Chapter Thirty-six
" قهر "
عاشقاً أنا و هائم
أكببت على وجهي
أنا مريض
مريض بكِ
فعالجيني بحبكِ و سامحيني بدفئكِ
حضنك يا مرضي
يا مرضي الذي لا أريد أن أشفى منه
يا مرضي الذي لن أستغني عنه
ينظر لها بتفرس ، عيناه تطالعها من رأسها لإخمص قدميها بينما إبتسامة مستفزة ترفع شفتيه بوقاحة ، ها هي أخيراً بين يديه و تحت رحمته و ظل جناحيه ليلفها بهما حيثما شاء و كيفما شاء بعيداً في قوقعة عشقه المجنون ، رغماً عن رغبتها ، رغماً عنها .
تقدم إليها بخطوات بطيئة ، ثابتة ، و راسخة لتبتعد هي نحو أقصى و أبعد زاوية في القاعة بينما رجفة تسيطر على جسدها ، و كأن أي زاوية أو حائط في هذه القاعة التي تعمد أن يحتجزها بها سيحميها منه ، نطقت هي بإرتباك واضح فما فتئ يقترب .
ميرسي أريانا : دعني أذهب !
نفى برأسه و ابتسم بشر ليهمس .
جونغكوك : أين ستذهبين يا حبيبتي ؟ توكِ قد وصلتِ .
إرتجف جسدها و حدقتيها إهتزتا عندما أسند كفيه على الحائط خلفها و بجسده حاصرها فها هي أسيرة ذراعيه ، جسده ، و الزاوية اللعينة التي إختبأت فيها منه بل لقد ساعدته لأن يحاصرها أفضل .
إذبهلت خوفاً و رعباً منه ، تلك النظرة التي يرمقها بها بعينيه تخبرها بالكثير عمّا يريد و على ما ينوي فعله ، تقول تلك النظرة لها أنه عاشق مجنون و حد جنونه أنتِ و ما على المجنون حرج خصوصاً مجنون في الحب ، همست هي و الحروف في فمها تتعثر .
ميرسي أريانا : ماذا تريد مني ؟
مال برأسه بزاوية نحو شفتيها لتحبس أنفاسها بذعر و تشيح بوجهها ، نطق هو بهدوء بينما عيناه تحفر شفتيها برغبة هستيرية لتقبيلها و حفظها في دفاتر عقله كي لا تتجرأ ذاكرته على نسيانها
جونغكوك : لا أريد شيء منكِ بالتحديد ، أنا أريدك أنتِ كلكِ لي .
حاولت الفرار من أمامها لكنه أمسكها من عضديها و ثبتها مكانها في الزاوية ، حاولت عدة مرات و قامته لكن حليفها الفشل في كل مرة ، نطقت بغضب بعد أن تفشى بها لمحاولاتها الفاشلة مراراً و تكراراً .
ميرسي أريانا : دعني أذهب ، أنا إمرأة متزوجة ، بماذا سأنفعك ؟
أكثر كلمة يكرها تلك التي لا يريد تذكرها أبداً إنها تذكرها به و توصم صك ملكية زوجها عليها لتردعه ، لكنها لا تعلم أنها تشعل براكين داخله ، و في لحظة قهر ؛ دفعها على الحائط بقوة متناسياً أنها فتاة ليرتطم ظهرها بالزاوية و تصرخ بِ آه متألمة ، صاح بوجهها بغضب .
جونغكوك : توقفي عن تذكيري بأنكِ لستِ لي !
أغمضت عيناها و إنكمشت على أنفاسها بخوف و الألم يفصم ظهرها ، إقترب إليها لتتنفس بذعر ، همس بالفرب من أذنها بصوت خبيث عابث متلعب .
جونغكوك : إن علم زوجكِ بوضعكِ هذا هل تظنين أنكِ ستبقين زوجته الحبيبة و الغالية ؟ أعدك أنكِ لن تبقي كذلك .
إرتجفت شفتاها بخوف حالما رسم إبتسامة غامضة على شفتيه فهمست .
ميرسي أريانا : ماذا ستفعل بي ؟!
إتسعت إبتسامته التي لا تفهمها و فجأة إحتدت عينيه ثم كور وجهها بعنف بين كفيه ليتناول شفتيها بقبلة قوية وضع فيها كل شوقه ، حبه ، و مشاعره المتأججة التي تنزف بلب قلبه دماً مخمراً بقبلته التي لطالما صورها بعقله بأبهى الصور .
أما هي فشهقت بفزع و بكت كالمجنونة تحاول إبعاد يديه عنها و تحرير شفتيها من هذا الرِجس فهي لتشانيول و له وحده ، لا تريد أن ينظر لها رجل غيره فكيف بأن يلمسها غيره بل و يقبلها ، لكن ما باليد حيلة فكلما حاولت أن تبتعد عنه زاد تعنيفه لها و قربها إليه أكثر ، نزلت دموعها ببؤس على حالها البائس ، ما إن حرر شفاهها حتى رفعت يدها لتصفعه ، لكنه كبل كلتا يديها خلف ظهرها و الصقها بصدره ثم نطق بحدة بينما عيناه تشتعل بنيران الغضب و الحب .
جونغكوك : أتظنين أنني سأسمح لكِ بصفعي مرة أخرى ؟ لو لم تكن تلك يديكِ لكسرتها في تلك المرة ، لا تفكري في ذلك حتى .
صرخت به بين دموعها بكل غضبها الذي يفيض بروحها تلك التي تحترق على حباً لا تستطيع حمايته .
ميرسي أريانا : أنت حقير ، وقح ، و نذل دعني أذهب، اللعنة عليك !
صرخ بها بقوة لتجفل .
جونغكوك : إخرسي لن أتركك حتى أخمد جميع أشواقي بكِ ، أنتِ لي وحدي أنا فقط .
دفعها بقوة لتسقط على الأرض تصرخ بفزع ، أعتلاها بسرعة و حاصرها بجسده مجدداً ثم كبل يديها فوق رأسها بكفه ، ما إن إقترب من بشرة رقبتها حتى صرخت بتوسل ترجوه بتذلل .
ميرسي أريانا : لا أرجوك أتركني ، لا تؤذيني .
نظر لها بغضب ، أقبلة منه تؤذيها ؟ قربه يؤذيها ، يا له من حب سيكلفه الكثير ! عاد ليقترب من رقبتها و تجاهل ما قالته فأكملت بصراخ .
ميرسي أريانا: إن كنت فعلاً تحبني لا تؤذيني .
تجمد مكانه و لم يتحرك ، هنا هي إستلت نفساً و أكملت بخوف فيبدو أن كلماتها ذا وقع عليه ، هذه فرصتها ليتركها و عليها إستغلالها .
ميرسي أريانا: إن كنت تظن أن تشانيول سيطلقني كما تريد أن يفعل فأنت مخطئ ، تشانيول لن يطلقني ، تشانيول سيقتلني و يقتلك من بعدي ، أنت لا تعرفه حق المعرفة فلا تستهين به و لا تعبث بي و أنا له ، لذا أرجوك لا تؤذيني ، ما تفعله بعيداً عن الصواب ، دعني أذهب و أعدك لن يعلم أحد بالأمر و لا حتى تشانيول .
ضحك ، ضحك بصوت عالٍ يسخر ثم نظر لها .
جونغكوك : هل حقاً تظنيني أخافه ؟ أنا لا أهتم بأمره و أنتِ سأخذك معي لأحميكِ من بطشه لذا لا تخافي منه أنتِ أيضاً .
لم يسمح لها بالرد أو قول شيء بعدها بل هاجم رقبتها و هي تصرخ بإستنجاد ، ثبتها بجسده جيداً لينهل من عنقها القبل ، هبط بقبلاته إلى أكتافها و أعلى صدرها بقبلات قاسية ستترك أثر ، و هي كانت تصرخ ببكاء يلين قسوة الحجر ، لكن ليست قسوته التي ستلين ، تتوسله و ترجوه لكن دون فائدة .
إستطاعت أن تحرر قدمها منه ثم عكفتها لتضربه بها بكل قوتها الكامنة في كل جسدها ليبتعد عنها متألماً ، حاولت الفرار حالما إبتعد لكن الباب مغلق ، تلفتت في القاعة تبحث عن مخرج لكن لا يوجد لها مخرج من هنا ، وقفت في مكانها تتلفت حولها كمن حاصرته النار و لا مخرج له ، نظر لها بغضب حالما سيطر على ألمه و نهض ، نظرت إليه و إزدرئت جوفها بخوف ثم تبعها راكضاً خلفها عندما بدأت تركض حتى أمسك بها من عضدها و أدارها إليه بقوة .
سدد لها صفعة مؤلمة وقعت على إثرها أرضاً صارخة ، شدها من ذراعها لتقف في هذه اللحظة رأت زجاجة عصير فارغة أعلى أحد الكراسي ، مسكتها و ضربتها بطرف الطاولة ثم دفعته بكل قوتها عنه ليتراجع خطوة ، رفعت الزجاجة سريعاً لرقبتها ثم صرخت به .
ميرسي أريانا : دعني أخرج و إلا قتلت نفسي أمامك و الآن .
جونغكوك : هيا أفعلي !
إبتسم بسخرية ظناً منه أنها لن تتجرأ على إيذاء نفسها لكنه كام مخطئ للغاية فهي تفضل نحر عنقها على أن يلمسها رجل آخر ، جرحت رقبتها أمامه ليصرخ بوجهها بذعر و هو يتراجع يرفع كفيه بالهواء مستسلماً .
جونغكوك : يا مجنونة توقفي !
سحبت أنفاسها من شدة الألم ثم همست بحدة .
ميرسي أريانا : دعني أخرج و إلا قتلت نفسي أمامك بحق .
أومئ لها بإضطراب ثم توجه إلى باب القاعة سريعاً و فتحه لها بأنامل ترتجف من شدة خوفه عليها ، خرجت بحذر ثم أصبحت تجري سريعاً من شدة خوفها .
.........................................................
هرولت إلى الباب لتفتحه بعد رنين جرسه و هي على علم بمن يرنه ، منذ أن عادت إلى المنزل و كريستين تشعر بها أنها بخير و قد تحسنت عما كانت فيه من إنطواء و إكتئاب ، أحياناً تكون شاكرة لسوهو في سرها أنه السبب في سعادتها المختبئة خلف شبح إبتسامة دافئة و هادئة ، إستقبلت سوهو من على الباب بإبتسامة هادئة و دعته إلى الدخول ، قبل رأسها بدفء و ابتسم ، هي بدورها إبتسمت بخجل ثم أخذت بيده إلى غرفتها .
جلست على سريره متربعة و جلس أمامها كما تجلس ، كانت تبتسم بهدوء و الحيوية تعلو ملامحها ، شيء من السعادة إنبثق في داخله فرؤيتها سعيدة سعادته ماذا لو كان هو السبب ؟
تحمحم ثم نطق بثبات بينما يشابك أصابع يده بأصابعها .
سوهو : بما أن حفل زفافنا الأسبوع القادم وددت إعلامكِ كي تتجهزي ، لقد تحدثت مع ميرسي أريانا و ليس هناك أية مشكلة في الأمر و ما عاد شيء يبعدني عنكِ .
تنهدت ماريا و أخذت إبتسامتها تختفي شيئاً فشيئاً حتى إختفت و رسمت محلها ملامح هادئة ثم أردفت بهدوء بعد أن أخلت سبيل أصابعها من أصابعه .
ماريا : عليك أن تعلم أنني فعلت هذا لأنني لا أملك خياراً آخر، أنا قلت أنني معجبة بك لكنني لم أقل أنني أحبك ، ربما تستثقل كلماتي و تصرفي هذا لكنني لا أريد أن أكذب عليك ، أنا تمسكت بك من أجل سمعتي و سعادتك ، لكن ليست سعادتي أنا .
عبس سوهو ثم قال بهدوء يحاول إخفاء ألم نصل أصاب قلبه مسبباً نزفاً في موطئ حزنه .
سوهو : إن كنتِ لا تريديني زوجاً لكِ سألغي الزواج ، أنا لا أريد أن أجبرك علي و على أن تكوني بعلاقة معي بعد الآن ، لكن أعدكِ مهما كان ردكِ أن قلبي لن يحب غيركِ و أنا لن ألمس إمرأة غيركِ .
نهض عن سريرها يهم بالخروج و الرحيل ، لكنها أوقفته عندما تمسكت بقميصه من الخلف و قالت بهدوء .
ماريا : أنا معجبة بك و لا أنكر ذلك ، عوضني عن كل شيء و اغرقني بدفئك و اجعلني أنسى ما عايشته ، وقتها سأفتح لك قلبي و لتجلس على عرشه .
إلتفت لها ليرى في عينيها بصيص رجاء أن يلبيها و كموافقة حضنها بحنان و أخذ يمسح على شعرها ثم نطق بإبتسامة .
سوهو : أعدكِ وعد عاشقكِ المجنون بأنني لن أخيب ظنكِ بي أبداً و مهما كلفني الأمر .
إبتسمت بدفء ثم حضنته لها ، لأول مرة تفعل .
...............................................
وصلت إلى المنزل ترتجف و دموعها تأبى عن التوقف ، لا تعرف كيف ستبرر لتشانيول الأمر ، هي متأكدة أنه لن يعطيها الفرصة لتقول شيء حتى فكيف ستبرر، خوفها الآن من ردة فعل تشانيول يفوق خوفها من تحرش جونغكوك أضعافاً ، ضلت في سيارتها قليلاً من الوقت و عندما أدركت أن التأخر عن الدخول لن يزيد زوجها سوى غضباً و لن يزيدها سوى خوفاً و ربما ألماً قررت أن تدخل ، عدلت هندامها و مساحيق التجميل كي لا يظهر شيء على وجهها و أخفت علاماته الزرقاء على رقبتها بثيابها ثم نزلت من السيارة بأطراف ترتعد .
فتحت باب المنزل بإرتجاف ، لقد تأخرت و تشانيول سيحاسبها الآن و هي تعرف هذا ،
بماذا ستجاوبه ؟ كيف ستبرر؟ أضائت المنزل ليصلها صوته البارد من خلفها فجفلت .
تشانيول : أين كنتِ ؟
إلتفتت إليه و كل عضل في جسدها يرتعد ، كان يتكئ على الحائط خلفه بينما يعقد ساعديه و ينظر إليها بنظرة باردة أثلجتها توتراً ، أنزلت نظرها عنه بخوف فكيف لها أن تنظر له و هو يرمقها بهذه النظرة ، همست بإرتجاف .
ميرسي أريانا : لقد تأخر المحاضر في إعطاء المحاضرة .
تشردق بإبتسامة ساخرة ثم أقترب منها بخفة ، ضمت نفسها إلى نفسها و هي تراه يقترب حتى وقف أمامها ، هي ليست مستعدة لحركته التالية و لن تكون ، أمسك بشعرها ثم شدها بخفة إليه لتتأوه بخوف و ليس بآلم فشدته تلك لا تؤلم ، لكنها تقول " لا تكذبي " ، خرج صوته به شيء من الحدة و بدى مُصِر أن تجيبه بصدق .
تشانيول : أين كنتِ ؟
همست هي بخوف .
ميرسي أريانا : كنتُ بالجامعة .
غضب تشانيول لأنها تكذب عليه الآن فهي لم يسبق لها أن كذبت عليه فكيف تفعل الآن و هو خبير بتفاصيلها لذا شدها من شعرها بقوة ليرتفع رأسها للأعلى و تصرخ بألم إلا أن صوت صياحه كان أعلى .
تشانيول : أين ك.. ما هذا ؟!
قاطعه عن إكمال سؤاله سؤال أخر عندما رأى الألوان المقرفة على رقبتها ،أفلت شعرها و أمسك بها من عضديها ثم هزها بقبضتيه بعنف شديد يصيح فيها عندما بقت صامتة و دموعها تنساب .
تشانيول : أجيبي !!!
زاد بكائها قوة لشدة خوفها لكنها بقت صامتة لم تجيبه و على أثر هذا وضع قبضتيه على تلابيب قميصها و مزقه بكل غل و قهر يرى لأي مدى تمادى من فعل بها هذا ،وقف ينظر إلى تلك العلمات على حسدها بحدقتين متسعتين لهول الصدمة بل المصيبة ، رقبتها ، أكتافها ، و أعلى صدرها كلها مزرقة على إثر قبل قذرة ، همس مستنكراً ، مستهجناً ، و ضائعاً بينما ينظر لجسدها .
تشانيول : من فعل بكِ هذا ؟!
شهقت تبكي بحرقة و أنزلت رأسها تبكي بقوة دون أن تجيبه ليصفعها بقوة لما تشهدها من قبل لدرجة أنها رأسها إرتطم بالأرض بقوة لتصرخ بشدة ، صرخ بها هو الآخر بشدة بينما يركع على قدمه أمام جسدها الهزيل الممدد أرضاً بعدما رفعها من ذراعها لتجلس .
تشانيول : من فعل هذا بكِ قبل أن أقتلكِ ؟ تكلمي !
أجابت بين شهقاتها العالية بصوت ضعيف يتقطع لكثرة البكاء .
ميرسي : إنه جونغكوك ، جونغكوك من فعل بي هذا ، لقد حبسني بإحدى القاعات الدراسية و حاول الإعتداء علي ، لقد ههدته بقتل نفسي حتى إني جرحت رقبتي بزجاجة كي يتركني ، فعل هذا بي لكن صدقني لم يستطيع فعل شيء أكثر ، ما كان هذا ذنبي فلا تظلمني أرجوك !
تركها لتسقط مجدداً ممدة أرضاً بضعف ، وقف هو على قدميه ، أخذ يتخيل كيف فعل بها هكذا ، كيف قبلها ، كيف لمسها ، و كيف حبسها ، أنفاسه هائجة لأجلها صدره يعلو و يهبط ، عيناه متسعة و جاحظة ، صرخ بكل غضبه جعلها تصرخ خوفاً .
تشانيول : أقسم أنني سأقتله اليوم !
خرج بسرعة غاضباً إلى الخارج بينما هي تبكي بحرارة على الأرض .
......................................................
حل المساء و لم يعد بعد ، بدى التوتر يظهر على وجهها و القلق ينهشها ، توجهت نحو النافذة تنتظر وصوله ، ضلت واقفة تنتظر أن يأتي ليستريح قلبها حتى غلبها النعاس و غفت ، غفت عينها دون إدراك منها من شدة تعبها ، لم تلبث حتى إنتفضت سريعاً على صوت صفق الباب بقوة شديدة و كأنه كُسِر .
خرجت إلى مدخل المنزل كان هناك يقف ليخلع حذائه و سترته ، لم ينظر لها رغم أنها يعلم أنها هنا ، همست باسمه علّه نظر لها لكنه تجاهلها مجدداً ليفطر قلبها بل صعد إلة غرفتهما بتجهم و ملامح منقبضة .
صعدت خلفه بهدوء يحويه إرتباك و خوف ، عندما دخلت كان صوت الماء قادم من دورة المياه فعلمت أنه يستحم ، توجهت نحو دولاب ثيابه لتخرج له ثياب نومه و وضعتها على السرير من أجله ثم جلست تنتظره يخرج .
خرج بعد دقائق يلف منشفة حول خاصرته بينما جسده يقطر ماء بكل وقاحة مغرية ، نست أمر هذا الإغراء و نظرت في عينيه بحزن لكنه تجاهل وجودها مجدداً ، سحب بنطاله فقط ثم عاد لدورة المياه ، خرج بعد أن أرتداه و دون أن ينبس بحرف أو يمنحها نظرة يتيمة فحسب سحب الوسادة من خلفها و أخذ غطاء ثم خرج من الغرفة بأكملها .
حركته هذه جعلتها تذبهل بتعجب ، هل سيعاقبها بهجرانها الآن ؟! هل سيحرمها منه ؟!
هذا صعب ، صعب جداً بل مستحيل أن تبيت في فراش يخلو منه ، سالت دموعها المقهورة و المكسورة بالفعل على وجهها ، لن تصمت ، لن تقبل بهكذا عقاب مستبد ، تبعته نحو الأسفل ، تريد التحدث إليه علّه عاد معها إليها ، وجدته متمدد على الأريكة الكبيرة في صالة الجلوس ، يسند ذراعه على جبينه و الأخرى يريحها على معدته و عيناه مغلقتان .
ركعت على قدميها أمامه لتنظر إلى وجهه من مسافة معدومة ، همست هي بصوت ترجوه فيه العفو .
إيزابيلا : بيكهيون ، لا تنم هنا ، هذه الكنبة ستؤلم ظهرك و لن ترتاح في نومك ، إصعد لغرفتنا أرجوك .
تريد أن يعود معها لأجله أيضاً ، هذه الكنبة بالتأكيد ليست مريحة و هو لا يستطيع أن ينام في مكان آخر غير سريره ، و إن إستطاع و نام فهو لن يرتاح و سيستيقظ متألماً ، هو لم يفتح عينيه بل لم يحرك ساكناً سوى شفاه التي صدر منها أمر صارم .
بيكهيون : إصعدي نامي .
همست بصوت خفيض .
إيزابيلا : لا أريد .
تنهد يبعث في نفسه الصبر و استرسل مجدداً بإصرار .
بيكهيون : قلتُ إصعدي .
نفت برأسها بينما تبكي لتنتفض سريعا عندما صرخ بها و قعد من مضجعه بسرعة خارقة أمامها .
بيكهيون : قلتُ لكِ إصعدي ، أتعصين أمري ؟!
أومأت له بإيجاب رغم أنها ترتجف و الخوف جلي في عينيها ، ركل صبره بعيداً و رحب بغضبه مجدداً ، قبض على ذراعيها بعنف شديد لتتأوه بألم ثم قال بما هو أشبه بالصراخ.
بيكهيون : ماذا تريدين ؟ ماذا ؟! أتريدين أن أضربكِ ؟ أن أوبخكِ ؟ هل علي فعل ذلك كي تطيعي أمري ؟!
همست هي بين دموعها الغزيرة بصوت مخنوق و مرتجف خوفاً من هيئته المرعبة هذه ، تلك التي تهابها بكل ما تملك من مشاعر .
إيزابيلا : أفعل بي ما تشاء لكن لا تهجرني ، لا تتركني ، سامحني هذه المرة أرجوك .
نفض ذراعيها بعيداً عنه ثم جلس بإعتدال و صرف نظرها عنه إلى الجانب يتجاهل ما قالته و في داخله لا يريد أن يتأثر فعلاً بما قالته و ستقوله ، لا يريد أن تضعفه مبرراتها و دموعها ، هي بدورها و لتحننه عليها وضعت رأسها على فخذه لتكمل بضعف و دموعها تأبى عن التوقف .
إيزابيلا : أنا أسفة أرجوك ، أنا لا يهمني شيئاً بقدرك ، إن كنت تراني مخطأة فأنا كذلك ، أقسم أنني لن أعصي لك أمراً مجدداً ، فقط فلتغفر لحبيبتك هذه المرة ، يا حبيبي أرجوك .
تنهد هو و قد أعلن إستسلامه بالفعل ، كيف لكلماتها و أفعالها أن تترك هذا الأثر البليغ في نفسه ، رفع رأسها عن فخذه ثم رفعها كلها بذراعيه لتجلس على فخذه ، أمسك برأسها بكفيه ثم قرب جبينها إلى شفتيه ليترك قبلة عليه ثم ضمها إليه بكل قوته إليه متنهداً فأخذت هي تتمسك بأكتافه العارية و تخبأ وجهها في عنقه ، هو يدرك جيداً أنا ليست مخطأة ، لكنه خائف عليها ، خوفه هذا يشعل غضبه ، هذا كل ما في الأمر .
...........................................
أشرقت شمس يوم جديد لتمنحنا فرصة و أمل جديد ، أنه يومها الأول أيضاً في العمل و عليها أن تترك إنطباعاً جيداً يتحدث عنها ، دخلت إلى الشركة بهندام رسمي ، توجهت نحو مكتب مديرها لتسجل جدول اليوم بكل نشاطها و حيويتها .
طرقت الباب بلطف ثم دخلت بهدوء ، كان يعطيها ظهره موجهاً نظره نحو الحائط الزجاجي ، نطقت برسمية بعد أن تحمحمت .
كاثرين : سيدي بعد إذنك ، الجدول اليوم يجب علي أن أبلغك عنه .
أطرب أذنيه سماعه لنبرة صوتها بعد كل هذا الإنقطاع ، تلك البحة في صوتها التي لطالما عشقها و لطالما إفتقدها ، أخفض رأسه ينغم صوتها في أذنيه ، حالما إنتهت و طال صمتها تنتظر رده و بدأت بالفعل تسعر بالغرابة ، إلتفت إليها بهدوء لتشهق بقوة .
راقب توسع عينيها الجميل و إقترب منها قليلاً ،
نطقت بضياع غير مصدقة ما تراه بينما عيناها تجول على ملامحه .
كاثرين : لا أصدق ، أهذا أنت حقاً ؟!
....................................................
سلام
البارت الجاي بعد 40 فوت و كومنت .
1.رأيكم بتصرف جونغكوك ؟ تصرف ميرسي أريانا ؟ تصرف تشانيول ؟ يا ترى ماذا سيفعل تشانيول ؟
2.رأيكم بتصرف ماريا ؟
3. رأيكم بتصرف بيكهيون و إيزابيلا ؟
4. من قد يكون مدير كاثرين ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
عاشقاً أنا و هائم
أكببت على وجهي
أنا مريض
مريض بكِ
فعالجيني بحبكِ و سامحيني بدفئكِ
حضنك يا مرضي
يا مرضي الذي لا أريد أن أشفى منه
يا مرضي الذي لن أستغني عنه
ينظر لها بتفرس ، عيناه تطالعها من رأسها لإخمص قدميها بينما إبتسامة مستفزة ترفع شفتيه بوقاحة ، ها هي أخيراً بين يديه و تحت رحمته و ظل جناحيه ليلفها بهما حيثما شاء و كيفما شاء بعيداً في قوقعة عشقه المجنون ، رغماً عن رغبتها ، رغماً عنها .
تقدم إليها بخطوات بطيئة ، ثابتة ، و راسخة لتبتعد هي نحو أقصى و أبعد زاوية في القاعة بينما رجفة تسيطر على جسدها ، و كأن أي زاوية أو حائط في هذه القاعة التي تعمد أن يحتجزها بها سيحميها منه ، نطقت هي بإرتباك واضح فما فتئ يقترب .
ميرسي أريانا : دعني أذهب !
نفى برأسه و ابتسم بشر ليهمس .
جونغكوك : أين ستذهبين يا حبيبتي ؟ توكِ قد وصلتِ .
إرتجف جسدها و حدقتيها إهتزتا عندما أسند كفيه على الحائط خلفها و بجسده حاصرها فها هي أسيرة ذراعيه ، جسده ، و الزاوية اللعينة التي إختبأت فيها منه بل لقد ساعدته لأن يحاصرها أفضل .
إذبهلت خوفاً و رعباً منه ، تلك النظرة التي يرمقها بها بعينيه تخبرها بالكثير عمّا يريد و على ما ينوي فعله ، تقول تلك النظرة لها أنه عاشق مجنون و حد جنونه أنتِ و ما على المجنون حرج خصوصاً مجنون في الحب ، همست هي و الحروف في فمها تتعثر .
ميرسي أريانا : ماذا تريد مني ؟
مال برأسه بزاوية نحو شفتيها لتحبس أنفاسها بذعر و تشيح بوجهها ، نطق هو بهدوء بينما عيناه تحفر شفتيها برغبة هستيرية لتقبيلها و حفظها في دفاتر عقله كي لا تتجرأ ذاكرته على نسيانها
جونغكوك : لا أريد شيء منكِ بالتحديد ، أنا أريدك أنتِ كلكِ لي .
حاولت الفرار من أمامها لكنه أمسكها من عضديها و ثبتها مكانها في الزاوية ، حاولت عدة مرات و قامته لكن حليفها الفشل في كل مرة ، نطقت بغضب بعد أن تفشى بها لمحاولاتها الفاشلة مراراً و تكراراً .
ميرسي أريانا : دعني أذهب ، أنا إمرأة متزوجة ، بماذا سأنفعك ؟
أكثر كلمة يكرها تلك التي لا يريد تذكرها أبداً إنها تذكرها به و توصم صك ملكية زوجها عليها لتردعه ، لكنها لا تعلم أنها تشعل براكين داخله ، و في لحظة قهر ؛ دفعها على الحائط بقوة متناسياً أنها فتاة ليرتطم ظهرها بالزاوية و تصرخ بِ آه متألمة ، صاح بوجهها بغضب .
جونغكوك : توقفي عن تذكيري بأنكِ لستِ لي !
أغمضت عيناها و إنكمشت على أنفاسها بخوف و الألم يفصم ظهرها ، إقترب إليها لتتنفس بذعر ، همس بالفرب من أذنها بصوت خبيث عابث متلعب .
جونغكوك : إن علم زوجكِ بوضعكِ هذا هل تظنين أنكِ ستبقين زوجته الحبيبة و الغالية ؟ أعدك أنكِ لن تبقي كذلك .
إرتجفت شفتاها بخوف حالما رسم إبتسامة غامضة على شفتيه فهمست .
ميرسي أريانا : ماذا ستفعل بي ؟!
إتسعت إبتسامته التي لا تفهمها و فجأة إحتدت عينيه ثم كور وجهها بعنف بين كفيه ليتناول شفتيها بقبلة قوية وضع فيها كل شوقه ، حبه ، و مشاعره المتأججة التي تنزف بلب قلبه دماً مخمراً بقبلته التي لطالما صورها بعقله بأبهى الصور .
أما هي فشهقت بفزع و بكت كالمجنونة تحاول إبعاد يديه عنها و تحرير شفتيها من هذا الرِجس فهي لتشانيول و له وحده ، لا تريد أن ينظر لها رجل غيره فكيف بأن يلمسها غيره بل و يقبلها ، لكن ما باليد حيلة فكلما حاولت أن تبتعد عنه زاد تعنيفه لها و قربها إليه أكثر ، نزلت دموعها ببؤس على حالها البائس ، ما إن حرر شفاهها حتى رفعت يدها لتصفعه ، لكنه كبل كلتا يديها خلف ظهرها و الصقها بصدره ثم نطق بحدة بينما عيناه تشتعل بنيران الغضب و الحب .
جونغكوك : أتظنين أنني سأسمح لكِ بصفعي مرة أخرى ؟ لو لم تكن تلك يديكِ لكسرتها في تلك المرة ، لا تفكري في ذلك حتى .
صرخت به بين دموعها بكل غضبها الذي يفيض بروحها تلك التي تحترق على حباً لا تستطيع حمايته .
ميرسي أريانا : أنت حقير ، وقح ، و نذل دعني أذهب، اللعنة عليك !
صرخ بها بقوة لتجفل .
جونغكوك : إخرسي لن أتركك حتى أخمد جميع أشواقي بكِ ، أنتِ لي وحدي أنا فقط .
دفعها بقوة لتسقط على الأرض تصرخ بفزع ، أعتلاها بسرعة و حاصرها بجسده مجدداً ثم كبل يديها فوق رأسها بكفه ، ما إن إقترب من بشرة رقبتها حتى صرخت بتوسل ترجوه بتذلل .
ميرسي أريانا : لا أرجوك أتركني ، لا تؤذيني .
نظر لها بغضب ، أقبلة منه تؤذيها ؟ قربه يؤذيها ، يا له من حب سيكلفه الكثير ! عاد ليقترب من رقبتها و تجاهل ما قالته فأكملت بصراخ .
ميرسي أريانا: إن كنت فعلاً تحبني لا تؤذيني .
تجمد مكانه و لم يتحرك ، هنا هي إستلت نفساً و أكملت بخوف فيبدو أن كلماتها ذا وقع عليه ، هذه فرصتها ليتركها و عليها إستغلالها .
ميرسي أريانا: إن كنت تظن أن تشانيول سيطلقني كما تريد أن يفعل فأنت مخطئ ، تشانيول لن يطلقني ، تشانيول سيقتلني و يقتلك من بعدي ، أنت لا تعرفه حق المعرفة فلا تستهين به و لا تعبث بي و أنا له ، لذا أرجوك لا تؤذيني ، ما تفعله بعيداً عن الصواب ، دعني أذهب و أعدك لن يعلم أحد بالأمر و لا حتى تشانيول .
ضحك ، ضحك بصوت عالٍ يسخر ثم نظر لها .
جونغكوك : هل حقاً تظنيني أخافه ؟ أنا لا أهتم بأمره و أنتِ سأخذك معي لأحميكِ من بطشه لذا لا تخافي منه أنتِ أيضاً .
لم يسمح لها بالرد أو قول شيء بعدها بل هاجم رقبتها و هي تصرخ بإستنجاد ، ثبتها بجسده جيداً لينهل من عنقها القبل ، هبط بقبلاته إلى أكتافها و أعلى صدرها بقبلات قاسية ستترك أثر ، و هي كانت تصرخ ببكاء يلين قسوة الحجر ، لكن ليست قسوته التي ستلين ، تتوسله و ترجوه لكن دون فائدة .
إستطاعت أن تحرر قدمها منه ثم عكفتها لتضربه بها بكل قوتها الكامنة في كل جسدها ليبتعد عنها متألماً ، حاولت الفرار حالما إبتعد لكن الباب مغلق ، تلفتت في القاعة تبحث عن مخرج لكن لا يوجد لها مخرج من هنا ، وقفت في مكانها تتلفت حولها كمن حاصرته النار و لا مخرج له ، نظر لها بغضب حالما سيطر على ألمه و نهض ، نظرت إليه و إزدرئت جوفها بخوف ثم تبعها راكضاً خلفها عندما بدأت تركض حتى أمسك بها من عضدها و أدارها إليه بقوة .
سدد لها صفعة مؤلمة وقعت على إثرها أرضاً صارخة ، شدها من ذراعها لتقف في هذه اللحظة رأت زجاجة عصير فارغة أعلى أحد الكراسي ، مسكتها و ضربتها بطرف الطاولة ثم دفعته بكل قوتها عنه ليتراجع خطوة ، رفعت الزجاجة سريعاً لرقبتها ثم صرخت به .
ميرسي أريانا : دعني أخرج و إلا قتلت نفسي أمامك و الآن .
جونغكوك : هيا أفعلي !
إبتسم بسخرية ظناً منه أنها لن تتجرأ على إيذاء نفسها لكنه كام مخطئ للغاية فهي تفضل نحر عنقها على أن يلمسها رجل آخر ، جرحت رقبتها أمامه ليصرخ بوجهها بذعر و هو يتراجع يرفع كفيه بالهواء مستسلماً .
جونغكوك : يا مجنونة توقفي !
سحبت أنفاسها من شدة الألم ثم همست بحدة .
ميرسي أريانا : دعني أخرج و إلا قتلت نفسي أمامك بحق .
أومئ لها بإضطراب ثم توجه إلى باب القاعة سريعاً و فتحه لها بأنامل ترتجف من شدة خوفه عليها ، خرجت بحذر ثم أصبحت تجري سريعاً من شدة خوفها .
.........................................................
هرولت إلى الباب لتفتحه بعد رنين جرسه و هي على علم بمن يرنه ، منذ أن عادت إلى المنزل و كريستين تشعر بها أنها بخير و قد تحسنت عما كانت فيه من إنطواء و إكتئاب ، أحياناً تكون شاكرة لسوهو في سرها أنه السبب في سعادتها المختبئة خلف شبح إبتسامة دافئة و هادئة ، إستقبلت سوهو من على الباب بإبتسامة هادئة و دعته إلى الدخول ، قبل رأسها بدفء و ابتسم ، هي بدورها إبتسمت بخجل ثم أخذت بيده إلى غرفتها .
جلست على سريره متربعة و جلس أمامها كما تجلس ، كانت تبتسم بهدوء و الحيوية تعلو ملامحها ، شيء من السعادة إنبثق في داخله فرؤيتها سعيدة سعادته ماذا لو كان هو السبب ؟
تحمحم ثم نطق بثبات بينما يشابك أصابع يده بأصابعها .
سوهو : بما أن حفل زفافنا الأسبوع القادم وددت إعلامكِ كي تتجهزي ، لقد تحدثت مع ميرسي أريانا و ليس هناك أية مشكلة في الأمر و ما عاد شيء يبعدني عنكِ .
تنهدت ماريا و أخذت إبتسامتها تختفي شيئاً فشيئاً حتى إختفت و رسمت محلها ملامح هادئة ثم أردفت بهدوء بعد أن أخلت سبيل أصابعها من أصابعه .
ماريا : عليك أن تعلم أنني فعلت هذا لأنني لا أملك خياراً آخر، أنا قلت أنني معجبة بك لكنني لم أقل أنني أحبك ، ربما تستثقل كلماتي و تصرفي هذا لكنني لا أريد أن أكذب عليك ، أنا تمسكت بك من أجل سمعتي و سعادتك ، لكن ليست سعادتي أنا .
عبس سوهو ثم قال بهدوء يحاول إخفاء ألم نصل أصاب قلبه مسبباً نزفاً في موطئ حزنه .
سوهو : إن كنتِ لا تريديني زوجاً لكِ سألغي الزواج ، أنا لا أريد أن أجبرك علي و على أن تكوني بعلاقة معي بعد الآن ، لكن أعدكِ مهما كان ردكِ أن قلبي لن يحب غيركِ و أنا لن ألمس إمرأة غيركِ .
نهض عن سريرها يهم بالخروج و الرحيل ، لكنها أوقفته عندما تمسكت بقميصه من الخلف و قالت بهدوء .
ماريا : أنا معجبة بك و لا أنكر ذلك ، عوضني عن كل شيء و اغرقني بدفئك و اجعلني أنسى ما عايشته ، وقتها سأفتح لك قلبي و لتجلس على عرشه .
إلتفت لها ليرى في عينيها بصيص رجاء أن يلبيها و كموافقة حضنها بحنان و أخذ يمسح على شعرها ثم نطق بإبتسامة .
سوهو : أعدكِ وعد عاشقكِ المجنون بأنني لن أخيب ظنكِ بي أبداً و مهما كلفني الأمر .
إبتسمت بدفء ثم حضنته لها ، لأول مرة تفعل .
...............................................
وصلت إلى المنزل ترتجف و دموعها تأبى عن التوقف ، لا تعرف كيف ستبرر لتشانيول الأمر ، هي متأكدة أنه لن يعطيها الفرصة لتقول شيء حتى فكيف ستبرر، خوفها الآن من ردة فعل تشانيول يفوق خوفها من تحرش جونغكوك أضعافاً ، ضلت في سيارتها قليلاً من الوقت و عندما أدركت أن التأخر عن الدخول لن يزيد زوجها سوى غضباً و لن يزيدها سوى خوفاً و ربما ألماً قررت أن تدخل ، عدلت هندامها و مساحيق التجميل كي لا يظهر شيء على وجهها و أخفت علاماته الزرقاء على رقبتها بثيابها ثم نزلت من السيارة بأطراف ترتعد .
فتحت باب المنزل بإرتجاف ، لقد تأخرت و تشانيول سيحاسبها الآن و هي تعرف هذا ،
بماذا ستجاوبه ؟ كيف ستبرر؟ أضائت المنزل ليصلها صوته البارد من خلفها فجفلت .
تشانيول : أين كنتِ ؟
إلتفتت إليه و كل عضل في جسدها يرتعد ، كان يتكئ على الحائط خلفه بينما يعقد ساعديه و ينظر إليها بنظرة باردة أثلجتها توتراً ، أنزلت نظرها عنه بخوف فكيف لها أن تنظر له و هو يرمقها بهذه النظرة ، همست بإرتجاف .
ميرسي أريانا : لقد تأخر المحاضر في إعطاء المحاضرة .
تشردق بإبتسامة ساخرة ثم أقترب منها بخفة ، ضمت نفسها إلى نفسها و هي تراه يقترب حتى وقف أمامها ، هي ليست مستعدة لحركته التالية و لن تكون ، أمسك بشعرها ثم شدها بخفة إليه لتتأوه بخوف و ليس بآلم فشدته تلك لا تؤلم ، لكنها تقول " لا تكذبي " ، خرج صوته به شيء من الحدة و بدى مُصِر أن تجيبه بصدق .
تشانيول : أين كنتِ ؟
همست هي بخوف .
ميرسي أريانا : كنتُ بالجامعة .
غضب تشانيول لأنها تكذب عليه الآن فهي لم يسبق لها أن كذبت عليه فكيف تفعل الآن و هو خبير بتفاصيلها لذا شدها من شعرها بقوة ليرتفع رأسها للأعلى و تصرخ بألم إلا أن صوت صياحه كان أعلى .
تشانيول : أين ك.. ما هذا ؟!
قاطعه عن إكمال سؤاله سؤال أخر عندما رأى الألوان المقرفة على رقبتها ،أفلت شعرها و أمسك بها من عضديها ثم هزها بقبضتيه بعنف شديد يصيح فيها عندما بقت صامتة و دموعها تنساب .
تشانيول : أجيبي !!!
زاد بكائها قوة لشدة خوفها لكنها بقت صامتة لم تجيبه و على أثر هذا وضع قبضتيه على تلابيب قميصها و مزقه بكل غل و قهر يرى لأي مدى تمادى من فعل بها هذا ،وقف ينظر إلى تلك العلمات على حسدها بحدقتين متسعتين لهول الصدمة بل المصيبة ، رقبتها ، أكتافها ، و أعلى صدرها كلها مزرقة على إثر قبل قذرة ، همس مستنكراً ، مستهجناً ، و ضائعاً بينما ينظر لجسدها .
تشانيول : من فعل بكِ هذا ؟!
شهقت تبكي بحرقة و أنزلت رأسها تبكي بقوة دون أن تجيبه ليصفعها بقوة لما تشهدها من قبل لدرجة أنها رأسها إرتطم بالأرض بقوة لتصرخ بشدة ، صرخ بها هو الآخر بشدة بينما يركع على قدمه أمام جسدها الهزيل الممدد أرضاً بعدما رفعها من ذراعها لتجلس .
تشانيول : من فعل هذا بكِ قبل أن أقتلكِ ؟ تكلمي !
أجابت بين شهقاتها العالية بصوت ضعيف يتقطع لكثرة البكاء .
ميرسي : إنه جونغكوك ، جونغكوك من فعل بي هذا ، لقد حبسني بإحدى القاعات الدراسية و حاول الإعتداء علي ، لقد ههدته بقتل نفسي حتى إني جرحت رقبتي بزجاجة كي يتركني ، فعل هذا بي لكن صدقني لم يستطيع فعل شيء أكثر ، ما كان هذا ذنبي فلا تظلمني أرجوك !
تركها لتسقط مجدداً ممدة أرضاً بضعف ، وقف هو على قدميه ، أخذ يتخيل كيف فعل بها هكذا ، كيف قبلها ، كيف لمسها ، و كيف حبسها ، أنفاسه هائجة لأجلها صدره يعلو و يهبط ، عيناه متسعة و جاحظة ، صرخ بكل غضبه جعلها تصرخ خوفاً .
تشانيول : أقسم أنني سأقتله اليوم !
خرج بسرعة غاضباً إلى الخارج بينما هي تبكي بحرارة على الأرض .
......................................................
حل المساء و لم يعد بعد ، بدى التوتر يظهر على وجهها و القلق ينهشها ، توجهت نحو النافذة تنتظر وصوله ، ضلت واقفة تنتظر أن يأتي ليستريح قلبها حتى غلبها النعاس و غفت ، غفت عينها دون إدراك منها من شدة تعبها ، لم تلبث حتى إنتفضت سريعاً على صوت صفق الباب بقوة شديدة و كأنه كُسِر .
خرجت إلى مدخل المنزل كان هناك يقف ليخلع حذائه و سترته ، لم ينظر لها رغم أنها يعلم أنها هنا ، همست باسمه علّه نظر لها لكنه تجاهلها مجدداً ليفطر قلبها بل صعد إلة غرفتهما بتجهم و ملامح منقبضة .
صعدت خلفه بهدوء يحويه إرتباك و خوف ، عندما دخلت كان صوت الماء قادم من دورة المياه فعلمت أنه يستحم ، توجهت نحو دولاب ثيابه لتخرج له ثياب نومه و وضعتها على السرير من أجله ثم جلست تنتظره يخرج .
خرج بعد دقائق يلف منشفة حول خاصرته بينما جسده يقطر ماء بكل وقاحة مغرية ، نست أمر هذا الإغراء و نظرت في عينيه بحزن لكنه تجاهل وجودها مجدداً ، سحب بنطاله فقط ثم عاد لدورة المياه ، خرج بعد أن أرتداه و دون أن ينبس بحرف أو يمنحها نظرة يتيمة فحسب سحب الوسادة من خلفها و أخذ غطاء ثم خرج من الغرفة بأكملها .
حركته هذه جعلتها تذبهل بتعجب ، هل سيعاقبها بهجرانها الآن ؟! هل سيحرمها منه ؟!
هذا صعب ، صعب جداً بل مستحيل أن تبيت في فراش يخلو منه ، سالت دموعها المقهورة و المكسورة بالفعل على وجهها ، لن تصمت ، لن تقبل بهكذا عقاب مستبد ، تبعته نحو الأسفل ، تريد التحدث إليه علّه عاد معها إليها ، وجدته متمدد على الأريكة الكبيرة في صالة الجلوس ، يسند ذراعه على جبينه و الأخرى يريحها على معدته و عيناه مغلقتان .
ركعت على قدميها أمامه لتنظر إلى وجهه من مسافة معدومة ، همست هي بصوت ترجوه فيه العفو .
إيزابيلا : بيكهيون ، لا تنم هنا ، هذه الكنبة ستؤلم ظهرك و لن ترتاح في نومك ، إصعد لغرفتنا أرجوك .
تريد أن يعود معها لأجله أيضاً ، هذه الكنبة بالتأكيد ليست مريحة و هو لا يستطيع أن ينام في مكان آخر غير سريره ، و إن إستطاع و نام فهو لن يرتاح و سيستيقظ متألماً ، هو لم يفتح عينيه بل لم يحرك ساكناً سوى شفاه التي صدر منها أمر صارم .
بيكهيون : إصعدي نامي .
همست بصوت خفيض .
إيزابيلا : لا أريد .
تنهد يبعث في نفسه الصبر و استرسل مجدداً بإصرار .
بيكهيون : قلتُ إصعدي .
نفت برأسها بينما تبكي لتنتفض سريعا عندما صرخ بها و قعد من مضجعه بسرعة خارقة أمامها .
بيكهيون : قلتُ لكِ إصعدي ، أتعصين أمري ؟!
أومأت له بإيجاب رغم أنها ترتجف و الخوف جلي في عينيها ، ركل صبره بعيداً و رحب بغضبه مجدداً ، قبض على ذراعيها بعنف شديد لتتأوه بألم ثم قال بما هو أشبه بالصراخ.
بيكهيون : ماذا تريدين ؟ ماذا ؟! أتريدين أن أضربكِ ؟ أن أوبخكِ ؟ هل علي فعل ذلك كي تطيعي أمري ؟!
همست هي بين دموعها الغزيرة بصوت مخنوق و مرتجف خوفاً من هيئته المرعبة هذه ، تلك التي تهابها بكل ما تملك من مشاعر .
إيزابيلا : أفعل بي ما تشاء لكن لا تهجرني ، لا تتركني ، سامحني هذه المرة أرجوك .
نفض ذراعيها بعيداً عنه ثم جلس بإعتدال و صرف نظرها عنه إلى الجانب يتجاهل ما قالته و في داخله لا يريد أن يتأثر فعلاً بما قالته و ستقوله ، لا يريد أن تضعفه مبرراتها و دموعها ، هي بدورها و لتحننه عليها وضعت رأسها على فخذه لتكمل بضعف و دموعها تأبى عن التوقف .
إيزابيلا : أنا أسفة أرجوك ، أنا لا يهمني شيئاً بقدرك ، إن كنت تراني مخطأة فأنا كذلك ، أقسم أنني لن أعصي لك أمراً مجدداً ، فقط فلتغفر لحبيبتك هذه المرة ، يا حبيبي أرجوك .
تنهد هو و قد أعلن إستسلامه بالفعل ، كيف لكلماتها و أفعالها أن تترك هذا الأثر البليغ في نفسه ، رفع رأسها عن فخذه ثم رفعها كلها بذراعيه لتجلس على فخذه ، أمسك برأسها بكفيه ثم قرب جبينها إلى شفتيه ليترك قبلة عليه ثم ضمها إليه بكل قوته إليه متنهداً فأخذت هي تتمسك بأكتافه العارية و تخبأ وجهها في عنقه ، هو يدرك جيداً أنا ليست مخطأة ، لكنه خائف عليها ، خوفه هذا يشعل غضبه ، هذا كل ما في الأمر .
...........................................
أشرقت شمس يوم جديد لتمنحنا فرصة و أمل جديد ، أنه يومها الأول أيضاً في العمل و عليها أن تترك إنطباعاً جيداً يتحدث عنها ، دخلت إلى الشركة بهندام رسمي ، توجهت نحو مكتب مديرها لتسجل جدول اليوم بكل نشاطها و حيويتها .
طرقت الباب بلطف ثم دخلت بهدوء ، كان يعطيها ظهره موجهاً نظره نحو الحائط الزجاجي ، نطقت برسمية بعد أن تحمحمت .
كاثرين : سيدي بعد إذنك ، الجدول اليوم يجب علي أن أبلغك عنه .
أطرب أذنيه سماعه لنبرة صوتها بعد كل هذا الإنقطاع ، تلك البحة في صوتها التي لطالما عشقها و لطالما إفتقدها ، أخفض رأسه ينغم صوتها في أذنيه ، حالما إنتهت و طال صمتها تنتظر رده و بدأت بالفعل تسعر بالغرابة ، إلتفت إليها بهدوء لتشهق بقوة .
راقب توسع عينيها الجميل و إقترب منها قليلاً ،
نطقت بضياع غير مصدقة ما تراه بينما عيناها تجول على ملامحه .
كاثرين : لا أصدق ، أهذا أنت حقاً ؟!
....................................................
سلام
البارت الجاي بعد 40 فوت و كومنت .
1.رأيكم بتصرف جونغكوك ؟ تصرف ميرسي أريانا ؟ تصرف تشانيول ؟ يا ترى ماذا سيفعل تشانيول ؟
2.رأيكم بتصرف ماريا ؟
3. رأيكم بتصرف بيكهيون و إيزابيلا ؟
4. من قد يكون مدير كاثرين ؟
5. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі