Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter Six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-Nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Chapter Fifty-four
Chapter Fifty-five
Chapter Fifry-six
Chapter Fifty-seven
Chapter Fifty-eight
Chapter Fifty-nine
Chapter Sixty
Chapter Sixty-one
Chapter Sixty-two
Chapter Sixty-three
Chapter Sixty-four
Chapter Sixty-five
Chapter Sixty-six
Chapter Sixty-seven
Chapter Sixty-eight
Chapter Sixty-nine
Chapter Seventy
Chapter Seventy-one
Chapter Seventy-two
Chapter Seventy-three
Chapter Seventy-four
Chapter Seventy-five
Chapter Seventy-six
Chapter Seventy-seven
Chapter Seventy-eight
Chapter Seventy-nine
Chapter Eighty
Chapter Eighty-one
Chapter Eighty-two
Chapter Eighty-three
Chapter Eighty-four
Chapter Eighty-five
Chapter Eighty-six
Chapter Eighty-seven
Chapter Eighty-eight
Chapter Eighty-nine
Chapter Ninty
Chapter Ninty-one
Chapter Ninty-two
Chapter Ninty-three
Chapter Ninty-four
Chapter Ninty-five
Chapter Ninty-six
Chapter Ninty-seven
Chapter Ninty-eight
Chapter Ninty-nine
Chapter A Hundred The End
Chapter Ninty-seven
" حاسبكَ الله ! "



لا الحب يلمع في عينيك و لا العشق يحوي كفيك و تصر بأنك لست بتاركي ، أي نار جمعتني بك ؟ أي عذاب ؟!














أضلمت السماء فعلاً و هو ما زال جالساً في سيارته بهدوءٍ تام ، ليس متضجعاً بل شارد الذهن ، يفكر بالكثير و لا يعرف بماذا بالضبط ، لقد ملّ الحياة و مشاكلها التي تتكوم على رأسه كنقير الصيصان في العش .

ما يجعله صابراً و ثابتاً ليس إلا هن ، أميراته الثلاث ، لكن أميرته الأولى باتت ترهقه أيضاً ، لِمَ لا يجد في كلامها العُذر الذي يستسيغه رغم أنه كان مقنعاً ؟ هي حفاظاً على حياته إبتعدت ، و لكن ببُعدِها عنه مات ألف مرة يتوسل ترياقه - هي - المسموم و به العلاج للرجوع .

لقد أثقل عليها ، يعلم ، لكنه لا يأبه ، لقد شفى غليله من بعدها ، غليله الذي عذبه و هو عليماً بأنها قضته تحترق ، آلمه أنه لم يكن بجانبها أثناء ولادتها ، لم يكن ليواسيها و يساعدها و يخفف عنها الألم بالقُبل و بأسوء الأحوال لسمح لها بشتمه لإنه من بعث طفلتيه داخلها .

أسند رأسه على المقود متنهداً ثم أغمض عينيه ، صراخها المتألم ما زال يعج في أذنيه ، لقد وجد به المتعة ، ليس مرضاً و إنما إشتاقه على آية حال فثابر حتى يسمعه عالياً في أذنيه ، جسدها ، الذي تركه ممزقاً جريحاً يصرخ الوجع بكتمان فاجئه ما رأى به .

هذا ليس جسد لإمرأة حديثة الولادة بل لفتاة عذراء ما مُسَّت من قبل ، كان هزيلاً و ضعيفاً ، قشة قد تفصمه فكان من السهل عليه تحطيمه ، لقد عكس ما عاشت من ألم في بُعدِه بين أيدي لا ترحم لتعود إلى يديه التي بُتِرت جذور الرحمة منها مسبقاً .

ليست نفاساً و لا ترضع الطفلتين منها ، عقد حاجبيه و رفع رأسه ، أيعاني جسدها تدهور صحي خطير ؟ ما ظن أنه يستطيع أخذها بالكامل فلبرما كانت نفسى و لكنها لم تكن كذلك ، ما المشكلة ؟ عليه التأكد من أنها بخير و فوراً .

ترجل من سيارته على مضض ثم فتح أبواب سجنه ليصعد درجات السُلّم ، نظر إلى حيث كان يرتشف العسل منها لكنها ليست هنا ، نادى عليها بصوت ثخين دون أن يصله الرد ، دخل الغرفة الوردية ذات الباب المفتوح ، نظر إلى حيث هي و استل نفساً .

نظر داخل السريرين حيث طفلتيّه نائمتين ثم أشاح إلى أمهن زوجته حيث ترقد على الكنبة الصغيرة بضعف بجسد شبه مستور بقماش أبيض ، إقترب منها ، مدّ ذراعيه كي يحملها بينهما و لكنه سرعان ما عزف عن الفكرة ، القسوة أجمل و تليق به حالياً ، نادى عليها بصوت ثخيناً يناديها مصطنعاً الإنزعاج.

بيكهيون : إيزابيلا ، انهضي فوراً !
فتحت عيناها ببطء ثم نظرت إليه بتشويش حتى توضحت الصورة أمامها و تذكرت ما فعله بها ، أخفضت بصرها عنه و جلست على الكنبة دون النظر إليه ، نظر إليها تلك القماشة تكاد أن تسقط ، أشاح ببصره جانباً لا يريد أن يغويه جمالها بجهل منها مجدداً .

أمر بغلاظة بينما هي تستمع ، فليس بيدها سوى الإستماع .
بيكهيون : إنهضي و ارتدي ثيابكِ ، جهزي الطفلتين أيضاً ، سنخرج ، حسناً ؟
أومأت برأسها المُخفَض ليهمس بِ " جيد " ثم خرج من الغرفة ، ذهب إلى غرفته التي يتشاركها مع زوجته و أخذ منشفه ثم توجه إلى دورة المياه ليأخذ حماماً دافئاً .

إما إيزابيلا ، فلقد ذرفت دمعة ثمنية قبل أن تمسحها بغلاظة من على وجنتها ، وقفت مستندة على ذراع الأريكة و وجهها يظهر ألم أضلعها ، تقدمت نحو السريرين حيث الطفلتين نائمتين ثم تقدمت نحو الدولاب لتخرج لهن ثياب متطابقة الشكل مختلفة اللون .

جهزت الطفلتين ثم غادرت غرفتهن إلى خاصتها ، فتحت الباب ثم دخلت ، أخرجت لها فستان أبيض طويل ، فلا يكشف أي إنش من بشرتها المشوهة فعلياً بيد زوجها الراقي ذوقاً .

حملت ما يلزمها من ثياب و همّت بالخروج لكن زوجها إستوقفها قبل أن يدير كفها مقبض الباب بصوت بارد .
بيكهيون : إستحمي هنا ، لقد أنتهيت .

إلتفتت إلى مكانه دون أن تنظر إليه ثم ودّت المرور من جانبه بسلام ، لكنه بالتأكيد لن يحقق أمانيها الصغيرة بل عكف أصابعه حول ذراعها الهزيل و جعلها تقف أمامه فما كان منها إلا أن تتحاشى النظر إليه ليس فقط خوفاً منه بل لإنه لا يستتر سوى بمنشفة بيضاء تلف خصره .

وضع أصابعه على فكها الناعم رغم حدته ، رفع رأسها ببعض القوة جعلتها تشهق بخفوت ألماً إلى وجهه ينظر إليها ، إنكمشت ملامحها بألم فموضع أصابعه هناك كدمة زرقاء تسبب بها بشفتيه ، نظر إلى شفتيها المجروحتين يود إلتهامهما دون هوادة فلا يكتفي .

علمت ما يريده من إستوقافها من لمح عينيه مرة يتيمة و حالما زلف إلى شفتيها حركت رقبتها جانباً ترفضه ، كان عالماً بأنها ستفعل ذلك و لكن ما من شيء يخالف إرادته حتى إرادتها ، أعاد رأسها من شعرها بحدة و التقف شفتيها بشفتيه يقبلها بقوة و كأنه لم يكُ يفعل قبل سويعات .

إمتعضت ملامحها بألم فوضعت كفيها المرتجفين على منكبيه العاريين تحاول دفع ضره عنها و لكن أية قوة تخال نفسها مالكة ؟! شهقت باكية و الدموع مسراب على وجنتيها عندما قضم جروح شفتيها بأسنانه ، همست بتقطع في فمه كلما إستطاعت .
إيزابيلا : أرجوك ، أتركني ، تؤلمني ! 

ما أبه بما قالت بل ما سمع إصلاً فهو مغمور بها و كأنه يقبلها لأول مرة ، ضربت صدره المكشوف بقبضتيها الخفيفتين عدة مرات حتى حررها من نفسه بملئ شوقه ، إنسحبت من أمامه فوراً قبل أن تظلم عيناه بالرغبة مجدداً فيمنعها من المرور ، دخلت إلى دورة المياه و أغلقت الباب خلفها ثم أستندت عليه تبكي دون صوت يفتضح دموعها المُنسابة .

أما هو فبقي يلاحق ظلها بعينيه المظلمة حتى إختفت خلف الباب و هو عليماً أنها تبكي خلفه ، وضع يده على صدره علّ أنفاسه الهوجاء هدأت ، إرتدى ثياب مناسبة لوجهته ثم خرج إلى غرفة الطفلتين من جديد .

الطفلتين كانتا مستيقظتين فما كان بوسعه سوى الإبتسام فها هو يرى أعينهن لأول مرة ، جفونه و حدقتيها الخضراوتين ، مزيج بينه و زوجته ، و بجمال طبيعي إلتقفت بيول سبابة والدها بين أصابعها الصغيرة جداً عندما كان يعبث بيدها الصغيرة .

ضحك بخفة قبل أن يضع سبابته الأخرى بيد ميرسي أريانا ، لاعبهن بوجه باسم و هو يحرك أيديهن بإتجاهين أفقيّياً يميناً يساراً ، حمل الصغيرتين و أخذهن إلى الطابق السفلي ثم وضعهن على الأريكة الكبيرة ، ثم ذهب و عاد أدراجه سريعاً يحمل العربة الوردية المزدوجة ، وضع الطفلتين بها ثم جلس مقابلهن على الكنبة ينظر إليهن بسعادة .

بعد هُنيهة شعر بزوجته قريبة ، إلتفت حتى ينظر إليها و سُرعان ما إمتعضت ملامحه بغضب جعلتها تبتلع جوفها مُرتجفة ، وقفت على بعد منه و هو ما زال ينظر إليها بذات الإمتعاض ، أشاح ببصره عنها ثم أمر ببرود .
بيكهيون : إذهبي و بدلي فستانكِ !

همست ب " لكن " معترضة أمره بخفوت ليعترضها متهجماً بغضب حالما وقف و التقف ذراعيها بقبضتيه.
بيكهيون : اغربي و نفذي فوراً ، لا ترتدي الأبيض إلا بالمنزل ، أتفهمين ؟!
همست بوجع منبعث من جسدها و قلبها معاً .
إيزابيلا : حسناً سأبدله ، لا تغضب علي !

دفعها من ذراعيها بعيداً عنه لتقع على الكنبة التي كان يجلس عليها ، إلتفتت إليه برأسها حيث يعطيها ظهره و ذرفت الدموع قهراً ، لكنها صعدت لتبدل ثيابه تجنباً لشره .

عادت بعد دقائق قليلة ترتدي ثوباً أسود بنفس طول السابق ، نظر إلى جسدها ببرود ثم أشار لها أن تتأخره بالعربة ، وضع العربة في مؤخرة السيارة و وضعت إيزابيلا الطفلتين في الحاضنتين في الكرسي الخلفي ثم صعدت إلى جانبه و انطلق بالسيارة .

أسندت مرفقها على النافذة و وجنتها براحة يدها ثم أخذت تنظر للخارج بهدوء ، رغم فضولها لمعرفة أين سيأخذها لكنها لن تبادر بقطع الصمت بينهما و ترجو بأن لا يفعل فلقد ملّت التناوش معه مبكراً و لا تود أن تكون ضحية بطشه مجدداً .

أما هو فيخطف النظر إليها كل دقائق يسيرة دون أن تلاحظه ، فضوليّ عما يدور في رأسها من أفكار ، إصطف أمام باب المسشفى ثم استرعى إهتمامها عندما أمرها ببرود .
بيكهيون : ترجلي هيا !

إلتفتت إليه قابضة حاجبيها بإستفهام ثم نظرت إلى المبنى التي تصطف السيارة أمامه لتعلم ماهيته ، تنهدت ثم ترجلت بعدما فعل ، وضع بيكهيون الطفلتين في العربة ثم تركها حتى تدفعها بنفسها ففعلت بصمت بينما هو يتقدمها بعنجهية وقحة .

دخل قسم الطفولة و الأمومة ثم حدّث الطاقم أن يدخلو زوجته و طفلاته للفحص تقديماً على الدور بواسطة تواقيعه المُهداة ، تبسمت خلفه بسخرية ثم أشاحت ببصرها جانباً ، تمتمت بِ"متعالٍ" بخفوت لا يسمعه .

دخلت إلى عيادة الطبيبة التي كانت تراقب حالتها أثناء الحمل لتندفع الأخيرة تحتضنها بهلع قائلة .
" يا إلهي ! السيدة بيون ! حمداً لله على سلامتك ! لقد أفجعني ما سمعته ، أتمنى أنكِ بخير الآن ؟!

قاطع بيكهيون اللحظة الحميمة قائلاً بهدوء واجم .
بيكهيون : لقد أحضرتها لتتأكدي إن كانت بخير أم لا ؟
إلتفتت إليه إيزابيلا مفجوعة بما قاله ، إن كان يخاف عليها من الضر فلِمَ يضرها بيديه إذن ؟ إلتفتت مجدداً أمامها عندما أمرها برأسه أن تفعل .

أشارت لها الطبيبة بأن تستلقي على السرير حتى تفحصها ففعلت كدمية مُسيّرة ، حاذى جسد بيكهيون السرير يطالع زوجته الممدة بهدوء ، أخذت الطبيبة مؤشراتها الحيوية ، نظرت إليه الطبيبة بإرتباك ثم همست .
الطبيبة : سيد بيون ، علي أن أفحص زوجتك فحصاً نسائياً خاص ، فهلّا أذِنت لنا بالبقاء وحدنا من فضلك ؟

نفى بيكهيون بحاجبيه ثم همس ببرود .
بيكهيون : ليس هناك شيء يخص زوجتي و لا يخصني ، افعلي ما تريدين بوجودي .
إلتفتت إليه إيزابيلا بحرج ثم حدثته بخجل شديد .
إيزابيلا : أخرج قليلاً فقط أرجوك و سأوافيك بعد دقائق !

أسند ذراعيه بقبضتيه على ملائة السرير من كلا جانبيها قرب رأسها ثم أنخفض بجسده حتى تلاقى وجهها المُحمر خجلاً مع وجهه الصامد دون تعابير ، همس لها .
بيكهيون : رغم أنني رئيت كل شيء لكنني لن أرى شيئاً الآن .

تمتمت هي بحرج و إنزعاج هامّة بالنهوض .
إيزابيلا : إذن لا أريد أن أجري أية فحوص !
ردعها بدفعها على السرير مجدداً ثم صرّ أسنانه مُعلِماً.
بيكهيون : لستِ مُخيرة سيدة بيون !

نظرت إليه و الدموع متجمعة بعينيها  ، إلى هذا الحد يود إشعارها بمشاعر متضاربة لا تقوى عليها ؟ أشار لطبيبة أن تتابع عملها ، إبتلعت الأخرى جوفها فما سبق أن بقي زوج مع زوجته عندما تخضع لهكذا فحص سريري لكن بيون بيكهيون دوماً إستثناء .

إمتعضت ملامح إيزابيلا بالألم و سرعان ما أطلقت صرخة ألم باكية بعنف و هي تشعر بسكين تخترق حوضها ، صرخ بيكهيون بغضب على الطبيبة .
بيكهيون: لا تؤلميها !

إنتفضت الطبيبة لجهورية صوته ثم همست بخوف .
الطبيبة : سيدي ، لقد أجريت لها فحصاً لرحمها ، إنه متضرر جداً لذلك تألمت !

أخذت إيزابيلا تبكي بقوة لحدة الألم فأخذها بيكهيون بين ذراعيه يحتضن جذعها إلى صدره أما هي تمسكت بكتفيه بذراعيها و غمرت رأسها برقبته تهمس معبرة عن ألمها تغيُباً عن الواقع فالألم سيطر عليها .

تنهدت إيزابيلا بعمق مرجعة رأسها إلى الخلف عندما زال الألم فجأة حتى واجه وجه زوجها رقبتها الملونة بعنف ، إبتلع جوفه بمرارة شوقاً لا يعلم الإكتفاء أبداً ، ما زالت تتشبث بكتفيه و ما زال يحتضن جذعها حتى أعلنت الطبيبة أنها أنتهت .

تحمحمت الطبيبة بحرج قبل أن تزلف منهما مُعلِمة .
الطبيبة : أحتاج فحص صدركِ سيدة بيون لأعلم إن كان هناك مشكلة أيضاً .
نظرت إيزابيلا إلى بيكهيون برجاء علّه خرج و لكن نظر عينيه بدى صارماً و لا نقاش به .

إستسلمت متنهدة فهو لن يخرج و لن يتركها دون أن تخضع للفحص و على آية حال فلقد رأى بأُم عينيه كل شيء مسبقاً ، أنزلت حواف الفستان عن أكتافها بعدما أخفض لها السحاب دون أن تطلبه ، فحصتها الطبيبة بينما هي تخفض رأسها خجلاً فزوجها الوقح الجريء فوق رأسها لا يخجل و لا ينحرج بل مستمتعاً بما يرى .

إنتهت الطبيبة ثم أنسحبت إلى مكتبها ، فَرِغ المكان للزوجين الحالمين ، طبع بيكهيون قبلة مستغلاً الفرصة على كتف زوجته العاري لتنشز بخفة ناعمة ، رفع سحاب فستانها حتى يستر ما يملكه ثم خرج بصمت ، نظرت إلى ممشاه بإمتعاض قبل أن تنهض و تتبعه .

جلست أمام مكتب الطبيبة مقابلاً لزوجها حتى تعلمهما بالنتائج فنبست الأخيرة غير راضية .
الطبيبة : لقد تبين معي أنها عانت من ولادة عسيرة جداً فالرحم متضرر و يبدو لي أن سبب ولادتها ما كان طبيعياً بل أنها عُنِفت لتلِد .

أومئت إيزابيلا مُقرة ثم همست مستذكر مآسيها .
إيزابيلا : هذا صحيح ، الذي خطفني لكمني ببطني كثيراً فتسببت لي لكماته بالولادة .

نظر إليها بيكهيون و قبضته محكمة تحت ذقنه بغضب و وجهه محتقن ، أقَسَمَ أن ذلك المسخ لن يفر دون عقاب يستحقه ، أكملت الطبيبة دون مواربة .
الطبيبة : بهذه الفترة وجب أن تكوني نفسى لكنكِ لستِ كذلك ، كم بقيتِ نفسى ؟
تحمحت إيزابيلا بخجل فعينا ذاك الرجل مقابلها تتفرسها بشراسة فهمست .
إيزابيلا : لقد بقيت عشرون يوماً فقط .

أومئت لها الطبيبة ثم أجابتها .
الطبيبة : المعدل الطبيعي أربعين يوماً كما تعلمين ، الأمر ليس خطيراً لكن عليكِ توخي الحذر دوماً من أي مضاعفات قد تطرأ معكِ ، أما بالنسبة للحليب فلا يُنتَج لإن جسدكِ هزيل ،  سأكتب لكِ بعض المقويات حتى يشتد عودك .

أومئت لها إيزابيلا مجدداً لتقوم الطبيبة بملئ أوراقها ، رفعت الطبيبة رأسها مجدداً ثم استطردت بحرج.
الطبيبة : تبين معي أيضاً أنكِ تعرضتِ للتعنيف منذ ساعات قليلة ، أرجو أن تكونا حذرين فأجهزتك الداخلية و الخارجية سيدة بيون قد تتعرض لمشكلة خطيرة إن تكرر الأمر .

أخفضت إيزابيلا رأسها بخجل شديد و هي تكمش على فستانها بأناملها الناعمة بشدة بينما هو يراقب إنفعلاتها بعمق ، همس بشرود محدثاً الطبيبة .
بيكهيون : أنا المخطئ ، لقد أشتقتها فعنفتها بساعة غضب و ما كان بيدها أن تدفعني ، سأكون حذراً .

هبّ واقفاً على قدميه ثم مد قبضته لينتشل ذراعها و جعلها تقف على قدميها ثم سحبها خلفه دون أن يودع أو يدعها تفعل ، هي كانت تنظر لظهره بشرود ، مشاعر كثيرة تخالجها و لا تميزها عين قلبها .

أصطحبها إلى قسم الأطفال حيث تم فحص الطفلتين و إعطائهما التطاعيم اللازمة ثم خرجا بعد أن تأكدا بأن صحة الطفلتين بخير و مثالية .





...............................................






تقفقف قلبها ذعراً و هي تنظر من النافذة إلى ذلك الكلب الكبير الذي إشتراه زوجها و وضعه في حديقة المنزل ، بل إن الأمر لم يقتصر على ذلك ؛ فلقد اشترى له بيتاً و تركه حراً طليقاً يمرح في الحديقة و ينبح .

دخل تشانيول إلى المنزل لتأتيه زوجته فوراً تقف أمامه متخصرة بغُل ، أردفت بحقد .
ميرسي أريانا : ينقصه تدفئة مركزية فقط ! لِمَ لا تدخله ليعيش معنا هنا في الداخل ؟!

رفع تشانيول حاجبه بسخرية و ابتسم بجانبية أخمدت كل نيرانها المشتعلة لتقع له عاشقة مجدداً .
تشانيول : ربما سأفعل !
قبضت حاجبيها الرقيقين ساخطة عليه عندما ولّاها ظهره و انسحب من أمامها .

صعد درجات السلم إلى غرفته فتبعته و هي ترجوه العزوف عن قراره .
ميرسي أريانا : أرجوك يا تشانيول أعده من حيث أتيت به ، أعدك أنني لن أخرج من المنزل دون أذنك أبداً ، أفعل بي ما شئت إن أنا فعلت .

صمّ أذنيه عن رجائها المرير و توسلاتها و هو يتمدد على السرير متنهداً بتعب ، صعدت من الجانب الآخر و جلست بجانبه ثم وضعت كفها على صدره و همست قابضة ملامحها بحزن .
ميرسي أريانا : ماذا قلت ؟

وضع ذراعه تحت رأسه ثم أخذ أحد خصلها المنسابة حولها يتحسسها ثم همس بنبرة مستهترة .
تشانيول : امممم أعجبني إقتراحكِ و لكنني سأفعله مع بقاء الكلب هنا .

أطلقت صوتاً متدلِلاً تشكوه منه إليه و هي تضرب صدره بخفة إحتجاجاً .
ميرسي أريانا : لماذا أنت لئيم هكذا ؟
جحظ عينيه ثم همس مستنكراً بينما يشير إلى نفسه بسبابته .
تشانيول : أنا لئيم ؟!!

أومأت له مُبرِزة شفتيها بطفولية فتثبت عليه النعت و يحُول لطفها أن يرد لها الصاع صاعين ، تنهد هو بينما ينظر إليها تدَّعي البرائة ، لقد إختلفت عليه مؤخراً ، لقد إزدادت دلالاً ، لطفاً ، و جموحاً ، يكره الأمر و يحبه معاً ، يكرهه لإنه لا يستطيع ردعها بلطفها الذي يأسره و يحبه لإنه يحب كل ما بها حتى عجائبها .

همس بحنق ، يود تقبيلها حتى تختفي شفتيها البارزتين بلطف تلك بقدر ما يود توبيخها على لسانها الأعجف مؤخراً .
تشانيول : ماذا تريدين ؟
أجابته سريعاً دون أن تبذل مجهوداً في التفكير حتى بينما تبرز شفتيها أكثر .
ميرسي أريانا : قبّلني .

رفع حاجبيه متفاجأً ، منذ زواجهما إلى اليوم ما طلبته هكذا طلب أبداً ، لقد كانت دوماً خجولة رقيقة تنتشر الحُمرة في خديها إن تنفس على بشرتها فقط و الآن تطلبه قبلة ! هناك خطبٌ ما ، هو متأكد ، لقد أصبحت جامحة و تراوده عن نفسه أيضاً .

لكن هذا ما منعه أن يبتسم بحب لها منفذاً رغبتها ، فما من عاقل يدعى بالمجّان إلى النعيم فيرفض ، و هو عاقل ، إذ وضع كفه على مؤخرة رأسها و قرب وجهها إلى وجهه فتناثرت خصلاتها الطويلة على وجهه .
تشانيول : تعالي إلي .

جعل شفتيه تلمس شفتيها برفق ليهمس بصوت خفيض .
تشانيول : أتغويني ؟
نفت برأسها ليبتسم فأعاد الهمس .
تشانيول : تراوديني عن نفسي ؟
أومئت له بإيجاب فابتسم قائلاً .
تشانيول : و ما الفرق بينهما ؟

همست هي دون خجل بإثارة و شفتيها تلمس شفتيه بكل كلمة تنطق بها .
ميرسي أريانا: أنا لم أفعل شيء جريء ، أنا فقط طلبت منك صراحة أن تقبلني .

قبّل شفتيها حالما أنهت كلامها لتنخرط معه تبادله بنعومة و كفيها يجولان على صدره بإغراء و كفيه مغروزان بشعرها يداعبه ، فصل القبلة بعد مرور وقت طويل رأفةً بأنفاسها ، لكنها إلتقفت نفساً يتيماً قبل أن تقبل عنقه بنعومة جعلته يتأوه بخشونة و تنهد بسخط ، رفع رأسها من شعرها ليقبل شفتيها من جديد و طرحها على السرير ثم إعتلاها دون أن يفصل سلسة قبلاته .

إرتفع عنها ليلهث أنفاسه المتقطعة ثم همس أثناء ذلك و الرغبة تنتشله منه إليها .
تشانيول : لطالما كنتِ خجولة ، لكنكِ الآن جامحة تثيرين جنوني ! ما الأمر ؟!
تبسمت هي بحب ثم همست بينما تمرر سبابتها على تقاسيم وجهه الجذابة .
ميرسي أريانا : لا أعلم ، و لكنني أحبك أكثر فأشتاقك مهووساً بي .

تبسم لها بحب صامتاً لتكمل هي بعدما أنام وجنته في راحة كفها .
ميرسي أريانا : أشعر أن هناك شيء غريب علي داخلي ، يجعلني سعيدة و يحصر تفكيري بك كلياً .
غمز لها بعبث ثم همس بوقاحة .
تشانيول : ربما أثري خلَّف بكِ قطعة لي داخِلك .

ضحكت هي تفهم قصده المنحرف من كلماته المُنمَّقة ثم تنهدت حالمة .
ميرسي أريانا : اااه أتمنى ذلك !
سُرعان ما إتسعت عيناها و نظرت إلى زوجها فعقد حاجبيه متسألاً .
تشانيول : ما بالكِ ؟!

بقت صامتة بينما تتذكر اليوم الذي وجدت به شوقا في الصيدلية و تذكرت سبب ذهابها إلى هناك فهتفت موبخة نفسها .
ميرسي أريانا: غبية ! كيف نسيتِ ؟! 
كتم ضحكته متسألاً .
تشانيول : من هي ؟!

أشارت إلى نفسها و هتفت بعصبية .
ميرسي أريانا: أنا ! أنا مغفلة و حمقاء أيضاً !
إهتز جسده ضاحكاً  قبل أن ينهيها .
تشانيول: لا تشتمي زوجتي !

هتفت بغيظ .
ميرسي أريانا : تلك اللعينة !
تسآل مستفهماً .
تشانيول : من هي ؟
صرخت بغضب بينما تقفز من على السرير .
ميرسي أريانا: زوجتك !

قهقه عالياً بينما يقف ثم إحتضنها من الخلف قائلاً .
تشانيول : ما بِك ؟!
وضعت كفيها على ذراعيه اللذان يحيطانها بتملك ثم أردفت و قد أخمدت ثورانها .
ميرسي أريانا : أحتاج شيئاً من الخارج .

وضع ذقنه على كتفها ثم همس .
تشانيول : لن تخرجي .
إلتفتت إليه قائلة بإصرار .
ميرسي أريانا : لكنني أحتاجه !
تنهد بينما يجيبها .
تشانيول : أنا سأحضره لكِ ، ماذا تريدين ؟

داعبت أصابعها بخجل ثم أردفت على الأستحياء جعله يستنكر أنها ذات الإمرأة الجامحة قبل دقائق.
ميرسي أريانا: أريد جهاز إختبار الحمل .
صرخ مفجوعاً بفرح جعلها تتراجع للخلف بذهول .
تشانيول : ماذا؟! حقاً ؟! أنتِ حامل ؟!

ضحكت بخفة ثم إقتربت منه و على وجهها إبتسامة زاهية ثم أحاطت عنقه بذراعيها لتهمس بتحبب .
ميرسي أريانا: قلتُ أريد جهاز الإختبار لم أقل أنني حامل .
عقد حاجبيه ثم تسآل .
تشانيول: أنقطعت عنكِ العادة الشهرية ؟ ما هو تاريخ اليوم ؟ ألا يجب أن تكوني حائض في هذا التاريخ ؟

تحمحت بخجل شديد و شعرت بكفيها يتعرقان حرجاً ثم همست بتأتأة خَجِلة ظريفة .
ميرسي أريانا : نعم إنقطعت .
قهقه بفرح عارم قبل أن يحتضنها بقوة حتى شعرت بأن عضامها سُحِقَت بين عضلات صدره و ذراعيه المفتولة ، لكنها لم تعترض بل جعلته يعبر عن فرحه حتى لو على حساب سلامتها ، لا يهم .

تنفست بقوة حالما أرخى قيوده حولها فقبل جبينها و هتف على إستعجال .
تشانيول : سأذهب لأحضره لن أتأخر .
ضحكت هي بينما تبصره يهرول للخارج على عجلة من أمره و الأمل يملئ عينيه و ينتشيه .

تنهدت بعدما ذهب بسيارته و هي على علم بأنه ذهب ليقصد أقرب صيدلية ، ترجو الله أن لا ينطمر فرحه و لا تخيب ، رفعت نظرها نحو السماء راجية الله .
ميرسي أريانا: يا إلهي أتمم عليه فرحته بطفلٍ بعثته منه داخلي .

أسندت رأسها على النافذة و عقدت ذراعيها إلى صدرها تنتظر قدومه فلمحت ذاك الكلب البغيض يمرح بالحديقة فتأفأفت ساخطة .
ميرسي أريانا: زوجٌ سيء !

بعد دقائق يسيرة من الإنتظار كانت ترى سيارته تقترب ، صفها في مكانها ثم خرج كما دخل مهرولاً على عجلة من أمره ، طاب لها رؤيته متشوقاً مليئاً بالحب و الأمل فرسمت إبتسامة عاشقة على ثغرها .

إلتفت إليه باسمة حينما وَلَجَ الغرفة لاهثاً أنفاسه بخفة ، إقترب منها سريعاً ثم أخذ كفها باسطاً راحتها و وضع الجهاز بيدها ثم هتف متنفساً بإضطراب .
تشانيول : هيا أجري الإختبار ، هيا !

حثّها على الدخول إلى دورة المياه ثم وقف بمحاذاة الباب ، أما هي فأجرت الإختبار ثم إتكئت إلى الحوض تنتظر النتيجة ، مرت دقائق يسيرة على قلبه طويلة و هو يستعجلها بالخروج .

ظهرت النتيجة أخيراً إنها إيجابية مما يعني أنها حامل ، تبسمت ملئ شدقيها ثم فتحت الباب لترتمي على صدر زوجها الذي ينتظرها بالخارج و هي تتقافز فرحاً .
ميرسي أريانا: النتيجة إيجابية ! أنا حامل !!

قهقه هو بسعادة قبل أن يرفعها بذراعيه و يدور بها صارخاً بسعادة .
تشانيول : سأصبح أب ، سأصبح أب !
قهقهت هي بفرح غامر و هي تتفاعل معه بفرح .

سُرعان ما حملها بين ذراعيه و وضعها على السرير برفق قائلاً بإبتسامة تزين شفتيه .
تشانيول : لا تتحركي ، إرتاحي فقط و لا تبذلي مجهوداً !
ضحكت بخفة قبل أن تردف بحب .
ميرسي أريانا: تشانيول ، هذا التحليل ليس مضموناً ، ثم إن المرأة الحامل تحتاج للحركة !

حاولت النهوض من مضجعها فكان لها بالمرصاد حيث ردها ممدة على السرير ثم هتف بتهديد .
تشانيول : قلتُ لا تتحركي ، لن أسمح لكِ حتى نزور الطبيبة المختصة و هي ترشدني كيف أعتني بكِ ، فهمتِ ؟
أومئت له مُتكتِمة على ضحكاتها فانسحب من أمامها فوراً حتى يحجز موعداً لدى طبيبة نسائية معروفة .




....................................................





حالها لم يتغير منذ وقت طويل جداً ، لقد مر أكثر من شهران و ما زالت الجروح نازفة فهناك من يجددها لها كل يوم ، بنظرة مشمئزة ، لمسة عنيفة ، أو كلام جارح .

لقد شعرت بأن مخزون الحب نفذ سريعاً و كأن عُطب قد أصابه ، هي تحظى بعلاقة باردة مُجحفة معه كالليالي الشتوية المُثلِجة .

هو لم يتخطى الأمر بعد و هي لم تحاول مساعدته بذلك فخوفها منه بأزدياد ينهكها حتى أنه تتجنبه لسلامة بدنها ليس إلا .

تذكرت تلك الليلة التي طلبت بها الطلاق منه صراحة فلا داعي لرباط آسر كالزوجية يجمع قلبين متنافرين كقلبيهما .

كان رده عليها بصفعة أفقدتها توازنها فأحتضنت الأرض و بصوته يصرخ بغضب معلناً تقيده الأبدي لها و لو بسلسة صدئة .
تشين : أخرسي و اللعنة عليكِ !  أنا حتى لو كان إنعاشكِ في التحرر مني سأقبض عليك لتموتي بين ذراعاي و لن تجدي تراباً يأوي جثتك .
ليليتها بكت بحرقة شديدة ، فلا هو يريد تحريرها و لا التَّرحم بها .

كثيراً من الأمور تغيرت و أخرى كثيرة بقت على حالها ، ما زالا يتشاركان ذات السرير لكنهما يوليا بعضهما ظهورهما ، ما زال يدعوها إلى فراشه و يراودها عن نفسها و لكن غصباً فتقضي الليالي تنوح رفضاً و ألماً ، ما زالا يتشاركان نفس الطعام لكن على كرسيين منفصلين ، بكأسين ، و صحنين ، الكثير من الأشياء مشتركة و لكن متنافرة عما كانت عليه في الماضي .

تشعر بجدران هذا المنزل تطبق على أنفاسها فلم ترى ما خارجه منذ شهرين ، لا أحد يأتيها و لا تخرج لأحد ، شعرت بأن الجميع تركها تتسابق مع جوادٍ أصيل بقدمين هزيلتين ، تتعذر لهم أحياناً بإنشغالهم في الحياة عنها ، سُرعان ما ترفض ، ألا يفتقدها أحد و لا حتى ميرسي أريانا ؟! لا أحد ؟!!

جلست على كرسي منفرد أمام النافذة بغرفتها ، حيث تقضي الكثير من الساعات تنظر إلى الخارج بهدوء ، كعصفور جميل ملون وُضِعَ في قفصٍ ذهبي ، الذي رغم بهائه إلا أن الحرية أبهى إليه ، تنهدت و هي تنظر إلى الأشجار التي يكسوها جمال الربيع الأخضر في الحديقة لكن قلبها ما زال عارياً من الدفء كأشجار الشتاء .

حتى هدوء هذا المنزل مُوحِش إن ما جاء هو ليتذمر و يتطلب كالأسياد فلن يُكسر صمته أبداً و لكنها صامتة دوماً و في قلبها هموم دهر ، إنحدر بصرها إلى الشارع الذي تطل عليه النافذة أمام منزلها عندما عجت بالضجيج ، إصطفت أمام بوابة منزلها سيارة سوداء تعرف صاحبها عِز المعرفة .

وقفت سريعاً و شيئاً من الحياة دبَّ فيها و أزهر وجهها بإبتسامة حالما ترجل تايهيونغ من سيارته ثم رفع رأسه إلى نافذتها بعدما خلع نظاراته الشمسية فابتسم بخفة ، هرولت إلى الخارج بِخُفٍ في قدميها ، ركضت إلى الخارج ثم أرتمت عليه تطوق عنقه بذراعيها مشتاقة له .

ضحك هو بخفة و لف ذراعيه حول ظهرها بينما يستمع إليها تشتمه بأفظع الكلمات ، همس بتفكه .
تايهيونغ : لسانكِ هذا يحتاج للقص .
رفع رأسها عن كتفه لتزول إبتسامته سريعاً حينما لمح في عينيها دموع كثيرة توشك على السقط فهمس متحسساً وجنتيها بحب أخوي .
تايهيونغ : لا تبكي ، أنا آسف ، لقد إبتعدت حتى لا أسبب لكِ المزيد من المشاكل مع زوجكِ .

شهقت باكية و هي تضرب صدره بقبضتيها .
آماندا : أتظن أن بُعدك عني عقد هُدنة بيني و زوجي ؟ لقد تأججت مشاكلنا أكثر و ما كنت بجانبي لتحميني أو حتى تواسيني ، أنت صديق سيء ، أنا لا أحبك !

قبض حاجبيه و كفيه يمسحان على ذراعيها بلطف قائلاً .
تايهيونغ: أما زلتِ على شجاركِ الأخير مع تشين ؟!
أومئت له و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت ، أكمل و ملامحه منقضبة بسوء .

تايهيونغ: لا يحتاج الأمر كل هذا التعقيد ، لقد حُلّ الأمر و سيطرنا على الأخبار و الشائعات ، ثم إنكِ كنتِ الضحية لا المُذنبة ، ما أدراكِ أن النادلة معجبة مهووسة به فودت الإنتقام منكِ بدس الخمر و حبوب هلوسة بالعصير ؟ فلِمَ هو مُصر على طرحكِ المذنبة ؟!

نفت برأسها و رفعت بكتفيها بمعنى " لا أعلم " ثم همست بحزن شديد و شهقاتها تُقطّع كلماتها .
آماندا : إنه يكرهني بل لا يطيق النظر بوجهي ، إنه يثابر في إسقاط أشد العذاب بي و أنا ما عدتُ أحتمل ، أنني أعيش الجحيم هنا و أرجو أن يبعث الله لي خلاصي و يريحني من هذه الحياة .

نفى برأسه مكوباً وجهها بيديه رافضاً ما قالته بالحرف الواحد ، إلى أي حد وصل به الأمر حتى يجعل صديقته الوحيدة تتوق إلى الموت هكذا ، همس بنبرة قوية أبدت عن كم الغضب الذي بدأ يستعر داخله .
تايهيونغ: أنتِ لن تبقي هنا ، أنا لن أترككِ ، هيا جهزي نفسكِ و ما تحتاجينه ، سأخذكِ معي !

نفت آماندا برأسها ذعراً و عيناها توسعت بخوف لما يتفوه به صديقها من جنون تعلم جيداً أنه نابع من خوفه عليها .
آماندا : لا ، تشين سيقتلني إن علم أنني خرجت من المنزل و أنني معك ، أرجوك أنا أخافه !

فجر الغضب رأسه ليصرخ بها مولعاً على حالها الضعيف بينما يهزها بقبضتيه بقوة .
تايهيونغ : لِمَ أنتِ جبانة و ضعيفة هكذا ؟ ما عهدتكِ هشة إلى هذا الحد ؟ أين آماندا المرحة القوية ؟ ما عدتُ أعرفكِ !!

صرخت ببؤس و لسان حالها يقول .
آماندا : لقد سلبني قوتي حتى ضحكتي و مرحي ، كنتٌ قوية متمردة الآن لا أستطيع رفع رأسي خوفاً من نظراته التي تحرق داخلي و تشوهني ، ما عدت آماندا التي عهدتها ، أنا أخرى جديدة تكره نفسها و تكره ضعفها ، و ما من أحد ينتشلها من عذابها !

أومئ رأسه بجنون تكراراً بينما يردد بهمس كثير .
تايهيونغ: أنا سأنتشلكِ ، أنا سأنتشلكِ !
ساقها إلى سيارته و أجلسها بجانبه دون أن تأخذ شيئاً من المنزل ، بل إنطلق بها سريعاً حيث سيحميها تحت جناحيه و يأويها في مأمنه .

قاربت الشمس على المغيب و أحمرت صفحات السماء تبشر بحلول ليلٍ مُعتم جديد ، نذير شؤم على موعد وصوله إلى المنزل ، إصطف بسيارته في مصفها ثم ترجل بهدوء و ملامحه منقبضة بشرٍ كالعادة مؤخراً ، سرعان ما نبض قلبه في صدره بعنف و اتسعت عيناه ، باب المنزل مفتوح .

أيعقل أن لص تصيد المنزل و آذى زوجته في الداخل أو أنها هربت ، دعا الله أن لا يكون أي من الخيارين صحيح ، ولج إلى المنزل بقوة ثم صرخ بإسمها عالياً لكن ما من مجيب ، دار في صالة الجلوس كل شيء على حاله أي أن ما شيء قد سُرِق .

صرّ أسنانه بقوة و لهث نفساً أهوجاً ، عينيه تقدح شراراً مُخيفاً لو أنها رأته لخرت باكية ذعراً ، يهمس مهدداً بالويلات إن ما ظهرت الآن أمامه ، قطع درجات السُلم برشاقة و سرعة عالية ، دخل غرفتهما يأمل من كل قلبه أن يراها تفترش السرير فقط ، لكن لا شيء .

فتَّش غرف المنزل واحدة تلو الأخرى حتى نضب أمله و رجائه و جلس على درجات السلم قابضاً كفيه بقوة حتى أصفرت مفاصله ، يحدق أمامه بشرٍ ثم صرخ بكل ما أُتِيَّ من قوة جمَّة .
تشين : لا لا لا ! لن أدعكِ تنفذين هكذا ، أقسم أن حسابكِ سيكون عسيراً !

أخرج هاتفه من جيب سترته ثم أتصل بها ، إكتشف أن هاتفها هنا من رنينه الذي وصل مسامعه القادم من غرفتهما ، لعن عالياً ثم قذف هاتفه بالأرض بغضب فأرتد قطعاً متفتتة ، يشعر بأن كل أعصابه فُتِرت و أنه على وشك الإنفجار .

إستقام ثم نزل السلم و قصد الخارج ، صعد سيارته ثم أنطلق بها ناثراً غبار الأرض حولها ، قادها بالسرعة القصوى حتى زعقت عجلات السيارة بصوت عالي مزعج أفزع سكان الحي الهادئ .

وصل إلى وجهته حيث يظن أنها متواجدة ، ليس لها مكان تذهب إليه سوى منزل الفتيات ، ضرب الباب بقبضتيه بقوة و هو يصرخ عالياً .
تشين : آماندا ، أخرجي أقسم أنني لن أمرر لكِ فعلتِك هذه !

فُتِح الباب على مصراعيه بفعل من الداخل لتظهر له جازميت ، التي تبقت وحدها في المنزل بعد زواج روزلي من شيومين ، كادت قبضته أن تسقط على وجهها بشكل أليم غير متعمد من قِبَله لولا أنها تراجعت للخلف سريعاً ، هتفت متفاجأة من شاكلته المخيفة .
جازميت : ما بك ؟! كدت أن تكسر الباب ! ما الخطب ؟!

أبعدها من ذراعها بخفة ثم دخل إلى المنزل يصرخ بأسم زوجته فهتفت هي بحنق من جنونه هذا .
جازميت: لا تصرخ ، إنها ليست هنا !
إلتفت إلى جازميت ثم همس صاراً فكيه بقوة .
تشين : أين هي يا جازميت ؟
أجابته بغيظ تفجر بنبرة عالية .
جازميت: ليست هنا !

صاح عليها بفتيل غضب حرق داخله و تعدى إلى خارجه .
تشين : أخرجيها يا جازميت و إلا طرحتها قتيلة أمام عينيكِ !
صاحت كما فعل و عدوى الغضب إنتقلت إليها .
جازميت : أقسم لك أنها ليست هنا و لم أرها أو أقابلها منذ زفاف روزلي ، لماذا لا تصدقني ؟!

لعن بغضب طارحاً الفازة التي تجاور الباب أرضاً قبل أن يخرج بغضب ، راقبته جازميت حتى صعد سيارته و رحل بسرعة تسابق الريح ، تنفست بإضطراب فهالته الغاضبة أرعبتها فما بال المسكينة آماندا ، أغلقت الباب ثم لملمت قطع الزجاج التي إنتثرت على الأرضية فتأوهت بألم عندما جرحت أصبعها .

أثناء ذلك طُرِق بابها من جديد بقوة فظنت أن تشين خلفه عاد ليفتش المنزل غير مُصدقاً لأي حرف مما قالته ، فتحته لاوية شفتيها بتبرم يدلل على إنزاعجها ، لكن ما إن فتحته حتى دفعها لوهان إلى الداخل بخفة و عينيه تتفقد المكان ، لاحظ قطع الزجاج التي إفترشت الأرض فالتفت لها عاقداً حاجبيه .
لوهان : من كان هنا ؟!  من فعل هذا ؟!

تنهدت دون أن تجيبه فكوّب وجهها الجميل بكفيه ثم نطق و هو ينظر بعينيه قَلِقاً فيما إن أصابها مكروه .
لوهان : حبيبتي ، هل تأذيتِ ؟
صمتت تنظر إلى القلق الذي لمع بعينيه لإول مرة .

عهدته دوماً قاسياً ، غيوراً ، و متسلطاً لدرجة تجعلها ترغب في هجرانه ، لكنها تبصر اليوم في عينيه القلق الذي لم يكنه لها من قبل أبداً ، تنهدت مرة ثانية على مسامعه ثم نفت برأسها ، أسقط كفيه إلى كتفيها ينظر إليها بشوق .

سرعان ما شعر بالقلق عندما لمحت عيناه نقطة دماء على رخام الأرضية فتسآل بقلق و هو يهزها من كتفيها بخفة .
لوهان : أهذه الدماء منكِ ؟! 

نست أنها جرحت أصبعها فرفعته ناظرة إليه بشرود حيث كان يقطر الدماء بخفة .
جازميت : لقد جرحتُ أصبعي و أنا أجمع قِطع الزجاج ، ليس بالأمر المُقلِق .

نفث أنفاسه بحدة موبخاً أياها .
لوهان : اللعنة على الزجاج أتركيه طريح الأرض حتى يأتي الخدم في الصباح لينظفونه .
همهمت بصمت ثم توسعت عيناها عندما رفع سبابتها إلى فمه و امتص الدماء النازفة حتى يتوقف تقطيره .

إبتسمت بخفة و الحب إتخذ مكان القلب في صدرها و أخذ ينفث العشق نبضاً ، همست و هي تنظر له يقبل أصبعها بخفة علّ جروحه تشفى .
جازميت : ما أدراك أنه سبقك أحد إلي ؟

ملئ الفراغات بين أصابعها بأصابعه ثم همس بإنزعاج .
لوهان : لقد رأيت مجنوناً يبتعد بسيارته من هنا فعلمت أنه قصدكِ .

تبسمت بخفة مجيبة أياه بتفكه .
جازميت : هذا المجنون تشين .
رفع حاجبيه مستنكراً .
لوهان : حقاً ؟!

أومئت له و هي تزوي رأسها جانباً فلمعت عيناها البندقية بجمال خلاب جعله يفرج عن إبتسامة ولهة ، يعشقها حد الفناء بكل تفصيل دقيق إكتشفه أو لم يكتشفه لها ، قبل جبينها مطولاً قبل أن يهمس بصوت خفيض .
لوهان : و ماذا يريد هذا المجنون ؟

رفعت كتفيها بأنها ليست عالمة ثم تطرقت .
جازميت: يبدو أنه تشاجر مع آماندا فهجّت من  منزله .
عقد حاجبيه ثم تسآل بجدية .
آماندا : أين قد تكون ذهبت ؟ ألستِ قلقة عليها .

نفت برأسها ثم تحدثت بهدوء .
جازميت : لستُ قلقة عن مكانها بل قلقة عليها منه ، هي إما لدى تايهيونغ أو ميرسي أريانا .
أومئ مخفضاً رأسه بتفكر قبل أن يرفعه لها مقهقهاً بخفة عندما نطقت تحذره بسبابتها و على شفتيها إبتسامة حانية .
جازميت : لا تخبره عن ذلك .

نفى برأسه ضاحكاً ثم همست بعد أن تنهدت .
جازميت: أنا سأخبر ميرسي أريانا على أية حال .
نطق لوهان ساخراً بتفكه .
لوهان : الأم !!
ضحكت بخفة و هي تهتف .
جازميت: نعم نعم !

نفث أنفاسه حتى يستعيد الجو جديته ثم كوب وجهها ثانية بكفيه قائلاً .
لوهان: إستعدي غداً فأنا آتيكِ بمفاجأة .

قطبت حاجبيها بإستفهام و هي تنظر إليه ليبتسم بحب .
جازميت: أعطني تلميح .
نفى بحاجبيه حتى يغيظها و نجح بذلك عندما حطت كفيها على خصرها بإنزعاج .

قبل شفتيها سريعاً أثناء شرودها بنوعية المفاجأة لتشهق بخفة و عيناه توسعت بخجل ، و قبل أن تستجيب أو ترفض إبتعد عنها و خرج من المنزل بعدما غمزها بعبث ، تنهدت تتلمس شفتيها المرتجفة بأناملها الرقيقة ثم همست متذمرة .
جازميت : حاسبكَ الله ! أرهقت قلبي ! 

..............................

سلاااااااام

ما تحققت من الأخطاء الإملائية فاعذروني .

لقائنا الأحد القادم بإذن الله في حال تحقق الشرط  .

البارت القادم بعد 100 فوت و تعليق .

١. رأيكم ببيكهيون ؟

٢. رأيكم بإيزابيلا ؟

٣. رأيكم بتشانيول ؟

٤. رأيكم بميرسي أريانا ؟

٥. رأيكم بتشين ؟

٦. رأيكم بآماندا ؟

٧. رأيكم بتايهيونغ ؟

٨. رأيكم بلوهان ؟

٩. رأيكم بجازميت ؟

١٠ . رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟

دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «سكر مالح».
Коментарі