا و بيكهيون ، فهي قد إستمعت طوال طريق عودتهم إلى المنزل إلى كلماته المُعجبة و غزله الصريح الجريء بأنوثتها و نعومتها ، لا تنكر أن أن كلماته أرضت أنوثتها و أكبر شاهد هي الحُمرة التي إنتشرت على وجنتيها خجلاً ليقهقه هو بعلو ، هي بالفعل كانت حذابة اليوم .
وصلا إلى المنزل فنزلت من السيارة قبلة و سارعت بخطواتها لتسبقه إلى المنزل خجلاً منه و لتتجنب كلماته هذه ، لكن إلى أين تهرب ؟ فكل مكان تدوسه قدمها هو له بالفعل ، قهقه ليتبعها بخطوات رزينة ثابتة ، وصلته مهاتفة قبل أن يصعد إليها فتنهد بأستياء و أجاب على هذا الذي قطع عليه اللحظة .
بينما هي صعدت بالفعل إلى غرفتهما لتغير ثوبها الطويل ، لكن إتصال ما من رقم مجهول ورد لها هي الأخرى ، ترددت في الرد أو عدمه لكنها إختارت أن ترد بعد أن تكرر الإتصال عدة مرات فبدى من يتصل مُلِحّاً على إجابته لذا خمنت أنه ليس مخطئ ، ظنت أنها ربما إحدى الفتيات فرحبت بلطف يحوي سؤالاً .
إيزابيلا : مرحبا ؟
وصلها صوت لطالما رغبت بصم أذنيها عنه و مسحه من ذاكرتها ، صوت لطالما كرهته و سمعته في أكثر كوابيسها رعباً .
شوقا : أهلاً صغيرتي .
أنقبضا حاجبيها بغضب لتتسآل .
إيزابيلا : ماذا تريد مني أنت؟
همس ب" اووه!" مستعحباً ردها القوي ثم مثل التفكير ، جهز إجابة وقحة مثله ، لكنها ما سمعت رده عندما سُحِبَ الهاتف من يدها بقوة ، إلتفتت لتنظر لساحبه ، إنه بيكهيون !!!
نظرت له بتوتر و هو يستمع لإجابة الآخر الوقحة بينما وجهه إنكمش بالغضب فعلاً .
شوقا : امممم...أريد جسدكِ ، أريد أن ألمس بشرتكِ الشقراء ، أشتم شعركِ الأصفر و أنام عليه ، أتوه بخضراوتيكِ بلون ورق الشجر ، أريد أن أقبل ..
قاطعه بيكهيون صارخاً بغضب فما عاد يتحمل أن يسمع المزيد .
بيكهيون : إخرس ، اللعنة عليك .
قهقه شوقا بسخرية و هتف .
شوقا : اوووه ! هذا أنت إذن ؟ يا رجل لِمَ لم تخبرني ؟ لكنتُ أستفزتك بالحديث أكثر .
تمتم بيكهيون بغضب شديد ، ؤشعر بأن دمه الذي يجري في عروقه يغلي في قدر على لهب و أعصابه تتمزق كما لو أن سكين تقطعها .
بيكهيون : أنت من عِداد الموتى .
رمى هاتفها من يده ليرتطم بالأرض و يرتد على الحائط لتشهق هي بقوة خائفة ، إلتفت لأيزابيلا التي تبتعد عنه بخوف و قد كلح وجهه ليهمس بين أسنانه المتراصة .
بيكهيون : و أنتِ من عداد الموتى أيضاً .
.............................................
سلاااااام
تفاعلكم يعكس إهتمامكم أو عدمه
1. هل توقعتم بداية أن يوافق سوهو على ذهاب ماريا لزفاف ؟ و هل توقعتم أن ماريا ستفي بوعدها ؟
2. رأيكم بتصرف ميرسي أريانا و ردة فعلها ؟ و هل ستصمت على فعلة سوهو ؟
3. رأيكم بالعروسين و رومانسيتهما ؟ و هل سيأتي يوم تحب كاثرين به كاي ؟
4. يا ترى ماذا سيفعل بيكهيون ؟ و كيف ستكون ردة فعله حول مكالمة شوقا ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحب ليس بحراً بل قطرة تُفيَّض بحر
نظرت إلى أنامله التي ما زالت تتشابك مع كفها عنوة حتى إنتهائهم من تناول الطعام ، همست على مسامعه بينما تلعب في الطعام بطبقها ، رغم أنها لم تأكل منذ أيام و تشعر بأن معدتها تتلوى و تأكل بعضها إلا أنها لا ترغب بتناول شيء .
ماريا :أريد أن أحادثك في أمر ما وحدنا لو سمحت .
نظر لها بتعجب ثم أومأ لها ، وقف ليسحبها خلفه بشبح إبتسامة إلى حديقة القصر ، ما زال في قلبه أمل أن تتقبل علاقتهما و لو بهذه السرعة ، وقف في بقعة أسفل ضوء ثم سألها بهدوء .
سوهو : ما الأمر ؟
تحمحمت هي بإرتباك فهي خائفة أن يرفض طلبها دون أن يفكر حتى ، قالت بتوتر و هي تنظر في عينيه .
ماريا : غداً كما تعلم ، حفل زفاف كاي و كاثرين ، و هي صديقتي بل أكثر من ذلك لذا أريد أن أحضر الحفل .
زفر أنفاسه هو بأستياء فأغلقت هي عيناها و صرفت وجهها عنه ، ماذا كانت تتوقع ؟ فتحت عيناها لتنظر إليه بتوتر فوجدته يرمقها بنظرة مغتاظة و حادة أخافتها لتخفض بصرها أرضاً ، سمعته يهمس على مسامعها بنبرة ساخرة .
سوهو : لا ، الأصح أن تقولي لي " أن غداً حفل زفاف كاثرين و كاي و هذه فرصة جيدة لأتخلص منك ، فميرسي أريانا ستكون هناك و لن تجعلك تجبرني على العودة معك ، ستنقذني منك " ، أليس كذلك ؟
رفعت وجهها إليه و نفت برأسها قائلة بصدق .
ماريا : لا ، الأمر ليس هكذا ، أعدك أنني سأعود معك و سأقول بأنني ذهبت معك بإرادتي الحرة .
نفى برأسه بقوة قائلاً بحدة .
سوهو : أنا لا أثق بك لآخذك لهناك ، لا أملك دليلاً أو موقف يثبت لي أنكِ ستفعلين ما تقولينه لذا سأتجنب الأمر و لن تذهبي .
تأفأفت على مسامعه و هي على وشك البكاء ليرفع حاجبه مستهجناً ، نظرت إليه و همست بصدق بينما الدموع تزداد كثافة في عينيها .
ماريا : لا صدقني ، أقسم لك أنني سأعود معك ، ثق بي هذه المرة فقط ، أرجوك !
تنهد بإستياء عندما لمح تلك الدموع المتكدسة في عينيها ، أومئ لها لتغلق عيناها بإرتياح و تنساب الدموع على وجنتيها لتمسحهم بهدوء ، رمقها بنظرة حنون ، فبحق الله لِمَ على هاتين العينين البكاء دوماً ؟ أعاد نظرته حادة قبل أن تفتح عيناها ، رفع سبابته إلى وجهها مهدداً فور ما نظرت إليه .
سوهو : حسناً موافق ، سأثق بكِ هذه المرة و أنتِ ستحددين أنني سأثق بكِ مجدداً أم لا ، لكن يا ماريا إن خذلتني فها أنا أحذرك ، أنا أستطيع إختطافكِ مرة ثانية و ثالثة و مائة ، وقتها لن أكتفي بإغتصابك كما تدعين سأفعل كل ما هو أسوء ، حسناً ؟
أومأت له سريعاً ثم همست .
ماريا : نعم ، حسناً ، شكراً لك ، أعدك أنني لن أخذلك هذه المرة .
و كأن في كلامها شيء ك" سأخذلك في المرات القادمة و لكن ليست هذه المرة " رغم أن معنى ما قالته سيء أو أن فهمه بتلك الطريقة السيئة التي ربما لم تكن تقصدها ، تأكد من أن ثقته بها هذه المرة لن تخيب و ستعود معه ، نظر إليها و هي تقف أمامه بصمت دون أن تنظر إليه ، يكره أن تكون معه و لا تكون كالآن تماماً ، شد إنتباهها له عندما جذبها من عضدها إلى صدره ليضمها بقوة ، أبقت هي على ذراعيها متوازيين مع فخذيها لذا هو تنهد بحزن ثم رفعها عن صدره ، تبسم بوجهها فهو رغم رفضها له يحبها و ما باليد حيلة ، قبل جبينها ثم شابك أيديهما معاً و عاد برفقتها إلى داخل القصر بسلام .
....................................................
دقت مزامير الفرح إحتفالاً بالعروسين الجديدين ، اللذان ربما يجمع الحب قلبيهما يوماً ما ، فهو مُولع بحبها ، يعشقها كالمجنون ، و هي أنفاسه التي يستنشقها و تبقيه على قيد الحياة ، قلبه الذي يضخ دماً بقوة عند رؤيتها مستحيل أن يكذب و يقول أن هذا شيء أخر غير العشق ، الحب بنى عرش له في عقله التائه بها وحدها ، روحه الهائمة بعالم من حبها .
أما هي ، فهو فقط شاب يحبها بنسبة لها ، يستحق منها أن تحاول البقاء معه كزوجة له ، ربما تبادله حبه يوماً ، لكن هذا يبقى إحتمال و حتى ذلك الوقت ستحاول إسعاده على قدر إستطاعتها ، قد يكون له من حبها نصيباً يوماً ما
و هذه القشة التي يتعلق بها فقط .
في وقت إنتظار دخول العروسين ، كان الوضع بالفعل متوتراً متأزماً لغياب ماريا و ميرسي أريانا المقلق ، على حين غرة ، دلفت ميرسي أريانا إلى قاعة الحفل برفقة تشانيول الذي تتأبط ذراعه بينما تتأزر فستان أبيض جميل يستر جسدها كله و شعرها مرفوع بحركة بسيطة على مرخرة عنقها .
توافدن الفتيات إليها ملهوفات للقائها ، الكثير من الأسئلة عن سبب اختفائها الغريب قد طُرحِت من أفواه جميع الفتيات تقريباً ، إبتعد تشانيول و توجه إلى الرجال بعيد عنهن كي يتفرغن للحديث معاً ببعض الخصوصية لهن ، إزدرئت ميرسي أريانا جوفها و نظرت إليه ، لا تعلم بماذا عليها أن تتحجج ، سرعان ما إستدركت قائلة .
ميرسي أريانا : لا شيء مُقلق يا فتيات ، لقد كُسِر هاتفي و لم أستطيع المجيء أليكن ، هذا الأمر برمته ، أنا أسفة بالفعل .
تنهدن بعضهن براحة و أخريات صمتن دون إقتناع كامل بما قالته ، همست كريستين بشك و هي ترمقها بنظرة متفحصة .
كريستين : ظننا أن مكروهاً قد أصابكِ .
نفت ميرسي أريانا بإبتسامة مزيفة و قد لاحظت أن كريستين لاحظت توترها ، فالأخيرة سريعة البديهة و قوية الملاحظة .
ميرسي أريانا : لا أنا بخير بالفعل ، لا تقلقن ، كيف حالكن أنتن ؟
نظرت إلى وجههن التي إنقلبت بالتوالي ثم إستدركت أن هناك وجه غائب عنها بين هذه الوجوه فنطقت بتسأول مريب و بجدية .
ميرسي أريانا: أين ماريا ؟
توترن الفتيان أكثر و أصبحت كل واحدة منهن تلقي عبء إعلام ميرسي أريانا على الأخرى بشحذها نظرة رفض ، تنهدت كريستين ثم أردفت بتوتر .
كريستين : في الحقيقة ، نحن لا نعلم ، ماريا مختفية منذ يوم خطبة فكتوريا و سيهون ، لم نراها منذ تلك الليلة .
صُدِمت ميرسي أريانا لتشهق بقلق ثم تسآلت مجدداً بصوت بدا أعلى .
ميرسي أريانا : أين هي بحق الله ؟!
نفت كريستين برأسها قائلة .
كريستين : نحن لا نعلم صدقيني ، لكنني أشك بسوهو أنه إختطفها .
أتاهن صوت من خلفهن يقول بثبات " لم يفعل " إلتفتن الفتيات إلى الصوت سريعاً ، إنها بالفعل ماريا ، يدها تشابك يد سوهو أيضاً ! إقتربت إليها ميرسي أريانا بينما ترمق كفيهما المتشابكين بإستهجان ثم همست .
ميرسي أريانا : أين كنتِ ؟
زفرت ماريا أنفاسها بتوتر فشعرت بسوهو يضغط على يدها و كأنه يذكرها بوعدها ، رفعت بصرها إليه ، كان ينظر لها بثبات لا يهاب شيء ، صرفت نظرها إلى ميرسي أريانا و همست بهدوء .
ماريا : كنتُ مع سوهو ، لقد ذهبت معه بمحض إرادتي الحرة .
تشردقت ميرسي أريانا بضحكة ساخرة ثم هدرت بغضب .
ميرسي أريانا : أتظنيني غبية أمامكِ ؟ أم أنني لا افكر عقلاً أفكر به ؟أم أنني لا أعرفكِ كفاية ؟ أم ماذا ؟! تلقين على مسامعي هذه التُرهات و تظنينني سأصدقكِ ، أنتِ مخطئة إذن لأنني أنا أعرفك أكثر من نفسك يا ماريا لذا لا تكذبي علي بل لا تفكري بذلك حتى ، على آية حال ، عندما ينتهي الزفاف ستذهبان معي كلاكما إلى منزل الفتيات و سنتناقش بهذه المصيبة الجديدة ، لن أدع سعادة العروسين تُفسَد لأجل أي أحد .
أومأت لها ماريا بخضوع ثم نظرت إلى سوهو مجدداً الذي يتنهد بثقل بينما يشدد قبضته على يدها أكثر ، هو لا يريد أن يخسرها بعد أن عشقها كل هذا العشق حتى أنه خالف كل قواعده ليحتفظ بها ! لن تفرق بينهما ميرسي أريانا، لن تفرق ! ماريا وعدته أنها ستعود معه اليوم إلى المنزل و هو منحها الثقة هذه المرة و قرر ألا يندم ، لكنه لم يفكر بأن ميرسي أريانا تعرفها أكثر مما يفعل ، لم يحسب لهذا الأمر حساب و هذا خطأ .... خطأ فادح !
..................................................
دخلت العروس بفساتنها الجوري بعد طول إنتظار من قِبَل الحضور و زوجها خصيصاً ، دخلت تمشي على مهل أنثوي ناعم تسمح للعيون بمراقبة حركاتها ، الإعجاب بنعومتها ، و حفظ ملامحها الخلابة الحادة لتعلق في أذهانهم كما لو أن ملامحها نوتات لحن حب ،
تخطو إليه خطوات راكزة رغم إرتباكها و خجلها الذي يزيد من طغيان أنوثتها .
أما هو فغارق بالحب في خجل ملمحها ، عيناها الباسمة ، و مشيتها الناعمة كدبّ الفراشان بل أشد رقة ، سارت إليه برزان يليق بها و يحسد هو عليه .
ما إن وصلت إليه حتى شغلت أصابعها الناعمة محلاً بين أصابعه القوية و إبتسامة سعيدة ترفع شفتيه ، جذبها إليه بخفة من خصرها ليحط جبينه ضد جبينها فتبسمت هي بخفة ، منذ متى و هو رومنسي هكذا ؟ أهذا هو نفسه الرجل الذي تزوجها بضغط من بطش يده ؟
رفعها من خصرها و دار بها عدة مرات حول نفسه ليطير فستانها حولها و يشكل حلقة ، أنزلها ليراقصها بين يديه ثم قبل جبينها ، هو سعيد لإرتباطها به ، لحملها إسمه ، لإنها زوجته أخيراً بعد كل هذا التعب .
أما هي فسعيدة لإنها اليوم تُزَف عروس لهذا العريس الذي رغم أنها لا تحمل له المشاعر الذي يتمناها ، لكنها بالفعل سعيدة لإن تكون عروسه اليوم ، لإنها بحاجة أن تبدأ من جديد و تتمنى أن لا تخيب .
...............................................
بعد إنتهاء الزفاف ، توجه كلٌ إلى منازله عدا ماريا و سوهو ، تشانيول و ميرسي أريانا ، توجهوا إلى منزل الفتيات كما اتُفق ليتنقاشوا بالمصيبة كما وصفتها ميرسي أريانا .
تحدثت ميرسي أريانا بوقار بعد جلوسهم في الصالة .
ميرسي أريانا : ماريا تعيش معي منذ أربعة سنوات بالفعل ، خلال كل هذا الوقت الطويل حفظت أدق تفاصيلها ، حركاتها ، أفكارها و إنفعلاتها ، أنا أعرف الفتاة التي تحت وصياتي قانونياً ، فكيف تكون ماريا التي أعرفها تخاف الرجال بل تكرههم بشدة و لا تقبل التواجد معهم بنفس المكان تذهب مع أحدهم دون علمي و بسرية تامة ؟! فسري لي هذا !
نظرت إلى ماريا في آخر جملة قالتها لتنكس ماريا برأسها فتنهدت ميرسي أريانا و قالت .
ميرسي أريانا: لا بأس .... أنا سأفسر هذا !
وقفت على قدميها و أهذت تلتف حولهما لتوترهما كما يفعل المحققون عندما يدينون المجرمين على أفعالهم ، قالت بتفكير .
ميرسي أريانا : قبل خطبة فكتوريا و سيهون ، طلب سوهو مني بالحرف الإذن ليتكلم مع ماريا كي يعترف لها عن حقيقة مشاعره نحوها و وافقت رغم تحذيراتي المتعددة و الكثيرة له أن لا يؤذيها بأي شكل من الأشكال ، في اليوم التالي ، إتصلت بي كريستين تستنجدني خوفاً على ماريا ، التي تدهورت حالتها النفسية بسبب إعتراف سوهو و قد رفضته ، في اليوم الذي يليه هربت مع سوهو بإرادتها كما تتدعي الآن خوفاً من تهديداته ، القصة تبدو واقعية جداً ، أليس كذلك ؟
نظرت إلى سوهو بحدة ثم قالت بلهجة قوية ، هؤ لا تقبل أن يدوس لها أحد طرف ، و سرد قصة كهذه على مسامعها تشعرها بأنها تداس منهما ظناً بأنها غبية و ستصدق تلك التُرهات .
ميرسي أريانا: الحقيقة يا سيد سوهو أنك إختطفتها يوم حفل الخِطبة و تزوجتها بالقوة كما هو واضح على خنصريكما الأيسريين ثم تأتي لتقول لي "أخذتها بإرادتها" ، لستُ بهذا الغباء لأصدق ، كان عليك أن تلفق كذبة معقولة أصدقها ، أما الآن ....
توجهت ميرسي أريانا نحو ماريا باسطة كفيها على كتفي ماريا ثم قالت لها بنبرة هادئة ، علّها طمأنتها و خففت العبء عنها .
ميرسي أريانا: لا تخافي منه و أخبريني يا ماريا بالحقيقة ، إن أردتِ أن تبقي هنا ستبقي أم أنكِ ستذهبين معه كما وعدتيه خوفاً منه وقتها ستذهبين و سأمثل دور الغبية التي صدقت كذبتكما ، أنا أمنحكِ الخيار بالفعل فاختاري ما شئتِ دون خوف ، و أعدك إن عدتِ إلى هنا لن يستطيع الإقتراب منكِ أبداً ، سأضع لكِ حراس يحمونكِ ، لكن إن ذهبتِ لن أمنعكِ هذا خيارك ، لكنني لن أفرض عليكِ حمايتي .
تفكرت ماريا بالأمر قليلاً و بجدية ، إن وافقت الآن فهي ستتحرر من أسره و ستصبح حرة مرة أخرى و للأبد ، لكنها ستخذله و تخلف بوعدها و هو لن يوفر فرصة للإنتقام منها ، و إن رفضت الآن فهي بالفعل خسرت كل شيء ، ستكون خسارتها عظيمة بحق ، لكنها تريثت تفكر به و بها ، بعلاقتهما معاً ، هو إن لم يكن يملك أثر له بروحها يتحدث عنه فله بجسدها بالفعل ، إن رفضت لن تخلف بوعدها له أو تخذله على الأقل لذلك هي أبانت رفضها قائلة .
ماريا : لا ، أريد أن أذهب مع زوجي .
تنهدت ميرسي أريانا و سألتها .
ميرسي أريانا : متأكدة من خيارك هذا ؟ لا رجعة فيه يا ماريا !
رمشت ماريا و بداخلها صوت يدفعها لتعود أدراجها ، لكنها أومئت لها ثم قالت بثبات رغم أنها بالداخل ترتجف ، تنهدت ميرسي أريانا مجدداً ثم همست .
ميرسي أريانا : حسناً كما تريدين ، لكن تذكري جيداً أن هذا قراركِ غير مُجبَرة عليه ، و أنا تعهدت حمايتكِ و أنتِ الآن رفضتِ فما عاد بوسعي فعل شيء مبدئياً ، لكن الأمر لم ينتهي هنا ، لي نقاش طويل جداً معك سوهو و سأدعوك إليه قريباً .
أومئ لها سوهو بموافقة ثم نهض و نهضت ماريا معه ، خرجا من المنزل متشابكي الأيدي تمثيلاً لسعادة و وِفاق غير موجود ، عاد بماريا إلى منزله و قد شعر بكم هي صادقة و كم الوفاء الذي تملكه عندما ترتبط بوعدها ، نطق بينما هم بالسيارة .
سوهو : شكراً لكِ لأنكِ صدقتِ معي .
أومئت له دون أن تنظر إليه ، تسند رأسها على نافذة السيارة و تفكر بتبعات خيارها الحر ذاك في المستقبل ، أستندم ؟ نظرت إلى سوهو ، بالتأكيد ستفعل .
.......................................................
أما إيزابيلا و بيكهيون ، فهي قد إستمعت طوال طريق عودتهم إلى المنزل إلى كلماته المُعجبة و غزله الصريح الجريء بأنوثتها و نعومتها ، لا تنكر أن أن كلماته أرضت أنوثتها و أكبر شاهد هي الحُمرة التي إنتشرت على وجنتيها خجلاً ليقهقه هو بعلو ، هي بالفعل كانت حذابة اليوم .
وصلا إلى المنزل فنزلت من السيارة قبلة و سارعت بخطواتها لتسبقه إلى المنزل خجلاً منه و لتتجنب كلماته هذه ، لكن إلى أين تهرب ؟ فكل مكان تدوسه قدمها هو له بالفعل ، قهقه ليتبعها بخطوات رزينة ثابتة ، وصلته مهاتفة قبل أن يصعد إليها فتنهد بأستياء و أجاب على هذا الذي قطع عليه اللحظة .
بينما هي صعدت بالفعل إلى غرفتهما لتغير ثوبها الطويل ، لكن إتصال ما من رقم مجهول ورد لها هي الأخرى ، ترددت في الرد أو عدمه لكنها إختارت أن ترد بعد أن تكرر الإتصال عدة مرات فبدى من يتصل مُلِحّاً على إجابته لذا خمنت أنه ليس مخطئ ، ظنت أنها ربما إحدى الفتيات فرحبت بلطف يحوي سؤالاً .
إيزابيلا : مرحبا ؟
وصلها صوت لطالما رغبت بصم أذنيها عنه و مسحه من ذاكرتها ، صوت لطالما كرهته و سمعته في أكثر كوابيسها رعباً .
شوقا : أهلاً صغيرتي .
أنقبضا حاجبيها بغضب لتتسآل .
إيزابيلا : ماذا تريد مني أنت؟
همس ب" اووه!" مستعحباً ردها القوي ثم مثل التفكير ، جهز إجابة وقحة مثله ، لكنها ما سمعت رده عندما سُحِبَ الهاتف من يدها بقوة ، إلتفتت لتنظر لساحبه ، إنه بيكهيون !!!
نظرت له بتوتر و هو يستمع لإجابة الآخر الوقحة بينما وجهه إنكمش بالغضب فعلاً .
شوقا : امممم...أريد جسدكِ ، أريد أن ألمس بشرتكِ الشقراء ، أشتم شعركِ الأصفر و أنام عليه ، أتوه بخضراوتيكِ بلون ورق الشجر ، أريد أن أقبل ..
قاطعه بيكهيون صارخاً بغضب فما عاد يتحمل أن يسمع المزيد .
بيكهيون : إخرس ، اللعنة عليك .
قهقه شوقا بسخرية و هتف .
شوقا : اوووه ! هذا أنت إذن ؟ يا رجل لِمَ لم تخبرني ؟ لكنتُ أستفزتك بالحديث أكثر .
تمتم بيكهيون بغضب شديد ، ؤشعر بأن دمه الذي يجري في عروقه يغلي في قدر على لهب و أعصابه تتمزق كما لو أن سكين تقطعها .
بيكهيون : أنت من عِداد الموتى .
رمى هاتفها من يده ليرتطم بالأرض و يرتد على الحائط لتشهق هي بقوة خائفة ، إلتفت لأيزابيلا التي تبتعد عنه بخوف و قد كلح وجهه ليهمس بين أسنانه المتراصة .
بيكهيون : و أنتِ من عداد الموتى أيضاً .
.............................................
سلاااااام
تفاعلكم يعكس إهتمامكم أو عدمه
1. هل توقعتم بداية أن يوافق سوهو على ذهاب ماريا لزفاف ؟ و هل توقعتم أن ماريا ستفي بوعدها ؟
2. رأيكم بتصرف ميرسي أريانا و ردة فعلها ؟ و هل ستصمت على فعلة سوهو ؟
3. رأيكم بالعروسين و رومانسيتهما ؟ و هل سيأتي يوم تحب كاثرين به كاي ؟
4. يا ترى ماذا سيفعل بيكهيون ؟ و كيف ستكون ردة فعله حول مكالمة شوقا ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі