Chapter Thirty-seven
" وجع الماضي "
سَلني لِمَ أخرجتك من قلبي
أجبك أنك لم تحبني حقاً
سَلني لِمَ خنتك
أجبك أنه أحبني بحق
أحبني أكثر منك
لكنني الغبية
تلك التي حافظت على وعدها معك .
إقترب بخطوات حذرة إليها تلك التي تنظر له بصدمة و تمعن نظرها به فهي بالفعل لا تصدق ما تراه عينيها ، أمسك بمعصمها بلطف و رفعه لينظر إليه ، إبتسم عندما رأى إسمه جلياً فوق شرايين حياتها ، رفع معصمها إلى شفتيه ليقبله بكل شوق ، نفث أنفاسه عليه و أغمض عينيه ، هي لن تحرك ساكناً فقط عيناها إمتلئت بالدموع ، رفع نظره له يتأمل هاتين الماستين المغرقتين بالدموع ، نطق أخيراً بإسمها بكل حبه و اشتياقه و لهفته
" كاثرين حبيبتي ! "
أغمضت عينيها حالما تغلغل صوته إلى أذنيها ، صوته التي إشتاقت إليه حدد الجنون ، حد المرض ، حد الإنتحار ، ذلك الصوت الذي إشتقات له بشدة و تعذبت كثيراً بسبب صاحبه ، رفعت رأسها و أغمضت عيناها لتنساب دموعها الحارقة على وجنتيها ، شعرت به يحتضنها بقوة يدفن رأسه بشعرها البندقي .
عجزت قدماها عن حملها أكثر من ذلك و ما عادت تتحمل الوقع المهول لتلك الصدمة عليها ، صرخت ببكاء لتسقط جالسة على الأرض ، ركع هو فوراً على قدميه بجانبها أخذ وجهها بين يديه بقلق بينما هي تنقل عيناها على ملامحه ، عينيه ، أنفه ، شفتيه ، كل هذا ما زال ينبض بالحياة و هي ميتة .
صدرها يعلو و يهبط على إثر تعثر أنفاسها ، دموعها تسقط بهدوء دون إنقطاع ، همست مستنكرة أخيراً بكل صدمتها .
كاثرين : رافي !
حضنها بكل قوته بعد إن سالت دمعة حارقة تمردت على رجولته لتثبت شوقه لسماع حروف إسمه تخرج من بين شفتيها العذبتين كلحن لم و لن يكن مثله بالوجود ، هي أغمضت عينيها لتشعر بهذا الدفء الذي حُرِمت منه منذ زمن طويل ، تجزم أن صدره لم يتغير عليها ، نفس الدفء و العِطر .
كان عناق كل منهما يحتاجه ، هو يحتاج أن يشعر بأنوثتها الرقيقة و العذبة مجدداً عندما تتكور على صدره كما كانت تفعل سابقاً ، هي تحتاج أن تشعر بأمان صدر محبوبها الأول .
هو على حاله ، كل شيء فيه بقي كما تركته ، لكن ، هي ليست مثلها ، رافي ليس محبوبها الأخير ، فتحت عيناها سريعاً عندما ضرب عقلها قلبها المنشطر شطرين ، شطر يشعر بالدفء و الأخر بالخيانة ، كاي ! هذه تعتبر خيانة له !
رفعت رأسها عن صدره سريعاً و ابتعدت ثم وقفت بجمود ، عدلت هندامها ثم تلت عليه جدول أعماله اليومي و خرجت دون أن تنطق بحرف إضافي ، كم أن الشوق أضعفها ، و كم لرؤيتها لحبها الأول أنستها نفسها ، هي السيدة كاي الآن .
هو فقط طالعها بتعجب عندما إنسحبت من طور الشوق حتى خرجت بينما يجلس على الأرض ، خرجت دون أن تزيد حرفاً ، ألا تود أن تعلم ماذا حصل معه ؟! ألا تود أن تصرخ عليه أن توبخه عندما تركها عروساً في زفافهما ؟! ألا تود أن تعلم كيف هو حي ؟! لا شيء ، فقط خرجت ! هل نست كل ما كان يجمعهما ؟
خرج خلفها نحو مكتبها هائجاً كانت تجلس عليه بهدوء تشغل نفسها بالعمل ، هو يعرفها أكثر من نفسها ، هي تفعل ذلك عندما تكون تحترق بداخلها و لا تريد أن تظهر حزنها ، توجه نحوها ثم جعلها تقف من يديها بلطف ثم قال و هو يمسح على وجهها المشتاق له .
رافي : ألا تريدين أن تعرفي ماذا حدث ؟
نطقت برسمية جامدة لا تعكس حقيقة شعورها الملتهب .
كاثرين : لا حضرة المدير ، أنا مجرد موظفة لديك و للعلم أنا إمراءة متزوجة .
آخر كلماتها دوت عليه كصاعقة قوية حطمت كل آماله و أحلامه ، قبض على ذراعيها بعنف و دون وعي و قربها إليه قائلاً بغير تصديق .
رافي : تزوجتي ؟! نكستِ بوعدنا ؟! خنتني ؟!
دفعته عنها بكل قوتها لتخرج كل ما خبئته بالماضي و الحاضر مرة أخرى ، صرخت به بينما الدموع تسيل على وجهها
كاثرين : خنتك ؟! من أنت لأخونك ؟ تركتني و أنا بفستاني الأبيض أنتظرك لأكون لك وحدك و ذهبت ، أتعرف كم عانيت بغيابك ؟ لقد تركت بلادي و عائلتي و أصدقائي و كل ما لي و كل ما يذكرني بك ، بسببك تعالجت نفسياً رغم ذلك لم ينفع ، أصبحت وقحة و متعجرفة و قليلة حياء بسببك ، كنت أنشر صورك حولي و أجلس أبكي عليك و أنا لا أستر جسدي كالمجنونة .
كل حرف تفوه فيه فاهها يكذبه ، لا يصدق أن هذه كاثرين التي وقع لها حبيباً ، لكن الوقت كفيل التغيير ، نظرت إليه بقوة لا تخشى شيء و أضافت .
كاثرين : الذي خنته معك كما تقول أحبني رغم علمه أنني أحبك أنت ، تزوجني ليخرجني مما أعايشه و عايشته بغيابك عني ، لكنني كنت أنانية فقط أفكر بوعدي الغبي لك ، وعدتك أن لا يمسني غيرك ، أنا نكسته نعم فعلت ، لقد لمسني و لن يلمسني رجل غيره أبداً ، لكنني خسرته و خسرني بسببك .
قبض على ذراعيها مرة أخرى غير مصدقاً ، يهمس مستنكراً يود أن تقول أنه لم يحدث حتى لو كان كذباً ، حلاوة الكذب أفضل من مرارة الواقع .
رافي : لمسكِ ؟ أحببتيه ؟
أومئت له بثقة ليصرخ بهيجان و يحطم كل ما يقع تحت عينه من أثاث المكتب غير آبهاً بإجتماع الموظفين حول مكتبه .
نطق بضياع بينما ينفي برأسه و يلهث أنفاسه .
رافي : أنا لا أصدق ما فعلتيه بي !
خرج من المكتب بقوة و صفق الباب لتجلس هي على كرسيها تخبئ وجهها بكفيها و تبكي بشدة ، لأجل هذا خسرت ذاك و لأحل ذاك خسرت هذا ، ما المنفعة ؟ ستبقى وحدها .
...................................................
تجلس على الكنبة رافعة قدميها إلى صدرها و تحاوطهما بذراعيها ، تنظر إلى الباب منذ ساعات تنتظر دخوله ، القلق أخذ كل تفكيرها ، لا يهمها ماذا سيفعل بها عند عودته أو ما الذي فعله بجونكوك ، كل هذا لا يهمها ، الذي يهمها أن يدخل إلى المنزل سالماً مُعافى .
تحشرجت أنفاسها في صدرها لتصعد دموعها لعينيها ثم تسقط ، تشعر بأن قلبها يُنهَش ، يتآكل في غيابه ، إن لم يعد الآن قد تموت قلقاً عليه .
فُتِح الباب ، و أخيراً دخل إلى المنزل بملامح جامدة ، وقفت هي بخوف بينما تشكر الله بداخلها على سلامته ، ناظرته بخوف منه و ليس عليه عندما جلس على الكنبة البعيدة عنها و شاور لها بإسبابته و الوسطى أن تقترب ، لكن حركتها بالفعل قد تجمدت ، الأرتباك بادٍ على محياها و عيناها تفضحا خوفها ، نطق ببرود يحوي تهديد .
تشانيول : تعالي إليّ قبل أن آتي أنا .
تقدمت منه بخطوات حذرة بطيئة بينما تشابك أصابعها بأرتباك و تخفض رأسها بخوف ، قبض على معصمها و دفعها على الكنبة بجانبها ممددة ، تكورت على نفسها حينما إعتلاها بسرعة البرق ثم صرخت بخوف حالما مد يده ليلتقط شعرها ، حاوطت رأسها ترجوه ببكاء ذعراً منه .
ميرسي أريانا : لا تعنفني أرجوك ، لقد دافعت عن نفسي و لم أدعه أن يحصل على شيء ، لقد جرحت رقبتي و هددته بقتل نفسي ليبتعد عني و يتركني أذهب ، لقد هددته بك لكنه لم يستجيب، صدقني إنني أقول الحقيقة ، أرجوك لا تظلمني .
صاحت بذعر عندما رفع كفه ليزيح يديها عن وجهها و كبلهما بكفه ، نظر إلى وجهها المذعور ، هو يعلم أنها قد تموت خوفاً منه الآن ، رفع رأسها من ذقنها ليرى ذلك الجرح فوق حنجرتها ، ليس عميقاً لكنه ليس صغيراً .
إستقام عنها و ذهب ليحضر صندوق الإسعافات الأولية و من ثم عاد و الصندوق بحوزته ، وجدها تتكور حول نفسها أعلى الكنبة بينما ترتجف بخفة ، تنهد ببؤس ، ألهذا الحد تخافه ؟
رفعها من معصمها لتجلس ثم أمسك بشعرها و شده بخفة إلى الخلف لتصرخ بخوف و تتمسك بيديه على شعرها .
ميرسي أريانا : أرجوك لا تضربني لا تفعل !
أنزل يداها عن يديه ثم نظر نحو رقبتها ، وضع قطن مبلل بالمعقم على موضع الجرح لتجفل بألم و تتأوه .
عقم جرحها بينما هي تتأوه بسبب الألم و انتهى بوضع اللاصق الطبي على رقبتها ، فور أن أنتهى جذبها إليه من شعرها الذي ما زال متمسك به ، حضنها له بقوة و يعتصر جسدها بين ذراعيه و يداه تداعب خصلاتها الطويلة الجميلة لتخمد شهقاتها و يثبت جسدها و تنتظم أنفاسها ، نطق بحنان رجولي حالما هدأت .
تشانيول : لا تخافي مني هكذا ، لن أؤذيكِ أبداً ، أنتِ حبيبتي و أنا لم أشكك بك حتى ، أنا أثق بكِ ، ما رأيته أثار غضبي لكنني لم أظن بك بالسوء .
إحتدت نبرة صوته لينطق بحدة و غضب شديدن .
تشانيول : لكن أقسم أنه من يلمس شعرة من شعركِ لن يكون بخير و لن يهنئ طوال عمره .
رفعها عن صدره ليقبل جبينها بحرارة .
......................................
جلس على الكنبة يضع قدميه فوق بعضهما على الطاولة أمامه ، شعره فوضوي ينساب على عينيه وجبهته ، وجهه باهت و قميصه مفتوح يظهر عضلات صدره المتينة و بشرته السمراء ، عيناه شبه مغلقة بثمالة .
لم يترك مكان لم يبحث به عنها ، في المطارات ، في المستشفيات و كل مكان لكنه لم يجدها ،
قلقه عليها يحصر تفكيره ، أين ذهبت ؟ و ماذا حدث لها ؟و هل هي بخير ؟
لقد مر بالفعل على غيابها عدة أيام و لم يجدها ، لا يعرف كيف سيبرر غيابها غداً في حفل الزفاف ، هو قلق عليها أكثر مما هو غاضب منها .
.............................................
حل يوم الزفاف الذي يخبئ الكثير من المفاجآت ، إعترافات ، صدمات ، مواجهات ، و قرارات .
الجميع بغفلة عما سيحصل في هذا اليوم ، الكل منشغلين بالتحضير لحفل الزفاف المُترف لكلا العروسين .
في غرفة إنتظار العريس ؛ يلتف الشباب حوله يساندونه في هذا اليوم الذي لن يخرج من ذاكرته أبداً ، هذا اليوم الذي سيكون الأسعد و الأجمل في أيام حياته كلها ، الدنيا لا تسعه لشدة فرحه ، فليهنئ يحق له .
لطالما العيون تطلعت إلى النجوم لتحصل على إحداها و ما من أحد ترفع نظره إلى القمر ، القمر أثمن و أجمل فذلك القرص من يمنح النجوم نورها ، هو لم يحصل على النجمة و لا على القمر بل حصل على الشمس فهي التي تضيء الدنيا كلها كواكبها ، نجومها ، و أقمارها .
هي الجميلة صاحبة الشعر الليلي ، العيون البحرية ، و الهيئة الملاكية ، لقد إستحققها إذن فليهنئ .
أما في غرفة إنتظار العروس ؛ فها هي تشابك أصابعها بتوتر و خجل ، جمالها فتنة تحطم كل المقاييس و المعايير ، يلتفن الفتيات حولها يساندنها و يشجعنهت ، بينما ميرسي أريانا تبحث عن شيء مختلف فقالت بتوجس .
ميرسي أريانا : أين كاثرين ؟!
إلتفت خلفها عندما وصلها صوتها
كاثرين : أنا هنا .
.................................
سلااااااام
بعرف أني تأخرت عليكم و أعتذر لكن ظرفي جد قاهر مبارح قدمت إمتحان و كنت مشغولة و رحت عند طبيب الأسنان .
لازم تعرفو يا جماعة أنو حياتي مش بس واتباد الي حياتي الخاصة كمان فإذا تأخرت عليكم إلي ظرفي الي منعني مش إني بدي أخليكم على أعصابكم .
يمكن خيبت ظنكم بطول البارت بس راسي فارغ حاليا مش قادرة أجمع .
بارت بعد 40 فوت و كومنت
1.رأيكم بدخول رافي ؟ ردة فعل كاثرين عندما رأته ؟ و عندما تذكرت كاي ؟ رأيكم بحالة كاي ؟ و كيف تجرأت كاثرين على القدوم لزفاف ؟
2. رأيكم بتصرف تشانيول و خوف ميرسي أريانا ؟
3. رأيكم بالبارت ككل -طبعا البارت تجاوز 1000 كلمة - و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
سَلني لِمَ أخرجتك من قلبي
أجبك أنك لم تحبني حقاً
سَلني لِمَ خنتك
أجبك أنه أحبني بحق
أحبني أكثر منك
لكنني الغبية
تلك التي حافظت على وعدها معك .
إقترب بخطوات حذرة إليها تلك التي تنظر له بصدمة و تمعن نظرها به فهي بالفعل لا تصدق ما تراه عينيها ، أمسك بمعصمها بلطف و رفعه لينظر إليه ، إبتسم عندما رأى إسمه جلياً فوق شرايين حياتها ، رفع معصمها إلى شفتيه ليقبله بكل شوق ، نفث أنفاسه عليه و أغمض عينيه ، هي لن تحرك ساكناً فقط عيناها إمتلئت بالدموع ، رفع نظره له يتأمل هاتين الماستين المغرقتين بالدموع ، نطق أخيراً بإسمها بكل حبه و اشتياقه و لهفته
" كاثرين حبيبتي ! "
أغمضت عينيها حالما تغلغل صوته إلى أذنيها ، صوته التي إشتاقت إليه حدد الجنون ، حد المرض ، حد الإنتحار ، ذلك الصوت الذي إشتقات له بشدة و تعذبت كثيراً بسبب صاحبه ، رفعت رأسها و أغمضت عيناها لتنساب دموعها الحارقة على وجنتيها ، شعرت به يحتضنها بقوة يدفن رأسه بشعرها البندقي .
عجزت قدماها عن حملها أكثر من ذلك و ما عادت تتحمل الوقع المهول لتلك الصدمة عليها ، صرخت ببكاء لتسقط جالسة على الأرض ، ركع هو فوراً على قدميه بجانبها أخذ وجهها بين يديه بقلق بينما هي تنقل عيناها على ملامحه ، عينيه ، أنفه ، شفتيه ، كل هذا ما زال ينبض بالحياة و هي ميتة .
صدرها يعلو و يهبط على إثر تعثر أنفاسها ، دموعها تسقط بهدوء دون إنقطاع ، همست مستنكرة أخيراً بكل صدمتها .
كاثرين : رافي !
حضنها بكل قوته بعد إن سالت دمعة حارقة تمردت على رجولته لتثبت شوقه لسماع حروف إسمه تخرج من بين شفتيها العذبتين كلحن لم و لن يكن مثله بالوجود ، هي أغمضت عينيها لتشعر بهذا الدفء الذي حُرِمت منه منذ زمن طويل ، تجزم أن صدره لم يتغير عليها ، نفس الدفء و العِطر .
كان عناق كل منهما يحتاجه ، هو يحتاج أن يشعر بأنوثتها الرقيقة و العذبة مجدداً عندما تتكور على صدره كما كانت تفعل سابقاً ، هي تحتاج أن تشعر بأمان صدر محبوبها الأول .
هو على حاله ، كل شيء فيه بقي كما تركته ، لكن ، هي ليست مثلها ، رافي ليس محبوبها الأخير ، فتحت عيناها سريعاً عندما ضرب عقلها قلبها المنشطر شطرين ، شطر يشعر بالدفء و الأخر بالخيانة ، كاي ! هذه تعتبر خيانة له !
رفعت رأسها عن صدره سريعاً و ابتعدت ثم وقفت بجمود ، عدلت هندامها ثم تلت عليه جدول أعماله اليومي و خرجت دون أن تنطق بحرف إضافي ، كم أن الشوق أضعفها ، و كم لرؤيتها لحبها الأول أنستها نفسها ، هي السيدة كاي الآن .
هو فقط طالعها بتعجب عندما إنسحبت من طور الشوق حتى خرجت بينما يجلس على الأرض ، خرجت دون أن تزيد حرفاً ، ألا تود أن تعلم ماذا حصل معه ؟! ألا تود أن تصرخ عليه أن توبخه عندما تركها عروساً في زفافهما ؟! ألا تود أن تعلم كيف هو حي ؟! لا شيء ، فقط خرجت ! هل نست كل ما كان يجمعهما ؟
خرج خلفها نحو مكتبها هائجاً كانت تجلس عليه بهدوء تشغل نفسها بالعمل ، هو يعرفها أكثر من نفسها ، هي تفعل ذلك عندما تكون تحترق بداخلها و لا تريد أن تظهر حزنها ، توجه نحوها ثم جعلها تقف من يديها بلطف ثم قال و هو يمسح على وجهها المشتاق له .
رافي : ألا تريدين أن تعرفي ماذا حدث ؟
نطقت برسمية جامدة لا تعكس حقيقة شعورها الملتهب .
كاثرين : لا حضرة المدير ، أنا مجرد موظفة لديك و للعلم أنا إمراءة متزوجة .
آخر كلماتها دوت عليه كصاعقة قوية حطمت كل آماله و أحلامه ، قبض على ذراعيها بعنف و دون وعي و قربها إليه قائلاً بغير تصديق .
رافي : تزوجتي ؟! نكستِ بوعدنا ؟! خنتني ؟!
دفعته عنها بكل قوتها لتخرج كل ما خبئته بالماضي و الحاضر مرة أخرى ، صرخت به بينما الدموع تسيل على وجهها
كاثرين : خنتك ؟! من أنت لأخونك ؟ تركتني و أنا بفستاني الأبيض أنتظرك لأكون لك وحدك و ذهبت ، أتعرف كم عانيت بغيابك ؟ لقد تركت بلادي و عائلتي و أصدقائي و كل ما لي و كل ما يذكرني بك ، بسببك تعالجت نفسياً رغم ذلك لم ينفع ، أصبحت وقحة و متعجرفة و قليلة حياء بسببك ، كنت أنشر صورك حولي و أجلس أبكي عليك و أنا لا أستر جسدي كالمجنونة .
كل حرف تفوه فيه فاهها يكذبه ، لا يصدق أن هذه كاثرين التي وقع لها حبيباً ، لكن الوقت كفيل التغيير ، نظرت إليه بقوة لا تخشى شيء و أضافت .
كاثرين : الذي خنته معك كما تقول أحبني رغم علمه أنني أحبك أنت ، تزوجني ليخرجني مما أعايشه و عايشته بغيابك عني ، لكنني كنت أنانية فقط أفكر بوعدي الغبي لك ، وعدتك أن لا يمسني غيرك ، أنا نكسته نعم فعلت ، لقد لمسني و لن يلمسني رجل غيره أبداً ، لكنني خسرته و خسرني بسببك .
قبض على ذراعيها مرة أخرى غير مصدقاً ، يهمس مستنكراً يود أن تقول أنه لم يحدث حتى لو كان كذباً ، حلاوة الكذب أفضل من مرارة الواقع .
رافي : لمسكِ ؟ أحببتيه ؟
أومئت له بثقة ليصرخ بهيجان و يحطم كل ما يقع تحت عينه من أثاث المكتب غير آبهاً بإجتماع الموظفين حول مكتبه .
نطق بضياع بينما ينفي برأسه و يلهث أنفاسه .
رافي : أنا لا أصدق ما فعلتيه بي !
خرج من المكتب بقوة و صفق الباب لتجلس هي على كرسيها تخبئ وجهها بكفيها و تبكي بشدة ، لأجل هذا خسرت ذاك و لأحل ذاك خسرت هذا ، ما المنفعة ؟ ستبقى وحدها .
...................................................
تجلس على الكنبة رافعة قدميها إلى صدرها و تحاوطهما بذراعيها ، تنظر إلى الباب منذ ساعات تنتظر دخوله ، القلق أخذ كل تفكيرها ، لا يهمها ماذا سيفعل بها عند عودته أو ما الذي فعله بجونكوك ، كل هذا لا يهمها ، الذي يهمها أن يدخل إلى المنزل سالماً مُعافى .
تحشرجت أنفاسها في صدرها لتصعد دموعها لعينيها ثم تسقط ، تشعر بأن قلبها يُنهَش ، يتآكل في غيابه ، إن لم يعد الآن قد تموت قلقاً عليه .
فُتِح الباب ، و أخيراً دخل إلى المنزل بملامح جامدة ، وقفت هي بخوف بينما تشكر الله بداخلها على سلامته ، ناظرته بخوف منه و ليس عليه عندما جلس على الكنبة البعيدة عنها و شاور لها بإسبابته و الوسطى أن تقترب ، لكن حركتها بالفعل قد تجمدت ، الأرتباك بادٍ على محياها و عيناها تفضحا خوفها ، نطق ببرود يحوي تهديد .
تشانيول : تعالي إليّ قبل أن آتي أنا .
تقدمت منه بخطوات حذرة بطيئة بينما تشابك أصابعها بأرتباك و تخفض رأسها بخوف ، قبض على معصمها و دفعها على الكنبة بجانبها ممددة ، تكورت على نفسها حينما إعتلاها بسرعة البرق ثم صرخت بخوف حالما مد يده ليلتقط شعرها ، حاوطت رأسها ترجوه ببكاء ذعراً منه .
ميرسي أريانا : لا تعنفني أرجوك ، لقد دافعت عن نفسي و لم أدعه أن يحصل على شيء ، لقد جرحت رقبتي و هددته بقتل نفسي ليبتعد عني و يتركني أذهب ، لقد هددته بك لكنه لم يستجيب، صدقني إنني أقول الحقيقة ، أرجوك لا تظلمني .
صاحت بذعر عندما رفع كفه ليزيح يديها عن وجهها و كبلهما بكفه ، نظر إلى وجهها المذعور ، هو يعلم أنها قد تموت خوفاً منه الآن ، رفع رأسها من ذقنها ليرى ذلك الجرح فوق حنجرتها ، ليس عميقاً لكنه ليس صغيراً .
إستقام عنها و ذهب ليحضر صندوق الإسعافات الأولية و من ثم عاد و الصندوق بحوزته ، وجدها تتكور حول نفسها أعلى الكنبة بينما ترتجف بخفة ، تنهد ببؤس ، ألهذا الحد تخافه ؟
رفعها من معصمها لتجلس ثم أمسك بشعرها و شده بخفة إلى الخلف لتصرخ بخوف و تتمسك بيديه على شعرها .
ميرسي أريانا : أرجوك لا تضربني لا تفعل !
أنزل يداها عن يديه ثم نظر نحو رقبتها ، وضع قطن مبلل بالمعقم على موضع الجرح لتجفل بألم و تتأوه .
عقم جرحها بينما هي تتأوه بسبب الألم و انتهى بوضع اللاصق الطبي على رقبتها ، فور أن أنتهى جذبها إليه من شعرها الذي ما زال متمسك به ، حضنها له بقوة و يعتصر جسدها بين ذراعيه و يداه تداعب خصلاتها الطويلة الجميلة لتخمد شهقاتها و يثبت جسدها و تنتظم أنفاسها ، نطق بحنان رجولي حالما هدأت .
تشانيول : لا تخافي مني هكذا ، لن أؤذيكِ أبداً ، أنتِ حبيبتي و أنا لم أشكك بك حتى ، أنا أثق بكِ ، ما رأيته أثار غضبي لكنني لم أظن بك بالسوء .
إحتدت نبرة صوته لينطق بحدة و غضب شديدن .
تشانيول : لكن أقسم أنه من يلمس شعرة من شعركِ لن يكون بخير و لن يهنئ طوال عمره .
رفعها عن صدره ليقبل جبينها بحرارة .
......................................
جلس على الكنبة يضع قدميه فوق بعضهما على الطاولة أمامه ، شعره فوضوي ينساب على عينيه وجبهته ، وجهه باهت و قميصه مفتوح يظهر عضلات صدره المتينة و بشرته السمراء ، عيناه شبه مغلقة بثمالة .
لم يترك مكان لم يبحث به عنها ، في المطارات ، في المستشفيات و كل مكان لكنه لم يجدها ،
قلقه عليها يحصر تفكيره ، أين ذهبت ؟ و ماذا حدث لها ؟و هل هي بخير ؟
لقد مر بالفعل على غيابها عدة أيام و لم يجدها ، لا يعرف كيف سيبرر غيابها غداً في حفل الزفاف ، هو قلق عليها أكثر مما هو غاضب منها .
.............................................
حل يوم الزفاف الذي يخبئ الكثير من المفاجآت ، إعترافات ، صدمات ، مواجهات ، و قرارات .
الجميع بغفلة عما سيحصل في هذا اليوم ، الكل منشغلين بالتحضير لحفل الزفاف المُترف لكلا العروسين .
في غرفة إنتظار العريس ؛ يلتف الشباب حوله يساندونه في هذا اليوم الذي لن يخرج من ذاكرته أبداً ، هذا اليوم الذي سيكون الأسعد و الأجمل في أيام حياته كلها ، الدنيا لا تسعه لشدة فرحه ، فليهنئ يحق له .
لطالما العيون تطلعت إلى النجوم لتحصل على إحداها و ما من أحد ترفع نظره إلى القمر ، القمر أثمن و أجمل فذلك القرص من يمنح النجوم نورها ، هو لم يحصل على النجمة و لا على القمر بل حصل على الشمس فهي التي تضيء الدنيا كلها كواكبها ، نجومها ، و أقمارها .
هي الجميلة صاحبة الشعر الليلي ، العيون البحرية ، و الهيئة الملاكية ، لقد إستحققها إذن فليهنئ .
أما في غرفة إنتظار العروس ؛ فها هي تشابك أصابعها بتوتر و خجل ، جمالها فتنة تحطم كل المقاييس و المعايير ، يلتفن الفتيات حولها يساندنها و يشجعنهت ، بينما ميرسي أريانا تبحث عن شيء مختلف فقالت بتوجس .
ميرسي أريانا : أين كاثرين ؟!
إلتفت خلفها عندما وصلها صوتها
كاثرين : أنا هنا .
.................................
سلااااااام
بعرف أني تأخرت عليكم و أعتذر لكن ظرفي جد قاهر مبارح قدمت إمتحان و كنت مشغولة و رحت عند طبيب الأسنان .
لازم تعرفو يا جماعة أنو حياتي مش بس واتباد الي حياتي الخاصة كمان فإذا تأخرت عليكم إلي ظرفي الي منعني مش إني بدي أخليكم على أعصابكم .
يمكن خيبت ظنكم بطول البارت بس راسي فارغ حاليا مش قادرة أجمع .
بارت بعد 40 فوت و كومنت
1.رأيكم بدخول رافي ؟ ردة فعل كاثرين عندما رأته ؟ و عندما تذكرت كاي ؟ رأيكم بحالة كاي ؟ و كيف تجرأت كاثرين على القدوم لزفاف ؟
2. رأيكم بتصرف تشانيول و خوف ميرسي أريانا ؟
3. رأيكم بالبارت ككل -طبعا البارت تجاوز 1000 كلمة - و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі