Chapter Thirty
" صفعات من أمل "
ما تفضي به العيون لغة أفصح مما يفضي به اللسان مهما تلون ،
العيون لا تكذب ،
الحب لا يكذب .
دخل إلى المنزل بينما بقبضته يمسك كفها الرقيق الذي تعرق فعلاً لشدة توترها ، حالما أغلق الباب عليهما و علقت معه داخل جدران هذا المنزل الذي ذكرياته لا ترحم عقلها و لا قلبها هتفت ترجوه باكية برعب .
ماريا : لا تفعل بي شيئاً سيئاً أرجوك .
تنهد هو و عيناه ملّتا رؤيتها خائفة منه ، جذبها إليه برفق من كتفيها ، أحابها بنبرة هادئة بينما عيناه عالقة بعينيها بوصال هادئ للمرة الأولى .
سوهو : لا تخافي مني بعد الآن ، لن أفعل أي شيء يضرك أبداً ، أنتِ حياتي و لتوي أدركت أنكِ أفضل مني ألف مرة ، أسمحي لي بسؤال فقط، لِمَ وقفتي معي ضد أبي رغم أنه يقف بصفك و يوبخني لأجلك ؟
تنهدت هي بدورها ثم إسترسلت .
ماريا : لا أريده أن يصفعك ، سأشعر بالخذلان ، لا أقبل أن أرى زوجي يُصفَع .
لاحظت الفرح يبرق في مقلتيه الدافئتين ، و هي لم تعتد على بريق الفرح فيهما و لا على دفئهما ، همس مستنكراً و قد إسترجع شيء من الأمل لينير صدره .
سوهو : زوجكِ؟!
رفعت بصرها إليه ثم همست بهدوء إلا أنه جاف .
ماريا : نعم ، لا أستطيع إنكار ذلك .
تنهد بيأس و أبتعد عنها ، ظن أن هناك مكان بقلبها له ، لكن سرعان ما أطفأت ذلك الوميض .
سوهو : ها قد عدنا من جديد !
أنارت ذات الوميض مجدداً عندما إسترسلت .
ماريا : سأمنح علاقتنا فرصة .
أمسك بها من كتفيها مجدداً و سألها بينما يهزها بخفة ، حاجباه محلقان ، عيناه متوسعة ، و شفتيه باسمة .
سوهو : حقا ؟! ستتقبلين زواجنا أخيراً ؟
أومأت له ثم رفعت كفيها إليه تشترط
ماريا : سأمنحك فرصة دون أن تلمسني أبداً .
هي لم تتجاوز تلك الليلة بعد و لا يبدو أنها ستتجاوزها بسهولة أو قريباً ، رغم أنه لا يسترضيه شرطها و هي تعلم إلا أنها ما زالت تخافه و ذكريات تلك الليلة تأبى أن تنقشع من رأسها فكيف ستسلمه نفسها برضاها ، لكنه فقط لا يفهمها بل زجرها بقوة محتجاً ، ألا يكفيه أنها تمنحه فرصة ؟!
سوهو : لماذا قد تظنين أنني سأستمع لكِ ؟ أنا أريدك زوجة لي بالكامل ، لا أريد نواقص في علاقتنا .
أطلقت تنهيدة حارة لتجيبه بنبرة قد إكتساها الغضب .
ماريا : لإنني أعطيك فرصة لتكسب قلبي بعد كل ما فعلته بي عليك أن تستمع لي ، لو فعلت فعلتك بامرأة غيري كانت ستهجرك .
تنهد و أخفض رأسه ليدلك جبينه بأصابعه ثم أومئ .
سوهو : حسناً ، كما تريدين .
عليه أن يكون شاكراً بالفعل لأنها تمنحه فرصة و هو في عينيها ليس سوى مُغتصِب ، هو تفهم أنها لم تتجاوز الأمر بعد لذا إستسلم لرغبتها و أملها بأن تكون مشاعر حبيبة في قلبها له ، كله أمل أن تفعل ، لكن هو أيضاً لديه شروطه ليقبل بشروطها لذا طرحها على طاولة المفاوضات أمامها .
سوهو : قبولي مشروط بقوانين أسنها أنا ، أولاً ؛ سنبقى هنا في هذا المنزل ، منزلنا ، و لن نعود إلى القصر مرة أخرى ، ثانياً ؛ سننام بنفس الغرفة أنا و أنتِ معاً على نفس السرير و أسفل الغطاء ذاته ، ثالثاً ، سنقضي يومنا معاً ، نقوم بكل شيء معاً ، لا أبتعد عنك و لا تبتعدي عني .
لاقى في عينيها نظرات إستهجان ، إستنكار ، و رفض ، لكن لسانها لم يتفوه إلا بالقبول .
ماريا : حسناً .
شروطه بعض الشيء غير مريحة بالنسبة لها ، لكن لا بأس ستجربه هذه المرة و ترجو أن لا تشعر بالخذلان و خيبة الأمل منه مجدداً ، أرادت أن تطوي معه صفحة قديمة خط عليها الألم ذكريات سيئة ، و بما أنها لا تملك خياراً سوى البقاء فلتبدأ معه من جديد كما يجب .
..................................................
خرج من منزله بهالة متهالكة مع شروق الشمس ، هو لم ينم طوال الليل و لو لثوانٍ تشبع عينه بها النوم ، كيف ينام على الوسائد بينما إعتاد رأسه النوم على صدرها ؟ حتى و هما متشاجران كان يجبرها أن ينام على صدرها و إلا لن يهنئ ، صعد سيارته الفاخرة و عيناه متورمة و تحيطها الهالات السوداء و كأنها قاع فنجان قهوة مشروب .
وصل لوجهته حيث يكن دوائه ، ترجل من السيارة ثم تقدم إلي الباب بخطوات متعبة و طرقه ، فتحت الباب له هي و من غيرها سيكون مستيقظاً في هذه الساعة ، شهقت هي بخفة و إهتزت الحدقتين في محجريهما ، تجاهل كم هي خائفة و تكلم بحدة مستتراً على تعبه أسفل قناع هذه النبرة المتسلطة .
تشانيول : ستنتاقش بأمر خروجك من منزلي دون إذني ، جهزي نفسك الآن لتعودي معي إلى المنزل .
نظرت إليه نظرتها التي تكشف بها ما يدور في خلده ، تعرف أن يستتر بحدة نبرته ليخفي نفسه المتعبة التوّاقة لها ، رغم خوفها منه بهذه اللحظة إلا أنها بعناد إمتنعت عن التنفيذ .
ميرسي أريانا : لا أريد أن أذهب معك إلى المنزل ، أنا أريد الإبتعاد عنك فقط ، لا أريدك الآن .
آخر ما قالته جرح قلبه في الصميم ، ما عادت تريده ، حسناً ، ليس هي من يقرر إن كانت تريده أم لا ، تلك الكلمات وخزته و وجدت نفسها تواجه غضباً أهوج لتراهات لم تقصدها بالفعل فلقد بان الإحمرار في عينيه الذي سببه حاجته إلى النوم و أزداد وضوحاً عندما إكتست مقلتيه دم الغضب الأحمر ، صاح بها لتجفل رعباً .
تشانيول : قلت لكِ إذهبي و جهزي نفسك فوراً دون أن تتفوهي بحرف .
نظرت إليه بخوف بينما تتراجع إلى الخلف و هو يرمقها بهذه النظرة المخيفة ، هربت من أمامه ركضاً تصعد السُلم إلى غرفتها ، أغلقت الباب بالمفتاح و وضعته جانباً ثم جلست على السرير تضم قدميها لصدرها و تبكي بخوف ، لن تفعل ، لن تهين كرامتها من أجله مراراً و تكراراً دون أن يقدر ، لا تريد العودة إليه ، لا تريد أن يجمعهما سقفاً معاً مجدداً لطالما هو ساخط عليها بظلم .
كان بإنتظارها في الأسفل بصالة الجلوس ظناً منه أنها أطاعته بعد أن أخافها منه ، أنتظرها عشرة دقائق ، لكنها لم تأتيه ، يبدو أنها لم تنصاع لأمره ، نفث أنفاسها بغضب ليصعد إلى غرفتها القديمة ،حاول فتح الباب لكنه مغلق من الداخل ، تنهد و قد بصره ينفذ بالفعل ، رفع يده بإنفعال و أخذ يطرق الباب بقوة بينما ينادي عليها بغضب .
تشانيول : أفتحي الباب يا ميرسي أريانا قبل أن أحطمه عليكِ ، أفتحيه قبل أن يزداد سخطي عليكِ ، ستواجهين ما لا يسرك ، أحذرك !
لكنها لا تستجيب لا لأوامره و لا تحذيراته ، لو أنه بمنزلهما لكسر الباب غير آبه ، لكنه ليس منزله لذا طرد تلك الفكرة من رأسه .نزل السلم مجدداً يبرطم بالوعيد يبحث عن إحدى الفتيات بالجوار ليصادف بطريقه ليليانا ، إستوقفها ليحدثها .
تشانيول : ليليانا ! هل هناك مفتاح إحتياطي لغرفة ميرسي أريانا ؟
إبتسمت إبتسامة لطيفة حالما رأته ثم أومئت له ، أخرجت من درج في غرفة الجلوس المفتاح و ناولته لها .
ليليانا : نعم ، تفضل .
نظر إليها و تذكر ما أخبرته فكتوريا ليتحدث بلطف .
تشانيول : سمعتُ بما حدث معكِ ، هل أنتِ بخير ؟ أرجو أنكِ لم تصابي بمكروه .
منحته إبتسامة ود ثم همست .
ليليانا : لا تقلق ، لم يحدث شيء ، شكراً لك .
صعد إلى الغرفة مجدداً و فتحها بالمفتاح الإحتياطي ، دخل إليها ليراها تربصت على سريرها تتمسك بأغطيته بقبضتيها خوفاً من أن ينتشلها من عليه غصباً ، تراجعت زحفاً إلى الخلف سريعاً و ودت النهوض عن السرير حالما أقترب منها سريعاً ، كان أسرع منها لذا نال منها عندمت دفعها من كتفيها ممدة على السرير ، إعتلاها لتصرخ بخوف و هي ترى الغضب يومض في عينيه كما لو أنه ناراً تحترق ، قبض على معصميها كي لا تهرب منه و قيدهما بكفه فوق رأسها ، سألها بحدة و غضب مستنكراً
تشانيول : لماذا لا تطيعي؟!
إنها خائفة بشدة منه ، تشعر أن قلبها سينفجر لسرعة نبضاته المرعوبة ، تشعر بأن رئتيها تعتصر بكفيها ليسلبها كل الدم و الهواء الذي فيهما و يخنقها ، فقد إحمرت عيناه غضباً و قبضتيه تعنفان معصميها المكبلين ، بينما عروقه عنقه قد برزت و صرير أسنانه مسموعاً بالنسبة لها ، أي غضب شرس الذي يملكه هذا ؟!
رغم إرتجافها الواضح حاولت أن تتكلم بقوة ، لكن نبرة صوتها خرجت تعكس ما بداخلها من ضعف فقد خرجت ضعيفة متألمة .
ميرسي أريانا : لماذا دوماً علي أن أطيعك ؟ لماذا تتذكر دوماً حقوقك علي و تتجاهل واجباتك لي ؟ بحق الله ! أليس لي حقاً عليك ؟ تعاملني دوماً بجفاء و كأنني إرتكبت خطيئة بحقك ، رغم أنني المهضوم حقها هنا ، أنا زوجتك ، شريكة عمرك لستُ عبدة أو جارية .
هزت كلامتها و ألمها الواضح قلبه ، هي تعاني و هو يقف بشموخ على أشلاء سعداتها ، صفعه عقله و قلبه معاً صفعة علّها أوقضته ، صوت في داخله بُعِثَ ليقول " عليك أن تبرر !" ، ترك معصميها و رفعها عن مرقدها لتقعد و قد أسند رأسها على صدره و جذعها بين ذراعيه يعتصره .
تشانيول : عندما إكتشفتُ أن الصور مزيفة لم أجرؤ على طلب الصفح منكِ ، خفت أن ترفضي إعتذاري ؛ لإنني لن أنال السماح بسهولة منك ، حتى لو طلبته و رجوتك خفت أن تتركيني ؛ لذلك قررت أن أعاملكِ بجفاء قد لا تسامحيني ، لكن على الأقل ستبقين بجانبي ، أنا أسف صغيرتي و أرجو منكِ أن تسامحيني ، كلي أمل أن تصفحي عني و تقبلي إعتذراي .
هو خائف جداً من رفضها لإعتذاره أو لطلبه في الصفح عنه ، كان يحدثها بنبرة هادئة لا تعكس ما يجول بخاطره من قلق لسماع الرفض ، رفعت رأسها عن صدره لتزجره مغتاظة منه و لها كل الحق .
ميرسي أريانا : أتعلم أنك أناني ؟ لم تصارحني عن خوفك حتى ! هل سبق و لم أسامحك على خطأ إقترفته بحقي ؟ لم أفعل .... و الآن بعدما تركتك البارحة أصبحت تطلب السماح اليوم !
كانت عالقة في حضنه ، كل ما حاولت أن تبتعد عن كنفه كان يضمها إليه أكثر بإصرار ، و كأنه يخبرها ألا تتركه بهذا العناق ، رد عليها بكل ما يملك من حنان .
تشانيول : نعم ، إن كان الأمر أنتِ فأنا أناني لأجلِك ، أعرف أنكِ دوماً تسامحيني على ما أفعله من أخطاء بحقك ، لكنني خفت أن ترحلي عني ، أن تتركيني و تذهبين ، خفت أن تهجريني إن إحتويتكِ بجناحي الذي لطالما كسركِ ، أنا آسف يا ميرسي أريانا فلتغفري لي .
خرجت من كنفه غصباً و رفعت قبضتيها الرقيقتين تلكمه على صدره و دموعها تسيل على خديها بحرقة ، أخذت تشتمه بكل ما تملك من قهر .
ميرسي أريانا : غبي ، حقير ، وقح ، متعجرف ، أناني ، قاسي !!!
إبتسم تشانيول ليمسك بيديها و يقيدهما بإحدى كفيه خلف ظهره و بالآخر يربت على شعرها .
تشانيول: حسناً ، حسناً ، أهدئي ! ثم منذ متى و أنتِ تجرؤين على شتمي هكذا ؟!
زفرت أنفاسها بحنق لترد عليه بقوة .
ميرسي أريانا : منذ الآن لذا إعتد .
ضحك بصوت مرتفع ثم أخذ رأسها بين كفيه ليقبل جبينها برفق ثم حملها عن السرير بين ذراعيه و خرج متوجهاً بها للأسفل ، كان طريقه سالكاً فجميع الفتيات نائمات عدا ليليانا اليت تلصصت عليهما بينما تضحك ، وضعها بالسيارة ليقود نحو منزلهم دون أن تعترض فقط تأفأفت عدة مرات بحنق دون أن تزيد حرف .
فور وصوله خرج من السيارة و حملها مرة أخرى بين ذراعيه ، دخل إلى المنزل و صعد إلى غرفتهما مباشرةً ، وضعها على السرير برقة ليبدأ بخلع ثيابه أمامها ، كل هذا و خي لم تنبس بحرف ، لكنها عندما نظرت في عينيه كان يرمقها بنظرة عابثة ، رمى سترته بإهمال بعيداً ثم ألحقها بقميصه ، إزدرئت جوفها لتقول .
ميرسي أريانا : ماذا ستفعل بي ؟ !
ضحك ليقترب منها يعتليها ، أشاحت هي بوجهها عنه و تمسكت بقماش فستانها بين قبضتيها ، سمعته يضحك مجدداً ثم شعرت بنقرة على أنفها بسبابته .
تشانيول : لن أفعل شيء يا منحرفة ، خلعت ثيابي فقط و الآن أريد أن أنام ، بسببكِ لم أنم و لا ساعة ليلية البارحة .
تنهدت هي بأرتياح و تركت فستانها حالما فعلت شهقت عندما دب على شفتيها بقبلة رقيقة ثم همس و قد غمز لها بعبث .
تشانيول: ربما بعد أن أستيقظ سأكون جامحاً
توردت وجنتيها بخجل لترد و قد تلكأت الحروف خلف شفتيها .
ميرسي أريانا : أنت من أغضبني تستحق ألا تنام ، ثم لا تحلم بشيء يا منحرف .
وضع رأسه على صدرها و أحاط خصرها بذراعيه ليغمض عينيه ثم همس .
تشانيول : حسناً ، سنرى بخصوص هذا الأمر بعدما أستيقظ ، و الآن أصمتي أريد أن أنام .
نام فور أن أغمض عينيه لتبتسم و ترفع كفيها تمسح بهما على شعره بعد أن وضعت قبلات متفرقة على رأسه و وجهه ، فهي قد إشتاقت له أكثر مما إشتاق لها، هي إشتاقت لتشانيول هذا ، الحنون ، اللطيف ، و العابث .
................................................
أنهى الفريق تدريباتهم ليجلسوا على الأرض كي يستريحوا لبضع دقائق ، عشرتهم كانوا يتدربوا بكد و تعب فأخذ العرق يتصبب على وجههم ليزدادوا فتنة ، همس سوهو بعدما جلس بينهم و أخذ منديلاً يمسح قطرات العرق عن وجهه و عنقه .
سوهو : أين تشانيول ؟ لم يظهر اليوم ! و بيكهيون لم يظهر أيضاً ، هل هما بخير؟
وضع تشين عبوة الماء بجانبه و همس
تشين: بيكهيون لن يأتي خلال هذه الفترة ، قال لي أنه يريد قضاء وقتاً مع زوجته ، و تشانيول لا أعلم عنه .
أثناء حديثهم هذا ، دلف تشانيول من الباب بسعادة ليهتف قائلاً و الإبتسامة تملئ شدقيه .
تشانيول : ها أنا هنا !
تنهد سوهو ثم ببعض الثخن زجره .
سوهو : أين كنت يا رجل ؟ لِمَ لم تحضر التدريب ؟
تبسم تشانيول و جلس بجانبه ليهمس .
تشانيول : أحل بعض من المشاكل .
أومئ له سوهو ثم ربت على فخذه ، ثم جال بنظره على الأعضاء ، بعضهم ينكبون على هواتفهم و آخرين ممدين أرضاً لينالوا قسطاً من الراحة ، إلا أنه توقف عندما وصل نظره لاي ، منذ أن بدأ التدريب و هو ليس بخير لذا همس سوهو مستفهماً .
سوهو : لاي ، أنت لا تبدو لي بخير منذ أن أجتمعنا ، لست مريض أو مرهق ، شارد منذ الصباح ، ماذا بك ؟ أخبرني .
تبسم تشانيول بينما يرمقه بنظرة خبيثة ، صرح بصوت جهوري ليجذب إنتباه جميع الأعضاء و أولهم هو .
تشانيول : أظن أنني أعرف هو لا يبدو لك بخير يا سوهو ، أظن ألأمر يتعلق بفتاة مساء الأمس .
تطلع إليه الأعضاء بفضول بينما لاي لم يقل شيء ليتابع .
تشانيول : لقد كان بطل لفتاة البارحة فقد أنقذها من مغتصب متشرد في زقاق مظلمة ثم نهر الفتاة بشدة من خوفه أو من غيرته عليها ، و الآن يجول بفكره حائراً كيف سيطلب السماح.
نظر إليه لاي مستنكراً معرفته بالأمر .
لاي : كيف عرفت بما حدث ؟!
أجابه تشانيول بنوايا طيبة و لو أدرك بأنه سيسبب مشكلة بتلك الكلمات لما قالها .
تشانيول : العصفورة فكتوريا أخبرتني النصف و عصفورتي أخبرتني النصف الأخر .
حالما إلتقط سمعه أسمها إستنكر بحاجب مرفوع غِلظة .
سيهون : هل فكتوريا من أخبرتك بهذا الأمر؟
أومئ له تشانيول .
تشانيول : نعم ، هي من أخبرتني.
نفث سيهون أنفاسه غاضباً ثم خرج من غرفة التدريب مسرعاً ، أخرج هاتفه ليتصل بفكتوريا ، بعد ثوانٍ وصله صوتها الرقيق .
فكتوريا : مرحباً سيهون .
دون أن يرد عليها التحية دخل في صُلب ما يغيظه بنبرة حادة .
سيهون : كم مرة علي أخبارك بأن لا تكلمي أحد من الرجال مهما كان ؟
إستنكرت سؤاله و غضبه و تشديده على كل كلمة ، قبضت حاجبيها تذكر متى حدثت رجلاً و عندما عجزت سألت .
فكتوريا : متى فعلت ؟
ركل بقدمه كرسي قريب غضباً و صاح بها بسماعة الهاتف .
سيهون : لسانك هذا سأقطعه لكِ ، و تكذبين أيضا !
جفلت عندما سمعت صوت الشيء الذي وقع ثم صياحه لتصيح هي فيه الأخرى .
فكتوريا : أنا ماذا فعلت لك لتنهرني هكذا ؟ !
همس هو بحدة شديدة جعلت عروق رقبته تبرز و لو أنه ليس بمكان عام لتفجر بها غضباً .
سيهون : أخرسي ، صوتكِ العالي أخفضيه قبل أن أكتمه لكِ للأبد ، صوتكِ لا يرتفع علي .
قضمت شفتها تحاول منع نفسها عن البكاء ، لكنها فشلت بل و فشلاً ذريعاً فهي أكيدة أنه سمع ذبذبات بكائها ، همست بإستنكار و الدموع تنسكب خارج جفنيها .
فكتوريا : تفعل بي هكذا و أنت لم تتزوجني بعد ، إذن ماذا ستفعل بي بعد الزواج ؟ زواجنا أصبح غداً و لمعلوماتك لم أعد أريد أن أكون زوجتك أبداً .
نعت فيه قسوته بنبرة باكية و يا ليته إتعض بل رد عليها بهمجية و بغضب لم تشهده من قبل .
سيهون : لا تتفوهي بالحماقات ، و الله أقتلك ، أنتِ إن لم تكوني لي لن تكوني لغيري أبداً ، أتفهمين سيدة اوه ؟
صمتت عن الرد قليلاً و صوت بكائها هو كل ما يسمعه ، همست بعد أن جمعت بعض قِواها لتعينها عليه .
فكتوريا : أنا ماذا فعلت لك لتفعل بي كل هذا سيهون ؟ هل لي أن أفهم الأمر رجاءً و بهدوء !
همس بصوت ثخين مليء بالغضب
سيهون : لماذا كلمتِ تشانيول ؟
نظرت حولها و أخذت شهيقاً عميقاً ثم زفرته لتجيبه بهدوء .
فكتوريا : لقد أتصل ليطمئن على ميرسي أريانا و كنت أنا من رد صدفة ، أخبرته ما حدث مع ليليانا فقط ليلتمس لها العذر و يدعها تبقى معنا الليلة الماضية فقط هذا ، هل ما فعلته مشيناً لدرجة أن تفرغ جام غضبك علي ؟ و لمعلوماتك تشانيول الذي تنهرني عن الحديث معه صديقك و زوج أختي ، أنا أعتبره كأخي كما بقية الأعضاء لذا فكر بهدوء قبل أن تنهرني .
تجاهل ما قالته و أفضى بأمر بصوت بارد أثلج قلبها .
سيهون : تجهزي لزفافنا غداً ، سيقام و لو بالقوة ، أنا أحذرك !
قابل الصمت منها فقط لذا أصر يأمرها بغلاظة .
سيهون : ردي !
زفرت أنفاسها ثم همست .
فكتوريا : حسناً .
أغلقت الخط في وجهه قبل أن تسمع ماذا سيقول ، جلست على السرير نائهة بأفكار كثيرة أهمها مستقبل هذه العلاقة .
..............................................
سلام ❤
1. رأيكم بماريا كونها أعطت فرصة لسوهو ؟ و رأيكم بشروطه و ردة فعله ؟
2. رأيكم بمبرر تشانيول ؟ و هل هو أناني أم خائف ؟
3. رأيكم بتصرف سيهون ؟ و هل له حق أن يغضب ؟
4. رأيكم بالبارت كلو ؟ و توقعاتكم لبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ما تفضي به العيون لغة أفصح مما يفضي به اللسان مهما تلون ،
العيون لا تكذب ،
الحب لا يكذب .
دخل إلى المنزل بينما بقبضته يمسك كفها الرقيق الذي تعرق فعلاً لشدة توترها ، حالما أغلق الباب عليهما و علقت معه داخل جدران هذا المنزل الذي ذكرياته لا ترحم عقلها و لا قلبها هتفت ترجوه باكية برعب .
ماريا : لا تفعل بي شيئاً سيئاً أرجوك .
تنهد هو و عيناه ملّتا رؤيتها خائفة منه ، جذبها إليه برفق من كتفيها ، أحابها بنبرة هادئة بينما عيناه عالقة بعينيها بوصال هادئ للمرة الأولى .
سوهو : لا تخافي مني بعد الآن ، لن أفعل أي شيء يضرك أبداً ، أنتِ حياتي و لتوي أدركت أنكِ أفضل مني ألف مرة ، أسمحي لي بسؤال فقط، لِمَ وقفتي معي ضد أبي رغم أنه يقف بصفك و يوبخني لأجلك ؟
تنهدت هي بدورها ثم إسترسلت .
ماريا : لا أريده أن يصفعك ، سأشعر بالخذلان ، لا أقبل أن أرى زوجي يُصفَع .
لاحظت الفرح يبرق في مقلتيه الدافئتين ، و هي لم تعتد على بريق الفرح فيهما و لا على دفئهما ، همس مستنكراً و قد إسترجع شيء من الأمل لينير صدره .
سوهو : زوجكِ؟!
رفعت بصرها إليه ثم همست بهدوء إلا أنه جاف .
ماريا : نعم ، لا أستطيع إنكار ذلك .
تنهد بيأس و أبتعد عنها ، ظن أن هناك مكان بقلبها له ، لكن سرعان ما أطفأت ذلك الوميض .
سوهو : ها قد عدنا من جديد !
أنارت ذات الوميض مجدداً عندما إسترسلت .
ماريا : سأمنح علاقتنا فرصة .
أمسك بها من كتفيها مجدداً و سألها بينما يهزها بخفة ، حاجباه محلقان ، عيناه متوسعة ، و شفتيه باسمة .
سوهو : حقا ؟! ستتقبلين زواجنا أخيراً ؟
أومأت له ثم رفعت كفيها إليه تشترط
ماريا : سأمنحك فرصة دون أن تلمسني أبداً .
هي لم تتجاوز تلك الليلة بعد و لا يبدو أنها ستتجاوزها بسهولة أو قريباً ، رغم أنه لا يسترضيه شرطها و هي تعلم إلا أنها ما زالت تخافه و ذكريات تلك الليلة تأبى أن تنقشع من رأسها فكيف ستسلمه نفسها برضاها ، لكنه فقط لا يفهمها بل زجرها بقوة محتجاً ، ألا يكفيه أنها تمنحه فرصة ؟!
سوهو : لماذا قد تظنين أنني سأستمع لكِ ؟ أنا أريدك زوجة لي بالكامل ، لا أريد نواقص في علاقتنا .
أطلقت تنهيدة حارة لتجيبه بنبرة قد إكتساها الغضب .
ماريا : لإنني أعطيك فرصة لتكسب قلبي بعد كل ما فعلته بي عليك أن تستمع لي ، لو فعلت فعلتك بامرأة غيري كانت ستهجرك .
تنهد و أخفض رأسه ليدلك جبينه بأصابعه ثم أومئ .
سوهو : حسناً ، كما تريدين .
عليه أن يكون شاكراً بالفعل لأنها تمنحه فرصة و هو في عينيها ليس سوى مُغتصِب ، هو تفهم أنها لم تتجاوز الأمر بعد لذا إستسلم لرغبتها و أملها بأن تكون مشاعر حبيبة في قلبها له ، كله أمل أن تفعل ، لكن هو أيضاً لديه شروطه ليقبل بشروطها لذا طرحها على طاولة المفاوضات أمامها .
سوهو : قبولي مشروط بقوانين أسنها أنا ، أولاً ؛ سنبقى هنا في هذا المنزل ، منزلنا ، و لن نعود إلى القصر مرة أخرى ، ثانياً ؛ سننام بنفس الغرفة أنا و أنتِ معاً على نفس السرير و أسفل الغطاء ذاته ، ثالثاً ، سنقضي يومنا معاً ، نقوم بكل شيء معاً ، لا أبتعد عنك و لا تبتعدي عني .
لاقى في عينيها نظرات إستهجان ، إستنكار ، و رفض ، لكن لسانها لم يتفوه إلا بالقبول .
ماريا : حسناً .
شروطه بعض الشيء غير مريحة بالنسبة لها ، لكن لا بأس ستجربه هذه المرة و ترجو أن لا تشعر بالخذلان و خيبة الأمل منه مجدداً ، أرادت أن تطوي معه صفحة قديمة خط عليها الألم ذكريات سيئة ، و بما أنها لا تملك خياراً سوى البقاء فلتبدأ معه من جديد كما يجب .
..................................................
خرج من منزله بهالة متهالكة مع شروق الشمس ، هو لم ينم طوال الليل و لو لثوانٍ تشبع عينه بها النوم ، كيف ينام على الوسائد بينما إعتاد رأسه النوم على صدرها ؟ حتى و هما متشاجران كان يجبرها أن ينام على صدرها و إلا لن يهنئ ، صعد سيارته الفاخرة و عيناه متورمة و تحيطها الهالات السوداء و كأنها قاع فنجان قهوة مشروب .
وصل لوجهته حيث يكن دوائه ، ترجل من السيارة ثم تقدم إلي الباب بخطوات متعبة و طرقه ، فتحت الباب له هي و من غيرها سيكون مستيقظاً في هذه الساعة ، شهقت هي بخفة و إهتزت الحدقتين في محجريهما ، تجاهل كم هي خائفة و تكلم بحدة مستتراً على تعبه أسفل قناع هذه النبرة المتسلطة .
تشانيول : ستنتاقش بأمر خروجك من منزلي دون إذني ، جهزي نفسك الآن لتعودي معي إلى المنزل .
نظرت إليه نظرتها التي تكشف بها ما يدور في خلده ، تعرف أن يستتر بحدة نبرته ليخفي نفسه المتعبة التوّاقة لها ، رغم خوفها منه بهذه اللحظة إلا أنها بعناد إمتنعت عن التنفيذ .
ميرسي أريانا : لا أريد أن أذهب معك إلى المنزل ، أنا أريد الإبتعاد عنك فقط ، لا أريدك الآن .
آخر ما قالته جرح قلبه في الصميم ، ما عادت تريده ، حسناً ، ليس هي من يقرر إن كانت تريده أم لا ، تلك الكلمات وخزته و وجدت نفسها تواجه غضباً أهوج لتراهات لم تقصدها بالفعل فلقد بان الإحمرار في عينيه الذي سببه حاجته إلى النوم و أزداد وضوحاً عندما إكتست مقلتيه دم الغضب الأحمر ، صاح بها لتجفل رعباً .
تشانيول : قلت لكِ إذهبي و جهزي نفسك فوراً دون أن تتفوهي بحرف .
نظرت إليه بخوف بينما تتراجع إلى الخلف و هو يرمقها بهذه النظرة المخيفة ، هربت من أمامه ركضاً تصعد السُلم إلى غرفتها ، أغلقت الباب بالمفتاح و وضعته جانباً ثم جلست على السرير تضم قدميها لصدرها و تبكي بخوف ، لن تفعل ، لن تهين كرامتها من أجله مراراً و تكراراً دون أن يقدر ، لا تريد العودة إليه ، لا تريد أن يجمعهما سقفاً معاً مجدداً لطالما هو ساخط عليها بظلم .
كان بإنتظارها في الأسفل بصالة الجلوس ظناً منه أنها أطاعته بعد أن أخافها منه ، أنتظرها عشرة دقائق ، لكنها لم تأتيه ، يبدو أنها لم تنصاع لأمره ، نفث أنفاسها بغضب ليصعد إلى غرفتها القديمة ،حاول فتح الباب لكنه مغلق من الداخل ، تنهد و قد بصره ينفذ بالفعل ، رفع يده بإنفعال و أخذ يطرق الباب بقوة بينما ينادي عليها بغضب .
تشانيول : أفتحي الباب يا ميرسي أريانا قبل أن أحطمه عليكِ ، أفتحيه قبل أن يزداد سخطي عليكِ ، ستواجهين ما لا يسرك ، أحذرك !
لكنها لا تستجيب لا لأوامره و لا تحذيراته ، لو أنه بمنزلهما لكسر الباب غير آبه ، لكنه ليس منزله لذا طرد تلك الفكرة من رأسه .نزل السلم مجدداً يبرطم بالوعيد يبحث عن إحدى الفتيات بالجوار ليصادف بطريقه ليليانا ، إستوقفها ليحدثها .
تشانيول : ليليانا ! هل هناك مفتاح إحتياطي لغرفة ميرسي أريانا ؟
إبتسمت إبتسامة لطيفة حالما رأته ثم أومئت له ، أخرجت من درج في غرفة الجلوس المفتاح و ناولته لها .
ليليانا : نعم ، تفضل .
نظر إليها و تذكر ما أخبرته فكتوريا ليتحدث بلطف .
تشانيول : سمعتُ بما حدث معكِ ، هل أنتِ بخير ؟ أرجو أنكِ لم تصابي بمكروه .
منحته إبتسامة ود ثم همست .
ليليانا : لا تقلق ، لم يحدث شيء ، شكراً لك .
صعد إلى الغرفة مجدداً و فتحها بالمفتاح الإحتياطي ، دخل إليها ليراها تربصت على سريرها تتمسك بأغطيته بقبضتيها خوفاً من أن ينتشلها من عليه غصباً ، تراجعت زحفاً إلى الخلف سريعاً و ودت النهوض عن السرير حالما أقترب منها سريعاً ، كان أسرع منها لذا نال منها عندمت دفعها من كتفيها ممدة على السرير ، إعتلاها لتصرخ بخوف و هي ترى الغضب يومض في عينيه كما لو أنه ناراً تحترق ، قبض على معصميها كي لا تهرب منه و قيدهما بكفه فوق رأسها ، سألها بحدة و غضب مستنكراً
تشانيول : لماذا لا تطيعي؟!
إنها خائفة بشدة منه ، تشعر أن قلبها سينفجر لسرعة نبضاته المرعوبة ، تشعر بأن رئتيها تعتصر بكفيها ليسلبها كل الدم و الهواء الذي فيهما و يخنقها ، فقد إحمرت عيناه غضباً و قبضتيه تعنفان معصميها المكبلين ، بينما عروقه عنقه قد برزت و صرير أسنانه مسموعاً بالنسبة لها ، أي غضب شرس الذي يملكه هذا ؟!
رغم إرتجافها الواضح حاولت أن تتكلم بقوة ، لكن نبرة صوتها خرجت تعكس ما بداخلها من ضعف فقد خرجت ضعيفة متألمة .
ميرسي أريانا : لماذا دوماً علي أن أطيعك ؟ لماذا تتذكر دوماً حقوقك علي و تتجاهل واجباتك لي ؟ بحق الله ! أليس لي حقاً عليك ؟ تعاملني دوماً بجفاء و كأنني إرتكبت خطيئة بحقك ، رغم أنني المهضوم حقها هنا ، أنا زوجتك ، شريكة عمرك لستُ عبدة أو جارية .
هزت كلامتها و ألمها الواضح قلبه ، هي تعاني و هو يقف بشموخ على أشلاء سعداتها ، صفعه عقله و قلبه معاً صفعة علّها أوقضته ، صوت في داخله بُعِثَ ليقول " عليك أن تبرر !" ، ترك معصميها و رفعها عن مرقدها لتقعد و قد أسند رأسها على صدره و جذعها بين ذراعيه يعتصره .
تشانيول : عندما إكتشفتُ أن الصور مزيفة لم أجرؤ على طلب الصفح منكِ ، خفت أن ترفضي إعتذاري ؛ لإنني لن أنال السماح بسهولة منك ، حتى لو طلبته و رجوتك خفت أن تتركيني ؛ لذلك قررت أن أعاملكِ بجفاء قد لا تسامحيني ، لكن على الأقل ستبقين بجانبي ، أنا أسف صغيرتي و أرجو منكِ أن تسامحيني ، كلي أمل أن تصفحي عني و تقبلي إعتذراي .
هو خائف جداً من رفضها لإعتذاره أو لطلبه في الصفح عنه ، كان يحدثها بنبرة هادئة لا تعكس ما يجول بخاطره من قلق لسماع الرفض ، رفعت رأسها عن صدره لتزجره مغتاظة منه و لها كل الحق .
ميرسي أريانا : أتعلم أنك أناني ؟ لم تصارحني عن خوفك حتى ! هل سبق و لم أسامحك على خطأ إقترفته بحقي ؟ لم أفعل .... و الآن بعدما تركتك البارحة أصبحت تطلب السماح اليوم !
كانت عالقة في حضنه ، كل ما حاولت أن تبتعد عن كنفه كان يضمها إليه أكثر بإصرار ، و كأنه يخبرها ألا تتركه بهذا العناق ، رد عليها بكل ما يملك من حنان .
تشانيول : نعم ، إن كان الأمر أنتِ فأنا أناني لأجلِك ، أعرف أنكِ دوماً تسامحيني على ما أفعله من أخطاء بحقك ، لكنني خفت أن ترحلي عني ، أن تتركيني و تذهبين ، خفت أن تهجريني إن إحتويتكِ بجناحي الذي لطالما كسركِ ، أنا آسف يا ميرسي أريانا فلتغفري لي .
خرجت من كنفه غصباً و رفعت قبضتيها الرقيقتين تلكمه على صدره و دموعها تسيل على خديها بحرقة ، أخذت تشتمه بكل ما تملك من قهر .
ميرسي أريانا : غبي ، حقير ، وقح ، متعجرف ، أناني ، قاسي !!!
إبتسم تشانيول ليمسك بيديها و يقيدهما بإحدى كفيه خلف ظهره و بالآخر يربت على شعرها .
تشانيول: حسناً ، حسناً ، أهدئي ! ثم منذ متى و أنتِ تجرؤين على شتمي هكذا ؟!
زفرت أنفاسها بحنق لترد عليه بقوة .
ميرسي أريانا : منذ الآن لذا إعتد .
ضحك بصوت مرتفع ثم أخذ رأسها بين كفيه ليقبل جبينها برفق ثم حملها عن السرير بين ذراعيه و خرج متوجهاً بها للأسفل ، كان طريقه سالكاً فجميع الفتيات نائمات عدا ليليانا اليت تلصصت عليهما بينما تضحك ، وضعها بالسيارة ليقود نحو منزلهم دون أن تعترض فقط تأفأفت عدة مرات بحنق دون أن تزيد حرف .
فور وصوله خرج من السيارة و حملها مرة أخرى بين ذراعيه ، دخل إلى المنزل و صعد إلى غرفتهما مباشرةً ، وضعها على السرير برقة ليبدأ بخلع ثيابه أمامها ، كل هذا و خي لم تنبس بحرف ، لكنها عندما نظرت في عينيه كان يرمقها بنظرة عابثة ، رمى سترته بإهمال بعيداً ثم ألحقها بقميصه ، إزدرئت جوفها لتقول .
ميرسي أريانا : ماذا ستفعل بي ؟ !
ضحك ليقترب منها يعتليها ، أشاحت هي بوجهها عنه و تمسكت بقماش فستانها بين قبضتيها ، سمعته يضحك مجدداً ثم شعرت بنقرة على أنفها بسبابته .
تشانيول : لن أفعل شيء يا منحرفة ، خلعت ثيابي فقط و الآن أريد أن أنام ، بسببكِ لم أنم و لا ساعة ليلية البارحة .
تنهدت هي بأرتياح و تركت فستانها حالما فعلت شهقت عندما دب على شفتيها بقبلة رقيقة ثم همس و قد غمز لها بعبث .
تشانيول: ربما بعد أن أستيقظ سأكون جامحاً
توردت وجنتيها بخجل لترد و قد تلكأت الحروف خلف شفتيها .
ميرسي أريانا : أنت من أغضبني تستحق ألا تنام ، ثم لا تحلم بشيء يا منحرف .
وضع رأسه على صدرها و أحاط خصرها بذراعيه ليغمض عينيه ثم همس .
تشانيول : حسناً ، سنرى بخصوص هذا الأمر بعدما أستيقظ ، و الآن أصمتي أريد أن أنام .
نام فور أن أغمض عينيه لتبتسم و ترفع كفيها تمسح بهما على شعره بعد أن وضعت قبلات متفرقة على رأسه و وجهه ، فهي قد إشتاقت له أكثر مما إشتاق لها، هي إشتاقت لتشانيول هذا ، الحنون ، اللطيف ، و العابث .
................................................
أنهى الفريق تدريباتهم ليجلسوا على الأرض كي يستريحوا لبضع دقائق ، عشرتهم كانوا يتدربوا بكد و تعب فأخذ العرق يتصبب على وجههم ليزدادوا فتنة ، همس سوهو بعدما جلس بينهم و أخذ منديلاً يمسح قطرات العرق عن وجهه و عنقه .
سوهو : أين تشانيول ؟ لم يظهر اليوم ! و بيكهيون لم يظهر أيضاً ، هل هما بخير؟
وضع تشين عبوة الماء بجانبه و همس
تشين: بيكهيون لن يأتي خلال هذه الفترة ، قال لي أنه يريد قضاء وقتاً مع زوجته ، و تشانيول لا أعلم عنه .
أثناء حديثهم هذا ، دلف تشانيول من الباب بسعادة ليهتف قائلاً و الإبتسامة تملئ شدقيه .
تشانيول : ها أنا هنا !
تنهد سوهو ثم ببعض الثخن زجره .
سوهو : أين كنت يا رجل ؟ لِمَ لم تحضر التدريب ؟
تبسم تشانيول و جلس بجانبه ليهمس .
تشانيول : أحل بعض من المشاكل .
أومئ له سوهو ثم ربت على فخذه ، ثم جال بنظره على الأعضاء ، بعضهم ينكبون على هواتفهم و آخرين ممدين أرضاً لينالوا قسطاً من الراحة ، إلا أنه توقف عندما وصل نظره لاي ، منذ أن بدأ التدريب و هو ليس بخير لذا همس سوهو مستفهماً .
سوهو : لاي ، أنت لا تبدو لي بخير منذ أن أجتمعنا ، لست مريض أو مرهق ، شارد منذ الصباح ، ماذا بك ؟ أخبرني .
تبسم تشانيول بينما يرمقه بنظرة خبيثة ، صرح بصوت جهوري ليجذب إنتباه جميع الأعضاء و أولهم هو .
تشانيول : أظن أنني أعرف هو لا يبدو لك بخير يا سوهو ، أظن ألأمر يتعلق بفتاة مساء الأمس .
تطلع إليه الأعضاء بفضول بينما لاي لم يقل شيء ليتابع .
تشانيول : لقد كان بطل لفتاة البارحة فقد أنقذها من مغتصب متشرد في زقاق مظلمة ثم نهر الفتاة بشدة من خوفه أو من غيرته عليها ، و الآن يجول بفكره حائراً كيف سيطلب السماح.
نظر إليه لاي مستنكراً معرفته بالأمر .
لاي : كيف عرفت بما حدث ؟!
أجابه تشانيول بنوايا طيبة و لو أدرك بأنه سيسبب مشكلة بتلك الكلمات لما قالها .
تشانيول : العصفورة فكتوريا أخبرتني النصف و عصفورتي أخبرتني النصف الأخر .
حالما إلتقط سمعه أسمها إستنكر بحاجب مرفوع غِلظة .
سيهون : هل فكتوريا من أخبرتك بهذا الأمر؟
أومئ له تشانيول .
تشانيول : نعم ، هي من أخبرتني.
نفث سيهون أنفاسه غاضباً ثم خرج من غرفة التدريب مسرعاً ، أخرج هاتفه ليتصل بفكتوريا ، بعد ثوانٍ وصله صوتها الرقيق .
فكتوريا : مرحباً سيهون .
دون أن يرد عليها التحية دخل في صُلب ما يغيظه بنبرة حادة .
سيهون : كم مرة علي أخبارك بأن لا تكلمي أحد من الرجال مهما كان ؟
إستنكرت سؤاله و غضبه و تشديده على كل كلمة ، قبضت حاجبيها تذكر متى حدثت رجلاً و عندما عجزت سألت .
فكتوريا : متى فعلت ؟
ركل بقدمه كرسي قريب غضباً و صاح بها بسماعة الهاتف .
سيهون : لسانك هذا سأقطعه لكِ ، و تكذبين أيضا !
جفلت عندما سمعت صوت الشيء الذي وقع ثم صياحه لتصيح هي فيه الأخرى .
فكتوريا : أنا ماذا فعلت لك لتنهرني هكذا ؟ !
همس هو بحدة شديدة جعلت عروق رقبته تبرز و لو أنه ليس بمكان عام لتفجر بها غضباً .
سيهون : أخرسي ، صوتكِ العالي أخفضيه قبل أن أكتمه لكِ للأبد ، صوتكِ لا يرتفع علي .
قضمت شفتها تحاول منع نفسها عن البكاء ، لكنها فشلت بل و فشلاً ذريعاً فهي أكيدة أنه سمع ذبذبات بكائها ، همست بإستنكار و الدموع تنسكب خارج جفنيها .
فكتوريا : تفعل بي هكذا و أنت لم تتزوجني بعد ، إذن ماذا ستفعل بي بعد الزواج ؟ زواجنا أصبح غداً و لمعلوماتك لم أعد أريد أن أكون زوجتك أبداً .
نعت فيه قسوته بنبرة باكية و يا ليته إتعض بل رد عليها بهمجية و بغضب لم تشهده من قبل .
سيهون : لا تتفوهي بالحماقات ، و الله أقتلك ، أنتِ إن لم تكوني لي لن تكوني لغيري أبداً ، أتفهمين سيدة اوه ؟
صمتت عن الرد قليلاً و صوت بكائها هو كل ما يسمعه ، همست بعد أن جمعت بعض قِواها لتعينها عليه .
فكتوريا : أنا ماذا فعلت لك لتفعل بي كل هذا سيهون ؟ هل لي أن أفهم الأمر رجاءً و بهدوء !
همس بصوت ثخين مليء بالغضب
سيهون : لماذا كلمتِ تشانيول ؟
نظرت حولها و أخذت شهيقاً عميقاً ثم زفرته لتجيبه بهدوء .
فكتوريا : لقد أتصل ليطمئن على ميرسي أريانا و كنت أنا من رد صدفة ، أخبرته ما حدث مع ليليانا فقط ليلتمس لها العذر و يدعها تبقى معنا الليلة الماضية فقط هذا ، هل ما فعلته مشيناً لدرجة أن تفرغ جام غضبك علي ؟ و لمعلوماتك تشانيول الذي تنهرني عن الحديث معه صديقك و زوج أختي ، أنا أعتبره كأخي كما بقية الأعضاء لذا فكر بهدوء قبل أن تنهرني .
تجاهل ما قالته و أفضى بأمر بصوت بارد أثلج قلبها .
سيهون : تجهزي لزفافنا غداً ، سيقام و لو بالقوة ، أنا أحذرك !
قابل الصمت منها فقط لذا أصر يأمرها بغلاظة .
سيهون : ردي !
زفرت أنفاسها ثم همست .
فكتوريا : حسناً .
أغلقت الخط في وجهه قبل أن تسمع ماذا سيقول ، جلست على السرير نائهة بأفكار كثيرة أهمها مستقبل هذه العلاقة .
..............................................
سلام ❤
1. رأيكم بماريا كونها أعطت فرصة لسوهو ؟ و رأيكم بشروطه و ردة فعله ؟
2. رأيكم بمبرر تشانيول ؟ و هل هو أناني أم خائف ؟
3. رأيكم بتصرف سيهون ؟ و هل له حق أن يغضب ؟
4. رأيكم بالبارت كلو ؟ و توقعاتكم لبارت القادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі