Chapter Ninty-three
" صفحات مؤلمة "
روحي ستغادر جسدي ألما فأين أنتِ و أين أنا من كل هذا ؟
لقد ضعنا و تفرقنا و كلانا ضحية .
خرجت من الغُرفة مُهرولة إلى غرفة دي او ، فتحت الباب بقوة و بسرعة لِيلتفت لها لوهان الذي بالفعل ملامحه لا تبشر بالخير ، تبادلا النظرات القلقة ففهم كلٌ منهما ما في جعبة الآخر من كلمات دون النطق ، همست جازميت بقلق شديد و عيناها توسعت بقلق .
جازميت : يا إلهي ! كريستين !
إلتفتت لتخرج راكضة و لوهان يتبعها ركضاً أيضاً ، وقفت أمام الموظفين المسؤولين ثم همست بذُعر .
جازميت : المريضان دو كريستين و دو دي او ليسا بغرفهما .
وقف الموظف المسؤول بقلق ثم أردف بتوتر . " سنبحث عنهما فوراً ، نعتذر عن تقصيرنا ! "
إلتفتت جازميت إلى لوهان و عيناها بالفعل أدمعت لينفي هو برأسه سريعاً ثم كوب وجهها بين كفيه هامساً بلطف .
لوهان : لا ، لا تبكي هما بخير ، حسناً ؟ دعينا نبحث عنهما حول المستشفى لربما وجدناهما .
أومئت له عدة مرات موافقة فمسح دموعها بإبهاميه ثم قدم لها كفه لِتعقد به كفها ، ضغط عليه بخفة ثم سحبها خلفه ركضاً إلى الخارج .
أما من هما مفقودان بالفعل ، دي او الذي يسحب كريستين خلفه من ذراعها بالقوة و هي فقط تستنجده الرحمة بكلمات تثير الشفقة .
كريستين : دي او توقف اسمعني أرجوك لقد تعبت حقاً أرجوك ذراعي مكسورة .
وقف في مكانه و إلتفت لها ليترآى إليه دموعها في عينيها ، لكنه أردف بقوة موبخاً .
دي او : توقفي عن الثرثرة و محاولة إستعطافي ، أنا هنا في المستشفى بسببكِ ، لا أعلم لماذا يحبسوني بها حتى ، أنا سأعود إلى المنزل و أنتِ ستعودين معي .
نفت برأسها سريعاً ثم جهرت بصوتٍ عالي بحرقة شديدة و بحة بكاء عالية .
كريستين : لا أريد أن أعود معك إلى المنزل ، لا أريد .
جرها خلفه بقوة شديدة لِتتعثر و تقع أرضاً في حديقة المستشفى، إلتفت إليها ثم نزل لِمستواها حتى ينهضها واقفة لكنها تمسكت بتلابيب سترته بين أظافرها الطويلة ثم همست برجاءٍ مريرٍ .
كريستين : أرجوك دي او لقد أحببتك كثيراً لا تجعلني أكرهك ، لقد وعدتني أن تصدقني و تثق بي دوماً لماذا لا تفي بوعودك ؟ أنا أريد زوجي الذي يحبني لا أُريدكَ أنت .
ترك ذراعها و وقف قاطباً حاجبيه فكلامها بدی مألوفاً علی مسامعه و كأنهُ سمِعهُ من قبل , مرت على ذهنه صورة سريعة لها يخبرها بأنه يحبها ثم ومضت أخرى تناديه بها عزيزي ثم أخيرة و هما يتبادلان قبلة حب ، تراجع إلى الخلف بإضطراب و وضع قبضتيه على رأسه بقوة .
الصداع هاجم رأسه و تمكن من وضوح رؤيته ، شعر بإنفاسه تُسحب من صدرِه بقوة و قلبه اُنتِزعَ من مكانه ، قوته الجسدية خارت و أستثقل وزنه غير قادراً على حمل نفسه أكثر فوقع أرضاً على ركبتيه أمامها ، نظرت إليه مفجوعة بعينيها الجاحظتين ثم صرخت بقوة خوفاً عليه عندما وقع رأسه في حجرها و سكن عن الحركة .
أدارت وجهه إليه ثم أردفت بقلقٍ حقيقي شديد صب على قلبها كالحمم الجهنمية ، لا تعلم متى عيناها توقفت عن سكب الدموع خوفاً منه لتبدأ بسكبها خوفاً عليه .
كريستين : دي او، دي او استيقظ اتوسلك استيقظ ، استيقظ قلبي يؤلمني أرجوك .
لكنه ساكن جداً كالأموات ، صرخت بأعلى صوتها بأسمه ، تلفتت حولها تبحث عن أي بشري قد يساعدها في معضلتها هذه ، وضعت رأسه على الأرض برفق ثم وقفت بإرتجاف و ركضت إلى المستشفى التي أصبحت بعيدة نسبياً عن مكان وقوفها طلباً للمساعدة ، دخلت إلى مبنى المستشفى ركضاً لتصطدم بلوهان الذي يركض تجاهها أيضاً مع جازميت .
أردفت هي بذعرٍ شديد محدثة لوهان و رجفة قد سيطرت على جسدها بإكمله .
كريستين : دي او أغمى عليه ، أنه لا يحرك ساكناً .
وضع لوهان كفيه على كتفيها ثم أردف يطمئنها رغم قلقه .
لوهان : لا تخافي ، هو سيكون بخير ، دعينا نذهب إليه سريعاً !
أومئت له بضياع ثم إلتفتت تركض حيث تركته ، لوهان و جازميت يتبعانها برفقة ممرضين يجران سرير خلفهما ، ركضت بكل سرعتها إليه و عند وصولهم تم نقله فوراً إلى قسم الطورئ من جديد ، دخل إلى الفحص السريري و آخر مخبري بينما هي المريضة تنتظر أخباراً تسرها عن حاله في الداخل ، حضر طبيبها المسؤول عن حالتها عندما عَلِمَ بإنها ليست بغرفتها ، وجدها في صالة الإنتظار تقف أمام باب الغرفة التي يتواجد بها دي او ، أردف بصوت هادئ و نزعة حدة طفيفة ظاهرة في صوته .
" سيدة دي او ، أنتِ يجب أن تبقي بغرفتك لِتتم العناية بكِ بأكمل وجه ، لا يصح أن تبقي هنا معرضة لأي فايروس أو جرثومة قد تنتقل إليكِ . "
نفت برأسها سريعاً إلى الطبيب بينما تهدر ببكاء و الغضب في صوتها ظاهر .
كريستين : أنا لا أهتم بصحتي ، لا تهمني حياتي إن تأذى ظفره ، زوجي في الداخل لا أعلم مصابه و أنت قلق بشأن الفايروسات ، و اللعنة أنا لا أهتم .
تنهد الطبيب بقلة حيلة ثم أردف بهدوء محاولاً إقناعها .
" سأدخل إليه و سأنقل لكِ أخباره و أنتِ في المقابل عليكِ أن تعودي إلى غرفتكِ ، إتفقنا ؟ "
نفت برأسها بحزم ثم أجابته سريعاً بنبرة تقطع المساومات .
كريستين : لا أريد ، أنا لن أتحرك من مكاني إن ما خرج .
أومئ لها مرة أخرى و بدون إضافة المزيد من الكلام دخل إلى الغرفة التي يتواجد بها دي او .
مضى وقت طويل منذ أن دخل و ما خرج أحد بعد ذلك ، تقدم لوهان إلى كريستين الواقفة أمام الباب ثم جرها ببعض القوة بما أنها ترفض التحرك من مكانها حتی تجلس علی كرسي قريب ثم همس بحزم قاطع و جدية .
لوهان : ما دمتِ لا تقبلي العودة لغرفتكِ إجلسي و ارحمي نفسكِ على الأقل لا يصح أن تُتعبي نفسكِ هكذا ما زلتِ مريضة .
وافقتهُ جازميت عندما جلست بجانبها و وضعت كفيها على كتفيها قائلة بلطف هادئ .
جازميت : لوهان مُحق ، أنتِ ما زلتِ مريضة و إجهادكِ لنفسكِ لن يزيد الوضع سوى سوءاً .
صمتت كريستين بينما نظرها معلق بالأرضية و الدموع قد شوشت رؤيتها ثم همست بشرود مفرغة ما في قلبها من مشاعر مضطربة .
كريستين : عندما نُقِلت إلى المستشفى قطعت وعداً على نفسي بإنني سأكرههُ بقدر ما أحببته و عذبني ، لقد ثابرت في تنفيذه لكن كما يقول هو الوعود وجدت لِتُكسَر ، لقد كسرت كل وعودي و دمرت كرامتي و ثباتي عندما سقط علي ضعيفاً ، أنا أكره ذلك ، أنا أكره أنني أحبه ، أكره جداً حبي له.
إحتضنتها جازميت تأثراً بكلماتها و شعور ب
الحزن و الشفقة عليها قد تولد في صميمها لِتخرج الأخرى ألمها و ما كبتته طويلاً على شكل دموعٍ محرقة ذرفتها عيناها حتى إحترقت .
خرج الطبيب المسؤول بعد وقت لِتقف كريستين سريعاً تبعها لوهان و جازميت بالوقوف ، أردف الطبيب بهدوء مزخرف بإبتسامة حانية.
" سيدة دي او ، أُبشركِ بسلامة زوجكِ ، ما حدث أن عقله تعرض لِصدمة عندما بدأت الصور و الأحداث المفقودة تُعرض في رأسه لذلك أغمى عليه ، هو الآن بخير و ذاكرته قد عادت بشكلٍ كامل ، لقد إستيقظ منذ دقائق و أظنه محطم نفسياً ، أنه يطلب رؤيتكِ بإلحاح منذ دقائق ، يمكنكِ الدخول إليه . "
نفت برأسها المخفض بشكل بطيء ثم همست بصوت خفيضٍ باكٍ .
كريستين : لا أريد !
إلتفتت حتى تغادر و لكن صوت جازميت الذي وصلها أوقفها .
جازميت : لكنه كان مريضاً ، هو الآن يحتاجكِ بجانبه ، لا تتركيه هكذا أرجوك .
خرجت ممرضة من الداخل لتهتف بقلق شديد مُخبِرة .
الممرضة : المريض يريد الخروج و لقاء زوجته في الحال ، أرجو من زوجته الدخول إليه .
تصنمت كريستين بمكانها بصمت و سكون لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ، أتستمع لقلبها و تدخل إليه حتى يطمئن قلبها برؤيته أم تبتعد و تجعله يتعذب ببعدها إنتصاراً لكرامتها ؟!
دفعتها جازميت إلى الداخل تحثها على التقدم إلى غرفته ثم أغلقت الباب عليهما و استندت عليه بجذعها حتى لا تخرج كريستين ، نظر لها لوهان قليلاً ثم ضحك بخفة رغم أن الموقف جدي جداً ، إلا أن طريقة إستناداها على الباب بدت لطيفة حد الضحك .
إلتفتت كريستين ناحية الباب, حاولت فتحه و الخروج لكنها لم تستطع ، إلتفتت بسرعة إلى الأمام عندما سمعته ينطق بإسمها بضعف و أنفاس ثقيلة ، إقتربت منه حتى وقفت أمام سريره و بجسدها رجفة خفيفة لا تعلم سببها ، أهو خوف أم قلق ؟
أدار رأسه ثم فتح عيناه لِيراها أمامه ، بقي ينظر إليها و هي تنظر إليه دون كلام أو حركة فقط لغة العيون كافية لمعرفة ما يجول في القلوب ، أزال جهاز التنفس الإصطناعي عن فمه و أنفه ليسعل بخفة ، تقدمت هي إليه بسرعة أكثر و أخذت الجهاز حتى تعيده على فمه ، لكنه أمسك كفها لِتشهق بخفة و ترتجف ، رفع كفها إلى شفتيه ثم قبله بلطف شديد لوقت طويل حتى تشكلت الدموع في عينيها ، أنزله عن فمه ثم همس بضعف شديد .
دي او : أرجوكِ سامحيني !
سالت دموعها على خديها بحرقة شديدة ثم همست بنبرة جاهدت لتكون هادئة .
كريستين : الآن لا تتكلم و ارتح ، عندما تُشفى سنتكلم .
نفى برأسه بخفة ثم آزال كل الأجهزة و الأدوات الطبية عن جسده بينما هي تحاول أن تجعله يتوقف لكنه كان مصراً .
كريستين : أرجوك دي او توقف، قد يحدث لك سوء ، أرجوك !
نفى برأسه بينما يسعل بخفة ثم نزل عن السرير و جلس على ركبتيه أمامها راكعاً ، أرادت النزول إليه ، لكنه منعها بالضغط على ركبتيها بخفة ثم همس و الدموع قد تغلغلت بعينيه .
دي او : أنتِ أرجوكِ سامحيني ، أرجوكِ سامحيني .
حررت دموعها و استسلمت لآلام صدرها فشهقت باكية و علت صوت شهقاتها و هي تردف بحرقة .
كريستين : أرجوك عد لسريرك ثم كلمني كما تشاء !
نفى برأسه مرة أخرى ثم إحتضن قدميها إليه و أسند رأسه عليهما ثم همس باكياً هو الآخر .
دي او : لا ، أخاف أن تتركيني فأنا لا أستحق أن تبقي معي و لكنني نادم ، أرجوكِ إبقي معي ، أنا عذبتكِ كثيراً، غصبتكِ على الزواج مني و هددتكِ ثم عندما أصبحتِ لي أهنتكِ كثيراً لقد ضربتكِ و اغتصبتكِ و عذبتكِ كثيراً، لكنكِ من كانت بجانبي عندما ضعفت و احتجت المساعدة ، و عندما إستعدت عزيمتي و اشتد عودي كافئتكِ بالسيئة و بعذابٍ أمر .
غرزت أصابعها في شعره هامسة برجاءٍ مرير و بكاء أمر .
كريستين : قِف دي او ، لا بأس قِف !
ما استمع إليها ثم أكمل و هو يبكي بحرارة و صوته إرتفع ببحة قهراً و ندم عندما رفع رأسه لينظر إليها بينما ذراعيه مازالا يحتضنان قدميها .
دي او : أرجوكِ اغفري لي ، أنا ما كنت بعقلي أرجوكِ ، أنا أحبكِ ، لا تتركيني !
صرخت به باكية لشدة إهتياج مشاعرها في داخلها ، إنها لا تصدق أن الذي يركع على قدميه أمامها راجياً المغفرة هو ذاته الذي كسر ذراعها بعنفه و تسبب لها بالإقامة في المستشفى ، هو تذكر كل شيء حدث قبل الحادثة و بعدها ، تذكر كم أذاقها من الويل و كم جرعها السُم بالسُم ، لكن ألا يكفي أن هذا لم يكن هو ؟ أنه وقع بحبها عميقاً جداً ؟ ألا يكفي أنه يركع تحت قدميها الآن يرجوها العفو ؟
كريستين : لقد سامحتك ، لن أتركك ، أرجوك قِف .
وقف على قدميه أمامها ببطء ثم همس و الدموع قد شكلت خيوط رفيعة على وجنتيه .
دي او : سامحتني ؟ !
أومئت له برأسها باكية بحرارة .
كريستين : نعم سامحتك .
كمش عينيه بتخوف .
دي او : لن تتركيني ؟
نفت برأسها سريعاً .
كريستين : لا ، لن أتركك .
وضع كفيه على كتفيها ببطء و أكمل .
دي او : ستبقين معي ؟
أومئت مرة أخرى بينما تنظر إلى عينيه كما يفعل .
كريستين : نعم ، سأبقى معك .
كوب وجهها سريعاً بين كفيه و نطق .
دي او : تحبينني ؟
أخفضت رأسها قليلاً خجلا ثم أومئت بإيجاب .
كريستين : نعم ، أحبك .
حالما تلفظت حروفها هاجم شفتيها بقبلات حب عميقة بينما يدفعها إلى الخلف حتى إصطدمت بالحائط بظهرها فشهقت بفمه بخفة ، حثها بقبلاته الحبيبة أن تبادله ففعلت بنعومة و أنوثة مبالغ بها ، جرها إليه و غرِقا معاً في مشاعرهما العميقة ، تارةً ينتصر عليها بالقُبل تارةٍ تنتصر هي ، كلما إختنق صدريهما أغاثاه بنفس وحيد يتيم ليعودا إلى القُبل الحميمة .
حرر شفتيها أخيراً رغم رغبته الشديدة في الإستمرار ، نظر لها تلهث أنفاسها بمشقة و صدرها يرتفع و يهبط ، تبسم بخفة و سقطت آخر دمعة من عينيه ، وضع رأسه على كتفها و طبع قبلة على رقبتها جعلتها ترتعش بشدة تأثراً ، نظرت إليه يغرز رأسه في رقبتها يشتم رائحتها و يستشعر دفئها ، رفعت كفيها و وضعتهما على رأسه بلطف ، غرزت أصابعها في خصلات شعره تداعبه بحب ، ليهمس هو معيداً رأسه على كتفها .
دي او : لن أؤذيكِ بعد اليوم و لن أؤلمكِ ، سأسعدكِ دوماً و أغرقكِ بحبي و إهتمامي للأبد ، ستمارسين ما تحبين و سأدعمكِ دوماً ، سأخذ مكاني بجانبكِ للأبد و سأعوضكِ عن كل دمعة سقطت من عينيكِ و كل نزعة ألم سببتها لكِ ، سأحبكِ و أدللكِ دوماً ، فقط أبقي بجانبي .
أومئت له بينما تلف ذراعيها حول كتفيه تحتضنه إليها بلطف ثم همست بنبرة تثير الحب .
كريستين : لن أتركك و أسامحك بالمقابل عليك أن تحبني كما لم يفعل أحد من قبل .
رفع رأسه عن كتفها بينما يومئ لها بسرعة ، شعر بإن قوة بدنه قد إستعادها مرة واحدة و النشاط دب به ، رفعها بذراعيه من خصرها و دار بها بخفة لتقهقه عالياً بسعادة ، أسند جسدها عليه محتضناً خصرها أما هي كفيها على كتفيه.
همس مبتسماً بصوت خفيض بينما يرفع نظره إليها .
دي او : اخفضي رأسكِ لي ، أريد تقبيلكِ .
نفت برأسها بدلال بينما تبتسم ليرفع حاجبه ساخراً و ينقض على ما يقابل وجهه منها رقبتها و أعلى صدرها يقبلها بقوة و سرعة لتهتف هي بينما تكتم أنينها .
كريستين : دي او يا منحرف ! توقف عن العبث ، نحن في المستشفى !
رفع رأسه إليها ثم همس غامزاً بعبث .
دي او : جيد أنكِ تذكرتِ أننا بالمستشفى ، أخفضي رأسكِ لي لأقبل شفتيكِ و سأتوقف عن العبث .
ضحكت بخفة خجلاً ثم أخفضت رأسها حتى يصل لشفتيها و يقبلهما بحب من جديد بينما هي تبادله و تحيط رقبته بذراعيها .
لكل من أراد النهاية سيئة , الحب دوماً ينتصر ، فالقلوب قلوب لإن المشاعر متقلبة ، لكن الحب الحقيقي دوماً يخط النهاية سكرية نقية .
........................................................
تجلس على السرير بشكلٍ محزن ، تحدق بقدميها بينما عقلها بمكان آخر بعيد كل البُعد عن وجودها الفيزيائي ، تغلغلت الدموع بعينيها عندما تذكرته يطري على جمالها و يتوعد لها بليلةٍ حمراء طويلة بعد العودة ، لكنها الآن حيث لا تعلم و هو يفعل كل ما تعلمه ، بالتأكيد هو ثائر غاضب الآن يتجرع الحِمم جنوناً عليها .
شعرت بكفٍ يحط على كتفها بغلاظة ، لِتنتفض بخوف مبتعدة لكنها لم تستطع التحرك فالقبضة تنال من كتفها ، رفعت رأسها تنظر إليه بحقد ثم همست بحدة و غضب .
إيزابيلا : ارفع يدكَ عني .
صفعها بخفة قائلاً ببرود كالجماد .
شوقا : أخرسي ، لا تستخدمي هذه النبرة معي .
كتمت ألم الصفعة ثم نظرت إليهِ بغضبٍ قوي و حقد ثم صرخت به بقوة باكية .
إيزابيلا : لماذا فعلت هكذا ؟ لماذا أخذتني ؟
نظر لها بغضبٍ شديد بعينيه المتوسعة و المحمرة نظرة تثير ذعر أي إمرأة إلا هي ، رفع كفه عالياً و صفع وجنتها بقوة جعلتها تقع على السرير صارخة بقوة .
ما رفعت رأسها حتى وجدته يعتليها سريعاً لتصرخ بذعر خوفاً على عفتها منه ، حاولت إبعاده بيديها بينما تحاول رفسه بقدميها، لكنها لم تستطع ، أخذ معصميها و ثبتهما فوق رأسها بقبضة و ثبت قدميها بقدميه ثم طرح وزنه على بطنها لتشهق بقوة خوفاً على حياة طفلتيها في الداخل ، صرخت بخوف شديد ترجو الرحمة إن بقي منها شيء في قلبه .
إيزابيلا : أتركني , إبتعد عني ، إبتعد عن بطني ، ستؤذي طفلتاي .
نظر إلى بطنها بكره مرير ثم وضع يده عليه قائلاً بحقد .
شوقا : هنا تحملين أطفال ذاك الذي فضلتهِ عني ، كنتِ سعيدة عندما جعلكِ حاملاً منه و أنا قُبلة ما كنتُ أحصل عليها سوى بالغصب ، أنا أكرهه لأنه أخذكِ مني و أكرهكِ لإنكِ فضلتِه عني و أكره طفلتيه الذي تحمليهن بمعدتكِ .
صرخ بآخر جملة ضارباً بطنها بقبضته بقوة لتصرخ ألماً .
أغمضت عيناها لشدة الألم الذي يفتك ببطنها بينما تصرخ مستغيثة بإسم واحد " بيكهيون " جعلته يتبع لكمته الأولى بأخريات أقوى و هو يصرخ كالمجنون .
شوقا : هيا ! أصرخي باسمه أكثر ! هيا أصرخي أكثر ! لن يستطيع أن يأخذكِ مني ، إنتِ هذا أصبح سجنكِ الأبدي لا خروج لكِ من هنا و لن تري الشمس ثانيةً ، سأقتله و أقتل أطفاله ، سأقتل أطفاله .
أفرغ جام غضبه على بطنها أو بالأحرى على أطفال بيكهيون ، أما هي تصرخ بقوة باسم والد طفلتيها بينما تحاول حماية بطنها من لكماته بذراعيها .
إختنقت من كثرة البكاء ، و انخفض صوتها ببحة بكاء شديد ، إرتفع عنها أخيراً لتضع يدها على بطنها بإرتجاف بينما الألم يفتك بحوضها ، صرخت بأعلى صوتها عندما شعرت بوغزة قوية جداً طعنت بطنها كالسكين تماماً ثم أختفت لتتنهد ، و ما إن سحبت نفساً آخر حتى صرخت بقوة شديدة بسبب تتابع الضربات في حوضها .
أما هو فقط يجلس بجانبها دون إهتمام لحالها بينما ينفث دخان السجائر من فمه بإسترخاء ، أدارت رأسها إليه بينما تصرخ بقوة متوسلة و الدموع قد لطخت وجهها الجميل .
إيزابيلا : أرجوكَ يا شوقا طفلتاي ستموتان !
نظر إليها من غير إهتمام ثم عاد لينفث الدخان، أحقاً تتوسله حياة طفلتيها ؟ هذا ما يريده فعلياً ، الموت لهن و لوالدهن ، زحفت إليه بجسدها ببطء لتتوسله بشدة بينما تبكي بحرارة.
إيزابيلا : أرجوكَ أنني في مخاضي سألِد !
أشار لها على مكانها ثم همس بحدة بينما يطالعها بغضب .
شوقا : إلدي هنا ، لا أمانع !
نفت برأسها ثم همست بضعف لشدة الألم .
إيزابيلا : أرجوك ساعدني أنني أنزف ، ستموت الطفلتين ، سأموت أنا !
نظر لها بسرعة عندما نطقت بِ" سأموت أنا " ثم نفى برأسه سريعاً قائلاً .
شوقا : أنتِ لن تموتي ، أتفهمين ؟
أومئت له برأسها ثم همست بضعف شديد ، ترجو الحروف على الخروج من نطقها .
إيزابيلا : إذن أنقذني ، ليس لأجل طفلتاي بل لأجلي ، أنا أرجوك !
نهض من على الفراش ثم خرج من الغرفة بخطوات واسعة ، راقبته حتى خرج ثم أعادت رأسها علی الفراش هامسة بألم و الدموع تصب من عينيها كالأنهار .
إيزابيلا : يا إلهي دُلَّ بيكهيون علي ، طفلتاي يا إلهي !
الألم ما فتئ أن يزداد و ما بيدها حيلة سوى أن تبكي و تصرخ لِشدة الألم ، الدماء تخرج منها غزيرة ، ساعة مخاضها خطيرة و هي وحدها دون عون يسندها .
بيكهيون ليس هنا لِتتمسك بيده ، ليس هنا لِيمسح على شعرها ، ليس هنا لِتبكي على صدره ، ليس هنا لِيسمعها كلمات هادئة تطمئنها ، ليس هنا لِيحتضن طفلتيه ، هو ليس هنا و هي لوحدها تعاني الألم .
دخل شوقا بصحبة إمرأة تحمل حقيبة ، إقتربت منها المرأه حتى تكشف عليها لكن إيزابيلا إمتنعت بعنف رافضة .
إيزابيلا : إبتعدي عني ! ماذا تفعلين ؟!
نظرت إلى شوقا قائلة بصراخ عنيف .
إيزابيلا : خذني إلى المستشفى !
صرخ بها بغضب قائلاً .
شوقا : لن تخرجي من هنا ، هذهِ المرأة طبيبة ، هي ستولدك .
صرخت به بغضب بأعلى صوتها .
إيزابيلا : أخرج !
صرخت بقوة لشدة الألم الذي يفتك بحوضها .
إيزابيلا : بيكهيون !
نظرت لها الطبيبة و يداها ترتجف ثم أردفت بقلق .
الطبيبة : ابنتي أرجوك إهدئي ، الطفلتين ليستا بخير و أنتِ أيضاً ، لذا أرجوكِ ساعديني حتى تلدي بالسلامة .
أغمضت عيناها بقوة و صرخت بأعلى صوتها بأسم زوجها الحبيب عندما ولدت طفلتها الأولى التي علا صوت بكائها إعلاماً بميلادها ثم صرخت بقوة أكبر لتستمع إلى بكاء الأخرى.
تنفست بعمق فالألم قد ذهب ، أنفاسها غير منتظمة و صدرها يعلو و يهبط لقوة صراع الألم الذي فتك بها ، آتاها الوسن في جفنيها و ما كان منها سوى أن تطبق جفنيها كما يأمرها جسدها .
تبسمت بخفة عندما أنار وجهه دماسة الظلام في عينيها ، كان آتياً من بعيد ، يتقدم بخطوات متبخترة معتادة بينما على شفتيه إبتسامة عابثة ، إنخفض إليها و قبل جبينها مطولاً ثم إنخفض ناظراً لها بعينيه الباسمة هامساً لها بوعود العبث في أذنها لتضحك هي بخفة خجلاً ، إرتفع عنها و إلتفت ثم غادر ، صرخت بإسمه خوفاً من البقاء وحدها في الظلام لكنه إلتفت من بعيد و همس مبتسماً " سأعود ".
شعرت بذراعين يرفعان جسدها المتهالك عن السرير و تغلغل إلى أذنيها صوت بعيد بدى لها صراخاً ، لكنها لن تهتم هي ستبقى هناك في دماسة الظلام حيث وعدها بيكهيون بأنه سيعود و هو لا يخلف كلمته ، هو سيعود .
في مكانٍ آخر ، حفل الزفاف تم إنهائه على عجل و توتر ، ميرسي أريانا و تشانيول أختفيا فجأة و لا أحد يعلم متى رحلا ، عاد الجميع إلى منزل الفتيات حيث عادةً يجتمعون في الظروف الصعبة كهذه .
همس سيهون بشرود بينما الجميع صامتون يفكرون .
سيهون : لربما ذهبت مع والدها ، ربما حصل له شيء و خافت أن ترفض ذلك فذهبت وحدها .
تدخلت ليليانا نافية الأمر قائلة بهدوء .
ليليانا : لا ، لا أظن ذلك ، هي تكره والدها و لن تشفق عليه حتى لو مات لا أظن ذلك .
إلتفت إليها لاي قائلاً بتسأول .
لاي : إذن لماذا ذهبت؟
صمتت هي لدقائق تفكر بعمق كما يفعل الجميع، ثم هتفت بقوة لافتة أنظار الموجودين لها .
ليليانا : إنه هو، شوقا ، أنا متأكدة إنه شوقا !
دارت عينا بيكهيون بمحجريهما بسرعة و غضب ثم وقف بغضب و كسر الطاولة الزجاجية المستديرة قالباً أياها .
بيكهيون : كيف يجرؤ ؟ ! مازال يجرؤ ! سأقتله !
هم بالخروج على عجل و بخطى واسعة تشير إلى كم هو غاضب و قلبه نازف ، إستوقفه كاي عن الخروج و هو يردف سريعاً .
كاي : إنتظر سأذهب معك حتى نبحث عنها لكن أولاً علينا التأكد أنه أخذها رغماً عنها ، ربما هي ذهبت بإرادتها إلى مكان ما علينا التأكد من ذلك أولاً .
نظر إليه بيكهيون بعينين متوسعة بها إحمرار طفيف ثم هدر بعنف .
بيكهيون : هي لن تخونني !
نفى كاي برأسه قائلاً بسرعة .
كاي : لم أقل أنها خانتك لكن برأيي عليك الذهاب إلى المنزل لربما وجدت شيء يدلك على مكانها ، تأكد أن ثيابها و أغراضها في المنزل .
رغم عدم إقتناع بيكهيون الكامل بما يقوله كاي إلا أنه أومئ موافقاً ، هو متأكد أنها لن تتركه بإرادتها ، صعد سيارته و انطلق في طريقه إلى المنزل، أثناء ذلك ؛ عقله كان ضائعا في عالمه الخاص الذي يحويه و يحويها فقط ، يحوي ضحكاتها الخجلة ، غزلها الشقي ، جمالها الخلاب ، و أفكارها العوجاء ، ببساطة عالماً يحويها هي و هو بنكهاتهما المختلفة ، نكهات الحب .
إصطف أمام المنزل و ترجل من السيارة بسرعة ، خطى خطوات واسعة إلى باب المنزل الرئيسي ، أدار قفله بالمفتاح ثم دفع دفة الباب بقوة حتى يخطو إلى داخل منزله أول خطواته لكنه شعر بإنه داس على شيء ما .
إخفض رأسه لينظر إلى ما تحت قدمه ، عقد حاجبيه بتساؤل بينما ينخفض ليحصل على ظرفٍ أبيض أسفل قدمه ، رفعه بأصابعه بمهل بينما عقله مشغول بالكثير عما يحويه ، فتحه ليجد بداخله قرص مدمج ، قلَّب القرص بأصابعه متسآلاً.
تقدم إلى حاسوبه الشخصي ثم وضع القرص به و شغله ، أضائت الشاشة بفيديو المتحدث به هي ، إيزابيلا ، قبض ملامح وجهه على سبيل العدوى من حاجبيه .
يبدو أن هذا الفيديو تم تصويره اليوم لإنها ترتدي نفس الفستان الذي أرتدته بالزفاف ، جالسة على كرسي خشبي في غرفة ما و يداها في حجرها تفركهما بتوتر ، عيناها محمرة لإثر البكاء و هذا واضح .
" بيكهيون ، بينما تشاهد هذا الفيديو سأكون قد غادرت ، لا تتعب نفسك بالبحث عني لن تستطيع إيجادي فقط جد لنفسك حياة جديدة دوني عش سعيداً و انساني ، أنا غادرت بإرادتي و لا أريد العودة إليك ، الطفلتين ستكونان بخير و لن تعرفانك ، سأربيهن كما يجب و سأعتني بهن ، بيكهيون أنا أسفة أنا ذهبت و لن أعود ، عش سعيداً دوني ، وداعاً أخيراً من دون لقاء آخر ، وداعاً حبيبي "
تلفظت بآخر كلماتها ثم إنفجرت بكاء إلا أن الفيديو إنقطع ، سالت دمعة وحيدة من عينيه ، لكنه بكبرياء مسحها من على وجنته ثم وقف متحمحماً حتى تزول تلك الغصة العالقة بحلقه فجأة من العدم ، رفع رأسه عالياً بينما يغمض عينيه و يداه على خصره يحاول تهدئة نفسه .
نفى برأسه بخفة بينما هو على هذهِ الوضعية ثم ما شعر بنفسه إلا و هو يصرخ بكل قوته حتى برزت عروقه بشدة و أحمرت بشرته و برزت عضلات جسده من تحت قميصه .
بيكهيون : لا ، لا ، لا ، لا ، لا !!!
صرخ بأعلى صوته غاضباً رافضاً عاصياً متألماً ثم هاج بثوران على كل ما يقع تحت يديه صارخاً بقوة شديدة ، الآرائك ، الطاولات ، التلفاز ، و كل شيء حوله ، تقدم بغضب إلى صورتها المعلقة على الحائط منذ يوم زفافهما و أنفاسه هائجة ، ضرب الصورة بقبضته بقوة ليدخل الزجاج في قبضته ، لكنه صرخ بقوة بصورة .
بيكهيون : لماذا تركتيني ؟!
إلتفت ليسند رأسه على الحائط ثم إنسحب بجسده إلى الأسفل حتى جلس على الأرض بضعف ، رفع رأسه إلى الأعلى ثم ضرب رأسه بالحائط بخفة بينما يهمس و الدموع قد تشكلت في عينيه .
بيكهيون : لماذا فعلتِ هذا بي ؟ أنا بماذا قصرت معكِ ؟ بماذا أخطأت لتكسريني هكذا ؟ هل أستحق أن تفعلي بي هكذا ؟ لماذا ؟ أنا أحبكِ ، كيف يأتي من قلبكِ أن تتركيني ؟ كيف يأتي من قلبكِ أن تحرميني أطفالي ؟!
مسح دموعه بقساوة من على وجنتيه ثم تنفس بحدة و عيناه المحمرة قد لمعت بحدة ، إنقلب مائة و ثمانين درجة من بيكهيون المتألم الباكي إلى آخر غاضب حاد النظر بغضون لحظة ، همس صاراً أسنانه بقوة حتى برز فكه بشدة .
إيزابيلا : لا يعني إن إخترتي الإبتعاد فستحصلين على مرادكِ و تأخذي بناتي معكِ !
وقف مستنداً على الحائط براحة كفه ثم ضرب ظهره بالحائط خلفه هامساً بغلاظة .
بيكهيون : لنرى من سيضحك في النهاية .
أستل نفساً حاداً ثم ضرب المزهرية بجانبة كآخر قطعة بقت سالمة ، أخذ خطوات واسعة إلى باب المنزل الرئيسي ثم خرج .
صفق الباب بقوة ثم خطى إلى سيارته بخطوات واسعة سريعة ، صعد سيارته و انطلق بها بسرعتها القصوى حيث يظن أنه سيجد زوجته .
....................................
في منزل الفتيات ؛ همس سوهو بهدوء أثناء سكون الجميع .
سوهو : شيومين ! خذ عروسك و غادر إلى منزلك ، لقد إنتزع زفافك و على هذا نحنُ آسِفون ، لكن إذهبا الآن إلى منزلكما ، هيا !
أومئ شيومين متنهداً بقلق ثم مد كفه لعروسه لتضع يدها بيده ثم وقفت بجانبه ، همس شيومين بهدوء .
شيومين : لا بأس ، لقد تزوجنا و هذا الأهم ، أما إيزابيلا أتمنى أن يجدها بيكهيون بأسرع وقت ، الآن سنغادر و سنعود في الصباح .
أومئ سوهو لينسحب شيومين بصحبة عروسه إلى منزلهما ، ساعدها في الصعود في سيارته ثم صعد بجانبها و انطلق إلى منزلهما .
أثناء ذلك ، الصمت سيد الموقف في السيارة أثناء رحلة طريقهما إلى المنزل ، هو يقود الطريق بصمت و هي تسند رأسها على النافذة و تطالع الطريق بشرود .
بعد قليل من الوقت ، إصطفت سيارته أمام منزلٍ جميل كبير بطابقين ، ترجل من السيارة ثم إلتفت إليها ، فتح بابها ثم تناول يديها بين يديه و ساعدها على النزول من السيارة .
أخذ بيدها ثم سحبها إلى جانبه بلطف إلى المنزل ، فتح الباب و ابتعد عن الباب لِتدخل قبله ففعلت و عيناها تجول على أثاث المنزل الراقي ، خرجت من تأملها عندما إحتضنها من الخلف و وضع ذقنه على كتفها برفق ثم همس بشرود .
شيومين : هل أنتِ حزينة لإن زفافنا إنتزع ؟
نفت برأسها متنهدة بقوة ثم أجابته بشرود و هي تلعب بإصابعها بتوتر .
روزلي : لستُ كذلك، أنا خائفة على إيزابيلا ، هي حامل و بشهرها التاسع ، قد تلد بأي وقت و زوجها بعيداً عنها و هي بين يدين لا ترحم ، أنا خائفة عليها كثيراً و لن يهنئ لي بال قبل عودتها بالسلامة .
رفع ذقنه من على كتفها ثم أدارها إليه بلطف من كتفيها ، لكنها مخفضة رأسها و شعرها الذهبي الذي يغطي وجهها يمنعه من التوسم بخِلقتها الجميلة .
وضع أصابعه أسفل ذقنها ثم رفع وجهها إليه حتى يتسنى له رؤية وجهها المليح ، بان له وجهها المحمر بخفة ، عيناها الدامعة الزجاجية و دموعها التي إنسكبت على وجنتيها .
نفى برأسه بحزن ثم إنخفض إليها مقبلاً دموعها لتغمض عيناها هي ، إبتعد لترفع بصرها إليه ثم همس بينما يمسح على خديها بلطف بأبهاميه .
شيومين : لا تبكي من أجلي ، أعدكِ أننا سنجدها قريباً جداً ، حسناً ؟
أومئت له ثم أخذت شهيقاً عميقاً و زفرته حتى تسيطر على دموعها المنسكبة و توقِف صب عيناها ، إحتضنها إليه بين ذراعيه ، ذراع على كتفيها و أخر حول خصرها ، رأسها برقبته و ذراعيها حول خصره ثم دام هذا العناق لوقتٍ لا يعلمانه فقط ما يعلمانه إنه طال حتى شعرت بدفئه يحيطها و حبها يشع في قلبه .
حملها على ذراعيه لتشهق بمفاجأة بينما تعقد أصابعها خلف رقبته ، عيناها عالقة بتواصلٍ خجل من قِبَلِها بعينيه الخبيثة ، لم تستطع أن تُطيل النظر بعينيه التي تطالعها بجراءة فوضعت رأسها برقبته بينما وجهها يشتعل بحرارةِ الخجل ليضحك هو عالياً بينما يُشدد بإحتضانهِ إليها .
دفع دفةَ الباب بقدمهِ ثم تقدم إلى داخل غرفة نومهما ، صعد بركبته على السرير ثم وضعها عليه برفق ، نظر لها بخبث و شفتيه شكلت إبتسامة جانبية خبيثة ، رفعت كفيها لتغطي وجهها المشتعل فاستمعت لصوت ضحكاته الهادئة .
وضع كفيه على معصميها ثم أبعدهما عن وجهها و ثبتهما على السرير بجانب رأسها من كلتا الجهتين ، إبتلعت ريقها بصعوبة ثم همست بتلكأ بسبب خجلها الشديد .
روزلي : شيومين كن مؤدب ، لا تنظر إلي هكذا ، ثم إننا متعبين دعنا ننام و الأيام القادمة كثيرة .
نفى بحاجبيه بخبث مبتسماً هامساً بخبث .
شيومين : لا يا صغيرة ، في هذهِ الليلة لا يصح أن أكون مؤدب ، إذا كنتِ أنتِ مؤدبة و أنا مؤدب من سيقوم بالعمل الغير مؤدب ؟! ثم يا عزيزتي هناك حكمة تقول لا تؤجل عمل اليوم للغد .
غمز لها بالنهاية عبثاً لتفرج عيناها بخجلٍ شديد و هي تنظر له ، سارعت بأغماضهم خجلاً عندما إنخفض بجسده إليها يقبل شفتيها و يأخذهما بشفتيه ، شعرت به يقبلها تارة بلطف و أخرى بقساوة ، كمشت عيناها بخفة عندما سحب شفتها السفلى بأسنانه ببعض القوة فتأوهت بألم بفمه بخفة، حثها بقبلاته على مبادلته ففعلت ، عقدت كفيها حول رقبته و بادلته بنعومة .
رغم الوضع السيء جداً و إختفاء إيزابيلا إلا أن ذاك المنحرف اللطيف لا يستطيع تفويت الفرصة و الإنتظار أكثر .
.......................................
ترجل من سيارته بعنفٍ شديد ، صفق الباب بقوة شديدة كاد أن يخلعه بسببها ثم تقدم مهرولاً نحو باب والد إيزابيلا و طرقه بقوة بإستعمال كلتا قبضتيه و ركلات قوية من قدمه بينما يصرخ بغضب .
بيكهيون : إفتحوا الباب ، إفتحوا و إلا كسرته فوق رؤوسكم ، إفتحوا الباب !
خرج رجل من المنزل المجاور على صوت صراخ بيكهيون الذي ملئ الحي بأكمله ثم نادى عالياً حتى يسمعه ذلك الثائر .
الرجل : أيها الشاب !
إلتفت بيكهيون بغضب نحو الصوت بينما صدره يعلو و يهبط بغضب ، أكمل ذلك الرجل قائلاً .
الرجل : إن كنت تريد أصحاب المنزل فلقد تركوا المنزل اليوم و غادروا المدينة كما أعلم .
توسعت عينيه بغضب شديد بينما يستل أنفاساً حادة و هيئته مهملة ، هذا يعني أن إيزابيلا قد خرجت من المدينة معهم أيضاً ، فرك وجهه بكفيه بعصبيه ثم صرخ غاضباً بينما يضرب باب المنزل بقبضتيه بقوة شديدة .
بيكهيون : اللعنة عليكم جميعاً ، سأجدكم و أخذ ما لي عندكم ثم أقتلكم بدم بارد يا كلاب .
هي هناك تصارع تبعات المخاض الخطِرة ، تصرخ بأعلى صوتها بإسمه خوفاً على إبنتيها مما قد يحدث لهما و هما بعيدتان عن والدهما و هو يصرخ غاضباً رافضاً محطماً كل ما يقع تحت يديه بجنون الغضب ، يبحث عنها بالأرجاء كالمجنون الذي فقد كل ما يملك بذات الدقيقة .
هي هناك تصرخ بأسمه حتى ينقذها و هو يبحث عنها كالمجنون حتى يقتلها عندما تقع بين يديه .
................................................
وضعت كفها المرتجف على شفتيها ببطء حتى تكتم شهقاتها الباكية خلفه ، جسدها يرتجف بخفة و هي تجلس على المقعد بجواره ، إلتفتت إليه لتنظر نحوه بطرف عينها .
كان عاقداً حاجبيه بحدة و عيناه تطلق سهاماً حادة مركزة أمامه على الطريق الذي يقوده ، عروق ذراعيه بارزة بشدة كما هي عروق رقبته، يصر أسنانه بوضوح ففكه حاد جداً و رقبته أخذت عرضاً .
رفعت كفها المرتجف و وضعته على وجنتها التي تحترق لحرارةِ الصفعة التي هشمت وجنتها اليمنى و أطاحتها أرضاً ، أنزلت كفها ببطء و وضعته بحِجرها بجوار كفها الآخر المرتجف أيضاً .
أسندت رأسها على النافذة بينما عيناها تدمع و تصب الدموع بسكون و صمت شديدين ، مستسلمة جداً لما سيفعلهُ بها و لما سيحدث في المنزل من جنونٍ و غضبٍ عليها تجهل سببه .
هل السبب الذي يغضبه منها يستحق أن تُصفع لأجله و أن يسحبها من الزفاف بتلك القوة دون أن تطمئن على حال إيزابيلا حتى؟!
توقفت السيارة بشكلٍ مفاجئ و سريع أمام باب المنزل لتلتفت بنظرها إليه فزعاً، ترجل من السيارة ثم إلتفت إليها ، صفق الباب خلفه بقوة جديدة جعلتها تنتفض من مكانها ، تربصت بالمقعد بقبضتيها الواهنتين بينما تغمض عيناها بقوة عندما تقدم إلى بابِها .
شعرت به يفتح بابها ثم بقبضتيه واحدة استولت على ذراعها بغلاظة و أخرى على خصلات شعرها ثم حثها على الخروج غصباً من السيارة ، وضعت كفها المرتجف على قبضته التي تستولي على شعرها بينما تتأوه بألم شديد .
جرها خلفه بقوة شديدة لتتعثر و تقع أرضاً لسرعته في الخطي ، هدر بعنفٍ يحثها على الوقوف بينما تزداد قبضته إشتداد على شعرها.
تشانيول : إنهضي , هيا !
صرخت بقوة لشدةِ الألم الذي يفتك بفروة رأسها ثم وقفت بضعف شديد ليتابع جرها بذات العنف خلفه ، فتح باب المنزل ثم دفعها بكل قوته إلى الداخل ليفترش جسدها الأرض بشكلٍ مؤلم .
إلتفتت بجسدها إليه بينما هو يتقدم نحوها ببطءٍ و هدوء ، عيناه تطلق شراراً حارقا يجعلها تتمنى أن تفتح الأرض ذراعيها إليها و تخفيها بين طياتها بعيداً عن عينيه الحادة .
كل خطوة خطاها نحوها كانت تقابلها بزحفها إلى الخلف حتى إصطدم ظهرها بالحائط خلفها و ما عاد هناك مجالاً للتراجع أبداً ، إنخفض بجسده حتى جلس القرفصاء أمامها لتزداد شهقاتها و رجفة شديدة تسيطر على جسدها .
همس بهدوء مختلق بينما عيناه معلقة على شفتيها و أصابعه تداعب السفلى ، هدوئه يجعلها تخافه أكثر مما تخافه و هو غاضب ، مشتعل ، و حانق فخلف هذا الهدوء نار تضرم بهدوء حتى تسود .
تشانيول : زوجتي الجميلة ، بارك ميرسي أريانا ، هل هذه الشفتان الجميلتان قبلتا شفتين غير شفتي قبلي أو بعدي ؟
قطبت حاجبيها بتسأول و حيرة ، عن ماذا يتكلم و لما يكلمها هكذا أصلاً ، نفت برأسها بخفة عندما إلتمحت بأن صبره بدأ ينفذ .
حالما نفت مُجيبة إستقبلت ذات الوجنة صفعة أقوى من سابقتها جعلتها تصرخ بقوة لكن صراخهُ الغاضب عليها طغى على صوتها و جعلها ترتجف خوفاً .
تشانيول : لا تكذبي علي و اللعنة لستُ الوحيد من قبل شفتيكِ .
أفرجت عينيها بالفراغ و أنفاسها مضطربة في صدرها كما هو الحال معه أيضاً، عادت ببصرها إليه بعينين متوسعة باكية منفرجة بخوف شديد حالما صفعتها ذاكرتها بحدثٍ قديم ما توقعت أنه بعد مرور كل هذا الوقت أن صفحاته ستفتح من جديد و تروى .
...............................
سلاااااااااام يا رفاق
بارت جديد 😧 😧 😧😧 😧 😧 😧 😧 😧 😧.
أعلم إنني تأخرت عليكم كثيراً و لكنني أصارع مع هذا البارت منذ البارحة بكتابته.
أما هذا البارت فهذه ثالث مرة أكتبه لقد حذف ثلاث مرات 😢
حالما أنشرهذا البارت سأذهبلورد شائك.
لقد قمت بعملا سيئاً جداً بإمتحناتي لذلك أشعر بالإحباط الشديد 😔.
سأحاول نشر بارت من ورد شائك بأقرب فرصة.
البارت القادم
1. رأيكم بدي أو ؟ حالته بعد عودة ذاكرته و هل يستحق الغفران ؟
2.رأيكم بتصرف كريستين ؟ هل أصابت بمسامحته ؟
3. رأيكم بالثنائي دي او و كريستين ؟
4. رأيكم بحالة إيزابيلا ؟ ماذا سيحدث لها ؟ و ماذا سيفعل شوقا بالطفلتين ؟
5.رأيكم بحالة بيكهيون ؟ هل سيجد إيزابيلا ؟ و ماذا سيفعل بها ؟
6. رأيكم بشيومين و روزلي ؟
7.رأيكم بتشانيول ؟ ما الذي جعله غاضباً ؟ و لما ضرب ميرسي أريانا ؟
8. رأيكم بميرسي أريانا ؟ حالتها ؟ و ما الذي تذكرته ؟
9 . رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤
روحي ستغادر جسدي ألما فأين أنتِ و أين أنا من كل هذا ؟
لقد ضعنا و تفرقنا و كلانا ضحية .
خرجت من الغُرفة مُهرولة إلى غرفة دي او ، فتحت الباب بقوة و بسرعة لِيلتفت لها لوهان الذي بالفعل ملامحه لا تبشر بالخير ، تبادلا النظرات القلقة ففهم كلٌ منهما ما في جعبة الآخر من كلمات دون النطق ، همست جازميت بقلق شديد و عيناها توسعت بقلق .
جازميت : يا إلهي ! كريستين !
إلتفتت لتخرج راكضة و لوهان يتبعها ركضاً أيضاً ، وقفت أمام الموظفين المسؤولين ثم همست بذُعر .
جازميت : المريضان دو كريستين و دو دي او ليسا بغرفهما .
وقف الموظف المسؤول بقلق ثم أردف بتوتر . " سنبحث عنهما فوراً ، نعتذر عن تقصيرنا ! "
إلتفتت جازميت إلى لوهان و عيناها بالفعل أدمعت لينفي هو برأسه سريعاً ثم كوب وجهها بين كفيه هامساً بلطف .
لوهان : لا ، لا تبكي هما بخير ، حسناً ؟ دعينا نبحث عنهما حول المستشفى لربما وجدناهما .
أومئت له عدة مرات موافقة فمسح دموعها بإبهاميه ثم قدم لها كفه لِتعقد به كفها ، ضغط عليه بخفة ثم سحبها خلفه ركضاً إلى الخارج .
أما من هما مفقودان بالفعل ، دي او الذي يسحب كريستين خلفه من ذراعها بالقوة و هي فقط تستنجده الرحمة بكلمات تثير الشفقة .
كريستين : دي او توقف اسمعني أرجوك لقد تعبت حقاً أرجوك ذراعي مكسورة .
وقف في مكانه و إلتفت لها ليترآى إليه دموعها في عينيها ، لكنه أردف بقوة موبخاً .
دي او : توقفي عن الثرثرة و محاولة إستعطافي ، أنا هنا في المستشفى بسببكِ ، لا أعلم لماذا يحبسوني بها حتى ، أنا سأعود إلى المنزل و أنتِ ستعودين معي .
نفت برأسها سريعاً ثم جهرت بصوتٍ عالي بحرقة شديدة و بحة بكاء عالية .
كريستين : لا أريد أن أعود معك إلى المنزل ، لا أريد .
جرها خلفه بقوة شديدة لِتتعثر و تقع أرضاً في حديقة المستشفى، إلتفت إليها ثم نزل لِمستواها حتى ينهضها واقفة لكنها تمسكت بتلابيب سترته بين أظافرها الطويلة ثم همست برجاءٍ مريرٍ .
كريستين : أرجوك دي او لقد أحببتك كثيراً لا تجعلني أكرهك ، لقد وعدتني أن تصدقني و تثق بي دوماً لماذا لا تفي بوعودك ؟ أنا أريد زوجي الذي يحبني لا أُريدكَ أنت .
ترك ذراعها و وقف قاطباً حاجبيه فكلامها بدی مألوفاً علی مسامعه و كأنهُ سمِعهُ من قبل , مرت على ذهنه صورة سريعة لها يخبرها بأنه يحبها ثم ومضت أخرى تناديه بها عزيزي ثم أخيرة و هما يتبادلان قبلة حب ، تراجع إلى الخلف بإضطراب و وضع قبضتيه على رأسه بقوة .
الصداع هاجم رأسه و تمكن من وضوح رؤيته ، شعر بإنفاسه تُسحب من صدرِه بقوة و قلبه اُنتِزعَ من مكانه ، قوته الجسدية خارت و أستثقل وزنه غير قادراً على حمل نفسه أكثر فوقع أرضاً على ركبتيه أمامها ، نظرت إليه مفجوعة بعينيها الجاحظتين ثم صرخت بقوة خوفاً عليه عندما وقع رأسه في حجرها و سكن عن الحركة .
أدارت وجهه إليه ثم أردفت بقلقٍ حقيقي شديد صب على قلبها كالحمم الجهنمية ، لا تعلم متى عيناها توقفت عن سكب الدموع خوفاً منه لتبدأ بسكبها خوفاً عليه .
كريستين : دي او، دي او استيقظ اتوسلك استيقظ ، استيقظ قلبي يؤلمني أرجوك .
لكنه ساكن جداً كالأموات ، صرخت بأعلى صوتها بأسمه ، تلفتت حولها تبحث عن أي بشري قد يساعدها في معضلتها هذه ، وضعت رأسه على الأرض برفق ثم وقفت بإرتجاف و ركضت إلى المستشفى التي أصبحت بعيدة نسبياً عن مكان وقوفها طلباً للمساعدة ، دخلت إلى مبنى المستشفى ركضاً لتصطدم بلوهان الذي يركض تجاهها أيضاً مع جازميت .
أردفت هي بذعرٍ شديد محدثة لوهان و رجفة قد سيطرت على جسدها بإكمله .
كريستين : دي او أغمى عليه ، أنه لا يحرك ساكناً .
وضع لوهان كفيه على كتفيها ثم أردف يطمئنها رغم قلقه .
لوهان : لا تخافي ، هو سيكون بخير ، دعينا نذهب إليه سريعاً !
أومئت له بضياع ثم إلتفتت تركض حيث تركته ، لوهان و جازميت يتبعانها برفقة ممرضين يجران سرير خلفهما ، ركضت بكل سرعتها إليه و عند وصولهم تم نقله فوراً إلى قسم الطورئ من جديد ، دخل إلى الفحص السريري و آخر مخبري بينما هي المريضة تنتظر أخباراً تسرها عن حاله في الداخل ، حضر طبيبها المسؤول عن حالتها عندما عَلِمَ بإنها ليست بغرفتها ، وجدها في صالة الإنتظار تقف أمام باب الغرفة التي يتواجد بها دي او ، أردف بصوت هادئ و نزعة حدة طفيفة ظاهرة في صوته .
" سيدة دي او ، أنتِ يجب أن تبقي بغرفتك لِتتم العناية بكِ بأكمل وجه ، لا يصح أن تبقي هنا معرضة لأي فايروس أو جرثومة قد تنتقل إليكِ . "
نفت برأسها سريعاً إلى الطبيب بينما تهدر ببكاء و الغضب في صوتها ظاهر .
كريستين : أنا لا أهتم بصحتي ، لا تهمني حياتي إن تأذى ظفره ، زوجي في الداخل لا أعلم مصابه و أنت قلق بشأن الفايروسات ، و اللعنة أنا لا أهتم .
تنهد الطبيب بقلة حيلة ثم أردف بهدوء محاولاً إقناعها .
" سأدخل إليه و سأنقل لكِ أخباره و أنتِ في المقابل عليكِ أن تعودي إلى غرفتكِ ، إتفقنا ؟ "
نفت برأسها بحزم ثم أجابته سريعاً بنبرة تقطع المساومات .
كريستين : لا أريد ، أنا لن أتحرك من مكاني إن ما خرج .
أومئ لها مرة أخرى و بدون إضافة المزيد من الكلام دخل إلى الغرفة التي يتواجد بها دي او .
مضى وقت طويل منذ أن دخل و ما خرج أحد بعد ذلك ، تقدم لوهان إلى كريستين الواقفة أمام الباب ثم جرها ببعض القوة بما أنها ترفض التحرك من مكانها حتی تجلس علی كرسي قريب ثم همس بحزم قاطع و جدية .
لوهان : ما دمتِ لا تقبلي العودة لغرفتكِ إجلسي و ارحمي نفسكِ على الأقل لا يصح أن تُتعبي نفسكِ هكذا ما زلتِ مريضة .
وافقتهُ جازميت عندما جلست بجانبها و وضعت كفيها على كتفيها قائلة بلطف هادئ .
جازميت : لوهان مُحق ، أنتِ ما زلتِ مريضة و إجهادكِ لنفسكِ لن يزيد الوضع سوى سوءاً .
صمتت كريستين بينما نظرها معلق بالأرضية و الدموع قد شوشت رؤيتها ثم همست بشرود مفرغة ما في قلبها من مشاعر مضطربة .
كريستين : عندما نُقِلت إلى المستشفى قطعت وعداً على نفسي بإنني سأكرههُ بقدر ما أحببته و عذبني ، لقد ثابرت في تنفيذه لكن كما يقول هو الوعود وجدت لِتُكسَر ، لقد كسرت كل وعودي و دمرت كرامتي و ثباتي عندما سقط علي ضعيفاً ، أنا أكره ذلك ، أنا أكره أنني أحبه ، أكره جداً حبي له.
إحتضنتها جازميت تأثراً بكلماتها و شعور ب
الحزن و الشفقة عليها قد تولد في صميمها لِتخرج الأخرى ألمها و ما كبتته طويلاً على شكل دموعٍ محرقة ذرفتها عيناها حتى إحترقت .
خرج الطبيب المسؤول بعد وقت لِتقف كريستين سريعاً تبعها لوهان و جازميت بالوقوف ، أردف الطبيب بهدوء مزخرف بإبتسامة حانية.
" سيدة دي او ، أُبشركِ بسلامة زوجكِ ، ما حدث أن عقله تعرض لِصدمة عندما بدأت الصور و الأحداث المفقودة تُعرض في رأسه لذلك أغمى عليه ، هو الآن بخير و ذاكرته قد عادت بشكلٍ كامل ، لقد إستيقظ منذ دقائق و أظنه محطم نفسياً ، أنه يطلب رؤيتكِ بإلحاح منذ دقائق ، يمكنكِ الدخول إليه . "
نفت برأسها المخفض بشكل بطيء ثم همست بصوت خفيضٍ باكٍ .
كريستين : لا أريد !
إلتفتت حتى تغادر و لكن صوت جازميت الذي وصلها أوقفها .
جازميت : لكنه كان مريضاً ، هو الآن يحتاجكِ بجانبه ، لا تتركيه هكذا أرجوك .
خرجت ممرضة من الداخل لتهتف بقلق شديد مُخبِرة .
الممرضة : المريض يريد الخروج و لقاء زوجته في الحال ، أرجو من زوجته الدخول إليه .
تصنمت كريستين بمكانها بصمت و سكون لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ، أتستمع لقلبها و تدخل إليه حتى يطمئن قلبها برؤيته أم تبتعد و تجعله يتعذب ببعدها إنتصاراً لكرامتها ؟!
دفعتها جازميت إلى الداخل تحثها على التقدم إلى غرفته ثم أغلقت الباب عليهما و استندت عليه بجذعها حتى لا تخرج كريستين ، نظر لها لوهان قليلاً ثم ضحك بخفة رغم أن الموقف جدي جداً ، إلا أن طريقة إستناداها على الباب بدت لطيفة حد الضحك .
إلتفتت كريستين ناحية الباب, حاولت فتحه و الخروج لكنها لم تستطع ، إلتفتت بسرعة إلى الأمام عندما سمعته ينطق بإسمها بضعف و أنفاس ثقيلة ، إقتربت منه حتى وقفت أمام سريره و بجسدها رجفة خفيفة لا تعلم سببها ، أهو خوف أم قلق ؟
أدار رأسه ثم فتح عيناه لِيراها أمامه ، بقي ينظر إليها و هي تنظر إليه دون كلام أو حركة فقط لغة العيون كافية لمعرفة ما يجول في القلوب ، أزال جهاز التنفس الإصطناعي عن فمه و أنفه ليسعل بخفة ، تقدمت هي إليه بسرعة أكثر و أخذت الجهاز حتى تعيده على فمه ، لكنه أمسك كفها لِتشهق بخفة و ترتجف ، رفع كفها إلى شفتيه ثم قبله بلطف شديد لوقت طويل حتى تشكلت الدموع في عينيها ، أنزله عن فمه ثم همس بضعف شديد .
دي او : أرجوكِ سامحيني !
سالت دموعها على خديها بحرقة شديدة ثم همست بنبرة جاهدت لتكون هادئة .
كريستين : الآن لا تتكلم و ارتح ، عندما تُشفى سنتكلم .
نفى برأسه بخفة ثم آزال كل الأجهزة و الأدوات الطبية عن جسده بينما هي تحاول أن تجعله يتوقف لكنه كان مصراً .
كريستين : أرجوك دي او توقف، قد يحدث لك سوء ، أرجوك !
نفى برأسه بينما يسعل بخفة ثم نزل عن السرير و جلس على ركبتيه أمامها راكعاً ، أرادت النزول إليه ، لكنه منعها بالضغط على ركبتيها بخفة ثم همس و الدموع قد تغلغلت بعينيه .
دي او : أنتِ أرجوكِ سامحيني ، أرجوكِ سامحيني .
حررت دموعها و استسلمت لآلام صدرها فشهقت باكية و علت صوت شهقاتها و هي تردف بحرقة .
كريستين : أرجوك عد لسريرك ثم كلمني كما تشاء !
نفى برأسه مرة أخرى ثم إحتضن قدميها إليه و أسند رأسه عليهما ثم همس باكياً هو الآخر .
دي او : لا ، أخاف أن تتركيني فأنا لا أستحق أن تبقي معي و لكنني نادم ، أرجوكِ إبقي معي ، أنا عذبتكِ كثيراً، غصبتكِ على الزواج مني و هددتكِ ثم عندما أصبحتِ لي أهنتكِ كثيراً لقد ضربتكِ و اغتصبتكِ و عذبتكِ كثيراً، لكنكِ من كانت بجانبي عندما ضعفت و احتجت المساعدة ، و عندما إستعدت عزيمتي و اشتد عودي كافئتكِ بالسيئة و بعذابٍ أمر .
غرزت أصابعها في شعره هامسة برجاءٍ مرير و بكاء أمر .
كريستين : قِف دي او ، لا بأس قِف !
ما استمع إليها ثم أكمل و هو يبكي بحرارة و صوته إرتفع ببحة قهراً و ندم عندما رفع رأسه لينظر إليها بينما ذراعيه مازالا يحتضنان قدميها .
دي او : أرجوكِ اغفري لي ، أنا ما كنت بعقلي أرجوكِ ، أنا أحبكِ ، لا تتركيني !
صرخت به باكية لشدة إهتياج مشاعرها في داخلها ، إنها لا تصدق أن الذي يركع على قدميه أمامها راجياً المغفرة هو ذاته الذي كسر ذراعها بعنفه و تسبب لها بالإقامة في المستشفى ، هو تذكر كل شيء حدث قبل الحادثة و بعدها ، تذكر كم أذاقها من الويل و كم جرعها السُم بالسُم ، لكن ألا يكفي أن هذا لم يكن هو ؟ أنه وقع بحبها عميقاً جداً ؟ ألا يكفي أنه يركع تحت قدميها الآن يرجوها العفو ؟
كريستين : لقد سامحتك ، لن أتركك ، أرجوك قِف .
وقف على قدميه أمامها ببطء ثم همس و الدموع قد شكلت خيوط رفيعة على وجنتيه .
دي او : سامحتني ؟ !
أومئت له برأسها باكية بحرارة .
كريستين : نعم سامحتك .
كمش عينيه بتخوف .
دي او : لن تتركيني ؟
نفت برأسها سريعاً .
كريستين : لا ، لن أتركك .
وضع كفيه على كتفيها ببطء و أكمل .
دي او : ستبقين معي ؟
أومئت مرة أخرى بينما تنظر إلى عينيه كما يفعل .
كريستين : نعم ، سأبقى معك .
كوب وجهها سريعاً بين كفيه و نطق .
دي او : تحبينني ؟
أخفضت رأسها قليلاً خجلا ثم أومئت بإيجاب .
كريستين : نعم ، أحبك .
حالما تلفظت حروفها هاجم شفتيها بقبلات حب عميقة بينما يدفعها إلى الخلف حتى إصطدمت بالحائط بظهرها فشهقت بفمه بخفة ، حثها بقبلاته الحبيبة أن تبادله ففعلت بنعومة و أنوثة مبالغ بها ، جرها إليه و غرِقا معاً في مشاعرهما العميقة ، تارةً ينتصر عليها بالقُبل تارةٍ تنتصر هي ، كلما إختنق صدريهما أغاثاه بنفس وحيد يتيم ليعودا إلى القُبل الحميمة .
حرر شفتيها أخيراً رغم رغبته الشديدة في الإستمرار ، نظر لها تلهث أنفاسها بمشقة و صدرها يرتفع و يهبط ، تبسم بخفة و سقطت آخر دمعة من عينيه ، وضع رأسه على كتفها و طبع قبلة على رقبتها جعلتها ترتعش بشدة تأثراً ، نظرت إليه يغرز رأسه في رقبتها يشتم رائحتها و يستشعر دفئها ، رفعت كفيها و وضعتهما على رأسه بلطف ، غرزت أصابعها في خصلات شعره تداعبه بحب ، ليهمس هو معيداً رأسه على كتفها .
دي او : لن أؤذيكِ بعد اليوم و لن أؤلمكِ ، سأسعدكِ دوماً و أغرقكِ بحبي و إهتمامي للأبد ، ستمارسين ما تحبين و سأدعمكِ دوماً ، سأخذ مكاني بجانبكِ للأبد و سأعوضكِ عن كل دمعة سقطت من عينيكِ و كل نزعة ألم سببتها لكِ ، سأحبكِ و أدللكِ دوماً ، فقط أبقي بجانبي .
أومئت له بينما تلف ذراعيها حول كتفيه تحتضنه إليها بلطف ثم همست بنبرة تثير الحب .
كريستين : لن أتركك و أسامحك بالمقابل عليك أن تحبني كما لم يفعل أحد من قبل .
رفع رأسه عن كتفها بينما يومئ لها بسرعة ، شعر بإن قوة بدنه قد إستعادها مرة واحدة و النشاط دب به ، رفعها بذراعيه من خصرها و دار بها بخفة لتقهقه عالياً بسعادة ، أسند جسدها عليه محتضناً خصرها أما هي كفيها على كتفيه.
همس مبتسماً بصوت خفيض بينما يرفع نظره إليها .
دي او : اخفضي رأسكِ لي ، أريد تقبيلكِ .
نفت برأسها بدلال بينما تبتسم ليرفع حاجبه ساخراً و ينقض على ما يقابل وجهه منها رقبتها و أعلى صدرها يقبلها بقوة و سرعة لتهتف هي بينما تكتم أنينها .
كريستين : دي او يا منحرف ! توقف عن العبث ، نحن في المستشفى !
رفع رأسه إليها ثم همس غامزاً بعبث .
دي او : جيد أنكِ تذكرتِ أننا بالمستشفى ، أخفضي رأسكِ لي لأقبل شفتيكِ و سأتوقف عن العبث .
ضحكت بخفة خجلاً ثم أخفضت رأسها حتى يصل لشفتيها و يقبلهما بحب من جديد بينما هي تبادله و تحيط رقبته بذراعيها .
لكل من أراد النهاية سيئة , الحب دوماً ينتصر ، فالقلوب قلوب لإن المشاعر متقلبة ، لكن الحب الحقيقي دوماً يخط النهاية سكرية نقية .
........................................................
تجلس على السرير بشكلٍ محزن ، تحدق بقدميها بينما عقلها بمكان آخر بعيد كل البُعد عن وجودها الفيزيائي ، تغلغلت الدموع بعينيها عندما تذكرته يطري على جمالها و يتوعد لها بليلةٍ حمراء طويلة بعد العودة ، لكنها الآن حيث لا تعلم و هو يفعل كل ما تعلمه ، بالتأكيد هو ثائر غاضب الآن يتجرع الحِمم جنوناً عليها .
شعرت بكفٍ يحط على كتفها بغلاظة ، لِتنتفض بخوف مبتعدة لكنها لم تستطع التحرك فالقبضة تنال من كتفها ، رفعت رأسها تنظر إليه بحقد ثم همست بحدة و غضب .
إيزابيلا : ارفع يدكَ عني .
صفعها بخفة قائلاً ببرود كالجماد .
شوقا : أخرسي ، لا تستخدمي هذه النبرة معي .
كتمت ألم الصفعة ثم نظرت إليهِ بغضبٍ قوي و حقد ثم صرخت به بقوة باكية .
إيزابيلا : لماذا فعلت هكذا ؟ لماذا أخذتني ؟
نظر لها بغضبٍ شديد بعينيه المتوسعة و المحمرة نظرة تثير ذعر أي إمرأة إلا هي ، رفع كفه عالياً و صفع وجنتها بقوة جعلتها تقع على السرير صارخة بقوة .
ما رفعت رأسها حتى وجدته يعتليها سريعاً لتصرخ بذعر خوفاً على عفتها منه ، حاولت إبعاده بيديها بينما تحاول رفسه بقدميها، لكنها لم تستطع ، أخذ معصميها و ثبتهما فوق رأسها بقبضة و ثبت قدميها بقدميه ثم طرح وزنه على بطنها لتشهق بقوة خوفاً على حياة طفلتيها في الداخل ، صرخت بخوف شديد ترجو الرحمة إن بقي منها شيء في قلبه .
إيزابيلا : أتركني , إبتعد عني ، إبتعد عن بطني ، ستؤذي طفلتاي .
نظر إلى بطنها بكره مرير ثم وضع يده عليه قائلاً بحقد .
شوقا : هنا تحملين أطفال ذاك الذي فضلتهِ عني ، كنتِ سعيدة عندما جعلكِ حاملاً منه و أنا قُبلة ما كنتُ أحصل عليها سوى بالغصب ، أنا أكرهه لأنه أخذكِ مني و أكرهكِ لإنكِ فضلتِه عني و أكره طفلتيه الذي تحمليهن بمعدتكِ .
صرخ بآخر جملة ضارباً بطنها بقبضته بقوة لتصرخ ألماً .
أغمضت عيناها لشدة الألم الذي يفتك ببطنها بينما تصرخ مستغيثة بإسم واحد " بيكهيون " جعلته يتبع لكمته الأولى بأخريات أقوى و هو يصرخ كالمجنون .
شوقا : هيا ! أصرخي باسمه أكثر ! هيا أصرخي أكثر ! لن يستطيع أن يأخذكِ مني ، إنتِ هذا أصبح سجنكِ الأبدي لا خروج لكِ من هنا و لن تري الشمس ثانيةً ، سأقتله و أقتل أطفاله ، سأقتل أطفاله .
أفرغ جام غضبه على بطنها أو بالأحرى على أطفال بيكهيون ، أما هي تصرخ بقوة باسم والد طفلتيها بينما تحاول حماية بطنها من لكماته بذراعيها .
إختنقت من كثرة البكاء ، و انخفض صوتها ببحة بكاء شديد ، إرتفع عنها أخيراً لتضع يدها على بطنها بإرتجاف بينما الألم يفتك بحوضها ، صرخت بأعلى صوتها عندما شعرت بوغزة قوية جداً طعنت بطنها كالسكين تماماً ثم أختفت لتتنهد ، و ما إن سحبت نفساً آخر حتى صرخت بقوة شديدة بسبب تتابع الضربات في حوضها .
أما هو فقط يجلس بجانبها دون إهتمام لحالها بينما ينفث دخان السجائر من فمه بإسترخاء ، أدارت رأسها إليه بينما تصرخ بقوة متوسلة و الدموع قد لطخت وجهها الجميل .
إيزابيلا : أرجوكَ يا شوقا طفلتاي ستموتان !
نظر إليها من غير إهتمام ثم عاد لينفث الدخان، أحقاً تتوسله حياة طفلتيها ؟ هذا ما يريده فعلياً ، الموت لهن و لوالدهن ، زحفت إليه بجسدها ببطء لتتوسله بشدة بينما تبكي بحرارة.
إيزابيلا : أرجوكَ أنني في مخاضي سألِد !
أشار لها على مكانها ثم همس بحدة بينما يطالعها بغضب .
شوقا : إلدي هنا ، لا أمانع !
نفت برأسها ثم همست بضعف لشدة الألم .
إيزابيلا : أرجوك ساعدني أنني أنزف ، ستموت الطفلتين ، سأموت أنا !
نظر لها بسرعة عندما نطقت بِ" سأموت أنا " ثم نفى برأسه سريعاً قائلاً .
شوقا : أنتِ لن تموتي ، أتفهمين ؟
أومئت له برأسها ثم همست بضعف شديد ، ترجو الحروف على الخروج من نطقها .
إيزابيلا : إذن أنقذني ، ليس لأجل طفلتاي بل لأجلي ، أنا أرجوك !
نهض من على الفراش ثم خرج من الغرفة بخطوات واسعة ، راقبته حتى خرج ثم أعادت رأسها علی الفراش هامسة بألم و الدموع تصب من عينيها كالأنهار .
إيزابيلا : يا إلهي دُلَّ بيكهيون علي ، طفلتاي يا إلهي !
الألم ما فتئ أن يزداد و ما بيدها حيلة سوى أن تبكي و تصرخ لِشدة الألم ، الدماء تخرج منها غزيرة ، ساعة مخاضها خطيرة و هي وحدها دون عون يسندها .
بيكهيون ليس هنا لِتتمسك بيده ، ليس هنا لِيمسح على شعرها ، ليس هنا لِتبكي على صدره ، ليس هنا لِيسمعها كلمات هادئة تطمئنها ، ليس هنا لِيحتضن طفلتيه ، هو ليس هنا و هي لوحدها تعاني الألم .
دخل شوقا بصحبة إمرأة تحمل حقيبة ، إقتربت منها المرأه حتى تكشف عليها لكن إيزابيلا إمتنعت بعنف رافضة .
إيزابيلا : إبتعدي عني ! ماذا تفعلين ؟!
نظرت إلى شوقا قائلة بصراخ عنيف .
إيزابيلا : خذني إلى المستشفى !
صرخ بها بغضب قائلاً .
شوقا : لن تخرجي من هنا ، هذهِ المرأة طبيبة ، هي ستولدك .
صرخت به بغضب بأعلى صوتها .
إيزابيلا : أخرج !
صرخت بقوة لشدة الألم الذي يفتك بحوضها .
إيزابيلا : بيكهيون !
نظرت لها الطبيبة و يداها ترتجف ثم أردفت بقلق .
الطبيبة : ابنتي أرجوك إهدئي ، الطفلتين ليستا بخير و أنتِ أيضاً ، لذا أرجوكِ ساعديني حتى تلدي بالسلامة .
أغمضت عيناها بقوة و صرخت بأعلى صوتها بأسم زوجها الحبيب عندما ولدت طفلتها الأولى التي علا صوت بكائها إعلاماً بميلادها ثم صرخت بقوة أكبر لتستمع إلى بكاء الأخرى.
تنفست بعمق فالألم قد ذهب ، أنفاسها غير منتظمة و صدرها يعلو و يهبط لقوة صراع الألم الذي فتك بها ، آتاها الوسن في جفنيها و ما كان منها سوى أن تطبق جفنيها كما يأمرها جسدها .
تبسمت بخفة عندما أنار وجهه دماسة الظلام في عينيها ، كان آتياً من بعيد ، يتقدم بخطوات متبخترة معتادة بينما على شفتيه إبتسامة عابثة ، إنخفض إليها و قبل جبينها مطولاً ثم إنخفض ناظراً لها بعينيه الباسمة هامساً لها بوعود العبث في أذنها لتضحك هي بخفة خجلاً ، إرتفع عنها و إلتفت ثم غادر ، صرخت بإسمه خوفاً من البقاء وحدها في الظلام لكنه إلتفت من بعيد و همس مبتسماً " سأعود ".
شعرت بذراعين يرفعان جسدها المتهالك عن السرير و تغلغل إلى أذنيها صوت بعيد بدى لها صراخاً ، لكنها لن تهتم هي ستبقى هناك في دماسة الظلام حيث وعدها بيكهيون بأنه سيعود و هو لا يخلف كلمته ، هو سيعود .
في مكانٍ آخر ، حفل الزفاف تم إنهائه على عجل و توتر ، ميرسي أريانا و تشانيول أختفيا فجأة و لا أحد يعلم متى رحلا ، عاد الجميع إلى منزل الفتيات حيث عادةً يجتمعون في الظروف الصعبة كهذه .
همس سيهون بشرود بينما الجميع صامتون يفكرون .
سيهون : لربما ذهبت مع والدها ، ربما حصل له شيء و خافت أن ترفض ذلك فذهبت وحدها .
تدخلت ليليانا نافية الأمر قائلة بهدوء .
ليليانا : لا ، لا أظن ذلك ، هي تكره والدها و لن تشفق عليه حتى لو مات لا أظن ذلك .
إلتفت إليها لاي قائلاً بتسأول .
لاي : إذن لماذا ذهبت؟
صمتت هي لدقائق تفكر بعمق كما يفعل الجميع، ثم هتفت بقوة لافتة أنظار الموجودين لها .
ليليانا : إنه هو، شوقا ، أنا متأكدة إنه شوقا !
دارت عينا بيكهيون بمحجريهما بسرعة و غضب ثم وقف بغضب و كسر الطاولة الزجاجية المستديرة قالباً أياها .
بيكهيون : كيف يجرؤ ؟ ! مازال يجرؤ ! سأقتله !
هم بالخروج على عجل و بخطى واسعة تشير إلى كم هو غاضب و قلبه نازف ، إستوقفه كاي عن الخروج و هو يردف سريعاً .
كاي : إنتظر سأذهب معك حتى نبحث عنها لكن أولاً علينا التأكد أنه أخذها رغماً عنها ، ربما هي ذهبت بإرادتها إلى مكان ما علينا التأكد من ذلك أولاً .
نظر إليه بيكهيون بعينين متوسعة بها إحمرار طفيف ثم هدر بعنف .
بيكهيون : هي لن تخونني !
نفى كاي برأسه قائلاً بسرعة .
كاي : لم أقل أنها خانتك لكن برأيي عليك الذهاب إلى المنزل لربما وجدت شيء يدلك على مكانها ، تأكد أن ثيابها و أغراضها في المنزل .
رغم عدم إقتناع بيكهيون الكامل بما يقوله كاي إلا أنه أومئ موافقاً ، هو متأكد أنها لن تتركه بإرادتها ، صعد سيارته و انطلق في طريقه إلى المنزل، أثناء ذلك ؛ عقله كان ضائعا في عالمه الخاص الذي يحويه و يحويها فقط ، يحوي ضحكاتها الخجلة ، غزلها الشقي ، جمالها الخلاب ، و أفكارها العوجاء ، ببساطة عالماً يحويها هي و هو بنكهاتهما المختلفة ، نكهات الحب .
إصطف أمام المنزل و ترجل من السيارة بسرعة ، خطى خطوات واسعة إلى باب المنزل الرئيسي ، أدار قفله بالمفتاح ثم دفع دفة الباب بقوة حتى يخطو إلى داخل منزله أول خطواته لكنه شعر بإنه داس على شيء ما .
إخفض رأسه لينظر إلى ما تحت قدمه ، عقد حاجبيه بتساؤل بينما ينخفض ليحصل على ظرفٍ أبيض أسفل قدمه ، رفعه بأصابعه بمهل بينما عقله مشغول بالكثير عما يحويه ، فتحه ليجد بداخله قرص مدمج ، قلَّب القرص بأصابعه متسآلاً.
تقدم إلى حاسوبه الشخصي ثم وضع القرص به و شغله ، أضائت الشاشة بفيديو المتحدث به هي ، إيزابيلا ، قبض ملامح وجهه على سبيل العدوى من حاجبيه .
يبدو أن هذا الفيديو تم تصويره اليوم لإنها ترتدي نفس الفستان الذي أرتدته بالزفاف ، جالسة على كرسي خشبي في غرفة ما و يداها في حجرها تفركهما بتوتر ، عيناها محمرة لإثر البكاء و هذا واضح .
" بيكهيون ، بينما تشاهد هذا الفيديو سأكون قد غادرت ، لا تتعب نفسك بالبحث عني لن تستطيع إيجادي فقط جد لنفسك حياة جديدة دوني عش سعيداً و انساني ، أنا غادرت بإرادتي و لا أريد العودة إليك ، الطفلتين ستكونان بخير و لن تعرفانك ، سأربيهن كما يجب و سأعتني بهن ، بيكهيون أنا أسفة أنا ذهبت و لن أعود ، عش سعيداً دوني ، وداعاً أخيراً من دون لقاء آخر ، وداعاً حبيبي "
تلفظت بآخر كلماتها ثم إنفجرت بكاء إلا أن الفيديو إنقطع ، سالت دمعة وحيدة من عينيه ، لكنه بكبرياء مسحها من على وجنته ثم وقف متحمحماً حتى تزول تلك الغصة العالقة بحلقه فجأة من العدم ، رفع رأسه عالياً بينما يغمض عينيه و يداه على خصره يحاول تهدئة نفسه .
نفى برأسه بخفة بينما هو على هذهِ الوضعية ثم ما شعر بنفسه إلا و هو يصرخ بكل قوته حتى برزت عروقه بشدة و أحمرت بشرته و برزت عضلات جسده من تحت قميصه .
بيكهيون : لا ، لا ، لا ، لا ، لا !!!
صرخ بأعلى صوته غاضباً رافضاً عاصياً متألماً ثم هاج بثوران على كل ما يقع تحت يديه صارخاً بقوة شديدة ، الآرائك ، الطاولات ، التلفاز ، و كل شيء حوله ، تقدم بغضب إلى صورتها المعلقة على الحائط منذ يوم زفافهما و أنفاسه هائجة ، ضرب الصورة بقبضته بقوة ليدخل الزجاج في قبضته ، لكنه صرخ بقوة بصورة .
بيكهيون : لماذا تركتيني ؟!
إلتفت ليسند رأسه على الحائط ثم إنسحب بجسده إلى الأسفل حتى جلس على الأرض بضعف ، رفع رأسه إلى الأعلى ثم ضرب رأسه بالحائط بخفة بينما يهمس و الدموع قد تشكلت في عينيه .
بيكهيون : لماذا فعلتِ هذا بي ؟ أنا بماذا قصرت معكِ ؟ بماذا أخطأت لتكسريني هكذا ؟ هل أستحق أن تفعلي بي هكذا ؟ لماذا ؟ أنا أحبكِ ، كيف يأتي من قلبكِ أن تتركيني ؟ كيف يأتي من قلبكِ أن تحرميني أطفالي ؟!
مسح دموعه بقساوة من على وجنتيه ثم تنفس بحدة و عيناه المحمرة قد لمعت بحدة ، إنقلب مائة و ثمانين درجة من بيكهيون المتألم الباكي إلى آخر غاضب حاد النظر بغضون لحظة ، همس صاراً أسنانه بقوة حتى برز فكه بشدة .
إيزابيلا : لا يعني إن إخترتي الإبتعاد فستحصلين على مرادكِ و تأخذي بناتي معكِ !
وقف مستنداً على الحائط براحة كفه ثم ضرب ظهره بالحائط خلفه هامساً بغلاظة .
بيكهيون : لنرى من سيضحك في النهاية .
أستل نفساً حاداً ثم ضرب المزهرية بجانبة كآخر قطعة بقت سالمة ، أخذ خطوات واسعة إلى باب المنزل الرئيسي ثم خرج .
صفق الباب بقوة ثم خطى إلى سيارته بخطوات واسعة سريعة ، صعد سيارته و انطلق بها بسرعتها القصوى حيث يظن أنه سيجد زوجته .
....................................
في منزل الفتيات ؛ همس سوهو بهدوء أثناء سكون الجميع .
سوهو : شيومين ! خذ عروسك و غادر إلى منزلك ، لقد إنتزع زفافك و على هذا نحنُ آسِفون ، لكن إذهبا الآن إلى منزلكما ، هيا !
أومئ شيومين متنهداً بقلق ثم مد كفه لعروسه لتضع يدها بيده ثم وقفت بجانبه ، همس شيومين بهدوء .
شيومين : لا بأس ، لقد تزوجنا و هذا الأهم ، أما إيزابيلا أتمنى أن يجدها بيكهيون بأسرع وقت ، الآن سنغادر و سنعود في الصباح .
أومئ سوهو لينسحب شيومين بصحبة عروسه إلى منزلهما ، ساعدها في الصعود في سيارته ثم صعد بجانبها و انطلق إلى منزلهما .
أثناء ذلك ، الصمت سيد الموقف في السيارة أثناء رحلة طريقهما إلى المنزل ، هو يقود الطريق بصمت و هي تسند رأسها على النافذة و تطالع الطريق بشرود .
بعد قليل من الوقت ، إصطفت سيارته أمام منزلٍ جميل كبير بطابقين ، ترجل من السيارة ثم إلتفت إليها ، فتح بابها ثم تناول يديها بين يديه و ساعدها على النزول من السيارة .
أخذ بيدها ثم سحبها إلى جانبه بلطف إلى المنزل ، فتح الباب و ابتعد عن الباب لِتدخل قبله ففعلت و عيناها تجول على أثاث المنزل الراقي ، خرجت من تأملها عندما إحتضنها من الخلف و وضع ذقنه على كتفها برفق ثم همس بشرود .
شيومين : هل أنتِ حزينة لإن زفافنا إنتزع ؟
نفت برأسها متنهدة بقوة ثم أجابته بشرود و هي تلعب بإصابعها بتوتر .
روزلي : لستُ كذلك، أنا خائفة على إيزابيلا ، هي حامل و بشهرها التاسع ، قد تلد بأي وقت و زوجها بعيداً عنها و هي بين يدين لا ترحم ، أنا خائفة عليها كثيراً و لن يهنئ لي بال قبل عودتها بالسلامة .
رفع ذقنه من على كتفها ثم أدارها إليه بلطف من كتفيها ، لكنها مخفضة رأسها و شعرها الذهبي الذي يغطي وجهها يمنعه من التوسم بخِلقتها الجميلة .
وضع أصابعه أسفل ذقنها ثم رفع وجهها إليه حتى يتسنى له رؤية وجهها المليح ، بان له وجهها المحمر بخفة ، عيناها الدامعة الزجاجية و دموعها التي إنسكبت على وجنتيها .
نفى برأسه بحزن ثم إنخفض إليها مقبلاً دموعها لتغمض عيناها هي ، إبتعد لترفع بصرها إليه ثم همس بينما يمسح على خديها بلطف بأبهاميه .
شيومين : لا تبكي من أجلي ، أعدكِ أننا سنجدها قريباً جداً ، حسناً ؟
أومئت له ثم أخذت شهيقاً عميقاً و زفرته حتى تسيطر على دموعها المنسكبة و توقِف صب عيناها ، إحتضنها إليه بين ذراعيه ، ذراع على كتفيها و أخر حول خصرها ، رأسها برقبته و ذراعيها حول خصره ثم دام هذا العناق لوقتٍ لا يعلمانه فقط ما يعلمانه إنه طال حتى شعرت بدفئه يحيطها و حبها يشع في قلبه .
حملها على ذراعيه لتشهق بمفاجأة بينما تعقد أصابعها خلف رقبته ، عيناها عالقة بتواصلٍ خجل من قِبَلِها بعينيه الخبيثة ، لم تستطع أن تُطيل النظر بعينيه التي تطالعها بجراءة فوضعت رأسها برقبته بينما وجهها يشتعل بحرارةِ الخجل ليضحك هو عالياً بينما يُشدد بإحتضانهِ إليها .
دفع دفةَ الباب بقدمهِ ثم تقدم إلى داخل غرفة نومهما ، صعد بركبته على السرير ثم وضعها عليه برفق ، نظر لها بخبث و شفتيه شكلت إبتسامة جانبية خبيثة ، رفعت كفيها لتغطي وجهها المشتعل فاستمعت لصوت ضحكاته الهادئة .
وضع كفيه على معصميها ثم أبعدهما عن وجهها و ثبتهما على السرير بجانب رأسها من كلتا الجهتين ، إبتلعت ريقها بصعوبة ثم همست بتلكأ بسبب خجلها الشديد .
روزلي : شيومين كن مؤدب ، لا تنظر إلي هكذا ، ثم إننا متعبين دعنا ننام و الأيام القادمة كثيرة .
نفى بحاجبيه بخبث مبتسماً هامساً بخبث .
شيومين : لا يا صغيرة ، في هذهِ الليلة لا يصح أن أكون مؤدب ، إذا كنتِ أنتِ مؤدبة و أنا مؤدب من سيقوم بالعمل الغير مؤدب ؟! ثم يا عزيزتي هناك حكمة تقول لا تؤجل عمل اليوم للغد .
غمز لها بالنهاية عبثاً لتفرج عيناها بخجلٍ شديد و هي تنظر له ، سارعت بأغماضهم خجلاً عندما إنخفض بجسده إليها يقبل شفتيها و يأخذهما بشفتيه ، شعرت به يقبلها تارة بلطف و أخرى بقساوة ، كمشت عيناها بخفة عندما سحب شفتها السفلى بأسنانه ببعض القوة فتأوهت بألم بفمه بخفة، حثها بقبلاته على مبادلته ففعلت ، عقدت كفيها حول رقبته و بادلته بنعومة .
رغم الوضع السيء جداً و إختفاء إيزابيلا إلا أن ذاك المنحرف اللطيف لا يستطيع تفويت الفرصة و الإنتظار أكثر .
.......................................
ترجل من سيارته بعنفٍ شديد ، صفق الباب بقوة شديدة كاد أن يخلعه بسببها ثم تقدم مهرولاً نحو باب والد إيزابيلا و طرقه بقوة بإستعمال كلتا قبضتيه و ركلات قوية من قدمه بينما يصرخ بغضب .
بيكهيون : إفتحوا الباب ، إفتحوا و إلا كسرته فوق رؤوسكم ، إفتحوا الباب !
خرج رجل من المنزل المجاور على صوت صراخ بيكهيون الذي ملئ الحي بأكمله ثم نادى عالياً حتى يسمعه ذلك الثائر .
الرجل : أيها الشاب !
إلتفت بيكهيون بغضب نحو الصوت بينما صدره يعلو و يهبط بغضب ، أكمل ذلك الرجل قائلاً .
الرجل : إن كنت تريد أصحاب المنزل فلقد تركوا المنزل اليوم و غادروا المدينة كما أعلم .
توسعت عينيه بغضب شديد بينما يستل أنفاساً حادة و هيئته مهملة ، هذا يعني أن إيزابيلا قد خرجت من المدينة معهم أيضاً ، فرك وجهه بكفيه بعصبيه ثم صرخ غاضباً بينما يضرب باب المنزل بقبضتيه بقوة شديدة .
بيكهيون : اللعنة عليكم جميعاً ، سأجدكم و أخذ ما لي عندكم ثم أقتلكم بدم بارد يا كلاب .
هي هناك تصارع تبعات المخاض الخطِرة ، تصرخ بأعلى صوتها بإسمه خوفاً على إبنتيها مما قد يحدث لهما و هما بعيدتان عن والدهما و هو يصرخ غاضباً رافضاً محطماً كل ما يقع تحت يديه بجنون الغضب ، يبحث عنها بالأرجاء كالمجنون الذي فقد كل ما يملك بذات الدقيقة .
هي هناك تصرخ بأسمه حتى ينقذها و هو يبحث عنها كالمجنون حتى يقتلها عندما تقع بين يديه .
................................................
وضعت كفها المرتجف على شفتيها ببطء حتى تكتم شهقاتها الباكية خلفه ، جسدها يرتجف بخفة و هي تجلس على المقعد بجواره ، إلتفتت إليه لتنظر نحوه بطرف عينها .
كان عاقداً حاجبيه بحدة و عيناه تطلق سهاماً حادة مركزة أمامه على الطريق الذي يقوده ، عروق ذراعيه بارزة بشدة كما هي عروق رقبته، يصر أسنانه بوضوح ففكه حاد جداً و رقبته أخذت عرضاً .
رفعت كفها المرتجف و وضعته على وجنتها التي تحترق لحرارةِ الصفعة التي هشمت وجنتها اليمنى و أطاحتها أرضاً ، أنزلت كفها ببطء و وضعته بحِجرها بجوار كفها الآخر المرتجف أيضاً .
أسندت رأسها على النافذة بينما عيناها تدمع و تصب الدموع بسكون و صمت شديدين ، مستسلمة جداً لما سيفعلهُ بها و لما سيحدث في المنزل من جنونٍ و غضبٍ عليها تجهل سببه .
هل السبب الذي يغضبه منها يستحق أن تُصفع لأجله و أن يسحبها من الزفاف بتلك القوة دون أن تطمئن على حال إيزابيلا حتى؟!
توقفت السيارة بشكلٍ مفاجئ و سريع أمام باب المنزل لتلتفت بنظرها إليه فزعاً، ترجل من السيارة ثم إلتفت إليها ، صفق الباب خلفه بقوة جديدة جعلتها تنتفض من مكانها ، تربصت بالمقعد بقبضتيها الواهنتين بينما تغمض عيناها بقوة عندما تقدم إلى بابِها .
شعرت به يفتح بابها ثم بقبضتيه واحدة استولت على ذراعها بغلاظة و أخرى على خصلات شعرها ثم حثها على الخروج غصباً من السيارة ، وضعت كفها المرتجف على قبضته التي تستولي على شعرها بينما تتأوه بألم شديد .
جرها خلفه بقوة شديدة لتتعثر و تقع أرضاً لسرعته في الخطي ، هدر بعنفٍ يحثها على الوقوف بينما تزداد قبضته إشتداد على شعرها.
تشانيول : إنهضي , هيا !
صرخت بقوة لشدةِ الألم الذي يفتك بفروة رأسها ثم وقفت بضعف شديد ليتابع جرها بذات العنف خلفه ، فتح باب المنزل ثم دفعها بكل قوته إلى الداخل ليفترش جسدها الأرض بشكلٍ مؤلم .
إلتفتت بجسدها إليه بينما هو يتقدم نحوها ببطءٍ و هدوء ، عيناه تطلق شراراً حارقا يجعلها تتمنى أن تفتح الأرض ذراعيها إليها و تخفيها بين طياتها بعيداً عن عينيه الحادة .
كل خطوة خطاها نحوها كانت تقابلها بزحفها إلى الخلف حتى إصطدم ظهرها بالحائط خلفها و ما عاد هناك مجالاً للتراجع أبداً ، إنخفض بجسده حتى جلس القرفصاء أمامها لتزداد شهقاتها و رجفة شديدة تسيطر على جسدها .
همس بهدوء مختلق بينما عيناه معلقة على شفتيها و أصابعه تداعب السفلى ، هدوئه يجعلها تخافه أكثر مما تخافه و هو غاضب ، مشتعل ، و حانق فخلف هذا الهدوء نار تضرم بهدوء حتى تسود .
تشانيول : زوجتي الجميلة ، بارك ميرسي أريانا ، هل هذه الشفتان الجميلتان قبلتا شفتين غير شفتي قبلي أو بعدي ؟
قطبت حاجبيها بتسأول و حيرة ، عن ماذا يتكلم و لما يكلمها هكذا أصلاً ، نفت برأسها بخفة عندما إلتمحت بأن صبره بدأ ينفذ .
حالما نفت مُجيبة إستقبلت ذات الوجنة صفعة أقوى من سابقتها جعلتها تصرخ بقوة لكن صراخهُ الغاضب عليها طغى على صوتها و جعلها ترتجف خوفاً .
تشانيول : لا تكذبي علي و اللعنة لستُ الوحيد من قبل شفتيكِ .
أفرجت عينيها بالفراغ و أنفاسها مضطربة في صدرها كما هو الحال معه أيضاً، عادت ببصرها إليه بعينين متوسعة باكية منفرجة بخوف شديد حالما صفعتها ذاكرتها بحدثٍ قديم ما توقعت أنه بعد مرور كل هذا الوقت أن صفحاته ستفتح من جديد و تروى .
...............................
سلاااااااااام يا رفاق
بارت جديد 😧 😧 😧😧 😧 😧 😧 😧 😧 😧.
أعلم إنني تأخرت عليكم كثيراً و لكنني أصارع مع هذا البارت منذ البارحة بكتابته.
أما هذا البارت فهذه ثالث مرة أكتبه لقد حذف ثلاث مرات 😢
حالما أنشرهذا البارت سأذهبلورد شائك.
لقد قمت بعملا سيئاً جداً بإمتحناتي لذلك أشعر بالإحباط الشديد 😔.
سأحاول نشر بارت من ورد شائك بأقرب فرصة.
البارت القادم
1. رأيكم بدي أو ؟ حالته بعد عودة ذاكرته و هل يستحق الغفران ؟
2.رأيكم بتصرف كريستين ؟ هل أصابت بمسامحته ؟
3. رأيكم بالثنائي دي او و كريستين ؟
4. رأيكم بحالة إيزابيلا ؟ ماذا سيحدث لها ؟ و ماذا سيفعل شوقا بالطفلتين ؟
5.رأيكم بحالة بيكهيون ؟ هل سيجد إيزابيلا ؟ و ماذا سيفعل بها ؟
6. رأيكم بشيومين و روزلي ؟
7.رأيكم بتشانيول ؟ ما الذي جعله غاضباً ؟ و لما ضرب ميرسي أريانا ؟
8. رأيكم بميرسي أريانا ؟ حالتها ؟ و ما الذي تذكرته ؟
9 . رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤ ❤
Коментарі