Chapter Ninty-seven
" حاسبكَ الله ! "
لا الحب يلمع في عينيك و لا العشق يحوي كفيك و تصر بأنك لست بتاركي ، أي نار جمعتني بك ؟ أي عذاب ؟!
أضلمت السماء فعلاً و هو ما زال جالساً في سيارته بهدوءٍ تام ، ليس متضجعاً بل شارد الذهن ، يفكر بالكثير و لا يعرف بماذا بالضبط ، لقد ملّ الحياة و مشاكلها التي تتكوم على رأسه كنقير الصيصان في العش .
ما يجعله صابراً و ثابتاً ليس إلا هن ، أميراته الثلاث ، لكن أميرته الأولى باتت ترهقه أيضاً ، لِمَ لا يجد في كلامها العُذر الذي يستسيغه رغم أنه كان مقنعاً ؟ هي حفاظاً على حياته إبتعدت ، و لكن ببُعدِها عنه مات ألف مرة يتوسل ترياقه - هي - المسموم و به العلاج للرجوع .
لقد أثقل عليها ، يعلم ، لكنه لا يأبه ، لقد شفى غليله من بعدها ، غليله الذي عذبه و هو عليماً بأنها قضته تحترق ، آلمه أنه لم يكن بجانبها أثناء ولادتها ، لم يكن ليواسيها و يساعدها و يخفف عنها الألم بالقُبل و بأسوء الأحوال لسمح لها بشتمه لإنه من بعث طفلتيه داخلها .
أسند رأسه على المقود متنهداً ثم أغمض عينيه ، صراخها المتألم ما زال يعج في أذنيه ، لقد وجد به المتعة ، ليس مرضاً و إنما إشتاقه على آية حال فثابر حتى يسمعه عالياً في أذنيه ، جسدها ، الذي تركه ممزقاً جريحاً يصرخ الوجع بكتمان فاجئه ما رأى به .
هذا ليس جسد لإمرأة حديثة الولادة بل لفتاة عذراء ما مُسَّت من قبل ، كان هزيلاً و ضعيفاً ، قشة قد تفصمه فكان من السهل عليه تحطيمه ، لقد عكس ما عاشت من ألم في بُعدِه بين أيدي لا ترحم لتعود إلى يديه التي بُتِرت جذور الرحمة منها مسبقاً .
ليست نفاساً و لا ترضع الطفلتين منها ، عقد حاجبيه و رفع رأسه ، أيعاني جسدها تدهور صحي خطير ؟ ما ظن أنه يستطيع أخذها بالكامل فلبرما كانت نفسى و لكنها لم تكن كذلك ، ما المشكلة ؟ عليه التأكد من أنها بخير و فوراً .
ترجل من سيارته على مضض ثم فتح أبواب سجنه ليصعد درجات السُلّم ، نظر إلى حيث كان يرتشف العسل منها لكنها ليست هنا ، نادى عليها بصوت ثخين دون أن يصله الرد ، دخل الغرفة الوردية ذات الباب المفتوح ، نظر إلى حيث هي و استل نفساً .
نظر داخل السريرين حيث طفلتيّه نائمتين ثم أشاح إلى أمهن زوجته حيث ترقد على الكنبة الصغيرة بضعف بجسد شبه مستور بقماش أبيض ، إقترب منها ، مدّ ذراعيه كي يحملها بينهما و لكنه سرعان ما عزف عن الفكرة ، القسوة أجمل و تليق به حالياً ، نادى عليها بصوت ثخيناً يناديها مصطنعاً الإنزعاج.
بيكهيون : إيزابيلا ، انهضي فوراً !
فتحت عيناها ببطء ثم نظرت إليه بتشويش حتى توضحت الصورة أمامها و تذكرت ما فعله بها ، أخفضت بصرها عنه و جلست على الكنبة دون النظر إليه ، نظر إليها تلك القماشة تكاد أن تسقط ، أشاح ببصره جانباً لا يريد أن يغويه جمالها بجهل منها مجدداً .
أمر بغلاظة بينما هي تستمع ، فليس بيدها سوى الإستماع .
بيكهيون : إنهضي و ارتدي ثيابكِ ، جهزي الطفلتين أيضاً ، سنخرج ، حسناً ؟
أومأت برأسها المُخفَض ليهمس بِ " جيد " ثم خرج من الغرفة ، ذهب إلى غرفته التي يتشاركها مع زوجته و أخذ منشفه ثم توجه إلى دورة المياه ليأخذ حماماً دافئاً .
إما إيزابيلا ، فلقد ذرفت دمعة ثمنية قبل أن تمسحها بغلاظة من على وجنتها ، وقفت مستندة على ذراع الأريكة و وجهها يظهر ألم أضلعها ، تقدمت نحو السريرين حيث الطفلتين نائمتين ثم تقدمت نحو الدولاب لتخرج لهن ثياب متطابقة الشكل مختلفة اللون .
جهزت الطفلتين ثم غادرت غرفتهن إلى خاصتها ، فتحت الباب ثم دخلت ، أخرجت لها فستان أبيض طويل ، فلا يكشف أي إنش من بشرتها المشوهة فعلياً بيد زوجها الراقي ذوقاً .
حملت ما يلزمها من ثياب و همّت بالخروج لكن زوجها إستوقفها قبل أن يدير كفها مقبض الباب بصوت بارد .
بيكهيون : إستحمي هنا ، لقد أنتهيت .
إلتفتت إلى مكانه دون أن تنظر إليه ثم ودّت المرور من جانبه بسلام ، لكنه بالتأكيد لن يحقق أمانيها الصغيرة بل عكف أصابعه حول ذراعها الهزيل و جعلها تقف أمامه فما كان منها إلا أن تتحاشى النظر إليه ليس فقط خوفاً منه بل لإنه لا يستتر سوى بمنشفة بيضاء تلف خصره .
وضع أصابعه على فكها الناعم رغم حدته ، رفع رأسها ببعض القوة جعلتها تشهق بخفوت ألماً إلى وجهه ينظر إليها ، إنكمشت ملامحها بألم فموضع أصابعه هناك كدمة زرقاء تسبب بها بشفتيه ، نظر إلى شفتيها المجروحتين يود إلتهامهما دون هوادة فلا يكتفي .
علمت ما يريده من إستوقافها من لمح عينيه مرة يتيمة و حالما زلف إلى شفتيها حركت رقبتها جانباً ترفضه ، كان عالماً بأنها ستفعل ذلك و لكن ما من شيء يخالف إرادته حتى إرادتها ، أعاد رأسها من شعرها بحدة و التقف شفتيها بشفتيه يقبلها بقوة و كأنه لم يكُ يفعل قبل سويعات .
إمتعضت ملامحها بألم فوضعت كفيها المرتجفين على منكبيه العاريين تحاول دفع ضره عنها و لكن أية قوة تخال نفسها مالكة ؟! شهقت باكية و الدموع مسراب على وجنتيها عندما قضم جروح شفتيها بأسنانه ، همست بتقطع في فمه كلما إستطاعت .
إيزابيلا : أرجوك ، أتركني ، تؤلمني !
ما أبه بما قالت بل ما سمع إصلاً فهو مغمور بها و كأنه يقبلها لأول مرة ، ضربت صدره المكشوف بقبضتيها الخفيفتين عدة مرات حتى حررها من نفسه بملئ شوقه ، إنسحبت من أمامه فوراً قبل أن تظلم عيناه بالرغبة مجدداً فيمنعها من المرور ، دخلت إلى دورة المياه و أغلقت الباب خلفها ثم أستندت عليه تبكي دون صوت يفتضح دموعها المُنسابة .
أما هو فبقي يلاحق ظلها بعينيه المظلمة حتى إختفت خلف الباب و هو عليماً أنها تبكي خلفه ، وضع يده على صدره علّ أنفاسه الهوجاء هدأت ، إرتدى ثياب مناسبة لوجهته ثم خرج إلى غرفة الطفلتين من جديد .
الطفلتين كانتا مستيقظتين فما كان بوسعه سوى الإبتسام فها هو يرى أعينهن لأول مرة ، جفونه و حدقتيها الخضراوتين ، مزيج بينه و زوجته ، و بجمال طبيعي إلتقفت بيول سبابة والدها بين أصابعها الصغيرة جداً عندما كان يعبث بيدها الصغيرة .
ضحك بخفة قبل أن يضع سبابته الأخرى بيد ميرسي أريانا ، لاعبهن بوجه باسم و هو يحرك أيديهن بإتجاهين أفقيّياً يميناً يساراً ، حمل الصغيرتين و أخذهن إلى الطابق السفلي ثم وضعهن على الأريكة الكبيرة ، ثم ذهب و عاد أدراجه سريعاً يحمل العربة الوردية المزدوجة ، وضع الطفلتين بها ثم جلس مقابلهن على الكنبة ينظر إليهن بسعادة .
بعد هُنيهة شعر بزوجته قريبة ، إلتفت حتى ينظر إليها و سُرعان ما إمتعضت ملامحه بغضب جعلتها تبتلع جوفها مُرتجفة ، وقفت على بعد منه و هو ما زال ينظر إليها بذات الإمتعاض ، أشاح ببصره عنها ثم أمر ببرود .
بيكهيون : إذهبي و بدلي فستانكِ !
همست ب " لكن " معترضة أمره بخفوت ليعترضها متهجماً بغضب حالما وقف و التقف ذراعيها بقبضتيه.
بيكهيون : اغربي و نفذي فوراً ، لا ترتدي الأبيض إلا بالمنزل ، أتفهمين ؟!
همست بوجع منبعث من جسدها و قلبها معاً .
إيزابيلا : حسناً سأبدله ، لا تغضب علي !
دفعها من ذراعيها بعيداً عنه لتقع على الكنبة التي كان يجلس عليها ، إلتفتت إليه برأسها حيث يعطيها ظهره و ذرفت الدموع قهراً ، لكنها صعدت لتبدل ثيابه تجنباً لشره .
عادت بعد دقائق قليلة ترتدي ثوباً أسود بنفس طول السابق ، نظر إلى جسدها ببرود ثم أشار لها أن تتأخره بالعربة ، وضع العربة في مؤخرة السيارة و وضعت إيزابيلا الطفلتين في الحاضنتين في الكرسي الخلفي ثم صعدت إلى جانبه و انطلق بالسيارة .
أسندت مرفقها على النافذة و وجنتها براحة يدها ثم أخذت تنظر للخارج بهدوء ، رغم فضولها لمعرفة أين سيأخذها لكنها لن تبادر بقطع الصمت بينهما و ترجو بأن لا يفعل فلقد ملّت التناوش معه مبكراً و لا تود أن تكون ضحية بطشه مجدداً .
أما هو فيخطف النظر إليها كل دقائق يسيرة دون أن تلاحظه ، فضوليّ عما يدور في رأسها من أفكار ، إصطف أمام باب المسشفى ثم استرعى إهتمامها عندما أمرها ببرود .
بيكهيون : ترجلي هيا !
إلتفتت إليه قابضة حاجبيها بإستفهام ثم نظرت إلى المبنى التي تصطف السيارة أمامه لتعلم ماهيته ، تنهدت ثم ترجلت بعدما فعل ، وضع بيكهيون الطفلتين في العربة ثم تركها حتى تدفعها بنفسها ففعلت بصمت بينما هو يتقدمها بعنجهية وقحة .
دخل قسم الطفولة و الأمومة ثم حدّث الطاقم أن يدخلو زوجته و طفلاته للفحص تقديماً على الدور بواسطة تواقيعه المُهداة ، تبسمت خلفه بسخرية ثم أشاحت ببصرها جانباً ، تمتمت بِ"متعالٍ" بخفوت لا يسمعه .
دخلت إلى عيادة الطبيبة التي كانت تراقب حالتها أثناء الحمل لتندفع الأخيرة تحتضنها بهلع قائلة .
" يا إلهي ! السيدة بيون ! حمداً لله على سلامتك ! لقد أفجعني ما سمعته ، أتمنى أنكِ بخير الآن ؟!
قاطع بيكهيون اللحظة الحميمة قائلاً بهدوء واجم .
بيكهيون : لقد أحضرتها لتتأكدي إن كانت بخير أم لا ؟
إلتفتت إليه إيزابيلا مفجوعة بما قاله ، إن كان يخاف عليها من الضر فلِمَ يضرها بيديه إذن ؟ إلتفتت مجدداً أمامها عندما أمرها برأسه أن تفعل .
أشارت لها الطبيبة بأن تستلقي على السرير حتى تفحصها ففعلت كدمية مُسيّرة ، حاذى جسد بيكهيون السرير يطالع زوجته الممدة بهدوء ، أخذت الطبيبة مؤشراتها الحيوية ، نظرت إليه الطبيبة بإرتباك ثم همست .
الطبيبة : سيد بيون ، علي أن أفحص زوجتك فحصاً نسائياً خاص ، فهلّا أذِنت لنا بالبقاء وحدنا من فضلك ؟
نفى بيكهيون بحاجبيه ثم همس ببرود .
بيكهيون : ليس هناك شيء يخص زوجتي و لا يخصني ، افعلي ما تريدين بوجودي .
إلتفتت إليه إيزابيلا بحرج ثم حدثته بخجل شديد .
إيزابيلا : أخرج قليلاً فقط أرجوك و سأوافيك بعد دقائق !
أسند ذراعيه بقبضتيه على ملائة السرير من كلا جانبيها قرب رأسها ثم أنخفض بجسده حتى تلاقى وجهها المُحمر خجلاً مع وجهه الصامد دون تعابير ، همس لها .
بيكهيون : رغم أنني رئيت كل شيء لكنني لن أرى شيئاً الآن .
تمتمت هي بحرج و إنزعاج هامّة بالنهوض .
إيزابيلا : إذن لا أريد أن أجري أية فحوص !
ردعها بدفعها على السرير مجدداً ثم صرّ أسنانه مُعلِماً.
بيكهيون : لستِ مُخيرة سيدة بيون !
نظرت إليه و الدموع متجمعة بعينيها ، إلى هذا الحد يود إشعارها بمشاعر متضاربة لا تقوى عليها ؟ أشار لطبيبة أن تتابع عملها ، إبتلعت الأخرى جوفها فما سبق أن بقي زوج مع زوجته عندما تخضع لهكذا فحص سريري لكن بيون بيكهيون دوماً إستثناء .
إمتعضت ملامح إيزابيلا بالألم و سرعان ما أطلقت صرخة ألم باكية بعنف و هي تشعر بسكين تخترق حوضها ، صرخ بيكهيون بغضب على الطبيبة .
بيكهيون: لا تؤلميها !
إنتفضت الطبيبة لجهورية صوته ثم همست بخوف .
الطبيبة : سيدي ، لقد أجريت لها فحصاً لرحمها ، إنه متضرر جداً لذلك تألمت !
أخذت إيزابيلا تبكي بقوة لحدة الألم فأخذها بيكهيون بين ذراعيه يحتضن جذعها إلى صدره أما هي تمسكت بكتفيه بذراعيها و غمرت رأسها برقبته تهمس معبرة عن ألمها تغيُباً عن الواقع فالألم سيطر عليها .
تنهدت إيزابيلا بعمق مرجعة رأسها إلى الخلف عندما زال الألم فجأة حتى واجه وجه زوجها رقبتها الملونة بعنف ، إبتلع جوفه بمرارة شوقاً لا يعلم الإكتفاء أبداً ، ما زالت تتشبث بكتفيه و ما زال يحتضن جذعها حتى أعلنت الطبيبة أنها أنتهت .
تحمحمت الطبيبة بحرج قبل أن تزلف منهما مُعلِمة .
الطبيبة : أحتاج فحص صدركِ سيدة بيون لأعلم إن كان هناك مشكلة أيضاً .
نظرت إيزابيلا إلى بيكهيون برجاء علّه خرج و لكن نظر عينيه بدى صارماً و لا نقاش به .
إستسلمت متنهدة فهو لن يخرج و لن يتركها دون أن تخضع للفحص و على آية حال فلقد رأى بأُم عينيه كل شيء مسبقاً ، أنزلت حواف الفستان عن أكتافها بعدما أخفض لها السحاب دون أن تطلبه ، فحصتها الطبيبة بينما هي تخفض رأسها خجلاً فزوجها الوقح الجريء فوق رأسها لا يخجل و لا ينحرج بل مستمتعاً بما يرى .
إنتهت الطبيبة ثم أنسحبت إلى مكتبها ، فَرِغ المكان للزوجين الحالمين ، طبع بيكهيون قبلة مستغلاً الفرصة على كتف زوجته العاري لتنشز بخفة ناعمة ، رفع سحاب فستانها حتى يستر ما يملكه ثم خرج بصمت ، نظرت إلى ممشاه بإمتعاض قبل أن تنهض و تتبعه .
جلست أمام مكتب الطبيبة مقابلاً لزوجها حتى تعلمهما بالنتائج فنبست الأخيرة غير راضية .
الطبيبة : لقد تبين معي أنها عانت من ولادة عسيرة جداً فالرحم متضرر و يبدو لي أن سبب ولادتها ما كان طبيعياً بل أنها عُنِفت لتلِد .
أومئت إيزابيلا مُقرة ثم همست مستذكر مآسيها .
إيزابيلا : هذا صحيح ، الذي خطفني لكمني ببطني كثيراً فتسببت لي لكماته بالولادة .
نظر إليها بيكهيون و قبضته محكمة تحت ذقنه بغضب و وجهه محتقن ، أقَسَمَ أن ذلك المسخ لن يفر دون عقاب يستحقه ، أكملت الطبيبة دون مواربة .
الطبيبة : بهذه الفترة وجب أن تكوني نفسى لكنكِ لستِ كذلك ، كم بقيتِ نفسى ؟
تحمحت إيزابيلا بخجل فعينا ذاك الرجل مقابلها تتفرسها بشراسة فهمست .
إيزابيلا : لقد بقيت عشرون يوماً فقط .
أومئت لها الطبيبة ثم أجابتها .
الطبيبة : المعدل الطبيعي أربعين يوماً كما تعلمين ، الأمر ليس خطيراً لكن عليكِ توخي الحذر دوماً من أي مضاعفات قد تطرأ معكِ ، أما بالنسبة للحليب فلا يُنتَج لإن جسدكِ هزيل ، سأكتب لكِ بعض المقويات حتى يشتد عودك .
أومئت لها إيزابيلا مجدداً لتقوم الطبيبة بملئ أوراقها ، رفعت الطبيبة رأسها مجدداً ثم استطردت بحرج.
الطبيبة : تبين معي أيضاً أنكِ تعرضتِ للتعنيف منذ ساعات قليلة ، أرجو أن تكونا حذرين فأجهزتك الداخلية و الخارجية سيدة بيون قد تتعرض لمشكلة خطيرة إن تكرر الأمر .
أخفضت إيزابيلا رأسها بخجل شديد و هي تكمش على فستانها بأناملها الناعمة بشدة بينما هو يراقب إنفعلاتها بعمق ، همس بشرود محدثاً الطبيبة .
بيكهيون : أنا المخطئ ، لقد أشتقتها فعنفتها بساعة غضب و ما كان بيدها أن تدفعني ، سأكون حذراً .
هبّ واقفاً على قدميه ثم مد قبضته لينتشل ذراعها و جعلها تقف على قدميها ثم سحبها خلفه دون أن يودع أو يدعها تفعل ، هي كانت تنظر لظهره بشرود ، مشاعر كثيرة تخالجها و لا تميزها عين قلبها .
أصطحبها إلى قسم الأطفال حيث تم فحص الطفلتين و إعطائهما التطاعيم اللازمة ثم خرجا بعد أن تأكدا بأن صحة الطفلتين بخير و مثالية .
...............................................
تقفقف قلبها ذعراً و هي تنظر من النافذة إلى ذلك الكلب الكبير الذي إشتراه زوجها و وضعه في حديقة المنزل ، بل إن الأمر لم يقتصر على ذلك ؛ فلقد اشترى له بيتاً و تركه حراً طليقاً يمرح في الحديقة و ينبح .
دخل تشانيول إلى المنزل لتأتيه زوجته فوراً تقف أمامه متخصرة بغُل ، أردفت بحقد .
ميرسي أريانا : ينقصه تدفئة مركزية فقط ! لِمَ لا تدخله ليعيش معنا هنا في الداخل ؟!
رفع تشانيول حاجبه بسخرية و ابتسم بجانبية أخمدت كل نيرانها المشتعلة لتقع له عاشقة مجدداً .
تشانيول : ربما سأفعل !
قبضت حاجبيها الرقيقين ساخطة عليه عندما ولّاها ظهره و انسحب من أمامها .
صعد درجات السلم إلى غرفته فتبعته و هي ترجوه العزوف عن قراره .
ميرسي أريانا : أرجوك يا تشانيول أعده من حيث أتيت به ، أعدك أنني لن أخرج من المنزل دون أذنك أبداً ، أفعل بي ما شئت إن أنا فعلت .
صمّ أذنيه عن رجائها المرير و توسلاتها و هو يتمدد على السرير متنهداً بتعب ، صعدت من الجانب الآخر و جلست بجانبه ثم وضعت كفها على صدره و همست قابضة ملامحها بحزن .
ميرسي أريانا : ماذا قلت ؟
وضع ذراعه تحت رأسه ثم أخذ أحد خصلها المنسابة حولها يتحسسها ثم همس بنبرة مستهترة .
تشانيول : امممم أعجبني إقتراحكِ و لكنني سأفعله مع بقاء الكلب هنا .
أطلقت صوتاً متدلِلاً تشكوه منه إليه و هي تضرب صدره بخفة إحتجاجاً .
ميرسي أريانا : لماذا أنت لئيم هكذا ؟
جحظ عينيه ثم همس مستنكراً بينما يشير إلى نفسه بسبابته .
تشانيول : أنا لئيم ؟!!
أومأت له مُبرِزة شفتيها بطفولية فتثبت عليه النعت و يحُول لطفها أن يرد لها الصاع صاعين ، تنهد هو بينما ينظر إليها تدَّعي البرائة ، لقد إختلفت عليه مؤخراً ، لقد إزدادت دلالاً ، لطفاً ، و جموحاً ، يكره الأمر و يحبه معاً ، يكرهه لإنه لا يستطيع ردعها بلطفها الذي يأسره و يحبه لإنه يحب كل ما بها حتى عجائبها .
همس بحنق ، يود تقبيلها حتى تختفي شفتيها البارزتين بلطف تلك بقدر ما يود توبيخها على لسانها الأعجف مؤخراً .
تشانيول : ماذا تريدين ؟
أجابته سريعاً دون أن تبذل مجهوداً في التفكير حتى بينما تبرز شفتيها أكثر .
ميرسي أريانا : قبّلني .
رفع حاجبيه متفاجأً ، منذ زواجهما إلى اليوم ما طلبته هكذا طلب أبداً ، لقد كانت دوماً خجولة رقيقة تنتشر الحُمرة في خديها إن تنفس على بشرتها فقط و الآن تطلبه قبلة ! هناك خطبٌ ما ، هو متأكد ، لقد أصبحت جامحة و تراوده عن نفسه أيضاً .
لكن هذا ما منعه أن يبتسم بحب لها منفذاً رغبتها ، فما من عاقل يدعى بالمجّان إلى النعيم فيرفض ، و هو عاقل ، إذ وضع كفه على مؤخرة رأسها و قرب وجهها إلى وجهه فتناثرت خصلاتها الطويلة على وجهه .
تشانيول : تعالي إلي .
جعل شفتيه تلمس شفتيها برفق ليهمس بصوت خفيض .
تشانيول : أتغويني ؟
نفت برأسها ليبتسم فأعاد الهمس .
تشانيول : تراوديني عن نفسي ؟
أومئت له بإيجاب فابتسم قائلاً .
تشانيول : و ما الفرق بينهما ؟
همست هي دون خجل بإثارة و شفتيها تلمس شفتيه بكل كلمة تنطق بها .
ميرسي أريانا: أنا لم أفعل شيء جريء ، أنا فقط طلبت منك صراحة أن تقبلني .
قبّل شفتيها حالما أنهت كلامها لتنخرط معه تبادله بنعومة و كفيها يجولان على صدره بإغراء و كفيه مغروزان بشعرها يداعبه ، فصل القبلة بعد مرور وقت طويل رأفةً بأنفاسها ، لكنها إلتقفت نفساً يتيماً قبل أن تقبل عنقه بنعومة جعلته يتأوه بخشونة و تنهد بسخط ، رفع رأسها من شعرها ليقبل شفتيها من جديد و طرحها على السرير ثم إعتلاها دون أن يفصل سلسة قبلاته .
إرتفع عنها ليلهث أنفاسه المتقطعة ثم همس أثناء ذلك و الرغبة تنتشله منه إليها .
تشانيول : لطالما كنتِ خجولة ، لكنكِ الآن جامحة تثيرين جنوني ! ما الأمر ؟!
تبسمت هي بحب ثم همست بينما تمرر سبابتها على تقاسيم وجهه الجذابة .
ميرسي أريانا : لا أعلم ، و لكنني أحبك أكثر فأشتاقك مهووساً بي .
تبسم لها بحب صامتاً لتكمل هي بعدما أنام وجنته في راحة كفها .
ميرسي أريانا : أشعر أن هناك شيء غريب علي داخلي ، يجعلني سعيدة و يحصر تفكيري بك كلياً .
غمز لها بعبث ثم همس بوقاحة .
تشانيول : ربما أثري خلَّف بكِ قطعة لي داخِلك .
ضحكت هي تفهم قصده المنحرف من كلماته المُنمَّقة ثم تنهدت حالمة .
ميرسي أريانا : اااه أتمنى ذلك !
سُرعان ما إتسعت عيناها و نظرت إلى زوجها فعقد حاجبيه متسألاً .
تشانيول : ما بالكِ ؟!
بقت صامتة بينما تتذكر اليوم الذي وجدت به شوقا في الصيدلية و تذكرت سبب ذهابها إلى هناك فهتفت موبخة نفسها .
ميرسي أريانا: غبية ! كيف نسيتِ ؟!
كتم ضحكته متسألاً .
تشانيول : من هي ؟!
أشارت إلى نفسها و هتفت بعصبية .
ميرسي أريانا: أنا ! أنا مغفلة و حمقاء أيضاً !
إهتز جسده ضاحكاً قبل أن ينهيها .
تشانيول: لا تشتمي زوجتي !
هتفت بغيظ .
ميرسي أريانا : تلك اللعينة !
تسآل مستفهماً .
تشانيول : من هي ؟
صرخت بغضب بينما تقفز من على السرير .
ميرسي أريانا: زوجتك !
قهقه عالياً بينما يقف ثم إحتضنها من الخلف قائلاً .
تشانيول : ما بِك ؟!
وضعت كفيها على ذراعيه اللذان يحيطانها بتملك ثم أردفت و قد أخمدت ثورانها .
ميرسي أريانا : أحتاج شيئاً من الخارج .
وضع ذقنه على كتفها ثم همس .
تشانيول : لن تخرجي .
إلتفتت إليه قائلة بإصرار .
ميرسي أريانا : لكنني أحتاجه !
تنهد بينما يجيبها .
تشانيول : أنا سأحضره لكِ ، ماذا تريدين ؟
داعبت أصابعها بخجل ثم أردفت على الأستحياء جعله يستنكر أنها ذات الإمرأة الجامحة قبل دقائق.
ميرسي أريانا: أريد جهاز إختبار الحمل .
صرخ مفجوعاً بفرح جعلها تتراجع للخلف بذهول .
تشانيول : ماذا؟! حقاً ؟! أنتِ حامل ؟!
ضحكت بخفة ثم إقتربت منه و على وجهها إبتسامة زاهية ثم أحاطت عنقه بذراعيها لتهمس بتحبب .
ميرسي أريانا: قلتُ أريد جهاز الإختبار لم أقل أنني حامل .
عقد حاجبيه ثم تسآل .
تشانيول: أنقطعت عنكِ العادة الشهرية ؟ ما هو تاريخ اليوم ؟ ألا يجب أن تكوني حائض في هذا التاريخ ؟
تحمحت بخجل شديد و شعرت بكفيها يتعرقان حرجاً ثم همست بتأتأة خَجِلة ظريفة .
ميرسي أريانا : نعم إنقطعت .
قهقه بفرح عارم قبل أن يحتضنها بقوة حتى شعرت بأن عضامها سُحِقَت بين عضلات صدره و ذراعيه المفتولة ، لكنها لم تعترض بل جعلته يعبر عن فرحه حتى لو على حساب سلامتها ، لا يهم .
تنفست بقوة حالما أرخى قيوده حولها فقبل جبينها و هتف على إستعجال .
تشانيول : سأذهب لأحضره لن أتأخر .
ضحكت هي بينما تبصره يهرول للخارج على عجلة من أمره و الأمل يملئ عينيه و ينتشيه .
تنهدت بعدما ذهب بسيارته و هي على علم بأنه ذهب ليقصد أقرب صيدلية ، ترجو الله أن لا ينطمر فرحه و لا تخيب ، رفعت نظرها نحو السماء راجية الله .
ميرسي أريانا: يا إلهي أتمم عليه فرحته بطفلٍ بعثته منه داخلي .
أسندت رأسها على النافذة و عقدت ذراعيها إلى صدرها تنتظر قدومه فلمحت ذاك الكلب البغيض يمرح بالحديقة فتأفأفت ساخطة .
ميرسي أريانا: زوجٌ سيء !
بعد دقائق يسيرة من الإنتظار كانت ترى سيارته تقترب ، صفها في مكانها ثم خرج كما دخل مهرولاً على عجلة من أمره ، طاب لها رؤيته متشوقاً مليئاً بالحب و الأمل فرسمت إبتسامة عاشقة على ثغرها .
إلتفت إليه باسمة حينما وَلَجَ الغرفة لاهثاً أنفاسه بخفة ، إقترب منها سريعاً ثم أخذ كفها باسطاً راحتها و وضع الجهاز بيدها ثم هتف متنفساً بإضطراب .
تشانيول : هيا أجري الإختبار ، هيا !
حثّها على الدخول إلى دورة المياه ثم وقف بمحاذاة الباب ، أما هي فأجرت الإختبار ثم إتكئت إلى الحوض تنتظر النتيجة ، مرت دقائق يسيرة على قلبه طويلة و هو يستعجلها بالخروج .
ظهرت النتيجة أخيراً إنها إيجابية مما يعني أنها حامل ، تبسمت ملئ شدقيها ثم فتحت الباب لترتمي على صدر زوجها الذي ينتظرها بالخارج و هي تتقافز فرحاً .
ميرسي أريانا: النتيجة إيجابية ! أنا حامل !!
قهقه هو بسعادة قبل أن يرفعها بذراعيه و يدور بها صارخاً بسعادة .
تشانيول : سأصبح أب ، سأصبح أب !
قهقهت هي بفرح غامر و هي تتفاعل معه بفرح .
سُرعان ما حملها بين ذراعيه و وضعها على السرير برفق قائلاً بإبتسامة تزين شفتيه .
تشانيول : لا تتحركي ، إرتاحي فقط و لا تبذلي مجهوداً !
ضحكت بخفة قبل أن تردف بحب .
ميرسي أريانا: تشانيول ، هذا التحليل ليس مضموناً ، ثم إن المرأة الحامل تحتاج للحركة !
حاولت النهوض من مضجعها فكان لها بالمرصاد حيث ردها ممدة على السرير ثم هتف بتهديد .
تشانيول : قلتُ لا تتحركي ، لن أسمح لكِ حتى نزور الطبيبة المختصة و هي ترشدني كيف أعتني بكِ ، فهمتِ ؟
أومئت له مُتكتِمة على ضحكاتها فانسحب من أمامها فوراً حتى يحجز موعداً لدى طبيبة نسائية معروفة .
....................................................
حالها لم يتغير منذ وقت طويل جداً ، لقد مر أكثر من شهران و ما زالت الجروح نازفة فهناك من يجددها لها كل يوم ، بنظرة مشمئزة ، لمسة عنيفة ، أو كلام جارح .
لقد شعرت بأن مخزون الحب نفذ سريعاً و كأن عُطب قد أصابه ، هي تحظى بعلاقة باردة مُجحفة معه كالليالي الشتوية المُثلِجة .
هو لم يتخطى الأمر بعد و هي لم تحاول مساعدته بذلك فخوفها منه بأزدياد ينهكها حتى أنه تتجنبه لسلامة بدنها ليس إلا .
تذكرت تلك الليلة التي طلبت بها الطلاق منه صراحة فلا داعي لرباط آسر كالزوجية يجمع قلبين متنافرين كقلبيهما .
كان رده عليها بصفعة أفقدتها توازنها فأحتضنت الأرض و بصوته يصرخ بغضب معلناً تقيده الأبدي لها و لو بسلسة صدئة .
تشين : أخرسي و اللعنة عليكِ ! أنا حتى لو كان إنعاشكِ في التحرر مني سأقبض عليك لتموتي بين ذراعاي و لن تجدي تراباً يأوي جثتك .
ليليتها بكت بحرقة شديدة ، فلا هو يريد تحريرها و لا التَّرحم بها .
كثيراً من الأمور تغيرت و أخرى كثيرة بقت على حالها ، ما زالا يتشاركان ذات السرير لكنهما يوليا بعضهما ظهورهما ، ما زال يدعوها إلى فراشه و يراودها عن نفسها و لكن غصباً فتقضي الليالي تنوح رفضاً و ألماً ، ما زالا يتشاركان نفس الطعام لكن على كرسيين منفصلين ، بكأسين ، و صحنين ، الكثير من الأشياء مشتركة و لكن متنافرة عما كانت عليه في الماضي .
تشعر بجدران هذا المنزل تطبق على أنفاسها فلم ترى ما خارجه منذ شهرين ، لا أحد يأتيها و لا تخرج لأحد ، شعرت بأن الجميع تركها تتسابق مع جوادٍ أصيل بقدمين هزيلتين ، تتعذر لهم أحياناً بإنشغالهم في الحياة عنها ، سُرعان ما ترفض ، ألا يفتقدها أحد و لا حتى ميرسي أريانا ؟! لا أحد ؟!!
جلست على كرسي منفرد أمام النافذة بغرفتها ، حيث تقضي الكثير من الساعات تنظر إلى الخارج بهدوء ، كعصفور جميل ملون وُضِعَ في قفصٍ ذهبي ، الذي رغم بهائه إلا أن الحرية أبهى إليه ، تنهدت و هي تنظر إلى الأشجار التي يكسوها جمال الربيع الأخضر في الحديقة لكن قلبها ما زال عارياً من الدفء كأشجار الشتاء .
حتى هدوء هذا المنزل مُوحِش إن ما جاء هو ليتذمر و يتطلب كالأسياد فلن يُكسر صمته أبداً و لكنها صامتة دوماً و في قلبها هموم دهر ، إنحدر بصرها إلى الشارع الذي تطل عليه النافذة أمام منزلها عندما عجت بالضجيج ، إصطفت أمام بوابة منزلها سيارة سوداء تعرف صاحبها عِز المعرفة .
وقفت سريعاً و شيئاً من الحياة دبَّ فيها و أزهر وجهها بإبتسامة حالما ترجل تايهيونغ من سيارته ثم رفع رأسه إلى نافذتها بعدما خلع نظاراته الشمسية فابتسم بخفة ، هرولت إلى الخارج بِخُفٍ في قدميها ، ركضت إلى الخارج ثم أرتمت عليه تطوق عنقه بذراعيها مشتاقة له .
ضحك هو بخفة و لف ذراعيه حول ظهرها بينما يستمع إليها تشتمه بأفظع الكلمات ، همس بتفكه .
تايهيونغ : لسانكِ هذا يحتاج للقص .
رفع رأسها عن كتفه لتزول إبتسامته سريعاً حينما لمح في عينيها دموع كثيرة توشك على السقط فهمس متحسساً وجنتيها بحب أخوي .
تايهيونغ : لا تبكي ، أنا آسف ، لقد إبتعدت حتى لا أسبب لكِ المزيد من المشاكل مع زوجكِ .
شهقت باكية و هي تضرب صدره بقبضتيها .
آماندا : أتظن أن بُعدك عني عقد هُدنة بيني و زوجي ؟ لقد تأججت مشاكلنا أكثر و ما كنت بجانبي لتحميني أو حتى تواسيني ، أنت صديق سيء ، أنا لا أحبك !
قبض حاجبيه و كفيه يمسحان على ذراعيها بلطف قائلاً .
تايهيونغ: أما زلتِ على شجاركِ الأخير مع تشين ؟!
أومئت له و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت ، أكمل و ملامحه منقضبة بسوء .
تايهيونغ: لا يحتاج الأمر كل هذا التعقيد ، لقد حُلّ الأمر و سيطرنا على الأخبار و الشائعات ، ثم إنكِ كنتِ الضحية لا المُذنبة ، ما أدراكِ أن النادلة معجبة مهووسة به فودت الإنتقام منكِ بدس الخمر و حبوب هلوسة بالعصير ؟ فلِمَ هو مُصر على طرحكِ المذنبة ؟!
نفت برأسها و رفعت بكتفيها بمعنى " لا أعلم " ثم همست بحزن شديد و شهقاتها تُقطّع كلماتها .
آماندا : إنه يكرهني بل لا يطيق النظر بوجهي ، إنه يثابر في إسقاط أشد العذاب بي و أنا ما عدتُ أحتمل ، أنني أعيش الجحيم هنا و أرجو أن يبعث الله لي خلاصي و يريحني من هذه الحياة .
نفى برأسه مكوباً وجهها بيديه رافضاً ما قالته بالحرف الواحد ، إلى أي حد وصل به الأمر حتى يجعل صديقته الوحيدة تتوق إلى الموت هكذا ، همس بنبرة قوية أبدت عن كم الغضب الذي بدأ يستعر داخله .
تايهيونغ: أنتِ لن تبقي هنا ، أنا لن أترككِ ، هيا جهزي نفسكِ و ما تحتاجينه ، سأخذكِ معي !
نفت آماندا برأسها ذعراً و عيناها توسعت بخوف لما يتفوه به صديقها من جنون تعلم جيداً أنه نابع من خوفه عليها .
آماندا : لا ، تشين سيقتلني إن علم أنني خرجت من المنزل و أنني معك ، أرجوك أنا أخافه !
فجر الغضب رأسه ليصرخ بها مولعاً على حالها الضعيف بينما يهزها بقبضتيه بقوة .
تايهيونغ : لِمَ أنتِ جبانة و ضعيفة هكذا ؟ ما عهدتكِ هشة إلى هذا الحد ؟ أين آماندا المرحة القوية ؟ ما عدتُ أعرفكِ !!
صرخت ببؤس و لسان حالها يقول .
آماندا : لقد سلبني قوتي حتى ضحكتي و مرحي ، كنتٌ قوية متمردة الآن لا أستطيع رفع رأسي خوفاً من نظراته التي تحرق داخلي و تشوهني ، ما عدت آماندا التي عهدتها ، أنا أخرى جديدة تكره نفسها و تكره ضعفها ، و ما من أحد ينتشلها من عذابها !
أومئ رأسه بجنون تكراراً بينما يردد بهمس كثير .
تايهيونغ: أنا سأنتشلكِ ، أنا سأنتشلكِ !
ساقها إلى سيارته و أجلسها بجانبه دون أن تأخذ شيئاً من المنزل ، بل إنطلق بها سريعاً حيث سيحميها تحت جناحيه و يأويها في مأمنه .
قاربت الشمس على المغيب و أحمرت صفحات السماء تبشر بحلول ليلٍ مُعتم جديد ، نذير شؤم على موعد وصوله إلى المنزل ، إصطف بسيارته في مصفها ثم ترجل بهدوء و ملامحه منقبضة بشرٍ كالعادة مؤخراً ، سرعان ما نبض قلبه في صدره بعنف و اتسعت عيناه ، باب المنزل مفتوح .
أيعقل أن لص تصيد المنزل و آذى زوجته في الداخل أو أنها هربت ، دعا الله أن لا يكون أي من الخيارين صحيح ، ولج إلى المنزل بقوة ثم صرخ بإسمها عالياً لكن ما من مجيب ، دار في صالة الجلوس كل شيء على حاله أي أن ما شيء قد سُرِق .
صرّ أسنانه بقوة و لهث نفساً أهوجاً ، عينيه تقدح شراراً مُخيفاً لو أنها رأته لخرت باكية ذعراً ، يهمس مهدداً بالويلات إن ما ظهرت الآن أمامه ، قطع درجات السُلم برشاقة و سرعة عالية ، دخل غرفتهما يأمل من كل قلبه أن يراها تفترش السرير فقط ، لكن لا شيء .
فتَّش غرف المنزل واحدة تلو الأخرى حتى نضب أمله و رجائه و جلس على درجات السلم قابضاً كفيه بقوة حتى أصفرت مفاصله ، يحدق أمامه بشرٍ ثم صرخ بكل ما أُتِيَّ من قوة جمَّة .
تشين : لا لا لا ! لن أدعكِ تنفذين هكذا ، أقسم أن حسابكِ سيكون عسيراً !
أخرج هاتفه من جيب سترته ثم أتصل بها ، إكتشف أن هاتفها هنا من رنينه الذي وصل مسامعه القادم من غرفتهما ، لعن عالياً ثم قذف هاتفه بالأرض بغضب فأرتد قطعاً متفتتة ، يشعر بأن كل أعصابه فُتِرت و أنه على وشك الإنفجار .
إستقام ثم نزل السلم و قصد الخارج ، صعد سيارته ثم أنطلق بها ناثراً غبار الأرض حولها ، قادها بالسرعة القصوى حتى زعقت عجلات السيارة بصوت عالي مزعج أفزع سكان الحي الهادئ .
وصل إلى وجهته حيث يظن أنها متواجدة ، ليس لها مكان تذهب إليه سوى منزل الفتيات ، ضرب الباب بقبضتيه بقوة و هو يصرخ عالياً .
تشين : آماندا ، أخرجي أقسم أنني لن أمرر لكِ فعلتِك هذه !
فُتِح الباب على مصراعيه بفعل من الداخل لتظهر له جازميت ، التي تبقت وحدها في المنزل بعد زواج روزلي من شيومين ، كادت قبضته أن تسقط على وجهها بشكل أليم غير متعمد من قِبَله لولا أنها تراجعت للخلف سريعاً ، هتفت متفاجأة من شاكلته المخيفة .
جازميت : ما بك ؟! كدت أن تكسر الباب ! ما الخطب ؟!
أبعدها من ذراعها بخفة ثم دخل إلى المنزل يصرخ بأسم زوجته فهتفت هي بحنق من جنونه هذا .
جازميت: لا تصرخ ، إنها ليست هنا !
إلتفت إلى جازميت ثم همس صاراً فكيه بقوة .
تشين : أين هي يا جازميت ؟
أجابته بغيظ تفجر بنبرة عالية .
جازميت: ليست هنا !
صاح عليها بفتيل غضب حرق داخله و تعدى إلى خارجه .
تشين : أخرجيها يا جازميت و إلا طرحتها قتيلة أمام عينيكِ !
صاحت كما فعل و عدوى الغضب إنتقلت إليها .
جازميت : أقسم لك أنها ليست هنا و لم أرها أو أقابلها منذ زفاف روزلي ، لماذا لا تصدقني ؟!
لعن بغضب طارحاً الفازة التي تجاور الباب أرضاً قبل أن يخرج بغضب ، راقبته جازميت حتى صعد سيارته و رحل بسرعة تسابق الريح ، تنفست بإضطراب فهالته الغاضبة أرعبتها فما بال المسكينة آماندا ، أغلقت الباب ثم لملمت قطع الزجاج التي إنتثرت على الأرضية فتأوهت بألم عندما جرحت أصبعها .
أثناء ذلك طُرِق بابها من جديد بقوة فظنت أن تشين خلفه عاد ليفتش المنزل غير مُصدقاً لأي حرف مما قالته ، فتحته لاوية شفتيها بتبرم يدلل على إنزاعجها ، لكن ما إن فتحته حتى دفعها لوهان إلى الداخل بخفة و عينيه تتفقد المكان ، لاحظ قطع الزجاج التي إفترشت الأرض فالتفت لها عاقداً حاجبيه .
لوهان : من كان هنا ؟! من فعل هذا ؟!
تنهدت دون أن تجيبه فكوّب وجهها الجميل بكفيه ثم نطق و هو ينظر بعينيه قَلِقاً فيما إن أصابها مكروه .
لوهان : حبيبتي ، هل تأذيتِ ؟
صمتت تنظر إلى القلق الذي لمع بعينيه لإول مرة .
عهدته دوماً قاسياً ، غيوراً ، و متسلطاً لدرجة تجعلها ترغب في هجرانه ، لكنها تبصر اليوم في عينيه القلق الذي لم يكنه لها من قبل أبداً ، تنهدت مرة ثانية على مسامعه ثم نفت برأسها ، أسقط كفيه إلى كتفيها ينظر إليها بشوق .
سرعان ما شعر بالقلق عندما لمحت عيناه نقطة دماء على رخام الأرضية فتسآل بقلق و هو يهزها من كتفيها بخفة .
لوهان : أهذه الدماء منكِ ؟!
نست أنها جرحت أصبعها فرفعته ناظرة إليه بشرود حيث كان يقطر الدماء بخفة .
جازميت : لقد جرحتُ أصبعي و أنا أجمع قِطع الزجاج ، ليس بالأمر المُقلِق .
نفث أنفاسه بحدة موبخاً أياها .
لوهان : اللعنة على الزجاج أتركيه طريح الأرض حتى يأتي الخدم في الصباح لينظفونه .
همهمت بصمت ثم توسعت عيناها عندما رفع سبابتها إلى فمه و امتص الدماء النازفة حتى يتوقف تقطيره .
إبتسمت بخفة و الحب إتخذ مكان القلب في صدرها و أخذ ينفث العشق نبضاً ، همست و هي تنظر له يقبل أصبعها بخفة علّ جروحه تشفى .
جازميت : ما أدراك أنه سبقك أحد إلي ؟
ملئ الفراغات بين أصابعها بأصابعه ثم همس بإنزعاج .
لوهان : لقد رأيت مجنوناً يبتعد بسيارته من هنا فعلمت أنه قصدكِ .
تبسمت بخفة مجيبة أياه بتفكه .
جازميت : هذا المجنون تشين .
رفع حاجبيه مستنكراً .
لوهان : حقاً ؟!
أومئت له و هي تزوي رأسها جانباً فلمعت عيناها البندقية بجمال خلاب جعله يفرج عن إبتسامة ولهة ، يعشقها حد الفناء بكل تفصيل دقيق إكتشفه أو لم يكتشفه لها ، قبل جبينها مطولاً قبل أن يهمس بصوت خفيض .
لوهان : و ماذا يريد هذا المجنون ؟
رفعت كتفيها بأنها ليست عالمة ثم تطرقت .
جازميت: يبدو أنه تشاجر مع آماندا فهجّت من منزله .
عقد حاجبيه ثم تسآل بجدية .
آماندا : أين قد تكون ذهبت ؟ ألستِ قلقة عليها .
نفت برأسها ثم تحدثت بهدوء .
جازميت : لستُ قلقة عن مكانها بل قلقة عليها منه ، هي إما لدى تايهيونغ أو ميرسي أريانا .
أومئ مخفضاً رأسه بتفكر قبل أن يرفعه لها مقهقهاً بخفة عندما نطقت تحذره بسبابتها و على شفتيها إبتسامة حانية .
جازميت : لا تخبره عن ذلك .
نفى برأسه ضاحكاً ثم همست بعد أن تنهدت .
جازميت: أنا سأخبر ميرسي أريانا على أية حال .
نطق لوهان ساخراً بتفكه .
لوهان : الأم !!
ضحكت بخفة و هي تهتف .
جازميت: نعم نعم !
نفث أنفاسه حتى يستعيد الجو جديته ثم كوب وجهها ثانية بكفيه قائلاً .
لوهان: إستعدي غداً فأنا آتيكِ بمفاجأة .
قطبت حاجبيها بإستفهام و هي تنظر إليه ليبتسم بحب .
جازميت: أعطني تلميح .
نفى بحاجبيه حتى يغيظها و نجح بذلك عندما حطت كفيها على خصرها بإنزعاج .
قبل شفتيها سريعاً أثناء شرودها بنوعية المفاجأة لتشهق بخفة و عيناه توسعت بخجل ، و قبل أن تستجيب أو ترفض إبتعد عنها و خرج من المنزل بعدما غمزها بعبث ، تنهدت تتلمس شفتيها المرتجفة بأناملها الرقيقة ثم همست متذمرة .
جازميت : حاسبكَ الله ! أرهقت قلبي !
..............................
سلاااااااام
ما تحققت من الأخطاء الإملائية فاعذروني .
لقائنا الأحد القادم بإذن الله في حال تحقق الشرط .
البارت القادم بعد 100 فوت و تعليق .
١. رأيكم ببيكهيون ؟
٢. رأيكم بإيزابيلا ؟
٣. رأيكم بتشانيول ؟
٤. رأيكم بميرسي أريانا ؟
٥. رأيكم بتشين ؟
٦. رأيكم بآماندا ؟
٧. رأيكم بتايهيونغ ؟
٨. رأيكم بلوهان ؟
٩. رأيكم بجازميت ؟
١٠ . رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
لا الحب يلمع في عينيك و لا العشق يحوي كفيك و تصر بأنك لست بتاركي ، أي نار جمعتني بك ؟ أي عذاب ؟!
أضلمت السماء فعلاً و هو ما زال جالساً في سيارته بهدوءٍ تام ، ليس متضجعاً بل شارد الذهن ، يفكر بالكثير و لا يعرف بماذا بالضبط ، لقد ملّ الحياة و مشاكلها التي تتكوم على رأسه كنقير الصيصان في العش .
ما يجعله صابراً و ثابتاً ليس إلا هن ، أميراته الثلاث ، لكن أميرته الأولى باتت ترهقه أيضاً ، لِمَ لا يجد في كلامها العُذر الذي يستسيغه رغم أنه كان مقنعاً ؟ هي حفاظاً على حياته إبتعدت ، و لكن ببُعدِها عنه مات ألف مرة يتوسل ترياقه - هي - المسموم و به العلاج للرجوع .
لقد أثقل عليها ، يعلم ، لكنه لا يأبه ، لقد شفى غليله من بعدها ، غليله الذي عذبه و هو عليماً بأنها قضته تحترق ، آلمه أنه لم يكن بجانبها أثناء ولادتها ، لم يكن ليواسيها و يساعدها و يخفف عنها الألم بالقُبل و بأسوء الأحوال لسمح لها بشتمه لإنه من بعث طفلتيه داخلها .
أسند رأسه على المقود متنهداً ثم أغمض عينيه ، صراخها المتألم ما زال يعج في أذنيه ، لقد وجد به المتعة ، ليس مرضاً و إنما إشتاقه على آية حال فثابر حتى يسمعه عالياً في أذنيه ، جسدها ، الذي تركه ممزقاً جريحاً يصرخ الوجع بكتمان فاجئه ما رأى به .
هذا ليس جسد لإمرأة حديثة الولادة بل لفتاة عذراء ما مُسَّت من قبل ، كان هزيلاً و ضعيفاً ، قشة قد تفصمه فكان من السهل عليه تحطيمه ، لقد عكس ما عاشت من ألم في بُعدِه بين أيدي لا ترحم لتعود إلى يديه التي بُتِرت جذور الرحمة منها مسبقاً .
ليست نفاساً و لا ترضع الطفلتين منها ، عقد حاجبيه و رفع رأسه ، أيعاني جسدها تدهور صحي خطير ؟ ما ظن أنه يستطيع أخذها بالكامل فلبرما كانت نفسى و لكنها لم تكن كذلك ، ما المشكلة ؟ عليه التأكد من أنها بخير و فوراً .
ترجل من سيارته على مضض ثم فتح أبواب سجنه ليصعد درجات السُلّم ، نظر إلى حيث كان يرتشف العسل منها لكنها ليست هنا ، نادى عليها بصوت ثخين دون أن يصله الرد ، دخل الغرفة الوردية ذات الباب المفتوح ، نظر إلى حيث هي و استل نفساً .
نظر داخل السريرين حيث طفلتيّه نائمتين ثم أشاح إلى أمهن زوجته حيث ترقد على الكنبة الصغيرة بضعف بجسد شبه مستور بقماش أبيض ، إقترب منها ، مدّ ذراعيه كي يحملها بينهما و لكنه سرعان ما عزف عن الفكرة ، القسوة أجمل و تليق به حالياً ، نادى عليها بصوت ثخيناً يناديها مصطنعاً الإنزعاج.
بيكهيون : إيزابيلا ، انهضي فوراً !
فتحت عيناها ببطء ثم نظرت إليه بتشويش حتى توضحت الصورة أمامها و تذكرت ما فعله بها ، أخفضت بصرها عنه و جلست على الكنبة دون النظر إليه ، نظر إليها تلك القماشة تكاد أن تسقط ، أشاح ببصره جانباً لا يريد أن يغويه جمالها بجهل منها مجدداً .
أمر بغلاظة بينما هي تستمع ، فليس بيدها سوى الإستماع .
بيكهيون : إنهضي و ارتدي ثيابكِ ، جهزي الطفلتين أيضاً ، سنخرج ، حسناً ؟
أومأت برأسها المُخفَض ليهمس بِ " جيد " ثم خرج من الغرفة ، ذهب إلى غرفته التي يتشاركها مع زوجته و أخذ منشفه ثم توجه إلى دورة المياه ليأخذ حماماً دافئاً .
إما إيزابيلا ، فلقد ذرفت دمعة ثمنية قبل أن تمسحها بغلاظة من على وجنتها ، وقفت مستندة على ذراع الأريكة و وجهها يظهر ألم أضلعها ، تقدمت نحو السريرين حيث الطفلتين نائمتين ثم تقدمت نحو الدولاب لتخرج لهن ثياب متطابقة الشكل مختلفة اللون .
جهزت الطفلتين ثم غادرت غرفتهن إلى خاصتها ، فتحت الباب ثم دخلت ، أخرجت لها فستان أبيض طويل ، فلا يكشف أي إنش من بشرتها المشوهة فعلياً بيد زوجها الراقي ذوقاً .
حملت ما يلزمها من ثياب و همّت بالخروج لكن زوجها إستوقفها قبل أن يدير كفها مقبض الباب بصوت بارد .
بيكهيون : إستحمي هنا ، لقد أنتهيت .
إلتفتت إلى مكانه دون أن تنظر إليه ثم ودّت المرور من جانبه بسلام ، لكنه بالتأكيد لن يحقق أمانيها الصغيرة بل عكف أصابعه حول ذراعها الهزيل و جعلها تقف أمامه فما كان منها إلا أن تتحاشى النظر إليه ليس فقط خوفاً منه بل لإنه لا يستتر سوى بمنشفة بيضاء تلف خصره .
وضع أصابعه على فكها الناعم رغم حدته ، رفع رأسها ببعض القوة جعلتها تشهق بخفوت ألماً إلى وجهه ينظر إليها ، إنكمشت ملامحها بألم فموضع أصابعه هناك كدمة زرقاء تسبب بها بشفتيه ، نظر إلى شفتيها المجروحتين يود إلتهامهما دون هوادة فلا يكتفي .
علمت ما يريده من إستوقافها من لمح عينيه مرة يتيمة و حالما زلف إلى شفتيها حركت رقبتها جانباً ترفضه ، كان عالماً بأنها ستفعل ذلك و لكن ما من شيء يخالف إرادته حتى إرادتها ، أعاد رأسها من شعرها بحدة و التقف شفتيها بشفتيه يقبلها بقوة و كأنه لم يكُ يفعل قبل سويعات .
إمتعضت ملامحها بألم فوضعت كفيها المرتجفين على منكبيه العاريين تحاول دفع ضره عنها و لكن أية قوة تخال نفسها مالكة ؟! شهقت باكية و الدموع مسراب على وجنتيها عندما قضم جروح شفتيها بأسنانه ، همست بتقطع في فمه كلما إستطاعت .
إيزابيلا : أرجوك ، أتركني ، تؤلمني !
ما أبه بما قالت بل ما سمع إصلاً فهو مغمور بها و كأنه يقبلها لأول مرة ، ضربت صدره المكشوف بقبضتيها الخفيفتين عدة مرات حتى حررها من نفسه بملئ شوقه ، إنسحبت من أمامه فوراً قبل أن تظلم عيناه بالرغبة مجدداً فيمنعها من المرور ، دخلت إلى دورة المياه و أغلقت الباب خلفها ثم أستندت عليه تبكي دون صوت يفتضح دموعها المُنسابة .
أما هو فبقي يلاحق ظلها بعينيه المظلمة حتى إختفت خلف الباب و هو عليماً أنها تبكي خلفه ، وضع يده على صدره علّ أنفاسه الهوجاء هدأت ، إرتدى ثياب مناسبة لوجهته ثم خرج إلى غرفة الطفلتين من جديد .
الطفلتين كانتا مستيقظتين فما كان بوسعه سوى الإبتسام فها هو يرى أعينهن لأول مرة ، جفونه و حدقتيها الخضراوتين ، مزيج بينه و زوجته ، و بجمال طبيعي إلتقفت بيول سبابة والدها بين أصابعها الصغيرة جداً عندما كان يعبث بيدها الصغيرة .
ضحك بخفة قبل أن يضع سبابته الأخرى بيد ميرسي أريانا ، لاعبهن بوجه باسم و هو يحرك أيديهن بإتجاهين أفقيّياً يميناً يساراً ، حمل الصغيرتين و أخذهن إلى الطابق السفلي ثم وضعهن على الأريكة الكبيرة ، ثم ذهب و عاد أدراجه سريعاً يحمل العربة الوردية المزدوجة ، وضع الطفلتين بها ثم جلس مقابلهن على الكنبة ينظر إليهن بسعادة .
بعد هُنيهة شعر بزوجته قريبة ، إلتفت حتى ينظر إليها و سُرعان ما إمتعضت ملامحه بغضب جعلتها تبتلع جوفها مُرتجفة ، وقفت على بعد منه و هو ما زال ينظر إليها بذات الإمتعاض ، أشاح ببصره عنها ثم أمر ببرود .
بيكهيون : إذهبي و بدلي فستانكِ !
همست ب " لكن " معترضة أمره بخفوت ليعترضها متهجماً بغضب حالما وقف و التقف ذراعيها بقبضتيه.
بيكهيون : اغربي و نفذي فوراً ، لا ترتدي الأبيض إلا بالمنزل ، أتفهمين ؟!
همست بوجع منبعث من جسدها و قلبها معاً .
إيزابيلا : حسناً سأبدله ، لا تغضب علي !
دفعها من ذراعيها بعيداً عنه لتقع على الكنبة التي كان يجلس عليها ، إلتفتت إليه برأسها حيث يعطيها ظهره و ذرفت الدموع قهراً ، لكنها صعدت لتبدل ثيابه تجنباً لشره .
عادت بعد دقائق قليلة ترتدي ثوباً أسود بنفس طول السابق ، نظر إلى جسدها ببرود ثم أشار لها أن تتأخره بالعربة ، وضع العربة في مؤخرة السيارة و وضعت إيزابيلا الطفلتين في الحاضنتين في الكرسي الخلفي ثم صعدت إلى جانبه و انطلق بالسيارة .
أسندت مرفقها على النافذة و وجنتها براحة يدها ثم أخذت تنظر للخارج بهدوء ، رغم فضولها لمعرفة أين سيأخذها لكنها لن تبادر بقطع الصمت بينهما و ترجو بأن لا يفعل فلقد ملّت التناوش معه مبكراً و لا تود أن تكون ضحية بطشه مجدداً .
أما هو فيخطف النظر إليها كل دقائق يسيرة دون أن تلاحظه ، فضوليّ عما يدور في رأسها من أفكار ، إصطف أمام باب المسشفى ثم استرعى إهتمامها عندما أمرها ببرود .
بيكهيون : ترجلي هيا !
إلتفتت إليه قابضة حاجبيها بإستفهام ثم نظرت إلى المبنى التي تصطف السيارة أمامه لتعلم ماهيته ، تنهدت ثم ترجلت بعدما فعل ، وضع بيكهيون الطفلتين في العربة ثم تركها حتى تدفعها بنفسها ففعلت بصمت بينما هو يتقدمها بعنجهية وقحة .
دخل قسم الطفولة و الأمومة ثم حدّث الطاقم أن يدخلو زوجته و طفلاته للفحص تقديماً على الدور بواسطة تواقيعه المُهداة ، تبسمت خلفه بسخرية ثم أشاحت ببصرها جانباً ، تمتمت بِ"متعالٍ" بخفوت لا يسمعه .
دخلت إلى عيادة الطبيبة التي كانت تراقب حالتها أثناء الحمل لتندفع الأخيرة تحتضنها بهلع قائلة .
" يا إلهي ! السيدة بيون ! حمداً لله على سلامتك ! لقد أفجعني ما سمعته ، أتمنى أنكِ بخير الآن ؟!
قاطع بيكهيون اللحظة الحميمة قائلاً بهدوء واجم .
بيكهيون : لقد أحضرتها لتتأكدي إن كانت بخير أم لا ؟
إلتفتت إليه إيزابيلا مفجوعة بما قاله ، إن كان يخاف عليها من الضر فلِمَ يضرها بيديه إذن ؟ إلتفتت مجدداً أمامها عندما أمرها برأسه أن تفعل .
أشارت لها الطبيبة بأن تستلقي على السرير حتى تفحصها ففعلت كدمية مُسيّرة ، حاذى جسد بيكهيون السرير يطالع زوجته الممدة بهدوء ، أخذت الطبيبة مؤشراتها الحيوية ، نظرت إليه الطبيبة بإرتباك ثم همست .
الطبيبة : سيد بيون ، علي أن أفحص زوجتك فحصاً نسائياً خاص ، فهلّا أذِنت لنا بالبقاء وحدنا من فضلك ؟
نفى بيكهيون بحاجبيه ثم همس ببرود .
بيكهيون : ليس هناك شيء يخص زوجتي و لا يخصني ، افعلي ما تريدين بوجودي .
إلتفتت إليه إيزابيلا بحرج ثم حدثته بخجل شديد .
إيزابيلا : أخرج قليلاً فقط أرجوك و سأوافيك بعد دقائق !
أسند ذراعيه بقبضتيه على ملائة السرير من كلا جانبيها قرب رأسها ثم أنخفض بجسده حتى تلاقى وجهها المُحمر خجلاً مع وجهه الصامد دون تعابير ، همس لها .
بيكهيون : رغم أنني رئيت كل شيء لكنني لن أرى شيئاً الآن .
تمتمت هي بحرج و إنزعاج هامّة بالنهوض .
إيزابيلا : إذن لا أريد أن أجري أية فحوص !
ردعها بدفعها على السرير مجدداً ثم صرّ أسنانه مُعلِماً.
بيكهيون : لستِ مُخيرة سيدة بيون !
نظرت إليه و الدموع متجمعة بعينيها ، إلى هذا الحد يود إشعارها بمشاعر متضاربة لا تقوى عليها ؟ أشار لطبيبة أن تتابع عملها ، إبتلعت الأخرى جوفها فما سبق أن بقي زوج مع زوجته عندما تخضع لهكذا فحص سريري لكن بيون بيكهيون دوماً إستثناء .
إمتعضت ملامح إيزابيلا بالألم و سرعان ما أطلقت صرخة ألم باكية بعنف و هي تشعر بسكين تخترق حوضها ، صرخ بيكهيون بغضب على الطبيبة .
بيكهيون: لا تؤلميها !
إنتفضت الطبيبة لجهورية صوته ثم همست بخوف .
الطبيبة : سيدي ، لقد أجريت لها فحصاً لرحمها ، إنه متضرر جداً لذلك تألمت !
أخذت إيزابيلا تبكي بقوة لحدة الألم فأخذها بيكهيون بين ذراعيه يحتضن جذعها إلى صدره أما هي تمسكت بكتفيه بذراعيها و غمرت رأسها برقبته تهمس معبرة عن ألمها تغيُباً عن الواقع فالألم سيطر عليها .
تنهدت إيزابيلا بعمق مرجعة رأسها إلى الخلف عندما زال الألم فجأة حتى واجه وجه زوجها رقبتها الملونة بعنف ، إبتلع جوفه بمرارة شوقاً لا يعلم الإكتفاء أبداً ، ما زالت تتشبث بكتفيه و ما زال يحتضن جذعها حتى أعلنت الطبيبة أنها أنتهت .
تحمحمت الطبيبة بحرج قبل أن تزلف منهما مُعلِمة .
الطبيبة : أحتاج فحص صدركِ سيدة بيون لأعلم إن كان هناك مشكلة أيضاً .
نظرت إيزابيلا إلى بيكهيون برجاء علّه خرج و لكن نظر عينيه بدى صارماً و لا نقاش به .
إستسلمت متنهدة فهو لن يخرج و لن يتركها دون أن تخضع للفحص و على آية حال فلقد رأى بأُم عينيه كل شيء مسبقاً ، أنزلت حواف الفستان عن أكتافها بعدما أخفض لها السحاب دون أن تطلبه ، فحصتها الطبيبة بينما هي تخفض رأسها خجلاً فزوجها الوقح الجريء فوق رأسها لا يخجل و لا ينحرج بل مستمتعاً بما يرى .
إنتهت الطبيبة ثم أنسحبت إلى مكتبها ، فَرِغ المكان للزوجين الحالمين ، طبع بيكهيون قبلة مستغلاً الفرصة على كتف زوجته العاري لتنشز بخفة ناعمة ، رفع سحاب فستانها حتى يستر ما يملكه ثم خرج بصمت ، نظرت إلى ممشاه بإمتعاض قبل أن تنهض و تتبعه .
جلست أمام مكتب الطبيبة مقابلاً لزوجها حتى تعلمهما بالنتائج فنبست الأخيرة غير راضية .
الطبيبة : لقد تبين معي أنها عانت من ولادة عسيرة جداً فالرحم متضرر و يبدو لي أن سبب ولادتها ما كان طبيعياً بل أنها عُنِفت لتلِد .
أومئت إيزابيلا مُقرة ثم همست مستذكر مآسيها .
إيزابيلا : هذا صحيح ، الذي خطفني لكمني ببطني كثيراً فتسببت لي لكماته بالولادة .
نظر إليها بيكهيون و قبضته محكمة تحت ذقنه بغضب و وجهه محتقن ، أقَسَمَ أن ذلك المسخ لن يفر دون عقاب يستحقه ، أكملت الطبيبة دون مواربة .
الطبيبة : بهذه الفترة وجب أن تكوني نفسى لكنكِ لستِ كذلك ، كم بقيتِ نفسى ؟
تحمحت إيزابيلا بخجل فعينا ذاك الرجل مقابلها تتفرسها بشراسة فهمست .
إيزابيلا : لقد بقيت عشرون يوماً فقط .
أومئت لها الطبيبة ثم أجابتها .
الطبيبة : المعدل الطبيعي أربعين يوماً كما تعلمين ، الأمر ليس خطيراً لكن عليكِ توخي الحذر دوماً من أي مضاعفات قد تطرأ معكِ ، أما بالنسبة للحليب فلا يُنتَج لإن جسدكِ هزيل ، سأكتب لكِ بعض المقويات حتى يشتد عودك .
أومئت لها إيزابيلا مجدداً لتقوم الطبيبة بملئ أوراقها ، رفعت الطبيبة رأسها مجدداً ثم استطردت بحرج.
الطبيبة : تبين معي أيضاً أنكِ تعرضتِ للتعنيف منذ ساعات قليلة ، أرجو أن تكونا حذرين فأجهزتك الداخلية و الخارجية سيدة بيون قد تتعرض لمشكلة خطيرة إن تكرر الأمر .
أخفضت إيزابيلا رأسها بخجل شديد و هي تكمش على فستانها بأناملها الناعمة بشدة بينما هو يراقب إنفعلاتها بعمق ، همس بشرود محدثاً الطبيبة .
بيكهيون : أنا المخطئ ، لقد أشتقتها فعنفتها بساعة غضب و ما كان بيدها أن تدفعني ، سأكون حذراً .
هبّ واقفاً على قدميه ثم مد قبضته لينتشل ذراعها و جعلها تقف على قدميها ثم سحبها خلفه دون أن يودع أو يدعها تفعل ، هي كانت تنظر لظهره بشرود ، مشاعر كثيرة تخالجها و لا تميزها عين قلبها .
أصطحبها إلى قسم الأطفال حيث تم فحص الطفلتين و إعطائهما التطاعيم اللازمة ثم خرجا بعد أن تأكدا بأن صحة الطفلتين بخير و مثالية .
...............................................
تقفقف قلبها ذعراً و هي تنظر من النافذة إلى ذلك الكلب الكبير الذي إشتراه زوجها و وضعه في حديقة المنزل ، بل إن الأمر لم يقتصر على ذلك ؛ فلقد اشترى له بيتاً و تركه حراً طليقاً يمرح في الحديقة و ينبح .
دخل تشانيول إلى المنزل لتأتيه زوجته فوراً تقف أمامه متخصرة بغُل ، أردفت بحقد .
ميرسي أريانا : ينقصه تدفئة مركزية فقط ! لِمَ لا تدخله ليعيش معنا هنا في الداخل ؟!
رفع تشانيول حاجبه بسخرية و ابتسم بجانبية أخمدت كل نيرانها المشتعلة لتقع له عاشقة مجدداً .
تشانيول : ربما سأفعل !
قبضت حاجبيها الرقيقين ساخطة عليه عندما ولّاها ظهره و انسحب من أمامها .
صعد درجات السلم إلى غرفته فتبعته و هي ترجوه العزوف عن قراره .
ميرسي أريانا : أرجوك يا تشانيول أعده من حيث أتيت به ، أعدك أنني لن أخرج من المنزل دون أذنك أبداً ، أفعل بي ما شئت إن أنا فعلت .
صمّ أذنيه عن رجائها المرير و توسلاتها و هو يتمدد على السرير متنهداً بتعب ، صعدت من الجانب الآخر و جلست بجانبه ثم وضعت كفها على صدره و همست قابضة ملامحها بحزن .
ميرسي أريانا : ماذا قلت ؟
وضع ذراعه تحت رأسه ثم أخذ أحد خصلها المنسابة حولها يتحسسها ثم همس بنبرة مستهترة .
تشانيول : امممم أعجبني إقتراحكِ و لكنني سأفعله مع بقاء الكلب هنا .
أطلقت صوتاً متدلِلاً تشكوه منه إليه و هي تضرب صدره بخفة إحتجاجاً .
ميرسي أريانا : لماذا أنت لئيم هكذا ؟
جحظ عينيه ثم همس مستنكراً بينما يشير إلى نفسه بسبابته .
تشانيول : أنا لئيم ؟!!
أومأت له مُبرِزة شفتيها بطفولية فتثبت عليه النعت و يحُول لطفها أن يرد لها الصاع صاعين ، تنهد هو بينما ينظر إليها تدَّعي البرائة ، لقد إختلفت عليه مؤخراً ، لقد إزدادت دلالاً ، لطفاً ، و جموحاً ، يكره الأمر و يحبه معاً ، يكرهه لإنه لا يستطيع ردعها بلطفها الذي يأسره و يحبه لإنه يحب كل ما بها حتى عجائبها .
همس بحنق ، يود تقبيلها حتى تختفي شفتيها البارزتين بلطف تلك بقدر ما يود توبيخها على لسانها الأعجف مؤخراً .
تشانيول : ماذا تريدين ؟
أجابته سريعاً دون أن تبذل مجهوداً في التفكير حتى بينما تبرز شفتيها أكثر .
ميرسي أريانا : قبّلني .
رفع حاجبيه متفاجأً ، منذ زواجهما إلى اليوم ما طلبته هكذا طلب أبداً ، لقد كانت دوماً خجولة رقيقة تنتشر الحُمرة في خديها إن تنفس على بشرتها فقط و الآن تطلبه قبلة ! هناك خطبٌ ما ، هو متأكد ، لقد أصبحت جامحة و تراوده عن نفسه أيضاً .
لكن هذا ما منعه أن يبتسم بحب لها منفذاً رغبتها ، فما من عاقل يدعى بالمجّان إلى النعيم فيرفض ، و هو عاقل ، إذ وضع كفه على مؤخرة رأسها و قرب وجهها إلى وجهه فتناثرت خصلاتها الطويلة على وجهه .
تشانيول : تعالي إلي .
جعل شفتيه تلمس شفتيها برفق ليهمس بصوت خفيض .
تشانيول : أتغويني ؟
نفت برأسها ليبتسم فأعاد الهمس .
تشانيول : تراوديني عن نفسي ؟
أومئت له بإيجاب فابتسم قائلاً .
تشانيول : و ما الفرق بينهما ؟
همست هي دون خجل بإثارة و شفتيها تلمس شفتيه بكل كلمة تنطق بها .
ميرسي أريانا: أنا لم أفعل شيء جريء ، أنا فقط طلبت منك صراحة أن تقبلني .
قبّل شفتيها حالما أنهت كلامها لتنخرط معه تبادله بنعومة و كفيها يجولان على صدره بإغراء و كفيه مغروزان بشعرها يداعبه ، فصل القبلة بعد مرور وقت طويل رأفةً بأنفاسها ، لكنها إلتقفت نفساً يتيماً قبل أن تقبل عنقه بنعومة جعلته يتأوه بخشونة و تنهد بسخط ، رفع رأسها من شعرها ليقبل شفتيها من جديد و طرحها على السرير ثم إعتلاها دون أن يفصل سلسة قبلاته .
إرتفع عنها ليلهث أنفاسه المتقطعة ثم همس أثناء ذلك و الرغبة تنتشله منه إليها .
تشانيول : لطالما كنتِ خجولة ، لكنكِ الآن جامحة تثيرين جنوني ! ما الأمر ؟!
تبسمت هي بحب ثم همست بينما تمرر سبابتها على تقاسيم وجهه الجذابة .
ميرسي أريانا : لا أعلم ، و لكنني أحبك أكثر فأشتاقك مهووساً بي .
تبسم لها بحب صامتاً لتكمل هي بعدما أنام وجنته في راحة كفها .
ميرسي أريانا : أشعر أن هناك شيء غريب علي داخلي ، يجعلني سعيدة و يحصر تفكيري بك كلياً .
غمز لها بعبث ثم همس بوقاحة .
تشانيول : ربما أثري خلَّف بكِ قطعة لي داخِلك .
ضحكت هي تفهم قصده المنحرف من كلماته المُنمَّقة ثم تنهدت حالمة .
ميرسي أريانا : اااه أتمنى ذلك !
سُرعان ما إتسعت عيناها و نظرت إلى زوجها فعقد حاجبيه متسألاً .
تشانيول : ما بالكِ ؟!
بقت صامتة بينما تتذكر اليوم الذي وجدت به شوقا في الصيدلية و تذكرت سبب ذهابها إلى هناك فهتفت موبخة نفسها .
ميرسي أريانا: غبية ! كيف نسيتِ ؟!
كتم ضحكته متسألاً .
تشانيول : من هي ؟!
أشارت إلى نفسها و هتفت بعصبية .
ميرسي أريانا: أنا ! أنا مغفلة و حمقاء أيضاً !
إهتز جسده ضاحكاً قبل أن ينهيها .
تشانيول: لا تشتمي زوجتي !
هتفت بغيظ .
ميرسي أريانا : تلك اللعينة !
تسآل مستفهماً .
تشانيول : من هي ؟
صرخت بغضب بينما تقفز من على السرير .
ميرسي أريانا: زوجتك !
قهقه عالياً بينما يقف ثم إحتضنها من الخلف قائلاً .
تشانيول : ما بِك ؟!
وضعت كفيها على ذراعيه اللذان يحيطانها بتملك ثم أردفت و قد أخمدت ثورانها .
ميرسي أريانا : أحتاج شيئاً من الخارج .
وضع ذقنه على كتفها ثم همس .
تشانيول : لن تخرجي .
إلتفتت إليه قائلة بإصرار .
ميرسي أريانا : لكنني أحتاجه !
تنهد بينما يجيبها .
تشانيول : أنا سأحضره لكِ ، ماذا تريدين ؟
داعبت أصابعها بخجل ثم أردفت على الأستحياء جعله يستنكر أنها ذات الإمرأة الجامحة قبل دقائق.
ميرسي أريانا: أريد جهاز إختبار الحمل .
صرخ مفجوعاً بفرح جعلها تتراجع للخلف بذهول .
تشانيول : ماذا؟! حقاً ؟! أنتِ حامل ؟!
ضحكت بخفة ثم إقتربت منه و على وجهها إبتسامة زاهية ثم أحاطت عنقه بذراعيها لتهمس بتحبب .
ميرسي أريانا: قلتُ أريد جهاز الإختبار لم أقل أنني حامل .
عقد حاجبيه ثم تسآل .
تشانيول: أنقطعت عنكِ العادة الشهرية ؟ ما هو تاريخ اليوم ؟ ألا يجب أن تكوني حائض في هذا التاريخ ؟
تحمحت بخجل شديد و شعرت بكفيها يتعرقان حرجاً ثم همست بتأتأة خَجِلة ظريفة .
ميرسي أريانا : نعم إنقطعت .
قهقه بفرح عارم قبل أن يحتضنها بقوة حتى شعرت بأن عضامها سُحِقَت بين عضلات صدره و ذراعيه المفتولة ، لكنها لم تعترض بل جعلته يعبر عن فرحه حتى لو على حساب سلامتها ، لا يهم .
تنفست بقوة حالما أرخى قيوده حولها فقبل جبينها و هتف على إستعجال .
تشانيول : سأذهب لأحضره لن أتأخر .
ضحكت هي بينما تبصره يهرول للخارج على عجلة من أمره و الأمل يملئ عينيه و ينتشيه .
تنهدت بعدما ذهب بسيارته و هي على علم بأنه ذهب ليقصد أقرب صيدلية ، ترجو الله أن لا ينطمر فرحه و لا تخيب ، رفعت نظرها نحو السماء راجية الله .
ميرسي أريانا: يا إلهي أتمم عليه فرحته بطفلٍ بعثته منه داخلي .
أسندت رأسها على النافذة و عقدت ذراعيها إلى صدرها تنتظر قدومه فلمحت ذاك الكلب البغيض يمرح بالحديقة فتأفأفت ساخطة .
ميرسي أريانا: زوجٌ سيء !
بعد دقائق يسيرة من الإنتظار كانت ترى سيارته تقترب ، صفها في مكانها ثم خرج كما دخل مهرولاً على عجلة من أمره ، طاب لها رؤيته متشوقاً مليئاً بالحب و الأمل فرسمت إبتسامة عاشقة على ثغرها .
إلتفت إليه باسمة حينما وَلَجَ الغرفة لاهثاً أنفاسه بخفة ، إقترب منها سريعاً ثم أخذ كفها باسطاً راحتها و وضع الجهاز بيدها ثم هتف متنفساً بإضطراب .
تشانيول : هيا أجري الإختبار ، هيا !
حثّها على الدخول إلى دورة المياه ثم وقف بمحاذاة الباب ، أما هي فأجرت الإختبار ثم إتكئت إلى الحوض تنتظر النتيجة ، مرت دقائق يسيرة على قلبه طويلة و هو يستعجلها بالخروج .
ظهرت النتيجة أخيراً إنها إيجابية مما يعني أنها حامل ، تبسمت ملئ شدقيها ثم فتحت الباب لترتمي على صدر زوجها الذي ينتظرها بالخارج و هي تتقافز فرحاً .
ميرسي أريانا: النتيجة إيجابية ! أنا حامل !!
قهقه هو بسعادة قبل أن يرفعها بذراعيه و يدور بها صارخاً بسعادة .
تشانيول : سأصبح أب ، سأصبح أب !
قهقهت هي بفرح غامر و هي تتفاعل معه بفرح .
سُرعان ما حملها بين ذراعيه و وضعها على السرير برفق قائلاً بإبتسامة تزين شفتيه .
تشانيول : لا تتحركي ، إرتاحي فقط و لا تبذلي مجهوداً !
ضحكت بخفة قبل أن تردف بحب .
ميرسي أريانا: تشانيول ، هذا التحليل ليس مضموناً ، ثم إن المرأة الحامل تحتاج للحركة !
حاولت النهوض من مضجعها فكان لها بالمرصاد حيث ردها ممدة على السرير ثم هتف بتهديد .
تشانيول : قلتُ لا تتحركي ، لن أسمح لكِ حتى نزور الطبيبة المختصة و هي ترشدني كيف أعتني بكِ ، فهمتِ ؟
أومئت له مُتكتِمة على ضحكاتها فانسحب من أمامها فوراً حتى يحجز موعداً لدى طبيبة نسائية معروفة .
....................................................
حالها لم يتغير منذ وقت طويل جداً ، لقد مر أكثر من شهران و ما زالت الجروح نازفة فهناك من يجددها لها كل يوم ، بنظرة مشمئزة ، لمسة عنيفة ، أو كلام جارح .
لقد شعرت بأن مخزون الحب نفذ سريعاً و كأن عُطب قد أصابه ، هي تحظى بعلاقة باردة مُجحفة معه كالليالي الشتوية المُثلِجة .
هو لم يتخطى الأمر بعد و هي لم تحاول مساعدته بذلك فخوفها منه بأزدياد ينهكها حتى أنه تتجنبه لسلامة بدنها ليس إلا .
تذكرت تلك الليلة التي طلبت بها الطلاق منه صراحة فلا داعي لرباط آسر كالزوجية يجمع قلبين متنافرين كقلبيهما .
كان رده عليها بصفعة أفقدتها توازنها فأحتضنت الأرض و بصوته يصرخ بغضب معلناً تقيده الأبدي لها و لو بسلسة صدئة .
تشين : أخرسي و اللعنة عليكِ ! أنا حتى لو كان إنعاشكِ في التحرر مني سأقبض عليك لتموتي بين ذراعاي و لن تجدي تراباً يأوي جثتك .
ليليتها بكت بحرقة شديدة ، فلا هو يريد تحريرها و لا التَّرحم بها .
كثيراً من الأمور تغيرت و أخرى كثيرة بقت على حالها ، ما زالا يتشاركان ذات السرير لكنهما يوليا بعضهما ظهورهما ، ما زال يدعوها إلى فراشه و يراودها عن نفسها و لكن غصباً فتقضي الليالي تنوح رفضاً و ألماً ، ما زالا يتشاركان نفس الطعام لكن على كرسيين منفصلين ، بكأسين ، و صحنين ، الكثير من الأشياء مشتركة و لكن متنافرة عما كانت عليه في الماضي .
تشعر بجدران هذا المنزل تطبق على أنفاسها فلم ترى ما خارجه منذ شهرين ، لا أحد يأتيها و لا تخرج لأحد ، شعرت بأن الجميع تركها تتسابق مع جوادٍ أصيل بقدمين هزيلتين ، تتعذر لهم أحياناً بإنشغالهم في الحياة عنها ، سُرعان ما ترفض ، ألا يفتقدها أحد و لا حتى ميرسي أريانا ؟! لا أحد ؟!!
جلست على كرسي منفرد أمام النافذة بغرفتها ، حيث تقضي الكثير من الساعات تنظر إلى الخارج بهدوء ، كعصفور جميل ملون وُضِعَ في قفصٍ ذهبي ، الذي رغم بهائه إلا أن الحرية أبهى إليه ، تنهدت و هي تنظر إلى الأشجار التي يكسوها جمال الربيع الأخضر في الحديقة لكن قلبها ما زال عارياً من الدفء كأشجار الشتاء .
حتى هدوء هذا المنزل مُوحِش إن ما جاء هو ليتذمر و يتطلب كالأسياد فلن يُكسر صمته أبداً و لكنها صامتة دوماً و في قلبها هموم دهر ، إنحدر بصرها إلى الشارع الذي تطل عليه النافذة أمام منزلها عندما عجت بالضجيج ، إصطفت أمام بوابة منزلها سيارة سوداء تعرف صاحبها عِز المعرفة .
وقفت سريعاً و شيئاً من الحياة دبَّ فيها و أزهر وجهها بإبتسامة حالما ترجل تايهيونغ من سيارته ثم رفع رأسه إلى نافذتها بعدما خلع نظاراته الشمسية فابتسم بخفة ، هرولت إلى الخارج بِخُفٍ في قدميها ، ركضت إلى الخارج ثم أرتمت عليه تطوق عنقه بذراعيها مشتاقة له .
ضحك هو بخفة و لف ذراعيه حول ظهرها بينما يستمع إليها تشتمه بأفظع الكلمات ، همس بتفكه .
تايهيونغ : لسانكِ هذا يحتاج للقص .
رفع رأسها عن كتفه لتزول إبتسامته سريعاً حينما لمح في عينيها دموع كثيرة توشك على السقط فهمس متحسساً وجنتيها بحب أخوي .
تايهيونغ : لا تبكي ، أنا آسف ، لقد إبتعدت حتى لا أسبب لكِ المزيد من المشاكل مع زوجكِ .
شهقت باكية و هي تضرب صدره بقبضتيها .
آماندا : أتظن أن بُعدك عني عقد هُدنة بيني و زوجي ؟ لقد تأججت مشاكلنا أكثر و ما كنت بجانبي لتحميني أو حتى تواسيني ، أنت صديق سيء ، أنا لا أحبك !
قبض حاجبيه و كفيه يمسحان على ذراعيها بلطف قائلاً .
تايهيونغ: أما زلتِ على شجاركِ الأخير مع تشين ؟!
أومئت له و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت ، أكمل و ملامحه منقضبة بسوء .
تايهيونغ: لا يحتاج الأمر كل هذا التعقيد ، لقد حُلّ الأمر و سيطرنا على الأخبار و الشائعات ، ثم إنكِ كنتِ الضحية لا المُذنبة ، ما أدراكِ أن النادلة معجبة مهووسة به فودت الإنتقام منكِ بدس الخمر و حبوب هلوسة بالعصير ؟ فلِمَ هو مُصر على طرحكِ المذنبة ؟!
نفت برأسها و رفعت بكتفيها بمعنى " لا أعلم " ثم همست بحزن شديد و شهقاتها تُقطّع كلماتها .
آماندا : إنه يكرهني بل لا يطيق النظر بوجهي ، إنه يثابر في إسقاط أشد العذاب بي و أنا ما عدتُ أحتمل ، أنني أعيش الجحيم هنا و أرجو أن يبعث الله لي خلاصي و يريحني من هذه الحياة .
نفى برأسه مكوباً وجهها بيديه رافضاً ما قالته بالحرف الواحد ، إلى أي حد وصل به الأمر حتى يجعل صديقته الوحيدة تتوق إلى الموت هكذا ، همس بنبرة قوية أبدت عن كم الغضب الذي بدأ يستعر داخله .
تايهيونغ: أنتِ لن تبقي هنا ، أنا لن أترككِ ، هيا جهزي نفسكِ و ما تحتاجينه ، سأخذكِ معي !
نفت آماندا برأسها ذعراً و عيناها توسعت بخوف لما يتفوه به صديقها من جنون تعلم جيداً أنه نابع من خوفه عليها .
آماندا : لا ، تشين سيقتلني إن علم أنني خرجت من المنزل و أنني معك ، أرجوك أنا أخافه !
فجر الغضب رأسه ليصرخ بها مولعاً على حالها الضعيف بينما يهزها بقبضتيه بقوة .
تايهيونغ : لِمَ أنتِ جبانة و ضعيفة هكذا ؟ ما عهدتكِ هشة إلى هذا الحد ؟ أين آماندا المرحة القوية ؟ ما عدتُ أعرفكِ !!
صرخت ببؤس و لسان حالها يقول .
آماندا : لقد سلبني قوتي حتى ضحكتي و مرحي ، كنتٌ قوية متمردة الآن لا أستطيع رفع رأسي خوفاً من نظراته التي تحرق داخلي و تشوهني ، ما عدت آماندا التي عهدتها ، أنا أخرى جديدة تكره نفسها و تكره ضعفها ، و ما من أحد ينتشلها من عذابها !
أومئ رأسه بجنون تكراراً بينما يردد بهمس كثير .
تايهيونغ: أنا سأنتشلكِ ، أنا سأنتشلكِ !
ساقها إلى سيارته و أجلسها بجانبه دون أن تأخذ شيئاً من المنزل ، بل إنطلق بها سريعاً حيث سيحميها تحت جناحيه و يأويها في مأمنه .
قاربت الشمس على المغيب و أحمرت صفحات السماء تبشر بحلول ليلٍ مُعتم جديد ، نذير شؤم على موعد وصوله إلى المنزل ، إصطف بسيارته في مصفها ثم ترجل بهدوء و ملامحه منقبضة بشرٍ كالعادة مؤخراً ، سرعان ما نبض قلبه في صدره بعنف و اتسعت عيناه ، باب المنزل مفتوح .
أيعقل أن لص تصيد المنزل و آذى زوجته في الداخل أو أنها هربت ، دعا الله أن لا يكون أي من الخيارين صحيح ، ولج إلى المنزل بقوة ثم صرخ بإسمها عالياً لكن ما من مجيب ، دار في صالة الجلوس كل شيء على حاله أي أن ما شيء قد سُرِق .
صرّ أسنانه بقوة و لهث نفساً أهوجاً ، عينيه تقدح شراراً مُخيفاً لو أنها رأته لخرت باكية ذعراً ، يهمس مهدداً بالويلات إن ما ظهرت الآن أمامه ، قطع درجات السُلم برشاقة و سرعة عالية ، دخل غرفتهما يأمل من كل قلبه أن يراها تفترش السرير فقط ، لكن لا شيء .
فتَّش غرف المنزل واحدة تلو الأخرى حتى نضب أمله و رجائه و جلس على درجات السلم قابضاً كفيه بقوة حتى أصفرت مفاصله ، يحدق أمامه بشرٍ ثم صرخ بكل ما أُتِيَّ من قوة جمَّة .
تشين : لا لا لا ! لن أدعكِ تنفذين هكذا ، أقسم أن حسابكِ سيكون عسيراً !
أخرج هاتفه من جيب سترته ثم أتصل بها ، إكتشف أن هاتفها هنا من رنينه الذي وصل مسامعه القادم من غرفتهما ، لعن عالياً ثم قذف هاتفه بالأرض بغضب فأرتد قطعاً متفتتة ، يشعر بأن كل أعصابه فُتِرت و أنه على وشك الإنفجار .
إستقام ثم نزل السلم و قصد الخارج ، صعد سيارته ثم أنطلق بها ناثراً غبار الأرض حولها ، قادها بالسرعة القصوى حتى زعقت عجلات السيارة بصوت عالي مزعج أفزع سكان الحي الهادئ .
وصل إلى وجهته حيث يظن أنها متواجدة ، ليس لها مكان تذهب إليه سوى منزل الفتيات ، ضرب الباب بقبضتيه بقوة و هو يصرخ عالياً .
تشين : آماندا ، أخرجي أقسم أنني لن أمرر لكِ فعلتِك هذه !
فُتِح الباب على مصراعيه بفعل من الداخل لتظهر له جازميت ، التي تبقت وحدها في المنزل بعد زواج روزلي من شيومين ، كادت قبضته أن تسقط على وجهها بشكل أليم غير متعمد من قِبَله لولا أنها تراجعت للخلف سريعاً ، هتفت متفاجأة من شاكلته المخيفة .
جازميت : ما بك ؟! كدت أن تكسر الباب ! ما الخطب ؟!
أبعدها من ذراعها بخفة ثم دخل إلى المنزل يصرخ بأسم زوجته فهتفت هي بحنق من جنونه هذا .
جازميت: لا تصرخ ، إنها ليست هنا !
إلتفت إلى جازميت ثم همس صاراً فكيه بقوة .
تشين : أين هي يا جازميت ؟
أجابته بغيظ تفجر بنبرة عالية .
جازميت: ليست هنا !
صاح عليها بفتيل غضب حرق داخله و تعدى إلى خارجه .
تشين : أخرجيها يا جازميت و إلا طرحتها قتيلة أمام عينيكِ !
صاحت كما فعل و عدوى الغضب إنتقلت إليها .
جازميت : أقسم لك أنها ليست هنا و لم أرها أو أقابلها منذ زفاف روزلي ، لماذا لا تصدقني ؟!
لعن بغضب طارحاً الفازة التي تجاور الباب أرضاً قبل أن يخرج بغضب ، راقبته جازميت حتى صعد سيارته و رحل بسرعة تسابق الريح ، تنفست بإضطراب فهالته الغاضبة أرعبتها فما بال المسكينة آماندا ، أغلقت الباب ثم لملمت قطع الزجاج التي إنتثرت على الأرضية فتأوهت بألم عندما جرحت أصبعها .
أثناء ذلك طُرِق بابها من جديد بقوة فظنت أن تشين خلفه عاد ليفتش المنزل غير مُصدقاً لأي حرف مما قالته ، فتحته لاوية شفتيها بتبرم يدلل على إنزاعجها ، لكن ما إن فتحته حتى دفعها لوهان إلى الداخل بخفة و عينيه تتفقد المكان ، لاحظ قطع الزجاج التي إفترشت الأرض فالتفت لها عاقداً حاجبيه .
لوهان : من كان هنا ؟! من فعل هذا ؟!
تنهدت دون أن تجيبه فكوّب وجهها الجميل بكفيه ثم نطق و هو ينظر بعينيه قَلِقاً فيما إن أصابها مكروه .
لوهان : حبيبتي ، هل تأذيتِ ؟
صمتت تنظر إلى القلق الذي لمع بعينيه لإول مرة .
عهدته دوماً قاسياً ، غيوراً ، و متسلطاً لدرجة تجعلها ترغب في هجرانه ، لكنها تبصر اليوم في عينيه القلق الذي لم يكنه لها من قبل أبداً ، تنهدت مرة ثانية على مسامعه ثم نفت برأسها ، أسقط كفيه إلى كتفيها ينظر إليها بشوق .
سرعان ما شعر بالقلق عندما لمحت عيناه نقطة دماء على رخام الأرضية فتسآل بقلق و هو يهزها من كتفيها بخفة .
لوهان : أهذه الدماء منكِ ؟!
نست أنها جرحت أصبعها فرفعته ناظرة إليه بشرود حيث كان يقطر الدماء بخفة .
جازميت : لقد جرحتُ أصبعي و أنا أجمع قِطع الزجاج ، ليس بالأمر المُقلِق .
نفث أنفاسه بحدة موبخاً أياها .
لوهان : اللعنة على الزجاج أتركيه طريح الأرض حتى يأتي الخدم في الصباح لينظفونه .
همهمت بصمت ثم توسعت عيناها عندما رفع سبابتها إلى فمه و امتص الدماء النازفة حتى يتوقف تقطيره .
إبتسمت بخفة و الحب إتخذ مكان القلب في صدرها و أخذ ينفث العشق نبضاً ، همست و هي تنظر له يقبل أصبعها بخفة علّ جروحه تشفى .
جازميت : ما أدراك أنه سبقك أحد إلي ؟
ملئ الفراغات بين أصابعها بأصابعه ثم همس بإنزعاج .
لوهان : لقد رأيت مجنوناً يبتعد بسيارته من هنا فعلمت أنه قصدكِ .
تبسمت بخفة مجيبة أياه بتفكه .
جازميت : هذا المجنون تشين .
رفع حاجبيه مستنكراً .
لوهان : حقاً ؟!
أومئت له و هي تزوي رأسها جانباً فلمعت عيناها البندقية بجمال خلاب جعله يفرج عن إبتسامة ولهة ، يعشقها حد الفناء بكل تفصيل دقيق إكتشفه أو لم يكتشفه لها ، قبل جبينها مطولاً قبل أن يهمس بصوت خفيض .
لوهان : و ماذا يريد هذا المجنون ؟
رفعت كتفيها بأنها ليست عالمة ثم تطرقت .
جازميت: يبدو أنه تشاجر مع آماندا فهجّت من منزله .
عقد حاجبيه ثم تسآل بجدية .
آماندا : أين قد تكون ذهبت ؟ ألستِ قلقة عليها .
نفت برأسها ثم تحدثت بهدوء .
جازميت : لستُ قلقة عن مكانها بل قلقة عليها منه ، هي إما لدى تايهيونغ أو ميرسي أريانا .
أومئ مخفضاً رأسه بتفكر قبل أن يرفعه لها مقهقهاً بخفة عندما نطقت تحذره بسبابتها و على شفتيها إبتسامة حانية .
جازميت : لا تخبره عن ذلك .
نفى برأسه ضاحكاً ثم همست بعد أن تنهدت .
جازميت: أنا سأخبر ميرسي أريانا على أية حال .
نطق لوهان ساخراً بتفكه .
لوهان : الأم !!
ضحكت بخفة و هي تهتف .
جازميت: نعم نعم !
نفث أنفاسه حتى يستعيد الجو جديته ثم كوب وجهها ثانية بكفيه قائلاً .
لوهان: إستعدي غداً فأنا آتيكِ بمفاجأة .
قطبت حاجبيها بإستفهام و هي تنظر إليه ليبتسم بحب .
جازميت: أعطني تلميح .
نفى بحاجبيه حتى يغيظها و نجح بذلك عندما حطت كفيها على خصرها بإنزعاج .
قبل شفتيها سريعاً أثناء شرودها بنوعية المفاجأة لتشهق بخفة و عيناه توسعت بخجل ، و قبل أن تستجيب أو ترفض إبتعد عنها و خرج من المنزل بعدما غمزها بعبث ، تنهدت تتلمس شفتيها المرتجفة بأناملها الرقيقة ثم همست متذمرة .
جازميت : حاسبكَ الله ! أرهقت قلبي !
..............................
سلاااااااام
ما تحققت من الأخطاء الإملائية فاعذروني .
لقائنا الأحد القادم بإذن الله في حال تحقق الشرط .
البارت القادم بعد 100 فوت و تعليق .
١. رأيكم ببيكهيون ؟
٢. رأيكم بإيزابيلا ؟
٣. رأيكم بتشانيول ؟
٤. رأيكم بميرسي أريانا ؟
٥. رأيكم بتشين ؟
٦. رأيكم بآماندا ؟
٧. رأيكم بتايهيونغ ؟
٨. رأيكم بلوهان ؟
٩. رأيكم بجازميت ؟
١٠ . رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі